ذكر خروج الدجال بعد وقوع الملحمة الرومية وفتح
القسطنطينية
ولنذكر قبل ذلك مقدمة فيما ورد في ذكر الكذابين الدجالين الذين هم كالمقدمة
بين يدي الدجال الكبير خاتمهم ، قبحه الله وإياهم ، وجعل نار الجحيم منقلبهم
ومثواهم .
روى مسلم في " صحيحه " من حديث شعبة وغيره ، عن سماك ، عن جابر
بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن بين يدي الساعة
كذابين " . قال جابر : فاحذروهم .
وقال الإمام أحمد : حدثنا موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر
أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " بين يدي الساعة
كذابون ، [ ص: 114 ] 1.منهم صاحب اليمامة ، 2.ومنهم صاحب صنعاء العنسي ، 3.ومنهم صاحب
حمير ، 4.ومنهم الدجال ، وهو أعظمهم فتنة " . قال جابر : وبعض أصحابي يقول :
قريب من ثلاثين كذابا . تفرد به أحمد .
وثبت في " صحيح البخاري " ، عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن
أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون ، قريب من ثلاثين ، كل يزعم أنه
رسول الله " . وذكر تمام الحديث بطوله .
وفي " صحيح مسلم " من حديث مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ،
عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون
كذابون ، قريب من ثلاثين ، كل يزعم أنه رسول الله " .
حدثنا محمد بن رافع ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه ،
عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ، غير أنه قال : " ينبعث " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، سمعت العلاء بن عبد
الرحمن يحدث عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" لا تقوم الساعة حتى يظهر ثلاثون دجالون ، كلهم يزعم أنه رسول الله ،
ويفيض [ ص: 115 ] المال فيكثر ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج " . قال : قيل : أيما الهرج؟ قال : " القتل القتل " ثلاثا . تفرد به أحمد من هذا الوجه ، وهو على شرط مسلم .
وقد رواه أبو داود عن القعنبي ، عن الدراوردي ، عن العلاء به .
ومن حديث محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالا كذابا
، كلهم يكذب على الله وعلى رسوله " .
وقال أحمد : حدثنا يحيى ، عن عوف ، حدثنا خلاس ، عن أبي هريرة ، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : " بين يدي الساعة قريب من ثلاثين دجالين كذابين ،
كلهم يقول : أنا نبي ، أنا نبي " . وهذا إسناد جيد حسن ، تفرد به أحمد
أيضا .
وقال أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا سلامان بن عامر ،
عن أبي عثمان الأصبحي ، سمعت أبا هريرة يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : " سيكون في أمتي دجالون كذابون ، يأتونكم ببدع من الحديث بما لم تسمعوا
أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم ، لا يفتنوكم " .
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا أبو كريب ، حدثنا محمد بن [ ص: 116 ]
الحسن الأسدي ، حدثنا هارون بن صالح الهمداني ، عن الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي
الجلاس ، قال : سمعت عليا يقول لعبد الله السبائي : ويلك ، والله ما
أفضى إلي بشيء كتمته أحدا من الناس ، ولقد سمعته يقول "إن بين يدي الساعة
ثلاثين كذابا " . وإنك لأحدهم . ورواه أيضا عن أبي
بكير بن أبي شيبة عن محمد بن الحسن ، به .
وفي " صحيح مسلم " من حديث أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان
، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون
، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ، لا نبي بعدي " . الحديث بتمامه .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو الوليد ، حدثنا عبد الله بن إياد بن لقيط ،
حدثنا إياد ، عن عبد الرحمن بن نعم ، أو نعيم الأعرجي ، شك أبو الوليد ، قال : سأل
رجل ابن عمر عن المتعة - وأنا عنده - متعة النساء ، فقال : والله ما كنا على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم زانين ولا مسافحين ، ثم قال : والله لقد سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليكونن قبل يوم القيامة المسيح
الدجال ، [ ص: 117 ] وكذابون ثلاثون ، أو أكثر " . ورواه الطبراني من حديث
مورق العجلي ، عن ابن عمر ، بنحوه ، تفرد به أحمد .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا حماد ، وهو ابن سلمة ، عن علي
بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن عبد الله بن عمر ، أنه كان عنده رجل من أهل الكوفة
، فجعل يحدثه عن المختار ، فقال ابن عمر : إن كان كما تقول ، فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالا كذابا
" . تفرد به أحمد من هذا الوجه .
وقد رواه سعيد بن عامر ، عن ابن عمر ، ولكن قال : " سبعون " .
قال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا واصل بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن فضيل ، عن
ليث ، عن سعيد بن عامر ، عن ابن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: " إن في أمتي لنيفا وسبعين داعيا ، كلهم داع إلى النار ، لو أشاء لأنبأتكم
بأسمائهم وقبائلهم " . وهذا إسناد لا بأس به . وقد روى ابن ماجه به حديثا في
الكرع والشرب باليد .
[ ص: 118 ] وقال أبو يعلى : حدثنا زهير ، حدثنا جرير ، عن ليث
، عن بشر ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون قبل
خروج الدجال نيف على سبعين دجالا " . فيه غرابة ، والذي في الصحاح أثبت .
والله أعلم .
وقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن طلحة بن عبد
الله بن عوف ، عن أبي بكرة ، قال : أكثر الناس في مسيلمة قبل أن يقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيه شيئا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا ، فقال : " أما بعد ،
ففي شأن هذا الرجل الذي قد أكثرتم فيه ، وإنه كذاب من ثلاثين كذابا ، يخرجون بين
يدي الساعة ، وإنه ليس بلد إلا يبلغها رعب المسيح إلا المدينة; على كل نقب من
نقابها ملكان يذبان عنها رعب المسيح " .
وقد رواه أحمد أيضا عن حجاج ، عن الليث بن سعد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن
طلحة بن عبد الله بن عوف ، أن عياض بن مسافع أخبره عن أبي بكرة ، فذكره ، وقال فيه
: " فإنه كذاب من ثلاثين كذابا ، يخرجون قبل [ ص: 119 ] الدجال ، وإنه ليس
بلد إلا يدخله رعب المسيح الدجال إلا المدينة; على كل نقب من نقابها يومئذ ملكان
يذبان عنها رعب المسيح " . تفرد به أحمد من الوجهين .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو جعفر المدائني ، وهو محمد بن جعفر ، حدثنا عباد
بن العوام ، حدثنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن المنكدر ، عن أنس بن مالك ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أمام الدجال سنين خداعة ، يكذب فيها
الصادق ، ويصدق فيها الكاذب ، ويخون فيها الأمين ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويتكلم
فيها الرويبضة " . قيل : وما الرويبضة؟ قال : " الفويسق يتكلم في أمر العامة
" . وهذا إسناد جيد قوي ، تفرد به أحمد من هذا الوجه .
وقال الإمام أحمد : ثنا علي بن عبد الله قال : ثنا معاذ . يعني ابن هشام قال
: وجدت في كتاب أبي بخط يده ، ولم أسمعه منه ، عن قتادة ، عن أبي معشر ، عن
إبراهيم النخعي ، عن همام ، عن حذيفة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" في أمتي كذابون دجالون سبعة وعشرون ، منهم أربع نسوة ، وإني خاتم النبيين ،
لا نبي بعدي " .
ابن جنادة بن جندب ، جابر بن سمرة أبو خالد السوائي ، ويقال : أبو عبد الله .
له صحبة مشهورة ، ورواية أحاديث ، وله أيضا عن عمر ، وسعد ، وأبي أيوب ، ووالده
، شهد الخطبة بالجابية ، وسكن الكوفة ; حدث عنه الشعبي ، وتميم بن طرفة ، وسماك بن
حرب ، وعبد الملك بن عمير ، وأبو [ ص: 187 ] خالد الوالبي ، وزياد بن علاقة ،
وحصين بن عبد الرحمن ، وأبو إسحاق السبيعي ، وأبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي ،
وابن خاله عامر بن سعد بن أبي وقاص .
وهو وأبوه من حلفاء زهرة . وله بالكوفة دار وعقب .
وشهد فتح المدائن ، وخلف من الأولاد ; خالدا ، وطلحة ، وسالما . شعبة : عن سماك
، عن جابر بن سمرة ، قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر بنا ، فيمسح
خدودنا ، فمر ذات يوم ، فمسح خدي ، فكان الخد الذي مسحه أحسن .
قال ابن سعد مات جابر بن سمرة في ولاية بشر بن مروان على العراق .
وقال خليفة : توفي سنة ست وسبعين .
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : مات سنة ست وستين والأول أصح . [ ص: 188 ] وبكل حال
مات قبل جابر بن عبد الله . يقع لي من عواليهما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق