الاثنين، 20 سبتمبر 2021

ج 13//2.مجمع الزوائد 14003-14453 -



14003 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ذات يوم لغلام من الأنصار : " ناولني نعلي " . فقال الغلام :
ص . 481
يا نبي الله بأبي أنت وأمي اتركني حتى أجعلها أنا في رجلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اللهم إن عبدك هذا يترضاك فارض عنه
رواه الطبراني في الصغير وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك
(8/480)
14004 - وعن دهر الأسلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع فذكر الحديث إلى أن قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يرحمه الله " . فقال عمر : وجبت والله يا رسول الله لو أمتعتنا به فقتل يوم خيبر شهيدا . وقد تقدم في غزوة خيبر
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(8/481)
28 - . ( أبواب في الخصائص )
(8/481)
1 - . باب فيما خص به عمن تقدمه صلى الله عليه و سلم
(8/481)
14005 - عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
فضلت على الأنبياء بست لم يعطهن أحد كان قبلي غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي وجعلت أمتي خير الأمم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الكوثر ونصرت بالرعب والذي نفسي بيده إن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه
رواه البزار وإسناده جيد
(8/481)
14006 - وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أعطيت خمسا لم يعطها نبي قبلي بعثت إلى الأحمر والأسود وإنما كان النبي يبعث إلى قومه ونصرت بالرعب مسيرة شهر . وأطعمت المغنم ولم يطعمه أحد كان قبلي . وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وليس من نبي إلا وقد أعطي دعوة فتعجلها وإني أخرت دعوتي شفاعة لأمتي وهي بالغة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(8/481)
2 - . باب عصمته من القرين
(8/481)
تقدم
(8/481)
3 - . باب منه في الخصائص
(8/481)
14007 - ص . 482 عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أعطيت قوة أربعين في البطش والنكاح
قلت : فذكر الحديث وهو بطوله في النكاح . وفيه المغيرة بن قيس وهو ضعيف
(8/482)
14008 - وعن أنس قال :
فضلت على الناس بأربع : السخاء والشجاعة وكثرة الجماع وشدة البطش
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده رجاله موثقون
(8/482)
14009 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فضلت على الأنبياء بخصلتين : كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم ونسيت الخصلة الأخرى
رواه البزار وفيه إبراهيم بن صرمة وهو ضعيف . وقد تقدم أحاديث هذا الباب في باب عصمته من القرين
(8/482)
4 - . باب منه
(8/482)
14010 - عن عبد الله بن الزبير أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يحتجم فلما فرغ قال :
يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراه أحد
فلما برزت عن
ص . 483
رسول الله صلى الله عليه و سلم عمدت إلى الدم فحسوته فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ما صنعت يا عبد الله ؟ " . قال : جعلته في مكان ظننت أنه خاف عن الناس قال : " فلعلك شربته ؟ " . قال : نعم قال : " ومن أمرك أن تشرب الدم ؟ ويل لك من الناس وويل للناس منك "
رواه الطبراني والبزار باختصار ورجال البزار رجال الصحيح غير جنيد بن القاسم وهو ثقة
(8/482)
14011 - وعن سفينة قال : احتجم النبي صلى الله عليه و سلم قال :
خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس
فتغيبت فشربته ثم ذكرت ذلك له فضحك
رواه الطبراني والبزار باختصار الضحك ورجال الطبراني ثقات
(8/483)
14012 - وعن أبي سعيد الخدري أن أباه مالك بن سنان لما أصيب رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجهه يوم أحد مص دم رسول الله صلى الله عليه و سلم وازدرده فقيل له : أتشرب الدم ؟ فقال : نعم أشرب دم رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " خلط دمي بدمه لا تمسه النار "
رواه الطبراني في الأوسط ولم أر في إسناده من أجمع على ضعفه
(8/483)
14013 - وعن سلمى امرأة أبي رافع قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فوق بيته جالسا فقال :
يا سلمى ائتيني بغسل
فجئته بإناء فيه سدر فصفيته له ثم جثا على مرفقة حشوها ليف وأنا أصب على رأسه فغسلها وإني أنظر إلى كل قطرة تقطر من رأسه في الإناء كأنه الدر يلمع ثم جئته بماء فغسله فلما فرغ من غسله قال : " يا سلمى أهريقي ما في الإناء في موضع لا يتخطاه أحد "
ص . 484
فأخذت الإناء فشربت بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض فقال لي : " ماذا صنعت بما في الإناء ؟ " . قلت : يا رسول الله حسدت الأرض عليه فشربت بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض فقال : " اذهبي حرم الله بدنك على النار "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه معمر بن محمد وهو كذاب
(8/483)
14014 - وعن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت : كان للنبي صلى الله عليه و سلم قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل فقال : " أين القدح ؟ " . قالوا : شربته برة - خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة - فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لقد احتظرت من النار بحظار "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وحكيمة وكلاهما ثقة
(8/484)
14015 - وعن أم أيمن قالت : قام رسول الله صلى الله عليه و سلم من الليل إلى فخارة في جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي صلى الله عليه و سلم قال :
يا أم أيمن قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة
قالت : قد والله شربت ما فيها . فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قال : " أما إنك لا تتجعين بطنك أبدا "
رواه الطبراني وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف
(8/484)
14016 - وعن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي مرداس السلمي قال : كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فدعا بطهور فغمس يده فتوضأ فتتبعناه فحسوناه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما حملكم على ما فعلتم ؟ " . قلنا : حب الله ورسوله قال : " فإن أحببتم أن
ص . 485
يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جواركم "
رواه الطبراني وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف
(8/484)
29 - . باب
(8/485)
14017 - عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال : ما مات النبي صلى الله عليه و سلم حتى قرأ وكتب
رواه الطبراني وقال : هذا حديث منكر وأبو عقيل ضعيف وهذا معارض لكتاب الله تعالى وأظن إن معناه أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يتوف حتى قرأ عبد الله بن عتبة وكتب . يعني : أنه كان يعقل في زمانه والله أعلم
(8/485)
30 - . ( بابان في صفة النبي صلى الله عليه و سلم )
(8/485)
1 - . باب صفته صلى الله عليه و سلم
(8/485)
14018 - عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
صفتي أحمد المتوكل ليس بفظ ولا غليظ يجزي بالحسنة الحسنة ولا يكافئ بالسيئ مولده بمكة ومهاجره بطيبة وأمته الحمادون يأتزرون على أنصافهم ويوضئون أطرافهم أنا جليهم في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال قربانهم الذي يتقربون به إلي دماؤهم رهبان بالليل ليوث بالنهار
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/485)
14019 - وعن يزيد الفارسي قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في النوم زمن ابن عباس
[ قال : ] وكان يزيد يكتب المصاحف
ص . 486
قال : فقلت لابن عباس : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في النوم . قال ابن عباس : إن
النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول : " إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني " . فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت ؟ قال : نعم . رأيت رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر إلى البياض حسن المضحك أكحل العينين جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره قال عوف : لا أدري ما كان مع هذا من النعت . قال : فقال ابن عباس : لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا
رواه أحمد ورجاله ثقات
(8/485)
14020 - وعن يوسف بن مازن أن رجلا سأل عليا : يا أمير المؤمنين انعت لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صفه لنا . قال : كان ليس بالذاهب طولا فوق الربعة إذا جاء مع القوم غمرهم أبيض شديد الوضح ضخم الهامة أغر أبلج أهدب الأشفار شثن ( ضخم ) الكفين والقدمين إذا مشى يتقلع كأنما ينحدر في صبب كأن العرق في وجهه اللؤلؤ لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه و سلم بأبي وأمي
قلت : له عند الترمذي حديث طويل وفي هذا زيادة
رواه عبد الله بإسنادين في أحدهما رجل لم يسم والآخر من رواية يوسف بن مازن عن علي وأظنه لم يدرك عليا والله أعلم
(8/486)
14021 - ورواه البزار باختصار وزاد : حسن الشعر رجله
(8/486)
14022 - وفي رواية عنده : ضخم العينين
ص . 487
(8/486)
14023 - وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أسمر
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
(8/487)
14024 - وعن عائشة أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر رضي الله عنه ينصت :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه . . . ربيع اليتامى عصمة للأرامل
فقال أبو بكر رضي الله عنه : ذاك رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات
(8/487)
14025 - وعن رجل من بلعدوية قال : حدثني جدي قال : انطلقت إلى المدينة فنزلت هذا الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة وإذا المشتري يقول للبائع : أحسن مبايعتي . قال : فقلت في نفسي : هذا الهاشمي الذي أضل الناس أهو هو ؟ فنظرت فإذا رجل حسن الجسم عظيم الجبهة دقيق الأنف دقيق الحاجبين وإذا من ثغرة نحره إلى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود . فذكر الحديث
رواه أبو يعلى . والذي من بلعدوية لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
(8/487)
14026 - وعن الحسن بن علي قال : سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي - وكان وصافا - عن صفة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فقال :
ص . 488
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر وأطول من المربوع وأقصر من المشذب [ عظيم الهامة ] رجل الشعر إذا تفرقت عقيصته فرق وإلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ من غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمنة في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر [ طويل الزندين ] رحب الراحة سبط القصب شثن الكفين والقدمين سائر الأطراف خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعا وتخطى تكفيا ويمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت معا خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه يبدر من لقي بالسلام
قلت : صف لي منطقه . قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم متواصل الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة لا يتكلم في غير حاجة طويل الصمت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم فضل لا فضول ولا تقصير دمث ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وإن دقت [ لا يذم منها شيئا ] لا يذم ذواقا ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها فإذا نوزع الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شيء [ حتى ينتصر له ] لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه
ص . 489
كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها فيضرب بباطن راحة اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا ضحك غض طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام
فكتمها الحسين زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسألته عما سألته ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئا
قال الحسين : سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك فكان إذا أوى إلى منزله جزأ نفسه ثلاثة أجزاء : جزء لله وجزء لأهله وجزء لنفسه . ثم جزأ نفسه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة بالخاصة فلا يدخر عنهم شيئا فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم فيما يصلحهم ويلائمهم ويخبرهم بالذي ينبغي لهم ويقول : " ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغوني في حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها [ إياه ] يثبت الله قدميه يوم القيامة " . لا يذكر عنده إلا ذاك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون روادا ولا يتفرقون إلا عن ذواق ويخرجون أذلة
قال : فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخزن لسانه إلا مما ينفعهم ويؤلفهم ولا يفرقهم أو قال : ولا ينفرهم فيكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه يتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبح ويوهنه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا لكل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ولا يجوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعظمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة
ص . 490
فسألته عن مجلسه فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ولا يوطن الأماكن وينهي عن إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل جلسائه بنصيبه لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المتصرف ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطة وخلقة فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم ولا تنثى فلتاته متعادلين متواصين فيه بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذوي الحاجة ويحفظون الغريب
قال : قلت : كيف كانت سيرته في جلسائه ؟ قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا فاحش ولا عياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهى [ ولا يؤنس منه ] ولا يخيب فيه قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والإكبار ومما لا يعنيه وترك نفسه من ثلاث : كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير وإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أوليتهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الهفوة في منطقه ومسألته حتى إذا كان أصحابه ليستجلبوهم ويقول : " إذا رأيتم طالب الحاجة فأرشدوه " . ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام
قال : قلت : كيف كان سكوته ؟ قال : كان سكوت رسول الله صلى الله عليه و سلم على أربع : على الحلم والحذر والتقدير والتفكر فأما تقديره ففي تسويته النظر واستماع بين الناس وأما تذكره أو قال : تفكره ففيما يبقى ويفنى وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يوصبه ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربع أخذه بالحسنى ليقتدوا به وتركه
ص . 491
القبيح لينتهوا عنه وإجهاده الرأي فيما يصلح أمته والقيام فيما يجمع لهم الدنيا والآخرة
قال أبو عبيد : أبو هالة كان زوج خديجة قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم واسمه النباش [ وابنه هند بن النباش ] من بني أسيد بن عمرو بن تميم
قال علي بن عبد العزيز : حدثني الزبير بن بكار قال : حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي قال : أبو هالة مالك بن زرارة من بني نباش بن زرارة
قال علي بن عبد العزيز : سمعت أبا عبيد يقول : قوله : فخما [ مفخما ] : الفخامة - [ في الوجه ] - نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة . والمربوع : الذي بين الطويل والقصير . والمشذب : المفرط في الطول وكذلك هو في كل شيء قال جرير :
ألوي بها شذب العروق مشذب . . . فكأنما كتب على طربال
وقوله : رجل الشعر : الذي ليس بالسبط الذي لا تكسر فيه . والقطط : الشديدة الجعودة يقول : فيه جعودة بين هذين . والعقيصة : الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور ومنه قول عمر : من عقص أو ضفر فعليه الحق . وقوله : أزج الحاجبين سوابغ : الزجج في الحواجب أن يكون فيها تقوس مع طول في أطرافها وهو السبوغ قال جميل بن معمر :
إذا ما الغانيات برزن يوما . . . وزججن الحواجب والعيونا
قوله : في غير قرن : فالقرن التقاء الحاجبين حتى يتصلا [ يقول : ] فليس هو كذلك ولكن بينهما فرجة يقال للرجل إذا كان كذلك : أبلج وذكر الأصمعي أن العرب تستحب هذا
ص . 492
وقوله : بينهما عرق يدره الغضب يقول : إذا غضب در العرق الذي بين الحاجبين . ودروره : غلظه ونتوؤه وامتلاؤه . وقوله : أقنى العرنين : يعني الأنف والقنا أن يكون فيه دقة مع ارتفاع في قصبته يقال منه : رجل أقن وامرأة قنواء . والأشم : أن يكون الأنف دقيقا لا قنا فيه . وقوله : كث اللحية الكثونة : أن تكون اللحية غير رقيقة ولا طويلة ولكن فيها كثاثة من غير عظم ولا طول . وقوله : ضليع الفم : أحسبه يعني : حدة الشفتين . وقوله : أشنب [ الأشنب ] هو الذي في أسنانه رقة وتحديد يقال منه : رجل أشنب وامرأة شنباء ومنه قول ذي الرمة :
لمياء في شفتيها حدة لعس . . . وفي اللثات وفي أنيابها شنب
والمفلج : هو الذي في أسنانه تفرق . والمسربة : الشعر الذي بين اللبة إلى السرة . شعر يجري كالخط : قال الأعشى :
الآن لما ابيض مسربتي . . . وعضضت من نابي على جذمي
وقوله : جيد دمنة : الجيد : العنق والدمنة : الصورة . وقوله : ضخم الكراديس : قال بعضهم : هي العظام ومعناه أنه عظيم الألواح وبعضهم يجعل [ الكراديس رؤوس العظام والكراديس ] الكراديس في غير هذا الكتائب
ص . 493
والزندان : العظمان اللذان في الساعدين المتصلان بالكفين وصفه بطول الذراعين . سبط القصب : [ القصب ] : كل عظم ذي مخ مثل الساقين والعضدين والذراعين وسبوطهما : امتدادهما يصفه بطول العظام قال ذو الرمة :
جواعل في البري قصبا خدالا . . . أراد بالبرى : الأسورة والخلاخل
وقوله : شثن الكفين والقدمين : يريد أن فيهما بعض الغلظ . والأخمص من القدم في باطنها ما بين صدرها وعقبها : وهو الذي لا يلصق بالأرض من القدمين في الوطء قال الأعشى يصف امرأة بإبطاء في المشي :
كأن أخمصها بالشوك منتعل
وقوله : خمصان : يعني أن ذلك الموضع من قدميه فيه تجاف عن الأرض وارتفاع وهو مأخوذ من خموصة البطن وهي ضمره يقال منه : رجل خمصان وامرأة خمصانة . وقوله : مسيح القدمين : يعني أنهما ملسان وأنه ليس في ظهورهما تكسر ولهذا قال : ينبو عنهما الماء : يعني أنه لا ثبات للماء عليهما . وقوله : إذا خطا تكفأ : يعني التمايل أخذه من تكفئ السفن . وقوله : ذريع المشية : يعني واسع الخطا . كأنما ينحط في صبب : أراه يريد أنه مقبل على ما بين يديه غاض بصره لا يرفعه إلى السماء وكذلك يكون المنحط ثم فسره فقال : خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء . وقوله : إذا التفت التفت جميعا : يريد أنه لا يلوي عنقه دون جسده فإن في هذا بعض الخفة والطيش . وقوله : دمث : هو اللين السهل ومنه قيل للرمل : دمث ومنه حديثه أنه أراد يبول فمال إلى دمث
ص . 494
وقوله : إذا غضب أعرض وأشاح : والإشاحة : الحد وقد يكون الحذر . وقوله : يفتر عن مثل حب الغمام : [ والافترار : أن تكشر الأسنان ضاحكا من غير قهقهة وحب الغمام ] أراد البرد شبه [ به ] بياض أسنانه قال جرير :
يجري السواك على أغر كأنه . . . يرد تحدر من متون غمام
وقوله : يدخلون روادا : الرواد : الطالبون واحدهم رائد ومنه قولهم : الرائد لا يكذب أهله . وقوله : لكل حال عنده عتاد : يعني عدة وقد أعد له . وقوله : لا يوطن الأماكن : أي لا يجعل لنفسه موضعا يعرف إنما يجلس حيث يمكنه في الموضع الذي تكون فيه حاجته ثم فسره فقال : يجلس حيث ينتهي به المجلس ومنه حديثه عليه السلام أنه نهى أن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير . وقوله : في مجلسه لا تؤبن فيه الحرم : يقول : لا توصف فيه النساء ومنه حديثه صلى الله عليه و سلم أنه نهى عن الشعر إذا أبنت فيه النساء . قال أبو عبيد : حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن مجالد عن الشعبي قال : كان رجال في المسجد يتناشدون الشعر فأقبل ابن الزبير فقال : في حرم الله وعند بيت رسول الله تتناشدون الشعر ؟ فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم : إنه ليس بك بأس يا ابن الزبير إنما نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الشعر إذا أبنت فيه النساء أو تروزئت فيه الأموال . وقوله : لا تنثى فلتاته : الفلتات : السقطات لا يتحدث بها . يقال : نثوت أنثو والاسم منه النثا وهذه الهاء التي في فلتاته راجعة على المجلس ألا ترى أن صدر الكلام أنه سأله عن مجلسه وقال أيضا : أنه لم يكن لمجلسه فلتات يحتاج أحد أن يحكيها فلتاته : يريد فلتات المجلس لا يتحدث بها بعضهم عن بعض
رواه الطبراني وفيه من لم يسم
ص . 495
(8/487)
14027 - وعن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غضب احمر وجهه
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه الدارقطني وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/495)
14028 - وعن ابن مسعود قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غضب احمرت وجنتاه
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي وهو ضعيف
(8/495)
14029 - وعن حكيم بن حزام قال : خرجت إلى اليمن فابتعت حلة ذي يزن فأهديتها إلى النبي صلى الله عليه و سلم في المدة التي كان بينه وبين قريش فقال : " لا أقبل هدية مشرك " . فردها فبعتها فاشتراها فلبسها ثم خرج إلى أصحابه وهي عليه فما رأيت شيئا في شيء أحسن منه فيها صلى الله عليه و سلم فما مكثت أن قلت :
وما ينظر الحكام في الفصل بعد ما . . . بدا واضح من غرة وحجول
إذا قايسوه المجد أربى عليهم . . . كمستفرغ ماء الذناب سجيل
فسمعها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتبسم ثم دخل
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وضعفه الجمهور وقد وثق
قلت : وقد تقدمت له طريق أطول من هذه في الهدية
(8/495)
14030 - وعن محمد بن سليمان بن سليط عن أبيه عن جده قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في الهجرة معه أبو بكر رضى الله عنه وعامر بن فهيرة
ص . 496
مولى أبي بكر وابن أريقط يدلهم على الطريق فمر بأم معبد الخزاعية وهي لا تعرفه فقال لها : " يا أم معبد هل عندك من لبن ؟ " . قالت : والله إن الغنم عازبة . قال : " فما هذه الشاة التي أراها في كفاء البيت ؟ " . قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم . قال : " أتأذنين في حلابها ؟ " . قالت : والله ما ضربها من فحل قط وشأنك بها . فمسح ظهرها وضرعها ثم دعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه فملأه فسقى أصحابه به عللا بعد نهل ثم حلب فيه أخرى فغادره عندها وارتحل فلما جاء زوجها عند المساء قال لها : يا أم معبد ما هذا اللبن ولا حلوبة في البيت والغنم عازب ؟ قالت : لا . والله إلا أنه مر بنا رجل ظاهر الوضاء مليح الوجه في أشفاره وطف وفي عينيه دعج وفي صوته صحل غصن بين غصنين لا تشناه من طول ولا تقتحمه عين من قصر لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة كأن عنقه إبريق فضة إذا نظرته علاه البهاء وإذا صمت فعليه الوقار كلامه كخرز النظم أزين أصحابه منظرا وأحسنهم وجها محسود غير مفند له أصحاب يحفون به إذا أمروا تبادروا أمره وإذا نهى انتهوا عند نهيه . فقال : هذا صاحب قريش ولو رأيته لاتبعته ولأجهدن أن أفعل ولم يعلموا بمكة أين توجه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى سمعوا هاتفا يهتف على أبي قبيس :
جزى الله خيرا والجزاء بكفه . . . رفيقين قالا : خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به . . . فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فما حملت من ناقة فوق رحلها . . . أبر وأوفى ذمة من محمد
وأكسى لبرد الحال قبل ابتدائه . . . وأعطى برأس السانح المتجرد
ليهن بني كعب مكان فتلتهم . . . ومقعدها للمؤمنين بمرصد
ص . 497
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن يحيى المديني ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب وقال الحاكم : صدوق فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضا . وقد تقدم هذا الحديث من غير الطريق في المغازي في الهجرة إلى المدينة
(8/495)
14031 - وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن أبي ثابت وهو ضعيف
(8/497)
14032 - وعن أبي قرصافة قال : لما بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا وأمي وخالتي ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي أمي وخالتي : يا بني ما رأينا مثل هذا الرجل أحسن منه وجها ولا أنقى ثوبا ولا ألين كلاما ورأينا كأن النور يخرج من فيه
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/497)
14033 - وعن جبير - يعني ابن مطعم - عن النبي صلى الله عليه و سلم التفت إلينا بوجهه مثل شقة القمر
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/497)
14034 - وعن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال : قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء : صفي لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : لو رأيت الشمس طالعة
ص . 498
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا
(8/497)
14035 - وعن أبي الطفيل قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة فما أنسى بياض وجهه مع شدة سواد شعره إن من الرجال من هو أطول منه ومنهم من هو أقصر منه يمشي ويمشون حوله فقلت لأمي : من هذا ؟ قالت : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم
قلت : له حديث في الصحيح غير هذا
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . ورواه البزار باختصار ورجاله رجال الصحيح
(8/498)
14036 - وعن أم هانئ قالت : ما نظرت إلى بطن رسول الله صلى الله عليه و سلم قط إلا ذكرت القراطيس بعضها على بعض
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف
(8/498)
14037 - وعن جابر بن سمرة قال : كانت إصبع النبي صلى الله عليه و سلم متظاهرة
رواه عبد الله وفيه سلمة بن حفص وهو ضعيف
(8/498)
14038 - وعن ميمونة بنت كردم قالت : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم وكانت إصبعه التي تلي الإبهام لها فضل في الطول على الإبهام . تعني : من الرجل
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
ص . 499
(8/498)
14039 - وعن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كان رجلا ربعة وهو إلى الطول أقرب شديد البياض أسود اللحية حسن الشعر أهدب أشفار العينين بعيد ما بين المنكبين يطأ بقدميه جميعا ليس له أخمص يقبل جميعا ويدبر جميعا لم أر مثله قبله ولا بعده
رواه البزار ورجاله وثقوا
(8/499)
14040 - وعن أبي سعيد الخدري أنه سئل عن خاتم رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي بين كتفيه فقال بإصبعه السبابة هكذا : لحم ناشز بين كتفيه صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد وفيه عبد الله بن ميسرة وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات
(8/499)
14041 - وعن أبي زيد - يعني عمرو بن أخطب - قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا أبا زيد ادن مني وامسح ظهري " . وكشف ظهره فمسحت ظهره وجعلت الخاتم بين إصبعي قال : فغمزتها فقيل : وما الخاتم ؟ قال : شعر مجتمع
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وزاد في رواية عنده :
رأيت الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا بظهره كأنه يختم
وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح
(8/499)
14042 - وعن عباد بن عمرو أنه كان يخدم النبي صلى الله عليه و سلم فخاطبه يهودي فسقط رداؤه عن منكبيه وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكره أن يرى الخاتم فسويته عليه فقال : " من فعل هذا ؟ " . قلت : أنا قال : " تحول إلي " . فجلست بين يديه فوضع يده
ص . 500
على رأسي فأمرها على وجهي وصدري وقال : " إذا أتانا شيء فائتني " . فأتيته فأمر لي بجذعة وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر كأنه ركبة عنز
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(8/499)
14043 - وعن جابر بن سمرة قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم من خلفه لأنظر إلى موضع الخاتم فلما نظر إلي ألقى الرداء فنظرت إليه
قلت : له حديث في الخاتم في الصحيح غير هذا
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(8/500)
14044 - وعن أنس بن مالك قال : كانت للنبي صلى الله عليه و سلم أربع ضفائر في رأسه
رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات
(8/500)
14045 - وعنه قال : كانت للنبي صلى الله عليه و سلم جمة جعدة
رواه البزار وفيه محمد بن القاسم الأسدي وهو ضعيف
(8/500)
14046 - وعن فضالة بن عبيد أنه دخل على عائشة فأخرجت له شعرات من شعر النبي صلى الله عليه و سلم فإذا هو أحمر مصبوغ
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
ص . 501
(8/500)
14047 - وعن جهضم بن الضحاك قال : مررت بالرجيع فرأيت به شيخا قالوا : هذا العداء بن خالد بن هوذة فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : صفه لي فقال : كان حسن السبلة وكانت العرب تسمي اللحية السبلة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/501)
14048 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا مشى مشى مجتمعا ليس فيه كسل
رواه أحمد والبزار وزاد : لم يلتفت يعرف في مشيه أنه غير كسل ولا وهن
ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن التابعي غير مسمى وقد سماه البزار وهو عكرمة وهو من رجال الصحيح أيضا
(8/501)
14049 - وعن أبي عتبة قال : كان للنبي صلى الله عليه و سلم إذا مشي مشى مشيا يقلع الصخر
رواه البزار وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وقد وثق على ضعفه
(8/501)
14050 - وعن شداد قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخذت بيده فإذا هي ألين من الحرير وأبرد من الثلج
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح غير موسى بن أيوب النصيبي وهو ثقة
ص . 502
(8/501)
14051 - وعن بريدة قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم أكثر ما يضحك إلا حتى ترى أو تبدو رباعيته
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
(8/502)
14052 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأتي أم سليم وينام على فراشها وكان ثقيل النوم فذكر الحديث
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(8/502)
2 - . باب منه في صفته وطيب رائحته صلى الله عليه و سلم
(8/502)
14053 - عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مر في طريق من طرق المدينة وجد منه رائحة المسك قالوا : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الطريق
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال :
كنا نعرف رسول الله صلى الله عليه و سلم بطيب رائحته إذا أقبل إلينا
ورجال أبي يعلى وثقوا
(8/502)
14054 - وعن معاذ - يعني ابن جبل - قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فأردفني خلفه فما مسست شيئا قط ألين من جلد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا وجدت رائحة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه و سلم . فذكر الحديث
رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه الحسن بن أبي جعفر وقد وثق على ضعفه
ص . 503
(8/502)
14055 - وعن أم عاصم امرأة فرقد بن عتبة قالت : كنا عند عتبة أربع نسوة ما منا امرأة إلا وهي تجتهد في الطيب لتكون أطيب من صاحبتها وما يمس عتبة الطيب إلا أن يمس دهنا يمسح لحيته وهو أطيب ريحا منا وكان إذا خرج إلى الناس قالوا : ما شممنا ريحا أطيب من ريح عتبة فقلت له يوما : إنا لنجتهد في الطيب ولأنت أطيب ريحا منا فمم ذاك ؟ فقال : أخذني الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكوت ذلك إليه فأمرني أن أتجرد فتجردت وقعدت بين يديه وألقيت ثوبي على فرجي فنفث في يده ثم وضع يده على ظهري وبطني فعبق بي هذا الطيب من يومئذ
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وقال في بعضها : ثلاث نسوة . وقال فيه : ثم بسط يديه فبصق فيهما فمسح إحداهما على الأخرى ومسح إحداهما على بطني والأخرى على ظهري
ورجال الأوسط رجال الصحيح غير أم عاصم فإني لم أعرفها
(8/503)
14056 - وعن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني زوجت ابنتي وإني أحب أن تعينني بشيء فقال :
ما عندي من شيء ولكن إذا كان غد فتعال فجئ بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة وآية بيني وبينك أني أجيف ناحية الباب
فأتاه بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة فجعل يسلت العرق من ذراعيه حتى امتلأت فقال : " خذ ومر ابنتك إذا أرادت أن تطيب أن تغمس هذا العود في القارورة وتطيب به " . قال : فكانت إذا تطيبت شم أهل المدينة رائحة الطيب فسموا ببيت المطيبين
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حلبس الكلبي وهو متروك
(8/503)
14057 - وعن يزيد بن الأسود السوائي قال : حججت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة فصليت معه صلاة الفجر بمنى فلما فرغ من صلاته إذا رجلان خلف الناس لم يصليا
ص . 504
مع الناس قال : " علي بالرجلين " . فجيء بالرجلين ترعد فرائصهما فقال : " أما صليتما معنا ؟ " . قالا : يا رسول الله إنا كنا في رحالنا وظننا أنا لا ندرك الصلاة قال : " فلا تفعلا إذا صليتما في رحالكما ثم أدركتما الصلاة فصليا تكون لكما نافلة " . فقال أحدهما : استغفر لي يا رسول الله فقال : " اللهم اغفر له " . فازدحم الناس على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا يومئذ كأشب الرجال وأقواهم فزاحمت الناس حتى أخذت بيد رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعتها على صدري فلم أر شيئا كان أبرد ولا أطيب من يد رسول الله صلى الله عليه و سلم
قلت : روى أبو داود والترمذي منه إلى قوله : " تكون لكما نافلة "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وإسناده حسن
(8/503)
14058 - وعن جعفر بن محمود بن مسلمة أن جدته عميرة بنت مسعود أخبرته أنها دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم هي وأخواتها يبايعنه وهن خمس فوجدنه يأكل قديدا فمضغ لهن قديدة ثم ناولني القديدة فمضغتها كل واحدة قطعة فلقين الله وما يوجد لأفواههن خلوف
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو ضعيف
(8/504)
31 - . باب في سره وعلانيته صلى الله عليه و سلم
(8/504)
14059 - عن يحيى بن الجزار قال : دخل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم على أم سلمة فقالوا : يا أم المؤمنين حدثينا عن سر رسول الله صلى الله عليه و سلم . قالت : كان سره وعلانيته سواء . ثم ندمت قالت : أفشيت سر رسول الله صلى الله عليه و سلم . قالت : فلما دخل أخبرته فقال : " أحسنت "
ص . 505
رواه أحمد والطبراني وقال : عن يحيى عن أم سلمة ورجالهما رجال الصحيح
(8/504)
32 - . باب في أسمائه صلى الله عليه و سلم
(8/505)
14060 - عن حذيفة قال : بينا أنا أمشي في طريق المدينة إذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسمعته يقول :
أنا محمد وأحمد ونبي الرحمة ونبي التوبة والحاشر والمقفي ونبي الملاحم
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه سوء حفظ
(8/505)
14061 - وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أنا أحمد وأنا محمد وأنا الحاشر الذي أحشر الناس على قدمي وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر فإذا كان يوم القيامة كان لواء الحمد معي وكنت إمام المرسلين وصاحب شفاعتهم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عروة بن مروان قيل فيه : ليس بالقوي وبقية رجاله وثقوا
(8/505)
14062 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " أنا أحمد ومحمد والحاشر والمقفي والخاتم "
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
(8/505)
33 - . باب إخباره صلى الله عليه و سلم بالمغيبات
(8/505)
14063 - ص . 506 عن محمد بن جعفر بن الزبير قال : جلس عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه ويلقون منه عناء إذا هم بمكة وكان ابن وهب بن عمير في أسارى أصحاب بدر . قال : فذكروا أصحاب القليب بمصابهم فقال : والله إن في العيش خيرا بعدهم . فقال عمير بن وهب : صدقت والله لولا دين علي ليس عندي قضاؤه وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي فيهم علة ابني عندهم أسير في أيديهم . قال : فاغتنمها صفوان فقال : علي دينك أنا أقضيه عنك وعيالك مع عيالي أسويهم ما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم . قال عمير : اكتم عني شأني وشأنك . قال : أفعل ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسم ثم انطلق إلى المدينة . فبينما عمر رضي الله عنه بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر إلى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف فقال : هذا الكلب والله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر هذا الذي حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر . ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله هذا عمير بن وهب قد جاء متوشح بالسيف قال : " فأدخله " . فاقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه : ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فإنه غير مأمون . ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم به
ص . 507
وعمر آخذ بحمالة سيفه فقال : " أرسله يا عمر ادن يا عمير " . فدنا فقال : أنعموا صباحا . وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير السلام تحية أهل الجنة " . فقال : أما والله يا محمد إن كنت لحديث عهد بها . قال : " فما جاء بك ؟ " . قال : جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسبه قال : " فما بال السيف في عنقك ؟ " . قال : قبحها الله من سيوف فهل أغنت عنا شيئا ؟ قال : " أصدقني ما الذي جئت له ؟ " . قال : ما جئت إلا لهذا . قال : " بلى قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت : لولا دين علي وعيالي لخرجت حتى أقتل محمدا . فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بينك وبين ذلك " . قال عمير : أشهد أنك رسول الله قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فوالله إني لأعلم ما أنبأك به إلا الله فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق . ثم شهد شهادة الحق . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فقهوا أخاكم في دينه وأقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره " . ثم قال : يا رسول الله إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله وإني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم ولا أؤذيهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم . فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فلحق بمكة
وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش : أبشروا بوقعة [ تأتيكم الآن ] تنسيكم وقعة بدر . وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه فحلف أن لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا . فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام ويؤذي من خالفه أذى شديدا فأسلم على يديه ناس كثير
رواه الطبراني مرسلا وإسناده جيد
ص . 508
(8/506)
14064 - وروى عن عروة بن الزبير نحوه مرسلا وقال فيه : ففرح المسلمون حين هداه الله وقال عمر بن الخطاب : لخنزير كان أحب إلي منه حين اطلع وهو اليوم أحب إلي من بعض بني
وإسناده حسن
(8/508)
14065 - وعن أبي عمران الجوني - لا أعلمه إلا عن أنس - قال : كان وهب بن عمير شهد أحدا كافرا فأصابته جراحة فكان في القتلى فمر به رجل من الأنصار فعرفه فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهره ثم تركه فلما دخل الليل وأصابه البرد لحق بمكة فبرأ فاجتمع هو وصفوان بن أمية في الحجر فقال لصفوان بن أمية : لولا عيالي ودين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمدا بنفسي . فقال صفوان : فكيف تصنع ؟ فقال : أنا رجل جواد لا ألحق آتيه فأغتره ثم أضربه بالسيف ثم ألحق بالجبل ولا يلحقني أحد . فقال له صفوان : فعيالك ودينك علي . فخرج فشحذ سيفه وسمه ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل محمد صلى الله عليه و سلم . فلما قدم المدينة رآه عمر بن الخطاب فهاله ذلك وشق عليه وقال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : إني رأيت وهبا قدم فرابني قدومه وهو رجل غادر فأطيفوا بنبيكم صلى الله عليه و سلم . فأطاف المسلمون بالنبي صلى الله عليه و سلم فجاء وهب فوقف على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أنعم صباحا يا محمد . فقال : " قد أبدلنا الله خيرا منها " . فقال : عهدي بك تحدث بها وأنت معجب . فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " ما أقدمك ؟ " . قال : جئت أفدي أساراكم . قال : " ما بال السيف ؟ " . قال : أما إنا قد حملناها يوم بدر فلم نفلح ولم ننجح . قال : " فما شيء قلت لصفوان وأنتما في الحجر : لولا عيالي وديني لكنت أنا الذي أقتل محمدا بنفسي ؟ " . فأخبره النبي صلى الله عليه و سلم الخبر فقال وهب : هاه كيف قلت ؟ فأعاد عليه . قال وهب : قد كنت
ص . 509
تخبرنا خبر أهل الأرض فنكذبك فأراك تخبر خبر أهل السماء أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال : يا رسول الله أعطني عمامتك . فأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم عمامته ثم خرج راجعا إلى مكة . فقال عمر : لقد قدم وإنه لأبغض إلي من الخنزير ثم رجع وهو أحب إلي من ولدي
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(8/508)
14066 - وعن أبان بن سلمان عن أبيه سلمان قال : كان إسلام قباث بن أشيم الليثي أن رجالا من العرب وغيرهم أتوه فقالوا : إن محمد بن عبد المطلب خرج يدعو إلى غير ديننا . فقام قباث حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما دخل عليه قال له : " اجلس يا قباث " . فأوجم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " [ أنت القائل : ] لو خرجت نساء قريش بأكملها ردت محمدا وأصحابه " . فقال قباث : والذي بعثك بالحق ما تحرك به لساني ولا ترمرمت به شفتاي ولا سمعه مني أحد وما هو إلا شيء هجس في نفسي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله وأن ما جئت به الحق
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم
قلت : وقد تقدمت قصة العباس في غزوة بدر . وقصة ذي الجوشن في غزوة الفتح
وحديث جابر بن عبد الله في قصة خزيمة بن ثابت الذي كان في عير خديجة في عجائب المخلوقات
ص . 510
وحديث عبد الله بن بسر في مناقبه . وغير ذلك
(8/509)
14067 - وعن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل قد رفع لي الدنيا فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كأنما أنظر إلى كفي هذه جليان جلاه الله لنبيه صلى الله عليه و سلم كما جلاه للنبيين من قبله
رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف كثير في سعيد بن سنان الرهاوي
(8/510)
14068 - وعن أبي بكرة قال : لما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث كسرى إلى عامله على أرض اليمن ومن يليه من العرب وكان يقال له : باذام أنه بلغني أنه خرج رجل قبلك يزعم أنه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لأبعثن إليه من يقتله أو يقتل قومه . قال : فجاء رسول باذام إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له هذا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو كان شيء فعلته من قبلي كففت ولكن الله عز و جل بعثني " . فأقام الرسول عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن ربي قتل كسرى ولا كسرى بعد اليوم وقتل قيصر ولا قيصر بعد اليوم " . قال : فكتب قوله في الساعة التي حدثه واليوم الذي حدثه والشهر الذي حدثه فيه ثم رجع إلى باذام فإذا كسرى قد مات وإذا قيصر قد قتل
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن زياد وهو ثقة وعند أحمد طرف منه وكذلك البزار
(8/510)
14069 - وعن خريم بن أوس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ص . 511
هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي وهذه الشماء بنت بقيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود
قلت : يا رسول الله إن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي ؟ قال : " هي لك "
ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طيئ فكنا نقاتل قيسا على الإسلام ومنهم عتبة بن حصن وكنا نقاتل طليحة بن خويلد الفقعسي فامتدحنا خالد بن الوليد وكان فيما قال فينا :
جزى الله عنا طيئا في ديارها . . . بمعترك الأبطال خير جزاء
هم أهل رايات السماحة والندى . . . إذا ما الصبا ألوت بكل خباء
هم ضربوا قيسا على الدين بعد ما . . . أجابوا منادي ظلمة وعماء
ثم سار خالد بن الوليد إلى مسيلمة فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا إلى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز
قال أبو السكين : وبه يضرب المثل تقول العرب : أكفر من هرمز
فبرز له ابن الوليد ودعا إلى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد رضي الله عنه [ وكتب بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه ] فنفله سلبه فبلغت لأقلنسوة هرمز مائة ألف درهم وكانت الفرس إذا أشرف فيها رجل جعلوا ] قلنسوته بمائة ألف درهم ثم سرنا على طريق الطف حتى دخلنا الحيرة فكان أول من تلقانا فيها شيماء بنت بقيلة على بغلة لها شهباء بخمار أسود [ كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ] فتعلقت بها وقلت : هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاني خالد عليها البينة فأتيته بها فسلمها إلي ونزل إلينا أخوها عبد المسيح فقال لي : بعنيها فقلت له : لا أنقصها والله من عشر مائة
ص . 512
شيئا فدفع إلي ألف درهم فقيل لي : لو قلت : مائة ألف دفعها إليك . فقلت : لا أحسب أن مالا أكثر من عشر مائة . وبلغني في غير هذا الحديث أن الشاهدين كانا محمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر
رواه الطبراني
(8/510)
14070 - وعن عائشة قالت : كان يوم من السنة تجتمع فيه نساء النبي صلى الله عليه و سلم عنده يوما إلى الليل قالت : وفي ذلك اليوم قال : " أسرعكن لحوقا أطولكن يدا " . قالت : فجعلنا نتذارع بيننا أينا أطول يدين . قالت : وكانت سودة أطولهن يدا فلما توفيت سودة علمنا أنها كانت أطولهن يدا في الخير والصدقة . قالت : وكانت زينب تغزل الغزل
وتعطيه سرايا النبي صلى الله عليه و سلم يخيطون به ويستعينون به في مغازيهم . قالت : وفي ذلك اليوم قال :
كيف بإحداكن ينبح عليها كلاب الحوأب
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف
(8/512)
14071 - وعن أم سلمة قالت : لما دخل بي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
يا أم سلمة إني أهديت للنجاشي مسكا وحلة ولا أراه إلا قد مات ولا أرى هديتي إلا سترد إلي
قالت : وكان كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطى نساءه أوقية أوقية وأعطاني سائر المسك والحلة
ص . 513
رواه الطبراني . وأم موسى بن عقبة لا أعرفها . ومسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح . قلت : وقد تقدم حديث أم كلثوم بهذه القصة في الهدية في البيع من مسند الإمام أحمد وغيره
(8/512)
14072 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يهلك كسرى فلا يكون كسرى بعده فإنه يقول : أنا ملك الأملاك ويهلك قيصر فلا يكون قيصر بعده فإنه يقول : أنا ملك الأملاك
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
(8/513)
14073 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه عبيد بن كثير التمار وهو متروك
(8/513)
14074 - وعن ابن عباس قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أظلتنا سحابة نحن نطمع فيها فقال : " إن الملك الذي يسوقها أو يسوق هذه السحابة دخل علي فسلم فأخبرني أنه يسوقها إلى وادي كذا "
رواه البزار ورجاله ثقات
(8/513)
14075 - وعن رافع قال : كان بالرحال ابن غنمويه من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى
ص . 514
رسول الله صلى الله عليه و سلم شيء عجيب فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما والرحال معنا جالس مع نفر فقال : " أحد هؤلاء النفر في النار " . قال رافع : فنظرت في القوم فإذا أبو هريرة الدوسي وأبو أروى الدوسي والطفيل بن عمرو الدوسي ورجال بن غنفويه فجعلت أنظر وأتعجب وأقول : من هذا الشقي ؟ فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم رجعت بنو حنيفة فسألت : ما فعل الرجال بن غنفويه ؟ فقالوا : افتتن هو الذي شهد لمسيلمة على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه أشركه في الأمر بعده . فقلت : ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو حق وسمع الرجال وهو يقول : كبشان انتطحا فأحبهما إلينا كبشنا
رواه الطبراني وقال فيه : الرحال بالحاء المهملة المشددة وهكذا قاله الواقدي والمدائني وتبعهما عبد الغني بن سعيد ووهم في ذلك . والأكثرون قالوا : إنه بالجيم الدارقطني وابن ماكولا وفي إسناد هذا الحديث الواقدي وهو ضعيف
(8/513)
14076 - وعن أوس بن خالد قال : كنت إذا قدمت على أبي محذورة سألني عن رجل وإذا قدمت على الرجل سألني عن أبي محذورة فقلت : لأبي محذورة إذا قدمت عليك سألتني عن فلان وإذا قدمت على فلان سألني عنك قال : كنت أنا وأبو هريرة وفلان في بيت فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
آخركم موتا في النار
فمات أبو هريرة ثم مات أبو محذورة ثم مات الرجل
رواه الطبراني وأوس بن خالد لم يرو عنه غير علي بن زيد وفيهما كلام وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/514)
14077 - وعن أبي يونس قال : كنت تاجرا بالمدينة فإذا قدمت المدينة سألني
ص . 515
أبو هريرة عن سمرة بن جندب وإذا قدمت البصرة سألني سمرة عن أبي هريرة فقال أبو هريرة : كنا سبعة في بيت فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " آخركم موتا في النار " . فلم يبق إلا أنا وسمرة
قلت : لعله أراد نار الدنيا فإن سمرة مات كذلك والله أعلم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن زيد بن جدعان وقد وثق وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/514)
14078 - وعن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ليخرجن الظعن من المدينة حتى يدخل الحيرة لا يخاف أحدا إلا الله عز و جل
رواه الطبراني والبزار ورجال البزار رجال الصحيح غير أحمد بن يحيى الأودي وهو ثقة
(8/515)
14079 - وعن أبي جحيفة - فيما يعلم بعض الرواة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجد بيوتكم كما تتنجد الكعبة
قلنا : ونحن على ديننا ؟ قال : " نعم " . قلنا : يومئذ خير من اليوم ؟ قال : " بل أنتم اليوم خير من يومئذ "
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(8/515)
14080 - وعن حذيفة قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : " يكون في أمتي رجل يتكلم بعد الموت "
ص . 516
قلت : وقد تقدم حديث النعمان بن بشير فيمن تكلم بعد الموت في الخلافة في الخلفاء الأربعة
(8/515)
34 - . باب إخبار الذئب بنبوته صلى الله عليه و سلم
(8/516)
14081 - عن أبي سعيد الخدري قال : عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبها الراعي فانتزعها منه فأقعى الذئب على ذنبه فقال : ألا تتقي الله تنزع مني رزقا ساقه الله عز و جل إلي ؟ فقال : يا عجبا ذئب مقعي على ذنبه يكلمني بكلام الأنس فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك محمد صلى الله عليه و سلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق . قال : فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فنودي : الصلاة جامعة ثم خرج فقال للأعرابي : " أخبرهم " . فأخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الأنس ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبر فخذه ما أحدث أهله بعده "
قلت : عند الترمذي طرف من آخره
رواه أحمد
(8/516)
14082 - وفي رواية : عن أبي سعيد أيضا قال : بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليه في بيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه الذئب فانتزع شاة من غنمه فجهده الرجل يرمي بالحجارة حتى استنقذ منه شاته . فذكر نحوه
رواه أحمد والبزار بنحوه باختصار ورجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح
(8/516)
14083 - وعن أبي هريرة قال :
ص . 517
جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه . قال : فصعد الذئب على تل فأقعى واستذفر وقال : عمدت إلى رزق رزقنيه الله فانتزعته مني ؟ فقال الراعي : بالله إن رأيت كاليوم ذئبا يتكلم قال الذئب : أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرمين يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم . وكان الرجل يهوديا فجاء النبي صلى الله عليه و سلم [ فأسلم ] وخبره فصدقه النبي صلى الله عليه و سلم وقال النبي صلى الله عليه و سلم :
إنها أمارات من أمارات بين يدي الساعة وقد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد ورجاله ثقات
(8/516)
35 - . باب سؤال الذئب القوت
(8/517)
14084 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : بنحوه - يعني بنحو حديث قبله - وزاد فيه : وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى يوما صلاة الغداة ثم قال :
هذا الذئب وما الذئب جاءكم يسألكم أن تعطوه أو تشركوه في أموالكم
فرماه رجل بحجر فمر أو ولى وله عواء
رواه البزار وقال : وهذا الذي زاده جرير لا نعلم أحدا رواه غيره ورجاله رجال الصحيح غير زياد بن أبي الأدبر وهو ثقة
(8/517)
36 - . باب شهادة الشجر بنبوته صلى الله عليه و سلم
(8/517)
14085 - عن ابن عمر قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فأقبل أعرابي فلما
ص . 518
دنا قال له النبي صلى الله عليه و سلم : " أين تريد ؟ " . قال : إلى أهلي . قال : " هل لك في خير ؟ " . قال : وما هو ؟ قال : " تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله " . قال : من شاهد على ما تقول ؟ قال : " هذه الشجرة " . فدعاها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا حتى جاءت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال : إن يتبعوني آتيك بهم وإلا رجعت إليك فكنت معك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . ورواه أبو يعلى أيضا والبزار
(8/517)
37 - . باب شهادة الضب بنبوته صلى الله عليه و سلم
(8/518)
14086 - عن عمر بن الخطاب بحديث الضب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمه فذهب به إلى رحله فرأى جماعة فقال : على من هذه الجماعة فقالوا : على هذا الذي يزعم أنه النبي فشق الناس ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك وأنقص ولولا أن تسميني العرب عجولا لعجلت عليك فقتلتك فسررت بقتلك الناس أجمعين . فقال عمر : يا رسول الله دعني أقتله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما علمت أن الحليم كاد يكون نبيا " . ثم أقبل الأعرابي على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : واللات والعزى لا آمنت بك
ص . 519
وقد قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا أعرابي ما حملك على أن قلت ما قلت وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي ؟ " . قال : وتكلمني أيضا - استخفافا برسول الله صلى الله عليه و سلم - واللات والعزى لا آمنت بك حتى يؤمن بك هذا الضب . فأخرج الضب من كمه فطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال : إن آمن بك هذا الضب آمنت بك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا ضب " . فكلمه الضب بلسان عربي مبين يفهمه القوم جميعا : لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من تعبد ؟ " . قال : الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عذابه . قال : " فمن أنا يا ضب ؟ " . قال : أنت رسول رب العالمين وخاتم النبيين قد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك
فقال الأعرابي : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا والله لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك ووالله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي ومن ولدي فقد آمنت بك شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الحمد لله الذي هداك [ الدين ] الذي يعلو ولا يعلى لا يقبله الله تعالى إلا بصلاة ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن " . فعلمه رسول الله صلى الله عليه و سلم { الحمد } و { قل هو الله أحد } فقال : يا رسول الله ما سمعت في البسيط ولا في الرجز أحسن من هذا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن هذا كلام رب العالمين وليس بشعر وإذا قرأت { قل هو الله أحد } [ مرة ] فكأنما قرأت ثلث القرآن وإذا قرأت { قل هو الله أحد } مرتين فكأنما قرأت ثلثي القرآن وإذا قرأت { قل هو الله أحد } ثلاث مرات فكأنما قرأت القرآن كله "
فقال الأعرابي : نعم الإله فإن إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل . ثم قال
ص . 520
رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أعطوا الأعرابي " . فأعطوه حتى أبظروه . فقام عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله إني أريد أن أعطيه ناقة أتقرب بها إلى الله عز و جل دون البختي وفوق الأعرابي وهي عشر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قد وصفت ما تعطي وأصف لك ما يعطيك الله تعالى جزاء " . قال : نعم . قال : " ناقة من درة جوفاء قوائمها من زمرد أخضر وعنقها من زبرجد أصفر عليها هودج وعلى الهودج السندس والإستبرق تمر بك على الصراط كالبرق الخاطف " . فخرج الأعرابي من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلقاه ألف أعرابي على ألف دابة بألف رمح وألف سيف . فقال لهم : أين تريدون ؟ فقالوا : نقاتل هذا الذي يكذب ويزعم أنه نبي . فقال الأعرابي : إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقالوا له : صبوت ؟ فقال لهم : ما صبوت . وحدثهم هذا الحديث فقالوا بأجمعهم : لا إله إلا الله محمد رسول الله . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فتلقاهم في رداء فنزلوا عن ركابهم يقبلون ما رأوا منه إلا وهم يقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله فقالوا : مرنا بأمرك يا رسول الله قال : " تدخلون تحت راية خالد بن الوليد " . قال : فليس أحد من العرب آمن منهم ألف جميعا إلا بنوا سليم
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن علي بن الوليد البصري قال البيهقي : والحمل في هذا الحديث عليه . قلت : وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/518)
38 - . باب حديث الظبية
(8/520)
14087 - ص . 14087 عن أنس بن مالك قال : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على قوم قد صادوا ظبية فشدوها إلى عمود فسطاط فقالت : يا رسول الله إني وضعت ولدين خشفين فاستأذن لي أن أرضعهما ثم أعود فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " خلوا عنها حتى تأتي خشفيها فترضعهما وتأتي إليكما " . قالوا : ومن لنا بذلك يا رسول الله ؟ قال : " أنا " . فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها . قال : " تبيعوها " . قال : يا رسول الله هي لك فخلوا عنها فأطلقوها فذهبت
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف
(8/140)
14088 - وعن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصحراء فإذا مناد يناديه : يا رسول الله فالتفت فلم ير أحدا ثم التفت فإذا ظبية موثوقة فقالت : ادن مني يا رسول الله فدنا منها فقال : " حاجتك ؟ " . فقالت : إن لي خشفين في هذا الجبل فخلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك . قال : " وتفعلين ؟ " . قالت : عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل . فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها وانتبه الأعرابي فقال : ألك حاجة يا رسول الله ؟ قال : " نعم تطلق هذه " . فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
رواه الطبراني وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف
(8/140)
39 - . باب ما جاء في الشاة المسمومة
(8/140)
14089 - عن ابن عباس أن امرأة من اليهود أهدت لرسول الله صلى الله عليه و سلم شاة مسمومة فأرسل إليها فقال : " ما
ص . 522
حملك على ما صنعت ؟ " . قالت : أحببت أو أردت إن كنت نبيا فإن الله عز و جل سيطلعك [ عليه ] وإن لم تك نبيا أريح الناس منك . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا وجد من ذلك شيئا احتجم . قال : فسافر مرة فلما أحرم وجد من ذلك شيئا فاحتجم
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة
(8/140)
14090 - وعن أنس قال : بنحوه وزاد فيه : وأهدت امرأة يهودية إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شاة سميطا
فلما مد يده إليها ليأكل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن عضوا من أعضائها يخبرني أنها مسمومة " . فامتنع رسول الله صلى الله عليه و سلم وامتنع من معه فأرسل إلى اليهودية فقال : " ما حملك على أن أفسدتيها بعد أن أصلحتيها ؟ " . قالت : أردت أن أعلم إن كنت نبيا فإنك ستعلم ذلك وإن كنت غير نبي أرحت الناس منك
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وهو ثقة وهو ضعيف
(8/522)
14091 - وعن أبي سعيد الخدري أن يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شاة سميطا فلما بسط القوم أبديهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أمسكوا فإن عضوا من أعضائها يخبرني أنها مسمومة " . فأرسل إلى صاحبتها : " أسممت طعامك هذا ؟ " . قالت : نعم . قال : " ما حملك على ذلك ؟ " . قالت : أردت إن كنت كاذبا أن أريح الناس منك وإن كنت صادقا علمت أن الله تبارك وتعالى سيطلعك عليه . فبسط يده وقال : " كلوا بسم الله "
ص . 523
قال : فأكلنا وذكرنا اسم الله فلم يضر أحدا منا
رواه البزار ورجاله ثقات
(8/522)
14092 - وعن كعب بن مالك أن امرأة يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شاة مصلية بخيبر . فقال لها : " ما هذه ؟ " . قالت : هذه هدية وحذرت أن تقول من الصدقة . فأكل وأكل أصحابه ثم قال لهم : " أمسكوا " . ثم قال للمرأة : " هل سممت هذه الشاة ؟ " . فقالت : من أخبرك ؟ قال : " هذا العظم لساقها " . وهو في يده قالت : نعم . قال : " لم ؟ " . قالت : قلت : إن كنت كاذبا أن يستريح الناس منك وإن كنت نبيا لم يضرك . فاحتجم النبي صلى الله عليه و سلم [ على الكاهل ] وأمر أصحابه فاحتجموا فمات بعضهم
قال الزهري : وأسلمت المرأة فزعموا أنه قتلها
رواه الطبراني وفيه أحمد بن بكر البالسي وثقه ابن حبان وقال : يخطئ وضعفه ابن عدي وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/523)
14093 - وعن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده قال : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شاة مسمومة مصلية فأكل منها هو وبشر بن البراء بن معرور فمرضا مرضا شديدا ثم أن بشرا مات فلما مات أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليهودية التي أهدتها له فقال : " ما أطعمتينا ويحك ؟ " . قالت : أطعمتك السم . قال : " ما حملك على ذلك ؟ " . قالت : سمعتك تذكر فإن كنت نبيا علمت أنها لا تضرك وإن كنت غير ذلك فأردت أن أريح الناس منك . ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلبت
رواه الطبراني . ويحيى هذا إن كان ابن أبي لبيبة فقد ذكره الذهبي في الميزان وإن كان ابن لبيبة فلم أعرفه
ص . 524
(8/523)
14094 - وعن عمار بن ياسر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها للشاة التي أهديت له بخيبر
رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن عبد الله المخرمي وثقه الإسماعيلي وضعفه الدارقطني وفيه من لم أعرفه
قلت : وقد تقدم في غزوة خيبر من مرسل عروة
(8/524)
40 - . باب حبس الشمس له صلى الله عليه و سلم
(8/524)
14095 - عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(8/524)
14096 - وعن أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الظهر بالصهباء ثم أرسل عليا في حاجة فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه و سلم العصر فوضع النبي صلى الله عليه و سلم رأسه في حجر علي فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس فقال : " اللهم إن عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيه فرد عليه الشمس " . قالت أسماء : فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض وقام علي فتوضأ وصلى العصر ثم غابت في ذلك بالصهباء
(8/524)
14097 - وفي رواية عنها أيضا قالت :
ص . 525
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه فأنزل عليه يوما وهو في حجر علي فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " صليت العصر " . قال : لا يا رسول الله فدعا الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر . قالت : فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردت حتى صلى العصر
رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح عن إبراهيم بن حسن وهو ثقة وثقه ابن حبان وفاطمة بنت علي بن أبي طالب لم أعرفها
(8/524)
41 - . باب رده البصر صلى الله عليه و سلم
(8/525)
14098 - عن قتادة بن نعمان قال : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قوس فدفعها رسول الله صلى الله عليه و سلم إلي يوم أحد فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اندقت سيتها ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ألقى السهام بوجهي كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ميلت وجهي ورأسي لأقي وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا رمي أرميه فكان آخرها سهما ندرت منه حدقتي على خدي وافترق الجمع فأخذت حدقتي بكفي فسعيت بها في كفي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم دمعت عيناه فقال :
اللهم إن قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرا
فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرا
رواه الطبراني وأبو يعلى ولفظه : عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فسألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " لا " . فدعا به فغمز حدقته براحته فكان لا يدري أي عينيه أصيبت
ص . 526
وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم وفي إسناد أبي يعلى يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(8/525)
14099 - وعن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال : أصيبت عين أبي ذر يوم أحد فبزق فيها النبي صلى الله عليه و سلم فكانت أصح عينيه
رواه أبو يعلى وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(8/526)
14100 - وعن رجل من سلامان بن سعيد عن أمه أن خالها [ حبيب بن ] فريك حدثها أن أباها خرج به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا فسأله ما أصابه قال : كنت أمري جمالي فوقعت رجلي على بيض حية فأصبت ببصري فنفث رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه فأبصر فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وإنه لابن ثمانين سنة وإن عينيه لمبيضتان
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وقد تقدم حديث رفاعة في غزوة بدر من طريق البزار والطبراني في الأوسط
(8/526)
42 - . باب شفاء السلعة
(8/526)
14101 - عن محمد بن عقبة بن شرحبيل عن جده عبد الرحمن عن أبيه قال : أتيت رسول صلى الله عليه و سلم وبكفي سلعة فقلت : يا نبي الله هذه السلعة قد أورمتني تحول بيني وبين قائم السيف أن أقبض عليه وعن عنان الدابة . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ادن مني " . فدنوت منه ثم قال : " افتح يدك " . ففتحتها ثم قال : " اقبضها " . فقبضتها قال : " ادن
ص . 527
مني " . فدنوت فنفث في كفي ثم وضع يده على السلعة فما زال يطحنها حتى رفع عنها وما أرى أثرها
رواه الطبراني . ومخلد ومن فوقه لم أعرفهم وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/526)
43 - . باب شفاء الجرح
(8/527)
14102 - عن عبد الله بن أنيس قال : ضرب المستنير بن رزام اليهودي وجهي بمخرش ( عصا معوجة ) من
شوحط ( نوع من الشجر ) فشجني منقلة ( ما تنقل العظم عن موضعه ) أو مأمومة ( التي تبلغ أم الرأس ) فأتيت بها النبي صلى الله عليه و سلم فكشف عنها ونفث فيها فما أذاني منها شيئا
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(8/527)
44 - . باب تسبيح الحصى
(8/527)
14103 - عن سويد بن زيد قال : رأيت أبا ذر جالسا وحده في المسجد فاغتنمت ذلك فجلست إليه فذكرت له عثمان فقال : لا أقول لعثمان أبدا إلا خيرا لشيء رأيته عند رسول الله صلى الله عليه و سلم كنت أتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتعلم منه فذهبت يوما فإذا هو قد خرج فاتبعته فجلس في موضع فجلست عنده فقال : " يا أبا ذر ما جاء بك ؟ " . قال : قلت : الله ورسوله . قال : فجاء أبو بكر فسلم وجلس عن يمين النبي صلى الله عليه و سلم فقال له : " ما جاء بك يا أبا بكر ؟ " . قال : الله ورسوله . قال : فجاء عمر فجلس عم يمين أبي بكر فقال : " يا عمر ما جاء بك ؟ " . قال : الله ورسوله
ص . 528
ثم جاء عثمان فجلس عن يمين عمر فقال : " يا عثمان ما جاء بك ؟ " . قال : الله ورسوله . قال : فتناول النبي صلى الله عليه و سلم سبع حصيات أو تسع حصيات فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن ثم وضعهن في يد أبي بكر فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات وفي بعضهم ضعف
قلت : وقد تقدم في الخلافة له طريق عن أبي ذر أيضا وقال الزهري فيها : يعني الخلافة
رواه الطبراني في الأوسط وزاد في إحدى طريقيه : ويسمع تسبيحهن من في الحلقة في كل واحد وقال : ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا
(8/527)
45 - . باب معجزاته صلى الله عليه و سلم في الماء ونبعه من بين أصابعه
(8/528)
14104 - عن ابن عباس قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال : " ما من ماء ؟ " . قالوا : لا فقال : " هل من شن ؟ " . فجاؤوا بشن فوضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ووضع يده عليه ثم فرق أصابعه فنبع الماء مثل عصا موسى من أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا بلال اهتف بالناس بالوضوء " . فأقبلوا يتوضئون من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت همة ابن مسعود الشرب فلما توضؤوا صلى بهم الصبح ثم قعد للناس فقال : " يا أيها الناس من أعجب إيمانا ؟ " . قالوا : الملائكة
ص . 529
قال : " وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر ؟ " . قالوا : فالنبيون يا رسول الله . قال : " وكيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم من السماء " . قالوا : فأصحابك يا رسول الله . قال : " وكيف لا يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون ولكن أعجب الناس إيمانا قوم يجيئون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني أولئك إخواني "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار والبزار باختصار وأحمد إلا أنه قال : فانفجر من بين أصابعه عيون . وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط
(8/528)
14105 - وعن البراء بن عازب قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسير فأتينا على ركية ذمة - أي قليلة الماء - قال : فنزل فيها ستة أنا سادسهم ماحة ( جافة ) . قال : فأدليت إلينا دلو . قال : ورسول الله صلى الله عليه و سلم على شفة الركي . قال : فجعلنا فيها نصفها أو قريب ثلثيها فرفعت إلى رسول الله قال البراء : فكدت بإنائي هل أجد شيئا أجعله في حلقي فما وجدت فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فغمس يده فيها فقال ما شاء الله أن يقول فأعيدت إلينا الدلو بما فيها . قال : فقد رأيت آخرنا أخرج بقوة خشية الغرق . قال : ثم ساحت - يعني جرت نهرا -
قلت : هو في الصحيح باختصار كثير في غزوة الحديبية
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
ص . 530
(8/529)
14106 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جهز جيشا إلى المشركين فيهم أبو بكر وعمر - أمرهما - والناس كلهم قال لهم : " أجدوا السير فإن بينكم وبين المشركين ماء إن سبق المشركون إلى ذلك الماء شق على الناس وعطشتم عطشا شديدا أنتم ودوابكم وركابكم " . وتخلف رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثمانية هو تاسعهم فقال لأصحابه : " هل لكم أن نعرس قليلا ثم نلحق بالناس ؟ " . قالوا : نعم يا رسول الله فعرسوا فما أيقظهم إلا حر الشمس . فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه فقال لهم : " قوموا واقضوا حاجتكم " . ففعلوا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هل مع أحد منكم ماء ؟ " . قال رجل منهم : يا رسول الله ميضأة فيها شيء من ماء . قال : " جئ بها " . فجاء بها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فمسحها بكفيه ودعا بالبركة ثم قال لأصحابه : " تعالوا فتوضؤوا " . فجاؤوا فجعل يصب عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى توضؤوا وأذن رجل منهم وأقام . قال : فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال لصاحب الميضأة : " ازدهر بميضأتك فسيكون لها نبأ " . فركب رسول الله صلى الله عليه و سلم [ وأصحابه ] قبل الناس فقال لأصحابه : " ما ترون الناس فعلوا ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " إن فيهم أبا بكر وعمر وسيرشدان الناس " . فقدم الناس وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء [ فشق على الناس ] وعطشوا عطشا شديدا وركابهم ودوابهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أين صاحب الميضأة ؟ " . قال : ها هو ذا يا رسول الله . [ قال : " جئ بميضأتك " . ] فجاء بها وفيها شيء من ماء فقال لهم : " تعالوا فاشربوا "
ص . 531
فجعل يصب لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى شربوا كلهم وسقوا دوابهم وركابهم وملؤوا كل إداوة وقربة ومزادة ثم نهض رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه إلى المشركين . فبعث الله ريحا فضربت وجوه المشركين وأنزل الله تبارك وتعالى نصره وأمكن من أدبارهم فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا أسرى كثيرة واستاقوا غنائم كثيرة ورجع رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس وافرين صالحين
رواه أبو يعلى وفيه سعيد بن سليم الضبي وثقه ابن حبان وقال : يخطئ وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/530)
14107 - وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة فأصابنا عطش شديد فشكونا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " هل فضل ماء في إداوة ؟ " . فأتاه رجل بفضلة ماء في إداوة فحفر النبي صلى الله عليه و سلم في الأرض حفرة ووضع عليها نطعا ووضع كفه على الأرض ثم قال لصاحب الإداوة : " صب الماء على كفي وأذكر اسم الله " . ففعل
قال أبو ليلى : رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى روي القوم وسقوا ركابهم
وفي إسناده : خالد بن نافع الأشعري ضعفه أبو زرعة وأبو داود والنسائي وقال أبو حاتم : ليس بقوي يكتب حديثه وقد روى عنه أحمد بن حسر وقد اشتهر أن شيوخه كلهم ثقات عنده
قلت : وقد تقدم حديث زياد بن الحارث الصدائي وحديث حبان بن بح الصدائي في كراهية الإمارة
(8/531)
14108 - وعن أبي رجاء قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى دخل حائطا لبعض
ص . 532
الأنصار فإذا هو يسنو ( يستقي ) فيه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما تجعل لي إن أرويت حائطك هذا ؟ " . قال : إني أجهد أن أرويه فلا أطيق ذلك . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تجعل لي مائة تمرة أختارها من تمرك ؟ " . قال : نعم . فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الغرب فما لبث أن أرواه حتى قال الرجل : غرقت علي حائطي . فاختار رسول الله صلى الله عليه و سلم مائة تمرة . قال : فأكل هو وأصحابه حتى شبعوا ثم رد عليه مائة تمرة كما أخذها منه
رواه الطبراني ورجاله وثقوا وقد ذكر لأبي عمران ترجمة
(8/531)
46 - . ( بابان في بركة الطعام ونحوه )
(8/532)
1 - . باب معجزته صلى الله عليه و سلم في الطعام وبركته فيه
(8/532)
14109 - عن علي قال : جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم - أو قال : دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم - من بني عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق قال : فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام [ كما هو ] كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتى شبعوا وبقي الشراب كأنه لم يمس أولم يشرب فقال : " يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ؟ " . قال : فلم يقم إليه أحد . قال : فقمت إليه وكنت أصغر القوم . فقال : " اجلس " . ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي : " اجلس " حتى إذا كان في الثالثة ضرب بيده على يدي
رواه أحمد ورجاله ثقات
ص . 533
(8/532)
14110 - وعن علي قال : لما نزلت : { وأنذر عشيرتك الأقربين } قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام واجمع لي بني هاشم " . وهم يومئذ أربعون رجلا أو أربعون غير رجل . قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالطعام فوضعه بينهم فأكلوا حتى شبعوا وإن منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها ثم تناول القدح فشربوا منه حتى رووا - يعني من اللبن - فقال بعضهم : ما رأينا كالسحر يرون أنه أبو لهب الذي قاله . فقال : " يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدد قعبا من لبن " . قال : ففعلت فأكلوا كما أكلوا في اليوم الأول وشربوا كما شربوا في المرة الأولى وفضل كما فضل في المرة الأولى فقال : ما رأينا كاليوم في السحر . فقال : " يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدد قعبا من لبن " . ففعلت . فقال : " يا علي اجمع لي بني هاشم " . فجمعتهم فأكلوا وشربوا فبدرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " أيكم يقضي عني ديني ؟ " . قال : فسكت وسكت القوم فأعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنطق فقلت : أنا يا رسول الله . فقال : " أنت يا علي أنت يا علي "
رواه البزار واللفظ له وأحمد باختصار والطبراني في الأوسط باختصار أيضا ورجال أحمد وإسنادي البزار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة
(8/533)
14111 - وعن أبي أيوب قال : صنعت للنبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر طعاما قدر ما يكفيهما فأتيتهما به فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار " . فشق علي ذلك وقلت : ما عندي شيء أزيده . فكأني تغفلت فقال : " اذهب فائتني بثلاثين من أشراف
ص . 534
الأنصار " . فدعوتهم فجاءوا فقال : " اطعموا " . فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله ثم بايعوه قبل أن يخرجوا . ثم قال : " اذهب فادع لي ستين من أشراف الأنصار " . قال أبو أيوب : والله لأنا بالستين أجود مني بالثلاثين . قال : فدعوتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " توقفوا " . فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم بايعوه قبل أن يخرجوا . ثم قال : " اذهب فادع لي تسعين من الأنصار " . فلأنا أجود بالتسعين والستين مني بالثلاثين . قال : فدعوتهم فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم بايعوه قبل أن يخرجوا . فأكل من طعامي ذلك مائة وثمانون رجلا كلهم من الأنصار
رواه الطبراني وفي إسناده من لم أعرفه
(8/533)
14112 - وعن أبي حبيش الغفاري أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تهامة حتى إذا كنا بعسفان جاءه الصحابة فقالوا : يا رسول الله جهدنا الجوع فائذن لنا في الظهر نأكله . قال : " نعم " . فأخبر بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا نبي الله ماذا صنعت ؟ أمرت الناس أن ينحروا الظهر فعلى ما يركبون ؟ قال : " فما ترى يا ابن الخطاب ؟ " . قال : أرى أن تأمرهم أن يأتوا بفضل أزوادهم فتجمعه في ثوب ثم تدعو الله لهم . فأمرهم فجعلوا فضل أزوادهم في ثوب ثم دعا لهم . ثم قال : " ائتوا بأوعيتكم " . فملأ كل إنسان منهم وعاءه . ثم أمر بالرحيل فلما جاوز مطروا فنزلوا فنزل ونزلوا معه فشرب من ماء السماء فجاء ثلاثة نفر فجلس اثنان مع النبي صلى الله عليه و سلم وذهب الآخر معرضا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما واحد فاستحيا من الله فاستحيا الله منه وأما الآخر فأقبل تائبا فتاب الله عليه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه "
رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد فقال : " ما ترى يا ابن الخطاب ؟ " . قال : أرى أن تأمرهم وأنت أفضل رأيا
ص . 535
وزاد أيضا : ونزل النبي صلى الله عليه و سلم ونزلوا معه وشربوا من الماء هم والكراع ثم خطبهم في ثلاثة نفر . فذكر الحديث ورجاله ثقات
(8/534)
14113 - وعن عمر بن الخطاب قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزاة فقلنا : يا رسول الله إن العدو قد حضر وهم شباع والناس جياع فقالت الأنصار : ألا ننحر نواضحنا فنطعمها الناس ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " من كان عنده فضل طعام فليجئ به " . فجعل الرجل يجيء بالمد والصاع وأكثر وأقل فكان جميع ما في الجيش بضعة وعشرين صاعا فجلس النبي صلى الله عليه و سلم إلى جنبه ودعا بالبركة فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " خذوا ولا تنتهبوا " . فجعل الرجل يأخذ في جرابه وفي غرارته وأخذوا في أوعيتهم حتى إن الرجل ليربط كم قميصه فيملأه ففرغوا والطعام كما هو ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم : " أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يأتي بها عبد محق إلا وقاه الله حر النار "
رواه أبو يعلى في الصغير والكبير وفيه عاصم بن عبيد الله العمري وثقه العجلي وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
قلت : وقد تقدم حديث أبي عمرة في الإيمان في أول باب
(8/535)
14114 - وعن النعمان بن مقرن قال : قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم في أربعمائة من مزينة فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بأمره فقال بعض القوم : يا رسول الله ما لنا طعام نتزوده . فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعمر : " زودهم " . فقال : ما عندي إلا فاضلة من تمر وما أراه يغني عنهم شيئا . قال : " انطلق فزودهم " . فانطلق بنا إلى علية فإذا فيها تمر مثل البكر الأورق . فقال : خذوا فأخذ
ص . 536
القوم حاجتهم قال : وكنت من آخر القوم قال : فالتفت وما أفقد موضع تمرة وقد احتمل منه أربعمائة رجل
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح
(8/535)
14115 - وعن دكين بن سعيد الخثعمي قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن أربعون وأربعمائة نسأله الطعام فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعمر : " قم فأعطهم " . فقال : يا رسول الله ما عندي إلا ما يقيظني والصبية - قال وكيع : القيظ في كلام العرب أربعة أشهر - قال : " قم فأعطهم " . قال عمر : يا رسول الله سمع وطاعة . قال : فقام عمر وقمنا معه فصعد بنا إلى غرفة له فأخرج المفتاح من حجرته ففتح الباب . قال دكين : فإذا في الغرفة من التمر شبيه بالفصيل الرابض . قال : شأنكم . قال : فأخذ كل رجل منا حاجته ما شاء . قال : فالتفت وإني لمن آخرهم فكأنا لم نرزأ منه تمرة
قلت : روى أبو داود منه طرفا
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
(8/536)
14116 - وعن واثلة بن الأسقع قال : كنت في أهل الصفة فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما بقرص فكسره في القصعة وصنع فيها ماء سخنا ثم صنع فيها ودكا ثم سفسفها ثم لبقها ثم
ص . 537
صنعها ثم قال : " اذهب فائتني بعشرة أنت عاشرهم " . فجئت بهم فقال : " كلوا وكلوا من أسفلها ولا تأكلوا من أعلاها فإن البركة تنزل في أعلاها " . فأكلوا منها حتى شبعوا
قلت : عند ابن ماجة طرف من أخره
رواه أحمد ورجاله موثقون
(8/536)
14117 - وعن واثلة بن الأسقع أيضا قال : كنت من أصحاب الصفة فشكا أصحابي الجوع فقالوا : يا واثلة اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستطعم لنا . فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إن أصحابي شكوا الجوع . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعائشة : " هل عندك من شيء ؟ " . قالت : يا رسول الله ما عندي إلا فتات خبز . قال : " فائتيني به " . فجاءت بجراب فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بصحفة فأفرغ الخبز في الصحفة ثم جعل يصلح الثريد بيده وهو يربو حتى امتلأت الصحفة فقال : " يا واثلة اذهب فجئ بعشرة من أصحابي وأنت عاشرهم " . فذهبت فجئت بعشرة من أصحابي وأنا عاشرهم فقال : " اجلسوا وخذوا باسم الله خذوا من حواليها ولا تأخذوا من أعلاها فإن البركة تنزل من أعلاها " . فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا وفي الصحفة مثل ما كان فيها ثم جعل يصلحها بيده وهي تربو حتى امتلأت . قال : " يا واثلة اذهب فجئ بعشرة من أصحابك " . فجئت بعشرة فقال : " اجلسوا " فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا فقال : " اذهب فجئ بعشرة من أصحابك " . فذهبت فجئت بعشرة ففعلوا مثل ذلك . قال : " هل بقي من أحد ؟ " . قلت : نعم عشر . قال : " اذهب فجئ بهم " . فذهب فجئت بهم فقال : " اجلسوا " . فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا وبقي في الصحفة مثل ما كان ثم قال : " يا واثلة اذهب بهذا إلى عائشة " . رضي الله عنها
ص . 538
(8/537)
14118 - وفي رواية : كنت في الصفة وهم عشرون رجلا . فذكر نحوه إلا أنه قال : قالوا : ها هنا كسرة وشيء من لبن
رواه كله الطبراني بإسنادين وإسناده حسن
(8/538)
14119 - وعن أبي طلحة قال : دخلت المسجد فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الجوع فخرجت حتى أتيت أم سليم - وهي أم أنس بن مالك - كانت تحت مالك بن أبي أنس فقلت : يا أم سليم إني عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الجوع فهل عندك من شيء ؟ فقالت : عندي شيء وأشارت بكفها . فقلت لها : اصنعي وانعمي . فأرسلت أنسا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : ساره في أذنه وادعه . فلما أقبل أنس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ " هذا رجل قد جاء بخير " . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ] " أرسلك أبوك يدعونا يا بني ؟ " . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه : " اذهبوا باسم الله " . قال : فأدبر أنس يشتد حتى أتى أبا طلحة فقال : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أتاك في الناس . قال : فخرجت حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم عند الباب على مستراح الدرجة فقلت : يا رسول الله ماذا صنعت بنا ؟ إنما عرف في وجهك الجوع فصنعنا لك شيئا تأكله . قال : " ادخل وأبشر " . قال : فأخذها رسول الله صلى الله عليه و سلم فجمعها في الصحفة بيده ثم أصلحها فقال : " هل من ؟ " . كأنه يعني الأدم قال : فأتوه بعكتهم فيها شيء أو ليس فيها شيء
ص . 539
فقال بها رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده فأسكب منها السمن ثم قال : " أدخل علي عشرة عشرة " . فأكلوا كلهم فشبعوا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للفضل الذي فضل : " كلوا أنتم وعيالكم " . فأكلوا وشبعوا
رواه أبو يعلى والطبراني وزاد : وهم زهاء مائة . ورجالهما رجال الصحيح
(8/538)
14120 - وعن أنس بن مالك قال : جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فوجدته جالسا مع أصحابه يحدثهم وقد عصب بطنه على حجر فقلت لبعض أصحابه : لم عصب رسول الله صلى الله عليه و سلم بطنه ؟ فقال : من الجوع . فذهبت إلى أبي طلحة - وهو زوج أم سليم بنت ملحان - فقلت : يا أبتاه قد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قد عصب بطنه بعصابة فسأله بعض أصحابه فقال : " من الجوع "
فدخل أبو طلحة على أمي فقال : هل من شيء ؟ فقالت : عندي كسر من خبز وتمرات فإن جاءنا النبي صلى الله عليه و سلم أشبعناه وإن جاء معه أحد قل عنهم . فقال أبو طلحة : اذهب يا أنس فقم قريبا من رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا قام فدعه حتى يتفرق ومن تبعه حتى إذا قام على عتبة بابه فقل : أبي يدعوك ففعلت ذلك فلما قلت : أبي يدعوك قال لأصحابه : " يا هؤلاء تعالوا " . ثم أخذ بيدي فشدها وأقبل بأصحابه حتى دنوا من بيتنا أرسل يدي فدخلت وأنا حزين لكثرة من جاء معه فقلت : يا أبتاه قد قلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم الذي قلت لي فدعا أصحابه فقد جاءك بهم . فخرج أبو طلحة إليهم فقال : يا رسول الله إنما أرسلت أنسا يدعوك وحدك ولم يكن عندي ما يشبع من أرى . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ادخل فإن الله عز و جل سيشبعهم بما عندك " . فدخل معي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " اجمعوا ما عندكم ثم قربوه " . وجلس من كان معه بالسدة وقربت ما كان عندنا من خبز وتمر فجعلناه على
ص . 540
حصيرنا فدعا فيه بالبركة ثم قال : " أدخل علي ثمانية " . فأدخلت عليه ثمانية وجعل كفه فوق الطعام فقال : " كلوا وسموا الله " . فأكلوا من بين أصابعه حتى شبعوا ثم أمرني فأدخلت ثمانية فما زال ذلك حتى دخل عليه ثمانون رجلا كلهم يأكل حتى يشبع ثم دعاني ودعا أمي وأبا طلحة فقال : " كلوا " . فأكلنا حتى شبعنا ثم رفع يده فقال : " يا أم سليم أين هذا من طعامك حين قدمتيه ؟ " . قالت : بأبي وأمي لولا أني رأيتهم يأكلون لقلت : ما نقص من طعامنا شيء
قلت : لأنس حديث في الصحيح بغير سياقه
رواه الطبراني وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف
(8/539)
14121 - وعن أنس بن مالك قال : أتى أبو طلحة أم سليم أم أنس بن مالك وأبو طلحة رابه فقال : عندك يا أم سليم شيء ؟ فإني مررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقرئ أصحاب الصفة سورة النساء وقد ربط على بطنه حجرا من الجوع فقالت : عندي شيء من شعير فطحنته
قلت : فذكر الحديث إلى أن قال :
فانطلقوا يومئذ وهم ثمانون رجلا فأمسك بيدي فلما دنوت من الدار نزعت يدي من يده فجعل أبو طلحة يطلبني في الدار ويرميني بالحجارة ويقول : فضحتني عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم إنه خرج إليه فأخبره الخبر فأمرهم فجلسوا ثم دخل فأتيناه
ص . 541
بالقرص فقال : " هل من أدم ؟ " . فقالت أم سليم : يا رسول الله قد كان عندنا نحي قد عصرته أنا وأبو طلحة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هلموا فإن عصر الثلاثة أبلغ من عصر الاثنين " . فأتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم فعصره رسول الله صلى الله عليه و سلم معهما بيده ثم دعا فيه بالبركة ثم قال : " ادعوا لي عشرة " . فأكلوا حتى تجشؤوا شبعا . فذكر الحديث وهو في الصحيح بغير هذا السياق
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(8/540)
14122 - وعن جابر بن عبد الله قال : صنعت أمي طعاما وقالت : اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فادعه . فجئت النبي صلى الله عليه و سلم فساررته فقلت : إن أمي قد صنعت شيئا . فقال لأصحابه : " قوموا " . فقام معه خمسون رجلا فجلس على الباب فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أدخل عشرة عشرة " . فأكلوا حتى شبعوا وفضل نحو ما كان
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا
(8/541)
14123 - وعن أبي هريرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اجمع لي أصحابك " . فجعلت أتبعهم في المسجد رجلا رجلا أوقظهم فأتينا باب النبي صلى الله عليه و سلم فدخلنا فوضعت بين أيدينا صحفة صنيع قدر مدي شعير فقال لنا : " كلوا بسم الله " . وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين وضعت الصحفة : " والذي نفس محمد بيده ما في آل محمد شيء غير ما ترونه " . فأكلنا حتى شبعنا وفيها منه بقية وكنا ما بين السبعين إلى الثمانين
فقلت لأبي هريرة : مثل أيش كانت حين فرغتم منها ؟ فقال : مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع
ص . 541
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(8/541)
14124 - وعن أبي هريرة قال : أخطأني العشاء ذات ليلة مع النبي صلى الله عليه و سلم وأخطاني أن يدعوني أحد من أصحابنا فصليت العشاء ثم أردت أن أنام فلم أقدر ثم أردت أن أصلي فلم أقدر فإذا رجل عند حجرة النبي صلى الله عليه و سلم فأتيته فإذا هو النبي صلى الله عليه و سلم يصلي فصلى ثم استند إلى السارية التي كان يصلي إليها فقال : " من هذا أبو هريرة ؟ " . قلت : نعم . قال : " أخطاك العشاء معنا الليلة ؟ " . قلت : نعم . قال : " انطلق إلى المنزل فقل : هلموا الطعام الذي عندكم " . فأعطوني صحفة فيها عصيدة بتمر فأتيت بها النبي صلى الله عليه و سلم فوضعتها بين يديه فقال : " ادع أهل المسجد " . فقلت في نفسي : الويل لي مما أرى من قلة الطعام والويل لي من المعصية فآتي الرجل وهو نائم فأوقظه وأقول : أجب وآتي الرجل وهو يصلي فأقول : أجب حتى اجتمعوا عند النبي صلى الله عليه و سلم فوضع أصابعه فيها وغمز نواحيها وقال : " كلوا بسم الله " . فأكلوا حتى شبعوا وأكلت حتى شبعت قال : " خذها يا أبا هريرة فارددها إلى آل محمد فما في آل محمد طعام يأكله ذو كبد غير هذه أهداها إلينا رجل من الأنصار " . فأخذت الصحفة فرفعتها فإذا هي كهيئتها حين وضعتها إلا أن فيها آثار أصابع النبي صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(8/541)
14125 - وعن صفية زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم فقال : " أعندك شيء يا بنت حيي فإني جايع ؟ " . فقلت : لا والله يا رسول الله إلا مدين من طحين . قال : " فاسختيه " . قالت : فجعلته في القدر وأنضجته فقلت : قد نضج يا رسول الله . فقال : " أتعلمين في نحي بنت أبي بكر شيئا ؟ " . فقلت : ما أدري يا رسول الله . قال : فذهب هو بنفسه حتى أتى بيتها فقال : " في نحيك يا بنت أبي بكر شيء ؟ " . فقالت : ليس فيه شيء إلا قليل فجاء به هو بنفسه فعصر حافتيه في القدر حتى رأيت الذي يخرج فوضع يده فقال : " بسم الله ادعي أخواتك فإني أعلم أنهن يجدن مثل ما أجد " . فدعوتهن فأكلنا حتى شبعنا ثم جاء أبو بكر فدخل ثم جاء عمر فدخل ثم جاء رجل
ص . 543
قالت : فأكلوا حتى شبعوا وفضل عنهم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حديج بن معاوية وقد وثق على ضعفه وبقية رجاله ثقات
(8/541)
14126 - وعن أم أنس بن مالك قالت : كانت لنا شاة فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم بعثت بها مع ربيبة فقلت : يا ربيبة أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتدم بها . فانطلقت ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله عكة سمن بعثت بها إليك أم سليم . فقال : " فرغوا لها عكتها " . ففرغت العكة فدفعت إليها فانطلقت فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر فقالت أم سليم : يا ربيبة أليس قد أمرتك أن تنطلقي [ بها ] إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت : قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول الله صلى الله عليه و سلم . فانطلقت أم سليم ومعها ربيبة فقالت : يا رسول الله إني بعثت إليك معها بعكة فيها سمن . فقال : " قد فعلت قد جاءت بها " . فقالت : والذي بعثك بالهدى ودين الحق إنها لممتلئة تقطر سمنا . قال : فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه ؟ كلي وأطعمي " . قالت : فجئت البيت فقسمت في قعب لنا كذا وكذا وتركت فيها ما ائتدمنا به شهرا أو شهرين
رواه أبو يعلى والطبراني إلا أنه قال : زينب بدل ربيبة . وفي إسنادهما محمد بن زياد الترجمي وهو اليشكري وهو كذاب
ص . 544
(8/543)
14127 - وعن أم مالك الأنصارية أنها جاءت بعكة سمن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بلالا فعصرها ثم دفعها إليها فرجعت فإذا هي ممتلئة فأتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : نزل في شيء يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : " وما ذلك يا أم مالك ؟ " . فقالت : لم رددت هديتي ؟ فدعا بلالا فسأله عن ذلك فقال : والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هنيئا لك يا أم مالك عجل الله ثوابها " . ثم علمها في دبر كل صلاة سبحان الله عشرا والحمد لله عشرا والله أكبر عشرا
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم وعطاء بن السائب اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/544)
14128 - وعن أم أوس البهزية أنها ملأت سمنا لها فجعلته في عكة ثم أهدته إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقبله وأخذ ما فيها ودعا لها بالبركة فردوها إليها وهي مملوءة سمنا فظنت أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقبلها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم ولها صراخ فقال : " أخبروها بالقصة " . فأكلت منه بقية عمر النبي صلى الله عليه و سلم وولاية أبي بكر وولاية عمر وولاية عثمان حتى كان بين علي ومعاوية ما كان
رواه الطبراني وفيه عصمة بن سليمان ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
(8/544)
14129 - وعن حمزة بن عمرو قال : كان طعام أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يدور على يدي أصحابه هذا ليلة وهذا ليلة . قال : فدار علي ليلة فصنعت طعام أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وتركت النحي ولم أوكه وذهبت بالطعام إليه فتحرك فأهريق ما فيه فقلت : أعلى يدي أهريق طعام رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ادنه " . فقلت : لا أستطيع يا رسول الله فرجعت مكاني فإذا النحي يقول : قب قب فقلت : مه قد أهريق فضلة فضلت فيه فجئت
ص . 545
أنظره فوجدته قد ملئ إلى ثدييه فأخذته فجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال : " إنك لو تركته لملئ إلى فيه ثم أوكي "
رواه الطبراني وقد تقدمت له طريق في غزوة تبوك وفيها : " لو تركته لسال واديا سمنا "
ورجال الطريق التي هنا وثقوا
(8/544)
14130 - وعن مسعود بن خالد قال : بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شاة ثم ذهبت في حاجة فرد إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم شطرها . فرجعت إلى أم خناس زوجته فإذا عندها لحم فقلت : يا أم خناس ما هذا اللحم ؟ قالت : رده إلينا خليلك صلى الله عليه و سلم من الشاة التي بعثت بها إليه . قال : ما لك لا تطعميه عيالك ؟ قالت : هذا سؤرهم وكلهم قد أطعمت وكانوا يذبحون الشاتين والثلاثة ولا تجزئ عنهم
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/545)
14131 - وعن جابر أن رجلا من الأنصار جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر له ضيفا فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بنصف وسق من شعير فأكلوا منه حينا ثم أخذه يوما فكاله لينظر كم بقي ؟ فلم يلبث أن فني فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فقال : " كلتموه ؟ أما إنك لو لم تكله لبقي كذا وكذا " . أو قال : " عمركم "
رواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وهو ثقة وفيه ضعف
(8/545)
14132 - وعن أبي هريرة قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم ليسأله عن شيء فدخل يطلب له فأصاب لقمة في بعض حجره فأخرجها ففتها أجزاء ثم وضع يده عليها ثم قال : " كل يا أعرابي " . فأكل الأعرابي وفضلت منه فضلة فجعل الأعرابي يرفع رأسه وينظر إليه ويقول : إنك
ص . 546
لرجل صالح . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أسلم " . فجعل يأبى الإسلام ويقول : إنك لرجل صالح
رواه البزار وفيه السري بن عاصم وهو كذاب
(8/545)
2 - . باب قوله صلى الله عليه و سلم ناولني الذراع
(8/546)
14133 - عن أبي رافع قال : صنع لرسول الله صلى الله عليه و سلم شاة مصلية فأتى بها فقال :
يا أبا رافع ناولني الذراع
فناولته . ثم قال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " فناولته . ثم قال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " . فقلت : يا رسول الله هل للشاة إلا ذراعان ؟ فقال : " لو سكت لناولتني منها ذراعا ما دعوت به " . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعجبه الذراع
(8/546)
14134 - وفي رواية : أهديت له شاة فجعلها في القدر فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
ما هذا يا أبا رافع ؟
فقلت : شاة أهديت لنا يا رسول الله نطبخها في القدر . قال : " ناولني الذراع "
رواه أحمد والطبراني من طرق وقال في بعضها : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أصلي له شاة فصليتها . ورواه في الأوسط باختصار وأحد إسنادي أحمد حسن
(8/546)
14135 - وعن سلمى امرأة أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إلى أبي رافع
ص . 547
بشاة وذلك يوم الخندق فيما أعلم فصلاها أبو رافع وجعلها في مكتل ثم انطلق بها فلقيه النبي صلى الله عليه و سلم راجعا من الخندق فقال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " . فناولته ثم قال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " . فناولته ثم قال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " . فناولته ثم قال : " يا أبا رافع ناولني الذراع " . فقال : يا رسول الله هل للشاة إلا ذراعان ؟ فقال : " لو سكت لناولتني ما سألتك "
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(8/546)
14136 - وعن أبي عبيد أنه طبخ لرسول الله صلى الله عليه و سلم قدرا فيها لحم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ناولني ذراعها " . فناولته فقال : " ناولني ذراعها " . فناولته فقال : " ناولني ذراعها " . فقال : يا نبي الله كم للشاة من ذراع ؟ فقال : " والذي نفسي بيده لو سكت لأعطيت ذراعا ما دعوت به "
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وقد وثقه غير واحد
(8/547)
14137 - وعن يحيى بن [ أبي ] إسحاق قال : حدثني رجل من بني غفار في مجلس سالم بن عبد الله قال : حدثني فلان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتي بطعام خبز ولحم فقال : " ناولني الذراع " . فنوول ذراعا فأكلها قال يحيى : لا أعلمه إلا قال هكذا ثم قال : " ناولني الذراع " . فنوول ذراعا فأكلها ثم قال : " ناولني الذراع " . فقال : يا رسول الله إنما هما ذراعان . فقال : " وأبيك لو سكت ما زلت أناول منه ذراعا ما دعوت به "
رواه أحمد وفيه راو لم يسم
(8/547)
47 - . باب فيمن أكل من فيه شيئا
(8/547)
14138 - ص . 548 عن أبي أمامة قال : جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم امرأة بذيئة اللسان قد عرف ذلك منها وبين يديه قديد يأكله فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم قديدة فيها عصب فألقاها إلى فيه فجعل يلوكها مرة على جانبه هذا ومرة على جانبه الآخر فقالت المرأة : يا نبي الله ألا تطعمني ؟ قال : " بلى " . فناولها مما بين يديه قالت : لا إلا الذي في فيك . فأخرجه فأعطاها فألقته في فمها فلم تزل تلوكه حتى ابتلعته فلم يعلم من تلك المرأة بعد ذلك الأمر الذي كانت عليه من البذاء والذرابة
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف وقد تقدمت له طريق
(8/548)
48 - . باب بركته صلى الله عليه و سلم في اللبن وآيته فيه
(8/548)
14139 - عن ابنة لخباب قالت : خرج خباب في سرية فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتعاهدنا حتى كان يحلب عنزا لنا فكان يحلبها في جفنة فكانت تمتلئ حتى تطفح . قالت : فلما قدم خباب حلبها فعاد حلابها إلى ما كان قالت : فقلنا لخباب : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحلبها حتى تمتلئ جفنتنا فلما حلبتها نقص حلابها
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن زيد القائش وهو ثقة
(8/548)
14140 - وعن قيس بن النعمان السكوني قال :
ص . 549
انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أبو بكر رضي الله عنه مستخفيا من قريش فمرا براع فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هل من شاة ضربها الفحل ؟ " . قال : لا ولكن ها هنا شاة قد خلفها الجهد فقال : " ائتني بها " . فأتاه بها فمسح ضرعها ودعا بالبركة فحلب فسقى أبا بكر ثم حلب فسقى الراعي ثم حلب فشرب فقال له : بالله ما رأيت مثلك من أنت ؟ قال : " إن أخبرتك تكتم علي ؟ " . قال : نعم . قال : " محمد رسول الله - صلى الله عليه و سلم - "
قال : الذي تزعم قريش أنه صابئ ؟ قال : " إنهم يقولون ذلك " . قال : فإني أشهد أنك رسول الله وأنه لا يقدر على ما فعلت إلا رسول ثم قال له : أتبعك ؟ فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " أما اليوم فلا ولكن إذا سمعت أنا قد ظهرنا فائتنا " . فأتى النبي صلى الله عليه و سلم بعد ما ظهر بالمدينة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(8/548)
14141 - وعن أم معبد أنها قالت : بعثت إلى النبي صلى الله عليه و سلم بشاة داجن فردها وقال :
ابعثي شاة لا تحلب
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حزام بن هشام بن حبيش وأبيه وكلاهما ثقة
(8/549)
14142 - وعن سعد مولى أبي بكر قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم - أراه قال : في سفر - فنزلنا منزلا فقال لي : " يا سعد اذهب إلى تلك العنزة فاحلبها " . وعهدي بذلك المكان وما فيه عنز فأتيته فإذا فيه عنز حامل فحلبتها قال : لا أدري كم من مرة ثم وكلت بها إنسانا وشغلت بالرحلة
ص . 550
فذهبت العنز فاستبطأني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " أي سعد " . فقلت : يا رسول الله إن الرحلة شغلتنا فذهبت العنز . فقال : " إن العنز ذهب بها ربها "
رواه الطبراني ورجاله ثقات وقد تقدم حديث أم معبد في صفته وفي الهجرة إلى المدينة من طرق
(8/549)
49 - . ( أبواب في الجن )
(8/550)
1 - . باب قدوم وفد الجن وطاعتهم له صلى الله عليه و سلم
(8/550)
14143 - عن عبد الله بن مسعود قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة وهو في نفر من أصحابه إذ قال : " ليقم معي رجل منكم ولا يقومن معي رجل في قلبه من الغش مثقال ذرة " . قال : فقمت معه فأخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذ كنا بأعلى مكة رأيت أسورة مجتمعة قال : فخط لي رسول الله صلى الله عليه و سلم خطا ثم قال : " قم ههنا حتى آتيك " . فقمت ومضى رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فرأيتهم يثورون إليه . قال : فسمر معهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلا طويلا حتى جاءني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي : " ما زلت قائما يا ابن مسعود ؟ " . قلت له : يا رسول الله أو لم تقل لي : قم حتى آتيك ؟ قال : ثم قال لي : " هل معك من وضوء ؟ " . قال : فقلت : نعم . قال : ففتحت الأدواة فإذا هو نبيذ . قال : فقلت : له يا رسول الله والله لقد أخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء فإذا هو نبيذ . قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تمرة طيبة وماء طهور " . قال : ثم توضأ منها . فلما قام يصلي أدركه شخصان منهم فقالا : يا رسول الله إنا نحب أن تؤمنا في صلاتنا قال : فصفهما رسول الله صلى الله عليه و سلم خلفه ثم صلى بنا فلما انصرف قلت :
ص . 551
يا رسول الله من هؤلاء ؟ قال : " هؤلاء جن نصيبين جاءوني يختصمون في أمور كانت بينهم وقد سألوني الزاد فزودتهم " . قال : فقلت له : وهل عندك يا رسول الله شيء تزودهم إياه ؟ قال : " قد زودتهم الرجعة وما وجدوا من روث وجدوه شعيرا وما وجدوا من عظم وجدوه كاسيا " . قال : فعند ذلك نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أن يستطاب بالعظم والروث
قلت : رواه أبو داود وغيره باختصار . ورواه أحمد وفيه أبو زيد مولى عمرو بن حريث وهو مجهول
(8/550)
14144 - وعنه قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " إني قد أمرت أن أقرأ على إخوانكم من الجن فليقم معي رجل ولا يقم رجل في قلبه مثقال حبة من كبر " . فقمت معه فأخذت الإداوة فيها نبيذ فانطلقت فلما برز خط لي خطا وقال : " لا تخرج منه فإنك إن خرجت منه لم ترني ولا أراك إلى يوم القيامة " . قال : فانطلق وتوارى عني لم أره فلما سطع الفجر أقبل فقال لي : " أراك قائما ؟ " . فقلت : ما قعدت فقال : " ما عليك لو فعلت ؟ " . قلت : خشيت أن أخرج منه . قال : " أما إنك لو خرجت [ منه ] لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة هل معك وضوء ؟ " . قلت : لا . قال : " ما هذه الإداوة " . قلت : فيها نبيذ . قال : " تمرة طيبة وماء طهور " . فتوضأ وأقام الصلاة فلما قضى الصلاة قام إليه رجلان من الجن فسألاه الطعام قال : " ألم آمر لكما ولقومكما بما يصلحكم ؟ " . قالا : بلى ولكن أحببنا أن يشهد بعضنا معك الصلاة . قال : " فمن أنتما ؟ " . قالا : نحن من أهل نصيبين قال : " قد أفلح هذان وأفلح قومهما " . فأمر لهما بالروث والعظام طعاما ولحما . فذكر الحديث
ص . 552
رواه الطبراني وفيه أبو زيد وقيس بن الربيع أيضا وقد ضعفه جماعة
(8/551)
14145 - وعن عبد الله بن مسعود أيضا قال : استتبعني رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الجن فانطلقت معه حتى بلغنا أعلى مكة فخط لي خطا وقال : " لا تبرح " . ثم انصاع في أجبال الجن فرأيت الرجال ينحدرون عليه من رؤوس الجبال حتى حالوا بيني وبينه فاخترطت السيف وقلت : لأضربن حتى أستنقذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ذكرت قوله : " لا تبرح حتى آتيك " . قال : فلم أزل كذلك حتى أضاء الفجر فجاء النبي صلى الله عليه و سلم وأنا قائم فقال : " ما زلت على حالك ؟ " . قلت : لو لبثت شهرا ما برحت حتى تأتيني ثم أخبرته بما أردت أن أصنع فقال : " لو خرجت ما التقينا أنا وأنت إلى يوم القيامة " . ثم شبك أصابعه في أصابعي ثم قال : " إني وعدت أن يؤمن بي الإنس والجن فأما الإنس فقد آمنت بي وأما الجن فقد رأيت " . قال : " وما أظن أجلي إلا قد اقترب " . قلت : يا رسول الله ألا تستخلف أبا بكر ؟ فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه فقلت : يا رسول الله ألا تستخلف عمر ؟ فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه . فقلت : يا رسول الله ألا تستخلف عليا ؟ قال : " ذاك والذي لا إله إلا هو إن بايعتموه وأطعتموه أدخلكم الجنة أكتعين "
رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف
(8/552)
2 - . باب منه في طاعتهم
(8/552)
14146 - عن ابن عباس أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وسلم فقالت : يا رسول الله إن له
ص . 553
لمما ( طرف من الجنون ) وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا . فمسح رسول الله صلى الله عليه و سلم صدره ودعا له فثع ( قاء ) ثعة فخرج من فيه مثل الجرو الأسود فشفي
(8/552)
14147 - وفي رواية : فثع [ ثعة يعني : ] فسعل
رواه أحمد والطبراني وفيه فرقد السبخي وثقه ابن معين والعجلي وضعفه غيرهما
(8/553)
14148 - وعن الوازع قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم والأشج المنذر بن ابن عاصم أو عامر بن المنذر ومعهم رجل مصاب فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رأوا النبي صلى الله عليه و سلم وثبوا عن رواحلهم فقبلوا يده ثم نزل الأشج فعقل رواحلهم وأخرج عيبته ففتحها ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا أشج إن فيك خلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة " . قال : يا رسول الله أنا أتخلقهما أو جبلني الله عليهما ؟ قال : " بل جبلك الله عليهما " . قال : الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله . فقال الوازع : يا رسول الله إن معي خالا مصابا فادع الله له . قال : " أين هو ؟ ائتني به " . قال : فصنعت به مثل ما صنع الأشج : ألبسته ثوبيه فأتيته فأخذ طائفة من ردائه فرفعها حتى رأيت بياض إبطه ثم ضرب بظهره . قال : " اخرج عدو الله " . فولى وجهه وهو ينظر نظر رجل صحيح
ص . 554
رواه أحمد وفيه هند بنت الوازع ولم أعرفها وبقية رجال ثقات
(8/553)
14149 - وعن أم أبان بنت الوازع عن أبيها أن جدها الوازع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق معه بابن له مجنون أو ابن أخت له قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة قلت : يا رسول الله إن معي ابن لي أو ابن أخت لي مجنون آتيك به فتدعو الله عز و جل له . قال : " ائتني به " . فانطلقت إليه وهو في الركاب فأطلقت عنه وألقيت عليه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ادنه مني واجعل ظهره مما يليني " . قال : فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ويقول : " اخرج عدو الله اخرج عدو الله " . فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس نظره الأول ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه و سلم بين يديه فدعا له فمسح وجهه فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه و سلم يفضل عليه
رواه الطبراني وأم أبان لم يرو عنها غير مطر
(8/554)
14150 - وعن عثمان بن أبي العاص قال : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم نسيان القرآن فضرب صدري بيده فقال : " يا شيطان اخرج من صدر عثمان " . فما نسيت منه شيئا بعد أحببت أن أذكره
رواه الطبراني وفيه عثمان بن بشر ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
قلت : وفي أحاديث نحو هذا المعنى في أثنائها في مواضعها
(8/554)
3 - . باب منه
(8/554)
14151 - عن سليمان بن عمرو بن الأحوص الأزدي قال : حدثتني أمي أنها رأت رسول الله صلى الله عليه و سلم رمى الجمرة من بطن الوادي وخلفه إنسان يستره من
ص . 555
الناس أن يصيبوه بالحجارة وهو يقول : " أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضا وإذا رميتم فارموا بمثل حصى الخذف " . ثم أقبل فأتته امرأة بابن لها فقالت : يا نبي الله إن ابني هذا ذاهب العقل فادع الله له قال لها : " ائتيني بماء " . فأتته بماء في تور ( إناء صغير ) من حجارة فتفل فيه وغسل فيه وجهه ثم دعا فيه ثم قال : " اذهبي فاغسليه به واستشفي الله "
فقلت لها : هبي لي منه قليلا لابني هذا فأخذت منه قليلا بأصابعي فمسحت بها شقة ابني فكان من أبر الناس فسألت المرأة [ بعد ] : ما فعل ابنها ؟ قالت : برئ أحسن البرء
قلت : روى أبو داود منه رمى الحجار
رواه أحمد والطبراني ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف
(8/554)
50 - . باب أدب الحيوانات معه صلى الله عليه و سلم
(8/555)
14152 - عن عائشة قالت : كان لآل رسول الله صلى الله عليه و سلم وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم لعب واشتد وأقبل وأدبر فإذا أحس رسول الله صلى الله عليه و سلم ربض فلم يترمرم ما دام رسول الله صلى الله عليه و سلم في البيت كراهية أن يؤذيه
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح
(8/555)
51 - . باب في معجزاته صلى الله عليه و سلم في الحيوانات والشجر وغير ذلك
(8/555)
14153 - ص . 556 عن أنس بن مالك قال : كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون ( يستقون ) عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وأن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : إنه كان لنا جمل نستني عليه وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه : " قوموا " . فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي صلى الله عليه و سلم نحوه . فقالت الأنصار : يا رسول الله قد صار مثل الكلب الكلب [ وإنا ] نخاف عليك صولته . قال : " ليس علي منه بأس " . فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل . فقال له أصحابه : يا رسول الله هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك قال : " لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه "
رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح غير حفص ابن أخي أنس وهو ثقة
ص . 557
(8/556)
14154 - وعن ابن عباس قال : جاء قوم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا رسول الله إن بعيرا لنا قط في حائط . فجاء إليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " تعال " . فجاء مطأطأ رأسه حتى خطمه وأعطاه أصحابه . فقال له أبو بكر : يا رسول الله كأنه علم أنك نبي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما بين لابتيها أحد إلا يعلم أني نبي إلا كفرة الجن والإنس
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف
(8/557)
14154 - وعن ابن عباس أن رجلا من الأنصار كان له فحلان فاغتلما فأدخلهما حائطا فسد عليهما الباب ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأراد أن يدعو له والنبي صلى الله عليه و سلم قاعد مع نفر من الأنصار . فقال : يا نبي الله إني جئت في حاجة وإن فحلين لي اغتلما وإني أدخلتهما حائطا وسددت عليهما الباب فأحب أن تدعوا لي أن يسخرهما الله لي . فقال لأصحابه : " قوموا معنا " . فذهب حتى أتى الباب فقال : " افتح " . فأشفق الرجل على النبي صلى الله عليه و سلم قال : " افتح " . ففتح الباب فإذا أحد الفحلين قريب من الباب فلما رأى النبي صلى الله عليه و سلم سجد له فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ائتني بشيء أشد برأسه وأمكنك منه " . فجاء بخطام فشد رأسه وأمكنه منه ثم مشى إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر فلما رآه وقع له ساجدا فقال للرجل : " ائتني بشيء أشد رأسه " . فشد رأسه وأمكنه منه . ثم قال : " اذهب فإنهما لا يعصيانك " . فلما رأى أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ذلك قالوا : هذان فحلان لا يعقلان سجدا لك أفلا نسجد لك ؟ قال : " لا آمر أحدا أن يسجد لأحد ولو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها "
رواه الطبراني وفيه أبو عزة الدباغ وثقه ابن حبان واسمه الحكم بن طهمان وبقية رجاله ثقات
ص . 558
(8/557)
14156 - وعن يعلى بن مرة قال : لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي : لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت : يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة . قال : " ناولينيه " . فحملته إليه فحمله بينه وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه ونفث فيه ثلاثا وقال : " بسم الله أنا عبد الله احبس عدو الله " . ثم ناولها إياه فقال : " القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل " . قال : فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث فقال : " ما فعل صبيك ؟ " . فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة فاجتزر هذه الغنم . قال : " انزل فخذ منها واحدة ورد البقية " . قال : وخرجت ذات يوم إلى الجبانة حتى إذا برزنا قال : " انظر ويحك هل ترى شيئا يواريني ؟ " . قلت : ما أرى شيئا يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك . قال : " فما قربها ؟ " . قلت : شجرة مثلها أو قريب منها . قال : " اذهب إليهما فقل : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركما أن تجتمعا بإذن الله " . قال : فاجتمعتا فبرز لحاجته ثم رجع قال : " اذهب إليهما فقل : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها " . فرجعت . قال : وكنت عنده جالسا ذات يوم إذ جاء جمل يخبب حتى
ص . 559
ضرب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه فقال : " ويحك انظر لمن هذا الجمل ؟ إن له لشأنا " . فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه فقال : " ما شأن جملك هذا ؟ " . قال : وما شأنه ؟ قال : لا أدري والله ما شأنه ؟ عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فأتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه . قال : " لا تفعل هبه لي أو بعنيه " . قال : بل هو لك يا رسول الله . قال : فوسمه بميسم الصدقة ثم بعث به
(8/558)
14157 - وفي رواية : عن يعلى قال : إني ما أظن أحدا رأى من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا دون ما رأيت فذكر نحوه إلا أنه قال لصاحب البعير : " [ ما لبعيرك ] يشكوك زعم أنك سنأته ( أسقيت عليه ) حتى كبر تريد أن تنحره " . قال : صدقت والذي بعثك بالحق قد أردت ذلك والذي بعثك بالحق لا أفعل
(8/559)
14158 - وفي رواية : ثم سرنا ونزلنا منزلا فنام النبي صلى الله عليه و سلم فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته ثم رجعت إلى مكانها فلما استيقظ ذكرت له فقال : " هي شجرة استأذنت ربها عز و جل أن تسلم على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأذن لها "
رواه أحمد بإسنادين والطبراني بنحوه وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح
(8/559)
14159 - وقال الطبراني في إحدى رواياته : فمر عليه بعير ماد بحرانه يرغو فقال : " علي بصاحب هذا " . فجاء فقال : " هذا يقول نتجت عندهم فاستعملوني حتى إذا كبرت أرادوا أن ينحروني "
ص . 560
وقال : " ما من شيء إلا يعلم أني رسول الله إلا كفرة أو فسقة الجن والإنس "
(8/559)
14160 - وعن يعلى بن مرة عن أبيه - قال وكيع مرة [ يعني الثقفي ولم يقل لي مرة ] - عن أبيه أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم معها صبي لها به لمم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اخرج عدو الله أنا رسول الله " . قال : فبرئ . قال : فأهدت إليه كبشين وشيئا من سمن و [ شيئا من ] أقط
قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " خذ الأقط والسمن وأحد الكبشين ورد عليها الآخر "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/560)
14161 - وبسنده عن مرة قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فنزل منزلا فقال [ لي ] : " ائت تلك الأشايتين ( نخلتين صغيرتين ) فقل لهما إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركما أن تجتمعا " . فأتيتهما فقلت لهما فوثبت إحداهما إلى الأخرى فاجتمعتا فخرج النبي صلى الله عليه و سلم فاستتر بهما فقضى حاجته ثم وثبت كل واحدة منهما إلى مكانها
رواه أحمد أيضا
(8/560)
14162 - وعن يعلى بن سيابة قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في مسير له فأراد أن يقضي حاجته فأمر وديتين فانضمت إحداهما إلى الأخرى ثم أمرهما فرجعتا إلى منابتهما
ص . 561
وجاء بعير يضرب بجرانه إلى الأرض وجرجر حتى ابتل ما حوله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أتدرون ما يقول البعير ؟ إنه يزعم أن صاحبه يريد نحره " . فبعث إليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " أواهبه أنت لي ؟ " . فقال : يا رسول الله ما لي مال أحب إلي منه . فقال : " استوص به معروفا " . فقال : لا جرم ولا أكرم مالا لي كرامته يا رسول الله . وأتى على قبر يعذب صاحبه فقال : " إنه يعذب في غير كبير " . فأمر بجريدة فوضعت على قبره وقال : " عسى أن يخفف عنه مادامت رطبة "
رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال : ثم أتى على قبرين . وإسناده حسن
(8/560)
14163 - وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل حائطا فجاء بعير فسجد له فقالوا : نحن أحق أن نسجد لك . فقال : " لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها "
رواه البزار - وروى الترمذي طرفا من آخره - وإسناده حسن
(8/561)
14164 - وعن جابر بن عبد الله قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه قال : فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فجاء حتى أتى الحائط فدعا البعير فجاء واضعا مشفره إلى الأرض حتى برك بين يديه . قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " هاتوا خطاما " . فخطمه ودفعه إلى صاحبه ثم التفت إلى الناس فقال : " إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله إلا عاصي الجن والإنس "
ص . 562
رواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف
(8/561)
14165 - وعن جابر بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزة ذات الرقاع حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت امرأة بدوية بابن لها فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله هذا ابني قد غلبني عليه الشيطان . فقال : " أدنيه مني " . فأدنته منه قال : " افتحي فمه " . ففتحته فبصق فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال : " اخس عدو الله أنا رسول الله " . قالها ثلاث مرات ثم قال : " شأنك بابنك ليس عليه فلن يعود إليه شيء مما كان يصيبه " . ثم خرجنا فنزلنا منزلا صحراء ديمومة ليس فيها شجرة فقال النبي صلى الله عليه و سلم لجابر : " يا جابر انطلق فانظر لي مكانا " - يعني للوضوء - فانطلقت فلم أجد إلا شجرتين متفرقتين لو أنهما اجتمعتا سترتاه . فرجعت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله لم أجد إلا شجرتين متفرقتين لو أنهما اجتمعتا سترتاك فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " انطلق إليهما فقل لهما : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لكما : اجتمعا " . فخرجت فقلت لهما فاجتمعتا حتى كأنهما في أصل واحد ثم رجعت فأخبرت النبي صلى الله عليه و سلم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قضى حاجته ثم رجع فقال : " ائتهما فقل لهما : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لكما : ارجعا كما أنتما " . فرجعتا . فنزلنا في واد من أودية بني محارب فعرض له رجل من بني محارب يقال له : غورث بن الحارث والنبي صلى الله عليه و سلم متقلد السيف . فقال : يا محمد أعطني سيفك هذا فسله وناوله إياه فهزه ونظر إليه ساعة ثم أقبل على النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال : يا محمد ما يمنعك مني ؟ قال : " الله يمنعني منك " . فارتعدت يده حتى سقط السيف من يده فتناوله النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال : " يا غورث من يمنعك مني ؟ " . قال : لا أحد بأبي أنت . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اللهم اكفنا غورث وقومه "
ص . 563
ثم أقبلنا راجعين فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بعش طير يحمله فيه فراخ وأبواها يتبعانه ويقعان على يد الرجل فأقبل النبي صلى الله عليه و سلم على من كان معه فقال : " أتعجبون بفعل هذين الطيرين بفراخهما ؟ والذي بعثني بالحق لله أرحم بعباده من هذين الطيرين بفراخهما " . ثم أقبلنا راجعين حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت لنا الأعرابية - التي جاءت بابنها - بوطب من لبن وشاة فأهدته له . فقال : " ما فعل ابنك ؟ هل أصابه شيء مما كان يصيبه ؟ " . قالت : والذي بعثك بالحق ما أصابه شيء مما كان يصيبه . وقبل هديتها
وأقبلنا حتى إذا كنا بمهبط من الحرة أقبل جمل يرقل ( يعدو ) فقال : " أتدرون ما قال هذا الجمل ؟ " . فقالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " هذا جمل جاءني يستعديني على سيده يزعم أنه كان يحرث عليه منذ سنين حتى إذا أجربه وأعجفه وكبر سنه أراد أن ينحره اذهب يا جابر إلى صاحبه فائت به " . فقلت : يا رسول الله ما أعرف صاحبه . قال : " إنه سيدلك عليه " . قال : فخرج بين يديه معنقا ( مسرعا ) حتى وقف بي في مجلس بني خطمة فقلت : أين رب هذا الجمل ؟ قالوا : هذا جمل فلان بن فلان فجئته فقلت : أجب رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج معي حتى جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " جملك يستعدي عليك زعم أنك حرثت عليه زمانا حتى أجربته وأعجفته وكبر سنه أردت أن تنحره ؟ " . فقال : والذي بعثك بالحق إن ذلك كذلك . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " بعنيه " . قال : نعم يا رسول الله فابتاعه منه ثم سيبه في الشجر حتى نصب سناما فكان إذا اعتل على بعض المهاجرين أو الأنصار من نواضحهم شيء أعطاه إياه فمكث بذلك زمانا
ص . 564
قال محمد بن طلحة : كانت غزوة ذات الرقاع تسمى غزوة الأعاجيب
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني في الأوسط والبزار باختصار كثير وفيه عبد الحكيم بن سفيان ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد وبقية رجاله ثقات
(8/562)
14166 - وعن عبد الله بن مسعود أنه كان مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر إلى مكة وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا خرج إلى الغائط أبعد حتى لا يراه أحد . قال : فبصر رسول الله صلى الله عليه و سلم بشجرتين متباعدتين فقال : " يا ابن مسعود اذهب إلى هاتين الشجرتين فقل لهما : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركما أن تجتمعا له ليتوارى بكما " . فمشت إحداهما إلى الأخرى فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم حاجته ثم رجعتا إلى مكانهما . ثم مضى حتى أتينا أزقة المدينة فجاء بعير يشتد حتى سجد لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قام بين يديه فذرفت عيناه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من صاحب هذا البعير ؟ " . فقالوا : فلان فقال : " ادعوه " . فأتوا به فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يشكوك " . فقال : يا رسول الله هذا البعير كنا نسنو ( نستقي ) عليه منذ عشرين سنة ثم أردنا نحره . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " شكا ذلك بئسما جازيتموه استعملتموه عشرين سنة حتى إذا أرق عظمه ورق جلده أردتم نحره ؟ بعنيه " . قال : بل هو لك يا رسول الله فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجه نحو الظهر ( الإبل ) فقال له أصحابه : يا رسول الله سجد لك هذا البعير ونحن أحق بالسجود . فقال سول الله صلى الله عليه و سلم : " معاذ الله أن يسجد أحد لأحد لو سجد أحد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار بنحوه إلا أنه قال : في غزوة حنين . وزاد فيه : ثم أصاب الناس عطش شديد . فقال لي : " يا عبد الله التمس لي ماء " . فأتيته بفضل ماء وجدته في إدواة فأخذه فصبه في ركوة ثم وضع يده فيها
ص . 565
وسمى فجعل الماء يتحادر من بين أصابعه فشرب الناس وتوضؤوا ما شاءوا
ورواه البزار بنحوه وفي إسناد الأوسط زمعة بن صالح وقد وثق على ضعفه وبقية رجاله حديثهم حسن وأسانيد الطريقين ضعيفة
(8/564)
14167 - وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان في نفر من المهاجرين والأنصار فجاء بعير فسجد له فقال أصحابه : يا رسول الله سجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك . فقال : " اعبدوا ربكم وأكرموا أخاكم "
قلت : فذكر الحديث
رواه أحمد وإسناده جيد
(8/565)
14168 - وعن يعلى بن أمية قال : بينا نحن نسير ذات يوم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نحن ببعير قال : فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم سما برأسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا يعلى انطلق إلى أهل هذا البعير فاشتره منهم وإن لم يبيعوك فقل : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوصيكم به " . قالوا : ايم الله لقد نضحنا ( سقينا ) عليه عشرين سنة وإن كنا لنريد أن ننحره بالغداة فأما إذا أوصى به رسول صلى الله عليه و سلم فإنا لا نألوه خيرا
رواه الطبراني وإسناده حسن
(8/565)
14169 - وبسنده عن يعلى قال : بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسير إذا نحن بثلاث أشاءات متفرقات فقال : " يا يعلى اذهب إلى تلك الأشاءات فقل : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركن أن
ص . 566
تجتمعن بإذن الله " . فمشين حتى صرن في أصل واحد فاستتر بهن لبعض حاجته ثم قال : " يا يعلى انطلق إليهن فأمرهن أن يرجعن بإذن الله " . فمشين حتى رجعت كل واحدة إلى موقفها
رواه الطبراني
(8/565)
14170 - وعن بريدة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أرني آية . قال : " اذهب إلى تلك الشجرة فادعها " . فذهب إليها فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوك . فمالت على كل جانب منها حتى قلعت عروقها ثم أقبلت حتى جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمرها رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ترجع فقام الرجل فقبل رأسه ويديه ورجليه وأسلم
رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف
(8/566)
14171 - وعن ابن عباس قال : جاء رجل من بني عامر إلى النبي صلى الله عليه و سلم كان يداوي ويعالج فقال له : يا محمد إنك تقول أشياء فهل لك أن أداويك ؟ قال : فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال له : " هل لك أن أداويك ؟ " . قال : إيه وعنده نخل وشجر . قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عذقا منها فأقبل إليه وهو يسجد ويرفع ويسجد ويرفع حتى انتهى إليه فقام بين يديه ثم قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ارجع إلى مكانك " . فرجع إلى مكانه فقال : والله لا أكذبك بشيء تقوله بعدها أبدا . ثم قال : " يا عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشيء يقوله بعدها أبدا " . قال : والعذق : النخلة
ص . 567
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج الشامي وهو ثقة
(8/566)
14172 - وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان بالحجون فرد عليه المشركون فقال :
اللهم أرني آية اليوم لا أبالي من كذبني بعدها
فأتى فقيل : ادع شجرة فأقبلت تخط الأرض حتى انتهت إليه فسلمت عليه ثم أمرها فرجعت . - قال داود : إلى منبتها . وقال عفان : إلى موضعها - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا أبالي من كذبني بعدها من قومي
رواه البزار وأبو يعلى وإسناد أبي يعلى حسن
(8/567)
14173 - وعن زيد بن ثابت قال : غدونا يوما غداة من الغدوات مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى كنا في مجمع طرق المدينة فبصرنا بأعرابي آخذ بخطام بعيره حتى وقف على النبي صلى الله عليه و سلم ونحن حوله فقال : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . فرد عليه النبي صلى الله عليه و سلم قال : " كيف أصبحت ؟ " . قال : ورغا البعير وجاء رجل كأنه حرسي فقال الحرسي : يا رسول الله هذا الأعرابي سرق البعير . قال : فرغا البعير ساعة وحن فأنصت له رسول الله صلى الله عليه و سلم يسمع رغاءه وحنينه فلما هدأ البعير أقبل النبي صلى الله عليه و سلم على الحرسي فقال : " انصرف عنه فإن البعير شهد عليك أنك كاذب " . فانصرف الحرسي وأقبل النبي صلى الله عليه و سلم على الأعرابي فقال : " أي شيء قلت حين جئتني ؟ " . قال : قلت - بأبي أنت وأمي - : اللهم صل على محمد حتى لا تبقى صلاة اللهم وبارك على محمد حتى لا تبقى بركة اللهم وسلم على محمد حتى لا يبقى سلام اللهم وارحم محمدا حتى لا تبقى رحمة . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله جل وعز أبدأها لي والبعير ينطق بعذره وإن الملائكة قد سدوا الأفق "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
ص . 568
(8/567)
14174 - وعن الحكم بن الحارث السلمي قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم في السلب فمر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد خلات ناقتي وأنا أضربها فقال : " لا تضربها " . وقال النبي صلى الله عليه و سلم : " حل " . [ فقامت ] فسارت مع الناس
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(8/568)
52 - . باب في حديث جابر في قصة بعيره
(8/568)
وقد تقدم حديث الحكم بن الحارث قبل هذا
(8/568)
14175 - عن جابر بن عبد الله قال : فقدت جملي ليلة فمررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يشد لعائشة فقال لي : " ما لك يا جابر ؟ " . فقلت : فقدت جملي أو ذهب [ جملي ] في ليلة ظلماء . قال : فقال لي : " هذا جملك اذهب فخذه " . قال : فذهبت نحو ما قال لي فلم أجده فرجعت إليه فقلت : بأبي وأمي يا نبي الله ما وجدته . قال : فقال لي : " هذا جملك اذهب فخذه " . قال : فذهبت نحو ما قال لي فلم أجده فرجعت إليه فقلت : بأبي وأمي يا نبي الله [ لا ] والله ما وجدته . قال : فقال لي : " على رسلك " . حتى إذا فرغ أخذ بيدي فانطلق بي حتى أتينا الجمل فدفعه إلي فقال : " هذا جملك " . قال : وقد سار الناس قال : فبينا أنا أسير على جملي في عقبتي وكان جملي فيه قطاف ( تقارب الخطو في سرعة )
ص . 569
قال : فقلت [ يا ] لهف أمي أن يكون لي إلا جمل قطوف . [ قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعدي بيسير . قال : فسمع ما قلت ] قال : فلحق بي فقال : " ما قلت [ يا جابر قبل ؟ " . قال : فنسيت ما قلت . قال : قلت : ما قلت شيئا يا نبي الله . قال : فذكرت ما قلت ] قال : قلت : يا نبي الله لهف أمي أن يكون لي إلا جمل قطوف . قال : فضرب النبي صلى الله عليه و سلم عجز الجمل بسوط أو بسوطي . قال : فانطلق أو ضع [ أو أسرع ] جمل ركبته قط هو ينازعني خطامه . قال : فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أنت بائعي جملك هذا ؟ " . قال : قلت : نعم . قال : " بكم ؟ " . قلت : بأوقية . قال : " بخ بخ كم في أوقية من ناضح وناضح " . قال : قلت : يا رسول الله ما بالمدينة ناضح أحب أنه لنا مكانه . قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " قد أخذته بأوقية " . قال : فنزلت عن الرحل إلى الأرض . قال : قال : " ما شأنك ؟ " . قال : قلت : جملك . قال لي : " اركب جملك " . قال : قلت : ما هو بجملي ولكنه جملك . - قال : كنا نراجعه في الأمر مرتين فإذا أمرنا الثالثة لم نراجعه - . قال : فركبت الجمل حتى أتيت عمتي بالمدينة . قال : وقلت لها : ألم تري أني بعت ناضحنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم بأوقية ؟ قال : فما رأيتها أعجبها ذاك . قال : وكان ناضحا فارها . قال : ثم أخذت شيئا من خيط فأوخزته إياه ثم أخذت بخطامه فقدته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجدت رسول الله صلى الله عليه و سلم مقاوما رجلا يكلمه قلت : دونك يا رسول الله جملك . فأخذ بخطامه ثم أمر بلالا قال : " زن لجابر أوقية وأوفه " . فانطلقت مع بلال فوزن لي أوقية وأوفى لي الوزن . قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو قائم يحدث ذاك الرجل فقلت : قد وزن لي أوقية وأوفاني
ص . 570
قال : فبينما هو كذلك إذ ذهبت إلى بيتي ولا أشعر فنادى : " أين جابر ؟ " . قالوا : ذهب إلى أهله . قال : " أدركه فائتني به " . فأتى رسوله يسعى قال : يا جابر يدعوك رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فأتيت قال : " خذ جملك " . قال : قلت : ما هو جملي إنما هو جملك يا رسول الله قال : " خذ جملك " . قال : قلت : ما هو جملي إنما هو جملك يا رسول الله . قال : " خذ جملك " . فأخذته فقال : " لعمري ما نفعناك لتنزل عنه " . قال : فجئت إلى عمتي بالناضح [ معي ] والأوقية . فقلت لها : ما ترين رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطاني أوقية ورد علي الجمل
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير نبيح العنزي وثقة ابن حيان
قلت : وقد تقدم حديث جابر في قضاء دين أبيه بغير قصة الصحيح في قضاء الدين عن الميت
(8/568)
53 - . باب في شجاعته صلى الله عليه و سلم
(8/570)
14176 - عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال : لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ولفظه : عن علي أنه سئل عن موقف النبي صلى الله عليه و سلم يوم بدر فقال : كان أشدنا يوم بدر من حاذى بركبته رسول الله صلى الله عليه و سلم
ص . 571
(8/570)
14177 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فضلت على الناس بأربع : بالسخاء والشجاعة " . فذكر الحديث وقد تقدم في النكاح
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(8/571)
54 - . باب في جوده صلى الله عليه و سلم
(8/571)
14178 - عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا أخبركم عن الأجود الأجود ؟ الله الأجود الأجود وأنا أجود ولد آدم
رواه أبو يعلى وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك
(8/571)
14179 - وعن عبد الله بن أبي بكر أن أبا أسيد كان يقول : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يمنع شيئا يسأله
قلت : رواه أحمد في حديث طويل تقدم في غزوة بدر ورجاله ثقات إلا أن عبد الله بن أبي بكر لم يسمع من أبي أسيد والله أعلم
(8/571)
14180 - وعن علي قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا سئل شيئا فأراد أن يفعله قال : " نعم " . وإذا أراد أن لا يفعل سكت وكان لا يقول لشيء : لا
رواه الطبراني في الأوسط في حديث طويل في كتاب الأدعية وفيه محمد بن كثير الكوفي وهو ضعيف
ص . 572
(8/571)
14181 - وعن زيد بن ثابت قال : جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل من العرب فسأله أرضا بين جبلين فكتب له بها فأسلم ثم أتى قومه فقال لهم : أسلموا فقد جئتكم من عند رجل يعطي عطية من لا يخاف الفاقة
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن يحيى العذري وقيل فيه : مجهول وبقية رجاله وثقوا
(8/572)
14182 - وعن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت : بعثني معوذ بن عفراء بصاع من رطب عليه آخر من قثاء زغب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان النبي صلى الله عليه و سلم يحب القثاء وكانت حلية قد قدمت من البحرين فملأ يده منها فأعطانيها
(8/572)
14183 - وفي رواية : فأعطاني ملء كفي حليا أو ذهبا
رواه الطبراني واللفظ له وأحمد بنحوه وزاد : فقال : " تحلي بهذا " . وإسنادهما حسن
(8/572)
14184 - وعن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتى صاحب بز فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم فخرج وهو عليه فإذا رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله اكسني قميصا كساك الله من ثياب الجنة . فنزع القميص فكساه إياه ثم رجع إلى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم وبقي معه درهمان فإذا هو بجارية في الطريق تبكي فقال : " ما يبكيك ؟ " . قالت : يا رسول الله دفع لي أهلي درهمين أشتري بهما دقيقا فهلكا فدفع النبي صلى الله عليه و سلم إليها الدرهمين الباقيين ثم ولت وهو تبكي . فدعاها فقال : " ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين ؟ " . فقالت :
ص . 573
أخاف أن يضربوني فمشى معها إلى أهلها فسلم فعرفوا صوته ثم عاد فسلم ثم عاد فثلث فردوا . فقال : " أسمعتم أول السلام ؟ " . فقالوا : نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام فما أشخصك بأبينا وأمنا ؟ قال : " أشفقت هذه الجارية أن تضربوها " . قال صاحبها : هي حرة لوجه الله لممشاك معها فبشرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالخير وبالجنة وقال : " لقد بارك الله في العشرة كسا الله نبيه قميصا ورجلا من الأنصار قميصا وأعتق منها رقبة وأحمد الله هو الذي رزقنا هذا بقدرته "
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف
(8/572)
14185 - وعن أم سنبلة أنها أتت النبي صلى الله عليه و سلم بهدية فأبى أزواجه أن يقبلنها فقلن : إنا لا نأخذ . فأمرهن النبي صلى الله عليه و سلم فأخذنها ثم أقطعها واديا فاشتراه عبد الله بن جحش من حسن بن علي
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن قيظي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(8/573)
14186 - وعن علي قال : اجتمعت أنا والعباس وفاطمة وزيد بن حارثة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال العباس : يا رسول الله كبرت سني ورقت عظمي وكثرت مؤونتي فإن رأيت أن تأمر لي بكذا وكذا وسقا من طعام فافعل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نفعل [ ذلك ] " . فقالت فاطمة : يا رسول الله إن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمك فافعل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نفعل ذلك " . فقال زيد بن حارثة : يا رسول الله كنت أعطيتني أرضا كانت معيشتي منها ] ثم قبضتها ] فإن رأيت أن تردها علي فافعل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نفعل ذلك "
فذكر الحديث وبقيته رواها أبو داود
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وزاد : فقلت : يا رسول الله إن رأيت أن توليني هذا الحق الذي جعل الله لك في كتابه من هذا الخمس فاقسمه في مقامك كي لا ينازعني أحد بعدك فافعل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نفعل ذلك " . فولانيه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقسمته في حياته ثم ولانيه أبو بكر رضي الله عنه فقسمته
ورجالهما ثقات
(8/573)
14187 - وعن جابر قال : لما قتل أبي دعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " أتحب الدراهم ؟ " . قلت : نعم فقال : " لو قد جاءنا مال لأعطيتك هكذا وهكذا " . قال : فمات رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن يعطيني فلما استخلف أبو بكر رضي الله عنه أتاه مال من البحرين فقال : خذ كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم - أحسبه قال لك فأخذت -
قلت : هو في الصحيح بغير هذا السياق . رواه البزار وإسناده حسن
(8/573)
55 - . ( بابان في أخلاقه صلى الله عليه و سلم )
(8/573)
1 - . باب في حسن خلقه وحيائه وحسن معاشرته
(8/573)
14188 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . رواه البزار إلا أنه قال : " لأتمم مكارم الأخلاق "
ورجاله كذلك غير محمد بن رزق الله الكلوذاني وهو ثقة
(8/573)
14189 - وعن صفية بنت حيي قالت : ما رأيت أحدا أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد رأيته وقد ركب بي من خيبر على عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس فضرب رأسي مؤخرة الرحل فمسني بيده يقول :
يا هذه مهلا يا بنت حيي مهلا
حتى إذا جاء الصهباء قال : " إني أعتذر إليك يا صفية مما صنعت بقومك إنهم قالوا لي كذا وقالوا لي كذا "
ص . 575
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى باختصار ورجالهما ثقات إلا أن الربيع ابن أخي صفية بنت حي لم أعرفه
(8/573)
14190 - وعن عمرو بن العاص قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل بوجهه وحديثه على شر القوم يتألفه بذلك وكان يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت أني خير القوم . فقلت : يا رسول الله أنا خير أم أبو بكر ؟ قال : " أبو بكر " . قلت : يا رسول الله أنا خير أم عمر قال عمر ؟ قال : " عمر " . قلت : يا رسول الله أنا خير أم عثمان ؟ قال : " عثمان " . فلما سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم صد عني فوددت أني لم أكن سألته
قلت : في الصحيح بعضه بغير سياقه
رواه الطبراني وإسناده حسن
(8/575)
14191 - وعن أبي هريرة قال : ما خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه
(8/575)
14192 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن أحد يأخذ بيده فينزع يده [ من يده ] حتى يكون الرجل هو الذي يرسله ولم تكن ترى ركبتيه أو ركبته خارجا عن ركبة جليسه ولم يكن أحد يصافحه إلا أقبل عليه بوجهه ثم لم يصرفه عنه حتى يفرغ من كلامه
رواه البزار والطبراني في الأوسط وإسناد الطبراني حسن
(8/575)
14193 - وعن أبي هريرة :
ص . 576
أن أعرابيا جاء إلى رسول الله يستعينه في شيء قال عكرمة : أراه في دم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا ثم قال : " أحسنت إليك ؟ " . قال الأعرابي : لا ولا أجملت . فغضب بعض المسلمين وهموا أن يقوموا إليه . فأشار النبي صلى الله عليه و سلم إليهم : أن كفوا . فلما قام النبي صلى الله عليه و سلم وبلغ إلى منزله دعا الأعرابي إلى البيت فقال له : " إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت " . فزاده رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا فقال : " أحسنت إليك ؟ " . فقال الأعرابي : نعم فجزاك الله من أهل وعشير خيرا . فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " إنك كنت جئتنا [ فسألتنا ] فأعطيناك فقلت ما قلت وفي نفس أصحابي عليك من ذلك شيء فإذا جئت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب عن صدورهم " . قال : فلما جاء الأعرابي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فأعطيناه فقال ما قال وإنا قد دعوناه فأعطيناه فزعم أنه قد رضي أكذاك ؟ " . قال الأعرابي : نعم فجزاك الله من أهل وعشير خيرا . قال أبو هريرة : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا فقال صاحب الناقة : خلو بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها وأعلم بها فتوجه إليها صاحب الناقة فأخذ لها من قشام الأرض ودعاها حتى جاءت واستجابت وشد عليها رحلها واستوى عليها ولو أني أطعتكم حيث قال ما قال دخل النار "
رواه البزار وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو متروك
(8/576)
14194 - وعن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ودع رجلا أخذ بيده فلا يدع يده حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي صلى الله عليه و سلم
ص . 577
رواه البزار وفيه يزيد بن عبد الرحمن بن أمية ولم أعرفه
ورواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله وثقوا
(8/576)
14195 - وعن أنس قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم تسع سنين فما قال لي لشيء يكرهه ما أقبح ما صنعت ؟ ولا قال لشيء يعجبه ما أحسن ما صنعت
قلت : هو في الصحيح بغير سياقه
رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف
(8/577)
14196 - وعن أنس بن مالك أيضا قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر سنين ما دريت شيئا قط وافقه ولا شيئا قط خالفه رضي من الله بما كان وإن كان بعض أزواجه ليقول : لو فعلت كذا وكذا يقول :
دعوه فإنه لا يكون إلا ما أراد الله عز و جل
وما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم انتقم لنفسه من شيء إلا إن انتهكت لله حرمة فإن انتهكت لله حرمة كان أشد الناس غضبا لله وما عرض عليه أمران إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه سخط لله فإن كان فيه لله سخط كان أبعد الناس منه
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم
ص . 578
(8/577)
14197 - وعن مهاجر مولى أم سلمة قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم سنين فلم يقل لشيء صنعت : لم صنعته ؟ ولا لشيء تركت لم تركته ؟
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(8/578)
14198 - وعن محمد بن مسلمة قال : قدمت من سفر فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم يدي فما ترك يدي حتى تركت يده
رواه الطبراني وفيه الجلد بن أيوب وهو ضعيف
(8/578)
14199 - وعن خارجة بن زيد بن ثابت قال : دخل نفر على زيد بن ثابت فقالوا : حدثنا ببعض حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : وما أحدثكم ؟ كنت جاره فكان إذا نزل الوحي أرسل إلي فكتبت الوحي . وكان إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا وإذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا وإن ذكرنا الطعام ذكره معنا . فكل هذا أحدثكم عنه
رواه الطبراني وإسناده حسن
(8/578)
14200 - وعن أبي أمامة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم من أضحك الناس وأطيبهم نفسا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف
(8/578)
14201 - وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إني لأمزح ولا أقول إلا حقا "
ص . 679
قالوا : إنك تداعبنا يا رسول الله . قال : " إني لا أقول إلا حقا "
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(8/578)
14202 - وعن جابر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتاه الوحي أو وعظ قلت : نذير قوم أتاهم العذاب فإذا ذهب عنه ذلك رأيت أطلق الناس وجها وأكثرهم ضحكا وأحسنهم بشرا
رواه البزار وإسناده حسن
(8/679)
14203 - وعن عبد الله بن الحارث قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني العباس ثم يقول : " من سبق إلي فله كذا وكذا " . قال : فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم
رواه أحمد وإسناده حسن
(8/679)
14204 - وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يلتفت إذا مشى وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو الشيء فلا يلتفت حتى يرفعوه لأنهم كانوا يمزحون ويضحكون وكانوا قد أمنوا التفاته صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(8/679)
14205 - وعن عمران بن حصين قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياء من عذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه
ص . 580
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
(8/679)
14206 - وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الحياء خير كله "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح عمر المقدمي وهو ثقة
(8/580)
14207 - وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغتسل من وراء الحجرات وما رئي عورته قط
رواه البزار ورجاله ثقات
(8/580)
2 - . باب منه
(8/580)
14208 - عن حرب بن سريج قال : حدثني رجل من بلعدوية قال : حدثني جدي قال : انطلقت إلى المدينة فنزلت عند الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة وإذا المشتري يقول للبائع : " أحسن مبايعتي " . قال : فقلت في نفسي : هذا الهاشمي الذي قد أضل الناس أهو هو ؟ قال : فنظرت فإذا رجل حسن الجسم عظيم الجبهة دقيق الأنف دقيق الحاجبين وإذا من ثغرة نحره إلى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود وإذا هو بين طمرين
ص . 581
قال : فدنا منا فقال : " السلام عليكم " . فرددنا عليه فلم ألبث أن دعا المشتري . فقال : يا رسول الله قل له يحسن مبايعتي . فمد يده وقال : " أموالكم تملكون إني أرجو أن ألقى الله عز و جل يوم القيامة لا يطلبني أحد منكم بشيء ظلمته في مال ولا في دم ولا عرض إلا بحقه رحم الله امرأ سهل البيع سهل الشراء سهل الأخذ سهل العطاء سهل القضاء سهل التقاضي " . ثم مضى فقلت : والله لأقصن هذا فإنه حسن القول فتبعته فقلت : يا محمد فالتفت إلي بجميعه فقال : " ما تشاء ؟ " . فقلت : أنت الذي أضللت الناس وأهلكتهم وصددتهم عما كان يعبد آباؤهم ؟ قال : " ذاك الله " . قال : فقلت : ما تدعو إليه ؟ قال : " أدعو عباد الله إلى الله " . قال : قلت : ما تقول ؟ قال : " أشهد أن لا إلا الله وأني محمد رسول الله وتؤمن بما أنزله علي وتكفر باللات والعزى وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة " . قال : قلت : وما الزكاة ؟ قال : " يرد غنينا على فقيرنا " . قال : قلت : نعم الشيء تدعو إليه
قال : فلقد كان وما في الأرض أحد يتنفس أبغض إلي منه فما برح حتى كان أحب إلي من ولدي ووالدي ومن الناس أجمعين . قال : فقلت : قد عرفت . قال : " قد عرفت ؟ " . قلت : نعم . قال : " تشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله وتؤمن بما أنزل علي ؟ " . قال : قلت : نعم يا رسول الله إني أرد ماء عليه كثير من الناس فأدعوهم إلى ما دعوتني إليه فإني أرجو أن يتبعوك . قال : " نعم فادعهم " . فأسلم أهل ذلك الماء رجالهم ونساؤهم فمسح رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه
ص . 582
رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم وبقية رجاله وثقوا
(8/580)
56 - . باب في تواضعه صلى الله عليه و سلم
(8/582)
14209 - عن أبي هريرة قال : جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل فقال جبريل : [ إن ] هذا الملك ما نزل منذ [ يوم ] خلق قبل الساعة فلما نزل قال : يا محمد أرسلني إليك ربك [ قال ] : أفملكا نبيا أجعلك أو عبدا رسولا ؟ قال جبريل : تواضع لربك يا محمد . قال : بل عبدا رسولا
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى ورجال الأولين رجال الصحيح
(8/582)
14210 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب جاءني ملك إن حجزته لتساوي الكعبة فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك : إن شئت نبيا عبدا وإن شئت نبيا ملكا ؟ قال : فنظرت إلى جبريل قال : فأشار إلي : أن ضع نفسك قال : فقلت : نبيا عبدا
قال : فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك لا يأكل متكئا يقول : " آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد "
رواه أبو يعلى وإسناده حسن
(8/582)
14211 - وعن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
لقد هبط علي ملك من السماء ما هبط على نبي قبلي ولا يهبط على أحد
ص . 583
بعدي وهو إسرافيل وعنده جبريل عليه السلام فقال : السلام عليك يا محمد أنا رسول ربك إليك أمرني أن أخيرك إن شئت نبيا عبدا وإن شئت نبيا ملكا ؟ فنظرت إلى جبريل عليه السلام فأومأ جبريل إلي : أن تواضع
فقال النبي صلى الله عليه و سلم عند ذلك : " لو أني قلت : نبيا ملكا لسارت الجبال معي ذهبا "
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف
(8/582)
14212 - وعن ابن عباس قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه جبريل عليه السلام يناجيه إذ انشق أفق السماء فأقبل جبريل يدنو من الأرض ويتمايل فإذا ملك قد مثل بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " يا محمد يأمرك ربك أن تختار بين نبي عبد أو ملك نبي ؟ فأشار جبريل إلي بيده : أن تواضع فعرفت أنه لي ناصح فقلت : عبد نبي فعرج ذلك الملك إلى السماء فقلت : يا جبريل قد كنت أردت أن أسألك عن هذا فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة فمن هذا يا جبريل ؟ قال : هذا إسرافيل خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافا قدميه لا يرفع طرفه بينه وبين الرب سبعون نورا ما منها نور يكاد يدنو منه إلا احترق بين يديه لوح فإذا أذن الله في شيء في السماء أو في الأرض ارتفع ذلك فضرب جبهته فينظر فإن كان ذلك من عملي أمرني به وإن كان من عمل ميكائيل أمره به وإن كان من عمل ملك الموت أمره به . قلت : يا جبريل على أي شيء أنت ؟ قال : على الريح والجنود . قلت : على أي شيء ميكائيل ؟ قال : على النبات والقطر . قلت : على أي شيء ملك الموت ؟ قال : على قبض الأنفس وما ظننته إلا لقيام الساعة . وما الذي رأيت مني لا خوفا من قيام الساعة "
رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي ليلى وقد وثقه جماعة ولكنه سيئ الحفظ . وبقية رجاله ثقات
ص . 584
(8/583)
14213 - وعن ابن عباس أنه كان يحدث : إن الله أرسل إلى النبي صلى الله عليه و سلم ملكا من الملائكة مع الملك جبريل عليه السلام فقال الملك : يا محمد إن الله يخيرك بين أن تكون نبيا عبدا أو نبيا ملكا ؟ فلتفت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى جبريل عليه السلام كالمستشير فأومأ إليه : أن تواضع . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
بل نبيا عبدا
فما رئي رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل متكئا حتى لحق بربه
رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس
(8/584)
14214 - وعن ابن عمر قال : خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة
رواه الطبراني وإسناده حسن
(8/584)
14215 - وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أوتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق عليه قطيفة من سندس
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/584)
14216 - وعن أبي غالب قال : قلت لأبي أمامة : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : كان حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم القرآن يكثر الذكر ويقصر الخطبة ويطيل الصلاة ولا يأنف ولا يستكبر أن يذهب مع المسكين والضعيف حتى يفرغ من حاجته
رواه الطبراني وإسناده حسن
(8/584)
14217 - وعن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يركب حمارا اسمه عفير
ص . 585
رواه أحمد وفيه ابن إسحاق وهو مدلس
(8/584)
14218 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم حمار اسمه عفير
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن
(8/585)
14219 - وعن أبي موسى قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يركب الحمار ويلبس الصوف ويعتقل الشاة ويأتي مراعاة الضعيف
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . ورواه البزار باختصار
(8/585)
14220 - وعن جرير أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم من بين يديه فاستقبلته رعدة فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش [ كانت ] تأكل القديد "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم
(8/585)
14221 - وعن ابن عباس قال : إن كان الرجل من أهل العوالي ليدعو رسول الله صلى الله عليه و سلم بنصف الليل على خبز الشعير فيجيب
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات ورواه في الكبير باختصار
ص . 586
(8/585)
14222 - وعن ابن عباس قال : يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير
رواه الطبراني وإسناده حسن
(8/586)
14223 - وعن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يجيب دعوة المملوك
رواه البزار وإسناده حسن
(8/586)
14224 - وعن عمر بن الخطاب أن رجلا نادى النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثا كل ذلك يرد عليه : " لبيك لبيك "
رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه جبارة بن المغلس وثقة ابن نمير وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح
(8/586)
14225 - وعن عبد الله بن جبير الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمشي في أناس من أصحابه فتستر بثوب فلما رأى ظله رفع رأسه فإذا هو بملاءة قد ستر بها فقال له : " مه " . وأخذ الثوب فوضعه فقال :
إنما أنا بشر مثلكم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(8/586)
14226 - وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد "
ص . 587
رواه البزار وفيه حفص بن عمارة الطلحي ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
(8/586)
14227 - وعن أبي أمامة قال : كانت امرأة ترافث الرجال وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلى الله عليه و سلم وهو يأكل ثريدا على طربال فقالت : أنظروا إليه يجلس كما يجلس العبد ويأكل كما يأكل العبد فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " وأي عبد أعبد مني ؟ " . قالت : ويأكل ولا يطعمني . قال : " فكلي " . قالت : ناولني بيدك . فناولها فقالت : أطعمني مما في فيك . فأعطاها فأكلت فغلبها الحياء فلم ترافث أحدا حتى ماتت
رواه الطبراني وإسناده ضعيف
(8/587)
14228 - وعن الحسين بن علي قال : أحبونا بحب الإسلام فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لا ترفعوني فوق حقي فإن الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني رسولا
رواه الطبراني وإسناده حسن
(8/587)
14229 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو دعيت إلى كراع لأجبت "
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال : يخطئ واختلف كلام بن معين فيه وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/587)
14230 - وعن حنظلة قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأيته جالسا متربعا
رواه الطبراني وفيه محمد بن عثمان القرشي وهو ضعيف
ص . 588
(8/587)
14231 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم مشى عن زميل له
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(8/588)
14232 - وعن عامر بن ربيعة قال : خرجت مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى المسجد فانقطع شسعه فأخذت نعله لأصلحها فأخذها من يدي وقال : " إنها أثرة ولا أحب الأثرة "
رواه البزار وفيه من لم أعرفه
(8/588)
14233 - وعن ابن عباس قال : قال العباس : قلت : لا أدري ما بقي رسول الله صلى الله عليه و سلم فينا . فقلت : يا رسول الله لو اتخذت عريشا يظلك ؟ قال :
لا أزال بين أظهرهم يطؤون عقبي وينازعون ردائي حتى يكون الله يريحني منهم
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(8/588)
57 - . باب فيمن خدمه صلى الله عليه و سلم
(8/588)
14234 - عن أنس قال : كان عشرون شابا من الأنصار يلزمون رسول الله صلى الله عليه و سلم لحوائجه فإذا أراد أمرا بعثهم فيه
ص . 589
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم
(8/588)
14235 - عن عبد الرحمن بن عوف قال : كان لا يفارق النبي صلى الله عليه و سلم أو باب النبي صلى الله عليه و سلم خمسة أو أربعة من أصحابه
رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف
(8/589)
14236 - عن أبي سعيد قال : كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه و سلم تكون له الحاجة أو يرسلنا في الأمر فيكثر المحتسبون وأصحاب النوب فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نتذاكر الدجال فقال : ما هذه النجوى ؟ ألم أنهكم عن النجوى ؟ "
رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(8/589)
14237 - وعن عاصم بن سفيان أنه سمع أبا الدرداء أو أبا ذر قال : استأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أبيت على بابه يوقظني لحاجته فأذن لي فبت ليلة
رواه البزار ورجاله ثقات
(8/589)
58 - . ( أبواب في وفاته صلى الله عليه و سلم )
(8/589)
1 - . باب في مرضه ووفاته صلى الله عليه و سلم وما أطلعه الله تعالى عليه من ذلك
(8/589)
14238 - عن معاذ بن جبل قال : لما بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه و سلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي تحت راحلته فلما
ص . 590
فرغ قال : " يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري " . فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال : " إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا "
رواه أحمد بإسنادين وقال في أحدهما : عن عاصم بن حميد أن معاذا وقال وفيها : قال : " لا تبك يا معاذ البكاء - أو إن البكاء - من الشيطان " . ورجال الإسنادين رجال الصحيح غير راشد بن سعد وعاصم بن حميد وهما ثقتان
(8/589)
14239 - وعن ابن مسعود قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم ليلة [ وفد ] الجن فلما انصرف تنفس فقلت : ما شأنك ؟ فقال : " نعيت إلى نفسي يا ابن مسعود "
رواه أحمد وفيه ميناء بن أبي ميناء وثقة ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات
(8/590)
14240 - عن ابن عباس قال : لما نزلت : { إذا جاء نصر الله والفتح } قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
نعيت إلي نفسي
بأنه مقبوض في تلك السنة
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط
ص . 591
(8/590)
14241 - عن ابن عباس قال : لما نزلت { إذا جاء نصر الله والفتح } حتى ختم السورة قال : نعيت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه حين نزلت فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادا في أمر الآخرة . وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك : " جاء الفتح وجاء نصر الله وجاء أهل اليمن " . فقال رجل : يا رسول الله وما أهل اليمن ؟ قال : " قوم رقيقة أفئدتهم لينة قلوبهم الإيمان والفقه يمان "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وزاد : " والحكمة يمانية " . وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح
(8/591)
14242 - عن ابن عباس قال : لما نزلت { إذا جاء نصر الله والفتح } دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة فقال : " إنه نعيت إلي نفسي " . فبكت فقال لها : " لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي " . فضحكت فرآها بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : رأيتك بكيت وضحكت ؟ فقالت : إنه قال لي : " قد نعيت إلي نفسي " . فبكيت فقال : " لا تبكين فإنك أول أهلي لاحق بي " . فضحكت
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة وفيه ضعف
(8/591)
14243 - عن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن يموت يكثر أن يقول : " سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك " . قلت : يا رسول الله إني أراك تكثر أن تقول : " سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك " . فقال : " إني أمرت بأمر " . فقرأ : { إذا جاء نصر الله والفتح }
ص . 592
رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح
(8/591)
14244 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح : " هذا ما وعدني به ربي " . ثم قرأ : { إذا جاء نصر الله والفتح } قال : " فإذا دخل الناس في دين الله أفواجا فظهر دين الله على الدين كله فالناس خير ونحن خير "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(8/592)
14245 - وعن عائشة أنها كانت تقول : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي قبض فيه قال لفاطمة : " إن جبريل صلى الله عليه و سلم كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة وإنه عارضني بالقرآن العام مرتين . وأخبرني أنه أخبره أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله . وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني إلا ذاهبا على رأس الستين " . فأبكاني ذلك فقال : " يا بنية إنه ليس من نساء المسلمين امرأة أعظم رزية منك فلا تكوني أدنى من امرأة صبرا " . قلت : فذكر الحديث
رواه الطبراني بإسناد ضعيف وروى البزار بعضه أيضا وفي رجاله ضعف
(8/592)
2 - . باب في رؤيا العباس
(8/592)
14246 - ص . 593 عن العباس بن عبد المطلب قال : رأيت في المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء بأشطان شداد فقصصت ذلك على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ذاك وفاة ابن أخيك "
رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات
(8/593)
3 - . باب تخييره صلى الله عليه و سلم بين الدنيا والآخرة
(8/593)
14247 - عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم [ من جوف الليل ] فقال : " يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي " . فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال : " السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه لو تعلمون ما نجاكم الله منه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى " . ثم أقبل علي فقال : " يا أبا مويهبة إني قد أوتيت [ مفاتيح ] خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة وخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي عز و جل والجنة " . قال : قلت : بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها ثم الجنة . قال : " لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي ثم الجنة "
ص . 594
ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف . فبدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجعه الذي قبضه الله عز و جل حين أصبح
(8/593)
14248 - وفي رواية عنه أيضا قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصلي على أهل البقيع فصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات فلما كانت الثالثة قال : " يا أبا مويهبة أسرج لي دابتي " . قال : فركب ومشيت حتى انتهى إليهم فنزل عن دابته وأمسكت الدابة . قلت : فذكر نحوه
رواه أحمد والطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات إلا أن الإسناد الأول عن عبيد بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة والثاني عن عبيد بن جبير عن أبي مويهبة
(8/594)
14249 - عن أبي واقد الليثي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
خير عبد من عباد الله بين الدنيا وملكها ونعيمها وبين الآخرة فاختار الآخرة
فقال أبو بكر : [ بل ] نفديك يا رسول الله بأموالنا وأنفسنا
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(8/594)
4 - . باب ما يحصل لأمته صلى الله عليه و سلم من استغفاره بعد وفاته
(8/594)
14250 - عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 595
إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتي السلام
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(8/594)
59 - . ( أبواب فيما بعد وفاته صلى الله عليه و سلم )
(8/595)
1 - . باب في وداعه صلى الله عليه و سلم
(8/595)
14251 - عن عبد الله بن مسعود قال : نعي إلينا حبيبنا ونبينا بأبي هو ونفسي له الفداء قبل موته بست فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة فنظر إلينا فدمعت عيناه ثم قال : " مرحبا بكم وحياكم الله وحفظكم الله آواكم الله ونصركم الله هداكم الله رزقكم الله وفقكم الله سلمكم الله قبلكم الله أوصيكم بتقوى الله وأوصي الله بكم وأستخلفه عليكم إني لكم نذير مبين أن لا تعلوا على الله في عباده وبلاده فإن الله قال لي ولكم : { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين } وقال : { أليس في جهنم مثوى للمتكبرين } " . ثم قال : " قد دنا الأجل والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى وإلى جنة المأوى والكأس الأوفى والرفيق الأعلى " . أحسبه قال : فقلنا : يا رسول الله فمن يغسلك إذا ؟ قال : " رجال أهل بيتي الأدنى فالأدنى " . قلنا : ففيم نكفنك ؟ قال : " في ثيابي هذه - إن شئتم - أو في حلة يمنية أو في بياض مضر "
ص . 596
قال : فقلنا : فمن يصلي عليك منا ؟ فبكينا وبكى وقال : " مهلا غفر الله لكم وجازاكم عن نبيكم خيرا إذا غسلتموني ووضعتموني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري فاخرجوا عني ساعة فإن أول من يصلي علي خليلي وجليسي جبريل صلى الله عليه و سلم ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنوده ثم الملائكة صلى الله عليهم بأجمعها ثم ادخلوا علي فوجا فوجا فصلوا علي وسلموا تسليما ولا تؤذوني بباكية - أحسبه قال : - ولا صارخة ولا رانة وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ثم أنتم بعد وأقرئوا أنفسكم مني السلام ومن غاب من إخواني فأقرئوه مني السلام ومن دخل معكم في دينكم بعدي فإني أشهدكم أني أقرأ السلام - أحسبه قال : - عليه وعلى كل من تابعني على ديني من يومي هذا إلى يوم القيامة " . قلنا : يا رسول الله فمن يدخلك قبرك منا ؟ قال : " رجال أهل بيتي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم "
رواه البزار وقال : روي هذا عن مرة عن عبد الله من غير وجه والأسانيد عن مرة متقاربة وعبد الرحمن لم يسمع هذا من مرة إنما أخبره عن مرة ولا نعلم رواه عن عبد الله غير مرة قلت : رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي وهو ثقة . ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال : قبل موته بشهر . وذكر في إسناده ضعفاء منهم أشعث بن طابق قال الأزدي : لا يصح حديثه . والله أعلم
(8/595)
2 - . باب
(8/596)
14252 - عن الفضل بن العباس قال : جاءني رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه قال : " خذ بيدي يا فضل " . فأخذت بيده حتى انتهى إلى المنبر فجلس عليه ثم قال : " صح في
ص . 597
الناس " . فصحت في الناس فاجتمع ناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " يا أيها الناس إني قد دنا مني حقوق من بين أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ألا ومن كنت قد شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالي فليستقد منه لا يقولن رجل : إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلي من أخذ حقا إن كان له أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس ألا وإني لا أرى ذلك مغنيا عني حتى أقوم فيكم مرارا " . ثم نزل فصلى الظهر ثم عاد إلى المنبر فعاد لمقالته في الشحناء أو غيرها ثم قال : " يا أيها الناس من كان عنده شيء فليرده ولا يقل : فضوح الدنيا ألا وإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة " . فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله إن لي عندك ثلاثة دراهم . قال : " أما إنا لا نكذب قائلا ولا نستحلفه فبم صارت لك عندي ؟ " . قال : تذكر يوم مر بك مسكين فأمرتني أن أدفعها إليه ؟ فقال : " ادفعها إليه يا فضل " . ثم قام إليه رجل آخر قال : عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله . قال : " ولم غللتها ؟ " . قال : كنت محتاجا إليها . قال : " خذها يا فضل " . ثم قال : " أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم أدعو له " . فقام رجل فقال : يا رسول الله والله إني لكذاب وإني لمنافق وإني لنؤوم ؟ قال : " اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وأذهب عنه النوم إذا أراد " . ثم قام آخر فقال : يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شيء من الأشياء إلا وقد أتيته فقال له عمر : يا هذا فضحت نفسك قال : " مه يا ابن الخطاب فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة " . ثم قال : " اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير "
ص . 598
فكلمهم عمر بكلمة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " عمر معي وأنا معه والحق بعدي مع عمر حيث كان "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى بنحوه وقال في آخره : فقام رجل فقال : يا رسول الله إني رجل جبان كثير النوم . قال : فدعا له . قال الفضل : فلقد رأيته أشجعنا وأقلنا نوما . قال : ثم أتى بيت عائشة فقال للنساء مثل ما قال للرجال ثم قال : " ومن غلب عليه شيء فليسألنا ندع له " . قال : فأومأت امرأة إلى لسانها قال : فدعا لها . قال : فلربما قالت لي : يا عائشة أحسني صلاتك
وفي إسناد أبي يعلى عطاء بن مسلم وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة وبقية رجال أبي يعلى ثقات وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم
(8/596)
14253 - عن جابر وابن عباس في قوله : { إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } قال : لما نزلت على محمد صلى الله عليه و سلم قال : " يا جبريل نفسي قد نعيت " . قال جبريل عليه السلام : { الآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى } . فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع المهاجرون والأنصار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى بالناس ثم صعد المنبر فحمد الله عز و جل وأثنى عليه ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب وبكت منها العيون ثم قال : " أيها الناس أي نبي كنت لكم ؟ " . قالوا : جزاك الله من نبي خيرا كنت لنا كالأب الرحيم وكالأخ الناصح الشفيق أديت رسالات الله عز و جل وأبلغتنا وحيه ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فجزاك الله عنا أفضل
ص . 599
ما جازى نبيا عن أمته . فقال لهم : " معاشر المسلمين أناشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني " . [ فلن يقم إليه أحد فناشدهم الثانية فلم يقن إليه أحد فناشدهم الثالثة : " معاشر المسلمين أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني ] قبل القصاص في القيامة " . فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له : عكاشة فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : فداك أبي وأمي لولا أنك نشدتنا بالله مرة بعد أخرى ما كنت بالذي أتقدم على شيء من هذا كنت معك في غزاة فلما فتح الله عز و جل علينا ونصر نبيه صلى الله عليه و سلم وكنا في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك فنزلت عن الناقة ودنوت منك لأقبل فخذك فرفعت القضيب فضربت خاصرتي ولا أدري أكان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله صلى الله عليه و سلم بالضرب يا بلال انطلق إلى بيت فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق " . فخرج بلال من المسجد ويده على أم رأسه وهو ينادي : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي القصاص من نفسه . فقرع الباب على فاطمة فقال : يا بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ناوليني القضيب الممشوق . فقالت له فاطمة : يا بلال وما يصنع أبي بالقضيب وليس هذا يوم حج ولا يوم غزاة ؟ فقال : يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوك رسول الله صلى الله عليه و سلم يودع الناس ويفارق الدنيا ويعطي القصاص من نفسه . فقالت فاطمة رضي الله عنها : [ يا بلال ] ومن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ يا بلال إذا فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل يقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله صلى الله عليه و سلم
ص . 600
فرجع بلال إلى المسجد ودفع القضيب إلى النبي صلى الله عليه و سلم ودفع رسول الله صلى الله عليه و سلم القضيب إلى عكاشة . فلما نظر أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى ذلك قاما وقالا : يا عكاشة هذا نحن بين يديك فاقتص منا ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم : " امض يا أبا بكر وأنت يا عمر فامض فقد عرف الله مكانكما ومقامكما " . فقام علي بن أبي طالب فقال : يا عكاشة أنا في الحياة بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا تطيب نفسي أن تضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم فهذا ظهري وبطني فاقتص مني بيدك واجلدني مائة ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا علي اقعد فقد عرف الله لك مقامك ونيتك " . وقام الحسن والحسين رضي الله عنهما فقالا : يا عكاشة أليس تعلم أنا سبطا رسول الله صلى الله عليه و سلم والقصاص منا كالقصاص من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم : " اقعدا يا قرة عيني لا نسي الله لكما هذا المقام " . ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا عكاشة اضرب إن كنت ضاربا " . قال : يا رسول الله ضربتني وأنا حاسر عن بطني . فكشف عن بطنه صلى الله عليه و سلم وصاح المسلمون بالبكاء وقالوا : أترى عكاشة ضارب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فلما نظر عكاشة إلى بطن رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنه القباطي لم يملك أن أكب عليه فقبل بطنه وهو يقول : فداك أبي وأمي ومن تطيب نفسه أن يقتص منك ؟ فقال له
ص . 601
النبي صلى الله عليه و سلم : " إما أن تضرب وإما أن تعفو " . قال : قد عفوت عنك يا رسول الله رجاء أن يعفو الله عني في يوم القيامة . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " من سره أن ينظر إلى رفيقي في الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ " . فقام المسلمون فجعلوا يقبلون ما بين عيني عكاشة ويقولون : طوباك طوباك نلت درجات العلا ومرافقة النبي صلى الله عليه و سلم . فمرض النبي صلى الله عليه و سلم من يومه فكان مرضه ثمانية عشر يوما يعوده الناس وكان صلى الله عليه و سلم ولد يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين . فلما كان يوم الأحد ثقل في مرضه فأذن بلال بالأذان ثم وقف بالباب فنادى : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله أقيم الصلاة . فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم صوت بلال فقالت فاطمة : يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم اليوم مشغول بنفسه . فدخل بلال المسجد فلما أسفر الصبح قال : والله لا أقيمها أو أستأذن سيدي رسول الله صلى الله عليه و سلم . فخرج بلال فقام بالباب ونادى : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته الصلاة يرحمك الله . فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم صوت بلال فقال : " ادخل يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم اليوم مشغول بنفسه مر أبا بكر يصلي بالناس " . فخرج ويده على أم رأسه وهو يقول : واغوثاه بالله وانقطاع رجاه وانقصام ظهراه ليتني لم تلدني أمي وإذ ولدتني لم أشهد من رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا اليوم . ثم قال : يا أبا بكر [ ألا ] إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرك أن تصلي بالناس . فتقدم أبو
ص . 602
بكر فصلى بالناس وكان رجلا رقيقا فلما رأى خلو المكان من رسول الله صلى الله عليه و سلم [ لم يتمالك أن ] خر مغشيا عليه وصاح المسلمون بالبكاء فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم ضجيج الناس فقال : " ما هذه الضجة ؟ " . قالوا : ضجيج المسلمين لفقدك يا رسول الله . فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب وابن عباس فاتكأ عليهما فخرج إلى المسجد فصلى بالناس ركعتين خفيفتين ثم أقبل عليهم بوجهه المليح فقال :
يا معشر المسلمين أستودعكم الله أنتم في رجاء الله وأمانة الله والله خليفتي عليكم . معاشر المسلمين عليكم باتقاء الله وحفظ طاعته من بعدي فإني مفارق الدنيا . هذا أول يوم من [ أيام ] الآخرة وآخر يوم من [ أيام ] الدنيا
فلما كان يوم الاثنين اشتد [ به ] الأمر وأوحى الله عز و جل إلى ملك الموت صلى الله عليه و سلم أن اهبط إلى حبيبي وصفيي محمد صلى الله عليه و سلم في أحسن صورة وأرفق به في قبض روحه . فهبط ملك الموت صلى الله عليه و سلم فوقف بالباب شبه أعرابي ثم قال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة أدخل ؟ " . فقالت عائشة لفاطمة : أجيبي الرجل . فقالت فاطمة : آجرك الله في ممشاك يا عبد الله إن رسول الله مشغول بنفسه . فنادى الثانية فقالت عائشة : يا فاطمة أجيبي الرجل . فقالت فاطمة : آجرك الله في ممشاك يا عبد الله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم مشغول بنفسه . ثم نادى الثالثة : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة أدخل ؟ فلا بد من الدخول . فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم صوت ملك الموت فقال : " يا فاطمة من
ص . 603
بالباب " . فقالت : يا رسول الله إن رجلا بالباب يستأذن في الدخول فأجبناه مرة بعد أخرى فنادى في الثالثة صوتا اقشعر منه جلدي وارتعدت منه فرائصي . فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم : " يا فاطمة أتدرين من بالباب ؟ هذا هادم اللذات ومفرق الجماعات هذا مرمل الأزواج وموتم الأولاد وهذا مخرب الدور وعامر القبور هذا ملك الموت صلى الله عليه و سلم . ادخل يرحمك الله يا ملك الموت " . فدخل ملك الموت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " جئتني زائرا أم قابضا ؟ " . قال : جئتك زائرا وقابضا وأمرني الله عز و جل أن لا أدخل عليك إلا بإذنك ولا أقبض روحك إلا بإذنك فإن أذنت وإلا رجعت إلى ربي عز و جل . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا ملك الموت أين خلفت حبيبي جبريل ؟ " . قال : خلفته في سماء الدنيا والملائكة يعزونه فيك . فما كان بأسرع أن أتاه جبريل عليه السلام فقعد عند رأسه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هذا الرحيل من الدنيا فبشرني ما لي عند الله ؟ " . قال : أبشرك يا حبيب الله أني تركت أبواب السماء قد فتحت والملائكة قد قاموا صفوفا صفوفا بالتحية والريحان يحيون روحك يا محمد . قال : " لوجه ربي الحمد فبشرني يا جبريل " . قال : أبشرك أن أبواب الجنان قد فتحت وأنهارها قد اطردت وأشجارها قد تدلت وحورها قد تزينت لقدوم روحك يا محمد . قال : " لوجه ربي الحمد فبشرني يا جبريل " . قال : أنت أول شافع وأول مشفع يوم القيامة . قال : : لوجه ربي الحمد " . قال جبريل : يا حبيبي عما تسألني ؟ قال : " أسألك عن غمي وهمي من لقراء القرآن من بعدي ؟ من لصوام شهر رمضان من بعدي ؟ من لحجاج بيت الله الحرام من بعدي ؟ من لأمتي المصطفاة من بعدي ؟ " . قال : أبشر يا حبيب الله فإن الله عز و جل يقول : قد حرمت الجنة على جميع الأنبياء والأمم حتى تدخلها أنت وأمتك . قال : " الآن طابت نفسي ادن يا ملك الموت فانته إلى ما أمرت به "
ص . 604
قال علي : يا رسول الله إذا أنت قبضت فمن يغسلك ؟ وفيم نكفنك ؟ ومن يصلي عليك ؟ ومن يدخلك القبر ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا علي أما الغسل فاغسلني أنت والفضل بن عباس يصب عليك الماء وجبريل عليه السلام ثالثكما فإذا أنتم فرغتم من غسلي فكفني في ثلاثة أثواب جدد وجبريل عليه السلام يأتيني بحنوط [ من الجنة ] فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا فإن أول من يصلي علي الرب عز و جل من فوق عرشه ثم جبريل عليه السلام ثم ميكائيل ثم إسرافيل عليهما السلام ثم الملائكة زمرا زمرا ثم ادخلوا فقوموا صفوفا لا يتقدم علي أحد "
فقالت فاطمة : اليوم الفراق فمتى ألقاك ؟ قال : " يا بنية تلقيني يوم القيامة عند الحوض وأنا أسقي من يرد علي الحوض من أمتي " . قالت : فإن لم ألقك يا رسول الله ؟ قال : " تلقيني عند الصراط وأنا أنادي رب سلم أمتي من النار " . فدنا ملك الموت صلى الله عليه و سلم يعالج قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما بلغ الروح الركبتين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أوه " . فلما بلغ الروح السرة نادى رسول الله صلى الله عليه و سلم : " واكرباه " . فقالت فاطمة : كربي لكربك يا أبتاه . فلما بلغ الروح الثندوة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا جبريل ما أشد مرارة الموت " . فولى جبريل عليه السلام وجهه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا جبريل كرهت النظر إلي ؟ " . فقال جبريل عليه السلام : يا حبيبي ومن تطيق نفسه أن ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت ؟ فقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم فغسله علي بن أبي طالب وابن عباس يصب عليه الماء وجبريل عليه السلام معهما فكفن بثلاثة أثواب جدد وحمل على سرير ثم
ص . 605
أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد وخرج الناس منه . فأول من صلى عليه الرب تبارك وتعالى من فوق عرشه ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا . قال علي : لقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا فسمعنا هاتفا يهتف ويقول : ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم صلى الله عليه و سلم فدخلنا وقمنا صفوفا صفوفا كما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فكبرنا بتكبير جبريل عليه السلام ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه و سلم ودخل القبر أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وابن عباس ودفن رسول الله صلى الله عليه و سلم . فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلي : كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ أما كان في صدوركم لرسول الله صلى الله عليه و سلم الرحمة ؟ أما كان معلم الخير ؟ قال : بلى يا فاطمة ولكن أمر الله الذي لا مرد له . فجعلت تبكي وتندب وتقول : يا أبتاه الآن انقطع جبريل عليه السلام وكان جبريل يأتينا بالوحي من السماء
رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن إدريس وهو كذاب وضاع
(8/598)
14254 - عن يزيد بن بابنوس قال : ذهبت أنا وصاحب لي إلى عائشة فاستأذنا عليها فألقت إلينا وسادة وجذبت الحجاب إليها فسألها عن مباشرة الحائض . ثم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مر ببابي مما يلقى الكلمة ينفع الله بها فمر ذات يوم فلم يقل شيئا ثم مر أيضا فلم يقل شيئا مرتين أو ثلاثا . فقلت : يا جارية ضعي لي وسادة على الباب وعصبت رأسي فمر بي فقال :
ص . 606
يا عائشة ما شأنك ؟
قلت : أشتكي رأسي . قال : " أنا وارأساه " . فذهب فلم يلبث إلا يسيرا حتى جيء به محمولا في كساء فدخل وبعث إلى النساء فقال : " إني قد اشتكيت وإني لا أستطيع أن أدور بينكن فأذن لي فلأكون عند عائشة " . فأذن له فكنت أوصبه ولم أوصب أحدا قبله فبينما رأسه ذات يوم على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي فظننت أنه يريد من رأسي حاجة فخرجت من فيه نطفة باردة فوقعت على ثغرة نحري فاقشعر لها جلدي فظننت أنه غشي عليه فسجيته ثوبا فجاء عمر والمغيرة بن شعبة فاستأذنا فأذنت لهما وجذبت الحجاب فنظر عمر إليه فقال : واغشياه ما أشد ما غشي رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قام فلما دنوا من الباب قال المغيرة لعمر : مات رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : كذبت بل أنت رجل تحوسك فتنة إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يموت حتى يفني الله المنافقين ثم جاء أبو بكر فرفع الحجاب فنظر إليه فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون . مات رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أتاه من قبل رأسه فحدر فاه وقبل جبهته [ ثم قال : وانبياه ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبل جبهته ثم ] قال : واصفياه ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبل جبهته وقال : واخليلاه مات رسول الله صلى الله عليه و سلم . فخرج إلى المسجد وعمر يخطب الناس [ ويتكلم ] ويقول : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يموت حتى يفني الله المنافقين . فتكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله عز و جل يقول : { إنك ميت وإنهم ميتون } حتى ختم الآية { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } الآية . من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
ص . 607
ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات . فقال عمر : إنها لفي كتاب الله ما شعرت أنها في كتاب الله عز و جل . ثم قال عمر : يا أيها الناس هذا أبو بكر وهو ذو شيبة المسلمين فبايعوه . فبايعوه
قلت : في الصحيح وغيره طرف منه
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وزاد : فدخل أبو بكر فقال : كيف ترين ؟ قلت : غشي عليه فدنا منه فكشف عن وجهه فقال : يا غشياه ما أكون هذا الغشي ثم كشف عن وجهه فعرف الموت فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ثم بكى فقلت : في سبيل الله انقطاع الوحي ودخول جبريل بيتي ووضع يده على صدغيه ووضع فاه على جبهته فبكى حتى سالت دموعه على وجه النبي صلى الله عليه و سلم ثم غطى وجهه وخرج إلى الناس وهو يبكي فقال : يا معشر المسلمين هل عند أحد منكم عهد بوفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالوا : لا ثم أقبل على عمر فقال : يا عمر أعندك عهد بوفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : لا . قال : والذي لا إله غيره لقد ذاق طعم الموت وقد قال لهم : " إني ميت وإنكم ميتون " . فضج الناس وبكوا بكاء شديدا ثم خلوا بينه وبين أهل بيته فغسله علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد يصب عليه الماء فقال علي : ما نسيت منه شيئا لم أغسله إلا قلب لي حتى أرى أحدا فأغسله من غير أن أرى أحدا حتى فرغت منه ثم كفنوه ببرد يماني أحمر وريطتين قد نيل منهما ثم غسلا ثم أضجع على السرير ثم أذنوا للناس فدخلوا عليه فوجا فوجا يصلون عليه بغير إمام حتى لم يبق أحد بالمدنية حر ولا عبد إلا صلى عليه
ثم تشاجروا في دفنه أين يدفن ؟ فقال بعضهم : عند العود الذي كان يمسك بيده وتحت منبره . وقال بعضهم : في البقيع حيث كان يدفن موتاه . فقالوا : لا نفعل ذلك أبدا إذا لا يزال عبد أحدكم ووليدته قد غضب عليه مولاه فيلوذ بقبره فتكون سنة فاستقام رأيهم على أن يدفن في بيته تحت فراشه حيث قبض روحه
ص . 608
فلما مات أبو بكر دفن معه فلما حضر عمر بن الخطاب الموت أوصى قال : إذا أنا مت فاحملوني إلى باب بيت عائشة فقولوا لها : هذا عمر بن الخطاب يقرئك السلام ويقول : أدخل أو أخرج ؟ قال : فسكتت ساعة ثم قالت : أدخلوه فادفنوه معه أبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره . قالت : فلما دفن عمر أخذت الجلباب فتجلببت [ به ] . قال : فقيل لها : ما لك وللجلباب ؟ قالت : كان هذا زوجي وهذا أبي فلما دفن عمر تجلببت
ورجال أحمد ثقات وفي إسناد أبي يعلى عويد بن أبي عمران وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وقال بعضهم : متروك
(8/605)
14255 - وعن أسماء بنت عميس قالت : أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت ميمونة فاشتد مرضه حتى أغمي عليه فتشاور نساؤه في لده فلدوه فلما أفاق قال : " ما هذا ؟ " . [ فقلنا : هذا ] فعل نساء جئن من ههنا . وأشار إلى أرض الحبشة وكانت أسماء بنت عميس فيهن . قالوا : كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله . قال : " إن ذلك لداء ما كان الله عز و جل ليقذفني به لا يبقين في البيت أحد لا يلد إلا عم رسول الله صلى الله عليه و سلم " . يعني العباس قالت : لقد التدت ميمونة يومئذ وإنها لصائمة لعزيمة رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . قلت : وقد تقدم حديث العباس في كتاب الخلافة
ص . 609
(8/608)
14256 - وعن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده أبدا . قال : فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه خلاف
(8/609)
14257 - عن عمر بن الخطاب قال : لما مرض النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ادعوا لي بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعدي أبدا " . فكرهنا ذلك أشد الكراهة ثم قال : " ادعوا لي بصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا " . فقال النسوة من وراء الستر : ألا يسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلت : إنكن صواحبات يوسف إذا مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم عصرتن أعينكن وإذا صح ركبتن رقبته . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " دعوهن فإنهن خير منكم "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال العقيلي : في حديثه نظر وبقية رجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف
(8/609)
14258 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : لأن أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل وذلك بأن الله عز و جل جعله نبيا واتخذه شهيدا . ؟
قال الأعمش : فذكرت ذلك لإبراهيم فقال : كانوا يرون أن اليهود سموه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/609)
14259 - وعن عائشة قالت :
ص . 610
ما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا من ذات الجنب
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى بنحوه وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات
(8/610)
14260 - وعن أم الفضل بنت الحارث - وهي أم ولد العباس أخت ميمونة - قالت : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في مرضه فجعلت أبكي فرفع رأسه فقال : " ما يبكيك ؟ " . قالت : خفنا عليك ولا ندري ما نلقى من الناس بعدك يا رسول الله ؟ قال : " أنتم المستضعفون بعدي "
رواه أحمد وفيه يزيد بن أبي زياد وضعفه جماعة
(8/610)
14261 - عن علي بن الحسين قال : سمعت أبي يقول : لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاه جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله عز و جل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك يقول : كيف تجدك ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا " . فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل عليه السلام وهبط ملك الموت عليه السلام وهبط معهما ملك في الهواء يقال له : إسماعيل على سبعين ألف ملك ليس فيهم ملك إلا على سبعين ألف ملك يشيعهم جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله عز و جل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك يقول : كيف تجدك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا " . قال : فاستأذن ملك الموت على الباب فقال جبريل : يا محمد هذا ملك الموت يستأذن عليك وما استأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك
ص . 611
فقال : " ائذن له " . فأذن له جبريل فأقبل حتى وقف بين يديه . فقال : يا محمد إن الله عز و جل أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك فيم أمرتني به إن تأمرني أن أقبض نفسك قبضتها وإن كرهت تركتها ؟ قال : " وتفعل يا ملك الموت ؟ " . قال : نعم وبذلك أمرت أن أطيعك فيما أمرتني به . فقال له جبريل عليه السلام : إن الله عز و جل قد اشتاق إلى لقائك . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " امض لما أمرت به " . فقال له جبريل : هذا آخر وطأتي في الأرض إنما كنت حاجتي في الدنيا
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وجاءت التعزية جاء آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ذاهب الحديث
(8/610)
14262 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مات من اللحم الذي كانت اليهودية سمته فانقطع أبهره من السم على رأس السنة . كان يقول : " ما زلت أجد منه حسا "
رواه الطبراني وإسناده حسن
(8/611)
14263 - وعن عائشة قالت : ما مرت علي ليلة مثل ليلة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا عائشة هل طلع الفجر ؟ " . فأقول : لا حتى أذن بلال بالفجر ثم جاء بلال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما هذا ؟ " . فقلت : هذا بلال . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " مري أبا بكر فليصل بالناس "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
ص . 612
(8/611)
14264 - عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين حضرته الوفاة وهو يمد يده وهو يقول :
يا جبريل أين أنت ؟
ثم يقبضها ويبسطها ففعل ذلك مرارا وهو يقول : " يا جبريل اشفع لي عند ربي يهون علي الموت " . فذكر أبو هريرة أنه سمع عائشة تقول : لقد سمعت ما لم تسمع أذن من جبريل وهو يقول : " لبيك لبيك "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حسين بن عبد الله بن ضميرة وهو كذاب
(8/612)
14265 - وعن ابن عباس قال : جاء ملك الموت إلى النبي صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي قبض فيه فاستأذن ورأسه في حجر علي رضوان الله عليه فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال له علي : ارجع فإنا مشاغيل عنك . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " تدري من هذا يا أبا الحسن ؟ هذا ملك الموت ادخل راشدا " . فلما دخل قال : إن ربك يقرئك السلام . قال : " أين جبريل ؟ " . قال : ليس هو قريب مني الآن يأتي . فخرج ملك الموت حتى نزل جبريل عليه السلام فقال له جبريل وهو قائم بالباب : ما أخرجك يا ملك الموت ؟ قال : التمسك محمد صلى الله عليه و سلم . فلما جلسا قال جبريل : سلام عليك يا أبا القاسم هذا وداع مني ومنك
فبلغني أن ملك الموت لم يسلم على أهل بيت قبله ولا يسلم بعده
رواه الطبراني وفيه المختار بن نافع وهو ضعيف
(8/612)
14266 - عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل علي فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم رفع رأسه ثم قال : " ادن مني ادن مني " . فأسنده إليه فلم يزل عنده حتى توفي فلما
ص . 613
قضى قام علي وأغلق الباب وجاء العباس ومعه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب فجعل علي يقول : بأبي أنت طبت حيا وطبت ميتا وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها فقال : إيها دع حنينا كحنين المرأة وأقبلوا على صاحبكم قال علي : أدخلوا علي الفضل بن العباس . فقالت الأنصار : نشدناكم بالله ونصيبنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم . فأدخلوا رجلا منهم يقال له : أوس بن خولي يحمل جرة بإحدى يديه فسمعوا صوتا في البيت : لا تجردوا رسول الله صلى الله عليه و سلم واغسلوه كما هو في قميصه فغسله علي يدخل يده من تحت القميص والفضل يمسك الثوب عنه والأنصاري ينقل الماء وعلى يد علي خرقة يدخل يده تحت القميص
قلت : روى ابن ماجة بعضه
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث على ضعفه وبقية رجاله ثقات
(8/612)
14267 - وعن علي قال : أوصاني النبي صلى الله عليه و سلم أن لا يغسله أحد غيري
فإنه لا يرى عورتي أحد إلا طمست عيناه
قال علي : فكان العباس وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر
رواه البزار وفيه يزيد بن بلال قال البخاري : فيه نظر وبقية رجاله وثقوا وفيهم خلاف
(8/613)
14268 - عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما من نبي إلا تقبض نفسه ثم يرى الثواب ثم ترد إليه فتخير بين أن ترد إليه إلى أن يلحق
فكنت قد حفظت ذلك منه فإني لمسندته إلى صدري فنظرت إليه حتى مالت
ص . 614
عنقه فقلت : قد قضى قالت : فعرفت الذي قال . قالت : فنظرت إليه حتى ارتفع ونظر قلت : إذا لا يختارنا فقال :
{ مع الرفيق الأعلى في الجنة مع النبيين والصديقين } إلى آخر الآية
(8/613)
14269 - وفي رواية : " الرفيق الأعلى الأسعد "
رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنها قالت : قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم بين سحري ونحري . قالت : وظننت أنه سيرد الله عليه روحه . قالت : وكذلك يفعل بالأنبياء فتحرك فقلت : إن خيرت اليوم فلن تختارنا
وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح
(8/614)
14270 - عن عائشة قالت : مات النبي صلى الله عليه و سلم فلما خرجت نفسه ما شممت رائحة قط أطيب منها
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(8/614)
14271 - عن عائشة قالت : كشف رسول الله صلى الله عليه و سلم سترا وفتح بابا في مرضه فنظر إلى الناس يصلون خلف أبي بكر فسر بذلك وقال : " الحمد لله إنه لم يمت نبي حتى يؤمه رجل من أمته " . ثم أقبل على الناس فقال : " يا أيها الناس من أصيب منكم بمصيبة من بعدي فليتعز بمصيبته بي عن مصيبته التي تصيبه فإنه لن يصب أحد من أمتي من بعدي بمثل مصيبته بي "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني وهو ضعيف
(8/614)
14272 - عن أبي موسى قال : أغمي على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في حجر عائشة فأفاق وهي تمسح صدره
ص . 615
وتدعو له بالشفاء قال : " لا ولكن أسأل الله الرفيق الأعلى الأسعد جبريل وميكائيل وإسرافيل "
رواه الطبراني وفيه محمد بن سلام الجمحي وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات
(8/614)
14273 - عن أبي عسيب أو أبي عسيم - قال بهز : شهد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم - قالوا : كيف نصلي عليه ؟ قال : ادخلوا أرسالا أرسالا . قال : فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلون عليه ثم يخرجون من الباب الآخر . قال : فلما وضع في لحده قال المغيرة : قد بقي من رجليه شيء لم يصلحوه قالوا : فادخل فأصلحه فدخل وأدخل يده فغمس قدميه صلى الله عليه و سلم قال : أهيلوا عليه التراب . فأهالوا عليه حتى بلغ أنصاف ساقيه ثم خرج فكان يقول : أنا أحدثكم عهدا برسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/615)
14274 - عن عائشة قالت : كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي فأضع ثوبي وأقول : إنما هو زوجي وأبي فلما دفن معهم عمر معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/615)
14275 - عن ابن عباس قال : دخل قبر النبي صلى الله عليه و سلم العباس وعلي والفضل وشق لحده رجل من الأنصار وهو الذي شق قبور الشهداء يوم أحد
ص . 616
قلت : رواه ابن ماجة أطول من هذا وليس فيه ذكر العباس ولا الذي شق لحده صلى الله عليه و سلم
رواه البزار عن شيخه أيوب بن منصور وقد وهم في حديث رواه له أبو داود وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/615)
14276 - عن ابن عمر قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أبو بكر في ناحية بالمدنية قال : فدخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضع فاه على جبين رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل يقبله ويقول : بأبي وأمي طبت حيا وميتا . فلما خرج مر بعمر رحمة الله عليه وهو يقول : والله ما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يموت حتى يقتل المنافقين . قال : وقد كانوا استبشروا بموت رسول الله صلى الله عليه و سلم ورفعوا رؤوسهم فمر به أبو بكر فقال : أيها الرجل أربع على نفسك فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات ألم تسمع الله تعالى يقول : { إنك ميت وإنهم ميتون } { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون } ؟ . قال : وأتى المنبر فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إن كان محمد إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم قد مات وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم حي لا يموت . ثم تلا : { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } الآية
ثم نزل وقد استبشر المؤمنون بذلك واشتد فرحهم وأخذ المنافقون الكآبة
قال عبد الله بن عمرو : والذي نفسي بيده لكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر وهو ثقة
ص . 617
(8/616)
14277 - عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
سيعزي الناس بعضهم بعضا من بعدي تعزية نبي
فكان الناس يقولون : ما هذا ؟ فلما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم لقي بعضنا بعضا يعزي بعضهم
بعضا برسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعي ووثقه جماعة
(8/617)
14278 - عن أبي سعيد قال : ما عدا وارينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في التراب فأنكرنا قلوبنا
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(8/617)
14279 - عن عائشة أنها قالت : رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجري فقال أبو بكر : إن صدقت رؤياك دفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة . فلما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها أبو بكر : خير أقمارك يا عائشة . ودفن في بيتها أبو بكر وعمر
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح
وقد تقدم مرفوعا أنها قصته على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه أوله بهذا في باب تعبير الرؤيا وفي إسناده ضعيف
(8/617)
14280 - وعن عروة قال : قالت صفية بنت عبد المطلب ترثي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لهف نفسي وبت كالمسلوب . . . أرقب الليل فعلة المحروب
من هموم وحسرة أرقتني . . . ليت أني سقيتها بشعوب
حين قالوا إن الرسول قد أمسى . . . وافقته منية المكتوب
حين جئنا لآل بيت محمد . . . فأشاب القذال مني مشيب
حين رأينا بيوته موحشات . . . ليس فيهن بعد عيش غريب
فعراني لذاك حزن طويل . . . خالط القلب فهو كالمرعوب
وقالت أيضا
ألا يا رسول الله كنت رخاءنا . . . وكنت بنا برا ولم تك جافيا
وكان بنا برا رحيما نبينا . . . ليبك عليك اليوم من كان باكيا
لعمري ما أبكي النبي لموته . . . ولكن لهرج كان بعدك آتيا
كأن على قلبي لفقد محمد . . . ومن حبه من بعد ذاك المكاويا
أفاطم صلى الله رب محمد . . . على جدث أمسى بيثرب ثاويا
أرى حسنا أيتمته وتركته . . . يبكي ويدعو جده اليوم نائيا
فدى لرسول الله أمي وخالتي . . . وعمي ونفسي قصره وعياليا
صبرت وبلغت الرسالة صادقا . . . ومت صليب الدين أبلج صافيا
فلو أن رب العرش أبقاك بيننا . . . سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحية . . . وأدخلت جنات من العدن راضيا
رواه الطبراني وإسناده حسن
(8/617)
14281 - وعن محمد بن علي بن الحسين قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم خرجت صفية تلمع بردائها وهي تقول :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة . . . لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب
ص . 619
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن محمدا لم يدرك صفية
(8/617)
14282 - وعن غنيم بن قيس قال : إني لأذكر ما قاله أبي على النبي صلى الله عليه و سلم يوم مات النبي صلى الله عليه و سلم :
ألا لي الويل على محمد . . . قد كنت في حياته بمرصد . . . أنام ليلي نائما إلى الغد
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن آدم وهو ثقة
(8/619)
3 - . باب تمني رؤيته صلى الله عليه و سلم
(8/619)
14283 - عن سمرة بن جندب قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنا :
إن أحدكم سيوشك [ أن يحب ] أن ينظر إلي نظرة بما له من أهل ومال
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(8/619)
60 - . باب فيما تركه صلى الله عليه و سلم
(8/619)
14284 - عن عمر قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم جئت أنا وأبو بكر إلى علي فقلنا : ما تقول فيما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نحن أحق الناس برسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فقلت : والذي بخيبر ؟ قال : والذي بخيبر . قلت : والذي بفدك ؟ قال : والذي بفدك . فقلت : أما والله حتى تحزوا رقابنا بالمناشير فلا
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن جعفر بن إبراهيم وهو ضعيف
ص . 620
(8/619)
14285 - عن جويرية قالت : ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم توفي إلا بغلة بيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(8/620)
14286 - عن حذيفة قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : " لا نورث ما تركنا صدقة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفيض بن وثيق وهو كذاب
(8/620)
14287 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنا لا نورث ما تركنا صدقة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات
(8/620)
37 - . كتاب المناقب
(9/17)
1 - . ( أبواب في مناقب أبي بكر رضي الله عنه )
(9/17)
1 - . باب ما جاء في أبي بكر الصديق رضي الله عنه
(9/17)
14288 - ص . 17 عن عروة بن الزبير قال : أبو بكر الصديق اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن لؤي . شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم . وأم أبي بكر أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك وأم أم الخير دلاف وهي أميمة بنت عبيد بن الناقد الخزاعي
وجدة أبي بكر أم أبي قحافة أمينة بنت عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/17)
14289 - عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه و سلم نظر إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال :
هذا عتيق الله من النار
فمن يومئذ سمي : عتيقا وكان قبل ذلك اسمه عبد الله بن عثمان
رواه البزار والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات
ص . 18
(9/17)
14290 - عن عائشة قالت : والله إني لفي بيتي ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه و سلم في الفناء وأصحابه والستر بيني وبينهم إذ أقبل أبو بكر فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبي بكر وإن اسمه الذي سماه أهله لعبد الله بن عثمان فغلب عليه اسم عتيق
قلت : بعضه رواه الترمذي
رواه أبو يعلى وفيه صالح بن موسى بن الطلحي وهو ضعيف
(9/18)
14291 - عن ابن عباس قال : أسلمت أم أبي بكر وأم عثمان وأم طلحة وأم الزبير وأم عبد الرحمن بن عوف وأم عمار بن ياسر وإنما سمي : عتيق بن عثمان لحسن وجهه
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف
(9/18)
14292 - عن الليث بن سعد قال : إنما سمي أبو بكر عتيقا لعتاقة وجهه وكان اسمه عبد الله بن عثمان
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/18)
14293 - عن القاسم بن محمد قال : سألت عائشة عن اسم أبي بكر فقالت : عبد الله فقلت : إنهم يقولون : عتيق ؟ فقالت : إن أبا قحافة كان له ثلاثة فسمى واحدا عتيقا ومعيتقا ومعتقا
رواه الطبراني وفيه قيس بن أبي قيس البخاري فإن كان ثقة فإسناده حسن
(9/18)
14294 - وعن أبي حفص عمرو بن علي أنه كان يقول :
ص . 19
كان أبو بكر معروق الوجه وإنما سمي عتيقا لعتاقة وجهه وكان اسمه عبد الله بن عثمان وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سماه عتيقا من النار
رواه الطبراني وإسناده جيد حسن
(9/18)
14295 - وعن حكيم بن سعد قال : سمعت عليا يحلف : لله أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/19)
14296 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
عرج بي إلى السماء الدنيا فما مررت بسماء إلا وجدت فيها اسمي : محمد رسول الله وأبو بكر الصديق من خلفي
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف
(9/19)
14297 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لما عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت اسمي فيها مكتوبا محمد رسول الله أبو بكر الصديق
رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف
(9/19)
14298 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به :
ص . 20
إن قومي لا يصدقوني
فقال له جبريل : " يصدقك أبو بكر وهو الصديق "
رواه الطبراني في الأوسط
(9/19)
14299 - وفي رواية عنده : " إن قومي يتهموني "
وفي أحد إسناديه أبو وهب عن أبي هريرة ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/20)
14300 - عن أم هانئ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أسري به :
إني أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم
فكذبوه وصدقه أبو بكر فسمي يومئذ : الصديق
رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك
(9/20)
2 - . باب
(9/20)
14301 - عن معاوية قال : دخلت مع أبي على أبي بكر الصديق فرأيت أسماء قائمة على رأسه بيضاء ورأيت أبا بكر أبيض نحيفا فحملني وأبي على فرسين ثم عرضنا عليه وأجازنا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/20)
14302 - عن رجل من بني أسد قال : رأيت أبا بكر الصديق في غزوة ذات السلاسل وكأن لحيته لهب العرفج على ناقة له أدما أبيض نحيفا
رواه الطبراني ولم أعرف الرجل الذي من بني أسد وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 21
(9/20)
14303 - عن عائشة أنها رأت رجلا مارا وهي في هودجها فقالت : ما رأيت رجلا أشبه من أبي بكر من هذا فقيل لها : صفي لنا أبا بكر . فقالت : كان رجلا أبيض نحيفا خفيف العارضين أحنا لا تستمسك أزرته تسترخي عن حقويه معروق الوجه غائر العينين ناتئ الجبهة عاري الأشاجع . هذه صفته
رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف . وقد تقدمت أحاديث في الخضاب
(9/21)
14304 - عن رافع بن عمرو قال : مر بي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزو أو حج فتأملتهم فلم أر منهم أحسن هيئة من أبي بكر قد جلل عليه كساء من الحر والبرد
قلت : فذكر الحديث وقد تقدم في كراهية الإمارة في الخلافة
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/21)
3 - . باب
(9/21)
14305 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر
رواه عبد الله ورجاله ثقات
(9/21)
14306 - عن معاوية بن أبي سفيان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
صبوا علي من سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم
ص . 22
قال : فخرج عاصبا رأسه صلى الله عليه و سلم حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله " . فلم يلقنها إلا أبو بكر فبكى . فقال : نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " على رسلك أفضل الناس عندي في الصحبة وذات اليد ابن أبي قحافة انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدوها إلا ما كان من باب أبي بكر فإني رأيت عليه نورا "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار إلا أنه زاد : وذكر قتلى أحد فصلى عليهم فأكثر . وإسناده حسن
(9/21)
14307 - وعن عائشة قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بسد الأبواب التي في المسجد إلا باب أبي بكر . رواه الطبراني في الأوسط وفيه معلى بن عبد الرحمن وهو وضاع
(9/22)
14308 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
سدوا عني كل باب إلا باب أبي بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا
رواه البزار وإسناده حسن
(9/22)
14309 - عن عائشة قالت : رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من البقيع . قلت : فذكر حديث مرضه إلى أن قال : قالت : فصبننا عليه حتى طفق يقول : " حسبكم حسبكم " . - قال محمد : يعني ابن إسحاق - ثم خرج - كما حدثني أيوب بن بشير - عاصبا رأسه فجلس على المنبر فكان أول ما تكلم به أن صلى على أصحاب أحد فأكثر الصلاة عليهم ثم قال : " إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله " . قال : ففهمها أبو بكر فبكى وعرف أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه
ص . 23
يريد . قال : " على رسلك يا أبا بكر انظروا في المسجد هذه الأبواب اللاصقة فسدوها إلا ما كان من بيت أبي بكر فإني لا أعلم أحدا كان أفضل عندي في الصحبة منه "
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات
قلت : وتأتي أحاديث تتضمن سد الأبواب غير بابه في أحاديث تأتي في مواضعها إن شاء الله
(9/22)
4 - . باب في إسلامه
(9/23)
14310 - عن الشعبي قال : سألت ابن عباس : من أول من أسلم ؟ قال ابن عباس : أما سمعت قول حسان بن ثابت :
إذا تذكرت شجوا من أخ ثقة . . . فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها . . . إلا النبي وأوفاها لما حملا
والثاني التالي المحمود مشهده . . . وأول الناس منهم صدق الرسلا
رواه الطبراني وفيه الهيثم بن عدي وهو متروك
(9/23)
14311 - عن ابن عمر قال : أول من أسلم أبو بكر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه غير واحد ضعيف
(9/23)
14312 - عن زيد بن أرقم قال : أول من صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم أبو بكر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه غالب بن عبد الله بن غالب السعدي ولم أعرفه
(9/23)
5 - . باب جامع في فضله
(9/23)
14313 - ص . 24 عن جابر بن عبد الله قال : رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا الدرداء يمشي بين يدي أبي بكر فقال : " يا أبا الدرداء تمشي قدام رجل لم تطلع الشمس بعد النبيين على رجل أفضل منه ؟ " . فما رئي أبو الدرداء بعد يمشي إلا خلف أبي بكر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب
(9/24)
14314 - عن أبي الدرداء قال : رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أمشي أمام أبي بكر فقال :
لا تمشي أمام من هو خير منك إن أبا بكر خير ممن طلعت عليه الشمس أو غربت
رواه الطبراني وفيه بقية وهو مدلس وبقية رجاله وثقوا
(9/24)
14315 - عن سلمة بن الأكوع قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أبو بكر الصديق خير الناس إلا أن يكون نبي
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن زياد وهو ضعيف
(9/24)
14316 - عن أسعد بن زرارة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب الناس فالتفت التفاتة فلم ير أبا بكر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أبو بكر أبو بكر إن روح القدس جبريل عليه السلام أخبرني آنفا إن خير أمتك بعدك أبو بكر الصديق
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو غزية محمد بن موسى وهو ضعيف
(9/24)
14317 - عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه يسبحون في غدير فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ليسبح كل رجل
ص . 25
منكم إلى صاحبه " . فسبح كل رجل منهم إلى صاحبه وبقي النبي صلى الله عليه و سلم وأبو بكر فسبح النبي صلى الله عليه و سلم إلى أبي بكر حتى عانقه وقال : " أنا إلى صاحبي أنا إلى صاحبي "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(9/24)
14318 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف
(9/25)
14319 - عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام أفضل
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن عبد الرحمن الواسطي ولم أعرفه
(9/25)
14320 - وعن ابن عمر أن أبا بكر نال من عمر شيئا ثم قال : استغفر لي يا أخي فغضب عمر فقال ذلك مرات فغضب عمر فذكر للنبي صلى الله عليه و سلم وانتهوا إليه وجلسوا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يسألك أخوك أن تستغفر له فلا تفعل ؟ " . فقال : والذي بعثك بالحق نبيا ما من مرة يسألني إلا وأنا أستغفر له وما من خلق الله أحب إلي بعدك منه . فقال أبو بكر : وأنا والذي بعثك بالحق ما من أحد بعدك أحب إلي منه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تؤذوني في صاحبي فإن الله عز و جل بعثني بالهدى ودين الحق فقلتم : كذبت وقال أبو بكر : صدقت ولولا أن الله عز و جل سماه صاحبا لاتخذته خليلا ولكن أخوة لله ألا فسدوا كل خوخة إلا خوخة ابن أبي قحافة "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
ص . 26
(9/25)
14321 - وعن ربيعة الأسلمي قال : كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاني أرضا وأعطى أبا بكر أرضا وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة فقال أبو بكر : هي في حدي وقلت : أنا هي في حدي . فكان بيني وبين أبي بكر كلام فقال أبو بكر كلمة كرهتها وندم فقال لي : يا ربيعة رد علي مثلها حتى تكون قصاصا فقلت : لا أفعل . فقال أبو بكر : لتفعلن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلت : ما أنا ورفض الأرض فانطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه و سلم وانطلقت أتلوه فجاء أناس من أسلم فقالوا : يرحم الله أبا بكر في أي شيء يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو الذي قال لك ما قال ؟ قلت : أتدرون من هذا ؟ هذا أبو بكر الصديق وهو ثاني اثنين وهو ذو شيبة المسلمين فإياكم لا يلتف فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما فتهلك ربيعة . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : ارجعوا فانطلق أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وتبعته وحدي وجعلت أتلوه حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فحدثه الحديث كما كان فرفع إلي رأسه فقال : " يا ربيعة ما لك وللصديق ؟ " . قلت : يا رسول الله كان كذا كان كذا قال لي كلمة كرهتها فقال لي : قل كما قلت حتى يكون قصاصا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أجل فلا تردن عليه ولكن قل : غفر الله لك يا أبا بكر " . فولى أبو بكر وهو يبكي
رواه الطبراني وأحمد بنحوه في حديث طويل تقدم في النكاح وفيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات
(9/26)
14322 - وعن كعب بن مالك الأنصاري قال : عهدي بنبيكم صلى الله عليه و سلم قبل وفاته بخمس ليال فسمعته يقول : " لم يكن من نبي إلا وله خليل في أمته وإن خليلي أبو بكر بن أبي قحافة وإن الله اتخذ صاحبكم خليلا "
ص . 27
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف
(9/26)
14323 - وعن أبي واقد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة ولكن صاحبكم خليل الله عز و جل
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(9/27)
14324 - عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا وإن خليلي أبو بكر
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف
(9/27)
14325 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من أحد أمن علي في يده من أبي بكر زوجني ابنته وأخرجني إلى دار الهجرة ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن إخاء ومودة إلى يوم القيامة
رواه الطبراني وفيه نهشل بن سعيد وهو متروك
(9/27)
14326 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من أحد أعظم عندي يدا من أبي بكر واساني بنفسه وماله
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزادوا : " وأنكحني ابنته " . وفيه أرطاة أبو حاتم وهو ضعيف
ص . 28
(9/27)
14327 - وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أراد أن يسرح معاذا إلى اليمن فاستشار ناسا من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأسيد بن حضير فاستشارهم فقال أبو بكر : لولا أنك استشرتنا ما تكلمنا فقال : " إني فيما لم يوح إلي كأحدكم " . قال : فتكلم القوم فتكلم كل إنسان برأيه فقال : " ما ترى يا معاذ ؟ " . فقلت : أرى ما قال أبو بكر . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله يكره فوق سمائه أن يخطئ أبو بكر "
رواه الطبراني . وأبو العطوف لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(9/28)
14328 - وعن سهل بن سعد الساعدي قال : استشار رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر وعمر فأشاروا عليه فأصاب أبو بكر . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله يكره أن يخطئ أبو بكر "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(9/28)
14329 - وعن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لما أسري بي إلى السماء دخلت جنة عدن فوقعت في يدي [ تفاحة ] فلما وضعتها في يدي انفلقت عن حوراء عيناء مرضية أشفار عينيها كمقاديم أجنحة النسور قلت لها : لمن أنت ؟ قالت : أنا للخليفة من بعدك
رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه بكر بن سهل قال الذهبي :
ص . 29
مقارب الحديث عن عبد الله بن سليمان العبدي وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/28)
14330 - وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى خلف أبي بكر
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبيد بن هشام وثقه أبو حاتم وغيره وفيه خلاف
(9/29)
14331 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يدخل الجنة رجل لا يبقى في الجنة أهل دار ولا غرفة إلا قالوا : مرحبا مرحبا إلينا إلينا
فقال أبو بكر : يا رسول الله ما ثواب هذا الرجل في ذلك اليوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أجل أنت هو يا أبا بكر "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن أبي بكر السالمي وهو ثقة
(9/29)
14332 - وعن صلة بن زفر قال : كان علي إذا ذكر عنده أبو بكر قال : السباق يذكرون السباق قال : والذي نفسي بيده ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقنا إليه أبو بكر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/29)
14333 - وعن محمد بن عقيل قال : خطبنا علي بن أبي طالب فقال : أيها الناس أخبروني من أشجع الناس ؟ قالوا : - أو قال : - قلنا : أنت يا أمير المؤمنين . قال : أما أني ما بارزت أحدا إلا انتصفت
ص . 30
منه ولكن أخبروني بأشجع الناس . قالوا : لا نعلم فمن ؟ قال : أبو بكر إنه لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم عريشا فقلنا : من يكون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لئلا يهوي إليه أحد من المشركين ؟ فوالله ما دنا منه أحد إلا أبو بكر شاهرا بالسيف على رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه فهذا أشجع الناس . فقال علي : ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخذته قريش فهذا يجأه وهذا يتلتله وهم يقولون : أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا ؟ قال : فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويحار ويتلتل هذا وهو يقول : ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟ ثم رفع علي بردة كانت عليه ثم بكى حتى اخضلت لحيته ثم قال علي : أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر ؟ فسكت القوم فقال : ألا تجيبوني ؟ فوالله لساعة من أبي بكر خير من مثل مؤمن آل فرعون ذاك رجل كتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه
رواه البزار وفيه من لم أعرفه
(9/29)
14334 - وعن شقيق قال : قيل لعلي : ألا تستخلف ؟ قال : ما استخلف رسول الله صلى الله عليه و سلم فأستخلف عليكم وإن يرد الله تبارك وتعالى بالناس خيرا فسيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن أبي الحارث وهو ثقة
(9/30)
14335 - وعن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لما توفي أبو بكر سجي بثوب فارتجت المدنية بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم وجاء علي بن أبي طالب مسرعا مسترجعا وهو يقول : اليوم
ص . 31
انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي هو فيه أبو بكر فقال : رحمك الله يا أبا بكر كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدهم يقينا وأخوفهم لله وأعظمهم غناء وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأحدبهم على الإسلام وأمنهم على أصحابه وأحسنهم صحبة وأفضلهم مناقب وأكثرهم سوابق وأرفعهم درجة وأقربهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وأوثقهم عنده وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه منزلة فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرا صدقت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كذبه الناس فسماك الله في كتابه : صديقا فقال : { والذي جاء بالصدق } محمد صلى الله عليه و سلم { وصدق به } أبو بكر آسيته حين بخلوا وقمت معه حين عنه قعدوا وصحبته في الشدة أكرم الصحبة والمنزل عليه السكينة رفيقه في الهجرة ومواطن الكربة خلفته في أمته بأحسن الخلافة حين ارتدت الناس فقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي قط فوثبت حين ضعف أصحابك ونهضت حين وهنوا ولزمت منهاج رسوله برغم المنافقين وغيظ الكافرين فقمت بالأمر حين فشلوا ومضيت بنور الله إذ وقفوا . كنت أعلاهم فوقا وأقلهم كلاما وأصوبهم منطقا وأطولهم صمتا وأبلغهم قولا وكنت أكثرهم رأيا وأشجعهم قلبا وأشدهم يقينا وأحسنهم عملا وأعرفهم بالأمور . كنت للدين يعسوبا وكنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا وحفظت ما أضاعوا ورعيت ما أهملوا وصبرت إذ جزعوا فأدركت آثار ما طلبوا ونالوا بك ما لم يحتسبوا . كنت على الكافرين عذابا صبا وللمسلمين غيثا
ص . 32
وخصبا فطرت بغناها وفزت بحياها وذهبت بفضائلها وأحرزت سوابقها لم تفلل حجتك ولم يزغ قلبك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك . كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف . كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أمن الناس عليه بصحبتك وذات يدك " . وكما قال : " ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله " . متواضعا عظيما عند المسلمين جليلا في الأرض لم يكن لأحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ولا فيك مطمع ولا عندك هوادة لأحد الضعيف الذليل عندك قوي حتى تأخذ له بحقه والقوي العزيز عندك ذليل حتى يؤخذ منه الحق والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء . شأنك الحق والصدق والرفق قولك . فأقلعت وقد نهج السبيل واعتدل بك الدين وقوي الإيمان وظهر أمر الله ولو كره الكافرون فسبقت والله سبقا بعيدا وأتعبت من بعدك إتعابا شديدا . وفزت بالجنة وعظمت رزيتك في السماء وهدت مصيبتك الأنام فإنا لله وإنا إليه راجعون . رضينا عن الله قضاءه وسلمنا لله أمره فلن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثلك أبدا . كنت للدين عدة وكهفا وللمسلمين حصنا وفيئة وأنسا وعلى المنافقين غلظة وغيظا فألحقك الله بنبيه ولا حرمنا الله أجرك ولا أضلنا بعدك
قال : وسكت الناس حتى قضى كلامه . ثم بكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقالوا : صدقت يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضي عنهم
رواه البزار وفيه عمر بن إبراهيم الهاشمي وهو كذاب
(9/30)
14336 - وعن علي بن أحمد السدوسي عن أبيه قال : بلغ عائشة أن ناسا ينالون من أبي بكر فبعثت إلى أزفلة منهم فسدلت أستارها وعذلت وقرعت وقالت : أبي وما أبيه أبي لا تعطوه الأيدي . هيهات والله ذاك طود منيف وظل
ص . 33
مديد أنجح والله إذ أكدتيم وسبق إذ ونيتم سبق الجواد إذا استولى على الأمد فتى قريش ناشئا وكهفها كهلا . يفك عانيها ويريش مملقها ويرأب روعها ويلم شعثها حتى حليته قلوبها ثم استشرى في دينه فما برحت شكيمته في ذات الله حتى اتخذ بفنائه مسجدا يحيي فيه ما أمات المبطلون وكان رحمه الله غزير الدمعة وقيد الجوانح شجي النشيج فأصفقت إليه نسوان مكة وولدانها يسخرون منه ويستهزؤون به { الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون } فأكبرت ذلك رجالات قريش فحنت قسيها وفوقت سهامها وامتثلوه غرضا فما فلوا له صفاة ولا قصفوا له قناة ومر على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه وألقى بركه ورست أوتاده ودخل الناس فيه أفواجا ومن كل فرقة أرسالا وأشتاتا اختار الله لنبيه ما عنده فلما قبضه الله عز و جل ضرب الشيطان رواقه ونصب حبائله ومد طنبه وأجلب بخليه ورجله فاضطرب حبل الإسلام ومرج عهده وماج أهله وعاد مبرمه أنكاثا وبغى الغوائل وظنت الرجال أن قد أكثبت أطماعهم ولات حين [ التي ] يرجعون وإني والصديق بين أظهرهم فقام حاسرا مشمرا
ص . 34
فرقع حاشيته وجمع قرطته فرد ينشر الإسلام على غرة ولم شعثه بطيه وأقام أوده بثقافه فابدعر النفاق بوطأته وانتاش الدين بنعشه . فلما راح الحق على أهله وأقر الرؤوس على كواهلها وحقن الدماء في أهبها حضرت منيته فسد ثلمته بشقيقه في المرحمة ونظيره في السيرة والمعدلة ذاك ابن الخطاب لله أم حملت به ودرت عليه لقد أوحدت به ففتح الكفرة وذيخها وشرد الشرك شذر مذر وبعج الأرض فقاءت أكلها ولفظت خبيثها ترأمه ويصدف عنها وتصدى له ويأباها ثم ورع فيها ثم تركها كما صحبها فأروني ماذا تقولون واي يومي أبي تنقمون أيوم إقامته إذ عدل فيكم أو يوم ظعنه إذ نظر لكم ؟ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
رواه الطبراني وأحمد السدوسي لم يدرك عائشة ولم أعرفه ولا ابنه
(9/32)
14337 - وعن عائشة قالت : قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم فارتدت العرب واشرأب النفاق فنزل بأبي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها . قالت : فما اختلوا في نقطة إلا طار أبي بحظها وسباتها . ثم ذكرت عمر بن الخطاب فقالت : كان والله أحوذيا نسيج وحده قد أعد للأمور أقرانها
قال الرياشي : يقال للرجل البارع الذي لا يشبه به أحد : نسيج وحده وعبير وحده ويقال : جليس وحده وقال الشاعر :
جاءت به معتجرا ببرده . . . سعوى نردى بنسيج وحده
يقدح قيسا كلها بزنده . . . من يلقه من بطل يسرنده
أي يعلوه قال الرياشي : وأنشدني الأصمعي :
ما بال هذا اليوم يغرنديني . . . أدفعه عني ويسرنديني
رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طرق ورجال أحدها ثقات
(9/34)
14338 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم استعمل أبا بكر على الحج ثم وجه ببراءة مع علي فقال أبو بكر : يا رسول الله وجدت علي في شيء ؟ قال : " لا أنت صاحبي في الغار وعلى الحوض "
قلت : روى له الترمذي حديثا غير هذا أطول منه . وفي هذا زيادة
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/34)
14339 - عن أبي بكر - يعني الصديق - قال : جئت بأبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " هلا تركت الشيخ حتى آتيه ؟ " . قال : بل هو أحق أن يأتيك . قال : " إنا نحفظه لأيادي ابنه عندنا "
رواه البزار وفيه عبد الله بن عبد الملك الفهري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/34)
14340 - عن عروة قال : أعتق أبو بكر سبعة ممن كان يعذب في الله . منهم : بلال وعامر بن فهيرة
ص . 36
رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح
(9/34)
14341 - عن عبد الله بن الزبير قال : نزلت في أبي بكر الصديق : { وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى }
رواه الطبراني وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات
(9/36)
14342 - عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما نفعنا مال أحد ما نفعنا مال أبي بكر "
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسرائيل وهو ثقة مأمون
(9/36)
14343 - وعن عائشة في قصة الإفك وفيها : فقال حسان بن ثابت يكذب نفسه :
حصان رزان ما تزن بريبة . . . وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم . . . فلا حملت سوطي إلي أناملي
وكيف ؟ وودي ما حييت ونصرتي . . . لآل رسول الله زين المحافل
أأشتم خير الناس بعلا ووالدا . . . ونفسا ؟ لقد أنزلت شر المنازل
رواه أبو يعلى في حديث طويل ورجاله رجال الصحيح غير حوثرة بن أشرس وهو ثقة
ص . 37
(9/36)
14344 - وعن موسى بن عقبة قال : لا يعلم أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه و سلم وأبناؤهم إلا هؤلاء الأربعة : أبو قحافة وأبو بكر وعبد الرحمن وأبو عتيق بن عبد الرحمن واسم أبي عتيق محمد
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ولم أعرفه
(9/37)
6 - . باب فيما ورد من الفضل لأبي بكر وعمر وغيرهما من الخلفاء وغيرهم
(9/37)
14345 - عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن في السماء ملكين أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب جبريل وميكائيل ونبيان أحدهما يأمر بالشدة والآخر باللين وكل مصيب
وذكر إبراهيم ونوحا . " ولي صاحبان أحدهما يأمر بالشدة والآخر باللين وكل مصيب " . وذكر أبا بكر وعمر
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/37)
14346 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل أيدني بأربعة وزراء نقباء
قلنا : يا رسول الله من هؤلاء
ص . 38
الأربع ؟ قال : " اثنين من أهل السماء واثنين من أهل الأرض " . فقلت : من الاثنين من أهل السماء ؟ قال : " جبريل وميكائيل " . قلنا : من الاثنين من أهل الأرض ؟ قال : " أبو بكر وعمر "
رواه الطبراني وفيه محمد بن محبب الثقفي وهو كذاب
ورواه البزار بمعناه وفيه عبد الرحمن بن مالك بن مغول وهو كذاب
(9/37)
14347 - عن أبي أروى الدوسي قال : كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم فأقبل أبو بكر وعمر فقال : " الحمد لله الذي أيدني بكما "
رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير وفيه عاصم بن عمر بن حفص وثقه ابن حبان وقال : يخطئ ويخالف وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات
(9/38)
14348 - وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي بكر وعمر :
الحمد لله الذي أيدني بكما ولولا أنكما تختلفان علي ما خالفتكما
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حبيب بن أبي حبيب كاتب ملك وهو متروك
(9/38)
14349 - وعن ابن عمر وابن عباس في قوله تعالى : { وصالح المؤمنين } قال : نزلت في أبي بكر وعمر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه فرات بن السائب وهو متروك
(9/38)
14350 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن لكل نبي خاصة من أمته وإن خاصتي من أصحابي أبو بكر وعمر
ص . 39
رواه الطبراني وفيه عبد الرحيم بن حماد الثقفي وهو ضعيف
(9/38)
14351 - عن ابن عمر قال : أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبعث رجلا في حاجة قد أهمته وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره فقال له علي : ما يمنعك من هذين ؟ فقال : " كيف أبعث هذين وهما من الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس "
رواه الطبراني وفيه فرات بن السائب وهو متروك . قلت : ولهذا الحديث طريق في باب مناقب جماعة من الصحابة
(9/39)
14352 - عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
خذوا القرآن من أربعة : من ابن أم عبد ومعاذ وأبي وسالم ولقد هممت أن أبعثهم في الأمم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين في بني إسرائيل
فقال له رجل : يا رسول الله فأين أنت من أبي بكر وعمر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا غنى عنهما إنما مثلهما من الدين كمثل السمع والبصر "
قلت : في الصحيح طرف من أوله
رواه الطبراني وفيه محمد مولى بني هاشم ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
قلت : وله طريق عن ابن عمر ضعيفة تأتي في فضل جماعة من الصحابة في أول المجلد الذي يلي هذا
(9/39)
14353 - عن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
هممت أن أبعث معاذ بن جبل وسالما مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب وابن مسعود إلى الأمم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين
فقال رجل : ألا تبعث أبا بكر وعمر فإنهما أبلغ ؟ قال : " لا غنى بي عنهما إنما منزلتهما من الدين منزلة السمع والبصر "
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم
(9/39)
14354 - وعن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لقد هممت أن أبعث في الناس معلمين كما بعث عيسى بن مريم الحواريين
ص . 40
إلى بني إسرائيل
فقيل : أين أنت من أبي بكر وعمر ألا تبعث بهما ؟ قال : " إنهما من الدين كالرأس من الجسد "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر الأيلي وهو ضعيف
(9/39)
14355 - وعن ابن غنم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي بكر وعمر : " لو اجتمعتما في مشورة ماخالفتكما "
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن ابن غنم لم يسمع من النبي صلى الله عليه و سلم
(9/40)
14356 - عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر فإنهما حبل الله الممدود ومن تمسك بهما فقد تمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(9/40)
14357 - وعن أبي جحيفة قال : دخلت على علي في بيته فقلت : يا خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال : مهلا ويحك يا أبا جحيفة ألا أخبرك بخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ أبو بكر وعمر . ويحك يا أبا جحيفة لا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر في قلب مؤمن
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف
(9/40)
14358 - وعن أنس بن مالك قال : كنا نجلس عند النبي صلى الله عليه و سلم كأنما على رؤوسنا الطير ما يتكلم أحد منا إلا أبو بكر وعمر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه رحمة بن مصعب وهو ضعيف
(9/40)
14359 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر وعمر :
ص . 41
هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه علي بن عابس وهو ضعيف
(9/40)
14360 - وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين لا تخبرهما يا علي
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام بن داود وقد قال ابن دقيق العيد : إنه وثق وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/41)
14361 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : بمثل حديث متنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أبو بكر وعمر سيدا كهول الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين لا تخبرهما يا علي
رواه البزار وقال : لا نعلم . رواه عن عبيد الله بن عمر إلا عبد الرحمن بن ملك بن مغول قلت : وهو متروك
(9/41)
14362 - وعن أبي هريرة قال : خرج النبي صلى الله عليه و سلم بين أبي بكر وعمر فقال :
هكذا نبعث يوم القيامة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب
(9/41)
14363 - وعن عمار بن ياسر قال : من فضل على أبي بكر وعمر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد أزرى على المهاجرين والأنصار واثني عشر ألفا من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حازم بن جبلة ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
ص . 42
(9/41)
14364 - عن أبي حازم قال : جاء رجل إلى علي بن الحسين فقال : ما كان منزلة أبي بكر وعمر من النبي صلى الله عليه و سلم قال : كمنزلتهما الساعة
رواه عبد الله والطبراني وابن أبي حازم لم أعرفه وشيخ عبد الله ثقة
(9/42)
14365 - وعن علي قال : سبق رسول الله صلى الله عليه و سلم وصلى أبو بكر وثلث عمر ثم خبطنا فتنة أو أصابتنا فتنة يعفو الله عمن يشاء
رواه أحمد وقال : ثم خبطتنا فتنة يريد أن يتواضع بذلك . رواه الطبراني في الأوسط ورجال أحمد ثقات
(9/42)
14366 - وفي رواية عنده : خطب رجل يوم البصرة حين ظهر علي فقال علي : هذا الخطيب الشحشح . وذكر الحديث بنحوه
(9/42)
14367 - عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن أهل الدرجات العلى يراهم من هو أسفل منهم كما ترى الكواكب في أفق السماء وأبو بكر وعمر منهم وأنعما
رواه الطبراني وفيه الربيع بن سهل الواسطي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/42)
14368 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 43
إن الرجل من أهل عليين يشرف على أهل الجنة كأنه كوكب دري وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير سلم بن قتيبة وهو ثقة
(9/42)
14369 - عن سهل بن أبي حتمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لرجل :
إذا أنا مت وأبو بكر وعمر فإن استطعت أن تموت فمت
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلم بن ميمون الخواص وهو ضعيف لغفلته
(9/43)
14370 - عن ابن عمر قال : لم يجلس أبو بكر الصديق في مجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر حتى لقي الله ولم يجلس عمر في مجلس أبي بكر حتى لقي الله ولم يجلس عثمان في مجلس عمر حتى لقي الله
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(9/43)
14371 - عن قيس بن أبي حازم قال : خطب عمر بن الخطاب الناس ذات يوم على منبر المدينة فقال في خطبته : إن في جنات عدن قصرا له خمسمائة باب على كل باب خمسة آلاف من الحور العين لا يدخله إلا نبي . ثم التفت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : هنيئا لك يا صاحب هذا القبر ثم قال : أو صديق . ثم التفت إلى قبر أبي بكر فقال : هنيئا لك يا أبا بكر . ثم قال : أو شهيد . ثم أقبل على نفسه فقال : وأنى لك الشهادة يا عمر ؟
ثم قال : إن الذي أخرجني من مكة إلى هجرة المدينة قادر أن يسوق إلي الشهادة . قال ابن مسعود : فساقها الله إليه على يد شر خلقه عبد مملوك للمغيرة
ص . 44
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شريك النخعي وهو ثقة وفيه خلاف
(9/43)
14372 - عن سهل بن سعد أن أحدا ارتج وعليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر وعثمان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اثبت أحد فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيدان "
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/44)
14373 - وعن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان جالسا على حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فتحرك الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/44)
14374 - عن زيد بن أرقم قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
انطلق حتى تأتي أبا بكر فتجده في داره جالسا محتبيا فقل له : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول لك أبشر بالجنة . ثم انطلق حتى تأتي الثنية فتلقى عمر فيها على حمار تلوح صلعته فقل له : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول لك : أبشر بالجنة . ثم انطلق حتى تأتي السوق فتلقى عثمان فيها يبيع ويبتاع فقل له : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول : أبشر بالجنة بعد بلاء شديد
فانطلقت إلى أبي بكر فوجدته في بيته جالسا محتبيا كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول : " أبشر بالجنة " . فقال : وأين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قلت : في مكان كذا وكذا . فقام إليه
ص . 45
ثم أتيت الثنية فإذا فيها عمر على حمار تلوح صلعته كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول : " أبشر بالجنة " . فقال : وأين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قلت : في مكان كذا وكذا . فانطلق . ثم انطلقت حتى أتيت السوق فلقيت عثمان فيها يبيع ويبتاع كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليك السلام ويقول : " أبشر بالجنة بعد بلاء شديد " . فقال : وأين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فأخذ بيدي فجئنا جميعا حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال له عثمان : يا رسول الله إن زيدا أتاني فقال : إن رسول الله يقرأ عليك السلام ويقول : " أبشر بالجنة بعد بلاء شديد " . فأي بلاء يصيبني يا رسول الله ؟ والذي بعثك بالحق ما تعنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك . فقال : " هو ذاك "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وزاد فيه : " إن الله مقمصك قميصا فإذا أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه " . وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وقد ضعفه الجمهور ووثق في رواية عن يحيى بن معين والمشهور عنه تضعيفه
(9/44)
14375 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم بحش من حشان المدينة فجاء رجل فاستأذن فقال : " قم فائذن له وبشره بالجنة " . فقمت فأذنت له فإذا هو أبو بكر فبشرته بالجنة فجعل يحمد الله حتى جلس . ثم جاء رجل فاستأذن فقال : " قم فائذن له وبشره بالجنة " . فقمت فأذنت له فإذا هو عمر فأذنت له وبشرته بالجنة فجعل يحمد الله حتى جلس . ثم جاء رجل فاستأذن فقال : " قم فائذن له وبشره بالجنة في بلوى تصيبه " . فقمت فأذنت له فإذا
ص . 46
هو عثمان فبشرته بالجنة على بلوى تصيبه فقال : اللهم صبرا حتى جلس . قلت : يا رسول الله فأين أنا ؟ قال : " أنت مع أبيك "
رواه الطبراني واللفظ له وأحمد باختصار بأسانيد وبعض رجال الطبراني وأحمد رجال الصحيح
قلت : ويأتي حديث ابن عمر في أواخر مناقب عمر
(9/45)
14376 - عن نافع بن عبد الحارث قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى دخل حائطا فقال : " أمسك على الباب " . فجاء حتى جلس على القف ودلى رجليه في البئر وضرب الباب فقلت : من هذا ؟ فقال : أبو بكر فقلت : يا رسول الله هذا أبو بكر قال : " ائذن له وبشره بالجنة " . قال : فأذنت له وبشرته بالجنة . قال : فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على القفة ودلى رجليه في البئر . ثم ضرب الباب فقلت : من هذا ؟ فقال : عمر قلت : يا رسول الله هذا عمر . قال : " ائذن له وبشره بالجنة " . قال : فأذنت له وبشرته بالجنة . قال : فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على القف ودلى رجليه في البئر . [ قال : ثم ضرب الباب فقلت : من هذا ؟ قال : عثمان فقلت : يا رسول الله هذا عثمان . قال : " ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء " . فأذنت له وبشرته بالجنة فجلس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على القف ودلى رجليه في البئر ]
قلت : عند أبي داود بعضه
رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح
(9/46)
14377 - عن أبي سعيد الخدري قال :
ص . 47
وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم بالأسواف وبلال معه فدلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه فجاء أبو بكر يستأذن فقال : " ائذن له يا بلال وبشره بالجنة " . فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه . ثم جاء عمر يستأذن فقال : " ائذن له يا بلال وبشره بالجنة " . فدخل فجلس عن يسار رسول الله صلى الله عليه و سلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه . ثم جاء عثمان يستأذن فقال : " ائذن له يا بلال وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " . فدخل عثمان فجلس قبالة رسول الله صلى الله عليه و سلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني علي بن سعيد وهو حسن الحديث
(9/46)
14378 - عن جابر بن عبد الله قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم زائرا لسعد بن الربيع الأنصاري ومنزله بالأسواف فبسطت امرأته لرسول الله صلى الله عليه و سلم تحت صور من نخل فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم وجلسنا معه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة " . فطلع أبو بكر . ثم قال : " يطلع عليكم رجل من أهل الجنة " . فطلع عمر . ثم قال : " يطلع عليكم رجل من أهل الجنة " . فطلع عثمان
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف
(9/47)
14379 - عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يطلع عليكم من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة
قال : فطلع أبو بكر فهنأناه بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ص . 48
ثم لبث هنيهة ثم قال : " يطلع من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة " . فطلع عمر فهنأناه بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم قال : " يطلع عليكم من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة اللهم إن شئت جعلته عليا " . ثلاث مرات قال : فطلع صلوات الله وسلامه عليهم
(9/47)
14380 - وفي رواية : " اللهم اجعله عليا "
(9/48)
14381 - وفي رواية : مشيت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى امرأة من الأنصار فذبحت له شاة فذكر نحوه
رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه والبزار باختصار ورجال أحد أسانيد أحمد رجال موثقون
(9/48)
14382 - عن أبي مسعود قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما حائطا ثم قال :
يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة
فدخل أبو بكر الصديق . ثم قال : " يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة " . فدخل عمر بن الخطاب . ثم قال : " يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة اللهم اجعله عليا " . فدخل علي
رواه الطبراني وفيه سعيد بن عبد الكريم وهو متروك
(9/48)
14383 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
في الجنة شجرة - أو ما في الجنة شجرة شك علي بن جميل - ما عليها ورقة
ص . 49
إلا مكتوب عليها : لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين
رواه الطبراني وفيه علي بن جميل الرقي وهو ضعيف
(9/48)
14384 - عن علي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر ولأبي بكر :
مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف
رواه أبو يعلى والبزار وأحمد بنحوه ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح
(9/49)
14385 - عن ابن عمر قال : كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه و سلم حي : أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان ويسمع ذلك النبي صلى الله عليه و سلم ما ينكره ما نعلم عثمان جاء بشيء من الكبائر ولا قتل نفسا بغير حلها ولكنه هذا المال إن أعطاكموه رضيتم وإن أعطى قريشا سخطتم إنما تريدون أن تكونوا كفارس والروم لا يتركون لهم أميرا إلا قتلوه
قلت : في الصحيح طرف من أوله
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه باختصار إلا أنه قال : أبو بكر وعمر وعثمان ثم استوى الناس فيبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا ينكره علينا . وأبو يعلى بنحو الطبراني الكبير ورجاله وثقوا وفيهم خلاف
(9/49)
14386 - وعن ابن عمر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات غداة بعد طلوع الشمس فقال :
رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين . فأما المقاليد فهذه المفاتيح . وأما الموازين فهذه التي يوزن بها فوضعت في كفة ووضعت
ص . 50
أمتي في كفة فوزنت بهم فرجحت . ثم جيء بأبي بكر فوزن بهم فوزن . ثم جيء بعمر فوزن بهم فوزن . ثم جيء
بعثمان فوزن بهم . ثم رفعت
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : " فرجح بهم " . في الجميع . وقال : " ثم جيء بعثمان فوضع في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجح بهم ثم رفعت " . ورجاله ثقات
(9/49)
14387 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة بين يدي فقلت : ما هذا ؟ قالوا : بلال . فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين ولم أر فيها أحدا أقل من الأغنياء النساء . قيل لي : أما الأغنياء فهم ها هنا يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهم الأحمران الذهب والحرير
قال : " ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي فرجحت بها . ثم أتي بأبي بكر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعت في كفة فرجح أبو بكر . ثم جيء بعمر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعوا فرجح عمر . وعرضت علي أمتي رجلا رجلا فجعلوا يمرون فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف فجاء بعد الإياس فقلت : عبد الرحمن ؟ فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله [ والذي بعثك بالحق ] ما خلصت إليك حتى ظننت أني لا أخلص إليك أبدا إلا بعد المشيبات قال : وما ذاك ؟ قال : من كثرة مالي أحاسب وأمحص "
ص . 51
رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار وفيهما مطرح بن زياد وعلي بن يزيد الألهاني وكلاهما مجمع على ضعفه ومما يدلك على ضعف هذا أن عبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر والحديبية وأحد العشرة وهم أفضل الصحابة والحمد لله
(9/50)
14388 - عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أريت أني وضعت في كفة وأمتي في كفة فعدلتها ثم وضع أبو بكر في كفة وأمتي في كفة فعدلها ثم وضع عمر في كفة وأمتي في كفة فعدلها ووضع عثمان في كفة وأمتي في كفة فعدلها ثم رفع الميزان
رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو متروك ضعفه الجمهور وقال محمد بن المبارك الصوري : كان صدوقا وبقية رجاله ثقات
(9/51)
14389 - وعن عرفجة قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الفجر ثم قال :
وزن أصحابي الليلة فوزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن ثم وزن عثمان فوزن
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في روايات
(9/51)
14390 - وعن أسامة بن شريك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم :
وزن أصحابي الليلة فوزن أبو بكر ثم وزن عمر ثم وزن عثمان
رواه الطبراني وقال : هكذا رواه يزيد بن هرون ورواه سعدويه عن عبد الأعلى بن أبي المساور عن زياد بن علاقة عن قطبة بن ملك عن عرفجة
ص . 52
قلت : وفي إسناد هذا أيضا عبد الأعلى بن أبي المساور وتقدم الكلام على ضعفه قبل هذا الحديث
(9/51)
14391 - عن أنس قال : كان أسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر الصديق وسهيل بن عمرو
رواه البزار وإسناده حسن
قلت : وتأتي أحاديث في فضل أبي بكر وغيره في باب مناقب جماعة من الصحابة بعد فضل العشرة إن شاء الله
(9/52)
7 - . باب وفاة أبي بكر رضي الله عنه
(9/52)
14392 - عن عائشة قالت : تذاكر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر ميلادهما عندي وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أكبر من أبي بكر فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ابن ثلاث وستين [ وتوفي أبو بكر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين ] لسنتين ونصف التي عاش بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم . يعني أبا بكر
قلت : في الصحيح منه أنه توفي وهو ابن ثلاث وستين فقط
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/52)
14393 - عن ابن عباس قال : توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ابن خمس وستين وأبو بكر بمنزلته
قلت : هو في الصحيح غير قوله : وأبو بكر بمنزلته
رواه الطبراني وإسناده حسن
ص . 53
(9/52)
14394 - عن سعيد بن المسيب قال : توفي أبو بكر الصديق وهو ابن ثلاث وستين ودفن ليلا وصلى عليه عمر
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/53)
14395 - وعن عائشة قالت : توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء ودفن ليلا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/53)
14396 - وعن الهيثم بن عمران قال : سمعت جدي يقول : توفي أبو بكر الصديق وبه طرف من السل وولي سنتين ونصفا
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/53)
14397 - عن الزبير بن بكار قال : استخلف أبو بكر في اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة . فذكر الحديث
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/53)
2 - . ( أبواب ) مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(9/53)
1 - . باب نسبه
(9/53)
14398 - عن ابن إسحاق قال : عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك يكنى : أبا حفص وأمه خنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن
ص . 54
مخزوم وأم خنثمة الشفاء بنت [ عبد ] قيس بن عدي بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي
رواه الطبراني وهو صحيح عن ابن إسحاق
(9/53)
2 - . باب تسميته بأمير المؤمنين
(9/54)
14399 - عن ابن شهاب قال : قال عمر بن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة : من أول من كتب من عبد الله أمير المؤمنين ؟ فقال : أخبرتني الشفاء بنت عبد الله - وكانت من المهاجرات الأول - أن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما المدينة فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا : يا ابن العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين فقال : أنتما والله أصبتما اسمه فهو الأمير ونحن المؤمنون
فدخل عمرو على عمر فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين . فقال عمر : ما هذا ؟ فقال : أنت الأمير ونحن المؤمنون . فجرى الكتاب من يومئذ
رواه الطبراني ورجال رجال الصحيح
(9/54)
3 - . باب في صفته رضي الله عنه
(9/54)
14400 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : ركب عمر بن الخطاب فرسا فركضه فانكشف فخذه فرأى أهل نجران على فخذه شامة سوداء قالوا : هذا الذي نجد في كتابنا أنه يخرجنا من أرضنا
رواه الطبراني وإسناده حسن
ص . 55
(9/54)
14401 - وعن زر قال : كنت بالمدينة فإذا رجل آدم أعسر أيسر ضخم إذا أشرف على الناس كأنه على دابة فإذا هو عمر
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/55)
14402 - عن عبد الله بن هلال قال : رأيت عمر رجلا ضخما كأنه من رجال [ بني ] سدوس
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/55)
14403 - عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر أصلع شديد الصلع
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وقد تقدم في الخضاب بعض صفاته وصفات غيره
(9/55)
4 - . باب في إسلامه رضي الله عنه
(9/55)
14404 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام
فجعل الله دعوة رسوله صلى الله عليه و سلم لعمر بن الخطاب فبنى عليه الإسلام وهدم به الأوثان
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه باختصار وقال : " أيد الإسلام "
ورجال الكبير رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق
ص . 56
(9/55)
14405 - وعن أبي بكر الصديق قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
اللهم اشدد الإسلام بعمر بن الخطاب
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك
(9/56)
14406 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا عشية الخميس فقال :
اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام
فأصبح عمر يوم الجمعة فأسلم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه القاسم بن عثمان البصري وهو ضعيف
(9/56)
14407 - وعن عمر بن الخطاب قال : خرجت أبغي رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن أسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن . قال : فقلت : هذا والله شاعر كما قالت قريش . قال : فقرأ : { إنه لقول رسول كريم وما بقول شاعر قليلا ما تؤمنون } قلت : كاهن . قال : { ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين } إلى آخر السورة . قال : فوقع الإسلام من قلبي كل موقع
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر
(9/56)
14408 - عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب "
ص . 57
وقد ضرب أخته أول الليل وهي تقرأ : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } حتى ظن أنه قتلها ثم قام في السحر فسمع صوتها تقرأ : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } فقال : والله ما هذا بشعر ولا همهمته فذهب حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد بلالا على الباب فدفع الباب فقال بلال : من هذا ؟ فقال : عمر بن الخطاب . فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال بلال : يا رسول الله عمر بالباب . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن يرد الله بعمر خيرا أدخله في الدين " . فقال لبلال : " افتح " . وأخذ رسول الله بضبعيه وهزه وقال : " ما الذي تريد ؟ وما الذي جئت ؟ " . فقال له عمر : اعرض علي الذي تدعو إليه . فقال : " تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله " . فأسلم عمر مكانه وقال : أخرج
رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به وبقية رجاله ثقات
(9/56)
14409 - وعن ابن عباس قال : لما أسلم عمر قال القوم : انتصف القوم منا
رواه الطبراني وفيه النضر بن عمر وهو متروك
(9/57)
14410 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : إن كان إسلام عمر لفتحا وهجرته لنصرا وإمارته رحمة والله ما استطعنا أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى ودعونا فصلينا
رواه الطبراني
(9/57)
14411 - وفيه رواية : ما استطعنا أن نصلي عند الكعبة ظاهرين
ورجاله رجال الصحيح إلا أن القاسم لم يدرك جده ابن مسعود
ص . 58
(9/57)
14412 - وعن ابن عباس قال : أول من جهر بالإسلام عمر بن الخطاب
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/58)
14413 - عن أسلم مولى عمر قال : قال عمر بن الخطاب : أتحبون أن أعلمكم أول إسلامي ؟ قال : قلنا : نعم . قال : كنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبينا أنا في يوم شديد الحر في بعض طرق مكة إذ رآني رجل من قريش فقال : أين تذهب يا ابن الخطاب ؟ قلت : أريد هذا الرجل . قال : يا ابن الخطاب قد دخل هذا الأمر في منزلك وأنت تقول هذا ؟ قلت : وما ذاك ؟ فقال : إن أختك قد ذهبت إليه . قال : فرجعت مغضبا حتى قرعت عليها الباب وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أسلم بعض من لا شيء له ضم الرجل والرجلين إلى الرجل ينفق عليه . قال : وكان ضم رجلين من أصحابه إلى زوج أختي . قال : فقرعت الباب فقيل لي : من هذا ؟ قلت : [ أنا ] عمر بن الخطاب . وقد كانوا يقرؤون كتابا في أيديهم فلما سمعوا صوتي قاموا حتى اختبؤوا في مكان وتركوا الكتاب فلما فتحت لي أختي الباب قلت : أيا عدوة نفسها صبوت ؟ قال : وأرفع شيئا فأضرب به على رأسها فبكت المرأة وقالت [ لي ] يا ابن الخطاب اصنع ما كنت صانعا فقد أسلمت فذهبت وجلست على السرير فإذا بصحيفة وسط الباب فقلت : ماهذه الصحيفة ها هنا ؟ فقالت لي : دعنا عنك يا ابن الخطاب فإنك
ص . 59
لا تغتسل من الجنابة ولا تتطهر وهذا لا يمسه إلا المطهرون . فما زلت بها حتى أعطتنيها فإذا فيها { بسم الله الرحمن الرحيم } قال : فلما قرأت { الرحمن الرحيم } تذكرت من أين اشتق ثم رجعت إلى نفسي فقرأت : { سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } حتى بلغ : { آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } قال : قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله . فخرج القوم متبادرين فكبروا واستبشروا بذلك ثم قالوا لي : أبشر يا ابن الخطاب فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا يوم الاثنين فقال : " اللهم أعز الدين بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب وأبي جهل بن هشام " . وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه و سلم لك . فقلت : دلوني على رسول الله صلى الله عليه و سلم أين هو . فلما عرفوا الصدق دلوني عليه في المنزل الذي هو فيه . فجئت حتى قرعت الباب فقالوا : من هذا ؟ قلت : عمر بن الخطاب وقد علموا شدتي على رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يعلموا بإسلامي فما اجترأ أحد منهم أن يفتح لي حتى قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : " افتحوا له فإن يرد الله به خيرا يهده " . قال : ففتح لي الباب فأخذ رجلان بعضدي حتى دنوت من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أرسلوه " . فأرسلوني فجلست بين يديه فأخذ بمجامع قميصي ثم قال : " أسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده " . فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . قال : فكبر المسلمون تكبيرة سمعت في طرق مكة . وقد كانوا سبعين قبل ذلك وكان الرجل إذا أسلم فعلموا به الناس يضربونه ويضربهم
ص . 60
قال : فجئت إلى رجل فقرعت عليه الباب فقال : من هذا ؟ قلت : عمر بن الخطاب . فخرج إلي قلت له : أعلمت أني قد صبوت ؟ قال : أو قد فعلت ؟ قلت : نعم . فقال : لا تفعل . قال : ودخل البيت فأجاف الباب دوني . قال : فذهبت إلى آخر من قريش فناديته فخرج فقلت له : أعلمت أني قد صبوت ؟ قال : وفعلت ؟ قلت : نعم . قال : لا تفعل ودخل البيت وأجاف الباب دوني . فقلت : ما هذا بشيء . قال : فإذا أنا لا أضرب ولا يقال لي شيء . فقال الرجل : أتحب أن يعلم إسلامك ؟ قلت : نعم قال : إذا جلس الناس في الحجر فائت فلانا فقل له فيما بينك وبينه : أشعرت أني قد صبوت ؟ فإنه قلما يكتم الشيء فجئت إليه وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت له فيما بيني وبينه : أشعرت أني قد صبوت ؟ قال : فقال : أفعلت ؟ قال : قلت : نعم قال : فنادى بأعلى صوته : ألا إن عمر قد صبا . قال : فثار إلي أولئك الناس فما زالوا يضربوني وأضربهم حتى أتى خالي فقيل له : إن عمر قد صبا فقام على الحجر فنادى بأعلى صوته : ألا إني قد أجرت ابن أختي فلا يمسه أحد . قال : فانكشفوا عني فكنت لا أشاء أن أرى أحدا من المسلمين يضرب إلا رأيته فقلت : ما هذا بشيء إن الناس يضربون ولا أضرب ولا يقال لي شيء . فلما جلس الناس في الحجر جئت إلى خالي فقلت : اسمع جوارك عليك رد فقال : لا تفعل فأبيت فما زلت أضرب وأضرب حتى أظهر الله الإسلام
رواه البزار وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف
(9/58)
14414 - وعن ابن عمر قال : لما أسلم عمر قال : من أنم الناس ؟ قالوا : فلان قال : فأتاه فقال : إني قد
ص . 61
أسلمت فلا تخبرن أحدا . قال : فخرج يجر إزاره وطرفه على عاتقه فقال : ألا إن عمر قد صبأ قال : وأنا أقول : كذبت ولكني أسلمت وعليه قميص فقام إليه خلق من قريش فقاتلهم وقاتلوه حتى سقط وأكبوا عليه فجاء رجل عليه فقال : ما لكم والرجل أترون بني عدي يخلون عنكم وعن صاحبكم ؟ تقتلون رجلا اختار لنفسه اتباع محمد صلى الله عليه و سلم ؟ فكشف القوم عنه قال : فقلت لأبي : من الرجل ؟ قال : العاص بن الوائل السهمي
رواه البزار والطبراني باختصار ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس
(9/60)
14415 - وعن عمر أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني لا أدع مجلسا جلسته في الكفر إلا أعلنت فيه الإسلام فأتى المسجد وفيه بطون قريش متحلقة فجعل يعلن الإسلام ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فثار المشركون فجعلوا يضربونه ويضربهم فلما تكاثروا عليه خلصه رجل فقلت لعمر : من الرجل الذي خلصك من المشركين ؟ قال : ذاك العاص بن وائل السهمي
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(9/61)
14416 - وعن ابن عباس قال : لما أسلم عمر قال المشركون : قد انتصف القوم منا وأنزل الله عز و جل : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين }
رواه البزار والطبراني باختصار وفيه النضر أبو عمر وهو متروك
ص . 62
(9/61)
14417 - عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب صدر عمر بيده حين أسلم ثلاث مرات وهو يقول : " اللهم أخرج ما في صدر عمر من غل وأبدله إيمانا " . يقول ذلك ثلاث مرات
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(9/62)
5 - . باب شدته رضي الله عنه في الله وكراهيته للباطل
(9/62)
14418 - عن عمر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب أرسل إلى كعب الأحبار فقال : يا كعب كيف تجد نعتي ؟ قال : أجد نعتك قرن من حديد قال : وما قرن من حديد ؟ قال : أمير شديد لا تأخذه في الله لومة لائم قال : ثم مه ؟ قال : ثم يكون من بعدك خليفة تقتله فئة ظالمة . ثم قال : مه ؟ قال : ثم يكون البلاء
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/62)
14419 - عن الأسود بن سريع قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إني حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح وإياك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أما إن ربك تبارك وتعالى يحب المدح هات ما امتدحت به ربك تبارك وتعالى
قال : فجعلت أنشده فجاء رجل فأستأذن آدم طوال أصلع أيسر أعسر فاستنصتني له رسول الله صلى الله عليه و سلم - ووصف لنا أبو سلمة كيف استنصته له قال : كما يصنع الهر - فخرج الرجل فتكلم ساعة ثم خرج ثم أخذت أنشده أيضا ثم
ص . 63
رجع بعد فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه و سلم ووصفه أيضا فقلت : يا رسول الله من الذي تستنصتني له ؟ فقال : " هذا رجل لا يحب الباطل هذا عمر بن الخطاب "
رواه أحمد والطبراني بنحوه وقال : فدخل رجل طوال أقنى فقال لي : " اسكت "
(9/62)
14420 - وفي رواية عنده أيضا : حتى دخل رجل بعيد ما بين المناكب . وزاد : فقيل لي : عمر بن الخطاب فعرفت والله بعد أنه كان يهون عليه لو سمعني أن لا يكلمني حتى يأخذ برجلي فيسحبني إلى البقيع
ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف
(9/63)
6 - . باب أن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
(9/63)
14421 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه "
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم وهو ثقة
(9/63)
14422 - وعن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه يقول به
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن سعيد المقرئ العكاوي ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/63)
14423 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه "
ص . 64
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد وثق وفيه ضعف
(9/63)
14424 - وعن بلال قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط
(9/64)
14425 - وعن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
رواه الطبراني وفيه ضعفاء سليمان الشاذكوني وغيره
(9/64)
14426 - وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ما كان نبي إلا في أمته معلم أو معلمان وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب إن الحق على لسان عمر وقلبه
قلت : في الصحيح بعضه بغير سياقه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو لين الحديث
(9/64)
14427 - وعن علي قال : إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر ما كنا نبعد أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أن السكينة تنطق على لسان عمر
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
ص . 65
(9/64)
14428 - وعن ابن مسعود قال : ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/65)
14429 - عن طارق بن شهاب قال : كنا نتحدث أن السكينة تنزل على لسان عمر
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/65)
7 - . باب ما ورد له من الفضل من موافقته للقرآن ونحو ذلك
(9/65)
14430 - عن عبد الله بن مسعود قال :
فضل عمر بن الخطاب الناس بأربع : بذكر الأسرى يوم بدر أمر بقتلهم فأنزل الله عز و جل : { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم } . وبذكر الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه و سلم أن يحتجبن فقالت له زينب : وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا فأنزل الله عز و جل : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } . وبدعوة النبي صلى الله عليه و سلم : " اللهم أيد الإسلام بعمر " . وبرأيه في أبي بكر كان أول من بايعه
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه أبو نهشل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
ص . 66
(9/65)
14431 - وعن ابن عباس أن عبد الله بن عبد الله بن أبي قال له أبوه : أي بني اطلب لي من رسول الله صلى الله عليه و سلم ثوبا من ثيابه فكفني فيه ومره يصلي علي . فقال عبد الله : يا رسول الله قد عرفت شرف عبد الله بن أبي وإنه أمرني أن أطلب إليك ثوبا نكفنه فيه وأن تصلي عليه فأعطاه ثوبا من ثيابه وأراد أن يصلي عليه فقال عمر : يا رسول الله قد عرفت عبد الله ونفاقه وقد نهاك الله أن تصلي عليه . قال : " وأين ؟ " . قال : { إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فإني سأزيده " . فأنزل الله عز و جل : { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا } وأنزل الله : { سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم }
قال : ودخل رجل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأطال الجلوس فخرج النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثا لكي يتبعه فلم يفعل فدخل عمر فرأى الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم بمقعده فقال : لعلك آذيت النبي صلى الله عليه و سلم ؟ ففطن الرجل فقام فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لقد قمت ثلاثا لكي تتبعني فلم تفعل " . فقال : يا رسول الله لو اتخذت حجابا فإن نساءك لسن كسائر النساء وهو أطهر لقلوبهن . فأنزل الله : { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه } الآية . فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عمر فأخبره بذلك
قال : واستشار رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر وعمر في الأسارى فقال أبو بكر : يا رسول الله استحيي قومك وخذ منهم الفداء فاستعن به وقال عمر : اقتلهم فقال : " لو اجتمعتما ما عصيناكما " . فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بقول أبي بكر فأنزل الله عز
ص . 67
وجل : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة } قال : ونزلت : { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين } إلى آخر الآية . فقال عمر : تبارك الله أحسن الخالقين . فأنزلت : { فتبارك الله أحسن الخالقين }
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال : " لو اجتمعتما ما عصيتكما " . وفيه أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض وهو لين . وبقية رجاله ثقات
(9/66)
14432 - وعن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا عمر أتاني جبريل آنفا فقلت : يا جبريل حدثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء فقال : يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ما نفدت فضائل عمر وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر
رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وفيه الوليد بن الفضل العنزي وهو ضعيف جدا
(9/67)
8 - . باب قول النبي صلى الله عليه و سلم : " لو كان بعدي نبي "
(9/67)
14433 - عن عصمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو كان بعدي نبي لكان عمر "
رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف
ص . 68
(9/67)
14434 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو كان الله باعثا رسولا بعدي لبعث عمر بن الخطاب
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف
(9/68)
9 - . باب في غضبه ورضاه
(9/68)
14435 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أتاني جبريل عليه السلام فقال : اقرئ عمر السلام وقل له : إن رضاه حكم وإن غضبه عز
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن زيد العمري وهو ضعيف
(9/68)
10 - . باب في علمه
(9/68)
14436 - عن أبي وائل قال : قال عبد الله : لو أن علم عمر وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علمه بعلمهم
قال وكيع : قال الأعمش : فأنكرت ذلك فأتيت إبراهيم فذكرته له فقال : وما أنكرت من ذلك ؟ فوالله لقد قال عبد الله أفضل من ذلك قال : إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر
رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذا رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة
(9/68)
14437 - عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
رأيت في النوم أني أعطيت عسا مملوءا لبنا فشربت حتى تملأت حتى
ص . 69
رأيته يجري في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب
فأولوها قالوا : يا نبي الله هذا علم أعطاكه الله فملأك منه ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب . فقال : " أصبتم "
قلت : هو في الصحيح بغير سياقه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/68)
14438 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله
رواه الطبراني في حديث طويل في وفاة عمر
(9/69)
11 - . باب منزلة عمر عند الله ورسوله صلى الله عليه و سلم
(9/69)
14439 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أبغض عمر فقد أبغضني ومن أحب عمر فقد أحبني وإن الله باهى بالناس عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة . وإنه لم يبعث الله نبيا إلا كان في أمته محدث وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر
قالوا : يا رسول الله كيف محدث ؟ قال : " تتكلم الملائكة على لسانه "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو سعد خادم الحسن البصري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/69)
14440 - وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل باهى ملائكته بعبيده عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة
ص . 70
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص وثقه أحمد وضعفه الجمهور
(9/69)
14441 - وعن ابن عباس قال : نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم إلى عمر بن الخطاب وتبسم إليه فقال : " يا ابن الخطاب [ أتدري ] مما تبسمت إليك ؟ " . قال : الله ورسوله أعلم . قال : " إن الله عز و جل باهى [ ملائكته ليلة عرفة ] بأهل عرفة عامة وباهى بك خاصة "
رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو مختلف في الاحتجاج به
(9/70)
12 - . ( بابان في جزع الشيطان من عمر )
(9/70)
1 - . باب خوف الشيطان من عمر رضي الله عنه
(9/70)
14442 - عن سديسة مولاة حفصة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه
رواه الطبراني في الكبير في ترجمة سديسة من طريق الأوزاعي عنها ولا نعلم الأوزاعي سمع أحدا من الصحابة
ورواه في الأوسط عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة وهو الصواب وإسناده حسن إلا أن عبد الرحمن بن الفضل بن موفق لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
(9/70)
14443 - وعن سديسة مولاة حفصة عن حفصة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول وقد نذرت أن أزفن بالدف إن قدم من مكة فبينا أنا كذلك إذ استأذن عمر فانطلقت بالدف إلى جانب البيت فغطيته بكساء فقلت : أي نبي الله أنت أحق أن تهاب قال : " إن الشيطان لا يلقى عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه "
رواه الطبراني في الأوسط
(9/70)
2 - . باب صرعه الشيطان
(9/70)
14444 - ص . 71 عن شقيق بن سلمة أبي وائل قال : قال عبد الله : لقي الشيطان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فصارعه فصرعه المسلم وأزم بإبهامه فقال : دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى فأرسله فأبى أن يعلمه فصارعه فتعره المسلم وأزم بإبهامه [ فقال : دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى فأرسله فأبى أن يعلمه فعاد فصرعه المسلم وأزم بإبهامه ] فقال : أخبرني بها فأبى أن يعلمه فلما عاوده الثالثة قال : الآية التي في سورة البقرة { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } إلى آخرها فقيل لعبد الله : يا أبا عبد الرحمن من ذلك الرجل ؟ قال : من عسى أن يكون إلا عمر . - 14445 - وفي رواية : عن ابن مسعود أيضا قال : لقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم رجلا من الجن فصارعه فصرعه الإنسي فقال له الجني : عاودني فعاوده فصرعه الإنسي فقال له الإنسي : إني لأراك ضيئلا شحيبا كأن ذريعتيك ذريعتا كلب قال : فكذلك أنتم معاشر الجن - أو أنت منهم كذلك - قال : لا والله إني منهم لضليع ولكن عاودني الثالثة فإن صرعتني علمتك شيئا ينفعك فعاوده فصرعه فقال : هات علمني قال : هل تقرأ آية الكرسي ؟ قال : نعم قال : إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج كخبج الحمار لا يدخله حتى يصبح قال رجل من القوم : يا أبا عبد الرحمن من ذاك الرجل من
ص . 72
أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قال : فعبس عبد الله وأقبل عليه وقال : من يكون هو إلا عمر رضي الله عنه
رواهما الطبراني بإسنادين ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود ولكنه أدركه . ورواة الطريق الأولى فيهم المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط فبان لنا صحة رواية المسعودي برواية الشعبي والله أعلم
(9/71)
13 - . باب قوته في ولايته
(9/72)
14446 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
يا أبا بكر إني رأيتني البارحة على قليب أنزع فجئت أنت فنزعت وأنت ضعيف والله يغفر لك ثم جاء عمر فاستحالت غربا وضرب الناس بعطن
رواه الطبراني وفيه أيوب بن جابر وقد وثق وضعفه غير واحد وبقية رجاله وثقوا
(9/72)
14447 - وعن أبي الطفيل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
بينا أنا أنزع الليلة إذ وردت علي غنم سود وعفر فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له فجاء عمر فاستحالت غربا فملأ الحياض وأروى الواردة فلم أر عبقريا أحسن نزعا من عمر فأولت السود العرب والعفر العجم
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/72)
14448 - وعن أبي وائل قال : ما رأيت عمر قط إلا وبين عينيه ملك يسدده
ص . 73
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدهما رجال الصحيح . ويأتي قول ابن مسعود كذلك في وفاة عمر
(9/72)
14 - . باب خوفه على نفسه
(9/73)
14449 - عن أم سلمة أن عبد الرحمن بن عوف دخل عليها فقال : يا أمه قد خفت أن يهلكني مالي أنا أكثر قريش مالا قالت : يا بني فأنفق فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه
فخرج عبد الرحمن بن عوف فلقي عمر فأخبره بالذي قالت أم سلمة فدخل عليها عمر فقال : بالله منهم أنا ؟ فقالت : لا ولا أبرئ أحدا بعدك
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/73)
15 - . باب حضوره لتنزيل القرآن
(9/73)
14450 - عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنا يوما :
إني قد قيل لي : اقرأ على عمر بن الخطاب
فدعاه فأمره أن يقرأ القرآن إذا نزل ليقرأه عليه
رواه الطبراني والبزار وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم وإسناد البزار ضعيف
(9/73)
16 - . باب أمان الناس من الفتن في حياته
(9/73)
14451 - عن قدامة بن مظعون أن عمر بن الخطاب أدرك عثمان بن مظعون وهو على راحلته وعثمان على راحلته على ثنية الأثابة من العرج فقطعت
ص . 74
راحلته راحلة عثمان وقد مضت راحلة رسول الله صلى الله عليه و سلم أمام الركب فقال عثمان بن مظعون : أوجعتني يا غلق الفتنة فلما استسهلت الرواحل دنا منه عمر بن الخطاب فقال : يغفر الله لك أبا السائب ما هذا الاسم الذي سميتنيه ؟ فقال : لا والله ما أنا سميتكه سماكه رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا هو أمام الركب يقدم القوم مررت يوما ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
هذا غلق الفتنة
وأشار بيده " لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين ظهرانيكم "
رواه الطبراني والبزار وفيه جماعة لم أعرفهم ويحيى بن المتوكل ضعيف
(9/73)
14452 - وعن أبي ذر أنه لقي عمر بن الخطاب فأخذ بيده فغمزها وكان عمر رجلا شديدا فقال : أرسل يدي يا قفل الفتنة فقال عمر : وما قفل الفتنة ؟ قال : جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس وقد اجتمع عليه الناس فجلست في آخرهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تصيبكم فتنة ما دام هذا فيكم
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير السري بن يحيى وهو ثقة ثبت ولكن الحسن البصري لم يسمع من أبي ذر فيما أظن
(9/74)
17 - . باب عبادته رضي الله عنه
(9/74)
14453 - عن الحسن أن عثمان بن أبي العاص تزوج امرأة من نساء عمر بن الخطاب فقال : والله ما نكحتها حين نكحتها رغبة في مال ولا ولد ولكن أحببت أن تخبرني عن ليل عمر رضي الله عنه فسألها : كيف كانت صلاة عمر بالليل ؟ قالت : كان يصلي العتمة ثم يأمرنا أن نضع عند رأسه تورا ( إناء ) من ماء نغطيه ويتعار من الليل فيضع يده في الماء
ص . 75
فيمسح وجهه ويديه ثم يذكر الله ما شاء أن يذكر ثم يتعار مرارا حتى يأتي على الساعة التي يقوم فيها لصلاته . فقال ابن بريدة : من حدثك ؟ فقال : حدثتني بنت عثمان بن أبي العاص . فقال : ثقة
رواه الطبراني ورجاله ثقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقحمات الباطل تعريفها في شريعة النووي

    تعقيب علي المقحمات يتبين من تعريف المقحمات بين النووي ومعاجم اللغة العتيدة أن النووي أخطأ جدا في التعريف { المقحمات مفتوح للك...