الاثنين، 20 سبتمبر 2021

ج9//1. من9596-الي9935. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي



ج9//1.[ مجمع الزوائد - الهيثمي ] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد  نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي
 
2 - . باب منه في الدعاء إلى الإسلام وفرائضه وسننه
(5/561)
9596 - عن الجارود أنه أخذ هذه النسخة من نسخة العلاء عهد العلاء الذي كتبه النبي صلى الله عليه و سلم حين بعثه إلى البحرين :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد صلى الله عليه و سلم النبي الأمي القرشي الهاشمي رسول الله ونبيه إلى كافة خلقه للعلاء بن الحضرمي ومن تبعه من المسلمين عهدا عهده إليهم اتقوا الله أيها المسلمون ما استطعتم فإني ص . 562
قد بعثت عليكم العلاء بن الحضرمي وأمرته أن يتقي الله وحده لا شريك له وأن يلين فيكم الجناح ويحسن بينكم وبين من لقيه من الناس بما أمر الله في كتابه من العدل وأمرتكم بطاعته إذا فعل ذلك فإن حكم فعدل وقسم فأقسط واسترحم فرحم فاسمعوا له وأطيعوا وأحسنوا مؤازرته ومعونته فإن لي عليكم من الحق طاعة وحقا وعظيما لا تقدرونه كل قدره ولا يبلغ القول كنه عظمة حق الله وحق رسوله وكما أن لله ولرسوله على الناس عامة وعليكم خاصة حقا في طاعته والوفاء بعهده فرضي الله عنها من اعتصم بالطاعة . حق كذلك للمسلمين على ولاتهم حق واجب وطاعة فإن الطاعة درك خير ونجاة من كل شر وأنا أشهد الله على كل من وليته شيئا من أمر المسلمين قليلا أو كثيرا فليستخيروا الله عند ذلك ثم ليستعملوا عليهم أفضلهم في أنفسهم . ألا وإن أصابت العلاء بن الحضرمي مصيبة الموت فخالد بن الوليد سيف الله يخلف فيهم العلاء بن الحضرمي فاسمعوا له وأطيعوا وأحسنوا مؤازرته وطاعته فسيروا على بركة الله وعونه ونصره وعاقبة رشده وتوفيقه . من لقيهم من الناس فليدعوهم إلى كتاب الله وسنته وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم وإحلال ما أحل الله لهم في كتابه وتحريم ما حرم الله في كتابه وأن يخلعوا الأنداد ويبرؤوا من الشرك والكفر والنفاق وأن يكفروا بعبادة الطواغيت واللات والعزى وأن يتركوا عبادة عيسى بن مريم وعزير بن حروة والملائكة والشمس والقمر والنيران وكل من يتخذ نصبا من دون الله وأن يتبرؤوا مما برئ الله ورسوله فإذا فعلوا ذلك وأقروا به فقد دخلوا في الولاية وسموهم عند ذلك بما في كتاب الله الذي تدعونهم إليه كتاب الله المنزل به الروح الأمين على صفيه من العالمين محمد بن عبد الله رسوله ونبيه أرسله رحمة للعالمين عامة الأبيض منهم والأسود والأنس والجن كتاب فيه تبيان كل شيء كان قبلكم وما هو كائن بعدكم ليكون حاجزا بين الناس حجز الله به بعضهم عن بعض وهو كتاب الله مهيمنا على الكتب مصدقا لما فيها من التوراة والإنجيل والزبور يخبركم الله فيه بما كان ص . 563
قبلكم مما فاتكم دركه من آبائكم الأولين الذين أتتهم رسل الله وأنبياؤه كيف كان جوابهم لرسلهم وكيف تصديقهم بآيات الله وكيف كان تكذيبهم [ بآيات الله فأخبركم الله في كتابه شأنهم وأعمالهم وأعمال من هلك منهم ] بذنبه فتجنبوا مثل ذلك أن تعملوا مثله لكي لا يحل عليكم من سخطه ونقمته مثل الذي حل عليهم من سوء أعمالهم وتهاونهم بأمر الله
وأخبركم في كتابه هذا بإنجاء من نجا ممن كان قبلكم لكي تعملوا مثل أعمالهم فكتب لكم في كتابه هذا تبيان ذلك كله رحمة منه لكم وشفقا من ربكم عليكم وهو هدى من الله من الضلالة وتبيان من العمى وإقالة من العثرة ونجاة من الفتنة ونور من الظلمة وشفاء من الأحداث وعصمة من الهلاك ورشد من الغواية وبيان ما بين الدنيا والآخرة فيه كمال دينكم
فإذا عرضتم عليهم فأقروا لكم فقد استكملوا الولاية فاعرضوا عليهم عند ذلك الإسلام - والإسلام : الصلوات الخمس وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان والغسل من الجنابة والطهور قبل الصلاة وبر الوالدين [ وصلة الرحم المسلمة وحسن صحبة الوالدين ] المشركين - فإذا فعلوا ذلك فقد أسلموا
فادعوهم عند ذلك إلى الإيمان وانعتوا لهم شرائعكم ومعالم الإيمان : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له [ وأن محمدا عبده ورسوله ] وأن ما جاء به محمد الحق وأن ما سواه الباطل والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وأنبيائه واليوم الآخر والإيمان بهذا الكتاب وما بين يديه وما خلفه بالتوراة والإنجيل والزبور والإيمان بالبينات والموت والحياة والبعث بعد الموت والحساب والجنة والنار والنصح لله ولرسوله وللمؤمنين كافة فإذا فعلوا ذلك وأقروا به فهم مسلمون مؤمنون . ص . 564
ثم تدعوهم بعد ذلك إلى الإحسان - أن يحسنوا فيما بينهم وبين الله في أداء الأمانة وعهده الذي عهد إلى رسوله وعهد رسوله إلى خلقه وأئمة المؤمنين والتسليم لأئمة المسلمين من كل غائلة على لسان ويد وأن يبتغوا لبقية المسلمين خيرا كما يبتغي أحدكم لنفسه - والتصديق بمواعيد الرب ولقائه ومعاتبته والوداع من الدنيا من كل ساعة والمحاسبة للنفس [ عند استئناف ] كل يوم وليلة والتعاهد لما فرض الله يؤدونه إليه في السر والعلانية
فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون محسنون
ثم انعتوا لهم الكبائر ودلوهم عليها وخوفوهم من الهلكة في الكبائر إن الكبائر هن الموبقات أولهن الشرك بالله { إن الله لا يغفر أن يشرك به } والسحر وما للساحر من خلاق وقطيعة الرحم يلعنهم الله والفرار من الزحف يبوءوا بغضب من الله والغلو فيأتوا بما غلوا يوم القيامة لا يقبل منهم وقتل النفس المؤمنة جزاؤه جهنم وقذف المحصنة لعنوا في الدنيا والآخرة وأكلوا مال اليتيم يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وأكل الربا فائذنوا بحرب من الله ورسوله
فإذا انتهوا عن الكبائر فهم مسلمون مؤمنون محسنون متقون فقد استكملوا التقوى
فادعوهم بعد ذلك إلى العبادة والعبادة الصيام والقيام والخشوع والركوع والسجود والإنابة والإحسان والتحميد والتمجد والتهليل والتكبير والصدقة بعد الزكاة والتواضع والسكينة والسكون والمؤاساة ص . 565
[ والدعاء ] والتضرع والإقرار بالملكة والعبودية له والاستقلال لما كثر من العمل الصالح
فإذا فعلوا ذلك فهم مؤمنون محسنون متقون عابدون
فإذا استكملوا العبادة فادعوهم عند ذلك إلى الجهاد وبينوا لهم ورغبوهم فيما رغبهم الله فيه من فضل الجهاد وفضل ثوابه عند الله فإن انتدبوا فبايعوهم وادعوهم حين تبايعوهم إلى سنة الله وسنة رسوله عليكم عهد الله وذمته وسبع كفالات منه لا تنكثوا أيديكم من بيعة ولا تنفقضوا أمر ولاتي - من ولاة المسلمين - فإذا أقروا بذلك فبايعوهم واستغفروا الله لهم فإذا خرجتم تقاتلون في سبيل الله غضبا لله ونصرا لدينه فمن لقيهم من الناس فليدعوهم إلى مثل الذي دعاهم إليه من كتاب الله وإسلامه وإحسانه [ وإيمانه ] وتقواه وعبادته وهجرته فمن اتبعهم فهو المستجيب المؤمن المحسن التقي العابد المهاجر له ما لكم وعليه ما عليكم ومن أبي هذا عليكم فقاتلوه حتى يفيء إلى أمر الله ويفيء إلى فيئته . ومن عاهدتم وأعطيتموهم ذمة الله فوفوا له بها ومن أسلم وأعطاكم الرضا فهو منكم وأنتم منه ومن قاتلكم على هذا من بعد ما بينتموه له فقاتلوه ومن حاربكم فحاربوه ومن كايدكم فكايدوه ومن جمع لكم فاجمعوا له أو غالكم فغولوه أو خادعكم فخادعوه من غير أن تعتدوا أو ماكركم فامكروا به من غير أن تعتدوا سرا وعلانية فإنه من ينتصر من بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل واعلموا أن الله معكم يراكم ويرى أعمالكم ويعلم ما تصنعونه فاتقوا الله وكونوا على حذر إنما هذه أمانة ائتمنني عليها ربي أبلغها عباده عذرا منه إليهم وحجة احتج بها على من يعلمه من خلقه جميعا فمن عمل بما فيه نجا ومن تبع ما فيه اهتدى ومن خاصم به فلح ومن قاتل به نصر ومن تركه ضل حتى يراجعه ص . 566
تعلموا ما فيه وسمعوه آذانكم واوعوه أجوافكم واستحفظوه قلوبكم فإنه نور الأبصار وربيع القلوب وشفاء لما في الصدور وكفى به أمرا ومعتبرا وزجرا وعظة وداعيا إلى الله ورسوله وهذا هو الخير الذي لا شر فيه
كتاب محمد رسول الله للعلاء بن الحضرمي حين بعثه إلى البحرين يدعو إلى الله عز و جل ورسوله أمرهم أن يدعو إلى ما فيه من حلال وينهى عما فيه من حرام ويدل على ما فيه من رشد وينهى عما فيه من غي
رواه الطبراني من رواية داود بن المحبر عن أبيه وكلاهما ضعيف
قلت : وتأتي بقية دعاء النبي صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام وصبره على الأذى في المغازي إن شاء الله
(5/561)
33 - . باب النهي عن قتل الرسل
(5/566)
9597 - عن أبي وائل قال : قال عبد الله - يعني ابن مسعود - حين قتل ابن النواحة : إن هذا وابن أثال كانا أتيا النبي صلى الله عليه و سلم رسولين لمسيلمة الكذاب فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أتشهدان أني رسول الله ؟ " . فقالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله . قال : " لو كنت قاتلا وفدا لضربت أعناقكما " . قال : فجرت السنة : أن الرسل لا تقتل . فأما ابن أثال فكفاناه الله عز و جل وأما هذا فلم يزل ذلك فيه حتى أمكن الله عز و جل منه [ الآن ]
قلت : رواه أبو داود باختصار
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى مطولا وإسنادهم حسن . ص . 567
(5/566)
9598 - وعن ابن معيز السعدي قال : خرجت أسقي فرسا لي في السحر فمررت بمسجد بني حنيفة وهم يقولون : إن مسيلمة رسول الله فأتيت عبد الله بن مسعود فأخبرته [ فبعث الشرطة فجاؤوا بهم ] فاستتابهم فتابوا فخلى سبيلهم وضرب عنق عبد الله بن النواحة فقالوا : أخذت قوما في أمر واحد فقتلت بعضهم وتركت بعضهم ؟ فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وقدم عليه هذا ابن أثال بن بحر فقال : " أتشهدان أني رسول الله ؟ " . فقالا : تشهد أنت أن مسيلمة رسول الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " آمنت بالله ورسله ولو كنت قاتلا وفدا لقتلتكما " . فلذلك قتلته
قلت : رواه أبو داود باختصار
رواه أحمد وابن معيز لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
وله طريق أتم من هذه في الحدود
(5/567)
9599 - عن نعيم بن مسعود أن رسولي مسيلمة قدما على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما
وكتب معهما :
من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد : فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا كلهم يزعم أنه نبي
قلت : رواه أبو داود باختصار . ص . 568
رواه الطبراني من طريق ابن إسحاق قال : حدثني شيخ من أشجع ولم يسمعه وسماه أبو داود : سعد بن طارق وبقية رجاله ثقات
(5/567)
9600 - وعن وبر بن مشهر قال : بعثني مسيلمة وابن شلغاف وابن النواحة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقدمنا عليه فتقدماني في الكلام وكانا أسن مني فتشهدا ثم قالا : نشهد أنك نبي وأن مسيلمة من بعدك . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما تقول يا غلام ؟ " قلت : أشهد بما شهدت به وأكذب بما كذبت به . فقال : " إني أشهد عدد تراب الدهناء أن مسيلمة كذاب " . ثم قال : " خذوها " . فأخذوا وأمر بهما إلى بيت كيسان فشفع فيهما رجل من أصحابه فخلى عنهما
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
(5/568)
34 - . باب ما نهي عن قتله من النساء وغير ذلك
(5/568)
9601 - عن ابن كعب بن مالك عن عمه أن النبي صلى الله عليه و سلم حين بعثه إلى ابن أبي الحقيق بخيبر نهى عن قتل النساء والصبيان
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . ويأتي حديث الطبراني أيضا
(5/568)
9602 - وعن أيوب قال : سمعت رجلا منا يحدث عن أبيه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية كنت فيها فنهانا أن نقتل العسفاء والوصفاء . ص . 569
رواه أحمد وفيه رجل لم يسم
(5/568)
9603 - وعن الصعب بن جثامة الليثي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم - وسألته عن أولاد المشركين - فقال : " اقتلوهم معهم "
قال : وقد نهى عنهم يوم خيبر
رواه عبد الله بن أحمد والطبراني إلا أنه قال : إنه سأله عن السرية تصيب الذرية في غشم الغارة
ورجال المسند رجال الصحيح
(5/569)
9604 - وعن ابن عباس أن رجلا أخذ امرأة وسباها فنازعته قائم سيفه فقتلها فمر عليها النبي صلى الله عليه و سلم فأخبر بأمرها فنهى عن قتل النساء
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : إن النبي صلى الله عليه و سلم مر بامرأة يوم الخندق مقتولة فقال : " من قتل هذه ؟ " قال رجل : أنا يا رسول الله . فقال : " لم ؟ " . قال : نازعتني سيفي . فسكت
وفي إسنادهما الحجاج بن أرطاة وهو مدلس . ص . 570
(5/569)
9606 - وعن عوف بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تقتلوا النساء "
رواه البزار وفيه محمد بن عبد الله بن نمران وهو ضعيف
(5/570)
9607 - وعن عبد الله بن عتيك أن النبي صلى الله عليه و سلم حين بعثه هو وأصحابه لقتل ابن أبي الحقيق وهو بخيبر : نهى عن قتل النساء والصبيان
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن مصفى وهو ثقة وفيه كلام لا يضر
(5/570)
9608 - وعن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت : خيل من المسلمين وقعت على قوم من المشركين فقتلوهم وقتلوا أبناءهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هم مع آبائهم "
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وثقه أحمد وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح
(5/570)
9609 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن قتل النساء والصبيان
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(5/570)
9610 - وعن الأسود بن سريع قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وغزوت معه فأصبت ظفرا وقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الولدان - وقال مرة : الذرية - فقال رجل : يا ص . 571
رسول الله إنما هم أبناء المشركين ؟ ثم قال : " إن خياركم أبناء المشركين " . ثم قال : " ألا لا تقتلوا ذرية ألا لا تقتلوا ذرية ألا لا تقتلوا ذرية فإن كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها فأبواها يهودانها أو ينصرانها "
رواه أحمد بأسانيد والطبراني في الكبير والأوسط كذلك إلا أنه قال : فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
ما بال أقوام جاوز بهم القتل حتى قتلوا الذرية ؟
فقال رجل والباقي بنحوه
وبعض أسانيد أحمد ورجاله رجال الصحيح
(5/570)
9611 - وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث جيوشه قال :
اخرجوا بسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال فيه :
ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا شيخا
وفي رجال البزار إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وثقه أحمد وضعفه الجمهور وبقية رجال البزار رجال الصحيح . ص . 572
(5/571)
9612 - وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من قتل صغيرا أو كبيرا أو أحرق نخلا أو قطع شجرة مثمرة أو ذبح شاة لإهابها لم يرجع كفافا
رواه أحمد وفيه راو لم يسم وابن لهيعة فيه ضعف
(5/572)
9613 - وعن جرير بن عبد الله البجلي قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث سرية قال :
بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان
رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
وبقية رجاله ثقات وله طريق في الكبير ضعيفة
(5/572)
9614 - وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث سرية قال :
اغزوا بسم الله وقاتلوا من كفر بالله ولا تمثلوا ولا تغلوا [ ولا تغدروا ] ولا تقتلوا وليدا [ ولا شيخا كبيرا ]
رواه البزار والطبراني في الصغير والكبير ورجال البزار رجال الصحيح غير عثمان بن سعيد المري وهو ثقة
(5/572)
9615 - وعن عطاء بن أبي رباح قال : كنا مع ابن عمر فجاء فتى من أهل البصرة فسأله عن شيء فقال : سأخبرك عن ذلك قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود ص . 573
وحذيفة وأبو سعيد الخدري ورجل آخر سماه وأنا فجاء فتى من الأنصار فسلم على رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جلس فقال : يا رسول الله أي المؤمنين أفضل ؟ قال : " أحسنهم خلقا " . قال : أي المؤمنين أكيس ؟ قال : " أكثرهم للموت ذكرا وأكثرهم له استعدادا قبل أن ينزل بهم - أو قال : ينزل به - أولئك الأكياس " . ثم سكت وأقبل علينا النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " لم تظهر الفاحشة في قوم قط إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم فأخذ بعض ما كان في أيديهم ولم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم "
قال : ثم أمر عبد الرحمن بن عوف يتجهز لسرية أمره عليها فأصبح قد اعتم بعمامة كرابيس سوداء فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم فنقضها وعممه وأرسل من خلفه أربع أصابع ثم قال : " هكذا يا ابن عوف فاعتم فإنه أعرب وأحسن " . ثم أمر النبي صلى الله عليه و سلم بلالا أن يدفع إليه اللواء فحمد الله ثم قال : " اغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا "
فهذا عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وسنته فيكم
قلت : روى ابن ماجة بعضه
رواه البزار ورجاله ثقات
(5/572)
9616 - وعن أبي ثعلبة الخشني قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل النساء والولدان
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلم بن ميمون الخواص وهو ضعيف . ص . 574
(5/573)
9617 - وعن أبي سعيد قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل النساء والصبيان وقال : " هما لمن غلب "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطية العوفي وهو ضعيف
(5/574)
35 - . باب تفاوت الرجال في الرأي والشجاعة
(5/574)
9618 - عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ليس شيء أخير من ألف مثله إلا الإنسان
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن محمد بن يوسف وهو ثقة
(5/574)
9619 - وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إني لأجد من الدواب الدابة خير من مائة ومن الرجال الرجل خير من مائة
رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف
(5/574)
9620 - وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إني لا أجد من الدواب صنفا الدابة الواحدة منه خير من مائة من صواحبها غير الرجل تجده خيرا من مائة رجل
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وقد تقدمت في كتاب الإيمان أحاديث من هذا
(5/574)
36 - . باب عرض المقاتلة ليعلم من بلغ منهم فيجاز
(5/574)
9621 - ص . 575 عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن أم سمرة مات عنها زوجها وكانت امرأة جميلة فقدمت المدينة فخطبت فجعلت تقول : لا أتزوج رجلا إلا رجلا تكفل لها بنفقة ابنها سمرة حتى يبلغ فتزوجها رجل من الأنصار وكان النبي صلى الله عليه و سلم يعرض غلمان الأنصار في كل عام فمن بلغ منهم بعثه فعرضهم ذات عام فمر به غلام فبعثه في البعث وعرض عليه سمرة من بعده فرده فقال سمرة : يا رسول الله أجزت غلاما ورددتني ولو صارعني لصرعته ؟ قال : " فدونك فصارعه " . فصارعته فصرعته فأجازني في البعث
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
(5/575)
9622 - وعن رافع بن خديج قال : جئت أنا وعمي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يريد بدرا فقلت : يا رسول الله إني أريد أن أخرج معك فجعل يقبض يده ويقول : " إني أستصغرك ولا أدري ما تصنع إذا لقيت القوم " . فقلت : أتعلم أني أرمي من رمى ؟ فردني فلم أشهد بدرا
رواه الطبراني وفيه رفاعة بن هرير وهو ضعيف . وفي غزوة أحد في المغازي أحاديث نحو هذا
(5/575)
37 - . باب المشاورة في الحرب
(5/575)
9623 - عن عبد الله بن عمرو قال : كتب أبو بكر إلى عمرو بن العاصي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم شاور في الحرب فعليك به
رواه الطبراني ورجاله قد وثقوا . ص . 576
(5/575)
9624 - وعن محمد بن سلام - يعني البيكندي - قال عمرو بن معد يكرب له في الجاهلية وقائع وقد أدرك الإسلام قدم على النبي صلى الله عليه و سلم ووجهه عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص إلى القادسية وكان له هناك بلاء حسن كتب عمر إلى سعد : قد وجهت إليك - أو أمددتك - بألفي رجل عمرو بن معدي كرب وطليحة بن خويلد - وهو طليحة بن خويلد الأسدي - فشاورهما في الحرب ولا تولهما شيئا
رواه الطبراني هكذا منقطع الإسناد
(5/576)
38 - . ( بابان في خديعة الحرب )
(5/576)
1 - . باب الرأي والخديعة في الحرب
(5/576)
9625 - عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعثه إلى غزوة ذات السلاسل منع الناس أن يوقدوا نارا ثلاثا قال : فكلم الناس أبا بكر قالوا : كلمه لنا فأتاه قال : قد أرسلوك إلي لا يوقد أحد نارا إلا ألقيته فيها ثم لقوا العدو فهزموهم فلم يدعهم يطلبوا العدو فلما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبروه الخبر وشكوا إليه فقال : يا رسول الله كانوا قليلا فكرهت أن يطلبوا العدو وخفت أن يكون لهم مادة فيعطفون عليهم فحمد رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره
(5/576)
9626 - وفي رواية : فقال عمرو : نهيتهم أن يوقدوا نارا خشية أن يرى العدو قلتهم
رواه الطبراني بإسنادين ورجال الأول رجال الصحيح
(5/576)
2 - . باب الحرب خدعة
(5/576)
9627 - عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الحرب خدعة " . ص . 577
رواه أحمد بإسنادين في أحدهما عمرو بن جابر وثقه أبو حاتم ونسبه بعضهم إلى الكذب
(5/576)
9628 - وعن عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الحرب خدعة "
رواه أبو يعلى وفيه هشام بن زياد وهو متروك
(5/577)
9629 - وعن المسيب بن نجبة قال : دخلت على الحسن بن علي فقال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الحرب خدعة
رواه أبو يعلى وفيه حكيم بن جبير وهو متروك ضعفه الجمهور وقال أبو حاتم : محله الصدق إن شاء الله
(5/577)
9630 - وعن الحسين بن علي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الحرب خدعة "
رواه البزار وفيه حكيم بن جبير وهو متروك
(5/577)
9631 - وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الحرب خدعة " . ص . 578
رواه البزار وفيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف
(5/577)
9632 - وعن نبيط بن شريط قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الحرب خدعة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه
(5/578)
9633 - وعن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الحرب خدعة "
رواه الطبراني وفيه فضالة بن المفضل وهو ضعيف
(5/578)
9634 - وعن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من أصحابه إلى رجل من اليهود ليقتله قال : يا رسول الله ائذن لي فأقول قال : " قل ما بدا لك فإنما الحرب خدعة "
قلت : روى ابن ماجة منه : " الحرب خدعة " . فقط
رواه الطبراني وفيه مطر بن ميمون وهو ضعيف
(5/578)
9635 - وعن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الحرب خدعة "
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عمرو الواقعي وهو ضعيف
(5/578)
9636 - وعن النواس بن سمعان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الحرب خدعة " . ص . 579
رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف
(5/578)
39 - . باب بعث العيون
(5/579)
9637 - عن عمرو بن أمية أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث عينا وحده إلى قريش وقال : فجئت إلى خشبة خبيب وأنا أتخوف العيون فرقيت فيها فحللت خبيبا فوقع إلى الأرض فانتبذت غير بعيد ثم التفت فلم أر خبيبا ولكأنما ابتلعته الأرض فلم ير لخبيب أثر حتى الساعة
رواه أحمد والطبراني وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف
(5/579)
40 - . باب ما جاء في الرايات والألوية
(5/579)
9638 - عن ابن عباس وعن بريدة أن راية رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت سوداء ولواءه أبيض
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه حيان بن عبيد الله قال الذهبي : بيض له ابن أبي حاتم فهو مجهول وبقية رجال أبي يعلى ثقات
(5/579)
9639 - وعن ابن عباس قال : كانت راية رسول الله صلى الله عليه و سلم سوداء ولواؤه أبيض مكتوب عليه :
لا إله إلا الله محمد رسول الله
قلت : رواه الترمذي وابن ماجة خلا الكتابة عليه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حيان وتقدم الكلام عليه تراه قبل وبقية رجاله رجال الصحيح . ص . 580
(5/579)
9640 - وعن جابر أن راية رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت سوداء
قلت : لجابر في السنن أنها كنت بيضاء
رواه الطبراني في الثلاثة وفي إسناد الكبير شريك النخعي وثقه النسائي وغيره وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات
(5/580)
9641 - وعن مزيدة العبدي أن النبي صلى الله عليه و سلم عقد رايات الأنصار فجعلهن صفرا
رواه الطبراني وفيه محمد ابن الليث الهدادي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(5/580)
9642 - وعن كريز بن سامة أن النبي صلى الله عليه و سلم عقد راية لبني سليم حمراء
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(5/580)
9643 - وعن ابن عباس أن راية النبي صلى الله عليه و سلم كانت تكون مع علي بن أبي طالب وراية الأنصار مع سعد بن عبادة وكان إذا استحر القتال كان النبي صلى الله عليه و سلم مما يكون تحت راية الأنصار . ص . 581
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن زفر الشامي وهو ثقة
(5/580)
9644 - وعن ابن عباس أن عليا كان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر وقيس بن سعد صاحب راية علي وصاحب راية المهاجرين علي في المواطن كلها
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه أبو شيبة إبراهيم وهو ضعيف
(5/581)
9645 - وعن محارب قال : كتب معاوية إلى زياد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن العدو لا يظهر على قوم لواؤهم - أو قال : رايتهم - مع رجل من بني بكر بن وائل
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(5/581)
41 - . باب استئذان الأبوين في الجهاد
(5/581)
9646 - عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم على السقاية فجاءته امرأة بابن لها فقالت : إن ابني هذا يريد الغزو وأنا أمنعه فقال :
لا تبرح من أمك حتى تأذن لك أو يتوفاها الموت لأنه أعظم لأجرك
رواه الطبراني وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف
(5/581)
9647 - وعن ابن عباس قال : جاء رجل وأمه إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يريد الجهاد وأمه تمنعه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " عند أمك قر فإن لك من الأجر عندها مثل مالك في الجهاد "
رواه الطبراني وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف . قلت وفي البر والصلة أحاديث من هذا النحو . ص . 582
(5/581)
9648 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن كان الغزو عند باب البيت فلا تذهب إلا بإذن أبويك
رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني أسامة بن علي بن سعيد بن بشير وهو ثقة ثبت كما هو في تاريخ مصر
(5/582)
9649 - وعن ابن عمر قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني أريد أن أبايعك على الجهاد . قال : " أحي والداك ؟ " . قال : نعم . قال : " ففيهما فجاهد "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه محمد بن أحمد الجيلي عن أحمد بن عبد الرحيم الحارثي وكلاهما لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(5/582)
9650 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
تجهزوا إلى هذه القرية الظالم أهلها فإن الله فاتحها عليكم إن شاء الله - يعني خيبر - ولا يخرجن معي مصعب ولا مضعف
فانطلق أبو هريرة إلى أمه فقال : جهزيني فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أمر بالجهاد للغزو فقالت : تنطلق وقد علمت ما أدخل [ المرفق ] إلا وأنت معي ؟ قال : ما كنت لأتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخرجت ثديها فناشدته بما رضع من لبنها فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم سرا فأخبرته فقال : " انطلقي فقد كفيت " . فجاء أبو هريرة فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أرى إعراضك عني لا أرى ذلك إلا لشيء بلغك . قال : " أنت الذي تناشدك أمك وأخرجت ثديها تناشدك بما رضعت من لبنها أيحسب أحدكم إذا كان عند أبويه أو أحدهما أنه ليس في سبيل الله بل هو ص . 583
في سبيل الله إذا برهما وأدى حقهما " . فقال أبو هريرة : لقد مكثت بعد ذلك سنتين ما أغزو حتى ماتت . فذكر الحديث ويأتي بتمامه في غزوة خيبر
رواه الطبراني وفيه علي ابن يزيد الألهاني وهو ضعيف
(5/582)
42 - . باب الجهاد بالأجر
(5/583)
9651 - عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثله ومتنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية فقال رجل : أخرج معك على أن تجعل لي سهما من المغنم ثم قال : والله ما أدري أتغنمون أم لا ؟ ولكن اجعل لي سهما معلوما فجعلت له ثلاثة دنانير فغزونا فأصبنا مغنما فسألت النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :
ما أجد له في الدنيا والآخرة إلا دنانيره هذه الثلاثة التي أخذها
رواه الطبراني وفيه بقية وقد صرح بالسماع
(5/583)
43 - . باب فيمن يغزو بمال غيره
(5/583)
9652 - عن ميمونة بنت سعد أنها قالت : أفتنا يا رسول الله عمن لم يغز وأعطى ماله يغزى عليه فله أجر أم للمنطلق ؟ قال : " له أجر ماله وللمنطلق أجر ما احتسب من ذلك "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(5/583)
44 - . باب خروج النساء في الغزو
(5/583)
9653 - عن أم كبشة امرأة من عذرة - عذرة بني قضاعة - أنها قالت : يا رسول الله ائذن [ لي ] أن أخرج في جيش كذا وكذا ؟ قال : " لا " . قالت : يا رسول الله إنه ليس أريد أن أقاتل إنما أريد أداوي الجرحى والمرضى أو أسقي ص . 584
المرضى قال : " لولا أن تكون سنة ويقال : فلانة خرجت لأذنت لك ولكن اجلسي "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح
(5/583)
9654 - وعن ليلى الغفارية قالت : كنت [ امرأة ] أخرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أداوي الجرحى
رواه الطبراني وفيه القاسم ابن محمد بن أبي شيبة وهو ضعيف
(5/584)
9655 - وعن أم سليم قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم يغزو بنا لنسوة من الأنصار فنسقي المرضى ونداوي الجرحى
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(5/584)
9656 - وعن أنس بن مالك قال : قالت أم سليم : يا رسول الله أخرج معك إلى الغزو ؟ قال :
يا أم سليم إنه لم يكتب على النساء الجهاد
قالت : أداوي الجرحى وأعالج العين وأسقي الماء ؟ قال : " فنعم إذا "
قلت : لأنس حديث في الصحيح وغيره بغير سياقه
رواه الطبراني عن شيخه جعفر بن سليمان بن حاجب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(5/584)
45 - . ( أبواب في أحكام وضوابط القتال )
(5/584)
1 - . باب اغزوا تغنموا وسافروا تصحوا
(5/584)
9657 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اغزوا تغنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا
ص . 585
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن زكريا فان كان الراوي عن شباب فقد تكلم فيه الدارقطني وإن كان غيره فلم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(5/584)
9658 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " سافروا تصحوا وتسلموا "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الرحمن بن رواد وهو ضعيف
(5/585)
2 - . ( بابان في إخراج الكفرة )
(5/585)
1 - . باب لا يقبل من عبدة الأوثان إلا الإسلام أو يقتلوا
(5/585)
9659 - عن عصام المزني - وكانت له صحبة - قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا بعث جيشا أو سرية يقول لهم : " إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا " . فبعثنا النبي صلى الله عليه و سلم في سرية وأمرنا بذلك فخرجنا نسير بأرض تهامة فأدركنا رجلا يسوق ظعائن فعرضنا عليه الإسلام فقلنا : أمسلم أنت ؟ فقال : وما الإسلام ؟ فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه فقال : إن لم أفعل فما أنتم صانعون ؟ فقلنا : نقتلك . قال : فهل أنتم منظري حتى أدرك الظعائن ؟ فقلنا : نعم ونحن مدركوه . فخرج فإذا امرأة في هودجها فقال : أسلمي حبيش قبل انقطاع العيش . فقالت : أسلم عشرا وتسعا تترى ثم قال
أتذكر إذ طلبتكم فوجدتكم . . . بحلية أو أدركتكم بالخوانق
فلم يك حقا أن ينول عاشق . . . تكلف إدلاج الثرى والودائق
فلا ذنب لي لو قلت إذ أهلنا معا . . . أثيبي بود قبل إحدى المضائق ص . 586
أتتني بود قبل أن يشحط النوى . . . وينأى الأمير بالحبيب المفارق
ثم أتانا فقال : شأنكم . فقدمناه فضربنا عنقه ونزلت الأخرى من هودجها فحنت عليه حتى ماتت
قلت : روى أبو داود منه : " إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا " . فقط
رواه الطبراني والبزار وقد حسن الترمذي هذا الحديث وإسنادهما أفضل من إسناده
ويأتي حديث ابن عباس في السرايا إن شاء الله
(5/585)
2 - . باب في جزيرة العرب وإخراج الكفرة
(5/586)
9660 - عن أبي عبيدة قال : كان آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
رواه أحمد بإسنادين ورجال طريقين منها ثقات متصل إسنادهما ورواه أبو يعلى
(5/586)
9661 - وعن عائشة قالت " : كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن قال :
لا ينزل بجزيرة العرب دينان
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع
وقد تقدم حديث علي في الخلافة رواه أحمد . ص . 587
(5/586)
9662 - وعن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر أن لا ندع في المدينة دينا غير الإسلام إلا أخرج
رواه الطبراني وفيه شريك وعبد الله بن محمد بن عقيل وفيهما ضعف حديثهما حسن وبقية رجاله ثقات
(5/587)
9663 - وعن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أخرجوا اليهود من جزيرة العرب
رواه الطبراني من طريقين رجال أحدهما رجال الصحيح
(5/587)
9664 - وعن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ستفتحون منابت الشيح
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
(5/587)
3 - . باب وقت القتال
(5/587)
9665 - عن عبد الله بن أبي أوفى قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس
رواه أحمد والطبراني من طريق إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة وهي ضعيفة
(5/587)
9666 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا لم يلق العدو من أول النهار أخر حتى تهب الريح ويكون عند مواقيت الصلاة وكان يقول : ص . 588
اللهم بك أصول وبك أجول ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عثمان بن سعد المكتب وثقه أبو نعيم وأبو حاتم وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات
(5/587)
9667 - وعن عتبة بن غزوان السلمي قال : كنا نشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم القتال فإذا زالت الشمس قال لنا : " احملوا " . حملنا
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن لهيعة العطار وهو ضعيف
(5/588)
4 - . باب قتال الرجل تحت راية قومه
(5/588)
9668 - عن المخارق قال : لقيت عمارا يوم الجمل وهو يبول في قرن فقلت : أقاتل معك ؟ فقال : قاتل تحت راية قومك فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يستحب للرجل أن يقاتل تحت راية قومه
رواه أحمد وإسناده منقطع وأبو يعلى والبزار والطبراني وفيه إسحاق بن أبي إسحاق الشيباني روى عنه جماعة ولم يضعفه أحد وبقية رجال أحد أسانيد الطبراني ثقات
(5/588)
5 - . باب الصف للقتال
(5/588)
9669 - عن أسلم أبي عمران التجيبي أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول : صفنا يوم بدر فبدرت منا بادرة أمام الصف فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فقال : " معي معي "
قال عبد الله : كذا قال أبي . وقال : وصففنا يوم بدر . ص . 589
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف والصحيح أن أبا أيوب لم يشهد بدرا والله أعلم
(5/588)
9670 - وعن أبي سعيد الخدري قال : كنا إذا حضرنا العدو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لأحدنا أشد تفقدا لركبة أخيه حين يتقدم للصف للقتال منه للسهم حين يرمى يقول : أحدر ركبتك فإني ألتمس كما تلتمس قال الله تعالى : { كأنهم بنيان مرصوص }
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو هارون العبدي وهو متروك
وقد تقدم حديث أبي أمامة في فضل مقام الرجل في الصف في سبيل الله في آخر باب فضل الجهاد
(5/589)
9671 - وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل من عبادته ستين سنة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار بنحوه وقال : " لمقام أحدكم في الصف ساعة "
وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وثقه ابن معين وعبد الملك بن الأشعث بن الليثي وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات
(5/589)
6 - . باب الشعار في الحرب
(5/589)
9672 - عن علي بن أبي طالب قال : كان شعار النبي صلى الله عليه و سلم : " يا كل خير "
رواه أبو يعلى عن القواريري عن منصور بن عبد الله الثقفي القواريري روى عن سفيان وذكر ابن حبان في الثقات منصور بن عبد الله يروي عن الزهري وكان يطلب الحديث مع ابن عيينة والظاهر أنه هو وبقية رجاله ثقات . ص . 590
(5/589)
9673 - وعن عتبة بن فرقد أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى في أصحابه تأخرا فنادى عليهم :
يا أصحاب سورة البقرة
رواه الطبراني وفيه علي بن قتيبة وهو ضعيف
(5/590)
7 - . باب كيفية القتال
(5/590)
9674 - عن محمد بن الحجاج بن حسين بن السائب بن أبي لبابة حدثنا أبي عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر : " كيف تقاتلون [ القوم ] إذا لقيتموهم ؟ " فقام عاصم بن ثابت فقال : يا رسول الله إذا كان القوم منا حيث ينالهم النبل كانت المراماة بالنبل فإذا اقتربوا حتى تنالنا وإياهم الحجارة كانت لهم المراضخة بالحجارة وأخذ ثلاثة أحجار حجرا في يده وحجرين في حجزته فإذا اقتربوا حتى تنالنا وإياهم الرماح كانت المداعسة بالرماح فإذا انقضت الرماح كانت الجلاد بالسيوف . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " بهذا أنزلت الحرب من قاتل فليقاتل قتال عاصم "
رواه الطبراني . ومحمد بن الحجاج قال أبو حاتم : مجهول
(5/590)
8 - . ( بابان فيمن صبر وفيمن فر عند القتال )
(5/590)
1 - . باب الصبر عند القتال
(5/590)
9675 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
خير الأصحاب أربعة وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف وما هزم قوم بلغوا اثني عشر ألفا من قلة إذا صدقوا وصبروا
رواه أبو داود خلا قوله : " إذا صدقوا وصبروا " . ص . 591
رواه أبو يعلى وفيه حبان بن علي وهو ضعيف وقد وثق
(5/590)
9676 - وعن أبي أيوب خالد بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من لقي العدو فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مصفى بن بهلول والد محمد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(5/591)
2 - . باب فيمن فر من اثنين
(5/591)
9677 - عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من فر من اثنين فقد فر ومن فر من ثلاثة لم يفر
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(5/591)
9 - . باب المبارزة
(5/591)
9678 - عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يحث أصحابه على المبارزة
رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف
(5/591)
10 - . باب فيمن يحمل على العدو وحده
(5/591)
9679 - عن أبي إسحاق قال : قلت للبراء : الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة ؟ قال : لا لأن الله عز و جل بعث محمدا صلى الله عليه و سلم فقال : { فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك } إنما هو في النفقة . ص . 592
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سليمان بن داود الهاشمي وهو ثقة
(5/591)
11 - . ( بابان في الدعاء عند القتال )
(5/592)
1 - . باب ما يقول عند القتال
(5/592)
9680 - عن أبي طلحة قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة فسمعته يقول :
يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين
قال : فلقد رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين يديها من خلفها
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد السلام بن هاشم وهو ضعيف
(5/592)
9681 - وعن جابر بن عبد الله قال : لما كان يوم خيبر بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا فجبن فجاء محمد بن مسلمة وقال : يا رسول الله لم أر كاليوم قط قتل محمد بن مسلمة . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم وإذا لقيتموهم فقولوا : اللهم أنت ربنا وربهم ونواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تقتلهم أنت ثم الزموا الأرض جلوسا فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا
فذكر الحديث وهو بطوله في غزوة خيبر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه فضيل بن عبد الوهاب قال أبو زرعة : شيخ صالح وضعفه البخاري وغيره وبقية رجاله ثقات
(5/592)
2 - . باب الاستنصار بالدعاء
(5/592)
9682 - عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إنما ينصر الله المسلمين بدعاء المستضعفين
قلت : لسعد في الصحيح : " إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم "
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي قال الدارقطني : ليس بذاك وقال يونس : كان يحفظ ويفهم . وبقية رجاله ثقات
(5/592)
12 - . باب التحريق في بلاد العدو
(5/592)
9683 - عن سعد بن أبي وقاص قال : حرق رسول الله صلى الله عليه و سلم بعض أموال بني النضير
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف
(5/592)
13 - . باب الجوار
(5/592)
9684 - عن أبي أمامة قال : أجار رجل من المسلمين رجلا وعلى الجيش أبو عبيدة بن الجراح فقال خالد بن الوليد وعمرو بن العاص : لا تجيروه فقال أبو عبيدة : نجيره سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
يجير على المسلمين أحدهم
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس
(5/592)
9685 - وعن أبي أمامة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " يجير على المسلمين بعضهم "
رواه أحمد والطبراني وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس
(5/592)
9686 - وعن رجل من أهل مصر يحدث عن عمرو بن العاصي قال : أسر محمد بن أبي بكر [ فأبى ] قال : فجعل عمرو يسأله يعجبه أن يدعي أمانا فقال عمرو : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يجير على الناس أدناهم "
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفيه رجل لم يسم وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . ص . 594
(5/592)
9687 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ذمة المسلمين واحدة فإن أجارت عليهم امرأة فلا تخفروها فإن لكل غادر لواء [ يعرف به ] يوم القيامة
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن أسعد وثقه ابن حبان وضعفه أبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح
(5/594)
9688 - وعن أنس بن مالك أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أجارت أبا العاص فأجاز النبي صلى الله عليه و سلم جوارها
وإن أم هانئ بنت أبي طالب أجارت أخاها عقيلا فأجاز النبي صلى الله عليه و سلم جوارها
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار أم هانئ وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك
(5/594)
9689 - وعن أم سلمة أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم مهاجرا استأذنت أبا العاص بن الربيع زوجها أن تذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأذن لها فقدمت عليه ثم إن أبا العاص لحق بالمدينة فأرسل إليها أن خذي لي أمانا من أبيك فخرجت فاطلعت برأسها من باب حجرته ورسول الله صلى الله عليه و سلم في الصبح يصلي بالناس فقالت : يا أيها الناس إني زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وإني قد أجرت أبا العاص فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من الصلاة قال :
يا أيها الناس إني لم أعلم بهذا حتى سمعتموه ألا وإنه يجير على المسلمين أدناهم
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وفيه ابن لهيعة وحديثه وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات
(5/594)
14 - . باب ما جاء في الغدر
(5/594)
9690 - ص . 595 عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لواء الغادر يوم القيامة عند استه
رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو متروك
(5/595)
9691 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لكل غادر لواء يوم القيامة ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم من أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى باختصار وقد تقدم حديث أبي يعلى في الباب قبله ورجال أبي يعلى ثقات وإسناد الطبراني ضعيف
(5/595)
9692 - وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
الغادر ينصب له لواء فيقال : هذا كان على كذا وكذا أو فعل كذا وكذا
رواه الطبراني في الأوسط
(5/595)
15 - . باب رأس القتيل يحمل
(5/595)
9693 - عن فيروز الديلمي قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم برأس الأسود العنسي
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(5/595)
9694 - وعن ابن عمر قال : ما حمل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم رأس قط [ ولا يوم بدر إلى المدينة ] . ص . 596
رواه الطبراني وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف . وتأتي أحاديث نحو هذا في مواضعها إن شاء الله
(5/595)
16 - . باب في السلب
(5/596)
9695 - عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على أبي قتادة وهو عند رجل قد قتله فقال :
دعوه وسلبه
رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط بمعناه ورجال أحمد والكبير رجال الصحيح غير عتاب ابن زياد وهو ثقة
(5/596)
9696 - وعن الشعبي أن جريرا بارز مهران فقتله فقومت منطقته ثلاثين ألفا وكان من بارز رجلا فقتله فله سلبه فكتبوا إلى عمر فقال عمر : ليس هذا من السلب الذي يعطى ليس من السلاح ولا من الكراع ولم ينفله وجعله مغنما
رواه الطبراني ولم يقل عن جرير فهو منقطع
(5/596)
9697 - وعن جنادة بن أبي أمية قال : نزلنا دابق وعلينا أبو عبيدة بن الجراح فبلغ حبيب بن مسلمة أن صاحب قبرس خرج يريد بطريق أذربيجان ومعه زمرد وياقوت ولؤلؤ وذهب وديباج فخرج في خيل فقتله وجاء بما معه فأراد أبو عبيدة أن يخمسه فقال حبيب : لا تحرمني رزقا رزقنيه الله فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم جعل السلب للقاتل . فقال معاذ : يا حبيب إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إنما للمرء ما طابت به نفس إمامه "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمرو بن واقد وهو متروك . ص . 597
(5/596)
9698 - وعن ابن سيرين قال : بارز البراء بن مالك أخو أنس بن مالك مرزبان الزارة فقتله فأخذ سلبه فبلغ سلبه ثلاثين ألفا . [ فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال لأبي طلحة : إنا كنا لا نخمس السلب وإن سلب البراء قد بلغ مالا كثيرا فما أرانا إلا خامسيه ]
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(5/597)
9699 - وعن جابر بن عبد الله قال : بارز عقيل بن أبي طالب رجلا يوم مؤتة فقتله فنفله رسول الله صلى الله عليه و سلم خاتمه وسلبه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات
(5/597)
9700 - وعن ابن عباس قال : انتهى عبد الله بن مسعود إلى أبي جهل يوم بدر وهو رقيد فاستل سيفه فضرب عنقه فندر رأسه ثم أخذ سلبه فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره أنه قتل أبا جهل فاستحلفه بالله ثلاث مرات فخلف فجعل له سلبه
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن أبي إسحاق أبو إسرائيل الملائي وهو ضعيف وقال أحمد : يكتب حديثه
(5/597)
9701 - وعن خريم بن أوس قال : لم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز فلما ص . 598
فرغنا من مسيلمة وأصحابه وأقبلنا إلى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم فبرز له خالد بن الوليد ودعا إلى البزار فبرز له هرمز فقتله خالد بن الوليد وكتب بذلك إلى أبي بكر الصديق فنفله سلبه فبلغت قلنسوة هرمز مائة ألف درهم وكانت الفرس إذا شرف رجل جعلوا قلنسوته بمائة ألف درهم
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(5/597)
9702 - وعن قيس بن أبي حازم قال : رأيت عمرو بن معدي كرب يوم القادسية وهو يحرض الناس على القتال وهو يقول : أيها الناس كونوا أسدا أشداء عنانشا به إنما الفارسي تيس إذا لقي نيزكه
قال : فبينما هو كذلك إذا أسوار من أساورة الفرس قد برى له نشابه فقيل له : يا أبا ثور إن هذا قد برى لك بنشابه قال : فرماه فأخطأه وأصاب سنة قوس عمرو فكسرها فحمل عليه عمرو فطعنه فدق صلبه فنزل إليه وأخذ سوارين كانا عليه وتلمقا من ديباج قال : فسلم ذلك له
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(5/598)
17 - . ( أبواب في الأسرى )
(5/598)
1 - . باب فداء أسرى المسلمين من أيدي العدو
(5/598)
9703 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من فدى أسيرا من أيدي العدو فأنا ذلك الأسير
ص . 599
رواه الطبراني في الصغير وفيه أيوب بن أبي حجر قال أبو حاتم : أحاديثه صحاح وضعفه الأزدي وبقية رجاله ثقات
(5/598)
9704 - وعن سلمان قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نفدي سبايا المسلمين ونعطي سائلهم . ثم قال : " من ترك مالا فلورثته ومن ترك دينا فعلي وعلى الولاة من بعدي من بيت مال المسلمين "
رواه الطبراني وفيه عبد الغفور أبو الصباح وهو متروك
(5/599)
2 - . باب في أسرى العرب
(5/599)
9705 - عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لو كان ثابت على أحد من العرب رق كان اليوم إنما هو أسار وفداء
رواه الطبراني وفيه يزيد ابن عياض وهو كذاب
(5/599)
9706 - وعن أبي رافع أن عمر بن الخطاب كان مستندا إلى ابن عباس وعنده ابن عمرو سعيد بن زيد فقال : اعلموا أني لم أقل في الكلالة شيئا ولم أستخلف من بعدي وإنه من أدرك وفاتي من سبي العرب فهو حر من مال الله عز و جل - فذكر الحديث وقد تقدم في الوصايا . ص . 600
رواه أحمد وفيه علي بن زيد وحديثه حسن وفيه ضعف
(5/599)
3 - . باب النهي عن قتل أسير غيره
(5/600)
9707 - عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا يتعاطى أحدكم أسير أخيه فيقتله
رواه أحمد والطبراني وفيه إسحاق بن ثعلبة وهو ضعيف
(5/600)
4 - . باب الإمام يقتل الأسير
(5/600)
9708 - عن علقمة بن هلال عن أبيه عن جده أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم في رجال من قومه وهو بالمدينة بعد مهاجره إليها فوافيناه يضرب أعناق أسارى على ماء قليل فقتل عليه حتى سفح الدم الماء
قال صفوان : سفح : يعني : غطى الماء
رواه الطبراني . وعلقمة مجهول وقبله راو لم يسم
(5/600)
5 - . ( أبواب في إسلام الأسرى )
(5/600)
1 - . باب فيمن يسلم من الأسرى
(5/600)
9709 - عن أبي الطفيل قال : ضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال : " ألا تسألوني مم ضحكت ؟ " قالوا : يا رسول الله مم ضحكت ؟ قال : " رأيت ناسا يساقون إلى الجنة في السلاسل " . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : " قوم يسبيهم المهاجرون فيدخلونهم في الإسلام " . ص . 601
رواه البزار والطبراني إلا أنه قال : " قوم من العجم يسبيهم "
وفيه بشر بن سهل كتب عنه أبو حاتم ثم ضرب على حديثه وبقية رجاله وثقوا
(5/600)
9710 - وعن أبي أمامة قال : استضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقيل له : يا رسول الله ما يضحكك ؟ قال : " قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل "
رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح
(5/601)
9711 - وعن سهل بن سعد قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم بالخندق فأخذ الكرزين فحفر به فصادف حجرا فضحك قيل : ما يضحكك ؟ قال : " ضحكت من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق في النكول يساقون إلى الجنة "
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : " يؤتى بهم إلى الجنة في كبول الحديد "
(5/601)
9712 - وفي رواية عنده : " يساقون إلى الجنة وهم كارهون "
ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن أبي يحيى الأسلمي وهو ثقة
(5/601)
2 - . باب ادعاء الأسير الإسلام
(5/601)
9713 - عن عباد بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث سرية فأتى بناس من الأعراب فادعى الإسلام بعضهم فقال : " من شهد لك ؟ " قال : عباد . قال : " يا عباد أسمعته ؟ " قال : نعم سمعته يشهد أن لا إله إلا الله فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه و سلم . ص . 602
رواه البزار وفيه من لم يسم . وتأتي قصة العباس في غزوة بدر
(5/601)
3 - . باب فيمن يسلم على يديه أحد
(5/602)
9714 - عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
يا معاذ لأن يهدي الله على يديك رجلا من أهل الشرك خير لك من أن يكون لك حمر النعم
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن دويد بن نافع لم يدرك معاذا . وقد تقدم في الإيمان أحاديث نحو هذا
(5/602)
9715 - وعن أبي رافع قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي :
لأن يهدى الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت
(5/602)
9716 - وفي رواية : قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا إلى اليمن فعقد له لواء فلما مضى قال :
يا أبا رافع الحقه ولا تدعه من خلفه وليقف ولا يلتفت حتى أجيئه
فأتاه فأوصاه بأشياء فذكر نحوه
رواه الطبراني عن يزيد بن أبي زياد مولى ابن عباس ذكره المزي في الرواة عن أبي رافع وذكره ابن حبان في الثقات وبقية رجال الطريق الأولى ثقات
(5/602)
9717 - وعن عقبة بن عامر الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة
ص . 603
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وثقه أحمد وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات
(5/602)
9718 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أسلم على يدي رجل فهو مولاه
رواه الطبراني وفيه معاوية ين يحيى الصدفي وهو ضعيف
(5/603)
6 - . باب المن على الأسير
(5/603)
9719 - عن عدي بن حاتم قال : جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه و سلم - أو قال : رسل رسول الله صلى الله عليه و سلم - وأنا بعقرب فأخذوا عمتي وناسا قال : فلما أتوا بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فصفوا له قالت : يا رسول الله نأى الواقد وانقطع الوالد وأنا عجوز كبيرة ما بي من خدمة فمن علي من الله عليك قال : " ومن وافدك ؟ " قالت : عدي بن حاتم . قال : " الذي فر من الله عز و جل ورسوله ؟ " . قالت : فمن علي . قالت : فلما رجع ورجل إلى جنبه ترى أنه علي قال : سليه حملانا قال : فسألته قال : فأمر لها - فذكر الحديث ويأتي في السير إن شاء الله
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عباد بن حبيش وهو ثقة
(5/603)
9720 - وعن أبي عبيدة بن حذيفة قال : كنت أسأل الناس عن عدي بن حاتم وهو إلى جنبي بالكوفة فأتيته فقلت : ما حديث بلغني عنك ؟ قال : بعث النبي صلى الله عليه و سلم حين بعث فكنت من أشد الناس له كراهية حتى انطلقت هاربا حتى لحقت بأرض الشام فبينا نحن كذلك إذ بلغنا أن خالد بن الوليد قد ص . 604
توجه إلينا فانطلقت هاربا حتى لحقت الروم فبينا أنا كذلك في ظل حائط قاعدا إذا أنا بظعينة قد أقبلت فقمت إليها فقالت : يا عدي بن حاتم هربت وتركتني ؟ ما هو إلا أن خرجت من عندنا فصبحنا خالد بن الوليد فسبى الذرية وقتل المقاتلة فانطلقنا حتى أتينا المدينة فبينا أنا ذات يوم قاعدة إذ مر بي النبي صلى الله عليه و سلم وهو يريد الصلاة فقلت : يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتق أعتقك الله قال : " ومن وافدك ؟ " . قلت : عدي بن حاتم قال : " الفار من الله ورسوله ؟ " . ومضى . فلما كان اليوم الثاني مر بي وهو يريد الصلاة فقلت : يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتقني أعتقك الله . قال : " ومن وافدك ؟ " . قلت : عدي بن حاتم . قال : " الفار من الله ورسوله ؟ " . ومضى فلم يرد علي شيئا . فلما كان اليوم الثالث مر فاحتشمت أن أقول له شيئا فغمزني علي بن أبي طالب فقلت : يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتقني أعتقك الله قال : " ومن وافدك ؟ " قلت : عدي بن حاتم . قال : " الهارب من الله ورسوله ؟ " . قلت : نعم . قال : " فإن الله قد أعتقك فأقيمي ولا تبرحي حتى يجيئنا شيء فنجهزك " . فأقمت ثلاثا فقدمت رفقة من تنوخ تحمل الطعام فحملني على هذا القعود يا عدي بن حاتم ائته قبل أن يسبقك إليه من ليس مثلك من قومك
فذكر الحديث
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن هشام الدستوائي وهو متروك
(5/603)
18 - . باب من أسلم على شيء فهو له
(5/604)
9721 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أسلم على شيء فهو له
رواه أبو يعلى وفيه ياسين بن معاذ الزيات وهو متروك . ص . 605
وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في الزكاة وغيرها
(5/604)
9722 - وعن رزين بن أنس قال : لما ظهر الإسلام كان لنا بئر فخفت أن يغلبنا عليها من حولها فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إن لنا بئرا وقد خفت أن يغلبنا عليها من حولها ؟ فكتب لي كتابا :
من محمد رسول الله أما بعد فإن لهم بئرهم إن كان صادقا ولهم دارهم إن كان صادقا
قال : فما قاضينا به إلى أحد من قضاة المدينة إلا قضى لنا به
قال : وفي كتاب النبي صلى الله عليه و سلم هجاء " كان " : " كون "
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم
(5/605)
19 - . باب فيما غلب عليه العدو من أموال المسلمين
(5/605)
تقدم في الأحكام
ويأتي شيء في السرايا في أواخر المغازي
(5/605)
20 - . ( بابان في بعض ما يصاب من أرض العدو )
(5/605)
1 - . باب في الطعام يصاب في أرض العدو
(5/605)
9723 - عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال يوم خيبر بالجعرانة :
عشرة مباحة للمسلمين في مغازيهم العسل والماء والزبيب والخل والملح والتراب والحجر والعودة ما لم تنحت والجلد الطري والطعام يخرج به
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو سلمة العاملي وهو متروك . ص . 606
(5/605)
9724 - وعن خالد بن عمير قال : غزونا مع عتبة ببن غزوان ففتحنا الأبلة فإذا سفينة فيها جوز فقلنا : ما رأينا حجارة أشد استواء من هذه فأخذ جوزة فكسرها فأكلها فقال : هذا دسم فجعلنا نكسر فنأكل
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(5/606)
2 - . باب فيمن باع من ذلك شيئا
(5/606)
9725 - عن فضالة بن عبيد قال : إن أقواما يريدون أن يستنزلوني عن ديني ولا يكون ذلك حتى ألقى محمدا صلى الله عليه و سلم وأصحابه . من باع طعاما أو علفا مما أصيب بأرض الروم بذهب أو فضة فقد وجب فيه الخمس خمس الله وسهم المسلمين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(5/606)
21 - . ( بابان في النهبة والغلول )
(5/606)
1 - . باب النهي عن النهبة
(5/606)
9726 - عن أبي هريرة قال : نحر رسول الله صلى الله عليه و سلم جزورا فانتهبها الناس فنادى مناديه :
إن الله ورسوله ينهاكم عن النهبة
فجاء الناس بما أخذوا فقسمه بينهم
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(5/606)
9727 - وعن رجل من بني ليث قال : أسرني أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فكنت معهم فأصابوا غنما فانتهبوها فطبخوها قال : فسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ص . 607
إن النهبى أو النهبة لا تصلح فاكفؤوا القدور
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(5/606)
9728 - وعن أبي ليلى قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فتح خيبر فلما انهزموا وقعنا في رحالهم فأخذ الناس ما وجدوا من خرف فلم يكن أسرع من أن فارت القدور فاكفئت وقسم بيننا فجعل لكل عشرة شاة
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار النهبة وإكفاء القدور وكذلك أبو يعلى رجال أحمد رجال الصحيح
(5/607)
9729 - وعن سمرة بن جندب قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهى عن النهبة حتى أنه ليأمر الرفقة بلحم الشاة وهم يطبخون يقول : " لا تطعموه "
رواه الطبراني والبزار باختصار وإسناده ضعيف وإسناد الطبراني فيه من لم أعرفهم
(5/607)
9730 - وعن أنس بن مالك قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن النهبة وقال : " من انتهب فليس منا "
قلت : روى الترمذي منه : " من انتهب فليس منا " . فقط
رواه البزار ورجاله ثقات
(5/607)
9731 - وعن ابن عباس قال : انتهب الناس غنما فذبحوها ثم جعلوا يطبخونها ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر بالقدور فأكفئت وقال : ص . 608
إن النهبة لا تحل
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(5/607)
9732 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ليس منا من انتهب أو سلب أو أشار بالسلب
رواه الطبراني وفيه قابوس بن أبي طبيان وهو ثقة وفيه ضعف
(5/608)
9733 - وعن أبي برزة قال : قال سول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تحل النهبة
رواه الطبراني وفيه يزيد بن أبي الحواري العمي وهو ضعيف
(5/608)
2 - . باب ما جاء في الغلول
(5/608)
9734 - عن العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأخذ الوبرة [ من قصة ] من فيء الله فيقول : " ما لي من هذا إلا مثل ما لأحدكم إلا الخمس وهو مردود فيكم فأدوا الخيط والمخيط فما فوقها وإياكم والغلول فإنه عار ونار وشنار على صاحبه يوم القيامة "
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه أم حبيبة بنت العرباض ولم أجد من وثقها ولا جرحها وبقية رجاله ثقات
(5/608)
9735 - وعن أنس بن مالك قال : قالوا : يا رسول الله أتشهد مولاك فلان قال :
كلا إني رأيت عليه عباءة غلها يوم كذا وكذا
ص . 609
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه أبو المخيس وهو مجهول
(5/608)
9736 - وعن عبد اله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه و سلم وهو بوادي القرى وهو على فرس وجاءه رجل فقال : استشهد مولاك - أو قال : غلامك فلان - قال : " بل يجر إلى النار في عباءة غلها "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(5/609)
9737 - وعن المقدام بن معدي كرب الكندي : أنه جلس مع عبادة بن الصامت رحمة الله وأبي الدرداء أو الحارث بن معاوية الكندي فتذاكروا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو الدرداء رحمة الله لعبادة : يا عبادة كلمات رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة في شأن الأخماس فقال عبادة : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى بهم في غزوة إلى بعير من المقسم فلما سلم قام رسول الله صلى الله عليه و سلم فتناول وبرة بين أنملته فقال : " إن هذه من غنائمكم وإنه ليس لي فيها إلا نصيبي معكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط وأكبر من ذلك وأصغر ولا تغلو فإن الغلول نار وعار على أصحابه في الدنيا والآخرة "
رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف
(5/609)
9738 - وعن عبادة بن الصامت أنه أخبر معاوية حين سأله عن الرجل الذي سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عقالا قبل أن يقسم ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اتركه حتى يقسم - أو نقسم - ثم إن شئت أعطيناك عقالا وإن شئت أعطيناك مرارا "
رواه أحمد وفيه راو لم يسم
(5/609)
9739 - وعن أبي رافع قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وانتهيت إلى بقيع ص . 610
الغرقد فالتفت إلي فقال : " هل تسمع الذي أسمع ؟ " فقلت : بأبي وأمي لا يا رسول الله . قال : " هذا فلان بن فلان يعذب في قبره في شملة اغتلها يوم خيبر "
رواه البزار وغيه غسان بن عبيد وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات
(5/609)
9740 - وعن حبيب بن مسلمة قال : سمعت أبا ذر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن [ لم ] تغل أمتي لم يقم لهم عدوا أبدا
قال أبو ذر لحبيب بن مسلمة : هل بيت لكم العدو حلب شاة ؟ قال : نعم وثلاث شياه غزر قال أبو ذر : غللتم ورب الكعبة
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وقد صرح بقية بالتحديث
(5/610)
9741 - وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل حتى إذا كان بالجعرانة اجتمع الناس عليه وتعلق رداؤه بالشجرة فقال :
ردوا علي ردائي أتخافون أن لا أقسم بينكم لو كان مثل شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني جبانا ولا بخيلا ولا كذوبا
ثم قال : " ردوا الخياط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة "
وقال : " مالي من الفيء مثل هذه الوبرة " . - وأخذها من كاهل البعير - " إلا الخمس والخمس مردود عليكم "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عثمان بن مخلد وهو ثقة وفيه ضعف . ص . 611
(5/610)
9742 - وعن أبي حازم الأنصاري قال : أتى النبي صلى الله عليه و سلم بنطع من الغنيمة فقيل : استظل به يا رسول الله . فقال : " أتحبون أن يستظل بينكم بظل من نار يوم القيامة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن صالح بن أبي الأسود ضعفه الأزدي
(5/611)
9743 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " لا يغل مؤمن "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه روح بن صالح وثقه ابن حبان والحاكم وضعفه ابن عدي وبقية رجاله ثقات
(5/611)
9744 - وعن عمرو بن عوف أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لا سلول ولا غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة
رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله المزني وهو ضعيف وقد حسن الترمذي حديثه وبقية رجاله ثقات
(5/611)
9745 - وعن خارجة بن عمر - وكان حليفا لأبي سفيان في الجاهلية - عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : " يا أيها الناس لا يحل لي ولا لأحد من مغانم المسلمين ما يزن هذه الوبرة - وأخذ وبرة من غارب ناقته - بعد الذي فرض الله لي "
رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف . ص . 612
(5/611)
9746 - وعن المستورد الفهري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ردوا الخياط والمخياط من غل مخيطا أو خياطا كلف يوم القيامة أن يجيء به وليس بجاء
رواه الطبراني وفيه أبو بكر عبد الله بن حكيم الداهري وهو ضعيف وقد قواه بعض الناس فلم يلتفت إليه
(5/612)
9747 - وعن أبي بردة بن نيار أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى القبائل يدعو لهم وترك قبيلة لم يأتهم فأنكروا ذلك ففتشوا متاع صاحب لهم فوجدوا قلادة في بردعة رجل منهم غلها فردوها فأتاهم فصلى عليهم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة وهو ثقة
(5/612)
9748 - وعن ربيعة الجرشي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من كتم غلولا فهو مثله "
رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم وابن لهيعة وبقية رجاله ثقات
(5/612)
22 - . باب قسم الغنيمة
(5/612)
9749 - عن ابن عمر قال : رأيت الغنيمة تجزأ خمسة أجزاء ثم يسهم عليها فما كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم فهو له يتخير
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات
(5/612)
9750 - وعن أبي الزبير قال : سئل جابر بن عبد الله : كيف كان يصنع ص . 613
رسول الله صلى الله عليه و سلم بالخمس ؟ قال : كان يحمل الرجل منه في سبيل الله ثم الرجل ثم الرجل
رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس
(5/612)
9751 - وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث سرية فغنموا خمس الغنيمة فضرب ذلك في خمسة ثم قرأ : { واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه } فجعل سهم الله وسهم الرسول واحدا { ولذي القربى } فجعل هذين السهمين قوة في الخيل والسلاح وجعل سهم اليتامى والمساكين وابن السبيل لا يعطيه غيرهم وجعل الأسهم الأربعة الباقية : للفرس سهمين ولراكبه سهم وللراجل سهم
رواه الطبراني وفيه نهشل بن سعيد وهو متروك
(5/613)
9752 - وعن طارق بن شهاب أن أهل البصرة غزوا نهاوند فأمدهم أهل الكوفة وعليهم عمار بن ياسر فظهروا فأراد أهل البصرة أن لا يقسموا لأهل الكوفة فقال رجل من بني تميم أو من بني عطارد : أيها العبد الأجدع تريد أن تشركنا في غنائمنا وكانت أذنه جدعت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : خير أذني سببت فكتب إلى عمر فكتب : إن الغنيمة لمن شهد الوقعة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(5/613)
9753 - وعن القاسم قال : قال عبد الله - يعني ابن مسعود - : والذي لا إله غيره لقد قسم الله تعالى هذا الفيء على لسان محمد صلى الله عليه و سلم قبل أن يفتح فارس والروم . ص . 614
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(5/613)
9754 - وعن أبي مالك الأشعري أنه قدم هو وأصحابه في سفينة ومعه فرس أبلق فلما رسوا وجدوا إبلا كثيرة من إبل المشركين فأخذوها فأمرهم أبو مالك أن ينحروا منها بعيرا فيستعينوا به ثم مضى على قدميه حتى قدم على النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بسفره وبأصحابه وبالإبل التي أصابوا ثم رجع إلى أصحابه فقال الذين عند رسول الله صلى الله عليه و سلم : أعطنا يا رسول الله من هذه الإبل . قال : " اذهبوا إلى أبي مالك " . فلما أتوه قسمها أخماسا خمسا بعث به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخذ ثلث الباقي بعد الخمس فقسمه بين أصحابه والثلثين الباقيين للمسلمين فقسمه بينهم فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : ما رأينا مثل أبي مالك بهذا المغنم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو كنت أنا ما صنعت إلا كما صنع "
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف
(5/614)
9755 - وعن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يقسم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل من الخمس شيئا كما كان يقسم لبني هاشم وبني المطلب وأن أبا بكر كان يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم غير أنه لم يكن يعطي قربى رسول الله صلى الله عليه و سلم كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيهم وكان عمر يعطيهم وعثمان من بعده
قلت : في الصحيح طرف منه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(5/614)
9756 - وعن عوف بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جاءه فيء قسمه من يومه فأعطى الأهل حظين وأعطى الأعراب حظا واحدا فدعينا وكنت أدعى قبل عمار بن ياسر فأعطي حظا واحدا فتسخط حتى عرف ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم في ص . 615
وجهه ومن حضره فبقيت فضلة من ذهب فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يرفعها بطرف عصاه فتسقط ثم يرفعها فتسقط وهو يقول : " كيف أنتم يوم يكنز لكم من هذا ؟ " فلم يجبه أحد ففال عمار بن ياسر : وددنا والله لو أكنز لنا فصبر من صبر وفتن من فتن فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لعلك تكون فيه شر مفتون "
قلت : روى أبو داود منه إلى قوله : وأعطى العزب حظا فقط
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ومتنه منكر فإن النبي صلى الله عليه و سلم لا يقول ذلك لرجل من أهل بدر والله أعلم
(5/614)
9757 - وعن أبي ليلى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قسم غنما فجعل لكل عشرة من أصحابه شاة
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وأحمد أتم من هذا وأطول وتقدم حديث أحمد في باب النهي عن النهبة ورجال أحمد رجال الصحيح
(5/615)
9758 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قسم لثمانين فرسا يوم حنين سهمين سهمين
رواه الطبراني وفيه كثير مولى بني مخزوم ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(5/615)
9759 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يعط الكودن شيئا وأعطاه دون سهم العزاب في القوة والجودة . والكودن : البرذون البطيء . ص . 616
رواه الطبراني وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف
(5/615)
9760 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطى يوم بدر الفرس سهمين والرجل سهما
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ ويتقوى بالمتابعات
(5/616)
9761 - وعن الزبير أن النبي صلى الله عليه و سلم أعطى الزبير سهما وأمه سهما وفرسه سهمين
رواه أحمد ورجاله ثقات
(5/616)
9762 - وعن أبي رهم وأخيه أنهما كانا فارسين يوم حنين فأعطيا ستة أسهم أربعة لفرسيهما وسهمين لهما فباعا السهمين ببكرين
رواه أبو يعلى والطبراني إلا أنه قال : عن أبي رهم قال : شهدت أنا وأخي خيبر والباقي بنحوه
وفيه إسحاق بن أبي فروة وهو متروك . ص . 617
(5/616)
9763 - وعن المقداد بن عمرو أنه كان يوم بدر على فرس يقال لها : سبحة فأسهم له النبي صلى الله عليه و سلم لفرسه سهما وله سهما
رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف
(5/617)
9764 - وعن أبي كبشة الأنماري قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة كان الزبير بن العوام على المجنبة اليسرى وكان المقدام على المجنبة اليمنى فلما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة وهدأ الناس جاءا بفرسيهما فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فمسح الغبار عن وجوههما بثوبه قال : " إني جعلت للفرس سهيمن وللفارس سهما فمن نقضها نقضه الله "
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن بشر الحبراني وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور
(5/617)
9765 - وعن أبي رهم عن أخيه أنهما كانا فارسين يوم خيبر فأعطيا ستة أسهم أربعة لفرسيهما وسهمان لهما فباعا السهمين ببكرين
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن أبي فروة وهو متروك
(5/617)
9766 - وعن زيد بن ثابت ص . 618
أن النبي صلى الله عليه و سلم قسم للفرس سهمين وللرجل سهما
رواه الطبراني وفيه عبد الجبار بن سعيد المساحقي وهو ضعيف والله أعلم
(5/618)
2 - . باب فيمن غلب العدو على ماله ثم وجده
(5/618)
9767 - عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من أدرك ماله في الفيء قبل أن يقسم فهو أحق به ومن أدركه بعد أن يقسم فليس له شيء
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ياسين الزيات وهو ضعيف . وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في الأحكام
(5/618)
46 - . باب ما جاء في الأرض
(5/618)
9768 - عن سفيان بن وهب الخولاني قال : لما افتتحنا مصر [ بغير عهد ] قام الزبير بن العوام فقال : يا عمرو بن العاص اقسمها فقال عمرو : لا أقسهما . فقال الزبير : والله لتقسمنها كما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر قال عمرو : والله لا أقسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين وكتب إلى عمر فكتب إليه عمر : أن أقرها حتى يغزو منها حبل الحبلة
رواه أحمد وفيه رجل لم يسم وابن لهيعة . ص . 619
(5/618)
9769 - وعن أسلم مولى عمرو قال : سمعت عمر يقول : لئن عشت إلى هذا العام المقبل لا يفتح الناس قرية إلا قسمتها [ بينهم ] كما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر
رواه أحمد ورجال أحمد رجال الصحيح
(5/619)
9770 - وعن قبيصة بن جابر عن أبيه قال : كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص : أريد قسم سواد الكوفة بين من ظهر من المسلمين فكتب إليه سعد : يا أمير المؤمنين إنا قد ظهرنا على ألين قوم خلقهم الله قلوبا وأسخاهم أنفسا وأعظمهم بركة وأنداهم يدا إنما أيديهم طعام وألسنتهم سلام فإن رأيت يا أمير المؤمنين أن لا تفرقهم ولا تقسمهم ولا يصدنا عن وجهنا الذي فتح الله علينا فيه ما فتح فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول :
عز العرب في أسنة رماحها وسنابك خيلها
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن موسى الطلحي وهو متروك . ويأتي إقطاع الأراضي بعد قليل
(5/619)
47 - . باب تدوين العطاء
(5/619)
9771 - عن ناشر بن سمي اليزني قال : سمعت عمر بن الخطاب يوم الجابية وهو يخطب الناس : إن الله عز و جل جعلني خازنا لهذا المال وقاسمه ثم قال : بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي صلى الله عليه و سلم ثم أشرفهم ففرض لأزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة آلاف إلا جويرية وصفية وميمونة قالت عائشة : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعدل بيننا فعدل بينهن عمر . ص . 620
ثم قال : إني بادئ بأصحابي المهاجرين الأولين فإنا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانا ثم أشرفهم ففرض لأهل بدر منهم خمسة آلاف ولمن شهد بدرا من الأنصار أربعة آلاف وفرض لمن شهد أحدا ثلاثة آلاف . قال : ومن أسرع بالهجرة أسرع به العطاء ومن أبطأ بالهجر وأبطأ به العطاء فلا يلومن امرؤ إلا مناخ راحلته
وإني أعتذر إليكم من عزل خالد بن الوليد إني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللسان فنزعته ووليت أبا عبيدة فقال أبو عمرو بن حفص : والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه و سلم وغمدت سيفا سله رسول الله صلى الله عليه و سلم ووضعت لواء نصبه رسول الله صلى الله عليه و سلم [ ولقد قطعت الرحم ] وحسدت ابن العم . فقال عمر بن الخطاب : إنك قريب القرابة حديث السن معصب في ابن عمك
رواه أحمد ورجاله ثقات
(5/619)
9772 - عن عمر بن عبد الله مولى غفرة قال : قدم على أبي بكر مال من البحرين فقال : من كان له على رسول الله صلى الله عليه و سلم عدة فيأت فليأخذ قال : فجاء جابر بن عبد الله فقال : قد وعدني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
إذا جاءني من البحرين ما أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا
ثلاث مرات ملء كفيه فقال : خذ بيديك . قال : فأخذ بيديه فوجد خمسمائة قال : عد إليها ثم ص . 621
أعطاه مثلها ثم قسم بين الناس ما بقي فأصاب عشرة الدراهم - يعني لكل واحد -
فلما كان العام المقبل جاءه مال أكثر من ذلك فقسم بينهم فأصاب كل إنسان عشرين درهما وفضل من المال فضل فقال للناس : أيها الناس قد فضل من هذا المال فضل ولكم خدم يعالجون لكم ويعملون لكم إن شئتم رضخنا لهم فرضخ لهم الخمسة دراهم فقالوا : يا خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم لو فضلت المهاجرين فقال : أجر أولئك على الله إنما هذه معايش الأسوة فيه خير من الأثرة
فلما مات أبو بكر استخلف عمر ففتح الله عليه الفتوح فجاءه أكثر من ذلك فقال : قد كان لأبي بكر في هذا المال رأي ولي رأي آخر لا أجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه و سلم كمن قاتل معه ففضل المهاجرين والأنصار ففرض لمن شهد بدرا منهم خمسة آلاف خمسة آلاف ومن كان إسلامه قبل إسلام أهل بدر فرض له أربعة آلاف أربعة آلاف وفرض لأزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم اثني عشر ألفا لكل امرأة إلا صفية وجويرية ففرض لكل واحدة ستة آلاف فأبين أن يأخذنها فقال : إنما فرضت لهن بالهجرة فقلن : ما فرضت لهن بالهجرة إنما فرضت لهن لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولنا مثل مكانهن فأبصر ذلك فجعلهن سواء
وفرض للعباس بن عبد المطلب اثني عشر ألفا لقرابة رسول الله صلى الله عليه و سلم وفرض لأسامة بن زيد أربعة آلاف وفرض للحسن والحسين خمسة آلاف خمسة آلاف فألحقهما بأبيهما لقرابتهما من رسول الله صلى الله عليه و سلم . وفرض لعبد الله بن عمر ثلاثة آلاف فقال : يا أبت فرضت لأسامة بن زيد وفرضت لي ثلاثة آلاف فما كان لأبيه من الفضل مالم يكن لك وما كان له من الفضل مالم يكن لي ؟ فقال : إن أباه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من أبيك وهو كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم منك
وفرض لأبناء المهاجرين ممن شهد بدرا ألفين ألفين فمر به عمر بن أبي سلمة ص . 622
فقال : زيدوه ألفا أو قال : زده ألفا يا غلام . فقال محمد بن عبد الله : لأي شيء تزيده علينا ؟ ما كان لأبيه من الفضل ما كان لآبائنا ؟ قال : فرضت له بأبي سلمة ألفين وزدته بأم سلمة ألفا فإن كانت لك أم مثل أم سلمة زدتك ألفا . وفرض لعثمان بن عبد الله بن عثمان وهو ابن أخي طلحة بن عبيد الله - يعني عثمان بن عبد الله - ثمان مائة وفرض للنضر بن أنس ألفي درهم فقال له طلحة : جاءك ابن عثمان مثله ففرضت له ثمان مائة وجاءك غلام من الأنصار ففرضت له في ألفين ؟ فقال : إني لقيت أبا هذا يوم أحد فسألني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : ما أراه إلا قد قتل . فسل سيفه وسدد زنده وقال : إن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قتل فإن الله حي لا يموت فقاتل حتى قتل وقال : هذا يرعى الغنم فتريدون اجعلهما سواء ؟
فعمل عمر عمره بهذا حتى إذا كانت السنة التي حج فيها قال ناس من الناس : لو قد مات أمير المؤمنين أقمنا فلانا يعنون طلحة بن عبيد الله قالوا : وكانت بيعة أبي بكر فلتة فأراد أن يتكلم في أيام التشريق بمنى فقال له عبد الرحمن بن عوف : يا أمير المؤمنين إن هذا المجلس يغلب عليه غوغاء الناس وهم لا يحملون فأمهل أو أخر حتى نأتي أرض الهجرة حيث أصحابك ودار الإيمان والمهاجرين والأنصار فتكلم بكلامك - أو فتتكلم - فيحتمل كلامك قال : فأسرع السير حتى قدم المدينة فخرج يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه وقال : قد بلغني مقالة قائلكم : لو قد مات عمر أو قد مات أمير المؤمنين أقمنا فلانا فبايعناه وكانت إمرة أبي بكر فلتة أجل والله لقد كانت فلتة ومن أين لنا مثل أبي بكر نمد أعناقنا إليه كما نمد أعناقنا إلى أبي بكر وإن أبا بكر رأى رأيا ورأيت رأيا ورأى أبو بكر أن يقسم بالسوية ورأيت أنا أن أفضل فإن أعش إلى هذه السنة فسأرجع إلى رأي أبو بكر فرأيه خير من رأيي إني قد رأيت رؤيا وما أرى ذلك إلا قد اقترب أجلي رأيت كأن ديكا أحمر نقرني ثلاث نقرات فاستعبرت أسماء فقالت : ص . 623
يقتلك عبد أعجمي فإن أهلك فأمركم إلى هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنهم راض عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة بن عبد الله وسعد بن مالك فإن عشت فسأعهد عهدا لا تهلكوا
ألا وإن الرجم حق قد رجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده ولولا أن يقولوا كتب عمر ما ليس في كتاب الله لكتبته ثم قرأ في كتاب الله : الشيخ والشيخة إذا زينا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم
نظرت إلى العمة وابنة الأخ فما جعلتهما وارثين ولا يرثان فإن أعش فسأفتح لكم منه طريقا وتعرفونه وإن أهلك فالله خليفتي وتختارون رأيكم . إني قد دونت الديوان ومصرت الأمصار وإنما أخوف عليكم أحد رجلين : رجل يؤول القرآن على غير تأويله فقاتل عليه ورجل يرى أنه أحق بالملك من صاحبه فيقاتل عليه
تكلم بهذا الكلام يوم الجمعة ومات يوم الأربعاء
قلت : في الصحيح طرف منه
رواه البزار وفيه أبو معشر نجيح ضعيف يعتبر بحديثه
(5/620)
9773 - وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطانا نصيبا من خيبر وأعطاناه أبو بكر فلما كان عمر وكثر عليه الناس أرسل إلينا ثم قال : إن الناس قد كثروا علي فإن شئتم أن أعطيكم مكان نصيبكم من خيبر مالا فنظر بعضنا إلى بعض فقلنا : نعم . فطعن عمر ولم يعطنا شيئا فأخذها عثمان فأبي أن يعطينا وقال : قد كان عمر أخذها منكم
رواه البزار وفيه حكيم بن جبير وهو متروك . ص . 624
(5/623)
9774 - وعن عائشة أن درجا أتى عمر بن الخطاب فنظر إليه أصحابه فلم يعرفوا قيمته فقال : أتأذنون أن أبعث به إلى عائشة لحب رسول الله صلى الله عليه و سلم إياها ؟ قالوا : نعم . فأتى به عائشة ففتحته فقيل : هذا أرسل به إليك عمر بن الخطاب . فقالت : ماذا فتح علي ابن الخطاب بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم لا تبقني لعطيته قابل
رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح
(5/624)
9775 - وعن مخلد الغفاري أن ثلاثة أعبد شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بدرا فكان عمر يعطيهم ألفا لكل رجل
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وغيره
(5/624)
9776 - وعن مصعب بن سعد أن عمر بن الخطاب فرض للنساء المهاجرات في ألف ألف منهن أم عبد الله
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن مصعب بن سعد لم يسمع من عمر فيما أظن
(5/624)
9777 - وعن نافع قال : فكان عمر بن عبد العزيز لا يفرض لأحد لا يبلغ الحلم إلا مائة درهم وكان لا يفرض لمولود حتى يفطم فبينا هو يطوف ذات ليلة بالمصلى فسمع بكاء صبي فقال لأمه : أرضعيه . فقالت : إن أمير المؤمنين لا يفرض لمولود حتى يفطم وإني فطمته . فقال عمر : كدت أن أقتله أرضعيه فإن أمير المؤمنين سوف يفرض له . ثم فرض له بعد ذلك وللمولود حين يولد . ص . 625
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(5/624)
48 - . باب الرضخ للنساء
(5/625)
9778 - عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال :
قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر لسهلة بنت عاصم ولابنة لها ولدت
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
(5/625)
9779 - وعن زينب امرأة عبد الله الثقفية أن النبي صلى الله عليه و سلم أعطاها بخيبر خمسين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا بالمدينة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(5/625)
49 - . باب النفل
(5/625)
9780 - عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان ينفل في مغازيه
رواه أحمد والطبراني وفيه عبد العزيز بن عبد الله الحمصي وهو ضعيف
(5/625)
9781 - وعن السائب بن يزيد عن أبيه قال : نفلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم نفلا سوى نصيبنا من الخمس فأصابني شارف
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو متروك . ص . 626
(5/625)
9782 - وعن معن بن يزيد قال : ولا تحل غنيمة حتى تقسم ولا نفل حتى يقسم للناس
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(5/626)
50 - . باب خراج الأرض
(5/626)
9783 - عن معاذ - يعني ابن جبل - قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم على قرى عربية فأمرني أن آخذ حظ الأرض . قال سفيان : حظ الأرض : الثلث والربع
رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف
(5/626)
51 - . باب ما يقطع من الأراضي والمياه
(5/626)
9784 - عن أبي ثعلبة الخشني قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله اكتب لي بكذا وكذا لأرض من الشام لم يظهر عليها النبي صلى الله عليه و سلم حينئذ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا تسمعون ما يقول هذا ؟ " فقال أبو ثعلبة : والذي نفسي بيده ليظهرن عليها . قال : فكتب لي بها - فذكر الحديث
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(5/626)
9785 - وعن تميم الداري قال : استقطعت النبي صلى الله عليه و سلم أرضا بالشام قبل أن يفتح فأعطانيها ففتحها عمر في زمانه فأتيته فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطاني أرضا من كذا إلى كذا فجعل عمر ثلثها لابن السبيل وثلثا لعماريها وثلثا لنا . ص . 627
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(5/626)
9786 - وعن عمرو بن عوف أن النبي صلى الله عليه و سلم أقطع بلال بن الحارث المزني المعادن القبلية جلسيها وغوريها حيث يصلح الزرع من قدس
رواه البزار وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف جدا وقد حسن الترمذي حديثه
(5/627)
9787 - وعن بلال بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقطعه هذه القطيعة وكتب له :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم بلال بن الحارث أعطاه معادن القبلية غوريها وجلسيها عشبة وذات النصب وجئت صلح الزرع من قدس إن كان صادقا
وكتب معاوية
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك
(5/627)
9788 - وعن بلال بن الحارث أن النبي صلى الله عليه و سلم أقطع له العقيق [ كله ]
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك
(5/627)
9789 - وعن أبي هند الداري أنهم قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهم ستة نفر أوس بن خارجة ابن سوادان بن خزيمة بن ذراع بن عدي بن الدار وأخوه ص . 628
تميم بن أوس ويزيد ابن قيس وأبو هند [ ابن عبد الله وأخوه الطيب بن عبد الله فسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن . وفاكه بن ] النعمان فأسلموا وسألوه أن يعطيهم أرضا من أرض الشام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " سلوا حيث أحببتم " . فنهضوا من عنده يتشاورون في موضع يسألونه إياه فقال تميم : أرى أن نسأله بيت المقدس وكورتها فقال أبو هند : أرأيت ملك العجم اليوم أليس هو في بيت المقدس ؟ قال تميم : نعم
رواه الطبراني وفيه زياد بن سعيد وهو متروك
(5/627)
9790 - وعن حصين بن مشمت أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعه بيعة الإسلام وصدق إليه صدقة ماله وأقطعه النبي صلى الله عليه و سلم مياها عدة بالمروت وإسناد حراد منها أصيهب ومنها الماعزة ومنها الهوي ومنها الثماد ومنها السديرة وشرط النبي صلى الله عليه و سلم على حصين بن مشمت فيما أقطع له أن لا يعقر مرعاه ولا يباع ماؤه ولا يمنع فضله . فقال زهير بن عاصم بن حصين شعرا :
إن بلادي لم تكن أملاسا . . . بهن خط القلم الأنفاسا
من النبي حيث أعطى الناسا . . . فلم يدع لبسا ولا التباسا
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(5/628)
9791 - وعن أوفى بن مولة قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأقطعني العميم وشرط على ابن السبيل أول ريان . ص . 629
وأقطع ساعدة رجلا منا بئرا بالفلاة يقال : لها الجعوبية وهي بئر يخبأ فيها المال وليست بالماء العذب
وأقطع إياس بن قتادة العنبري وهي دون اليمامة . وكنا أتيناه جميعا وكتب لكل رجل منا بذلك في أديم
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(5/628)
9792 - وعن رزين بن أنس قال : لما ظهر الإسلام ولنا بئر بالدنينة خفنا أن يغلبنا عليها من حولنا قال : فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له قال : فكتب لنا كتابا :
من محمد رسول الله أما بعد فإن لهم بئرهم إن كان صادقا
قال : فما قاضينا فيه إلى أحد من قضاة المدينة إلا قضوا لنا به وفي كتاب النبي صلى الله عليه و سلم كان يكون وزعم أنه كتاب النبي صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه فهد ابن عزف أبو ربيعة وهو كذاب
(5/629)
9793 - وعن أبي السائب عن جدته - وكانت من المهاجرات - : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقطعها بئرا بالعقيق
رواه الطبراني وفيه أبو السائب قال الذهبي : مجهول
(5/629)
9794 - وعن عتير العذري أنه استقطع النبي صلى الله عليه و سلم أرضا بوادي القرى فهي تسمى اليوم بويرة عتير قال : ورأيت النبي صلى الله عليه و سلم حين نزل تبوكا صلى بوادي القرى
رواه الطبراني وفيه سليم بن مطير أبو حاتم وضعفه ابن حبان . ص . 630
(5/629)
9795 - وعن مجاعة قال : أعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم مجاعة بن مرارة من بني سلمى أرضا باليمامة يقال لها : الغورة قال : وكتب له بذلك كتابا :
من محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم لمجاعة بن مرارة من بني سلمى إني أعطيتك الغورة فمن خالفني فيها فالنار
وكتب يزيد
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(5/630)
9796 - وعن قيلة بنت مخرمة أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني خباب فولدت له النساء ثم توفي فانتزع بناتها منها أيوب بن أزهر عمهن فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم [ في أول الإسلام ] فبكت جويرية منهن حديباء قد كانت أخذتها الفرصة وهي أصغرهن عليها سبيج لها من صوف فاحتملتها معها فبينما هما يرتكان الجمل انتفجت الأرنب فقالت الحديباء القضية : لا والله لا تزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا . ثم سنح الثعلب فسمته أسماء غير الثعلب نسيه عبد الله بن حسان ثم قالت ما قالت في الأرنب فبينما هما يرتكان إذ برك الجمل وأخذته رعدة فقالت الحديباء القضية : أدركت والله أخذه أثوب . فقلت : واضطررت إليها ويحك ما أصنع ؟ قالت : قلبي ثيابك ظهورها بطونها وتدحرجي ظهرك لبطنك وقلبي أحلاس جملك ثم خلعت سبيجها فقلبته وتدحرجت ظهرها لبطنها فلما فعلت ما أمرتني به انتفض الجمل ثم قام فتفاج وقال : فقالت الحديباء : أعيدي عليك أداتك . ففعلت ما أمرتني به فأعدتها ص . 631
ثم خرجنا نرتك فإذا أثوب يسعى على أثرنا بالسيف صلتا فوألنا إلى حواء ضخم قد أراه حتى ألقى الجمل إلى رواق البيت الأوسط جمل ذلول فاقتحمت داخله بالجارية وأدركني بالسيف فأصابت ظبيته طائفة من قرون رأسي وقال : ألقي إلي بنت أخي يا دفار . فرميت بها إليه فجعلها على منكبه فذهب بها وكنت أعلم به من أهل البيت ومضيت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أول الإسلام
فبينا أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب عيني نائمة جاء زوجها من السامر فقال : وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحبا صاحب صدق قالت : من هو ؟ قال : حريث بن حسان الشيباني وافد بكر بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذا صباح . قالت أختي : الويل لي لا تسمع [ بهذا ] أختي فتخرج مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها ليس معها من قومها رجل فقال : لا تذكريه لها فإني غير ذاكره لها . فسمعت ما قالا فغدوت فشددت علي جملي فوجدته غير بعيد فسألته الصحبة فقال : نعم وكرامة وركابه مناخة عنده فخرجت معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يصلي بالناس صلاة الغداة وقد أقيمت حين شق الفجر والنجوم شابكة في السماء والرجال لا تكاد تعرف من ظلمة الليل فصففت مع الرجال امرأة حديثة عهد بجاهلية فقال لي الرجل الذي يليني في الصف : امرأة أنت أم رجل ؟ فقلت : لا بل امرأة . فقال : إنك قد كدت تفتنيني فصلي في صف النساء وراءك وإذا صف من نساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت فكنت فيه حتى إذا طلعت الشمس دنوت فكنت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا بشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله صلى الله عليه و سلم ص . 632
فوق الناس حتى جاء رجل بعد ما ارتفعت الشمس فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " وعليك السلام ورحمة الله " وعليه أسمال مليتين قد كانتا بزعفران وقد نفضتا وبيده عسيب نخل مقشور غير خوصتين من أعلاه قاعدا القرفصاء فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق فقال له جليسه : يا رسول الله أرعدت المسكينة
فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره : " يا مسكينة عليك السكينة " فلما قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم أذهب الله عني ما كان دخل في قلبي من الرعب فتقدم صاحبي أول رجل حريث بن حسان فبايعه على الإسلام وعلى قومه ثم قال : يا رسول الله اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاور فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اكتب له بالدهناء يا غلام " . فلما رأيته شخص لي وهي وطني وداري فقلت : يا رسول الله لم يسلك السوية من الأمر إذ سلك إنما هذه الدهناء عند مقيل الجمل ومرعى الغنم ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك فقال : " أمسك يا غلام صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان " . فلما رأى حريث أن قد حيل دون كتابه ضرب إحدى يديه على الأخرى ثم قال : كنت أنا وأنت كما قال حتفها تحمل ضأن بأظلافها فقالت : والله ما علمت إن كنت لدليلا في الظلماء مدولا لدى الرحل عفيفا عن الرفيقة حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكن لا تلمني على أن أسأل حظي إذ سألت حظك قال : وما حظك في الدهناء لا أبا لك ؟ قلت : مقيل حملي تسأله لجمل امرأتك . قال : لا جرم أني أشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أني لك أخ و صاحب ما حييت إذا ثنيت على هذا عنده قلت : إذ بدأتها فلن أضيعها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة وينصر من وراء الحجرة ؟ " . ص . 633
فبكيت ثم قلت : قد والله ولدته يا رسول الله حراما فقاتل معك يوم الربذة ثم ذهب بميرتي من خيبر فأصابته حماها فمات فترك علي النساء
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فوالذي نفسي بيده لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك - أو لجررت على وجهك شك عبد الله بن حسان أي الحرفين حدثته المرأتان - أتغلب إحداكن أن تصاحب صويحبه في الدنيا معروفا فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع ثم قال : رب آسني لما أمضيت فأعني على ما أبقيت فوالذي نفس محمد بيده إن أحدكم ليبكي فيستعبر له صويحبه فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم " . ثم كتب لها في قطعة أديم أحمر : " لقيلة والنسوة من بنات قيلة لا يظلمن حقا ولا يكرهن على منكح وكل مؤمن ومسلم لهن نصير أحسن ولا تسئن "
قال محمد بن هشام : فسره لنا ابن عائشة فقال : الفرصة ذات الحدب والفرصة القطعة من المسك والفرصة الدولة يقال : انتهز فرصتك أي دولتك
السبيج : سمل كساء . الرتكان : ضرب من السير . الانتفاج : السعي . شنح : أي ولاك ميامنه وبعض العرب يجعل مياسره وهم يتطيرون بأحدهما ويتفاءلون بالآخر . تفاج : تفتح . فوألنا : أي لجأنا إلى حواء . يا دفار : يا منتنة من ذلك قول العرب في الدنيا أم دفر لنتنها . ثم سدت عنه : استخبرت عنه . المقشور : المقشور . ص . 634
الفتان : الشياطين وأحدها فاتن
حتفها تحمل ضأن بأظلافها
: مثل من أمثال العرب في شاة بحثت بأظلافها في الأرض فأظهرت مدية فذبحت بها فصار مثلا
القضية : انقضاء الأمور . شخص : أي ارتفع بصري . فكسرا : من إكسار ما سمعت . آسني : أي أجعل لي أسوة بما تعظني به قال متمم بن نويرة :
فقلت لها طول الأسى إذ سألتني . . . ولوعة حزن تترك الوجه أسفعا
أسفع : أي أسود
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(5/630)
52 - . باب ما جاء في الجزية
(5/634)
9797 - عن عبد الرحمن بن عوف قال : لما خرج المجوسي من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم سألته فأخبرني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خيره بين الجزية والقتل فاختار الجزية
رواه أحمد وسليمان بن موسى لم يدرك عبد الرحمن بن عوف
(5/634)
9798 - وعن علي قال : كان لهم كتاب يقرؤونه وعلم يدرسونه فزنى إمامهم فأرادوا أن يقيموا عليه الحد فقال لهم : أليس آدم كان يزوج بنيه من بناته فلم يقيموا عليه الحد فرفع الكتاب وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الجزية وأبو بكر وأنا . ص . 635
رواه أبو يعلى وفيه أبو سعد البقال وهو متروك
(5/634)
9799 - وعن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ الجزية من مجوس هجر وأن عمر أخذها من مجوس فارس وأخذها عثمان من بربر
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الحسين بن سلمة بن أبي كبشة وهو ضعيف
(5/635)
9800 - وعن مسلم بن العلاء الحضرمي قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما عهد إلى العلاء حين وجهه إلى البحرين قال :
ولا يحل لأحد جهل الفرض والسنن ويحل له ما سوى ذلك
وكتب للعلاء : " أن سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(5/635)
9801 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من أسلم فلا جزية عليه
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(5/635)
53 - . باب القتال عن أهل الذمة
(5/635)
9802 - عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يقاتل عن أحد من أهل الشرك إلا عن أهل الذمة
رواه البزار وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف
(5/635)
54 - . باب ما ينقض عهد أهل الذمة
(5/635)
9803 - عن غرفة بن الحارث - وكانت له صحبة وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل باليمن في الردة - أنه مر بنصراني من أهل مصر يقال له : المندقون فدعاه إلى الإسلام فذكر النصراني النبي صلى الله عليه و سلم فتناوله فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص فأرسل إليه فقال : قد أعطيناهم العهد فقال غرفة : معاذ الله أن نكون أعطيناهم العهود والمواثيق على أن يؤذونا في الله ورسوله إنما أعطيناهم على أن يخلى بيننا وبين كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم وأن لا نحملهم ما لا طاقة لهم به وأن نقاتل من ورائهم وان يخلى بينهم وبين أحكامهم إلا أن يأتونا فنحكم بينهم بما أنزل الله فقال عمرو : صدقت
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك بن سعيد بن الليث : ثقة مأمون وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
(5/635)
9804 - وعن عوف بن مالك أنه أبصر نصرانيا يسوق بامرأة فنخس بها فصرعت فتحللها فضربته بخشبة معي فشججته فانطلقت إلى معاذ بن جبل فقلت : أجرني من عمرو وخشيت عجلته فأتى عمرا فأخبره فجمع بيننا فلم يزل بالنصراني حتى اعترف فأمر له بخشبة فنحتت ثم قال : لهؤلاء عهد ففوا لهم بعهد ما وفوا لكم فإذا بدلوا فلا عهد لهم . وأمر به فصلب
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(5/635)
25 - . كتاب المغازي والسير
(6/7)
1 - . باب علو الإسلام على كل دين خالفه وظهوره عليه
(6/7)
9805 - ص . 7 عن زياد بن جهور قال : ورد علي كتاب من رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى زياد بن جهور سلم أنت سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فأني أذكرك الله واليوم الآخر أما بعد فليوضعن كل دين دان به الناس إلا الإسلام فاعلم ذلك
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم
(6/7)
9806 - وعن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
يظهر المسلمون على الروم ويظهر المسلمون على فارس ويظهر المسلمون على جزيرة العرب
رواه البزار وفيه من لم يسم
(6/7)
9807 - وعن تميم الداري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا ص . 8
أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وأهله وذلا يذل الله به الكفر
وكان تميم الداري يقول : قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح
(6/7)
9808 - وعن مقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل إما يعزهم فيجعلهم من أهلهم أو يذلهم فيدينون لهم
رواه أحمد إلا أنه قال : " إما يعزهم فيهديهم إلى الإسلام أو يذلهم فيؤدون الجزية "
ورجال أحمد رجال الصحيح
(6/8)
2 - . باب تبليغ النبي صلى الله عليه و سلم ما أرسل به وصبره على ذلك
(6/8)
9809 - عن عقيل بن أبي طالب قال : جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : يا أبا طالب إن ابن أخيك يأتينا في أفنيتنا وفي نادينا فيسمعنا ما يؤذينا به فإن رأيت أن تكفه عنا فافعل . فقال لي : يا عقيل التمس لي ابن عمك فأخرجته من كبس ( بيت صغير ) من أكباس أبي طالب فأقبل يمشي معي يطلب الفيء يمشي فيه فلا يقدر عليه حتى انتهى إلى أبي طالب فقال له أبو طالب : يا ابن أخي والله ما علمت إن كنت لي لمطاعا وقد جاء قومك يزعمون أنك تأتيهم في كعبتهم وفي ناديهم تسمعهم ما يؤذيهم فإن رأيت أن تكف عنهم . فحلق ببصره إلى السماء فقال : ص . 9
والله ما أنا بأقدر أن أدع ما بعثت به من أن يشعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار
فقال أبو طالب : والله ما كذب ابن أخي قط ارجعوا راشدين
رواه الطبراني في الأوسط والكبير إلا انه قال : من جلس مكان : كبس
وأبو يعلى باختصار يسير من أوله ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
(6/8)
9810 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما زالت قريش كافة عني حتى مات أبو طالب
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف
(6/9)
9811 - وعن أبي هريرة قال : لما مات أبو طالب تحينوا النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
ما أسرع ما وجدت فقدك يا عم
رواه الطبراني في الأوسط عن شخص لقي ابن سعيد الرازي قال الدارقطني : ليس بذاك وعيسى بن عبد السلام لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(6/9)
9812 - وعن عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو قال : قلت له : ما أكثر ما رأيت قريشا أصابت من رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما كانت تظهر من عداوته . قال : حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم [ يوما ] في الحجر [ فذكروا رسول الله صلى الله عليه و سلم ] فقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمر عظيم . أو كما قالوا . ص . 10
قال : فبينما هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبل يمشي حتى استقبل الركن ثم مر بهم طائفا بالبيت فلما مر بهم غمزوه ببعض ما يقول قال : فعرفت ذلك في وجهه . ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى فلما مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها فقال :
أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح
فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا على رأسه طائر واقع حتى إن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول حتى إنه ليقول : انصرف يا أبا القاسم انصرف راشدا فوالله ما كنت جهولا . فانصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض : ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه فبينما هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فوثبوا إليه وثبة رجل واحد فأطافوا به يقولون : الذي تقول كذا وكذا ؟ لما كان يبلغهم من عيب آلهتهم ودينهم قال : فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نعم أنا الذي أقول ذلك " . قال : فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه وقام أبو بكر دونه يقول : وهو يبكي : { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشا بلغت منه قط
قلت : في الصحيح طرف منه
رواه أحمد وقد صرح ابن إسحاق بالسماع وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/9)
9813 - وعن عمرو بن العاص قال : ما رأيت قريشا أرادوا قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا يوما ائتمروا به وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي عند ص . 11
المقام فقام إليه عقبة ابن أبي معيط فجعل رداءه في عنقه ثم جذبه حتى وجب ( سقط ) لركبتيه وتصايح الناس وظنوا أنه مقتول قال : وأقبل أبو بكر يشتد حتى أخذ بضبع رسول الله صلى الله عليه و سلم من ورائه وهو يقول : { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه و سلم فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما قضى صلاته مر بهم وهم جلوس في ظل الكعبة فقال :
يا معشر قريش أما والذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح
وأشار بيده إلى حلقه فقال له أبو جهل : يا محمد ما كنت جهولا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أنت منهم "
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح
(6/10)
9814 - وعن أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا لها : ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالت : كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله صلى الله عليه و سلم وما يقول في آلهتهم فبينما هم كذلك إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقاموا إليه بأجمعهم فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقالوا : أدرك صاحبك فخرج من عندنا وإن له لغدائر أربع وهو يقول : ويلكم { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم } فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقبلوا على أبي بكر قالت : فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول : تباركت يا ذا الجلال والإكرام
رواه أبو يعلى وفيه تدروس جد أبي الزبير ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات . ص . 12
(6/11)
9815 - وعن أنس بن مالك قال : لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه و سلم مرة حتى غشي عليه فقام أبو بكر فجعل ينادي : ويلكم { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } ؟ فقالوا : من هذا ؟ فقالوا : أبو بكر المجنون
رواه أبو يعلى والبزار وزاد : فتركوه وأقبلوا على أبي بكر . ورجاله رجال الصحيح
(6/12)
9816 - وعن ابن مسعود قال : كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وقد فرا من المشركين فقالا : " يا غلام هل عندك من لبن تسقينا ؟ " . قلت : إني مؤتمن ولست بساقيكما
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح
(6/12)
9817 - وعن جبير بن نفير قال : جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما ومر بنا رجل واستمعنا إليه فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه و سلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت . فأقبل إليه فقال : ما يحمل الرجل أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه لا يدري كيف يكون فيه ؟ والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه و سلم أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه ألا يحمد الله تعالى أحدكم أن لا تعرفوا إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم فقد كفيتم البلاء بغيركم والله لقد بعث النبي صلى الله عليه و سلم على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية لم يروا أن دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل وفرق ص . 13
بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله تعالى قفل قلبه للإيمان ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه في النار وأنها التي قال الله تعالى : { ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين }
رواه الطبراني بأسانيد في أحدها يحيى بن صالح وثقه الذهبي وقد تكلموا فيه وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/12)
9818 - وعن عبد الله بن مسعود قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد وأبو جهل بن هشام وشيبة وعتبة ابنا ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف ورجلان آخران كانوا سبعة وهم في الحجر ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي فلما سجد أطال السجود فقال أبو جهل : أيكم يأتي جزور بني فلان فيأتينا بفرثها فيلقيه على محمد صلى الله عليه و سلم فانطلق أشقاهم عقبة بن أبي معيط فأتى به فألقاه على كتفيه ورسول الله صلى الله عليه و سلم ساجد [ لم يهتم ] قال ابن مسعود : وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم ليس عندي منعة تمنعني فأنا أذهب إذ سمعت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبلت حتى ألقت ذلك عن عاتقه ثم استقبلت قريشا تسبهم فلم يرجعوا إليها شيئا ورفع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه كما كان يرفع عند تمام السجود فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاته قال :
اللهم عليك بقريش
ثلاثا " عليك بعتبة وعقبة وأبي جهل وشيبة " . ثم خرج من المسجد فلقيه أبو البختري بسوط يتخصر به فلما رأى ص . 14
النبي صلى الله عليه و سلم أنكر وجهه فقال : ما لك ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " خل عني " . قال : علم الله لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك فلقد أصابك شيء ؟ فلما علم النبي صلى الله عليه و سلم أنه غير مخل عنه أخبره فقال : " إن أبا جهل أمر فطرح علي فرث " . فقال أبو البختري : هلم إلى المسجد . فأتى النبي صلى الله عليه و سلم وأبو البختري فدخلا المسجد ثم أقبل أبو البختري إلى أبي جهل فقال : يا أبا الحكم أنت الذي أمرت بمحمد صلى الله عليه و سلم فطرح عليه الفرث ؟ قال : نعم . قال : فرفع السوط فضرب به رأسه قال : فثار الرجال بعضها إلى بعض قال : وصاح أبو جهل : ويحكم هي له إنما أراد محمد صلى الله عليه و سلم أن يلقي بيننا العداوة وينجو هو وأصحابه
(6/13)
9819 - وفي رواية فلما رفع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه حمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد : اللهم عليك الملأ من قريش
قلت : حديث ابن مسعود في الصحيح باختصار قصة أبي البختري
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الأجلح بن عبد الله الكندي وهو ثقة عند ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره
(6/14)
9820 - وعن قتادة بن دعامة قال : تزوج أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم عتيبة بن أبي لهب وكانت رقية عند أخيه عتبة بن أبي لهب فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى الله عليه و سلم فلما نزل قوله تعالى : { تبت يدا أبي لهب } قال أبو لهب لابنيه عتبة وعتيبة : رأسي في رؤوسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد . وقالت أمهما بنت حرب بن أمية - وهي حمالة الحطب - : طلقاهما يا بني فإنهما صبأتا . فطلقاهما . ولما طلق عتيبة أم كلثوم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم حين فارقها فقال : كفرت بدينك أو فارقت ابنتك لا تحبني ولا أحبك ثم سطا عليه ص . 15
فشق قميص النبي صلى الله عليه و سلم وهو خارج نحو الشام تاجرا فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه
فخرج في تجر من قريش حتى نزلوا بمكان [ من الشام ] - يقال له : الزرقاء - ليلا فأطاف بهم الأسد تلك الليلة فجعل عتيبة يقول : ويل أمي هذا والله آكلي كما قال محمد قاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام فعدا عليه الأسد من بين القوم [ فأخذ برأسه ] فضغمه ضغمة فقتله
قال زهير بن العلاء : فحدثنا هشام بن عروة عن أبيه : أن الأسد لما أطاف بهم تلك الليلة انصرف فناموا وجعل عتيبة وسطهم فأقبل السبع يتخطاهم حتى أخذ برأس عتيبة ففدغه وخلف عثمان بن عفان رحمه الله بعد رقية على أم كلثوم رضوان الله عليهما
رواه الطبراني هكذا مرسلا وفيه زهير بن العلاء وهو ضعيف
(6/14)
9821 - وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر به أبو سفيان بن الحارث فقال :
يا عائشة هلمي حتى أريك ابن عمك الذي هجاني
رواه البزار عن شيخه عبد الرحمن بن شيبة قال أبو حاتم : حديثه صحيح وبقية رجاله ثقات
(6/15)
9822 - وعن خالد بن سعيد قال : مرض أبي مرضا شديدا فقال : لئن شفاني الله من وجعي هذا لا يعبد إله محمد بن أبي كبشة ببطن مكة أبدا قال خالد : فهلك . ص . 16
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن عمرو بن يحيى الأموي لم يسمع من جده
(6/15)
9823 - وعن أبي أمية الطائفي من ولد سعيد بن العاص [ حدثنا جدي عن جده سعيد بن العاص ] أن جده أبا أحيحة كان مريضا حين بعث النبي صلى الله عليه و سلم فقال في مرضه : لا ترفعوني من مضجعي لا يبعد إله ابن أبي كبشة بمكة . فقال ابنه وهو عند رأسه : اللهم لا ترفعه
قلت : هكذا وجدته في الأصل
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(6/16)
9824 - وعن جابر بن عبد الله قال : اجتمعت قريش للنبي صلى الله عليه و سلم يوما فقال : انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا فليكلمه ولينظر ما يرد عليه قالوا : ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة قالوا : أنت يا أبا الوليد . فأتاه عتبة فقال : يا محمد أنت خير أم عبد الله ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أنت خير أم عبد المطلب ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك قد عبدوا الآلهة التي عبت وان كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك أما والله ما رأينا سخطة أشأم على قومك منك فرقت جماعتنا وشتت أمرنا وعبت ديننا وفضحتنا في العرب حتى طار فيهم : أن في قريش ساحرا وأن في قريش كاهنا [ والله ] ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى بأن يقوم بعضنا لبعض بالسيوف حتى نتفانى أيها الرجل ص . 17
إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أغنى قريش رجلا وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش فنزوجك عشرا . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أفرغت ؟ " . قال : نعم . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " { حم تنزيل من الرحمن الرحيم } } " حتى بلغ : " { فان اعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود } " فقال عتبة : حسبك حسبك ما عندك غير هذا ؟ قال : " لا " . فرجع إلى قريش فقالوا : ما وراءك ؟ فقال : ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته . قالوا : هل أجابك ؟ قال : نعم . قال : والذي نصبها بنية ما فهمت شيئا مما قال غير أنه قال : { أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود } . قالوا : ويلك يكلمك رجل بالعربية فلا تدري ما قال ؟ قال : لا والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة
رواه أبو يعلى وفيه الأجلح الكندي وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات
(6/16)
9825 - وعن حميد بن منهب قال : بلغ معاوية أن ابن الزبير يشتم أبا سفيان فقال : بئس لعمر الله ما يقول في عمه لكني لا أقول في عبد الله إلا خيرا رحمة الله عليه إن كان امرأ صالحا خرج أبو سفيان إلى بادية له مردفا هند وخرجت أسير أمامهما - وأنا غلام - على حمارة إذ لحقنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو سفيان : انزل يا معاوية حتى يركب محمد . فنزلت عن الحمارة فركبها رسول الله صلى الله عليه و سلم فسار أمامهما هنيهة ثم التفت إليهما فقال :
يا أبا سفيان بن حرب ويا هند بنت عتبة والله لتموتن ثم لتبعثن ثم ليدخلن المحسن الجنة والمسيء النار وأن ما أقول لكم حق وإنكم أول من أنذرتم
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم : " { حم تنزيل من الرحمن الرحيم } " . حتى بلغ : " { قالتا أتينا طائعين } " . فقال له أبو سفيان : أفرغت يا محمد ؟ قال : " نعم " . ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم ص . 18
عن الحمارة وركبتها فأقبلت هند على أبي سفيان فقالت : ألهذا الساحر الكذاب أنزلت ابني ؟ فقال : والله ما هو بساحر ولا كذاب
رواه الطبراني في الأوسط . وحميد بن منهب لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(6/17)
9826 - وعن ربيعة بن عباد الدئلي قال : ما أسمعكم تقولون : أن قريشا كانت تنال من رسول الله صلى الله عليه و سلم فإني أكثر ما رأيت أن منزله كان بين منزل أبي لهب وعقبة بن أبي معيط وكان ينقلب إلى بيته فيجد الأرحام والدماء والأنحات قد نصبت على بابه فينحي ذلك بسنة قوسه ويقول :
بئس الجوار هذا يا معشر قريش
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن علي بن الحسين الرافقي وهو ضعيف
وتأتي أحاديث في تأييده على عدوه في علامات النبوة إن شاء الله
(6/18)
9827 - وعن الحارث بن الحارث قال : قلت لأبي : ما هذه الجماعة ؟ قال : هؤلاء القوم الذين اجتمعوا على صابئ لهم . قال : فنزلنا فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو الناس إلى توحيد الله عز و جل والإيمان [ به ] وهم يردون عليه ويؤذونه حتى انتصف النهار وانصدع الناس عنه أقبلت امرأة قد بدا نحرها قدحا ومنديلا فتناوله منها فشرب وتوضأ ثم رفع رأسه فقال :
يا بنية خمري عليك نحرك ولا تخافين على أبيك
قلنا : من هذه ؟ قالوا : هذه زينب بنته
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/18)
9828 - وعن منبت الأزدي قال : ص . 19
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في الجاهلية وهو يقول :
يا أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا
فمنهم من تفل في وجهه ومنهم من حثا عليه التراب ومنهم من سبه حتى انتصف النهار فأقبلت جارية بعس ( قدح كبير ) من ماء فغسل وجهه ويديه وقال : " يا بنية لا تخشي على أبيك غيلة ولا ذلة " . فقلت : من هذه ؟ قالوا : زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي جارية وضيئة
رواه الطبراني وفيه منيب بن مدرك ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(6/18)
9829 - وعن مدرك قال : حججت مع أبي فلما نزلنا منى إذا نحن بجماعة فقلت لأبي : ما هذه الجماعة ؟ قال : هذا الصابئ فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " يا أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا "
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/19)
9830 - وعن رجل من بني مالك بن كنانة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بسوق ذي المجاز يتخللها يقول : " يا أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا " . قال : وأبو جهل يحثي عليه التراب ويقول : يا أيها الناس لا يغوينكم هذا عن دينكم فإنما يريد لتتركوا آلهتكم وتتركوا اللات والعزى . [ قال ] : وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم . قلت : انعت لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : بين بردين أحمرين مربوع كثير اللحم حسن الوجه شديد سواد الشعر أبيض شديد البياض سابغ الشعر
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . ص . 20
(6/19)
9831 - وعن ربيعة بن عباد من بني الديل - وكان جاهليا - قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في سوق ذي المجاز وهو يقول : " يا أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا "
والناس مجتمعون عليه ووراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين يقول : إنه صابئ كاذب يتبعه حيث ذهب فسألت عنه فذكروا لي نسب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقالوا لي : هذا عمه أبو لهب
(6/20)
9832 - وفي رواية : ورسول الله صلى الله عليه و سلم يفر منه وهو يتبعه
(6/20)
9833 - وفي رواية : وكان جاهليا فأسلم
(6/20)
9834 - وفي رواية : والناس منقصفون عليه ( متزاحمون ) فما رأيت أحدا يقول شيئا وهو لا يسكت
رواه أحمد وابنه والطبراني في الكبير بنحوه والأوسط باختصار بأسانيد وأحد أسانيد عبد الله بن أحمد ثقات الرجال . وتأتي له طريق في عرضه صلى الله عليه و سلم نفسه على القبائل
(6/20)
9835 - وعن طارق بن عبد الله قال : إني بسوق ذي المجاز إذ مر رجل شاب عليه حلة من برد أحمر وهو يقول : " يا أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا " . ورجل خلفه قد أدمى عرقوبيه وساقيه يقول : يا أيها الناس إنه كذاب فلا تطيعوه فقلت : من هذا ؟ قال : غلام بني هاشم الذي يزعم أنه رسول الله وهذا عمه عبد العزى فلما هاجر محمد صلى الله عليه و سلم إلى المدينة وأسلم الناس ارتحلنا [ من الربذة يومئذ ] معنا ص . 21
ظعينة لنا فلما قدمنا المدينة أدنى حيطانها لبسنا ثيابا غير ثيابنا إذا رجل في الطريق فقال : من أين أقبل القوم ؟ قلنا : نمير أهلنا ( نجلب لهم الطعام ) ولنا جمل أحمر قائم مخطوم قال : أتبيعوني جملكم ؟ قلنا : نعم . قال : بكم ؟ قلنا : بكذا وبكذا صاعا من تمر فما استنقصنا مما قلنا شيئا وضرب بيده فأخذ بخطام الجمل ثم أدبر به فلما توارى عنا بالحيطان قلنا : والله ما صنعنا شيئا بعنا من لا نعرف قال : تقول امرأة جالسة : لقد رأيت رجلا كأن وجهه شقة القمر ليلة البدر ولا والله لا يظلمكم ولا يحيركم وأنا ضامنة لجملكم فأتى رجل فقال : أنا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم إليكم هذا تمركم فكلوا واشبعوا واكتالوا قال : فأكلنا وشبعنا واكتلنا واستوفينا ثم دخلنا المدينة فأتينا المسجد فإذا هو يخطب على المنبر فسمعنا من قوله : " تصدقوا فإن الصدقة خير لكم "
رواه الطبراني وفيه أبو جناب الكلبي وهو مدلس وقد وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/20)
3 - . باب تكسيره الأصنام
(6/21)
9836 - عن علي بن أبي طالب قال : انطلقت أنا والنبي صلى الله عليه و سلم حتى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اجلس " . وصعد على منكبي فذهبت لأنهض به فرأى مني ص . 22
ضعفا فنزل وجلس لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " اصعد على منكبي " . [ قال : فصعدت على منكبيه ] قال : فنهض بي قال : فإنه يخيل إلي أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه حتى استمكنت منه فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اقذف به " . فقذف به فتكسر كما تتكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس
(6/21)
9837 - وفي رواية : كان على الكعبة أصنام فذهبت أحمل النبي صلى الله عليه و سلم فلم أستطع فحملني فجعلت أقطعها ولو شئت لنلت السماء
رواه أحمد وابنه وأبو يعلى والبزار وزاد بعد قوله : حتى استترنا بالبيوت فلم يوضع عليها بعد - يعني من تلك الأصنام - ورجال الجميع ثقات
(6/22)
9838 - وعن بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مس صنما فتوضأ
رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف
(6/22)
9839 - وعن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشهد مع المشركين مشاهدهم قال : فسمع ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه : اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فقال : كيف ص . 23
نقوم خلفه وإنما عهده باستلام الأصنام قبل ؟ قال : فلم يعد بعد ذلك يشهد مع المشركين مشاهدهم
رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو سيئ الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/22)
4 - . باب الهجرة إلى الحبشة
(6/23)
9840 - عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أمه ليلى قالت : كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة فأتى عمر بن الخطاب وأنا على بعيري وأنا أريد أن أتوجه فقال : أين يا أم عبد الله . فقلت : آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله لا نؤذى [ في عبادة الله ] فقال : صحبكم الله . ثم ذهب فجاء زوجي عامر بن ربيعة فأخبرته بما رأيت من رقة عمر فقال : ترجين أن يسلم [ فقلت : نعم . فقال : ] والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب
رواه الطبراني وقد صرح ابن إسحاق بالسماع فهو صحيح
(6/23)
9841 - وعن عبد الله بن مسعود قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلا فيهم عبد الله بن مسعود وجعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وأبو موسى فأتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية فلما دخلا على النجاشي سجدا له ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ثم قالا : إن نفرا من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا قال : فأين هم ؟ قالا : [ هم ] في أرضك فابعث إليهم فابعث إليهم قال جعفر : أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه فسلم ولم ص . 24
يسجد فقالوا له : ما لك لا تسجد للملك ؟ قال : إنا لا نسجد إلا لله عز و جل قال : وما ذاك ؟ قال : إن الله عز و جل بعث إلينا رسوله صلى الله عليه و سلم وأمرنا أن لا نسجد [ لأحد ] إلا لله عز و جل وأمرنا بالصلاة والزكاة
قال عمرو بن العاص : فإنهم يخالفونك في عيسى قال : ما يقولون في عيسى بن مريم وأمه ؟ قال : نقول كما قال الله عز و جل : هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها ولم يفترضها ولد . قال : فرفع عودا من الأرض وقال : يا معشر [ الحبشة ] القسيسين والرهبان والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ما سوى هذا مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده أشهد إنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وإنه الذي نجده في الإنجيل وإنه الذي بشر به عيسى بن مريم انزلوا حيث شئتم فوالله لو ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه وأوضئه . وأمر بهدية الآخرين فردت عليهما
ثم تعجل عبد الله بن مسعود حتى أدرك بدرا وزعم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم استغفر له حين بلغه موته
رواه الطبراني وفيه حديج بن معاوية وثقه أبو حاتم وقال : في بعض حديثه ضعف وضعفه ابن معين وغيره وبقية رجاله ثقات
(6/23)
9842 - وعن أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي أمنا على ديننا وعبدنا الله وحده لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع ص . 25
مكة وكان أعجب ما يأتيه منها الأدم فجمعوا له أدما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية وبعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وعمرو بن العاص بن وائل السهمي وأمروهما أمرهم وقالوا لهما : ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم ثم قدموا للنجاشي هداياه ثم اسألوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم قالت : فخرجا فقدما على النجاشي [ ونحن عنده بخير دار وعند خير جار فلم يبق من بطارقته بطريقا إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي ] ثم قالا لكل بطريق منهم : إنه قد ضوى إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم فإذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا عليه أن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم فإن قومهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم فقالوا لهما : نعم . ثم قربوا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهم ثم كلماه فقالا له : أيها الملك إنه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأبنائهم وعشائرهم لنردهم إليهم فلهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه . ولم يكن [ شيء ] أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم فقالت بطارقته حوله : صدقوا أيها ص 26
الملك قومهم أعلا بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهم فليرداهم إلى بلادهم وقومهم . فغضب النجاشي وقال : لا ها الله إذا لا أسلمهم إليهما ولا أكاد قوما جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحتسب جوارهم ما جاوروني . قالت : ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا فقال بعضهم لبعض : ما تقولون في الرجل إذا جئتموه ؟ قالوا : نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا صلى الله عليه و سلم كائن في ذلك ما هو كائن فلما جاءوه وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال : ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم ؟ قالت : وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب عليه السلام قال : أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقة وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله عز و جل لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة . - قالت : فعدد عليه أمور الإسلام - فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به فعبدنا الله وحده لا نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا فغدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ص . 27
ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله عز و جل وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك قالت : فقال النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله من شيء ؟ قالت : فقال له جعفر : نعم . قالت : فقال له النجاشي : فاقرأه . فقرأ عليه صدرا من : { كهيعص } قالت : فبكى [ والله ] النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال النجاشي : إن هذا [ والله ] والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة . انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ولا أكاد
قالت أم سلمة : فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص : والله لآتينه غدا أعيبهم عنده بما استأصل به خضراءهم فقال له عبد الله بن أبي ربيعة وكان أتقى الرجلين فينا : لا تفعل فإن لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا . قال : والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عليه السلام عبد قالت : ثم غدا عليه [ الغد ] فقال : أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما . فأرسل إليهم فسلهم عما يقولون فيه ؟ قالت : فأرسل إليهم يسألهم عنه قالت : ولم ينزل بنا مثلها واجتمع القوم فقال بعضهم لبعض : ما تقولون في عيسى إذا سألكم عنه ؟ قالوا : نقول والله ما قال الله عز و جل وما جاء به نبينا صلى الله عليه و سلم كائن في ذلك ما هو كائن . فلما دخلوا عليه قال [ لهم ] : في عيسى بن مريم ؟ فقال له جعفر بن أبي طالب : نقول فيه الذي جاء به نبينا صلى الله عليه و سلم : " هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول " . قال : فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا ثم قال : ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود . فتناخرت بطارقه حوله حين قال ما قال . [ فقال : ] وإن نخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي - والسيوم : الآمنون - من سبكم غرم ثم من سبكم غرم ثم من سبكم غرم . ما ص . 28
أحب أن لي دبرا ذهبا وأني آذيت رجلا منكم - والدبر بلسان الحبشة : الجبل - ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي فيهما فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ فيه الرشوة وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه . فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به وأقمنا عنده في خير دار مع خير جار فوالله إنا لعلى ذلك إذ نزل به - يعني : من ينازعه في ملكه - قالت : والله ما علمنا حزنا قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك تخوفا أن يظهر ذلك على النجاشي فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف [ منه ]
قالت : وسار النجاشي وبينهما عرض النيل قالت : فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : من رجل يخرج حتى يحضر وقيعة القوم ثم يأتينا ؟ قالت : فقال الزبير بن العوام : أنا قالت : وكان من أحدث القوم سنا . قالت : فنفخوا له قربة فجعلوها في صدره فسبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم ثم انطلق حتى حضرهم قالت : ودعونا الله عز و جل للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين له في بلاده . واستوسق ( استقر له الملك ) عليه أمر الحبشة فكنا عنده في خير منزل حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بمكة
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق وقد صرح بالسماع
(6/24)
9843 - وعن محمد بن حاطب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني رأيت أرضا ذات نخل فاخرجوا
قال : فخرج حاطب وجعفر في البحر قبل النجاشي . قال : فولدت أنا في تلك السفينة
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح . ص . 29
(6/28)
9844 - وعن عمير بن إسحاق قال : قال جعفر : يا رسول الله ائذن لي أن آتي أرضا أعبد الله فيها لا أخاف أحدا . قال : فأذن له فيها فأتى النجاشي قال عمير : حدثني عمرو بن العاص قال : لما رأيت جعفرا وأصحابه آمنين بأرض الحبشة حسدته قلت : لا تستقبلن لهذا وأصحابه فأتيت النجاشي فقلت : ائذن لعمرو بن العاص فأذن لي فدخلت فقلت : إن بأرضنا ابن عم لهذا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد وإنا والله إن لم ترحنا منه وأصحابه لا قطعت إليك هذه النطفة ولا أحد من أصحابي أبدا . فقال : وأين هو ؟ قلت : إنه يجيء مع رسولك إنه لا يجيء معي فأرسل معي رسولا فوجدناه قاعدا بين أصحابه فدعاه فجاء فلما أتيت الباب ناديت : ائذن لعمرو بن العاص ونادى خلفي : ائذن لحزب الله عز و جل . فسمع صوته فأذن له قبلي فدخل ودخلت وإذا النجاشي على السرير قال : فذهبت حتى قعدت بين يديه وجعلته خلفي وجعلت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي فقال النجاشي : نجروا - قال عمرو يعني تكلموا - قلت : إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا ويزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد وإنك إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أنا ولا أحد من أصحابي أبدا قال جعفر : صدق ابن عمي وأنا على دينه قال : فصاح صياحا وقال : أوه . حتى قلت : ما لابن الحبشية لا يتكلم ؟ وقال : أناموس كناموس موسى ؟ قال : ما تقولون في عيسى بن مريم ؟ قال : أقول هو روح الله وكلمته . قال : فتناول شيئا من الأرض فقال : ما أخطأ في أمره مثل هذا فوالله لولا ملكي لا تبعتكم وقال لي : ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا . أنت آمن بأرضي من ضربك قتلته ومن سبك غرمته وقال لآذنه : متى استأذنك هذا فائذن له إلا أن أكون عند أهلي فإن أتى فأذن له
قال : فتفرقنا ولم يكن أحد أحب إلى أن ألقاه من جعفر قال : فاستقبلني من طريق مرة فنظرت خلفه فلم أر أحدا فنظرت خلفي فلم أر أحدا فدنوت منه وقلت : أتعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟ قال : فقد هداك ص . 30
الله فاثبت فتركني وذهب فأتيت أصحابي فكأنما شهدوه معي فأخذوا قطيفة أو ثوبا فجعلوه علي حتى غموني بها قال : وجعلت أخرج رأسي من هذه الناحية مرة ومن هذه الناحية مرة حتى أفلت وما علي قشرة فمررت على حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورتي فأتيت جعفرا فدخلت عليه فقال : ما لك ؟ فقلت : أخذ كل شيء لي ما ترك علي قشرة فأتيت حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورتي فانطلق وانطلقت معه حتى انتهينا إلى باب الملك فقال جعفر لآذنه : استأذن لي . قال : إنه عند أهله فأذن له فقلت : إن عمرا تابعني على ديني قال : كلا قلت : بلى فقال لإنسان : اذهب معه فإن فعل فلا تقل شيئا إلا كتبته قال : فجاء فقال : نعم فجعلت أقول وجعل يكتب حتى كتبت كل شيء حتى القدح قال : ولو شئت آخذ شيئا من أموالهم إلى مالي فعلت
رواه الطبراني والبزار وصدر الحديث في أوله له وزاد في آخره قال : ثم كنت بعد من الذين أقبلوا في السفن مسلمين . وعمير بن إسحاق وثقه ابن حبان وغيره وفيه كلام لا يضر وبقية رجاله رجال الصحيح
وروى أبو يعلى بعضه ثم قال : فذكر الحديث بطوله
(6/29)
9845 - وعن جعفر بن أبي طالب قال : بعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية من أبي سفيان إلى النجاشي فقالوا له ونحن عنده : قد بعثوا إليك أناسا من سفلتنا وسفهائهم فادفعهم إلينا قال : لا حتى أسمع كلامهم فبعث إلينا وقال : ما تقولون ؟ فقلنا : إن قومنا يعبدون الأوثان وإن الله عز و جل بعث إلينا رسولا فآمنا به وصدقناه فقال لهم النجاشي : عبيد هم لكم ؟ قالوا : لا . قال : فلكم عليهم دين ؟ قالوا : لا . قال : فخلوا سبيلهم فخرجنا من عنده فقال عمرو بن العاص : إن هؤلاء يقولون في عيسى غير ما تقولون قال : إن لم يقولوا في عيسى ص . 31
مثل ما نقول لا أدعهم في أرضي ساعة من نهار قال : [ فأرسل إلينا ] فكانت الدعوة الثانية أشد علينا من الأولى فقال : ما يقول صاحبكم في عيسى بن مريم ؟ فقلنا : يقول : " هو روح الله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول " . قال : فأرسل فقال : ادعوا فلانا القسيس وفلانا الراهب فأتاه ناس منهم فقال : ما تقولون في عيسى بن مريم ؟ قالوا : فأنت أعلمنا فما تقول ؟ قال : فأخذ النجاشي شيئا من الأرض ثم قال : هكذا عيسى بن مريم ما زاد على ما قال هؤلاء مثل هذا ثم قال لهم : أيؤذيكم أحد ؟ قالوا : نعم . فأمر مناديا فنادى من آذى أحدا من هؤلاء فأغرموه أربعة دراهم [ ثم ] قال : يكفيكم ؟ فقلنا : لا فأضعفها فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة وظهر بها قلنا له : إن صاحبنا قد خرج إلى المدينة وظهر بها وهاجر قبل الذين كنا حدثناك عنهم وقد أردنا الرحيل إليه فزودنا قال : نعم فحملنا وزودنا وأعطانا ثم قال : أخبر صاحبك ما صنعت إليكم وهذا رسولي معك وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنه رسول الله فقل له يستغفر لي قال جعفر : فخرجنا حتى أتينا المدينة فتلقانا رسول الله صلى الله عليه و سلم واعتنقني فقال :
ما أدري أنا بفتح خيبر أفرح أم بقدوم جعفر ؟
ثم جلس فقام رسول النجاشي فقال : هو ذا جعفر فسله ما صنع به صاحبنا ؟ فقلت : نعم قد فعل بنا قد فعل كذا وكذا وحملنا وزودنا ونصرنا وشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وقال : قل له يستغفر لي فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فتوضأ ثم دعا ثلاث مرات : " اللهم اغفر للنجاشي " . فقال المسلمون : آمين . فقال جعفر : فقلت للرسول : انطلق فأخبر صاحبك ما رأيت من النبي صلى الله عليه و سلم . ص . 32
رواه الطبراني من طريق أسد بن عمرو عن مجالد وكلاهما ضعيف وقد وثقا
(6/30)
9846 - وعن جعفر بن أبي طالب أن النجاشي سأله : ما دينكم ؟ قال : بعث إلينا رسول نعرف لسانه وصدقه ووفاءه فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ونخلع ما كان يعبد قومنا وغيرهم من دونه يأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر وأمرنا بالصلاة والصيام والصدقة وصلة الرحمن فدعانا إلى ما نعرف وقرأ علينا تنزيلا جاء من عند الله لا يشبه غيره فصدقناه وآمنا به وعرفنا أن ما جاء به حق من عند الله ففارقنا عند ذلك قومنا فآذونا وقهرونا فلما أن بلغوا منا ما نكره ولم نقدر على أن نمتنع منهم خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك فقال النجاشي : اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي - يقول : آمنون - من سبكم غرم
رواه الطبراني من طريقين عن ابن اسحق وهو مدلس
(6/32)
9847 - وعن أبي موسى قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ننطلق مع جعفر ابن أبي طالب إلى النجاشي فبلغ ذلك قريشا فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد وجمعا للنجاشي هدية وقدما على النجاشي فأتياه بالهدية فقبلها وسجدا له ثم قال عمرو بن العاص : إن ناسا من أرضنا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك فقال لهم النجاشي : في أرضي ؟ قالوا : نعم . فبعث إلينا فقال لنا جعفر : لا يتكلم منكم أحد أنا خطيبكم اليوم فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلس وعمرو بن العاص عن يمينه وعمارة عن يساره والقسيسون والرهبان جلوس سماطين وقد قال له عمرو وعمارة : إنهم لا يسجدون لك فلما انتهينا بدرنا من عنده من القسيسين والرهبان : اسجدوا للملك فقال جعفر : إنا لا نسجد إلا لله . قال له النجاشي : وما ذاك ؟ قال : إن الله بعث إلينا رسولا وهو الرسول الذي بشر به عيسى عليه السلام من بعده اسمه أحمد وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر . ص . 33
فأعجب النجاشي قوله فلما رأى ذلك عمرو قال : أصلح الله الملك إنهم يخالفونك في ابن مريم فقال النجاشي : ما يقول صاحبكم في ابن مريم ؟ قال : يقول فيه قول الله : " هو روح الله وكلمته أخرجه من العذراء البتول التي لم يقربها بشر ولم يفترضها ولد " . فتناول النجاشي عودا من الأرض فرفعه فقال : يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده أشهد أنه رسول الله وأنه الذي بشر به عيسى ولولا ما أنا فيه الملك لأتيته حتى أقبل نعليه امكثوا في أرضي ما شئتم . وأمر لنا بطعام وكسوة وقال : ردوا على هذين هديتهما وكان عمرو بن العاص رجلا قصيرا وكان عمارة رجلا جميلا وكانا أقبلا إلى النجاشي فشربوا
- يعني خمرا - ومع عمرو بن العاص امرأته فلما شربوا من الخمر قال عمارة لعمرو : مر امرأتك فلتقبلني فقال له عمرو : ألا تستحي ؟ فأخذ عمارة عمرا فرمى به في البحر فجعل عمرو يناشد عمارة حتى أدخله السفينة فحقد عمرو على ذلك فقال عمرو للنجاشي : إنك إذا خرجت خلفت عمارة في أهلك . فدعا النجاشي عمارة فنفخ في إحليله فطار مع الوحش
قلت : روى أبو داود منه مقدار سطر من الجنائز
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/32)
9848 - وعن ابن شهاب في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة فأقام بها حتى قدم بعد بدر شرحبيل بن عبد الله بن حسنة وهي أمه
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/33)
9849 - وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : إن قريشا بعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد زمن النجاشي وكان عمارة رجلا جميلا وكان يقذف عمرا في البحر وكان يعوم فيخرج ثم يلقيه أيضا فيعوم فحقد عمرو في نفسه على عمارة ص . 34
ما كان يصنع به فلما قدما دخلا على النجاشي فقالا له : إن جعفرا وأصحابه طعنوا على آبائهم وخالفوهم في دينهم وهم يخالفونك ولا يحييونك كما يحييك الناس فوقعوا فيهم فبعث النجاشي إلى جعفر وأصحابه فقال : ما لكم لا تحيوني كما تحييني الناس ؟ قالوا : إن لنا ربا لا ينبغي أن نسجد لغيره ولو سجدنا لأحد لسجدنا لنبينا قال : هل معكم من كتابكم شيء ؟ قالوا : نعم فقرأ جعفر سورة مريم فقال : ما تقول في عيسى ؟ قال : هو روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم فقال لأصحابه : ما تقولون ؟ فسكتوا فأخذ شيئا من الأرض بين إصبعيه فقالوا : والله ما خالفوا أمر عيسى هذه وإن أنكرتكم وإني أشهدكم أنى قد آمنت بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم ثم قال : إن شئتم جهزتكم فقدمتم على نبيكم وإن شئتم أقمتم عندي حتى يستقر مكانا فأخذ عمرو يعمل في عمارة فلطف بامرأة النجاشي فأخذ عطرا من عطرها ثم قال للنجاشي : إن عمارة يدخل على امرأتك وآية ذلك أنه يدخل عليك غدا وعليه طيب من طيبها فلما أصبحا طيبه فقال : انطلق بنا إلى الملك فانطلقا حتى دخل فوجد منه ريح الطيب فعرف النجاشي طيبه فأمر النجاشي بعمارة فنفخ في إحليله فاستطير حتى لحق بالصحارى يسعى فيها مع الوحش فجاء بعد ذلك أهله فأصابوه فسقوه شربة من سويق فتعتعته فمات فلما قدم جعفر وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءته وفاة النجاشي
رواه الطبراني مرسلا وفيه محمد بن كثير الثقفي وهو ضعيف
(6/33)
9850 - وعن عروة بن الزبير في تسمية الذين خرجوا إلى أرض الحبشة المرة الأولى قبل خروج جعفر وأصحابه : الزبير بن العوام وسهل بن بيضاء وعامر بن ربيعة وعبد الله بن مسعود وعبد الرحمن بن عوف . وعثمان بن عفان ومعه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وعثمان بن مظعون ومصعب بن عمير أحد بني عبد الدار . وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو ولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة . ص . 35
وأبو سبرة بن أبي رهم ومعه أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو . وأبو سلمة بن عبد الأسد ومعه امرأته أم سلمة
قال : ثم رجع هؤلاء الذين ذهبوا المرة الأولى قبل جعفر بن أبي طالب وأصحابه حين أنزل الله السورة التي يذكر فيها { والنجم إذا هوى } فقال المشركون [ من قريش ] : لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه فإنه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشر والشتم فلما أنزل الله السورة الذي يذكر فيها والنجم وقرأ : { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال : وإنهن من الغرانيق العلا وإن شفاعتهم لترتجى وذلك من سجع الشيطان وفتنته فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك وذلت بها ألسنتهم واستبشروا بها وقالوا : إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه
فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم آخر السورة التي فيها النجم سجد وسجد معه كل من حضره من مسلم ومشرك غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلا كبيرا فرفع ملء كفه ترابا فسجد عليه فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه و سلم فأما المسلمون فعجبوا من سجود المشركين من غير إيمان ولا يقين ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين . وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبي صلى الله عليه و سلم [ وأصحابه لما سمعوا الذي ألقى الشيطان في أمنية النبي صلى الله عليه و سلم ] وحدثهم الشيطان أن النبي صلى الله عليه و سلم قد قرأها في السجدة فسجدوا لتعظيم آلهتهم ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت الحبشة فلما سمع عثمان بن مظعون وعبد الله بن مسعود ومن كان معهم من أهل مكة أن الناس [ قد ] ص . 36
أسلموا وصاروا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه أقبلوا سراعا فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فشكا إليه فأمره فقرأ عليه فلما بلغها تبرأ منها جبريل وقال : معاذ الله من هاتين ما أنزلهما ربي ولا أمرني بهما ربك فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم شق عليه وقال : أطعت الشيطان وتكلمت بكلامه وشركني في أمر الله . فنسخ الله ما ألقى الشيطان وأنزل عليه : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم . ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد }
فلما برأه الله عز و جل من سجع الشيطان وفتنته انقلب المشركون بضلالهم وعداوتهم وبلغ المسلمون ممن كان بأرض الحبشة وقد شارفوا مكة فلم يستطيعوا الرجوع من شدة البلاء الذي أصابهم [ والجوع ] والخوف وخافوا أن يدخلوا مكة فيبطش بهم فلم يدخل رجل منهم إلا بجوار فأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعون فلما أبصر عثمان بن مظعون الذي يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه من البلاء وعذبت طائفة منهم بالنار وبالسياط وعثمان بن مظعون معافى لا يعرض له رجع إلى نفسه فاستحب البلاء على العافية وقال : أما والله من كان في عهد الله وذمته وذمة رسوله الذي اختار لأوليائه من أهل الإسلام ومن دخل فيه فهو خائف مبتلى بالشدة والكرب عمد إلى الوليد بن المغيرة فقال : يا ابن عم أجرتني فأحسنت جواري وإني أحب أن تخرجني إلى عشيرتك فتبرأ مني بين أظهرهم . فقال له الوليد : ابن أخي لعل أحدا آذاك أو شتمك وأنت في ذمتي فأنت تريد من هو أمنع لك مني فأنا أكفيك ذلك ؟ قال : لا والله ما بي ذلك وما اعترض لي من أحد فلما أبى عثمان إلا أن يتبرأ منه الوليد أخرجه إلى ص . 37
المسجد وقريش فيه كأحفل ما كانوا ولبيد بن ربيعة [ الشاعر ] ينشدهم فأخذ الوليد بيد عثمان فأتى به قريشا فقال : إن هذا غلبني وحملني على أن أنزل إليه عن جواري أشهدكم أنى بريء فجلسا مع القوم وأخذ لبيد ينشدهم
فقال : ألا كل شيء ما خلا الله باطل
قال عثمان : صدقت . ثم إن لبيدا أنشدهم تمام البيت فقال :
وكل نعيم لا محالة زائل
فقال : كذبت . فسكت القوم ولم يدروا ما أراد بكلمته ثم أعادها الثانية وأمر بذلك فلما قالها قال مثل كلمته الأولى والأخرى صدقه مرة وكذبه مرة وإنما يصدقه إذا ذكر كل شيء يفنى وإذا قال : كل نعيم ذاهب كذبه عند ذلك أي نعيم أهل الجنة لا يزول نزع عند ذلك رجل من قريش فلطم عين عثمان بن مظعون فاخضرت مكانها فقال الوليد بن المغيرة وأصحابه : قد كنت في ذمة مانعة ممنوعة فخرجت منها إلى هذا فكنت عما لقيت غنيا ثم ضحكوا فقال عثمان : بل كنت إلى هذا الذي لقيت منكم فقيرا وعيني التي لم تلطم إلى مثل هذا الذي لقيت صاحبتها فقيرة لي فيمن أحب إلي منكم أسوة فقال له الوليد : إن شئت أجرتك الثانية . قال : لا أرب لي في جوارك
رواه الطبراني هكذا مرسلا وفيه ابن لهيعة أيضا
(6/34)
5 - . باب خروج النبي صلى الله عليه و سلم إلى الطائف وعرضه نفسه على القبائل
(6/37)
9851 - عن عبد الله بن جعفر قال : لما توفي أبو طالب خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى الطائف ماشيا على قدميه يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه فانصرف فأتى ظل شجرة فصلى ركعتين ثم قال : ص . 38
اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وهواني على الناس أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله
رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة وبقية رجاله ثقات
(6/37)
9852 - وعن رقيقة قالت : لما جاء النبي صلى الله عليه و سلم يبتغي النصر بالطائف فدخل عليها فأمرت له بشراب من سويق فشرب فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تعبدي طاغيتهم ولا تصلي إليها
قلت : إذا يقتلوني قال : " فإذا قالوا لك ذلك فقولي : رب هذه الطاغية فإذا صليت فوليه ظهرك " . ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من عندهم قالت بنت رقيقة : فأخبرني أخواي سفيان ووهب ابني قيس بن أبان قالا : لما أسلمت ثقيف خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ما فعلت أمكما ؟ " . قلنا : هلكت على الحال التي تركتها قال : " لقد أسلمت أمكما إذا "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(6/38)
9853 - وعن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول :
هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز و جل
فأتاه رجل من همدان فقال : " ممن أنت ؟ " . فقال الرجل : من همدان فقال : " هل عند قومك من منعة ؟ " . قال : نعم . ثم إن الرجل خشي أن يخفره قومه فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : آتيهم فأخبرهم ثم آتيك من قابل قال : " نعم " . فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب . ص . 39
رواه أحمد ورجاله ثقات
(6/38)
9854 - وعن ربيعة بن عباد قال : إني لمع أبي شاب أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يتبع القبائل ووراءه رجل أحمر وضيء ذو جمة يقف رسول الله صلى الله عليه و سلم على القبيلة يقول :
يا بني فلان إني رسول الله إليكم آمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به
فإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه : يا بني فلان إن هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الحي من بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة فلا تسمعوا له ولا تتبعوه فقلت لأبي : من هذا ؟ فقال : هذا عمه أبو لهب
رواه عبد الله بن أحمد والطبراني وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله وهو ضعيف ووثقه ابن معين في رواية وقد تقدمت له طرق فيما أوذي به سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وبعضها صحيح
(6/39)
9855 - وعن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل قال : لما قدم أبو الحيسر أنس بن نافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم :
هل لكم إلى خير مما جئتم إليه ؟
قالوا : وما ذاك ؟ قال : " أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وأنزل علي كتابا " . ثم ذكر ص . 40
الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا : أي قوم هذا والله خير مما جئتم إليه قال : فأخذ أبو الحيسر أنس بن نافع حفنة من البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ [ وقال : دعنا عنك فلعمري لقد جئنا لغير هذا قال : فصمت إياس ] وقام رسول الله صلى الله عليه و سلم عنهم وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج قال : ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك قال محمود بن لبيد : فأخبرني من حضره من قومي أنه لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات فما كانوا يشكون أن قد مات مسلما لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما سمع
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات
(6/39)
6 - . باب البيعة على الإسلام التي تسمى بيعة النساء
(6/40)
9856 - عن جرير قال : بايعنا النبي صلى الله عليه و سلم على مثل ما بايع عليه النساء من مات منا ولم يأت شيئا منهن ضمن له الجنة ومن مات منا وقد أتى شيئا منهن وقد أقيم عليه الحد فهو كفارة ومن مات منا وقد أتى شيئا منهن فستر عليه فعلى الله حسابه
رواه الطبراني وفيه سيف بن هارون وثقه أبو نعيم وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/40)
9857 - وعن محمد بن الأسود بن خلف أن أباه الأسود حضر النبي صلى الله عليه و سلم يبايع الناس فجاءه الرجال والنساء والصغير والكبير فبايعوه على الإسلام والشهادة فأخبرني محمد بن الأسود قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحمد باختصار ورجاله ثقات . ص . 41
(6/40)
9858 - وعن عبد الله بن عمرو قال : جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم تبايعه على الإسلام فقال :
أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفتريه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/41)
9859 - وعن قطبة بن قتادة قال : بايعت النبي صلى الله عليه و سلم على ابنتي الحويصلة
رواه عبد الله بن أحمد وفيه راو لم يسم
(6/41)
9860 - وعن كرب بن عبد قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم من اليمن فبايعته وأسلمت على يده
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
(6/41)
9861 - وعن عائشة قالت : جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تبايع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ عليها : { أن لا يشركن ولا يزنين } الآية قالت : فوضعت يدها على رأسها حياء فأعجب رسول الله صلى الله عليه و سلم ما رأى منها فقالت عائشة : أقري أيتها المرأة فوالله ما بايعنا إلا على هذا قالت : فنعم إذا فبايعها بالآية
رواه أحمد إلا أنه قال : عن معمر عن الزهري أو غيره عن عروة . والبزار لم يشك ورجاله رجال الصحيح . ص . 42
(6/41)
9862 - وعن عائشة قالت : جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لتبايعه فنظر إلى يديها فقال :
اذهبي فغيري يديك
قال : فذهبت فغيرتهما بحناء ثم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني " . قالت : أوتزني الحرة ؟ قال : " لا تقتلن أولادكن خشية إملاق " . قالت : وهل تركت لنا أولادا نقتلهم ؟ قال : فبايعته ثم قالت له وعليها سواران من ذهب : ما تقول في هذين السوارين ؟ قال : " جمرتين من جمر جهنم "
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهن
(6/42)
9863 - وعن سلمى بنت قيس - وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه و سلم قد صلت معه القبلتين وكانت إحدى نساء بني عدي بن النجار - قالت : جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعته في نسوة من الأنصار فلما شرط علينا : أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال : " ولا تغششن أزوجكن " . قالت : فبايعناه ثم انصرفنا فقلت لامرأة منهن : ارجعي فسلي رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما غش أزواجنا ؟ قالت : فسألته قال : " تأخذ ماله فتحابي به غيره "
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات
(6/42)
9864 - وعن أم عطية قالت : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت ثم أرسل إليهن ص . 43
عمر بن الخطاب فقام على الباب فسلم عليهن فرددن السلام فقال : أنا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم إليكن فقلن : مرحبا برسول الله صلى الله عليه و سلم وبرسول رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : تبايعن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين في معروف قلن : نعم . فمد عمر يده من خارج الباب ومددن هن أيديهن من داخل ثم قال : اللهم اشهد وأمر أن يخرج في العيدين الحيض والعتق ونهينا عن اتباع الجنائز ولا جمعة علينا فسألته عن البهتان وعن قوله : ولا يعصينك في معروف قال : هي النياحة
قلت : رواه أبو داود باختصار كثير
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات
(6/42)
9865 - وعن عائشة بنت قدامة قالت : أنا مع أمي رائطة بنت سفيان الخزاعية والنبي صلى الله عليه و سلم يبايع النسوة ويقول :
أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين في معروف
قلن : نعم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " قلن : نعم فيما استطعتن "
فكنت أقول كما يقلن
رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال : " أبايعكن على أن لا تشركن " . وقال : " قلن : نعم فيما استطعنه " . قلن : نعم فيما استطعنا . وفيه عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم وهو ضعيف
(6/43)
9866 - وعن أم العلاء - وهي امرأة من نسائهم - قال يعقوب : أخبرته : بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم . ص . 44
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/43)
9867 - وعن عزة بنت خابل أنها أتت النبي صلى الله عليه و سلم فبايعها على أن لا تزنين ولا تسرقين ولا تئدين فتبدين أو تخفين قلت : أما الوأد المبدي فقد عرفته وأما الوأد الخفي فلم أسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يخبرني وقد وقع في نفسي أنه إفساد الولد فوالله لا أفسد لي ولدا أبدا
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه عن عطاء بن مسعود الكعبي عن أبيه عنها ولم أعرف مسعود وبقية رجاله ثقات
(6/44)
9868 - وعن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة أن أبا حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها هند يبايعان رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما اشترط عليهن قالت هند : أوتعلم في نساء قومك من هذه الهنة شيء ؟ فقال أبو حذيفة : بايعته فهكذا يشترط
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك ووثقه حجاج بن الشاعر
(6/44)
9869 - وعن أسماء بنت يزيد قالت : أنا من النسوة اللاتي أخذ عليهن رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : وكنت جارية ناهدا جريئة على مسألته فقلت : يا رسول الله ابسط يدك حتى أصافحك فقال :
إني لا أصافح النساء ولكن آخذ عليهن ما أخذ الله عليهن
فذكر الحديث
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو متروك
(6/44)
9870 - وعن عقيلة بنت عبيد بن الحارث قالت : جئت أنا وأمي قريرة بنت الحرث العتوارية في نساء من المهاجرات فبايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ضارب ص . 45
عليه قبة بالأبطح فأخذ علينا { أن لا نشرك بالله شيئا } الآية كلها فلما أقررنا وبسطنا أيدينا لنبايعه قال :
إني لا أمس أيدي النساء
فاستغفر لنا وكانت تلك بيعتنا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
(6/44)
9871 - وعن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصافح النساء من تحت الثوب
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عتاب بن حرب وهو ضعيف
(6/45)
9872 - وعن عروة بن مسعود الثقفي قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم عنده الماء فإذا بايع النساء غمسن أيديهن في الماء
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري وهو ضعيف
(6/45)
9873 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لما بايع النساء :
لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى
قالت امرأة : يا رسول الله أراك تشترط علينا أن لا نتبرج وأن فلانة قد أسعدتني وقد مات أخوها . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اذهبي فأسعديها ثم تعالي فبايعيني "
رواه الطبراني وفيه المسيب بن شريك وهو متروك
(6/45)
9874 - وعن أبي نصر قال : سئل ابن عباس كيف كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمتحن النساء ؟ قال : [ كان ] إذا أتته المرأة لتسلم أحلفها بالله ما خرجت لبغض ص . 46
زوجها وبالله ما خرجت لاكتساب دنيا وبالله ما خرجت من أرض إلى أرض وبالله ما خرجت إلا حبا لله ولرسوله
رواه الطبراني وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه غيرهما
(6/45)
7 - . باب بيعة من لم يحتلم
(6/46)
9875 - عن محمد بن علي بن الحسين أن النبي صلى الله عليه و سلم بايع الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وهم صغار ولم يبقلوا ولم يبلغوا ولم يبايع صغيرا إلا منا
رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات . وفي ترجمة عبد الله بي الزبير وغيره نحو هذا
(6/46)
8 - . باب ابتداء أمر الأنصار والبيعة على الحرب
(6/46)
9876 - عن عروة قال : لما حضر الموسم حج نفر من الأنصار من بني مازن بن النجار منهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة . ومن بني زريق : رافع بن مالك وذكوان بن عبد القيس . ومن بني عبد الأشهل : أبو الهيثم بن التيهان . ومن بني عمرو بن عوف : عويم بن ساعدة . وأتاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخبرهم خبرهم الذي اصطفاه الله به من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته وعرفوا ما ص . 47
كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير ثم قالوا له : قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء ونحن نحب ما أرشد الله به أمرك ونحن - لله ولك - مجتهدون وإنا نشير عليك بما ترى فامكث على اسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنخبرهم بشأنك وندعوهم إلى الله ورسوله فلعل الله يصلح بيننا ويجمع أمرنا فإنا اليوم متباعدون متباغضون فإن تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم يكن لنا جماعة عليك ونحن نواعدك الموسم من العام القابل . فرضي رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي قالوا فرجعوا إلى قومهم يدعوهم سرا وأخبروهم برسول الله صلى الله عليه و سلم والذي بعثه الله به ودعا عليه بالقرآن حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة
ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم : أن ابعث إلينا رجلا من قبلك يدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع . فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس [ سرا ] ويفشو الإسلام ويكثر أهله وهم في ذلك مستخفون بدعائهم ثم إن أسعد بن زرارة أقبل هو ومصعب بن عمير حتى أتيا بئر مري أو قريبا منها فجلسوا هنالك وبعثوا إلى رهط من أهل الأرض فأتوهم مستخفين فبينما مصعب بن عمير يحدثهم ويقص عليهم القرآن أخبر بهم سعد بن معاذ فأتاهم في لأمته ومعه الرمح حتى وقف عليه فقال : علام يأتينا في دورنا بهذا الوحيد الفريد الطريح الغريب يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم [ إليه ] لا أراكما بعد هذا بشيء من جوارنا . فرجعوا ثم إنهم عادوا الثانية ببئر مرى أو قريبا منها فأخبر بهم سعد بن معاذ الثانية فواعدهم بوعيد دون الوعيد الأول فلما رأى أسعد منه لينا قال : يا ابن خالة اسمع من قوله فإن سمعت منه منكرا فاردده يا هذا منه وإن سمعت خيرا فأجب الله فقال : ماذا يقول ؟ فقرأ عليهم مصعب بن عمير : { حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم ص . 48
تعقلون } فقال سعد : وما أسمع إلا ما أعرف فرجع وقد هداه الله تعالى ولم يظهر أمر الإسلام حتى رجع فرجع إلى قومه فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام وأظهر إسلامه وقال فيه : من شك من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى فليأتنا بأهدى منه نأخذ به فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد ودعائه إلا من لا يذكر فكانت أول دور من دور الأنصار أسلمت بأسرها
ثم إن بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد بن معاذ فلم يزل يدعو ويهدي [ الله ] على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم فكان المسلمون أعز أهلها وصلح أمرهم ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يدعى : المقرئ
رواه الطبراني مرسلا فيه ابن لهيعة وفيه ضعف وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات
(6/46)
9877 - وعن ابن إسحاق قال : لما أراد الله عز و جل إظهار دينه وإعزاز نبيه صلى الله عليه و سلم وإنجاز وعده خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار وهم فيما يزعمون ستة فيهم جابر بن عبد الله بن رئاب
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/48)
9878 - وعن كعب بن مالك قال : لما قدم اثنا عشر رجلا من العقبة وقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يوافوه سبعون رجلا [ العام المقبل سنة يمشي أحدنا إلى صاحبه بالسمع والرمل والمطعم حتى وافاه منا سبعون رجلا ] . ص . 49
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وثقه حجاج بن الشاعر وضعفه الجمهور
(6/48)
9879 - وعن عمر بن الخطاب قال : قام رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرض نفسه على قبائل العرب قبيلة قبيلة في الموسم ما يجد أحدا يجيبه حتى جاء الله بهذا الحي من الأنصار لما أسعدهم الله وساق لهم من الكرامة فآووا ونصروا فجزاهم الله عن نبيهم خيرا والله ما وفينا لهم كما عاهدناهم عليه إنا كنا قلنا لهم : نحن الأمراء وأنتم الوزراء ولئن بقيت إلى رأس الحول لا يبقى لي غلام إلا أنصاري
رواه البزار وحسن إسناده وفيه ابن شبيب وهو ضعيف
(6/49)
9880 - وعن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرض نفسه في كل سنة على قبائل من العرب أن يؤووه إلى قومهم حتى يبلغ كلام الله ورسالاته ولهم الجنة فليست قبيلة من العرب تستجيب له حتى أراد الله إظهار دينه ونصر نبيه وإنجاز ما وعده ساقه الله إلى هذا الحي من الأنصار فاستجابوا له وجعل الله لنبيه صلى الله عليه و سلم دار هجرة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عمر العمري وثقه أحمد وجماعة وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات
(6/49)
9881 - وعن كعب بن مالك - وكان ممن شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه و سلم - قال : خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا فقهنا معنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا فلما توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة قال البراء لنا : يا هؤلاء إني قد رأيت [ والله ] رأيا وإني والله ما أدري توافقوني عليه أم لا ؟ ص . 50
قلنا له : وما ذاك ؟ قال : إني قد رأيت أن لا أدع هذه البنية حتى تظهر - يعني الكعبة - وأن أصلي إليها قال : فقلنا : والله ما بلغنا أن نبينا صلى الله عليه و سلم يصلي إلا إلى الشام وما نريد أن نخالفه قال : فقلنا : لكنا لا نفعل
قال : وكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة قال [ أخي ] : و [ قد ] كنا قد عتبنا عليه [ ما صنع ] وأبى إلا الإقامة عليه فلما قدم مكة قال : [ يا ] ابن أخي انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي [ فيه ]
قال : فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم [ وكنا لا نعرفه لم نره قبل ذلك فلقينا رجل من أهل مكة فسألناه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ] فقال : هل تعرفانه ؟ قلنا : لا . قال : فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه ؟ قلنا : نعم . قال : وقد كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرا قال : فادخلا المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس . قال : فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله صلى الله عليه و سلم [ معه ] جالس فسلمنا ثم جلسنا إليه فقال النبي صلى الله عليه و سلم للعباس : " هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل ؟ " . قال : نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك . قال : فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الشاعر ؟ " . قال : نعم . قال : فقال البراء بن معرور : يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا وقد هداني الله للإسلام فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك [ شيء ] فما ترى يا رسول الله ؟ قال : " لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها " . قال : فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى معنا ص . 51
إلى الشام قال : وأهله يصلون إلى الكعبة حتى مات وليس كذلك [ كما قالوا ] نحن أعلم به منهم
قال : وخرجنا إلى الحج فواعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم العقبة في أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي وعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من سادتنا وكنا نكتم من [ قومنا من ] المشركين أمرنا فكلمناه فقلنا له : يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك [ عما أنت فيه ] أن تكون حطبا للنار غدا ثم دعوته إلى الإسلام وأخبرته بميعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا
قال : فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رجالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم نتسلل مستخفين تسلل القطا حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلا معهم امرأتان من نسائهم : نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار وأسماء ابنة عمرو بن عدي بن ثابت إحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع . فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جاءنا ومعه [ يومئذ ] عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه يتوثق له فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول من تكلم فقال : يا معشر الخزرج - وكانت العرب مما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج أوسها وخزرجها - إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على [ مثل ] رأينا فيه وهو في عز من قومه ومنعة في بلده . قال : فقلنا : قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لربك ولنفسك ما أحببت
فتكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلا ودعا إلى الله عز و جل ورغب في الإسلام قال : ص . 52
أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم
قال : فأخذ البراء بن معرور بيده [ ثم ] قال : نعم والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحروب [ وأهل الحلقة ] ورثناها كابرا عن كابر
قال : فاعترض القول - والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم - أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل فقال : يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها - وهي العهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك وأظهرك الله عز و جل أن ترجع [ إلى قومك ] وتدعنا ؟ قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
بل الدم الدم والهدم الهدم أنتم مني وأنا منكم أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أخرجوا إلي [ منكم ] اثني عشر نقيبا منكم يكونون على قومهم
فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس
وأما معبد بن كعب [ فحدثني في ] حديثه عن أخيه عن أبيه كعب بن مالك قال : كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه و سلم البراء بن معرور ثم تبايع القوم فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صرخ الشيطان [ من رأس العقبة ] بأنفذ صوت سمعته : يا أهل الجباجب - والجباجب : المنازل - هل لكم في مذمم والصباة ص . 53
معه قد أجمعوا على حربكم ؟ قال [ علي - يعني ابن إسحاق - ] : ما يقول [ عدو الله ] محمد ؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هذا أزب العقبة هذا ابن أزيب اسمع أي عدو الله أما والله لأفرغن لك " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ارفعوا إلي رحالكم " . قال : فقال [ له ] العباس بن عبادة بن نضلة : والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منى [ غدا ] بأسيافنا . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لم أؤمر بذلك "
قال : فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا فلما أصبحنا عدت علينا جلة قريش حتى جاءونا [ في منازلنا ] فقالوا : يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أيدينا وتبايعونه على حربنا والله إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن ينشب الحرب بيننا وبينهم منكم . قال : فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا من شيء وما علمناه و [ قد ] صدقوا لم يعلموا ما كان منا
قال : فبعضنا ينظر إلى بعض
قال : وقام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة وعليه نعلان جديدان قال : فقلت كلمة كأني [ أريد أن ] أشرك القوم بها فيما قالوا ما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيد من ساداتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش ؟ قال : فسمعها الحارث فخلعهما ثم رمى بهما إلي قال : والله لتنتعلنهما قال : يقول أبو جابر : أحفظت والله الفتى اردد عليه نعليه قال : فقلت : والله لا أردهما قال : والله صالح لئن صدق الفأل لأسلبنه
فهذا حديث ابن مالك عن العقبة وما حضر منها . ص . 54
رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع
وقال الطبراني في حديثه : فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فلقينا رجل بالأبطح فقلنا له : تدلنا على محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ؟ قال : فهل تعرفانه إذا رأيتماه ؟
وقال أيضا : وتكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم وتلا القرآن ورغب في الإسلام فأجبناه بالإيمان به والتصديق له . وقال أيضا : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أخرجوا منكم اثني عشر نقيبا
فأخرجهم فكان نقيب بني النجار : أسعد بن زرارة . وكان نقيب بني سلمة : البراء بن معرور وعبد الله بن عمرو بن حرام . وكان نقيب بني ساعدة : سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو . وكان نقيب بني زريق : رافع بن مالك بن العجلان . وكان نقيب بني الحارث بن الخزرج : عبد الله بن رواحة وسعد بن الربيع . وكان نقيب بني عوف بن الخزرج : عبادة بن الصامت . ونقيب بني عبد الأشهل : أسيد بن حضير وأبو الهيثم بن التيهان . وكان نقيب بني عمرو بن عوف : سعد بن خيثمة
(6/49)
9882 - وعن جابر قال : مكث رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي الموسم بمنى يقول : " من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله ص . 55
الجنة ؟ " . حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مصر كذا قال : قال : فيأتيه قومه فيقولون : احذر غلام قريش لا يفتنك وهو يمشي بين رحالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهذ من المسلمين يظهرون الإسلام ثم ائتمروا جميعا فقلنا : حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه و سلم يطرد في جبال مكة ويخاف ؟ فرحل إليه سبعون رجلا منا حتى قدموا عليه في الموسم فواعدنا شعب العقبة فاجتمعوا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا فقلنا : يا رسول الله على ما نبايعك ؟ قال :
تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل [ والنفقة في العسر واليسر ] وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن تقولوا لله لا تخافوا في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة
قال : فقمنا إليه فبايعناه وأخذ بيده أسهد بن زرارة وهو أصغرهم فقال : رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف أما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله وأما أنتم [ قوم ] تخافون من أنفسكم خبيئة فتبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله قالوا : أمط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا ولا نسلبها أبدا [ قال : فقمنا إليه ] فبايعناه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة . ص . 56
قلت : روى أصحاب السنن منه طرفا
رواه أحمد والبزار وقال في حديثه : فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها . ورجال أحمد رجال الصحيح
(6/54)
9883 - وفي رواية عند أحمد : وقال : تخافون من أنفسكم خيفة
(6/56)
9884 - وفي رواية عنده أيضا : حتى إن الرجل ليرحل من مضر من اليمن
(6/56)
9885 - وعن عروة قال : كان أول من بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو الهيثم بن التيهان وقال : يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالا - والحبال : الحلف والمواثيق - فلعلنا نقطعها ثم نرجع إلى قومك وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس ؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم من قوله وقال :
الدم الدم الهدم الهدم
فلما رضي أبو الهيثم بما رجع إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من قوله أقبل على قومه فقال : يا قوم هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم أشهد أنه لصادق وأنه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهري قومه وعشيرته فاعلموا أنكم إن تخرجوه برتكم العرب عن قوس واحدة فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الأموال والأولاد فادعوه إلى أرضكم فإنه رسول الله صلى الله عليه و سلم حقا وإن خفتم خذلانا فمن الآن فقالوا عند ذلك : قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطانا وقد أعطيناك من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله فخل بيننا يا أبا الهيثم وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم فلنبايعه فقال أبو الهيثم : أنا أول من بايع ثم كلهم وصرخ الشيطان من رأس الجبل فقال : يا معشر قريش ص . 57
هذه الخزرج والأوس تبايع محمدا على قتالكم ففزعوا عند ذلك وراعهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا يرعكم هذا الصوت فانه عدو الله إبليس ليس يسمعه أحد ممن تخافون
وقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فصرخ بالشيطان : " يا ابن أزب هذا عملك فسأفرغ لك "
رواه الطبراني هكذا مرسلا وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
(6/56)
9886 - وعن أبي مسعود قال : وعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في أصل العقبة يوم الأضحى ونحن سبعون رجلا قال عقبة : إني أصغرهم سنا فأتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
أوجزوا في الخطبة فإني أخاف عليكم كفار قريش
فقلنا : يا رسول الله سلنا لربك وسلنا لنفسك وسلنا لأصحابك وأخبرنا مالنا من الثواب على الله تبارك وتعالى وعليك ؟ قال : " أما الذي أسأل لربي أن تؤمنوا به ولا تشركوا به شيئا . وأما الذي أسأل لنفسي : أسألكم أن تطيعوني أهدكم سبيل الرشاد . وأسألكم لي ولأصحابي : أن تواسونا في ذات أيديكم وأن تمنعونا مما منعتم منه أنفسكم . فإذا فعلتم ذلك فلكم على الله الجنة وعلي " . قال : فمددنا أيدينا فبايعناه
رواه الطبراني وفيه مجالد بن سعيد وحديثه حسن وفيه ضعف
ورواه أحمد بنحو حديث مرسل يأتي وفيه مجالد أيضا ولم يسق لفظه وذكره بعد هذا وهو . ص . 58
(6/57)
9887 - وعن الشعبي قال : انطلق النبي صلى الله عليه و سلم مع عمه العباس إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة قال :
ليتكلم متكلمكم ولا يطل فإن عليكم من المشركين عينا وإن يعلموا بكم يفضحوكم
قال قائلهم وهو أبو أمامة : سل يا محمد لربك ما شئت ثم سل لنفسك ولأصحابك ما شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله عز و جل وعليكم إذا فعلنا ذلك ؟ قال :
أسأل لربي عز و جل أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم
قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال : " لكم الجنة " . قالوا : فلك ذلك
رواه أحمد هكذا مرسلا ورجاله رجال الصحيح وقد ذكر الإمام أحمد بعده سندا إلى الشعبي عن أبي مسعود عقبة بن عمرو وقال بنحو هذا قال : وكان أبو مسعود أصغرهم سنا وفيه مجالد وفيه ضعف وحديثه حسن إن شاء الله
(6/58)
9888 - وعن الشعبي قال : ما سمع الشيب ولا الشبان خطبة مثلها
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/58)
9889 - وعن أبي الزبير قال : سمعت جابرا عن العقبة قال : شهدها سبعون فواثقهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وعباس بن عبد المطلب أخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أخذت وأعطيت
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . ص . 59
(6/58)
9890 - وعن جابر بن عبد الله قال : لما لقي النبي صلى الله عليه و سلم النقباء من الأنصار قال لهم :
تؤووني وتمنعوني
قالوا : فما لنا ؟ قال : " لكم الجنة "
رواه أبو يعلى والبزار بنحوه ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
(6/59)
9891 - وعن أنس أن ثابت بن قيس خطب مقدم النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إنا نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا فما لنا يا رسول الله ؟ قال : " لكم الجنة " . قالوا : رضينا
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(6/59)
9892 - وعن جابر بن عبد الله قال : حملني خالي جد بن قيس في السبعين راكبا الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم من قبل الأنصار ليلة العقبة فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب فقال :
يا عم خذ على أخوالك
فقال له السبعون : يا محمد سل لربك ولنفسك وما شئت . فقال : " أما الذي أسألكم لربي فتعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم "
قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال : " الجنة "
رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات
(6/59)
9893 - وعن جابر بن عبد الله قال : ص . 60
كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة العقبة قال جابر : وأخرجني خالاي وأنا لا أستطيع أن أرمي بحجر
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/59)
9894 - وعن عروة قال : عباس والله أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أتاه السبعون من الأنصار العقبة فأخذ لرسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم وشرط عليهم وذلك في غرة الإسلام وأوله قبل أن يعبد الله أحد علانية
رواه أبو يعلى في أثناء حديث اللدود الذي روته عائشة وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف
(6/60)
9895 - وعن عبادة بن الصامت أن أسعد بن زرارة قال : يا أيها الناس هل تدرون على ما تبايعون محمدا صلى الله عليه و سلم ؟ إنكم تبايعونه أن تحاربوا العرب والعجم والجن والإنس فقالوا : نحن حرب لمن حارب وسلم لمن سالم قالوا : يا رسول الله اشترط قال :
تبايعوني على أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة والسمع والطاعة وأن لا تنازعوا الأمر أهله وأن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم
قلت : في الصحيح طرف منه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن زيد وهو ضعيف وقد وثق
(6/60)
9896 - وعن حسين بن علي قال : جاءت الأنصار تبايع رسول الله صلى الله عليه و سلم على العقبة فقال :
يا علي قم يا علي فبايعهم
ص . 61
فقال : على م أبايعهم يا رسول الله ؟ قال : " على أن يطاع الله ولا يعصى وعلى أن تمنعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأهل بيته وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم "
رواه الطبراني في الأوسط من طريق عبد الله بن مروان وهو ضعيف وقد وثق
(6/60)
9 - . باب قوله : بعثت بين يدي الساعة بالسيف
(6/61)
9897 - عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري
رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن ثابت وثقه ابن المديني وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات
(6/61)
10 - . باب فيمن شهد العقبة
(6/61)
9898 - عن ابن شهاب في تسمية من حضر العقبة : من الأنصار ثم من بني النجار : أوس بن ثابت وأوس بن يزيد بن أصرم وأبو أمامة أسعد بن زرارة . ومن الأنصار ثم من بني سلمة : البراء بن معرور وهو أول من أوصى بثلث ماله واستقبل الكعبة وهو ببلاده وكان نقيبا . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : بشير بن سعد بن النعمان . ومن الأنصار : جابر بن عبد الله بن عمرو وجبار بن صخر . ومن الأنصار ثم من بني زريق : الحارث بن قيس بن مالك وقد شهد بدرا وذكوان بن عبد القيس بن خلدة ورافع بن مالك وقد شهد بدرا . ص . 62
[ ومن الأنصار ثم من بني الحبلي : رفاعة بن عمرو ] . ومن الأنصار ثم من بني ساعدة بن كعب : سعد بن عبادة وهو نقيب . ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف : سعد بن خيثمة وهو نقيب . ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل : سلمة بن سلامة بن وقش . ومن الأنصار ثم من بني سلمة : كعب بن مالك . ومن الأنصار ثم من بني حارثة بن الحارث : ظهير بن رافع . ومن الأنصار ثم من بني حارثة : أبو بردة بن نيار
وإسنادها إلى ابن شهاب واحد ورجاله ثقات . رواها كلها الطبراني
(6/61)
9899 - وعن عروة في تسمية أصحاب العقبة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعقبة : من الأنصار ثم من بني سلمة بن يزيد بن جشم : البراء بن معرور بن صخر بن خنساء وهو نقيب وهو أول من أوصى بثلث ماله فأجازه رسول الله صلى الله عليه و سلم . ومن الأنصار ثم من بني حارثة بن الحارث : بهير بن الهيثم . ومن الأنصار : ثابت بن أجدع . ومن الأنصار : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة . ومن الأنصار ثم من بني زريق : الحارث بن قيس بن مخلد وقد شهد بدرا . ومن الأنصار ثم من بني بياضة : زيد بن لبيد . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : سعد بن الربيع بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج . ومن الأنصار ثم من بني النجار : سهل بن عتيك . ص . 63
ومن الأنصار ثن من بني حارثة بن الحارث : ظهير بن رافع . ومن الأنصار من بني مازن بن النجار : عمرو بن غزية بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن غنم بن مازن بن بعكك بن الحارث بن عميلة بن السباق بن عبد الدار . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير بن عسيرة ويكنى أبا مسعود . ومن الأنصار ثم من بني سلمة : كعب بن مالك بن أبي القين بن كعب بن سوادة
رواه كله الطبراني عن عروة بسند واحد وفي إسناد عروة ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه في حد الحسن
(6/62)
9900 - وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن أسعد بن زرارة كان أحد النقباء ليلة العقبة
رواه الطبراني وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف
(6/63)
9901 - وعن كعب بن مالك قال : خرجنا في الحجة التي بايعنا فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم [ بالعقبة ] وكان نقيب بني زريق رافع بن مالك بن العجلان . وكان نقيب بني ساعدة سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو
رواهما الطبراني وإسنادهما واحد ورجالهما ثقات
(6/63)
11 - . باب الهجرة إلى المدينة
(6/63)
9902 - عن عروة قال : ومكث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد الحج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر ثم إن مشركي قريش أجمعوا أمرهم ومكرهم حين ظنوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خارج وعلموا أن الله قد جعل له بالمدينة مأوى ومنعة وبلغهم إسلام ص . 64
الأنصار ومن خرج إليهم من المهاجرين فأجمعوا أمرهم على أن يأخذوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فإما أن يقتلوه وإما أن يسجنوه أو يسحبوه - شك عمرو بن خالد - وإما أن يخرجوه وإما أن يوثقوه فأخبره الله عز و جل بمكرهم فقال تعالى : { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } وبلغه ذلك اليوم الذي أتى فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم دار أبي بكر أنهم مبيتوه إذا أمسى على فراشه وخرج من تحت الليل هو وأبو بكر قبل الغار بثور وهو الغار الذي ذكره الله عز و جل في القرآن وعمد علي بن أبي طالب فرقد على فراشه يواري عنه العيون وبات المشركون من قريش يختلفون ويأتمرون أيهم يجثم على صاحب الفراش فيوثقه ؟ فكان ذلك حديثهم حتى أصبحوا فإذا علي يقوم عن الفراش فسألوه عن النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرهم أنه لا علم له به فعلموا عند ذلك أنه خرج فركبوا في كل وجه يطلبونه وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم ويجعلون لهم الجعل العظيم وأتوا على ثور الذي فيه الغار الذي فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر حتى طلعوا فوقه وسمع النبي صلى الله عليه و سلم أصواتهم فأشفق أبو بكر عند ذلك وأقبل على الهم والخوف
فعند ذلك قال له النبي صلى الله عليه و سلم : { لا تحزن إن الله معنا } " . ودعا فنزلت عليه سكينة من الله عز و جل : { فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم } وكانت لأبي بكر منحة تروح عليه وعلى أهله بمكة فأرسل أبو بكر عامر بن فهيرة مولى أبي بكر أمينا مؤتمنا حسن الإسلام فاستأجر رجلا من بني عبد بن عدي يقال له : ابن الأريقط كان حليفا لقريش في بني سهم من بني العاص بن وائل وذلك يومئذ العدوي مشرك وهو هادي بالطريق فخبا بأظهرنا تلك الليالي وكان ص . 65
يأتيهما عبد الله بن أبي بكر حين يمسي بكل خبر يكون في مكة ويريح عليهما عامر بن فهيرة الغنم في كل ليلة فيحلبان ويذبحان ثم يسرح بكرة فيصبح في رعيان الناس ولا يفطن له حتى إذا هدأت عنهم الأصوات وأتاهما أن قد سكت عنهما جاءا صاحبهما ببعيريهما وقد مكثا في الغار يومين وليلتين ثم انطلقا وانطلقا معهما بعامر بن فهيرة يحديهما ويخدمهما ويعينهما يردفه أبو بكر ويعقبه على راحلته ليس معه أحد من الناس غير عامر بن فهيرة وغير أخي بني عدي يهديهم الطريق
رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وحديثه حسن
(6/63)
9903 - وعن مارية قالت : طأطأت لرسول الله صلى الله عليه و سلم حتى صعد حائطا ليلة فر من المشركين
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(6/65)
9904 - وعن أبي مصعب المكي قال : أدركت زيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة وأنس بن مالك يحدثون أن النبي صلى الله عليه و سلم لما كان ليلة بات في الغار أمر الله تبارك وتعالى شجرة فنبتت في وجه الغار فسترت وجه النبي صلى الله عليه و سلم . وأمر الله تبارك وتعالى العنكبوت فنسجت على وجه الغار . وأمر الله تبارك وتعالى حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار . وأتى المشركون من كل فج حتى كانوا من النبي صلى الله عليه و سلم على قدر أربعين ذراعا ص . 66
معهم قسيهم وعصيهم وتقدم رجل منهم فنظر فرأى الحمامتين فرجع فقال لأصحابه : ليس في الغار شيء رأيت حمامتين على فم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمع النبي صلى الله عليه و سلم قوله فعلم أن الله تبارك وتعالى قد درأ بهما عنه فسمت عليهما وفرض جزاءهما واتخذ في حرم الله تبارك وتعالى فرخين أحسبه قال : فأصل كل حمام في الحرم من فراخهما
رواه البزار والطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
(6/65)
9905 - وعن أسماء بنت أبي بكر قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم يأتينا بمكة كل يوم مرتين فلما كان يوم من ذلك جاءنا في الظهيرة فقالت : يا أبت هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فبأبي وأمي ما جاء به هذه الساعة إلا أمر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
هل شعرت أن الله قد أذن لي في الخروج ؟
فقال أبو بكر : فالصحابة يا رسول الله قال : " الصحابة " . قال : إن عندي راحلتين قد علفتهما منذ كذا وكذا انتظارا لهذا اليوم فخذ إحداهما فقال : " بثمنها يا أبا بكر " . فقال : بثمنها بأبي وأمي إن شئت قالت : فهيأنا لهم سفرة ثم قطعت نطاقها فربطتها ببعضه فخرجا فمكثا في الغار في جبل ثور فلما انتهيا إليه دخل أبو بكر الغار قبله فلم يترك فيه حجرا إلا أدخل فيه إصبعه مخافة أن يكون فيه هامة وخرجت قريش حين فقدوهما في بغائهما وجعلوا في النبي صلى الله عليه و سلم مائة ناقة وخرجوا يطوفون في جبال مكة حتى انتهوا إلى الجبل الذي هما فيه فقال أبو بكر لرجل [ يراه ] مواجه الغار : يا رسول الله إنه ليرانا فقال : " كلا إن ملائكة تسترنا بأجنحتها " . فجلس ذلك الرجل فبال مواجه الغار ص . 67
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو كان يرانا ما فعل هذا " . فمكثا ثلاث ليال يروح عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر غنما لأبي بكر ويدلج من عندهما فيصبح مع الرعاة في مراعيها ويروح معهم ويبطئ في المشي حتى إذا أظلم الليل انصرف بغنمه إليهما فتظن الرعاة أنه معهم وعبد الله بن أبي بكر يظل بمكة يتطلب الأخبار ثم يأتيهما إذا أظلم الليل فيخبرهما ثم يدلج من عندهما فيصبح بمكة يتطلب الأخبار ثم يأتيهما إذا أظلم الليل فيخبرهما ثم يدلج من عندهما فيصبح بمكة كبائت ثم خرجا من الغار فأخذا على الساحل فجعل أبو بكر يسير أمامه فإذا خشي أن يؤتى من خلفه سار خلفه فلم يزل كذلك مسيره وكان أبو بكر رجلا معروفا في الناس فإذا لقيه لاق فيقول لأبي بكر : من هذا معك ؟ فيقول : هاد يهديني يريد الهداية في الدين ويحسب الآخر دليلا حتى إذا كان بأبيات قديد وكان على طريقهما [ على الساحل ] جاء إنسان إلى [ مجلس ] بني مدلج فقال : قد رأيت راكبين نحو الساحل فإني لأجدهما لصاحب قريش الذي تبغون فقال سراقة بن مالك : ذانك راكبين ممن بعثنا في طلبه القوم ثم دعا جاريته فسارها فأمرها أن تخرج [ بفرسه وتحط رمحه ولا تنصبه حتى يأتيه في قراره بموضع كذا وكذا ثم يجيئها فركب ] فرسه ثم خرج في آثارهما قال سراقة : فدنوت منهما حتى إني لأسمع قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ركضت الفرس فوقعت بمنخريها فأخرجت قداحي من كنانتي فضربت بها أضره أم لا تضره ؟ فخرج لا تضره فأبت نفسي حتى إذا كنت منه بمثل ذلك الموضع خشية أن يصيبني مثل ما أصابني ناديته فقلت : إني أرى سيكون لك شأن فقف أكلمك . فوقف النبي صلى الله عليه و سلم فسأله أن يكتب له أمانا فأمر أن يكتب له قال سراقة : فلما كان يوم حنين وأخرجته وناديت : أنا سراقة فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يوم وفاء " . قال سراقة : فما شبهت ساقه في غرزه إلى بجمار . فذكرت ص . 68
شيئا أسأله عنه فقلت : يا رسول الله إني رجل ذا نعم وإن الحياض تملأ من الماء فنشرب فيفضل من الماء في الحياض فيرد الهمل فهل لي في ذلك من أجر ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
نعم في كل كبد حرى أجر
قلت : روى أبو داود طرفا من آخره عن سراقة
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/66)
9906 - وعن أبي بكر الصديق قال : جاء رجل من المشركين حتى استقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم بعورته يبول قلت : يا رسول الله أليس الرجل يرانا ؟ قال : " لو رآنا لم يستقبلنا بعورته " . يعني وهو بالغار
رواه أبو يعلى وفيه موسى بن مطير وهو متروك
(6/68)
9907 - وعن جابر قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر مهاجرين فدخلا في الغار جحر فألقمه أبو بكر عقبه حتى أصبح مخافة أن يخرج على رسول الله صلى الله عليه و سلم منه شيء فأقاما في الغار ثلاث ليال ثم خرجا حتى نزلا بخيمات أم معبد فأرسلت إليه أم معبد إني أرى وجوها حسانا وإن الحي أقوى على كرامتكم مني فلما أمسوا عندها بعثت مع ابن لها صغير بشفرة وشاة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اردد الشفرة وهات لي فرقا
- يعني القدح - فأرسلت إليه أن لا لبن فيها ولا ص . 69
ولد قال : " هات لي فرقا " . فجاءته بفرق فضرب ظهرها فاجترت ودرت فحلب فملأ القدح فشرب وسقى أبا بكر فبعث به إلى أم معبد
رواه البزار وفيه من لم أعرفه
(6/68)
9908 - وعن أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي قال : مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أبو بكر بحذوات بين الجحفة وهرشى وهما على جمل واحد وهما متوجهان إلى المدينة فحملهما على فحل إبله ابن الرداء فبعث معهما غلاما له يقال له : مسعود فقال : اسلك بهما حيث تعلم من محازم الطريق ولا تفارقهما حتى يقضيا حاجتهما منك ومن جملك فسلك بهما ثنية الزمحا ثم سلك بهما ثنية الكوية ثم سلك بهما المرة ثم أقبل بهما من شعبة ذات كشط ثم سلك بهما المدلجة ثم سلك بهما الغسانة ثم سلك ثنية المرة ثم أدخلهما المدينة وقد قضيا حاجتهما منه ومن حمله ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم مسعودا إلى سيده أوس بن عبد الله وكان مغفلا لا يسم الإبل فأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأمر أوسا أن يسمها في أعناقها قيد الفرس
قال صخر بن مالك : وهو والله يسمها اليوم وقيد الفرس فيما أرى [ حلق ] حلقتين ومد بينهما مدا
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
(6/69)
9909 - وعن بريدة الأسلمي قال : لما أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم في مهاجره لقي ركبا فقال : ص . 70
يا أبا بكر سل القوم ممن هم ؟
قالوا : من أسلم . قال : " سلمت يا أبا بكر سلهم من أي أسلم ؟ " . قالوا : من بني سهم قال : " ارم سهمك يا أبا بكر "
رواه البزار وفيه عبد العزيز بن عمران الزهري وهو متروك
(6/69)
9910 - وعن حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن الأريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء القبة وتسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال : " ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ " . قالت : خلفها الجهد عن الغنم قال : " فهل بها من لبن ؟ " . قالت : هي أجهد من ذلك قال : " أتأذنين أن أحلبها ؟ " . قالت : بأبي أنت وأمي نعم إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فمسح بيده ضرعها وسمى الله عز و جل ودعا الله في شأنها فتفاجت عليه ودرت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها [ حتى رويت ] وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم صلى الله عليه و سلم ثم أراضوا ثم حلب فيها ثانيا بعد ص . 71
مدى حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا عنها فقلما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال : من أين هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوبة في البيت ؟ قالت : لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال : صفيه لي يا أم معبد . قالت : رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة ( ثجل : ضخم البطن ) ولم تزر به صعلة ( الصعل : صغر الرأس ) وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صهل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثافة أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهى من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب حلو المنطق [ فصل ] لا هذر ولا نزر كأن منطقة خرزات نظم ينحدرون ربع لا ييأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنظر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا أمره محفود محسود لا عابس ولا مفند
قال أبو معبد : هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا وأصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول :
جزى الله رب الناس بخيره خير جزائه . . . رفيقين قلا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به . . . لقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيا لقصي ما زوى الله عنكم . . . به من فعال لا تجارى وسؤدد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم . . . ومقعدها للمؤمنين بمرصد ص . 72
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها . . . فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت . . . عليه صريحا ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها لحالب . . . يرددها في مصدر ثم مورد
فلما أن سمع حسان بن ثابت بذلك شب يجيب الهاتف وهو يقول
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم . . . وقدس من كسرى إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فضلت عقولهم . . . وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم . . . وأرشدهم من يبتغي الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا . . . عمايتهم هاد به كل مهتد
وقد نزلت منه على أهل يثرب . . . ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله . . . ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غالب . . . فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده . . . بصحبته من يسعد الله يسعد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم . . . ومقعدها للمؤمنين بمرصد
وقال لنا مجاهد عن مكرم : في أشفاره وطف وهو الطول
وقال لنا مكرم : لا يأس من طول والصواب لا يتشنى من طول
وقال لنا عن مكرم : لا عايس ولا مفند يعني لا عابس ولا مكذب
رواه الطبراني وفي إسناده جماعة لم أعرفهم
وقد ورد حديث أم معبد من طريق سليط ذكرته في علامات النبوة في صفته صلى الله عليه و سلم
(6/70)
9911 - وعن قيس بن النعمان قال : ص . 73
لما انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر مستخفيان نزلا بأبي معبد فقال : والله ما لنا شاة وإن شاءنا لحوامل فما بقي لنا لبن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم - أحسبه - : " فما تلك الشاة ؟ " . فأتى بها فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبركة عليها ثم حلب عسا فسقاه ثم شربوا فقال : أنت الذي تزعم قريش أنك صابئ ؟ قال : " إنهم يقولون " . قال : أشهد أن ما جئت به حق ثم قال : أتبعك ؟ قال : " لا حتى تسمع أنا قد ظهرنا " . فاتبعه بعد
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(6/72)
9912 - وعن فائد مولى عبادل قال : خرجت مع إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة فأرسل إبراهيم بن عبد الرحمن إلى ابن سعد حتى إذا كنا بالعرج أتانا ابن سعد وسعد الذي دل رسول الله صلى الله عليه و سلم على طريق ركوبه فقال إبراهيم : أخبرني ما حدثك أبوك قال ابن سعد : حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاهم ومعه أبو بكر وكانت لأبي بكر عندنا بنت مسترضعة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أراد الاختصار في الطريق إلى المدينة فقال له سعد : هذا الغائر من ركوبه وبه لصان من أسلم يقال لهما : المهانان فإن شئت أخذنا عليهما فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " خذ بنا عليهما " . قال سعد : فخرجنا حتى إذا أشرفنا إذا أحدهما يقول لصاحبه : هذا اليماني فدعاهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فعرض عليهما الإسلام فأسلما ثم سألهما عن أسمائهما فقالا : نحن المهانان قال : " بل أنتما المكرمان " . وأمرهما أن يقدما عليه المدينة فخرجنا حتى إذا أتينا ظاهر قباء فتلقى بنو عمرو بن عوف فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أين أبو أمامة أسعد بن زرارة ؟ " . فقال سعد بن خيثمة : إنه قد أصاب قبلي يا رسول الله أفلا أخبره بك ؟ ثم مضى حتى إذا طلع على النخل فإذا الشرب مملوء فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم إلى أبي بكر فقال : ص . 74
يا أبا بكر هذا المنزل رأيتني أنزل إلى حياض كحياض بني مدلج
رواه عبد الله بن أحمد . وابن سعد اسمه عبد الله ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(6/73)
9913 - وعن أسماء بنت أبي بكر قالت : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر معه ماله كله خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم فانطلق بها معه قالت : فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال : والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه قالت : قلت : كلا يا أبت قد ترك لنا خيرا كثيرا قالت : فأخذت أحجارا فجعلتها في كوة في البيت كان أبي يجعل فيها ماله ثم جعلت عليها ثوبا ثم أخذت بيده فقلت : ضع يا أبت يدك على هذا المال قالت : فوضع يده عليه فقال : لا بأس إن كان ترك لكم هذا لقد أحسن وفي هذا لكم بلاغ قالت : ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع
(6/74)
9914 - وعن أنس بن مالك قال : لما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يركب وأبو بكر ردفه وأبو بكر يعرف في الطريق لاختلافه بالشام فكان يمر بالقوم فيقولون : من هذا بين يديك ؟ فيقول : هذا يهديني فلما دنا من المدينة بعث إلى القوم الذين أسلموا من الأنصار إلى أبي أمامة وأصحابه فخرجوا إليهما فقالوا : ادخلا آمنين مطاعين فدخلا - فذكر الحديث -
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . ص . 75
(6/74)
9915 - وعن صهيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أرأيت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة فإما أن تكون هجر وإما أن تكون يثرب
قال : وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة وخرج معه أبو بكر وكنت قد هممت أن أخرج معه وصدني فتيان من قريش فجعلت ليلتي تلك أقوم ولا أقعد فقالوا : قد شغله الله عنكم ببطنه ولم أكن شاكيا فناموا فخرجت فلحقني منهم ناس بعد ما سرت يريدون ردي فقلت لهم : هل لكم أن أعطيكم أواق من ذهب وحلة سيراء بمكة وتخلون سبيلي وتوثقون [ لي ] ففعلوا فتبعتهم إلى مكة فقلت : احفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها الأواق واذهبوا إلى فلانة بآية كذا وكذا فخذوا الحلتين وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم [ قباء ] قبل أن يتحول منها فلما رآني قال : " يا أبا يحيى ربح البيع " ثلاثا . فقلت : يا رسول الله ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
قلت : ولصهيب حديث آخر سهوت عنه يأتي في آخر هذا الباب
(6/75)
9916 - وعن البراء قال : كان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخي بني عبد الدار بن قصي فقلت له : ما فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : هو مكانه وأصحابه على أثري
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . ص . 76
(6/75)
9917 - وعن عمر بن الخطاب قال : كنا قد استبطأنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في القدوم علينا وكانت الأنصار يغدون إلى ظهر الحرة فيجلسون حتى يرتفع النهار فإذا ارتفع النهار وحميت الشمس رجعت إلى منازلها فقال عمر : كنا ننتظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رجل من اليهود قد أوفى على أطم من آطامهم فصاح بأعلى صوته : يا معشر العرب هذا صاحبكم الذي تنتظرون قال عمر : سمعت الوجبة في بنى عمرو بن عوف فأخرجت رأسي فإذا المسلمون قد لبسوا السلاح فانطلقت مع القوم عند الظهيرة فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات اليمين حتى نزل في بني عمرو بن عوف
رواه البزار وفيه عبد الله بن زيد بن اسلم وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه ابن معين وغيره
(6/76)
9918 - وعن عمر بن الخطاب قال : اجتمعنا للهجرة أو عدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص الميضاة ميضاة بني غفار فوق شرف وقلنا : أيكم لم يصبح عندها فقد احتبس فليمض صاحبه فحبس عنا هشام بن العاص فلما قدمنا منزلنا في بني عمرو بن عوف وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام إلى عياش بن أبي ربيعة وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما حتى قدما علينا المدينة فكلماه فقالا له : إن أمك نذرت أن لا تمس رأسها مشط حتى تراك فرق لها فقلت له : يا عياش والله إن يردك القوم إلا عن دينك فاحذرهم فوالله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت ولو قد اشتد عليها حر مكة - أحسبه قال - لامتشطت قال : إن لي هناك مالا فآخذه ؟ قال : قلت : والله إنك لتعلم أني من أكثر قريش مالا فلك نصف مالي ص . 77
ولا تذهب معهما فأبى إلا أن يخرج معهما فقلت له لما أبى علي : أما إذ فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه فإنها ناقة ذلل فالزم ظهرها فإن رابك من القوم ريب فأنخ عليها فخرج معهما عليها حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال أبو جهل بن هشام : والله لقد استبطأت بعيري هذا أفلا تحملني على ناقتك هذه ؟ قال : بلى فأناخها وأناخا ليتحول عليها فلما استووا بالأرض عديا عليه فأوثقاه ثم أدخلاه مكة وفتناه فافتتن قال : فكنا نقول : والله لا يقبل الله ممن افتتن صرفا ولا عدلا ولا يقبل توبة قوم عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصلبهم قال : وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة أنزل الله عز و جل فيهم وفي قولنا لهم وقولهم لأنفسهم : { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } إلى قوله : { وأنتم لا تشعرون } قال عمر : فكتبتها في صحيفة وبعثت بها إلى هشام بن العاص قال هشام : فلم أزل أقرؤها بذي طوى أصعد بها فيه حتى فهمتها قال : فألقي في نفسي أنها إنما نزلت فينا وفيما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة
رواه البزار ورجاله ثقات
(6/76)
9919 - وعن عروة قال : خرج عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة في أصحاب لهم فنزلوا في بنى عمرو بن عوف فطلب أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام عياش بن أبي ربيعة وهو أخوهما لأمهما فقدما المدينة فذكرا له حزن أمه فقالا : إنها حلفت أن لا يظلمها بيت ولا يمس رأسها دهن حتى تراك ولولا ذلك لم نطلبك فنذكرك الله في أمك وكان بها رحيما وكان يعلم من حبها إياه ورقها - يعني عليه - ما كان يصدقهما به فرق لها لما ذكروا له وأبى أن يتبعهما حتى عقد له الحارث بن هشام فلما خرج معهما أوثقاه فلم يزل هناك موثقا حتى خرج مع من خرج قبل فتح مكة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا له بالخلاص والحفظ . ص . 78
رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف . ورواه أيضا عن ابن شهاب مرسلا ورجاله ثقات
(6/77)
9920 - وعن ابن عمر قال : كنا نقول : ليس لمن افتنن توبة إذا ترك دينه بعد إسلامه ومعرفته . فأنزل الله فيهم : { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } إلى قوله : { من قبل أن يأتيكم بغتة وأنتم لا تشعرون } فكتبتها بيدي ثم بعثت بها إلى هشام بن العاص بن وائل قال هشام : فلما جاءتني صعدت بها وأقول فلا أفهمها فوقعت في نفسي أنها نزلت فينا وما كنا نقول فجلست على بعيري ثم لحقت بالمدينة وأقام رسول الله صلى الله عليه و سلم ينتظر أن يؤذن له وأصحابه من المهاجرين قدموا أرسالا وقد كان أبو بكر استأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الهجرة فقال :
لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا
فطمع أبو بكر أن يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم - يعني نفسه - وكان أبو بكر قد أعد لذلك راحلتين يعلفهما في داره
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي ضعفه أبو حاتم
(6/78)
9921 - وعن ابن عمر قال : لعن الله من يزعم أني هاجرت قبل أبي إنما قدمني في ثقله
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف
(6/78)
9922 - وعن ابن إسحاق قال : نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بقباء على كلثوم بن هدم أخي بني عمرو بن عوف ويقال : ص . 79
بل نزل على سعد بن خيثمة فأقام في بني عمرو بن عوف وأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلى الجمعة الكبرى في المسجد ببطن الوادي
قال ابن إسحاق : ثم نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي أيوب وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ببناء مسجده في تلك السنة
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/78)
9923 - وعن عاصم بن عدي قال : قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول فأقام بالمدينة عشر سنين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/79)
9924 - وعن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم المدينة فاستناخت به راحلته بين دار جعفر بن محمد بن علي ودار الحسن بن زيد فأتاه الناس فقالوا : يا رسول الله المنزل فانبعث به راحلته فقال : " دعوها فإنها مأمورة " . ثم خرجت به حتى جاءت به موضع المنبر فاستناخت به ثم تجلجلت ولناس ثم عريش كانوا يرشونه ويعمرونه ويتبردون فيه حتى نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن راحلته فآوى إلى الظل فنزل فيه فأتاه أبو أيوب فقال : يا رسول الله منزلي أقرب المنازل إليه فانقل رحلك قال : " نعم " . فذهب برحله إلى المنزل ثم أتاه رجل آخر فقال : يا رسول الله انزل علي فقال : " إن الرجل مع رحله حيث كان " . وثبت رسول الله صلى الله عليه و سلم في العريش اثنتي عشرة ليلة حتى بنى المسجد
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صديق بن موسى قال الذهبي : ليس بالحجة . ص . 80
(6/79)
9925 - وعن ابن إسحاق قال : نزل أبو بكر على حبيب ويقال : خبيب - ابن يساف - أخي الحارث بن الخزرج بالسنح . ويقال : بل نزل على خارجة بن زيد بن أبي زهير أخي بني الحارث بن الخزرج
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/80)
9926 - وعن ابن عباس أن عبد الله بن جحش وكان آخر من بقي ممن هاجر وكان قد كف بصره فلما أجمع على الهجرة كرهت امرأته ذلك بنت حرب بن أمية وجعلت تشير عليه أن يهاجر إلى غيره فهاجر بأهله وماله مكتتما من قريش حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه و سلم فوثب أبو سفيان بن حرب فباع داره بمكة فمر بها بعد ذلك أبو جهل ابن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والعباس بن عبد المطلب وحويطب بن عبد العزى وفيها أهب معطونة فذرفت عينا عتبة وتمثل ببيت من شعر :
كل دار وإن طالت سلامتها . . . يوما سيدركها النكباء والحوب
قال أبو جهل : وأقبل علي العباس فقال : هذا ما أدخلتم علينا فلما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم مكة يوم الفتح قام أبو أحمد ينشد داره فأمر النبي صلى الله عليه و سلم عثمان بن عفان فقام إلى أبي أحمد فانتحاه فسكت أبو أحمد عن نشيد داره قال ابن عباس : وكان أبو أحمد يقول - والنبي صلى الله عليه و سلم متكئ على يده يوم الفتح - :
حبذا مكة من وادي . . . بها أمشي بلا هادي
بها يكثر عوادي . . . بها تركز أوتادي ص . 81
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف
(6/80)
9927 - وعن ابن عباس قال : كان قدومنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم لخمس من الهجرة خرجنا متوصلين مع قريش عام الأحزاب وأنا مع أخي الفضل ومعنا غلامنا أبو رافع حتى انتهينا إلى العرج فضل لنا في الطريق ركوبة وأخذنا في ذلك الطريق على الجثجاثة حتى خرجنا على بني عمرو بن عوف حتى دخلنا المدينة فوجدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخندق وأنا يومئذ ابن ثمان سنين وأخي ابن ثلاث عشرة سنة
رواه الطبراني في الأوسط من طريق عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري عن سليمان بن داود بن الحصين وكلاهما لم يوثق ولم يضعف وبقية رجاله ثقات
(6/81)
9928 - وعن صهيب أن المشركين لما أطافوا برسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبلوا على الغار وأدبروا قال : واصهيباه ولا صهيب لي فلما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم الخروج بعث أبا بكر مرتين أو ثلاثا إلى صهيب فوجده يصلي فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه و سلم : وجدته يصلي فكرهت أن أقطع عليه صلاته فقال : " أصبت " . وخرجا من ليلتهما فلما أصبحا خرج حتى إذا أتى أم رومان زوجة أبي بكر فقالت : ألا أراك ههنا وقد خرج أخواك ووضعنا لك شيئا من أزوادهما ؟ قال : فخرجت حتى أتيت على ص . 82
زوجتي أم عمرو فأخذت سيفي وجعبتي وقوسي حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فأجده وأبا بكر جالسين فلما رآني أبو بكر قام إلي فبشرني بالآية التي نزلت في وأخذ بيدي فلمته بعض اللائمة فاعتذر وربحني رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ربح البيع "
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك
(6/81)
12 - . باب فيمن اختار الهجرة
(6/82)
9929 - عن حذيفة قال : خيرني رسول الله صلى الله عليه و سلم بين الهجرة والبصرة فاخترت الهجرة
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث
(6/82)
13 - . باب علو أمره على من عاداه
(6/82)
9930 - عن زياد بن جهور قال : ورد علي كتاب من رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى زياد بن جهور سلم أنت سلام عليك إني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أذكرك الله واليوم الآخر
أما بعد : فليوضعن كل دين دان به الناس إلا الإسلام فاعلم ذلك
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم
(6/82)
9931 - وعن جبير بن مطعم : قال المطعم بن عدي : إنكم قد فعلتم بمحمد ما فعلتم فكونوا أكف الناس عنه فقال أبو جهل : بل كونوا أشد ما كنتم فقال الحارث بن عامر بن نوفل : والله لا يزال أمر محمد صلى الله عليه و سلم ظاهرا فيما ناداكم أو أسر منكم . ص . 83
قال أبو يوسف : قتل الحارث يوم بدر كافرا
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف مدلس وقد وثق
(6/82)
14 - . باب نصره بالريح والرعب
(6/83)
9932 - عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات
(6/83)
9933 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين رجال أحدهما ثقات
(6/83)
9934 - وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أعطيت خمسا لم يعطها نبي قبلي : بعثت إلى الأحمر والأسود وإنما كان النبي صلى الله عليه و سلم يبعث إلى قومه ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأطعمت المغنم ولم يطعمه أحد كان قبلي
فذكر الحديث وهو وبقية الأحاديث بنحوه في علامات النبوة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطية وهو ضعيف
(6/83)
9935 - وعن معاوية بن حيدة القشيري قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فلما دفعت إليه قال :
أما إني قد سألت الله أن يغنيني بالسنة تحفيكم وبالرعب يجعله في قلوبكم
ص . 84
فقال بيديه جميعا : أما إني قد حلفت هكذا وهكذا أن لا أؤمن بك ولا أتبعك فما زالت السنة تحفيني وما زال الرعب يجعل في قلبي قمت بين يديك
قلت : رواه النسائي وغيره غير ذكر الرعب والسنة
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقحمات الباطل تعريفها في شريعة النووي

    تعقيب علي المقحمات يتبين من تعريف المقحمات بين النووي ومعاجم اللغة العتيدة أن النووي أخطأ جدا في التعريف { المقحمات مفتوح للك...