الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

باب افتراق الأمم



باب افتراق الأمم

وقال ابن ماجه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن بشر ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين فرقة " . ورواه أبو داود عن وهب بن بقية ، عن خالد ، عن محمد بن عمرو ، به .

وقال ابن ماجه : حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ، حدثنا عباد بن يوسف ، حدثنا صفوان بن عمرو ، عن راشد بن سعد ، عن عوف بن مالك ، قال : قال رسول الله : "
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة ، وسبعون في النار ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة ، فإحدى وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة ، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة ، وثنتان وسبعون في النار " . قيل : يا رسول الله ، من هم؟ قال : " الجماعة " . تفرد به ، وإسناده لا بأس به .

[ ص: 37 ] وقال ابن ماجه أيضا : حدثنا هشام ، هو ابن عمار ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا أبو عمرو ، حدثنا قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة ، وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، وهي الجماعة " . وهذا إسناد قوي على شرط الصحيح ، تفرد به ابن ماجه أيضا .

وقد روى أبو داود ، من حديث الأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس . وأبي سعيد ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيكون في أمتي اختلاف وفرقة ، وقوم يحسنون القيل ، ويسيئون الفعل " . الحديث .

وقال أبو داود : حدثنا أحمد بن حنبل ، ومحمد بن يحيى بن فارس ، قالا : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا صفوان ، هو ابن عمرو ، حدثنا أزهر ، هو ابن عبد الله الحرازي - قال أحمد - عن أبي عامر الهوزني ، عن معاوية بن أبي سفيان ، أنه قام فقال : ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا ، فقال : " ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه [ ص: 38 ] الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ، ثنتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة " . تفرد به أبو داود ، وإسناده حسن . وفي " مستدرك الحاكم " أن الصحابة لما سألوه عن الفرقة الناجية : من هم؟ قال : " ما أنا عليه اليوم وأصحابي .

وقال الإمام أحمد : ثنا يحيى بن إسحاق ، ثنا ابن لهيعة ، عن بكر بن سوداة ، عن سهل بن سعد الأنصاري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " والذي نفسي بيده ، لتركبن سنن من كان قبلكم مثلا بمثل " . تفرد به أحمد من هذا الوجه " .

وقد تقدم في حديث حذيفة أن المخلص من الفتن عند وقوعها اتباع الجماعة ولزوم الإمام بالطاعة إذا كانوا على حق واتباع الشرع ، وإذا فسدوا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، فإنما الطاعة في المعروف . قال أبو بكر الصديق : أطيعوني ما أطعت الله عز وجل ، فإذا خالفت فلا طاعة لي عليكم .

وقد قال ابن ماجه : حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا معان بن رفاعة السلامي ، حدثنا أبو خلف الأعمى ، أنه سمع أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أمتي لا تجتمع على [ ص: 39 ] ضلالة ، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم " . ولكن هذا حديث ضعيف; لأن معان بن رفاعة السلامي قد ضعفه غير واحد من الأئمة . وفي بعض الروايات : " عليكم بالسواد الأعظم; الحق وأهله " . وقد كان الإمام أحمد يقول : السواد الأعظم محمد بن أسلم الطوسي . وقد كان أهل الحق في الصدر الأول هم أكثر الأمة; فكان لا يوجد فيهم مبتدع لا في الأقوال ولا الأفعال ، وفي الأعصار المتأخرة فقد يجتمع الجم الغفير على بدعة ، وقد يخلو الحق في بعض الأزمان المتأخرة عن عصابة يقومون به ، كما قال في حديث حذيفة : فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة؟ قال له : " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " . وتقدم الحديث الصحيح : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ " . وسيأتي في الحديث : " لا تقوم الساعة على أحد يقول : الله الله " .

والمقصود أنه إذا ظهرت الفتن ، فإنه يسوغ اعتزال الناس حينئذ ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخويصة نفسك ، ودع أمر العوام " .

وفي رواية : " إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة فعليك [ ص: 40 ] بخاصة نفسك ، فإن من بعدكم زمان الصبر ، صبر فيهن كقبض على الجمر " ، وقد اعتزل جماعة من السلف الناس والجمعة والجماعة وهم أئمة كبار; كأبي ذر وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، وسلمة بن الأكوع في جماعة من الصحابة ، حتى اعتزلوا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي الصلاة فيه بألف صلاة . واعتزل مالك الجمعة والجماعة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مع معرفته الحديث في فضل الصلاة فيه ، فكان لا يشهد جمعة ولا جماعة ، وكان إذا ليم في ذلك يقول : ما كل ما يعلم يقال . وقصته معروفة ، وكذلك اعتزل سفيان الثوري وخلق من التابعين وتابعيهم; لما شاهدوه من الظلم والشرور والفتن خوفا على إيمانهم أن يسلب منهم ، وقد ذكر الخطابي في كتاب " العزلة " وكذلك ابن أبي الدنيا قبله من هذا جانبا كبيرا .

وقال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة ، عن أبيه ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر; يفر بدينه من الفتن " . لم يخرجه مسلم ، وقد رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، من طريق ابن أبي صعصعة به ، ويجوز حينئذ سؤال الموت وطلبه من الله عند ظهور الفتن والظلم وإن كان قد نهي عنه لغير ذلك ، كما صح به الحديث " .

[ ص: 41 ] وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو يونس ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه ، إلا أن يكون قد وثق بعمله فإنه إن مات أحدكم انقطع عمله ، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا " . والدليل على جواز سؤال الموت عند الفتن ، الحديث الذي رواه أحمد في " مسنده " عن معاذ بن جبل ، وهو حديث المنام الطويل . وفيه : " اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفر لي وترحمني ، وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون ، اللهم إني أسألك حبك ، وحب من يحبك ، وحب عمل يقربني إلى حبك " .

وهذه الأحاديث المتقدمة دالة على أنه يأتي على الناس زمان شديد لا يكون فيه للمسلمين جماعة قائمة بالحق ، إما في جميع الأرضية أو في بعضها .

وقد ثبت في " الصحيح " عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما ، اتخذ الناس رءوسا جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير [ ص: 42 ] علم ، فضلوا وأضلوا " . وفي الحديث الآخر : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " . وفي " صحيح البخاري " : " وهم بالشام " . قال عبد الله بن المبارك وغير واحد من الأئمة : وهم أهل الحديث .

وقال أبو داود : حدثنا سليمان بن داود المهري ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، عن شراحيل بن يزيد المعافري ، عن أبي علقمة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها " . تفرد به أبو داود . ثم قال " : عبد الرحمن بن شريح لم يجز به شراحيل . يعني أنه موقوف عليه ، وقد ادعى كل قوم في إمامهم أنه المراد بهذا الحديث ، والظاهر ، والله أعلم ، أنه يعم حملة العلم العاملين به من كل طائفة ، ممن عمله مأخوذ عن الشارع ، أو ممن هو موافق من كل طائفة وكل صنف من أصناف العلماء ، من مفسرين ، ومحدثين ، وقراء ، وفقهاء ، ونحاة ، ولغويين ، إلى غير ذلك من أصناف العلوم النافعة ، والله أعلم . قال سفيان بن عيينة : من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ، ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى .

[ ص: 43 ] وقوله في حديث عبد الله بن عمرو : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن بقبض العلماء " . ظاهر في أن العلم لا ينتزع من صدور العلماء بعد أن وهبهم الله إياه . وقد ورد في الحديث الآخر الذي رواه ابن ماجه عن بندار ، ومحمد بن المثنى ، عن غندر ، عن شعبة سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال : ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحد بعدي ، سمعته منه : " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ، ويفشو الزنى ، ويشرب الخمر ، ويذهب الرجال ، ويبقى النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد " . وأخرجاه في " الصحيحين " ، من حديث غندر ، به . وقال ابن ماجه : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبي ووكيع ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون بين يدي الساعة أيام ، يرفع فيها العلم ، وينزل فيها الجهل ، ويكثر فيها الهرج ، والهرج القتل " . وهكذا رواه البخاري ومسلم من حديث الأعمش ، به " .

وقال ابن ماجه : حدثني علي بن محمد ، حدثنا أبو معاوية ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب ، حتى لا يدرى ما صيام ولا [ ص: 44 ] صلاة ولا نسك ولا صدقة ، ويسرى على الكتاب في ليلة ، فلا يبقى في الأرض منه آية ، وتبقى طوائف من الناس; الشيخ الكبير ، والعجوز ، يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة : لا إله إلا الله ، فنحن نقولها " . فقال له صلة : ما تغني عنهم : " لا إله إلا الله " وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ، ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة ، ثم ردها عليه ثلاثا ، كل ذلك يعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه في الثالثة ، فقال : يا صلة ، تنجيهم من النار . ثلاثا .

وهذا دال على أن العلم قد يرفع من صدور الرجال في آخر الزمان ، حتى إن القرآن يسرى عليه فيرفع من المصاحف والصدور ، ويبقى الناس بلا علم ولا قرآن ، وإنما الشيخ الكبير والعجوز المسنة يخبران أنهم أدركوا الناس وهم يقولون : لا إله إلا الله فهم يقولونها أيضا على وجه التقرب بها إلى الله عز وجل ، فهي نافعة لهم ، وإن لم يكن عندهم من العمل الصالح والعلم النافع غيرها ، وقوله : تنجيهم من النار . يحتمل أن يكون المراد أنها تدفع عنهم دخول النار بالكلية ، ويكون فرضهم في ذلك الزمان القول المجرد عن العمل ، لعدم تكليفهم بالأعمال ، التي لم يخاطبوا بها ، والله أعلم . ويحتمل أن يكون أراد نجاتهم من النار بعد دخولهم إليها ، وأن لا إله إلا الله تكون سبب نجاتهم من العذاب الدائم المستمر . وعلى هذا يحتمل أن يكونوا من المرادين بقوله تعالى في الحديث : " وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال يوما من الدهر : لا إله إلا الله " . كما سيأتي بيانه في أحاديث الشفاعة ، ويحتمل أن يكون أولئك قوما آخرين . والله أعلم .

[ ص: 45 ] والمقصود : أن العلم يرفع في آخر الزمان ، ويكثر الجهل ، في رواية ، وفي رواية : وينزل الجهل . أي يلهم أهل ذلك الزمان الجهل ، وذلك من قهر الله عليهم ، وخذلانه إياهم ، نعوذ بالله من ذلك ، ثم لا يزالون كذلك في تزايد من الجهالة والضلالة ، إلى منتهى الآجال ، كما في الحديث الأخير : " لا تقوم الساعة على أحد يقول : الله الله " ، و " لا تقوم الساعة إلا على أشرار الناس " .

وفي الطبراني من حديث مطرح بن يزيد ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لهذا الدين إقبالا وإدبارا ، وإن من إقباله أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى فيها إلا الفاسق أو الفاسقان ، فهما ذليلان فيها مضطهدان ، إن تكلما قهرا وذلا واضطهدا ، وإن من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها فلا يبقى فيها إلا الفقيه أو الفقيهان ، فهما ذليلان مضطهدان ، إن تكلما قهرا واضطهدا ، ويلعن آخر هذه الأمة أولها ، ألا وعليهم حلت اللعنة ، حتى يشرب الخمر علانية ، وحتى تمر المرأة بالقوم ، فيقوم إليها بعضهم ، فيرفع بذيلها كما يرفع بذنب النعجة ، فيقول بعضهم : ألا واريتها وراء حائط . فهو يومئذ فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم ، ومن أمر يومئذ بمعروف ، ونهى عن منكر ، فله أجر خمسين ممن رآني وآمن بي وأطاعني وبايعني " . 
[ ص: 578 ] أبو هريرة ( ع )

الإمام الفقيه المجتهد الحافظ ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أبو هريرة الدوسي اليماني . سيد الحفاظ الأثبات .

اختلف في اسمه على أقوال جمة ، أرجحها : عبد الرحمن بن صخر . وقيل : ابن غنم . وقيل : كان اسمه : عبد شمس ، وعبد الله . وقيل : سكين . وقيل : عامر . وقيل : برير . وقيل : عبد بن غنم . وقيل : عمرو . وقيل : سعيد .

وكذا في اسم أبيه أقوال .

قال هشام بن الكلبي : هو عمير بن عامر بن ذي الشرى بن طريف بن عيان بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد

وهذا بعينه قاله خليفة بن خياط في نسبه ; لكنه قال : " عتاب " في " عيان " ، وقال : " منبه " في " هنية " . [ ص: 579 ]

ويقال : كان في الجاهلية اسمه : عبد شمس ، أبو الأسود ، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عبد الله ، وكناه : أبا هريرة .

والمشهور عنه أنه كني بأولاد هريرية . قال : وجدتها ، فأخذتها في كمي ; فكنيت بذلك .

قال الطبراني : وأمه - رضي الله عنها- هي : ميمونة بنت صبيح .

حمل عن النبي - صلى الله عليه وسلم- علما كثيرا طيبا مباركا فيه - لم يلحق في كثرته- وعن أبي ، وأبي بكر ، وعمر ، وأسامة ، وعائشة ، والفضل ، وبصرة بن أبي بصرة ، وكعب الحبر .

حدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين ، فقيل : بلغ عدد أصحابه ثمان مائة ، فاقتصر صاحب " التهذيب " ، فذكر من له رواية عنه في كتب الأئمة الستة ، وهم : إبراهيم بن إسماعيل ، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين ، وإبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري - ويقال : عبد الله بن إبراهيم - وإسحاق مولى زائدة ، وأسود بن هلال ، وأغر بن سليك ، والأغر أبو مسلم ، وأنس بن حكيم ، وأنس بن مالك ، وأوس بن خالد . وبسر بن سعيد ، وبشير بن نهيك ، وبشير بن كعب ، وبعجة بن عبد الله الجهني ، وبكير بن فيروز . وثابت بن عياض وثابت بن قيس الزرقي ، وثور بن عفير . وجابر بن عبد الله ، وجبر بن عبيدة ، وجعفر بن عياض ، وجمهان [ ص: 580 ] الأسلمي ، والجلاس . والحارث بن مخلد ، وحريث بن قبيصة ، والحسن البصري ، وحصين بن اللجلاج - ويقال : خالد ، ويقال : قعقاع - وحصين بن مصعب ، وحفص بن عاصم بن عمر ، وحفص بن عبد الله بن أنس ، والحكم بن ميناء ، وحكيم بن سعد ، وحميد بن عبد الرحمن الزهري ، وحميد بن عبد الرحمن ، وحميد بن مالك ، وحنظلة بن علي ، وحيان بن بسطام ، والد سليم . وخالد بن عبد الله ، وخالد بن غلاق ، وخباب صاحب المقصورة ، وخلاس ، وخيثمة بن عبد الرحمن . وذهيل بن عوف . وربيعة الجرشي ، ورميح الجذامي . وزرارة بن أوفى ، وزفر بن صعصعة - بخلف- وزياد بن ثويب ، وزياد بن رياح ، وزياد بن قيس ، وزياد الطائي ، وزيد بن أسلم - مرسل- وزيد بن أبي عتاب . وسالم العمري ، وسالم بن أبي الجعد ، وسالم أبو الغيث ، وسالم مولى النصريين وسحيم الزهري ، وسعد بن هشام ، وسعيد بن الحارث ، وسعيد بن أبي الحسن ، وسعيد بن حيان ، وسعيد المقبري ، وسعيد بن سمعان ، وسعيد بن عمرو بن الأشدق ، وسعيد ابن مرجانة ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن أبي هند ، وسعيد بن يسار ، وسلمان [ ص: 581 ] الأغر ، وسلمة بن الأزرق ، وسلمة الليثي ، وسليمان بن حبيب المحاربي ، وسليمان بن سنان ، وسليمان بن يسار ، وسنان بن أبي سنان . وشتير - وقيل : سمير - بن نهار ، وشداد أبو عمار ، وشريح بن هانئ ، وشفي بن ماتع ، وشقيق بن سلمة ، وشهر بن حوشب . وصالح بن درهم ، وصالح بن أبي صالح ، وصالح مولى التوأمة ، وصعصعة بن مالك ، وصهيب العتواري . والضحاك بن شرحبيل ، والضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم ، وضمضم بن جوس . وطارق بن محاسن وطاوس اليماني . وعامر بن سعد بن أبي وقاص ، وعامر بن سعد البجلي ، وعامر الشعبي ، وعباد أخو سعيد المقبري ، وعباس الجشمي ، وعبد الله بن ثعلبة بن صعير ، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث ، وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، وأبو سلمة عبد الله بن رافع الحضرمي ، وعبد الله بن رباح الأنصاري ، وعبد الله بن سعد مولى عائشة ، وعبد الله بن أبي سليمان ، وعبد الله بن شقيق ، وعبد الله بن ضمرة ، وابن عباس ، وابن ابن عمر عبيد الله - وقيل : عبد الله - وعبد الله بن عبد الرحمن الدوسي ، وعبد الله بن عتبة [ ص: 582 ] الهذلي ، وعبد الله بن عمرو بن عبد القاري ، وعبد الله بن فروخ ، وعبد الله بن يامين ، وعبد الحميد بن سالم ، وعبد الرحمن بن آدم ، وعبد الرحمن بن أذينة ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعبد الرحمن بن حجيرة ، وعبد الرحمن بن أبي حدرد ، وعبد الرحمن بن خالد بن ميسرة ، وعبد الرحمن بن سعد مولى الأسود . وعبد الرحمن بن سعد المقعد ، وعبد الرحمن بن الصامت ، وابن الهضهاض ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، وعبد الرحمن بن أبي عمرة ، وعبد الرحمن بن غنم ، وعبد الرحمن بن أبي كريمة ، والد السدي ، وعبد الرحمن بن مهران ، مولى أبي هريرة ، وعبد الرحمن بن أبي نعم البجلي . وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وعبد الرحمن بن يعقوب الحرقي ، وعبد العزيز بن مروان ، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن - بخلف- وعبد الملك بن يسار ، وعبيد الله بن أبي رافع النبوي ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب ، وعبيد بن حنين ، وعبيد بن سلمان ، وعبيد بن أبي عبيد ، وعبيد بن عمير الليثي ، وعبيدة بن سفيان ، وعثمان بن أبي سودة ، وعثمان بن شماس - بخلف - وعثمان بن عبد الله بن موهب ، وعجلان ، والد محمد ، وعجلان ، مولى المشمعل ، وعراك بن مالك ، وعروة بن الزبير ، وعروة بن تميم ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطاء بن أبي علقمة ، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني - ولم يدركه- وعطاء بن مينا ، وعطاء بن يزيد ، وعطاء بن يسار ، وعطاء مولى ابن أبي أحمد . وعطاء مولى أم صبية ، وعطاء الزيات - إن صح- وعكرمة بن خالد - وما أظنه لحقه- وعكرمة العباسي ، وعلقمة بن بجالة ، وعلي بن الحسين ، وعلي بن رباح ، وعلي بن شماخ - إن صح- وعمار بن أبي عمار مولى بني هاشم ، وعمارة - وقيل : عمرو- بن أكيمة الليثي ، وعمر بن الحكم بن ثوبان ، وعمر بن الحكم بن رافع ، [ ص: 583 ] وعمر بن خلدة قاضي المدينة ، وعمرو بن دينار ، وعمرو بن أبي سفيان ، وعمرو بن سليم الزرقي ، وعمرو بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي ، وعمرو بن عمير ، وعمرو بن قهيد ، وعمرو بن ميمون الأودي ، وعمير بن الأسود العنسي ، وعمير بن هانئ العنسي ، وعنبسة بن سعيد بن العاص ، وعوف بن الحارث ، رضيع عائشة ، والعلاء بن زياد العدوي ، وعيسى بن طلحة . والقاسم بن محمد ، وقبيصة بن ذؤيب ، وقسامة بن زهير ، والقعقاع بن حكيم - ولم يلقه - وقيس بن أبي حازم . وكثير بن مرة ، وكعب المدني ، وكليب بن شهاب ، وكميل بن زياد ، وكنانة مولى صفية . ومالك بن أبي عامر الأصبحي ، ومجاهد ، والمحرر بن أبي هريرة ، ومحمد بن إياس بن البكير ، ومحمد بن ثابت ، ومحمد بن زياد ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن شرحبيل ، ومحمد بن أبي عائشة ، ومحمد بن عباد بن جعفر ، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ، ومحمد بن عمار القرظ . ومحمد بن عمرو بن عطاء - بخلف - ومحمد بن عمير ، ومحمد بن قيس بن مخرمة ، ومحمد بن كعب القرظي ، ومحمد بن مسلم الزهري - ولم يلحقه- ومحمد بن المنكدر ، ومروان بن الحكم ، ومضارب بن حزن ، والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، والمطوس - ويقال : أبو المطوس - ومعبد بن عبد الله بن هشام والد زهرة . والمغيرة بن أبي بردة ، ومكحول - ولم يره - والمنذر أبو نضرة العبدي ، وموسى بن طلحة ، وموسى بن وردان ، وموسى بن يسار ، وميمون بن مهران ، ومينا مولى عبد الرحمن بن عوف . [ ص: 584 ] ونافع بن جبير ، ونافع بن عباس ، مولى أبي قتادة ، ونافع بن أبي نافع ، مولى أبي أحمد ، ونافع العمري ، والنضر بن سفيان ، ونعيم المجمر . وهمام بن منبه ، وهلال بن أبي هلال ، والهيثم بن أبي سنان ، وواثلة بن الأسقع ، والوليد بن رباح . ويحيى بن جعدة ، ويزيد بن الأصم ، ويحيى بن أبي صالح ، ويحيى بن النضر الأنصاري ، ويحيى بن يعمر ، ويزيد بن رومان - ولم يلحقه - ويزيد بن عبد الله بن الشخير ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط ، ويزيد بن عبد الرحمن الأودي - والد إدريس ، ويزيد بن هرمز . ويزيد مولى المنبعث ، ويعلى بن عقبة ، ويعلى بن مرة ، ويوسف بن ماهك . وأبو إدريس الخولاني ، وأبو إسحاق مولى بني هاشم ، وأبو أمامة بن سهل ، وأبو أيوب المراغي ، وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وأبو تميمة الهجيمي ، وأبو ثور الأزدي ، وأبو جعفر المدني - فإن كان الباقر فمرسل- وأبو الجوزاء الربعي ، وأبو حازم الأشجعي ، وأبو الحكم البجلي ، وأبو الحكم مولى بني ليث ، وأبو حميد - فيقال : هو عبد الرحمن بن سعد المقعد - وأبو حي المؤذن . وأبو خالد البجلي ، والد إسماعيل ، وأبو خالد الوالبي ، وأبو خالد ، مولى آل جعدة ، وأبو رافع الصائغ ، وأبو الربيع المدني ، وأبو رزين الأسدي ، وأبو زرعة البجلي ، وأبو زيد ، وأبو السائب مولى هشام بن زهرة ، وأبو سعد الخير - حمصي ، ويقال : أبو سعيد - وأبو سعيد بن أبي المعلى ، وأبو سعيد الأزدي وأبو سعيد المقبري . وأبو سعيد مولى ابن عامر ، وأبو سفيان [ ص: 585 ] مولى ابن أبي أحمد ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وأبو السليل القيسي وأبو الشعثاء المحاربي ، وأبو صالح الأشعري ، وأبو صالح الحنفي ، وأبو صالح الخوزي ، وأبو صالح السمان ، وأبو صالح مولى ضباعة ، وأبو الصلت ، وأبو الضحاك ، وأبو العالية الرياحي ، وأبو عبد الله الدوسي ، وأبو عبد الله القراظ ، وأبو عبد الله مولى الجندعيين . وأبو عبد العزيز ، وأبو عبد الملك ، مولى أم مسكين . وأبو عبيد مولى ابن أزهر ، وأبو عثمان التبان ، وأبو عثمان النهدي ، وأبو عثمان الطنبذي ، وأبو عثمان آخر ، وأبو علقمة مولى بني هاشم ، وأبو عمر الغداني ، وأبو غطفان المري ، وأبو قلابة الجرمي - مرسل - وأبو كباش العيشي . وأبو كثير السحيمي ، وأبو المتوكل الناجي ، وأبو مدلة ، مولى عائشة ، وأبو مرة مولى عقيل ، وأبو مريم الأنصاري ، وأبو مزاحم - مدني - وأبو مزرد ، وأبو المهزم البصري ، وأبو ميمونة - مدني - وأبو هاشم الدوسي ، وأبو الوليد مولى عمرو بن حريث ، وأبو يحيى مولى آل جعدة ، وأبو يحيى الأسلمي ، هو وأبو يونس مولى أبي هريرة . وابن حسنة الجهني ، وابن سيلان ، وابن مكرز- شامي - وابن وثيمة النصري . وكريمة بنت الحسحاس ، وأم الدرداء الصغرى .  
عرض في كتاب سير أعلام النبلاء

ذكر إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيوب المستقبلة بعد زماننا هذا

 ذكر إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيوب المستقبلة بعد زماننا هذا

قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عاصم ، حدثنا عزرة بن ثابت ، حدثنا علباء بن أحمر اليشكري ، حدثنا أبو زيد الأنصاري ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، ثم صعد المنبر ، فخطبنا حتى حضرت الظهر ، ثم نزل [ ص: 29 ] فصلى الظهر ، ثم صعد المنبر ، فخطبنا حتى حضرت العصر ، ثم نزل فصلى العصر ، ثم صعد المنبر فخطبنا ، حتى غابت الشمس ، فحدثنا بما كان ، وما هو كائن ، فأعلمنا أحفظنا .

وقد رواه مسلم منفردا به في كتاب الفتن من " صحيحه " ، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، وحجاج بن الشاعر ، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ، عن عزرة ، عن علباء ، عن أبي زيد - وهو عمرو بن أخطب . بن رفاعة - الأنصاري به .

وقال البخاري في كتاب بدء الخلق من " صحيحه " : روي عن عيسى بن موسى غنجار ، عن رقبة ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ، فأخبرنا عن بدء الخلق ، حتى دخل أهل الجنة منازلهم ، وأهل النار منازلهم ، حفظ ذلك من حفظه ، ونسيه من نسيه . هكذا ذكره البخاري معلقا بصيغة التمريض عن عيسى غنجار ، عن رقبة وهو ابن مصقلة ، قال أبو مسعود الدمشقي في " الأطراف " : وإنما رواه عيسى غنجار عن أبي حمزة عن رقبة . فالله أعلم .

[ ص: 30 ] وقال أبو داود في أول كتاب الفتن من " سننه " : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ، فما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه ، حفظه من حفظه ، ونسيه من نسيه ، قد علمه أصحابي هؤلاء ، وإنه ليكون منه الشيء فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه . وهكذا رواه البخاري من حديث سفيان الثوري ، ومسلم من حديث جرير ، كلاهما عن الأعمش به .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن علي بن زيد ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ذات يوم بنهار ، ثم قام فخطبنا إلى أن غابت الشمس ، فلم يدع شيئا مما يكون إلى يوم القيامة إلا حدثناه ، حفظ ذلك من حفظ ، ونسي ذلك من نسي ، فكان مما قال : " يا أيها الناس ، إن الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء " . وذكر تمامها إلى أن قال : " وقد دنت الشمس أن تغرب ، وإن ما بقي من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه " .

علي بن زيد بن جدعان التيمي له غرائب ومنكرات ، ولكن لهذا الحديث [ ص: 31 ] شواهد من وجوه أخر . وفي " صحيح مسلم " ، من طريق أبي نضرة ، عن أبي سعيد بعضه ، وفيه الدلالة على ما هو المقطوع به; أن ما بقي من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى منها شيء يسير جدا ، ومع هذا لا يعلم مقدار ما بقي على التعيين والتحديد إلا الله تعالى ، كما لا يعلم مقدار ما مضى منها إلا الله عز وجل . والذي في كتب الإسرائيليين وأهل الكتاب من تحديد ما سلف بألوف ومئين من السنين قد نص غير واحد من العلماء على تخطئتهم فيه ، وتغليطهم ، وهم جديرون بذلك حقيقون به . وقد ورد في حديث : " الدنيا جمعة من جمع الآخرة " . ولا يصح إسناده . وكذا كل حديث ورد فيه تحديد بوقت يوم القيامة على التعيين ، لا يثبت إسناده ، وقد قال الله تعالى : يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إلى قوله : أو ضحاها [ النازعات : 42 - 44 ] وقال تعالى : يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو إلى قوله : ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ الأعراف : 187 ] ، والآيات في هذا والأحاديث كثيرة ، وقال الله تعالى : اقتربت الساعة وانشق القمر [ القمر : 1 ] .

وثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره عن سهل بن سعد ، [ ص: 32 ] قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " بعثت أنا والساعة كهاتين " . وفي رواية : " إن كادت لتسبقني " . وهذا يدل على اقترابها بالنسبة إلى ما مضى من الدنيا ، وقال تعالى : اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون [ الأنبياء : 1 ] ، وقال تعالى : أتى أمر الله فلا تستعجلوه [ النحل : 1 ] وقال تعالى : يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق [ الشورى : 18 ] .

وفي " الصحيح " أن رجلا من الأعراب سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة ، فقال : " إنها كائنة ، فما أعددت لها " ؟ فقال الرجل : والله يا رسول الله ، لم أعد لها كثير صلاة ولا عمل ، ولكني أحب الله ورسوله . فقال : " أنت مع من أحببت " . فما فرح المسلمون بشيء فرحهم بهذا الحديث .

وفي بعض الأحاديث ، أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الساعة ، فنظر إلى غلام فقال : " لن يدرك هذا الهرم حتى تأتيكم ساعتكم " . والمراد : انخرام قرنهم ، ودخولهم في عالم الآخرة ، فإن كل من مات فقد دخل في حكم الآخرة ، وبعض الناس يقول : من مات فقد قامت قيامته . وهذا الكلام بهذا المعنى صحيح ، وقد يقول هذا بعض الملاحدة ، ويشيرون به إلى شيء من الزندقة والباطل . فأما الساعة العظمى وهو اجتماع الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فهذا مما استأثر الله تعالى بعلم وقته ، كما ثبت في الصحيح : " خمس لا [ ص: 33 ] يعلمهن إلا الله " . ثم قرأ : إن الله عنده علم الساعة [ لقمان : 34 ] . وقد سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فأخبره به ، ثم سأله عن الإيمان فأخبره به ، ثم سأله عن الإحسان فأخبره به ، فلما سأله عن الساعة ، قال له : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . قال : فأخبرني عن أشراطها . فأخبره عن ذلك . كما سيأتي إيراده بسنده ومتنه ، مع أمثاله وأشكاله من الأحاديث .   

  قوله تعالى : يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها قوله تعالى : يسألونك عن الساعة أيان مرساها قال ابن عباس : سأل مشركو مكة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متى تكون الساعة ؟ استهزاء ، فأنزل الله - عز وجل - الآية . وقال عروة بن الزبير في قوله تعالى : فيم أنت من ذكراها ؟ لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن الساعة ، حتى نزلت هذه الآية إلى ربك منتهاها . ومعنى مرساها أي قيامها . قال الفراء : رسوها : قيامها كرسو [ ص: 180 ] السفينة . وقال أبو عبيدة : أي منتهاها ، ومرسى السفينة حيث تنتهي . وهو قول ابن عباس . الربيع بن أنس : متى زمانها . والمعنى متقارب . وقد مضى في ( الأعراف ) بيان ذلك . وعن الحسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة إلا بغضبة يغضبها ربك " .


فيم أنت من ذكراها أي في أي شيء أنت يا محمد من ذكر القيامة والسؤال عنها ؟ وليس لك السؤال عنها . وهذا معنى ما رواه الزهري عن عروة بن الزبير قال : لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن الساعة حتى نزلت : فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها أي منتهى علمها ; فكأنه - عليه السلام - لما أكثروا عليه سأل الله أن يعرفه ذلك ، فقيل له : لا تسأل ، فلست في شيء من ذلك . ويجوز أن يكون إنكارا على المشركين في مسألتهم له ; أي فيم أنت من ذلك حتى يسألوك بيانه ، ولست ممن يعلمه . روي معناه عن ابن عباس . والذكرى بمعنى الذكر .

إلى ربك منتهاها أي منتهى علمها ، فلا يوجد عند غيره علم الساعة ; وهو كقوله تعالى : قل إنما علمها عند ربي وقوله تعالى : إن الله عنده علم الساعة .

إنما أنت منذر من يخشاها أي مخوف ; وخص الإنذار بمن يخشى ، لأنهم المنتفعون به ، وإن كان منذرا لكل مكلف ; وهو كقوله تعالى :إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب . وقراءة العامة ( منذر ) بالإضافة غير منون ; طلب التخفيف ، وإلا فأصله التنوين ; لأنه للمستقبل وإنما لا ينون في الماضي . قال الفراء : يجوز التنوين وتركه ; كقوله تعالى : بالغ أمره ، و ( بالغ أمره ) و موهن كيد الكافرين و موهن كيد الكافرين والتنوين هو الأصل ، وبه قرأ أبو جعفر وشيبة والأعرج وابن محيصن وحميد وعياش عن أبي عمرو ( منذر ) منونا ، وتكون في موضع نصب ، والمعنى نصب ، إنما ينتفع بإنذارك من يخشى الساعة . وقال أبو علي : يجوز أن تكون الإضافة للماضي ، نحو ضارب زيد أمس ; لأنه قد فعل الإنذار ، الآية رد على من قال : أحوال الآخرة غير محسوسة ، وإنما هي راحة الروح أو تألمها من غير حس .

كأنهم يوم يرونها يعني الكفار يرون الساعة لم يلبثوا أي في دنياهم ، إلا عشية أي قدر عشية أو ضحاها أي أو قدر الضحى الذي يلي تلك العشية ، والمراد تقليل مدة الدنيا ، كما قال تعالى : لم يلبثوا إلا ساعة من نهار . وروى الضحاك عن ابن عباس : كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا يوما واحدا . وقيل : لم يلبثوا في قبورهم إلا عشية أو ضحاها ، وذلك أنهم استقصروا مدة لبثهم في القبور لما عاينوا من الهول . وقال الفراء : يقول القائل : وهل للعشية ضحى ؟ وإنما الضحى لصدر النهار ، ولكن أضيف الضحى إلى العشية ، وهو اليوم الذي يكون فيه على عادة العرب ; يقولون : آتيك الغداة أو عشيتها ، وآتيك العشية أو غداتها ، فتكون العشية في معنى آخر النهار ، والغداة في معنى أول النهار ; قال : وأنشدني بعض بني عقيل
[ ص: 181 ]نحن صبحنا عامرا في دارها جردا تعادى طرفي نهارها     عشية الهلال أو سرارها
أراد : عشية الهلال ، أو سرار العشية ، فهو أشد من آتيك الغداة أو عشيها .

قوله تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها
 

الفتن جملة ثم نفصل ذكرها بعد ذلك إن شاء الله تعالى



 
باب ذكر الفتن جملة ثم نفصل ذكرها بعد ذلك إن شاء الله تعالى

 
باب ذكر الفتن جملة ثم نفصل ذكرها بعد ذلك إن شاء الله تعالى

قال البخاري : حدثنا يحيى بن موسى ، حدثنا الوليد ، حدثني ابن جابر ، حدثني بشر بن عبيد الله الحضرمي ، حدثني أبو إدريس الخولاني ، أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر; مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال : " نعم " . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : " نعم ، وفيه دخن " . قلت : وما دخنه؟ قال : " قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر " . قلت : فهل [ ص: 34 ] بعد ذلك الخير من شر؟ قال : " نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت : يا رسول الله ، صفهم لنا . قال : " هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا " . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " . ثم رواه البخاري أيضا ومسلم ، عن محمد بن المثنى ، عن الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، به نحوه . وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة ، عن حذيفة; فرواه أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، من طريق نصر بن عاصم ، عن خالد بن خالد اليشكري الكوفي ، عنه مبسوطا ، وفيه تفسير لما فيه من مشكل ، وقد رواه النسائي وابن ماجه من رواية عبد الرحمن بن قرط ، عنه . وفي " صحيح البخاري " ، من حديث إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن حذيفة ، قال : تعلم أصحابي الخير ، وتعلمت الشر .

وثبت في الصحيح من حديث الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الإسلام بدأ [ ص: 35 ] غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء " . قيل : ومن الغرباء؟ قال " النزاع من القبائل " . ورواه ابن ماجه عن أنس ، وأبي هريرة .

وقال أحمد : ثنا هارون بن معروف ، أنبأنا عبد الله بن وهب ، أخبرني أبو صخر ، أن أبا حازم حدثه عن ابن لسعد بن أبي وقاص ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الإيمان بدأ غريبا وسيعود كما بدأ ، فطوبى يومئذ للغرباء ، إذا فسد الناس ، والذي نفس أبي القاسم بيده ليأرزن الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها " .

وقال أحمد ، ثنا حسن بن محمد بن موسى ، ثنا ابن لهيعة ، ثنا جميل الأسلمي ، عن سهل بن سعد الساعدي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم لا يدركني زمان - أو قال : لا تدركوا زمانا - لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا فيه من الحليم ، قلوبهم قلوب الأعاجم ، وألسنتهم ألسنة العرب " . تفرد به أحمد .
 

أبو عبد الله البخاري ( ت ، س )

محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه ، وقيل بذدزبه ، وهي لفظة بخارية ، معناها الزراع . [ ص: 392 ] أسلم المغيرة على يدي اليمان الجعفي والي بخارى ، وكان مجوسيا ، وطلب إسماعيل بن إبراهيم العلم .

فأخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا جعفر الهمداني ، أخبرنا أبو طاهر بن سلفة ، أخبرنا أبو علي البرداني ، أخبرنا هناد بن إبراهيم ، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد ، ومحمد بن الحسين ، قالا : حدثنا إسحاق بن أحمد بن خلف ، أنه سمع البخاري يقول : سمع أبي من مالك بن أنس ، ورأى حماد بن زيد ، وصافح ابن المبارك بكلتا يديه .

قلت : وولد أبو عبد الله في شوال سنة أربع وتسعين ومائة قاله أبو جعفر محمد بن أبي حاتم البخاري ، وراق أبي عبد الله في كتاب : " شمائل البخاري " ، جمعه ، وهو جزء ضخم . أنبأني به أحمد بن أبي الخير ، عن محمد بن إسماعيل الطرسوسي ، أن محمد بن طاهر الحافظ أجاز له ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن خلف ، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن عبد الله بن مهرويه الفارسي المؤدب ، قدم علينا من مرو لزيارة أبي عبد الله السلمي ، أخبرنا أبو محمد أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن مطر الفربري ، حدثنا جدي ، قال : سمعت محمد بن أبي حاتم ، فذكر الكتاب فما أنقله عنه ، فبهذا السند .

ثم إن أبا عبد الله فيما أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن ، أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ست عشرة وستمائة أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ، أخبرنا هبة الله بن الحسن الحافظ ، أخبرنا [ ص: 393 ] أحمد بن محمد بن حفص ، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان ، أخبرنا خلف بن محمد ، حدثنا محمد بن أحمد بن الفضل البلخي ، سمعت أبي يقول : ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره ، فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل -عليه السلام- ، فقال لها : يا هذه ، قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك ، أو كثرة دعائك -شك البلخي - فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره .

وبالسند ، الماضي إلى محمد بن أبي حاتم ، قال : قلت لأبي عبد الله : كيف كان بدء أمرك ؟ قال : ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب . فقلت : كم كان سنك؟ فقال : عشر سنين ، أو أقل . ثم خرجت من الكتاب بعد العشر ، فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره . فقال يوما فيما كان يقرأ للناس : سفيان ، عن أبي الزبير ، عن إبراهيم ، فقلت له : إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم . فانتهرني ، فقلت له : ارجع إلى الأصل . فدخل فنظر فيه ، ثم خرج ، فقال لي : كيف هو يا غلام ؟ قلت : هو الزبير بن عدي ، عن إبراهيم ، فأخذ القلم مني ، وأحكم كتابه ، وقال : صدقت . فقيل للبخاري : ابن كم كنت حين رددت عليه ؟ قال ابن إحدى عشرة سنة . فلما طعنت في ست عشرة سنة ، كنت قد حفظت كتب ابن المبارك ووكيع ، وعرفت كلام هؤلاء ، ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة ، فلما حججت رجع أخي بها ، وتخلفت في طلب الحديث . 

عرض في كتاب سير أعلام النبلاء

الخبر الوارد في ظهور نار من أرض الحجاز أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى






البداية والنهاية »
كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظام يوم القيامة »
ذكر الخبر الوارد في ظهور نار من أرض الحجاز أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى 
19 جزء التالي صفحة
السابق
[ ص: 26 ] ذكر الخبر الوارد في ظهور نار من أرض الحجاز أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى من أرض الشام ، وذلك في سنة أربع وخمسين وستمائة

قال البخاري : حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، عن الزهري ، قال : قال سعيد بن المسيب ، أخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى " .

ورواه مسلم من حديث الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، به .

وقد رواه أبو نعيم الأصبهاني ، ومن خطه نقلت من طريق أبي عاصم النبيل ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن عيسى بن علي الأنصاري ، عن رافع بن بشر السلمي ، عن أبيه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تخرج نار تضيء أعناق الإبل ببصرى ، تسير سير بطيئة الإبل ، تسير النهار وتقيم الليل ، تغدو وتروح ، فيقال : أيها الناس ، قد غدت النار فاغدوا . أو : قالت النار أيها الناس فقيلوا . غدت النار أيها الناس فروحوا . من أدركته أكلته " . هكذا رواه أبو نعيم ، وهو [ ص: 27 ] في " مسند أحمد " من رواية رافع بن بشر السلمي ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون هذه الزيادة إلى : " تضيء أعناق الإبل ببصرى " . وهو الصواب; فإن هذه النار التي ذكر أبو نعيم هي النار التي تسوق الناس إلى أرض المحشر ، كما سيأتي بيان ذلك قريبا .

وقال الإمام أحمد : ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي ، سمعت الأعمش يحدث عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن حبيب بن حماز ، عن أبي ذر قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلنا ذا الحليفة فتعجلت رجال منا إلى المدينة ، وبات رسول الله ، فلما أصبح سأل عنهم ، فقيل : تعجلوا إلى المدينة . فقال : " تعجلوا إلى المدينة والنساء ، أما إنهم سيدعونها أحسن ما كانت " . ثم قال : " ليت شعري ، متى تخرج نار من اليمن من جبل الوراق تضيء لها أعناق الإبل بروكا ببصرى كضوء النهار " . وهذا الإسناد لا بأس به ، وكأنه مما اشتبه على بعض الرواة ، فإن النار التي تخرج من قعر عدن من اليمن ، هي التي تسوق الناس الموجودين في آخر الزمان إلى المحشر ، وأما النار التي تضيء لها أعناق الإبل ، فتلك تخرج من أرض المدينة النبوية ، كما تقدم بيان ذلك .

وقد ذكر الشيخ شهاب الدين أبو شامة - وكان شيخ المحدثين في زمانه ، [ ص: 28 ] وأستاذ المؤرخين في أوانه - أن في سنة أربع وخمسين وستمائة في يوم الجمعة خامس جمادى الآخرة منها ظهرت نار بأرض الحجاز في أرض المدينة النبوية ، في بعض تلك الأودية ، طول أربعة فراسخ وعرض أربعة أميال ، تسيل الصخر ، حتى يبقى مثل الآنك ، ثم يصير مثل الفحم الأسود ، وأن الناس كانوا يسيرون على ضوئها بالليل إلى تيماء ، وأنها استمرت شهرا ، وقد ضبط ذلك أهل المدينة ، وعملوا فيها أشعارا ، وقد ذكرناها فيما تقدم .

وأخبرني قاضي القضاة صدر الدين علي بن أبي القاسم الحنفي ، قاضيهم بدمشق ، عن والده الشيخ صفي الدين مدرس الحنفية ببصرى ، أنه أخبره غير واحد من الأعراب صبيحة تلك الليلة ، ممن كان بحاضرة بلد بصرى ، أنهم شاهدوا أعناق الإبل في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز ، وقد تقدم بسط ذلك سنة أربع وخمسين وستمائة بما فيه كفاية عن إعادته هنا .
  

محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه ، وقيل بذدزبه ، وهي لفظة بخارية ، معناها الزراع . [ ص: 392 ] أسلم المغيرة على يدي اليمان الجعفي والي بخارى ، وكان مجوسيا ، وطلب إسماعيل بن إبراهيم العلم .

فأخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا جعفر الهمداني ، أخبرنا أبو طاهر بن سلفة ، أخبرنا أبو علي البرداني ، أخبرنا هناد بن إبراهيم ، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد ، ومحمد بن الحسين ، قالا : حدثنا إسحاق بن أحمد بن خلف ، أنه سمع البخاري يقول : سمع أبي من مالك بن أنس ، ورأى حماد بن زيد ، وصافح ابن المبارك بكلتا يديه .

قلت : وولد أبو عبد الله في شوال سنة أربع وتسعين ومائة قاله أبو جعفر محمد بن أبي حاتم البخاري ، وراق أبي عبد الله في كتاب : " شمائل البخاري " ، جمعه ، وهو جزء ضخم . أنبأني به أحمد بن أبي الخير ، عن محمد بن إسماعيل الطرسوسي ، أن محمد بن طاهر الحافظ أجاز له ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن خلف ، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن عبد الله بن مهرويه الفارسي المؤدب ، قدم علينا من مرو لزيارة أبي عبد الله السلمي ، أخبرنا أبو محمد أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن مطر الفربري ، حدثنا جدي ، قال : سمعت محمد بن أبي حاتم ، فذكر الكتاب فما أنقله عنه ، فبهذا السند .

ثم إن أبا عبد الله فيما أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن ، أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ست عشرة وستمائة أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ، أخبرنا هبة الله بن الحسن الحافظ ، أخبرنا [ ص: 393 ] أحمد بن محمد بن حفص ، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان ، أخبرنا خلف بن محمد ، حدثنا محمد بن أحمد بن الفضل البلخي ، سمعت أبي يقول : ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره ، فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل -عليه السلام- ، فقال لها : يا هذه ، قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك ، أو كثرة دعائك -شك البلخي - فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره .

وبالسند ، الماضي إلى محمد بن أبي حاتم ، قال : قلت لأبي عبد الله : كيف كان بدء أمرك ؟ قال : ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب . فقلت : كم كان سنك؟ فقال : عشر سنين ، أو أقل . ثم خرجت من الكتاب بعد العشر ، فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره . فقال يوما فيما كان يقرأ للناس : سفيان ، عن أبي الزبير ، عن إبراهيم ، فقلت له : إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم . فانتهرني ، فقلت له : ارجع إلى الأصل . فدخل فنظر فيه ، ثم خرج ، فقال لي : كيف هو يا غلام ؟ قلت : هو الزبير بن عدي ، عن إبراهيم ، فأخذ القلم مني ، وأحكم كتابه ، وقال : صدقت . فقيل للبخاري : ابن كم كنت حين رددت عليه ؟ قال ابن إحدى عشرة سنة . فلما طعنت في ست عشرة سنة ، كنت قد حفظت كتب ابن المبارك ووكيع ، وعرفت كلام هؤلاء ، ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة ، فلما حججت رجع أخي بها ، وتخلفت في طلب الحديث . 


عرض في كتاب سير أعلام النبلاء

الأحاديث والأثار الدالة على أهوال يوم القيامة




ذكر الأحاديث والأثار الدالة على أهوال يوم القيامة ، وما يكون في ذلك اليوم من الأمور الكبار والشدائد ، وما فيه من المغفرة والرحمة والرضوان ، والجنان والنيران

قال الإمام أحمد : حدثنا أحمد بن عبد الملك ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الصهباء ، حدثنا نافع أبو غالب الباهلي ، حدثني أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يبعث الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم " . تفرد به أحمد ، وإسناده لا بأس به . وفي معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " تطش عليهم " . احتمالان؟ أحدهما : أن يكون ذلك من المطر; أي تمطر عليهم ، كما يقال : أصابهم طش من مطر . وهو الخفيف منه . والثاني : أن يكون ذلك من شدة الحر ، وهو الأقرب ، والله أعلم . وقد قال الله تعالى : ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين [ المطففين : 4 - 6 ] . وقد ثبت في [ ص: 386 ] " الصحيح " : أنهم " يقومون في الرشح - أي في العرق - إلى أنصاف آذانهم " . وفي الحديث الآخر : أنهم يتفاوتون في ذلك بحسب أعمالهم كما تقدم ، وفي حديث الشفاعة ، كما سيأتي ، أن الشمس تدنى من العباد يوم القيامة ، فتكون منهم على مسافة ميل ، فعند ذلك يعرقون بحسب أعمالهم .

وقال الإمام أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعا ، وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس ، أو إلى آذانهم " . شك ثور أيهما قال . وكذا رواه مسلم ، عن قتيبة . وأخرجه البخاري ، عن عبد العزيز بن عبد الله ، عن سليمان بن بلال ، عن ثور بن زيد ، عن سالم أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

[ ص: 387 ] وقال الإمام أحمد : حدثنا الضحاك بن مخلد ، عن عبد الحميد بن جعفر ، حدثني أبي ، عن سعيد بن عمير الأنصاري ، قال : جلست إلى عبد الله بن عمر ، وأبي سعيد ، فقال أحدهما لصاحبه : أي شيء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه يبلغ العرق من الناس يوم القيامة فقال أحدهما : إلى شحمته . وقال الآخر : يلجمه . فخط ابن عمر ، وأشار أبو عاصم بأصبعه ، من شحمة أذنه إلى فيه ، فقال : ما أرى ذلك إلا سواء . تفرد به أحمد ، وإسناده جيد قوي .

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا الحسن بن عيسى ، أخبرنا ابن المبارك ، أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني سليم بن عامر ، حدثني المقداد بن الأسود ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد ، حتى تكون قيد ميل ، أو ميلين " . قال سليم : لا أدري أي الميلين أراد؟ أمسافة الأرض ، أم الميل الذي تكحل به العين ؟ قال : " فتصهرهم الشمس ، فيكونون في العرق بقدر أعمالهم ، فمنهم من يأخذه العرق إلى عقبيه ، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من يأخذه إلى حقويه ومنهم من يلجمه إلجاما " . قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى فيه ، قال : " يلجمه إلجاما " . وكذا رواه [ ص: 388 ] الترمذي ، عن سويد بن نصر ، عن ابن المبارك ، وقال : حسن صحيح .

وأخرجه مسلم ، عن الحكم بن موسى ، عن يحيى بن حمزة ، عن ابن جابر ، به نحوه .

وقال ابن المبارك ، عن مالك بن مغول ، عن عبيد الله بن العيزار ، قال : إن الأقدام يوم القيامة مثل النبل في القرن ، والسعيد الذي يجد لقدمه موضعا يضعهما فيه ، وإن الشمس لتدنى من رءوسهم ، حتى يكون بينها وبين رءوسهم - إما قال : ميلا . أو : ميلين - ويزاد في حرها تسعة وستين ضعفا . وقال الوليد بن مسلم ، عن أبي بكر بن سعيد ، عن مغيث بن سمي ، قال : تركد الشمس فوق رءوسهم على أذرع ، وتفتح أبواب جهنم ، فتهب عليهم رياحها وسمومها ويخرج عليهم نفحاتها ، حتى تجري الأنهار من عرقهم أنتن من الجيف ، والصائمون في جناتهم في ظل العرش .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن منصور الطوسي ، [ ص: 389 ] حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، حدثنا الفضل بن عيسى الرقاشي ، حدثنا محمد بن المنكدر ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العرق ليلزم المرء في الموقف حتى يقول : يا رب ، إرسالك بي إلى النار أهون علي مما أجد . وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب " . إسناده ضعيف .

وقد ثبت في " الصحيح " عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله - وفي رواية : إلا ظل عرشه - إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " .

وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، ويحيى بن إسحاق ، قالا : حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثنا خالد بن أبي عمران ، عن القاسم ، عن عائشة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أتدرون من السابقون إلى ظل الله عز وجل ، يوم القيامة ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " الذين إذا أعطوا الحق قبلوه ، وإذا سئلوه بذلوه ، وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم " . تفرد به أحمد ، وإسناده مقارب ، فيه ابن لهيعة وقد تكلموا فيه ، وشيخه ليس بالمشهور .

هذا كله والناس موقوفون في مقام ضنك ضيق حرج شديد صعب ، إلا [ ص: 390 ] على من يسره الله عليه ، فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم الحي القيوم أن يهون علينا ذلك المقام ، وأن يجعله علينا يسيرا بردا وسلاما ، ونعوذ بالله من ضيق يوم القيامة ، اللهم اجعل لنا مخرجا من ذلك ، ونسألك أن توسع علينا في الدنيا والآخرة ، اللهم اجعلنا مع الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، آمين .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، أخبرنا الأصبغ ، هو ابن زيد ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، حدثني ربيعة ، هو ابن عمرو الجرشي الشامي ، قال : سألت عائشة فقلت : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من الليل؟ وبم كان يفتتح الصلاة؟ قالت : كان يكبر عشرا ، ويحمد عشرا ، ويهلل عشرا ، ويستغفر عشرا ، ويقول : " اللهم اغفر لي ، واهدني ، وارزقني " . عشرا ، ويقول : " اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب " . عشرا .

وكذا رواه النسائي في " اليوم والليلة " عن أبي داود الحراني ، عن يزيد بن هارون ، بإسناده مثله ، وعنده : " من ضيق المقام يوم القيامة " .

[ ص: 391 ] وقال ابن أبي الدنيا : حدثني محمد بن قدامة ، حدثني يعقوب بن سلمة الأحمر ، سمعت ابن السماك يقول : سمعت أبا واعظ الزاهد يقول : يخرجون من قبورهم يتسكعون في الظلمات ألف عام ، والأرض يومئذ نار كلها ، وإن أسعد الناس يومئذ من وجد لقدمه موضعا .

وقال أيضا : حدثني هارون بن سفيان ، أخبرنا ابن نفيل ، عن النضر بن عربي قال : بلغني أن الناس إذا خرجوا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله ، وكانت أول كلمة يقولها برهم وفاجرهم : ربنا ارحمنا .

وحدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا ابن المبارك ، أخبرنا سفيان ، عن سليمان ، عن أبي صالح ، قال : بلغني أن الناس يحشرون هكذا . ونكس رأسه ، ووضع يده اليمنى على كوعه اليسرى .

وحدثني عصمة بن الفضل ، حدثني يحيى بن يحيى ، عن المعتمر بن سليمان ، عن أبيه قال : سمعت سيارا الشامي قال : يخرجون من قبورهم وكلهم مذعورون ، فيناديهم مناد : ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون [ الزخرف : 68 ] . فيطمع فيها الخلق فيتبعها : الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين [ ص: 392 ] [ الزخرف : 69 ] . فييأس منها الخلق غير أهل الإسلام .

وروى من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ، ولا يوم نشورهم ، وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رءوسهم ، ويقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن [ فاطر : 34 ] .

قلت : وله شاهد من القرآن العظيم قال الله تعالى : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون الآيات إلى قوله : وعدا علينا إنا كنا فاعلين [ الأنبياء : 101 - 104 ] .

وقال ابن أبي الدنيا : أخبرنا أبو حفص الصفار ، حدثنا جعفر بن سليمان ، حدثنا إبراهيم بن عيسى اليشكري ، قال : بلغنا أن المؤمن إذا بعث من قبره تلقاه ملكان ، مع أحدهما ديباجة فيها برد ومسك ، ومع الآخر كوب من أكواب الجنة فيه شراب ، فإذا خرج من قبره خلط الملك ذلك البرد بالمسك فرشه عليه ، وصب له الآخر شربة فيناوله إياها ، فيشربها فلا يظمأ بعدها أبدا حتى يدخل الجنة .

فأما الأشقياء - والعياذ بالله - فقال الله تعالى : ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون [ ص: 393 ] [ الزخرف : 36 - 39 ] .

وذكرنا في " التفسير " أن الكافر إذا قام من قبره أخذ بيده شيطانه ، ويلزمه فلا يفارقه ، حتى يرمى بهما في النار ، وهكذا كل فاجر وفاسق غافل عن ذكر الله ، مضيع لأمره . وقال تعالى : وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد [ ق : 21 ] . أي : ملك يسوقه إلى المحشر ، وآخر يشهد عليه بأعماله وهذا عام في الأبرار والفجار ، وكل بحسبه لقد كنت في غفلة من هذا أي : أيها الإنسان الغافل عما خلق له فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد [ ق : 22 ] . أي : نافذ قوي حاد وقال قرينه هذا ما لدي عتيد [ ق : 23 ] . أي : هذا الذي جئت به هو الذي وكلت به ، فيقول الله تعالى عند ذلك للسائق والشهيد : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد مناع للخير معتد مريب [ ق : 24 ، 25 ] . أي : ليس فيه خير ، ويمنع غيره من الخير ، ومع ذلك هو مريب أي : هو في شك وريب . ثم انتقل إلى من هو متلبس بأعظم من ذلك ، وقد تجتمع في العبد هذه الأربعة المذمومة المقبوحة ، التي هي أقبح الخصال ، وأعظمها ، وأقبحها الشرك بالله ، فقال تعالى : الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد إلى قوله تعالى : يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد [ ق : 26 - 30 ] . وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى ، هو ابن سعيد القطان ، عن ابن [ ص: 394 ] عجلان ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس ، يعلوهم كل شيء ، من الصغار ، حتى يدخلوا سجنا في جهنم ، يقال له : بولس . فتعلوهم نار الأنيار ، فيسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار . ورواه الترمذي ، والنسائي جميعا عن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك ، عن محمد بن عجلان ، به ، وقال الترمذي : حسن .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن عثمان العقيلي ، حدثنا محمد بن راشد ، عن محمد بن عمر ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة " . ثم قال : تفرد به محمد بن عثمان ، عن شيخه .

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا في " أهوال القيامة " : حدثنا عبد الله بن عمر الجشمي ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن هشام ، أنبا قتادة ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض أسفاره ، وقد [ ص: 395 ] تفاوت بين أصحابه السير ، فرفع بهاتين الآيتين صوته : يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد الحج : 1 ، 2 ] . فلما سمع ذلك أصحابه حثوا المطي ، وعلموا أنه عند قول يقوله ، فلما تأشبوا حوله ، قال : " أتدرون أي يوم ذاك ؟ ذاك يوم ينادى آدم يناديه ربه ؟ يقول : يا آدم ، ابعث بعث النار . قال : يا رب ، وما بعث النار؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار ، وواحد إلى الجنة " . قال : فأبلس أصحابه حتى ما أوضحوا بضاحكة ، فلما رأى ذلك قال : " اعملوا ، وأبشروا ، فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه ، يأجوج ومأجوج ، ومن هلك من بني آدم ومن بني إبليس " . قال : فسري عنهم ، ثم قال : " اعملوا ، وأبشروا ، فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرقمة في ذراع الدابة " . وقد رواه الترمذي والنسائي جميعا عن محمد بن بشار بندار ، عن يحيى بن سعيد القطان ، به ، وقال الترمذي ، : حسن صحيح
قوله تعالى : ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين

قوله تعالى : ألا يظن أولئك إنكار وتعجب عظيم من حالهم ، في الاجتراء على [ ص: 218 ] التطفيف ، كأنهم لا يخطرون التطفيف ببالهم ، ولا يخمنون تخمينا أنهم مبعوثون فمسئولون عما يفعلون . والظن هنا بمعنى اليقين ; أي ألا يوقن أولئك ، ولو أيقنوا ما نقصوا في الكيل والوزن . وقيل : الظن بمعنى التردد ، أي إن كانوا لا يستيقنون بالبعث ، فهلا ظنوه ، حتى يتدبروا ويبحثوا عنه ، ويأخذوا بالأحوط ليوم عظيم شأنه وهو يوم القيامة .
قوله تعالى : يوم يقوم الناس لرب العالمين فيه أربع مسائل :

الأولى : العامل في ( يوم ) فعل مضمر ، دل عليه مبعوثون والمعنى يبعثون يوم يقوم الناس لرب العالمين . ويجوز أن يكون بدلا من يوم في ليوم عظيم ، وهو مبني . وقيل : هو في موضع خفض ; لأنه أضيف إلى غير متمكن . وقيل : هو منصوب على الظرف أي في يوم ، ويقال : أقم إلى يوم يخرج فلان ، فتنصب يوم ، فإن أضافوا إلى الاسم فحينئذ يخفضون ويقولون : أقم إلى يوم خروج فلان . وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، التقدير إنهم مبعوثون يوم يقوم الناس لرب العالمين ليوم عظيم .

الثانية : وعن عبد الملك بن مروان : أن أعرابيا قال له : قد سمعت ما قال الله تعالى في المطففين ; أراد بذلك أن المطففين قد توجه عليهم هذا الوعيد العظيم الذي سمعت به ، فما ظنك بنفسك وأنت تأخذ أموال المسلمين بلا كيل ولا وزن . وفي هذا الإنكار والتعجيب وكلمة الظن ، ووصف اليوم بالعظيم ، وقيام الناس فيه لله خاضعين ، ووصف ذاته برب العالمين بيان بليغ لعظم الذنب ، وتفاقم الإثم في التطفيف ، وفيما كان في مثل حاله من الحيف ، وترك القيام بالقسط ، والعمل على التسوية والعدل في كل أخذ وإعطاء ، بل في كل قول وعمل .

الثالثة : قرأ ابن عمر : ويل للمطففين حتى بلغ يوم يقوم الناس لرب العالمين فبكى حتى سقط ، وامتنع من قراءة ما بعده ، ثم قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يوم يقوم الناس لرب العالمين ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، فمنهم من يبلغ العرق كعبيه ، ومنهم من يبلغ ركبتيه ، ومنهم من يبلغ حقويه ، ومنهم من يبلغ صدره ، ومنهم من يبلغ أذنيه ، حتى إن أحدهم ليغيب في رشحه كما يغيب الضفدع " . وروى ناس عن ابن عباس قال : يقومون [ ص: 219 ] مقدار ثلاثمائة سنة . قال : ويهون على المؤمنين قدر صلاتهم الفريضة . وروي عن عبد الله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يقومون ألف عام في الظلة " . وروى مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يوم يقوم الناس لرب العالمين حتى إن أحدهم ليقوم في رشحه إلى أنصاف أذنيه " . وعنه أيضا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يقوم مائة سنة " . وقال أبو هريرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لبشير الغفاري : " كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس فيه مقدار ثلاثمائة سنة لرب العالمين ، لا يأتيهم فيه خبر ، ولا يؤمر فيه بأمر " قال بشير : المستعان الله .

قلت : قد ذكرناه مرفوعا من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إنه ليخفف عن المؤمن ، حتى يكون أخف عليه من صلاة المكتوبة يصليها في الدنيا " في ( سأل سائل ) . وعن ابن عباس : يهون على المؤمنين قدر صلاتهم الفريضة . وقيل : إن ذلك المقام على المؤمن كزوال الشمس ; والدليل على هذا من الكتاب قوله الحق : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثم وصفهم فقال : الذين آمنوا وكانوا يتقون جعلنا الله منهم بفضله وكرمه وجوده . ومنه آمين . وقيل : المراد بالناس جبريل - عليه السلام - يقوم لرب العالمين ; قاله ابن جبير وفيه بعد ; لما ذكرنا من الأخبار في ذلك ، وهي صحيحة ثابتة ، وحسبك بما في صحيح مسلم ، والبخاري والترمذي من حديث ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم يقوم الناس لرب العالمين قال : " يقوم أحدهم في رشحه إلى نصف أذنيه " . ثم قيل : هذا القيام يوم يقومون من قبورهم . وقيل : في الآخرة بحقوق عباده في الدنيا . وقال يزيد الرشك : يقومون بين يديه للقضاء .

الرابعة : القيام لله رب العالمين سبحانه حقير بالإضافة إلى عظمته وحقه ، فأما قيام الناس بعضهم لبعض فاختلف فيه الناس ; فمنهم من أجازه ، ومنهم من منعه . وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام إلى جعفر بن أبي طالب واعتنقه ، وقام طلحة لكعب بن مالك يوم تيب عليه . وقول [ ص: 220 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار حين طلع عليه سعد بن معاذ : " قوموا إلى سيدكم " . وقال أيضا : " من سره أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار " . وذلك يرجع إلى حال الرجل ونيته ، فإن انتظر ذلك واعتقده لنفسه ، فهو ممنوع ، وإن كان على طريق البشاشة والوصلة فإنه جائز ، وخاصة عند الأسباب ، كالقدوم من السفر ونحوه . وقد مضى في آخر سورة ( يوسف ) شيء من هذا
الجامع لأحكام القرآن »
سورة المطففين »
قوله تعالى ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون


الاستغفار وفضله

 [١٢:٢٠ ص، ٢٠٢١/١٠/٩] عبد الغفارسليمان البنداري: اقرئي للاخر وتفكري فأنتي بين نفسك ومعك الله واهب النعم بلا حساب  

 

الفاضلة ابنتي .... اريد أن أقول لكي كما  وعد نوح وهود كل قومهما بالعيش الرغد والحياة الجميلة التي تزين بالوفرة في المال والرزق الوفير والزيادة في القوة والعزة بشرطين يعطيكي الله هذا كله{احرصي علي ذلك ان وعد الله حق...}

 

الشرط الاول هو ان تكثري من الاستغفار بمعني ان تقولي أستغفر الله في كل يوم مائة مرة [ورد ثابت يوميا في اي وقت تقولينه ليلا او نهارا  ثم انظري كيف وعد الله ووعده لا ينقض ابدا←←] {

قال نوح وهود / وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ    ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ    يُرْسِلِ    السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا    وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ    

 

الشرط الثاني      وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) هود

 

 فوعدهم بالاتي 1. بالرزق الوافر  وبلا حساب في كل ماهو رزق /مال    /وبنين    /وزوج    /وذرية     /وقوة بدنية   /ومادية  /وعلمية    /وعز     /وجاه    /وسلطان   /ومنصب ريادي في الجامعة   

 
ألم تنص الاية علي  ذلك  {{وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}}

 

    2. الشرط الثاني هو ان  

/ لا تعرضين عن وعد الله   

/وصدقي وعده  

/وكلما كانت نفسك طيعة سهلة سامعة لوعده كلما كان تحقيق ذلك قريبا جدا قال الله تعالي { وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) هود}

 

 الاية الثانية [في سورة نوح]

فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)

  1-يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا

2. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ

3.وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ

4.وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)

 

فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)

يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) نوح
ادعوكي لان تري اية فقدرة الله علي كل هذا الثراء فقط بالاستغفار  وعبادته فالله قادر لي كل شيئ

واقول لكي اعطي نفسك تجربة تصدقي فيها مع ربك وابدئي بورد الاستغفار اليومي وانظري قابل الايام كيف يكون الامر...❤️ قل هذا الدعاء 100 مره كل يوم  لمدة شهر او شهرين وانت  ترزق من رزق الله مال وفير وزوجه صالحه واولاد طيبين مباركين

سبحانك و بحمدك انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء  لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت

هذا سيد الاستغفار

علمه  ل اولادك علم هذا الدعاء لاولادك((سبحان الله ذي الملكوت والجبروت، والكبرياء والعظمة))

((سبحان الذي تعطف العزّ وقال به، سبحان الذي لبس المجد وتكرم به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي الفضل والنعم، سبحان ذي المجد والكرم، سبحان ذي الجلال والإكرام)).
   دعـــــاء
((سبحان الله عددَ ما خلق في السماء، وسبحان الله عددَ ما خلق في الأرض، وسبحان الله عددَ ما بين ذلك، وسبحان الله عددَ ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك))
دعـــــاء
((سبحان الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً...))
دعـــــاء
((سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته))
دعـــــاء
((سبحان الله ذي الملكوت والجبروت، والكبرياء والعظمة))
دعـــــاء
((اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان، بديعُ السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام...))
دعـــــاء
((الحمد لله عدد ما خلق الله، والحمد لله ملء ما خلق الله، والحمد لله عدد ما في السموات والأرض، والحمد لله ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شيء، وسبحان الله مثلهن))
دعـــــاء
((ربَّنا لك الحمد، مِلْءَ السموات والأرض ومِلْءَ ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناءِ والمجد، أحقُّ ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ))
دعـــــاء
((الحمد لله الذي يطعم ولا يُطعم، منّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكلِّ بلاء حسن أبلانا، الحمد لله غير مُوَدّع ولا مكافئ ولا مكفور ولا مستغنىً عنه. الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العُرْي، وهدى من الضلالة، وبَصّر من العماية، وفضّل على كثير ممن خلق تفضيلاً، الحمد لله رب العالمين))
دعـــــاء
((الحمد لله عدد ما أحصى كتابُه، والحمد لله عدد ما في كتابه، والحمد عدد ما أحصى خلقه، والحمد لله مِلْءَ ما في خلقه، والحمد لله مَلْءَ سماواته وأرضه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله على كل شيء))
دعـــــاء
((اللهم أنت أحق من ذُكر، وأحق من عُبد، وأنصر من ابتُغي، وأرأف من مَلَك، وأجود من سُئل، وأوسع مَن أعطى. أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا ند لك، كل شيء هالك إلا وجهَك. لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك، تطاع فتشكر، وتُعصى فتغفر. أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حلت دون النفوس، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال. القلوب لك مُفضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، والخلق خلقك، والعبد عبدك، وأنت الله الرؤوف الرحيم...)).
دعـــــاء
((تمَّ نورك فهديت فلك الحمد، عظم حلمك فعفوت فلك الحمد، بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد. ربَّنا: وجهك أكرم الوجوه، وجاهك أعظم الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهناها. تطاع ربَّنا فتشكر، وتُعصى ربَّنا فتغفر، وتجيب المضطر، وتكشف الضر، وتَشفي السُقم، وتغفر الذنب، وتقبل التوبة، ولا يجزي بآلائك أحد، ولا يبلغ مدحتَك قولُ قائل))
دعـــــاء
((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم))
دعـــــاء
((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدّ))
دعـــــاء
((لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين))
دعـــــاء
((اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، و النبيون حق، ومحمد حق. ))
دعـــــاء
اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت...)). ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم...)). ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))
دعـــــاء
((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده))
دعـــــاء
((لا إله إلا الله قبل كل شيء، ولا إله إلا الله بعد كل شيء، ولا إله إلا الله، يبقى ويفنى كل شيء))
دعـــــاء
((اللهم ربَّ السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كل شيء، فالقَ الحبِّ والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء اقض عنا الدين و أغننا من الفقر))
دعـــــاء
((اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون))
دعـــــاء
((يا مَن أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، يا منتهى كل شكوى، يا كريم الصَفح، يا عظيم المنّ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا ربنا ويا سيدنا، ويا مولانا، ويا غاية رغبتنا أسألك يا الله أن لا تَشوي خلقي بالنار))
دعـــــاء
((اللهم لك الحمد كله، اللهم لا مانع لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت...))
دعـــــاء
((اللهم بك أصاول، وبك أحاول، وبك أقاتل))
دعـــــاء
((اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي...))
دعـــــاء
((اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، ونشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى، ونَحْفِد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك؛ إن عذابك الجِدَّ بالكفار مُلْحِق))
دعـــــاء
((اللهم رب السموات ورب الأرضين، وربَّنا وربَّ كل شيء، فالق الحبِّ والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن... أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء، والظاهر فليس فوقك شيء، والباطن فليس دونك شيء...))
27- دعـــــاء
((اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المباركِ الأحب إليك الذي إذا دُعيت به أجبتَ، وإذا سُئلت به أعطيتَ، وإذا استُرحمت به رحمت، وإذا استُفرجت به فَرّجت...))
دعـــــاء
((اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطَر السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون...))
دعـــــاء
((اللهـم أنت المـلك لا إلـه إلا أنــت، أنـت ربـي وأنـا عبـدك... لبيـك وسعديـك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت... اللهم ربنا لك الحمد مِلْءَ السماء ومِلْءَ الأرض ومِلْءَ مابينهما ومِلْءَ ما شئت من شي بعد... أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله ألا أنت)).
دعـــــاء
((اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذل جسده، ورغم لك أنفه...)).
دعـــــاء
((اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك))

الأحد، 14 نوفمبر 2021

معني كلمة ثم ثمّ بالفتح اسم يشار به إلى المكان البعيد



  
  
شرح أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ)
ثمّ
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): ( ثمّ بفتح الثّاء وتشديد الميم إشارة إلى مكان متراخ). [حروف المعاني والصفات: 9] 
  
شرح عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري(ت:761ه)
ثَمَّ قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): (ثَمَّ
ثمّ بالفتح اسم يشار به إلى المكان البعيد نحو {وأزلفنا ثمّ الآخرين} وهو ظرف لا يتصرّف فلذلك غلط من أعربه مفعولا لرأيت في قوله تعالى {وإذا رأيت ثمّ رأيت}
ولا يتقدمه حرف التّنبيه ولا يتأخّر عنه كاف الخطاب). [مغني اللبيب: 2 / 235 - 236] 
  
شرح محمد عبد الخالق عضيمة(ت:1404هـ)
ثم
قال محمد عبد الخالق عضيمة(ت:1404هـ): ( ثم:يشار به إلى المكان البعيد، ظرف لا يتصرف). [دراسات لأساليب القرآن/قسم معاني الحروف:؟؟] 
 

المقحمات الباطل تعريفها في شريعة النووي

    تعقيب علي المقحمات يتبين من تعريف المقحمات بين النووي ومعاجم اللغة العتيدة أن النووي أخطأ جدا في التعريف { المقحمات مفتوح للك...