الاثنين، 20 سبتمبر 2021

ج9//2.[من9936-الي10344.] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي


9936 - وعن ابن عباس قال : أتت الصبا الشمال ليلة الأحزاب فقالت : مري حتى ننصر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت الشمال : إن الحرة لا تسري بالليل فكانت الريح التي نصر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم الصبا    رواه البزار ورجاله رجال الصحيح (6/84) 
 
15-باب قوله : بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده  تقدم 
16 - . باب الغزو في الشهر الحرام
(6/84)
9937 - عن جابر بن عبد الله أنه قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى أو يغزوا فإذا حضر ذلك أقام حتى ينسلخ
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/84)
17.باب في أول أمير كان في الإسلام
(6/84)
9938 - ص . 85 عن سعد بن أبي وقاص قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة جاءت جهينة فقالوا : إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا حتى نأتيك تؤمننا فأوثق لهم فأسلموا
قال : فبعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في رجب ولا نكون مائة وأمرنا أن نغير على حي من بني كنانة إلى جنب جهينة فأغرنا عليهم وكانوا كثيرا فلجأنا إلى جهينة فمنعونا وقالوا : لم تقاتلون في الشهر الحرام ؟ فقلنا : إنا إنما نقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام فقال بعضنا لبعض : ما ترون ؟ فقال بعضنا : نأتي النبي صلى الله عليه و سلم فنخبره وقال قوم : لا بل نقيم ههنا وقلت أنا في أناس معي : لا بل نأتي غير قريش فنقتطعها فانطلقنا إلى العير [ وكلن الفيء إذ ذاك : من أخذ شيئا فهو له فانطلقنا إلى العير ] وانطلق أصحابنا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبروه الخبر فقام غضبان محمر الوجه فقال :
أذهبتم من عندي جميعا وجئتم متفرقين إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم أصبركم على الجوع والعطش
فبعث علينا عبد الله بن جحش فكان أول أمير كان في الإسلام
رواه أحمد ورواه ابنه عنه وجادة ووصله عن غير أبيه ورواه البزار ولفظه :
عن سعيد قال : أول أمير عقد له في الإسلام عبد الله بن جحش عقد له رسول الله صلى الله عليه و سلم علينا
وفيه المجالد بن سعيد وهو ضعيف عند الجمهور ووثقه النسائي في رواية ورقية رجال أحمد رجال الصحيح
(6/85)
9939 - وعن زر قال : ص . 86
أول راية رفعت في الإسلام راية عبد الله بن جحش وأول مال خمس في الإسلام مال عبد الله بن جحش
رواهما الطبراني بإسناد واحد وهو إسناد حسن
(6/86)
18 - . باب سرية حمزة رضي الله عنه
(6/86)
9940 - عن جبير بن مطعم قال : قال أبو جهل حين قدم مكة منصرفه عن حمزة : يا معشر قريش إن محمدا قد نزل يثرب وأرسل طلائعه وإنما يريد أن يصيب منكم شيئا فاحذروا أن تمروا طريقه وأن تقاربوه فإنه كالأسد الضاري إنه حنق عليكم لقيتموه نفى القردان على المناسم والله إن له لسجرة ما رأيته قط ولا أحدا من أصحابه إلا رأيت معهم الشياطين وإنكم قد عرفتم عداوة ابني قيلة فهو عدو استعان بعدو فقال له مطعم بن عدي : يا أبا الحكم والله ما رأيت أحدا أصدق لسانا ولا أصدق موعدا من أخيكم الذي طردتم فإذ فعلتم الذي فعلتم فكونوا أكف الناس عنه فقال أبو سفيان بن الحارث : كونوا أشد ما كنتم عليه فإن ابني قيلة إن ظفروا بكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة وإن أطعتموني ألحقوهم خبر كنانة أو تخرجوا محمدا من بين أظهرهم فيكون وحيدا طريدا وأما ابنا قيلة فوالله ما هما وأهل دهلك في المذلة إلا سواء وسأكفيكم حدهم وقال :
سأمنح جانبا مني غليظا . . . على ما كان من قرب وبعد
رجال الخزرجية أهل ذل . . . إذا ما كان هزل بعد جد ص . 87
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " والذي نفسي بيده لأقتلنهم ولأصلبنهم ولأهدينهم وهم كارهون إني رحمة بعثني الله عز و جل ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينه " . فذكر الحديث
رواه الطبراني وجادة من طريق أحمد بن صالح المصري قال : وجدت في كتاب بالمدينة عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ورجاله ثقات
(6/86)
19 - . باب ما جاء في غزوة الأبواء
(6/87)
9941 - عن عمرو بن عوف المزني قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أول غزوة غزاها الأبواء حتى إذا كنا بالروحاء نزل بعرق الظبية فصلى ثم قال :
هل تدرون ما اسم هذا الجبل ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم قال : " هذا خمت هذا من جبال الجنة اللهم بارك فيه وبارك لأهله " . وقال للروحاء : " هذه سجاسج وادي من أودية الجنة لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا ولقد مر به موسى عليه عباءتان قطوانيتان على ناقة ورقاء في سبعين ألفا من بني إسرائيل حاجين البيت العتيق ولا تقوم الساعة حتى يمر به عيسى بن مريم عبد الله ورسوله حاجا أو معتمرا أو يجمع الله له ذلك "
رواه الطبراني من طريق كبير بن عبد الله المزني وهو ضعيف عند الجمهور وقد حسن الترمذي حديثه وبقية رجاله ثقات . ويأتي حديث عمار في مناقب علي رضى الله عنه
(6/87)
20 - . ( أبواب في غزوة بدر )
(6/87)
1 - . باب غزوة بدر
(6/87)
9942 - عن عبد الله بن مسعود قال : لما كان يوم بدر كل ثلاثة على بعير كان علي بن أبي طالب وأبو لبابة زميلي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فكان إذا كانت عقبة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالا : نحن نمشي عنك فقال : " ما أنتما بأقوى مني ولا أنا أغنى عن الأجر منكما "
رواه أحمد والبزار وقال : فإذا كانت عقبة رسول الله صلى الله عليه و سلم قالا : اركب حتى نمشي عنك
والباقي بنحوه وفيه عاصم بن بهدلة وحديثه حسن وبقية رجال أحمد رجال الصحيح
(6/87)
9943 - وعن ابن عباس أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر مائة ناضح ونواضح وكان معه فرسان يركب أحدهما : المقداد بن الأسود ويتروح الآخر مصعب بن عمير وسهل بن حنيف
قال : وكان أصحابه يتعقبون في الطريق النواضح
قال : فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم ومرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب يتعقبون ناضحا . ص . 89
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف
(6/87)
9944 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أن النبي صلى الله عليه و سلم نظر إلى عمير بن أبي وقاص فاستصغره حين خرج إلى بدر ثم أجازه قال سعد : فيقال انه خانه سيفه
قال عبد الله - يعني ابن جعفر المخرمي - : قتل يوم بدر
رواه البزار ورجاله ثقات
(6/89)
9945 - وعن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الأنصاري قال : أقبلنا يوم بدر ففقدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فنادت الرفاق بعضها بعضا : أفيكم رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فوقفوا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم معه علي بن أبي طالب فقالوا : يا رسول الله فقدناك ؟ فقال :
إن أبا حسن وجد مغصا في بطنه فتخلفت عليه
رواه الطبراني وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يكتب حديثه
(6/89)
9946 - وعن عاتكة بنت عبد المطلب قالت : رأيت راكبا أخذ صخرة من أبي قبيس فرمى بها للركن فتعلقت الصخرة فما بقيت دار من دور قريش إلا دخلتها منها كسرة غير دور بني زهرة فقال العباس : إن هذه لرؤيا اكتميها ولا تذكريها فخرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة فذكرها له فذكرها الوليد لأبيه ففشا الحديث قال العباس : فخرجت أطوف بالكعبة وأبو جهل في رهط من قريش يتحدثون برؤيا عاتكة فلما رآني أبو جهل قال : يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا فلما فرغت أقبلت حتى جلست ص . 90
إليهم فقال أبو جهل : يا بني عبد المطلب أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى يتنبأ نساؤكم قد زعمت عاتكة في رؤياها هذه أنه قال : انفروا في ثلاث فسنتربص هذه الثلاث فإن كان ما تقول حقا فسيكون وإن يمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء كتبنا عليكم كتابا : أنكم أكذب أهل بيت في العرب قال العباس : فوالله ما كان مني إليه شيء إلا أني جحدت وأنكرت أن تكون رأت شيئا
قال العباس : فلما أمسيت أتتني امرأة من بنات عبد المطلب فقالت : رضيتم من هذا الفاسق يتناول رجالكم ثم يتناول نساءكم وأنت تسمع ولم يكن عندك نكير ؟ والله لو كان حمزة ما قال ما قال فقلت : قد والله فعل وما كان مني إليه نكير شيء وايم الله لأتعرضن له فان عاد لأكفينكم
قال العباس : فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأنا مغضب على أنه فاتني أمر أحب أن أدرك شيئا منه قال : فوالله إني لأمشي نحوه وكان رجلا خفيفا حديد الوجه حديد اللسان حديد البصر إذ خرج نحو المسجد يستند فقلت في نفسي : ما له لعنه الله ؟ أكل هذا فرق مني أن أشاتمه فإذا هو قد سمع ما لم أسمع [ سمع ] صوت صمصم [ بن زرعة ] بن عمرو الغفاري يصرخ ببطن مكة الوادي قد جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وهو يقول : يا معشر قريش قد خرج محمد في أصحابه ما أراكم تدركونها الغوث الغوث . قال العباس : فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك
(6/89)
9947 - وعن عروة قال : كانت عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ساكنة مع أخيها عباس بن عبد المطلب فرأت رؤيا قبيل بدر ففزعت فأرسلت إلى أخيها عباس من ليلتها ص . 91
حين فزعت واستيقظت من نومها فقالت : قد رأيت رؤيا وقد خشيت منها على قومك الهلكة . قال : وما رأيت ؟ قالت : لن أحدثك حتى تعاهدني أن لا تذكرها فإنهم إن يسمعوها آذونا فأسمعونا ما لا نحب فعاهدها عباس فقالت : رأيت راكبا أقبل على راحلته من أعلى مكة يصيح بأعلى صوته : يا آل غدر ويا آل فجر اخرجوا من ليلتين أو ثلاث . ثم دخل المسجد على راحلته فصرخ في المسجد ثلاث صرخات ومال عليه من الرجال والنساء والصبيان وفزع الناس له أشد الفزع ثم أراه مثل على ظهر الكعبة على راحلته فصرخ ثلاث صرخات : يا آل غدر ويا آل فجر اخرجوا [ في ] ليلتين أو ثلاث حتى أسمع بين الأخشبين من أهل مكة ثم عمد لصخرة عظيمة فنزعها من أصلها ثم أرسلها على أهل مكة فأقبلت الصخرة لها دوي حتى إذا كانت على أصل الجبل ارفضت فلا أعلم بمكة بيتا ولا دارا إلا قد دخلها فرقة من تلك الصخرة فلقد خشيت على قومك أن ينزل بهم شر ففزع منها عباس وخرج من عندها فلقي من ليلته الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان خليلا للعباس فقص عليه رؤيا عاتكة وأمره أن لا يذكرها لأحد فذكرها الوليد لأبيه وذكرها عتبة لأخيه شيبة وارتفع حديثها حتى بلغ أبا جهل بن هشام واستفاضت . فلما أصبحوا غدا العباس يطوف بالبيت حتى أصبح فوجد أبا جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف وزمعة بن الأسود وأبا البختري في نفر يتحدثون فلما نظروا إلى عباس يطوف بالبيت ناداه أبو جهل بن هشام : يا أبا الفضل إذا قضيت طوافك فائتنا فلما قضى طوافه أتى فجلس فقال أبو جهل : يا أبا الفضل ما رؤيا رأتها عاتكة ؟ قال : ما رأت من شيء قال : بلى أما رضيتم يا بني هاشم بكذب الرجال حتى جئتمونا بكذب النساء إنا كنا وانتم كفرسي رهان فاستبقنا المجد منذ حين فلما حاذت الركب قلتم منا نبي فما بقى إلا أن تقولوا : ص . 92
منا نبية ولا أعلم أهل بيت أكذب رجلا ولا أكذب امرأة منكم فآذوه يومئذ أشد الأذى
وقال أبو جهل : زعمت عاتكة أن الراكب قال : اخرجوا في ليلتين أو ثلاث فلو قد مضت هذه الثلاث تبين لقريش كذبكم وكتبنا سجلا ثم علقناه بالكعبة إنكم أكذب بيت في العرب رجلا وامرأة أما رضيتم يا بني قصي أنكم ذهبتم بالحجابة والندوة والسقاية واللواء حتى جئتمونا زعمتم بنبي منكم فآذوه يومئذ أشد الأذى وقال له العباس : مهلا يا مصفر استه هل أنت منته فإن الكذب فيك وفي أهل بيتك فقال له من حضره : يا أبا الفضل ما كنت بجاهل ولا خرف ونال عباس من عاتكة أذى شديدا فيما أفشى من حديثهما فلما كان مساء ليلة الثالثة من الليالي التي رأت فيها عاتكة الرؤيا جاءهم الركب الذي بعث أبو سفيان ضمضم بن عمرو الغفاري فقال : يا آل غدر انفروا فقد خرج محمد وأصحابه ليعرضوا لأبي سفيان فأحرزوا عيركم ففزعت قريش أشد الفزع وأشفقوا من قبل رؤيا عاتكة ونفروا على كل صعب وذلول
رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
(6/90)
9948 - وعن مصعب بن عبد الله وغيره من قريش أن عاتكة بنت عبد المطلب قالت في صدق رؤياها وتكذيب قريش لها حين أوقع بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ببدر :
ألم تكن الرؤيا بحق ويأتكم . . . بتأويلها فل من القوم هارب
رأى فأتاكم باليقين الذي رأى . . . بعينيه ما يفرى السيوف القواضب
فقلتم ولم أكذب : كذبت وإنما . . . يكذبني بالصدق من هو كاذب
[ وما فر إلا رهبة الموت منهم . . . حكيم وقد ضاقت عليه المذاهب ] ص . 93
أفر صياح القوم عزم قلوبهم . . . فهن هواء والحلوم عوازب
مروا بالسيوف المرهفات دماءكم . . . كفاحا كما يمري السحاب الجنائب
فكيف رأى يوم اللقاء محمدا . . . بنو عمه والحرب فيه التجارب
ألم يغشهم ضربا يحار لوقعه ال . . . جبان [ الجبان ] وتبدو بالنهار الكواكب
ألا يأتي يوم اللقاء محمدا . . . إذا عض من عون الحروب الغوارب
كما برزت أسيافه من مليلتي . . . زعازع وردا بعد إذ هي صالب
حلفت لئن عدتم ليصطلمنكم . . . مجافا تردى حافتيها المقانب
كأن ضياء الشمس لمع بروقها . . . لها جانبا نور شعاع وثاقب
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات
(6/92)
9949 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كان عتبة بن ربيعة صديقا لسعد ابن معاذ في الجاهلية فكان إذا قدم عتبة المدينة نزل على سعد بن معاذ وإذا قدم سعد مكة نزل على عتبة وكان عتبة يسميه أخي اليثربي
قال : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة قدم سعد بن معاذ مكة كما كان يقدم فنزل على عتبة فقال : إني أريد أن أطوف بالبيت فقال له عتبة : أمهل حتى يتفرق الملأ من قريش من المسجد من حول البيت قال : فأمهل قليلا ثم قال : انطلق معي فلما أتى البيت تلقى أبو جهل سعدا فقال : يا سعد آويتم محمدا ثم تطوف بالبيت آمنا ؟ فقال سعد : لئن منعتني لأقطعن عليك أو لأمنعنك تجارتك إلى موضع - لموضع ذكره - قال : وارتفعت أصواتهما قال عتبة لسعد : أترفع صوتك على أبي ص . 94
الحكم ؟ قال : فقال له سعد : وأنت تقول ذاك ؟ لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إنه قاتلك " . قال : ففض يده من يده وقال : إن محمدا لا يكذب قال : فطاف سعد ثم انصرف وأتى عتبة امرأته فقال : ألم تسمعي ما قال أخي اليثربي ؟ قالت : وما قال ؟ قال : زعم أن محمدا قاتلي وأن محمدا لا يكذب . قال : فما كان إلا قليلا حتى كان من أمر بدر قال : فجعل أبو جهل يطوف على الناس قال : وذكر الحديث
قلت : لابن مسعود حديث في الصحيح في نزول سعد على أمية بن خلف وهذا فيه : إنه نزل على عتبة بن ربيعة فالله أعلم
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(6/93)
9950 - وعن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن بالمدينة :
إني أخبرت ونحن بالمدينة عن عير أبي سفيان أنها مقبلة فهل لكم أن نخرج قبل هذا العير لعل الله يغنمناها ؟
قلنا : نعم . فخرج معه فلما سرنا يوما أو يومين قال لنا : " ما ترون في القوم فإنهم أخبروا بمخرجكم ؟ " . فقلنا : لا والله ما لنا طاقة بقتال العدو ولكن أردنا العير ثم قال : " ما ترون في القوم ؟ " . فقلنا مثل ذلك فقال المقداد بن عمرو : إذا لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى : { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون } قال : فتمنينا معشر الأنصار أنا قلنا كما قال المقداد أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم فأنزل الله عز و جل على رسوله صلى الله عليه و سلم : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون } ثم أنزل الله عز و جل : { إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان } وقال : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم ص . 95
وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم } والشوكة : القوم . وغير ذات الشوكة : العير . فلما وعد الله إحدى الطائفتين إما القوم وإما العير طابت أنفسنا ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث ينظر ما قبل القوم فقال : رأيت سوادا ولا أدري . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هم هم هلموا أن نتعاد " . فإذا نحن ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعدتنا فسره ذلك وقال : " عدة أصحاب طالوت " . ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا فبدرت منا بادرة أمام الصف فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فقال : " معي معي "
ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " اللهم إني أنشدك وعدك " . فقال ابن رواحة : يا رسول الله إني أريد أن أشير عليك ورسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل من أن يشير عليه والله أعظم من أن ننشده وعده فقال : " يا ابن رواحة لأنشدن الله وعده فإن الله لا يخلف الميعاد " . فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجوه القوم فانهزموا فأنزل الله عز و جل : { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } فقتلنا وأسرنا
فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ما أرى أن تكون لك أسرى فإنما نحن داعون مؤلفون فقلنا معشر الأنصار : إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ فقال : " ادعوا لي عمر " . فدعي له فقال : " إن الله عز و جل قد أنزل علي : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم } "
رواه الطبراني وإسناده حسن
(6/94)
9951 - وعن معاذ بن رفاعة الأنصاري عن أبيه قال : خرجت أنا وأخي خلاد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر على بعير لنا أعجف ( مهزول ) حتى ص . 96
إذا كنا موضع البريد الذي خلف الروحاء برك بعيرنا فقلت : اللهم لك علينا لئن أدنينا إلى المدينة لننحرنه فبينا نحن كذلك إذ مر بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ما بالكما ؟ " . فأخبرناه أنه برك علينا فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم فتوضأ ثم بصق في وضوئه وأمرنا ففتحنا له فم البعير فصب في جوف البكر من وضوئه ثم صب على رأس البكر ثم على عنقه ثم على حاركه ثم على سنامه ثم على عجزه ثم على ذنبه ثم قال :
اللهم احمل رافعا وخلادا
فمضى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقمنا نرتحل فارتحلنا فأدركنا النبي صلى الله عليه و سلم على رأس المنصف وبكرنا أول الركب فلما رآنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ضحك فمضينا حتى أتينا بدرا حتى إذا كنا قريبا من بدر برك علينا فقلنا : الحمد لله فنحرناه وصدقنا بلحمه
رواه البزار بتمامه والطبراني ببعضه وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك
(6/95)
9952 - وعن عتبة بن عبد السلمي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه : " قوموا فقاتلوا " . فقالوا : نعم يا رسول الله ولا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى : { اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون } ولكن انطلق أنت وربك يا محمد وإنا معكم نقاتل
رواه أحمد ورجاله ثقات
(6/96)
9953 - وعن علي قال : ص . 97
لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها فاجتويناها فأصابنا بها وعك فكان النبي صلى الله عليه و سلم يتخبر عن بدر فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر وبدر بئر فسبقنا المشركون إليها فوجدنا فيها رجلين منهم رجلا من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط فأما القرشي فانفلت وأما مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له : كم القوم ؟ فيقول : هم والله كثير عددهم شديد بأسهم فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه حتى انتهوا به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " كم القوم ؟ " . فقال : هم والله كثير عددهم شديد بأسهم . فجهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يخبره فأبى ثم إن النبي صلى الله عليه و سلم سأله : " كم ينحرون من الجزر ؟ " . قال : عشر لكل يوم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " القوم ألف كل جزور لمائة ونيفها " . ثم إنه أصابنا طش من مطر فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها من المطر وبات رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو ربه ويقول : " اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد " . قال : فلما أن تطلع الفجر نادى : " الصلاة عباد الله " . فجاء الناس من تحت الشجر والحجف فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وحض على القتال ثم قال : " إن جمع قريش تحت هذه الضلع الحمراء من الجبل " . فلما دنا القوم وصاففناهم إذا رجل منهم على جمل [ له ] أحمر يسير في القوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا علي ناد [ لي ] حمزة " . وكان أقربهم من المشركين : " من صاحب الجمل الأحمر وماذا يقول لهم ؟ " . ص . 98
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر " . [ فجاء حمزة ] فقال : هو عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن القتال ويقول لهم : يا قوم إني أرى قوما مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير يا قوم اعصبوها اليوم برأسي وقولوا : جبن عتبة ابن ربيعة ولقد علمتم أني لست بأجبنكم فسمع بذلك أبو جهل فقال : أنت تقول ذلك ؟ والله لو غيرك يقول لأعضضته قد ملأت رئتك جوفك رعبا فقال عتبة : إياي تعني يا مصفر استه ستعلم اليوم أينا الجبان ؟ قال : فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية فقالوا : من يبارز ؟ فخرج فتية من الأنصار ستة فقال عتبة : لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قم يا علي وقم يا حمزة وقم يا عبيدة بن الحارث بن المطلب " . فقتل الله شيبة وعتبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وجرج عبيدة فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين فجاء رجل من الأنصار [ قصير ] بالعباس بن عبد المطلب أسيرا فقال العباس : يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها على فرس أبلق ما أراه في القوم فقال الأنصاري : أنا أسرته يا رسول الله . قال : " اسكت فقد أيدك الله بملك كريم " . قال علي عليه السلام : فأسرنا من بني المطلب العباس وعقيلا ونوفل بن الحارث
قلت : روى أبو داود منه طرفا
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة . ص . 99
(6/97)
9954 - وعن ابن عباس قال : لما نزل المسلمون بدرا وأقبل المشركون نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عتبة بن ربيعة وهو على جمل أحمر فقال :
إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه يرشدوا
وهو يقول : يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه فاجعلوا جنبها برأسي وارجعوا فقال أبو جهل : انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه إنما محمد وأصحابه كأكلة جزور لو قد التقينا فقال عتبة : ستعلم من الجبان المفسد لقومه أما والله إني لأرى قوما يضربونكم ضربا أما ترون كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجوههم السيوف ثم دعا أخاه وابنه فخرج يمشي بينهما ودعا بالمبارزة
رواه البزار ورجاله ثقات
(6/99)
9955 - وعن علي بن أبي طالب قال : كنت على قليب يوم بدر أميح وأمتح منه فجاءت ريح شديدة ثم جاءت ريح شديدة شديدة فلم أر ريحا أشد منها إلا التي كانت قبلها ثم جاءت ريح شديدة فكانت الأولى ميكائيل في ألف من الملائكة عن يمين النبي صلى الله عليه و سلم والثانية إسرافيل في ألف من الملائكة عن يسار النبي صلى الله عليه و سلم والثالثة جبريل في ألف من الملائكة وكان أبو بكر عن يمينه وكنت عن يساره فلما هزم الله الكفار حملني رسول الله صلى الله عليه و سلم على فرسه فلما استويت عليه حمل بي فصرت على عنقه فدعوت الله فثبتني عليه فطعنت برمحي حتى بلغ الدم إبطي . ص . 100
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات
(6/99)
9956 - وعن رفاعة بن رافع الأنصاري قال : لما رأى إبليس ما تفعل الملائكة بالمشركين أشفق أن يخلص القتل إليه فتشبث به الحارث بن هشام وهو يظن أنه سراقة بن مالك فوكز في صدر الحارث فألقاه ثم خرج هاربا حتى ألقى نفسه في البحر فرفع يديه فقال : اللهم إني أسألك نظرتك إياي وخاف أن يخلص القتل إليه فأقبل أبو جهل فقال : يا معشر الناس لا يهزمنكم خذلان سراقة إياكم فإنه كان على ميعاد من محمد لا يهولنكم قتل عتبة وشيبة ابني ربيعة فإنهم قد عجلوا فواللات والعزى لا نرجع حتى نقرنهم بالحبال فلا ألقين رجلا قتل رجلا منهم ولكن خذوهم أخذا حتى تعرفوهم سوء صنيعهم من مفارقتهم إياكم ورغبتهم عن اللات والعزى . ثم قال أبو جهل متمثلا :
ما تنقم الحرب الشموس مني
بازل عامين حديث سني
لمثل هذا ولدتني أمي
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(6/100)
9957 - وعن ابن عباس قال : أخذتهم ريح عقيم يوم بدر
رواه البزار ورجاله ثقات
(6/100)
9958 - وعن أبي هريرة قال : أنزل الله على نبيه بمكة : { سيهزم الجمع ويولون الدبر } فقال عمر بن ص . 101
الخطاب : يا رسول الله أي جمع ؟ وذلك قبل بدر فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في آثارهم مصلتا بالسيف يقول : { سيهزم الجمع ويولون الدبر } وكانت يوم بدر فأنزل الله عز و جل فيهم : { حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب } الآية . وأنزل : { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا } الآية . ورماهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فوسعتهم الرمية وملأت أعينهم وأفواههم حتى إن الرجل ليقبل وهو يقذي عينيه وفاه فأنزل الله : { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } وأنزل الله في إبليس : { فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب }
وقال عتبة بن ربيعة وناس معه من المشركين يوم بدر : غر هؤلاء دينهم . فأنزل الله : { وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم }
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(6/100)
9959 - وعن عمر بن الخطاب قال : لما نزلت : { سيهزم الجمع ويولون الدبر } قلت : أي جمع هذا ؟ فلما كان يوم رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وبيده السيف مصلتا وهو يقول : " { سيهزم الجمع ويولون الدبر } "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري ولم أعرفه . ص . 102
(6/101)
9960 - وعن جابر قال : قال أبو جهل بن هشام : إن محمدا يزعم إنكم إن لم تطيعوه كان له منكم ذبح فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " وأنا أقول ذلك وأنت من ذلك الذبح " . فلما نظر إليه يوم بدر مقتولا قال : " اللهم قد أنجزت لي ما وعدتني " . فوجه أبا سلمة بن عبد الأسد قبل أبي جهل فقيل لابن مسعود : أنت قتلته ؟ قال : بل الله قتله . قال أبو سلمة : أنت قتلته ؟ قال : نعم . قال أبو سلمة : لو شاء لجعلك في كفه قال ابن مسعود : فوالله لقد قتلته وجردته . قال : فما علامته ؟ قال : شامة سوداء ببطن فخذه اليمين فعرف أبو سلمة النعت وقال : جردته ولم تجرد قرشيا غيره
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(6/102)
9961 - وعن ابن مسعود قال : انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر وقد ضربت رجله وهو صريع وهو يذب الناس عنه بسيف له فقلت : الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله فقال : هل هو إلا رجل قد قتله قومه ؟ قال : فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل فأصبت يده فبدر سيفه فأخذته فضربته حتى قتلته قال : ثم خرجت حتى أتيت النبي صلى الله عليه و سلم كأنما أفل من الأرض فأخبرته فقال : " آلله الذي لا إله إلا هو ؟ " . فرددها ثلاثا قال : فقلت : الله الذي لا إله إلا هو . قال : فخرج يمشي معي حتى قام عليه فقال : " الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله هذا كان فرعون هذه الأمة "
(6/102)
9962 - وفي رواية : " هذا فرعون أمتي "
(6/102)
9963 - وفي رواية : قال عبد الله : فنفلني سلبه
رواه كله أحمد والبزار باختصار وهو من رواية أبي عبيدة عن أبيه ولم يسمع منه وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . ص . 103
(6/102)
9964 - وعن عبد الله بن مسعود قال : دفعت يوم بدر إلى أبي جهل وقد أقعد فأخذت سيفه فضربت به رأسه فقال : رويعينا بمكة فضربته بسيفه حتى برد ثم أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله قتلت أبا جهل فقال عقيل وهو أسير عند النبي صلى الله عليه و سلم : كذبت ما قتلته قال : [ قلت : ] بل أنت الكذاب الآثم يا عدو الله قد والله قتلته قال : فما علامته ؟ قال : بفخذه حلقة كحلقة الحجل المحلق قال : صدقت
رواه الطبراني والبزار وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف
(6/103)
9965 - وعن ابن مسعود قال : أدركت أبا جهل يوم بدر صريعا فقلت : أي عدو الله قد أخزاك الله قال : وبما أخزاني [ الله ] من رجل قتلتموه ومعي سيف لي فجعلت أضربه ولا يحتك فيه شيء ومعه سيف له جيد فضربت يده فوقع السيف من يده فأخذته ثم كشفت المغفر عن رأسه فضربت عنقه ثم أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال : " آلله الذي لا إله إلا هو ؟ " . قلت : الله الذي لا إله إلا هو قال : " انطلق فاستثبت " . فانطلقت وأنا أسعى مثل الطائر ثم جئت وأنا أسعى مثل الطائر أضحك فأخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " انطلق [ فأرني ] " . فانطلقت معه فأريته فلما وقف عليه صلى الله عليه و سلم قال : " هذا فرعون هذه الأمة "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن وهب بن أبي كريمة وهو ثقة . ص . 104
(6/103)
9966 - وفي رواية عنده : فكبر وقال : " الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده "
(6/104)
9967 - وزاد في رواية أخرى : " وأعز دينه "
(6/104)
9968 - وعن علي قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أعور آبارها . يعني يوم بدر
رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف
(6/104)
9969 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم لما ورد بدرا أومأ بيده فقال :
هذا مصرع فلان
فوالله ما أماط أحد منهم عن مصرعه
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(6/104)
9970 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عكرمة بن أبي جهل :
من ضرب أباك ؟
قال : الذي قطع رجله فقضى سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح
رواه البزار وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(6/104)
9971 - وعن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا :
من الأنصار ثم من بني الخزرج : معاذ بن عمرو بن الجموح وقتل أبا جهل فقطع عكرمة بن أبي جهل يده ثم عاش إلى زمن عثمان . ص . 105
ويأتي في تسمية من شهد بدرا بتمامه
رواه الطبراني وإسناده حسن
(6/104)
9972 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : لما جيء بأبي جهل يجر إلى القليب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو كان أبو طالب حيا لعلم أن أسيافنا قد التبست بالأنامل "
رواه البزار وفيه حيان بن علي وهو ضعيف وقد وثق رواه الطبراني وزاد فيه : وكذلك يقول أبو طالب :
كذبتم وبيت الله إن جد ما أرى . . . لتلتبسن أسيافنا بالأنامل
وينهض قوم في الدروع إليكم . . . نهوض الروايا في طريق حلاحل
قال ابن مناذر : هما سواء يقولون : حلاحل وجلاجل
(6/105)
9973 - وعن ابن عمر قال : بينا أنا سائر بجنبات بدر إذ خرج رجل من حفرة في عنقه سلسلة فناداني : يا عبد الله اسقني يا عبد الله اسقني يا عبد الله اسقني فلا أدري عرف اسمي أو دعاني بدعاية العرب ؟ وخرج رجل من ذلك الحفير في يده سوط فناداني : يا عبد الله لا تسقه فإنه كافر ثم ضربه بالسوط فعاد إلى حفرته فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم مسرعا فأخبرته فقال لي : " أوقد رأيته ؟ " . قلت : نعم . قال : " ذاك عدو الله أبو جهل وذاك عذابه إلى يوم القيامة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه . ص . 106
(6/105)
9974 - وعن الشعبي قال : قدم على معاوية رجل يقال له : هوذة فقال له معاوية : يا هوذة هل شهدت بدرا ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين علي لا لي قال : فكم أتى عليك ؟ قال : أنا يومئذ قمد قمدود ( شديد قوي ) مثل الصفاة والجلمود كأني أنظر إليهم وقد صفوا لنا صفا طويلا وكأني أنظر إلى بريق سيوفهم كشعاع الشمس من خلال السحاب فما استفقت حتى غشيتنا غادية القوم في أوائلهم علي بن أبي طالب ليثا عبقريا يقري الغرباء وهو يقول : لن يأكلوا التمر ببطن مكة يتبعه حمزة بن عبد المطلب في صدره ريشة بيضاء قد أعلم بها كأنه جمل يحطم بناء فرغت عنهما وأحالا على حنظلة - يعني أخا معاوية - فقال له معاوية : رضي الله عنهاك ولا كفران لله زلت فليت شعري متى أرحت يا هوذة ؟ قال : والله يا أمير المؤمنين ما أرحت حتى نظرت إلى الهضبات من أربد فقلت : ليت شعري ما فعل حنظلة ؟ فقال له معاوية : أنت بذكرك حنظلة كذكر الغني أخاه الفقير لا يكاد يذكره إلا واسنا أو متواسنا
رواه الطبراني وفيه رحمة بن مصعب وهو ضعيف
(6/106)
9975 - وعن الحارث التيمي قال : كان حمزة بن عبد المطلب يوم بدر معلما بريشة نعامة فقال رجل من ص . 107
المشركين : من رجل أعلم بريشة نعامة ؟ فقيل : حمزة بن عبد المطلب . قال : ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(6/106)
9976 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : قال لي أمية بن خلف : يا عبد الإله من الرجل المعلم بريشة نعامة في صدره يوم بدر ؟ قلت : ذاك عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ذاك حمزة بن عبد المطلب قال : ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل
رواه البزار من طريقين في إحداهما شيخه علي بن الفضل الكرابيسي ولم أعرفه وبقية رجالها رجال الصحيح والأخرى ضعيفة
(6/107)
9977 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مخرجه إلى بدر :
إن الله قد وعدني بدرا وأن يغنمني عسكرهم ومن قتل قتيلا فله كذا وكذا من غنائمهم إن شاء الله ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا من غنائمهم إن شاء الله
فلما تواقفوا قذف الله في قلوب المشركين الرعب فلما اقتتلوا هزمهم الله فاتبعهم سرعان الناس فقتلوا سبعين وأسروا سبعين
رواه الطبراني وفيه عمرو بن عطية وهو ضعيف
(6/107)
9978 - وعن عبد الله بن مسعود قال : ما سمعنا مناشدا ينشد حقا له أشد مناشدة من محمد صلى الله عليه و سلم يوم بدر يقول :
اللهم إني أنشدك ما وعدتني إن تهلك هذه العصابة لا تعبد
ثم التفت كأن وجهه القمر فقال : " كأني إلى مصارع القوم عشية "
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه . ص . 108
(6/107)
9979 - وعن رفاعة بن رافع قال : لما كان يوم بدر تجمع الناس على أمية بن خلف فأقبلنا إليه فنظرت إلى قطعة من درعه قد انقطعت من تحت إبطه فأطعنه بالسيف طعنة ورميت يوم بدر بسهم ففقئت عيني وبصق فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ودعا لي فيها فما آذاني شيء
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(6/108)
9980 - وعن علي قال : قال لي النبي صلى الله عليه و سلم ولأبي بكر يوم بدر :
مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف
رواه أحمد بنحوه والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(6/108)
9981 - وعن علي قال : قال لي النبي صلى الله عليه و سلم ولأبي بكر يوم بدر :
مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال - أو يكون في الصف -
رواه أحمد بنحوه والبزار واللفظ له ورجالهما رجال الصحيح ورواه أبو يعلى
(6/108)
9982 - وعن علي بن أبي طالب قال : أعنت أنا وحمزة عبيدة بن الحارث يوم بدر على الوليد بن عتبة أظنه قال : فلم يعب ذلك علينا النبي صلى الله عليه و سلم . ص . 109
رواه الطبراني وفيه حسين بن الحسين الأشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور
(6/108)
9983 - وعن عامر - يعني الشعبي - قال : قيل لسعد - يعني ابن أبي وقاص - : متى أصبت الدعوة ؟ قال : يوم بدر كنت أرمي بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم فأضع السهم في كبد القوس ثم أقول : اللهم زلزل أقدامهم وأرعب قلوبهم وافعل بهم وافعل فيقول النبي صلى الله عليه و سلم : " اللهم استجب لسعد "
قلت : روى الترمذي طرفا منه
رواه الطبراني وفيه مجالد بن سعيد وقد وثق على ضعفه
(6/109)
9984 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كان سعد يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر قتال الفارس والراجل
رواه البزار بإسنادين أحدهما متصل والآخر مرسل ورجالهما ثقات
(6/109)
9985 - وعن ابن عباس قال : كان سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيض قد أرسلوها إلى ظهورهم ويوم حنين عمائم حمر ولم تقاتل الملائكة في يوم إلا يوم بدر إنما كانوا يكونون عددا ومددا لا يضربون
رواه الطبراني وفيه عمار بن أبي مالك الجنبي ضعفه الأزدي
(6/109)
9986 - وعن ابن عباس قال : لم تقاتل الملائكة مع النبي صلى الله عليه و سلم إلا يوم بدر وكانت فيما سوى ذلك إمدادا ولم يكن مع النبي صلى الله عليه و سلم من الخيل إلا فرسان : أحدهما للمقداد بن الأسود والآخر لأبي مرثد الغنوي . ص . 110
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(6/109)
9987 - وعن النهي قال : كان يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فرسان : الزبير بن العوام على فرس من الميمنة والمقداد بن الأسود على فرس على الميسرة
رواه الطبراني وهو مرسل
(6/110)
9988 - وعن أبي المليح عن أبيه قال : نزلت الملائكة يوم بدر على سيما الزبير عليها عمائم صفر
رواه البزار وفيه الصلت بن دينار وهو متروك
(6/110)
9989 - وعن أبي حازم الأنصاري قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يوم بدر في الظل وأصحابه في الشمس يقاتلون فأتاه جبريل فقال : أنت في الظل والمسلمون في الشمس يقاتلون فقام فتحول إلى الشمس
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن صالح بن أبي الأسود وهو ضعيف جدا
(6/110)
9990 - وعن سهل بن أبي حثمة أن أبا برزة الحارثي جاء يوم بدر بثلاثة رؤوس يحملها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " ظفرت يمينك " . قال : يا رسول الله أما اثنان فأنا قتلتهما وأما الآخر فرأيت رجلا أبيض جميلا حسن الوجه ضرب رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ذاك فلان ملك من الملائكة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . ص . 111
(6/110)
9991 - وعن أبي داود المازني - وكان شهد بدرا - قال : إني لأتبع رجلا من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أنه قد قتله غيري
رواه أحمد وفيه رجل لم يسم
(6/111)
9992 - وعن جابر قال : كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة بدر إذ تبسم في صلاته فلما قضى الصلاة قلنا : يا رسول الله رأيناك تبسمت ؟ قال :
مر بي ميكائيل وعلى جناحه أثر غبار وهو راجع من طلب القوم فضحك إلي فتبسمت إليه
رواه أبو يعلى وفيه الوازع بن نافع وهو متروك
(6/111)
9993 - وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : قال أبي : يا بني لقد رأيتنا يوم بدر وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى رأس المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه
رواه الطبراني وفيه محمد بن يحيى الإسكندراني قال ابن يونس : روى مناكير
(6/111)
9994 - وعن سهل بن سعد قال : قال لي أبو أسيد : يا ابن أخي لو كنت أنا وأنت الآن ببدر ثم أطلق الله لي بصري لأرينك الشعب الذي خرجت علينا الملائكة غير شك ولا تمار
رواه الطبراني وفيه سلامة بن روح وثقه ابن حبان وضعفه غيره لغفلة فيه . ص . 112
(6/111)
9995 - وعن عروة قال : نزل جبريل عليه السلام يوم بدر على سيما الزبير وهو متعجر بعمامة صفراء
رواه الطبراني وهو مرسل صحيح الإسناد . وقد تقدمت أحاديث في اللباس نحو هذا
(6/112)
9996 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لصاحبي الذي إلى جانبي : كم تراهم ؟ أتراهم سبعين ؟ قال : أراهم مائة حتى أخذنا منهم رجلا فسألناه قال : كنا ألفا
رواه الطبراني
(6/112)
9997 - وعن حكيم بن حزام قال : سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة في طست ورمى رسول الله صلى الله عليه و سلم بتلك الحصاة فانهزمنا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن
(6/112)
9998 - وعن حكيم بن حزام قال : لما كان يوم بدر أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ كفا من الحصى فاستقبلنا به فرمى بها وقال : " شاهت الوجوه " فانهزمنا فأنزل الله عز و جل : { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى }
رواه الطبراني وإسناده حسن . ص . 113
(6/112)
9999 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعلي : " ناولني كفا من حصى " . فناوله فرمى به وجوه القوم فما بقى أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء فنزلت : { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } الآية
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/113)
2 - . باب ما جاء في الأسرى
(6/113)
10000 - عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر :
من استطعتم أن تأسروه من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرها
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات
(6/113)
10001 - وعن البراء وغيره قال : جاء رجل من الأنصار بالعباس قد أسره فقال العباس : يا رسول الله ليس هذا أسرني أسرني رجل من القوم أنزع من هيئته كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ للرجل ] :
قد آزرك الله بملك كريم
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/113)
10002 - وعن أبي اليسر قال : نظرت إلى العباس بن عبد المطلب يوم بدر وهو قائم كأنه صنم وعيناه تذرفان فلما نظرت إليه قلت : جزاك الله من ذي رحم شرا أتقاتل ابن أخيك مع عدوه ؟ قال : ما فعل ؟ وهل أصابه القتل ؟ قلت : الله أعز له وأنصر من ذلك . قال : ما يريد إلي ؟ قلت : أسار فان رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن قتلك . قال : ليست بأول صلاته فأسرته ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . ص . 114
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(6/113)
10003 - وعن ابن عباس قال : قلت لأبي : يا أبت كيف أسرك أبو اليسر ولو شئت لجعلته في كفك ؟ قال : يا بني لا تقل ذاك لقد لقيتني وهو أعظم في عيني من الخندمة
رواه الطبراني والبزار وفيه علي بن زيد وهو سيئ الحفظ وبقية رجاله وثقوا
(6/114)
10004 - وعن جابر بن عبد الله قال : أسر العباس [ يوم بدر ] فلم يوجد له قميص يقدر عليه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلم بن خالد وهو ضعيف وقد وثق
(6/114)
10005 - وعن ابن عباس قال : قال المجذر بن زياد لأبي البختري بن هشام :
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن قتلك
رواه البزار عن عبد الله بن شبيب وهو ضعيف
(6/114)
10006 - وعن ابن عباس قال : كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبو اليسر بن عمرو وهو كعب بن عمرو أحد بني سلمة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
كيف أسرته يا أبا اليسر ؟
قال : لقد أعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل هيئته كذا هيئته كذا قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لقد أعانك عليه ملك كريم " . وقال للعباس : يا عباس افد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أحد بني الحارث بن فهر " . قال : فأبى قال : إني كنت ص . 115
مسلما قبل ذلك وإنما استكرهوني قال : " الله أعلم بشأنك إن يك ما تدعي حقا فالله يجزيك بذلك فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك " . وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أخذ معه عشرين أوقية ذهب فقال : يا رسول الله احسبها لي من فدائي قال : " لا ذلك شيء أعطانا الله منك " . قال : فإنه ليس لي مال قال : " فأين المال الذي وضعته بمكة حين خرجت عند أم الفضل وليس معكما غيركما أحد ؟ فقلت : إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا " . قال : فوالذي بعثك بالحق ما علم به أحد من الناس غيري وغيرها وإني أعلم أنك رسول الله
رواه أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات
(6/114)
10007 - وعن أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير قال : كنت في الأسرى يوم بدر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " استوصوا بالأسارى خيرا " . وكنت في نفر من الأنصار فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا التمر وأطعموني البر لوصية رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الصغير والكبير وإسناده حسن
(6/115)
10008 - وعن عبد الله قال : لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما تقولون في هذه الأسرى ؟
قال : ص . 116
فقال أبو بكر رضوان الله عليه : يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واستأن بهم لعل الله أن يتوب عليهم
قال : وقال عمر : يا رسول الله أخرجوك وكذبوك قربهم فاضرب أعناقهم
قال : وقال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله انظر واد كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرمه عليهم نارا
قال : فقال العباس : قطعت رحمك
قال : فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يرد عليهم فقال ناس : يأخذ بقول أبي بكر . وقال ناس : يأخذ بقول عمر . وقال ناس : يأخذ بقول عبد الله بن رواحة
قال : فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
إن الله عز و جل ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله عز و جل ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال : { فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم } ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى صلى الله عليه و سلم قال : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } . وإن مثلك يا عمر كمثل نوح صلى الله عليه و سلم قال : { رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } وإن مثلك يا عمر كمثل موسى صلى الله عليه و سلم قال : { واشدد على ص . 117
قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم } أنتم عالة فلا ينقلبن منهم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق
قال عبد الله : فقلت : [ يا رسول الله ] إلا سهيل بن بيضاء فإني قد سمعته يذكر الإسلام قال : فسكت قال : فما رأيتني في يوم أخوف أن يقع علي حجارة من السماء في ذلك اليوم حتى قال : " إلا سهيل بن بيضاء " . فأنزل الله عز و جل : { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم } إلى قوله : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم }
قلت : روى الترمذي منه طرفا
رواه أحمد
(6/115)
10009 - وفي رواية : فقام عبد الله بن جحش فقال : يا رسول الله أعداء الله كذبوك وأخرجوك وقاتلوك وأنت بواد كثير الحطب
(6/117)
10010 - وفي رواية : يستنقذهم بك الله من النار وقال أبو بكر : يا رسول الله عترتك وأهلك وقومك تجاوز عنهم يستنقذهم الله بك من النار
ورواه أبو يعلى بنحوه ورواه الطبراني أيضا وفيه أبو عبيدة ولم يسمع من أبيه ولكن رجاله ثقات . ص . 118
(6/117)
10011 - وفي رواية عند الطبراني : فقال أبو بكر : إن قتلتهم دخلوا النار وإن أخذت منهم الفداء كانوا لنا عضدا وقال عمر : أرى أن تعرضهم ثم تضرب أعناقهم فهؤلاء أئمة الكفر وقادة الكفر والله ما رضوا أن أخرجونا حتى كانوا أول العرب غزانا
وهي متصلة وفيها موسى بن مطير وهو ضعيف
(6/118)
10012 - وعن أنس والحسن قال : استشار النبي صلى الله عليه و سلم الناس في الأسارى يوم بدر فقال :
إن الله قد أمكنكم منهم
قال : فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم . فأعرض عنه النبي صلى الله عليه و سلم . ثم عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس
قال : فقام عمر فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم . فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : ثم عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال للناس مثل ذلك فقام أبو بكر الصديق عليه السلام فقال : يا رسول الله [ إن ] ترى أن تعفو عنهم وأن تقبل منهم الفداء . قال : فذهب عن وجه النبي صلى الله عليه و سلم ما كان من الغم . قال : فعفا عنهم وقبل الفداء قال : وأنزل الله : { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم } الآية
رواه أحمد عن شيخه علي بن عاصم بن صهيب وهو كثير الغلط والخطأ لا يرجع إذا قيل له الصواب وبقية رجال أحمد رجال الصحيح
(6/118)
10013 - وعن عكرمة قال : قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم : كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا فأسلمت وأسلمت أم الفضل وكان العباس قد أسلم ولكنه كان يهاب قومه وكان يكتم إسلامه وكان أبو لهب - لعنه الله - قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك ص . 119
كانوا يصنعون لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما جاءنا الخبر كتبه الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة
قال : فذكر الحديث ومن هنا في كتاب يعقوب مرسل ليس فيه إسناد وقال فيه : أخو بني سالم بن عوف وكان في الأسارى أبو وداعة بن صرة السهمي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال لكأنكم به قد جاء في فداء أبيه
وقد قالت قريش : لا تعجلوا في فداء أسراكم لا يتأرب عليكم محمد وأصحابه . فقال المطلب بن أبي وداعة : صدقتم فافعلوا وانسل من الليل فقدم المدينة فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به وقدم مكرز بن حفص بن الأخيث في فداء سهيل بن عمرو وكان الذي أسره مالك بن الدخشن أخو بني مالك بن عوف
رواه أحمد هكذا باختصار وبعضه مرسل ورجال غير المرسل ثقات
(6/118)
10014 - وعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكنت قد أسلمت وأسلمت أم الفضل وأسلم العباس وكان يكتم إسلامه مخافة قومه وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام وكان له عليه دين فقال له : اكفني من هذا الغزو وأترك له ما عليك ففعل فلما جاء الخبر وكبت الله أبا لهب وكنت رجلا ضعيفا أنحت هذه الأقداح في حجره زمزم فوالله إني لجالس أنحت أقداحي في الحجرة وعندي أم الفضل إذا الفاسق أبو لهب يجر رجليه أراه قال : حتى جلس عند طنب الحجرة فكان ظهره إلى ظهري فقال الناس : هذا أبو سفيان بن الحارث [ فقال أبو ص . 120
لهب : هلم يا ابن أخي . فجاء أبو سفيان حتى جلس عنده فقاموا عليهما فقال : يا ابن أخي ] كيف كان أمر الناس ؟ قال : لا شيء والله ما هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا ويأسروننا كيف شاءوا وايم الله ما لمت الناس قال : ولم ؟ قال : رأيت رجالا بيضا على خيل بلق لا والله لا تلبق شيئا ولا يقوم لها شيء قال : فرفعت طنب الحجرة فقلت : تلك والله الملائكة فرفع أبو لهب يده فلطم وجهي وثاورته فاحتملني فضرب بي الأرض حتى برك علي وقامت أم الفضل فاحتجرت وأخذت عمودا من عمد الحجرة فضربته به ففلقت في رأسه شجة منكرة وقالت : أي عدو الله استضعفته أن رأيت سيده غائبا عنه فقام ذليلا فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى ضربه الله بالعدسة فقتلته فتركه ابناه يومين أو ثلاثة ما يدفناه حتى أنتن فقال رجل من قريش لابنيه : ألا تستحييان أن أباكما قد أنتن في بيته ؟ فقالا : إنا نخشى هذه القرحة وكانت قريش تتقي العدسة كما يتقى الطاعون فقال رجل : انطلقا فأنا معكما قال : فوالله ما غسلاه إلا قذفا بالماء من بعيد ثم احتملوه فقذفوه في أعلى مكة إلى جدار وقذفوا عليه الحجارة
رواه الطبراني والبزار وفي إسناده حسين بن عبد الله بن عبيد الله وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
(6/119)
10015 - وعن سعد بن أبي وقاص قال : أسرت أنا والزبير بن العوام والوليد بن الوليد يوم بدر فقدم هشام بن الوليد لفدائه فوهبت له حقي وأخذ الزبير حقه
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف . ص . 121
(6/120)
10016 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لأقتلن اليوم رجلا من قريش صبرا
قال : فنادى عقبة بن أبي معيط بأعلى صوته : يا معشر قريش مالي أقتل من بينكم صبرا قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " بكفرك بالله وافترائك على رسول الله - صلى الله عليه و سلم - "
رواه البزار وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل وهو ضعيف ووثقه ابن حبان
(6/121)
10017 - وعن ابن عباس قال : نادى رسول الله صلى الله عليه و سلم أسارى بدر وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء قام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرا قال : من للصبية يا محمد ؟ قال : " النار "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح
(6/121)
10018 - وعن مسروق أنه قال لابن أبي معيط : حدثنا عبد الله بن مسعود وكان غير كذاب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بعنق أبيك أن تضرب صبرا ثم مر به فقال : من للصبية بعدي ؟ قال : " لهم النار "
حسبك ما رضي لك رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(6/121)
10019 - وعن ابن عباس قال : ص . 122
قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر ثلاثة صبرا قتل النضر بن الحارث من بني عبد الدار وقتل طعيمة بن عدي من بني نوفل وقتل عقبة بن أبي معيط
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن حماد بن نمير ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(6/122)
10020 - وعن النعمان بن بشير قال : جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فداء أسارى بدر من المشركين : كل رجل منهم أربعة آلاف
رواه الطبراني في الصغير وفيه الواقدي وهو ضعيف
(6/122)
10021 - وعن عبد الله بن الزبير قال : كانت قريش ناحت قتلاها ثم ندمت وقالوا : لا تنوحوا عليهم فيبلغ ذلك محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم وكان في الأسرى : أبو وداعة بن صبيرة السهمي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن له بمكة ابنا تاجرا كيسا ذا مال كأنكم قد جاءكم في فداء أبيه
فلما قالت قريش في الفداء ما قالت قال المطلب : صدقتم والله لئن فعلتم ليتأربن عليكم . ثم انسل من الليل فقدم المدينة ففدى أباه بأربعة آلاف درهم
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/122)
3 - . باب فيمن قتل من المسلمين يوم بدر
(6/122)
10022 - عن شقيق أن ابن مسعود حدثه أن الثمانية عشر الذين قتلوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر جعل الله أرواحهم في الجنة في طير خضر تسرح في الجنة . ص . 123
[ قال : ] فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك إطلاعة فقال : يا عبادي ماذا تشتهون ؟ فقالوا : يا ربنا هل فوق هذا شيء ؟ قال : فيقول : عبادي ماذا تشتهون ؟ فيقولون في الرابعة : ترد أرواحنا في أجسادنا فنقتل كما قتلنا
رواه الطبراني ورجاله ثقات . ويأتي تسمية من سمى منهم في باب من شهد بدرا إن شاء الله
وتقدمت أحاديث في أرواح الشهداء
(6/122)
4 - . باب فيمن قتل من المشركين يوم بدر
(6/123)
10023 - عن عائشة قالت : لما مر النبي صلى الله عليه و سلم [ يوم بدر ] بأولئك الرهط فألقوا في الطوي عتبة وأبو جهل وأصحابه وقف عليهم فقال :
جزى الله شرا من قوم [ نبي ] ما كان أسوأ الطرد وأشد التكذيب
قالوا : يا رسول الله كيف تكلم قوما قد جيفوا ؟ فقال : " ما أنتم بأفهم لقولي منهم أو لهم أفهم لقولي منكم "
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن إبراهيم لم يسمع من عائشة ولكنه دخل عليها
(6/123)
10024 - وعن عائشة قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالقتلى أن يطرحوا في القليب وطرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف فإنه انتفخ في درعه فملأها فذهبوا ليحركوه فتزايل فتركوه وألقوا ما غيبه من التراب والحجارة فلما ألقاهم في القليب وقف عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا
قال : فقال له أصحابه : يا رسول الله أتكلم قوما موتى ؟ فذكر نحوه . ص . 124
رواه أحمد ورجاله ثقات
(6/123)
10025 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر ببضعة وعشرين رجلا [ من صناديد قريش ] فألقوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث
قال : وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
قال : فلما ظهر على أهل بدر أقام ثلاث ليال حتى إذا كان اليوم الثالث أمر براحلته فشدت برحلها ثم مشى واتبعه أصحابه
قال : فما نراه ينطلق إلا ليقضي حاجته
قال : حتى قام على شفة الطوي قال : فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم : " يا فلان بن فلان أسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ؟ هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ " . قال عمر : يا نبي الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها ؟ قال : " والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم "
(6/124)
10026 - وعن عكرمة قال : قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم : كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا فأسلمت وأسلمت أم الفضل وكان العباس قد أسلم ولكنه كان يهاب قومه وكان يكتم إسلامه وكان أبو لهب - لعنه الله - قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك
قال قتادة : أحياهم الله له حتى سمعوا كلامه توبيخا وتصغيرا
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/124)
10026 - وعن ابن عباس قال : وقف النبي صلى الله عليه و سلم على قتلى بدر وقال :
جزاكم الله عني من عصابة شرا قد خنتموني أمينا وكذبتموني صادقا
ثم التفت إلى أبي جهل بن هشام فقال : " إن هذا كان أعتى على الله من ص . 125
فرعون إن فرعون لما أيقن الهلاك وحد الله وإن هذا لما أيقن بالموت دعا باللات والعزى "
رواه الطبراني وفيه نصر بن حماد الوراق وهو متروك
(6/124)
10027 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم على أهل القليب فقال :
يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا
قالوا : يا رسول الله هل يسمعون ما تقول ؟ قال : " ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم اليوم لا يجيبون "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/125)
10028 - وعن عبد الله بن سيدان عن أبيه قال : أشرف النبي صلى الله عليه و سلم على أهل القليب فقال :
يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟
قالوا : يا رسول الله وهل يسمعون ؟ قال : " يسمعون كما تسمعون ولكنهم لا يجيبون "
رواه الطبراني وعبد الله بن سيدان مجهول
(6/125)
5 - . باب
(6/125)
10029 - عن أبي أسيد أنه كان يقول : ص . 126
أصبت يوم بدر سيف بني عابد بن المرزبان فلما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يردوا ما في أيديهم أقبلت به حتى ألقيته في النفل
قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يمنع شيئا يسأله
قال : فعرفه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي فسأله رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاه إياه
(6/125)
10030 - وفي رواية : عن أبي أسيد أيضا مالك بن ربيعة قال : أصبت سيف بني عابد المخزوميين المرزبان يوم بدر
رواه كله أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات
(6/126)
10031 - وعن الأرقم بن أبي الأرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر :
ردوا ما كان معكم من الأنفال
فرفع أبو أسيد الساعدي سيف بني العابد المرزبان فعرفه الأرقم فقال : هبه لي يا رسول الله . فأعطاه إياه
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجاله ثقات
(6/126)
10032 - وعن عبادة بن الصامت قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فشهدت معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله عز و جل العدو فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون وأكبت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه و سلم لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم : نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب
وقال الذين خرجوا في طلب العدو : لستم بأحق بها منا نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم . ص . 127
وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه و سلم : لستم بأحق بها منا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه و سلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به
فنزلت : { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } فقسمها رسول الله صلى الله عليه و سلم على فواق بين المسلمين
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أغار في أرض العدو نفل الربع وإذا أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث وكان يكره الأنفال ويقول : " ليرد قوى المؤمنين على ضعيفهم "
قلت : روى الترمذي وغيره : كان ينفل في البداءة الربع وفي القفول الثلث
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات
(6/126)
6 - . باب فيمن حمل لواء يوم بدر
(6/127)
10033 - عن ابن عباس قال : كان لواء رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر مع علي بن أبي طالب ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة رضى الله عنهما
رواه الطبراني وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس وبقية رجاله ثقات
(6/127)
7 - . باب في أي شهر كانت وقعة بدر وعدة من شهدها
(6/127)
10034 - عن ابن عباس أنه كان يقول : إن أهل بدر كانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا وكان المهاجرون ستا وسبعين . وكانت هزيمة أهل بدر لسبع عشرة مضين من شهر رمضان يوم الجمعة
رواه أحمد والبزار إلا انه قال : ثلاث مائة وبضعة عشر
وقال : وكانت الأنصار مائتين وستا وثلاثين وكان لواء المهاجرين مع علي . ص . 128
رواه الطبراني كذلك وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس
(6/127)
10035 - وعن ابن عباس قال : كان يوم بدر لسبع وعشرين من رمضان
رواه الطبراني وفيه حجاج بن أرطاة وهو مدلس
(6/128)
10036 - وعن عامر بن عبد الله البدري قال : كانت صبيحة بدر يوم الاثنين لسبع عشرة من رمضان
رواه الطبراني وفيه راو لم أعرفه
(6/128)
10037 - وعن أبي موسى قال : كان عدة أهل بدر عدة أصحاب طالوت يوم جالوت ثلاث مائة وسبعة عشر
رواه البزار ورجاله ثقات
(6/128)
10038 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كان عدة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مائة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(6/128)
10039 - وعن أبي أيوب الأنصاري في حديث طويل قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
هم - يعني المشركين - هلموا أن نتعاد
فإذا نحن ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسره ذلك فحمد الله وقال : " عدة أصحاب طالوت " . فذكر الحديث
وقد تقدم في أوائل غزوة بدر والكلام عليه . ص . 129
(6/128)
10040 - وعن ابن عباس قال : شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه و سلم عشرون رجلا من الموالي
رواه البزار والطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(6/129)
8 - . باب وقد حضر بدرا جماعة
(6/129)
- فمنهم من ذكرت ذلك في مناقبه بإسناده وأذكرها هنا بغير سند وأنبه عليه :
فمنهم أبو بكر الصديق في مناقبه . عمر بن الخطاب في مناقبه . عثمان بن عفان : ضرب له بسهم وأجره . علي بن أبي طالب في مناقبه . سعد بن أبي وقاص في مناقبه . سعيد بن زيد ضرب له بسهمه . عبد الرحمن بن عوف في مناقبه . الزبير بن العوام في مناقبه . طلحة بن عبيد الله في مناقبه . أبو عبيدة بن الجراح في مناقبه . حمزة عم رسول الله صلى الله عليه و سلم في مناقبه
ومن سماهم محمد بن مسلم الزهري فيمن شهد بدرا ورجاله رجال الصحيح إليه :
من الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج : أوس بن ثابت بن المنذر لا عقب له . ص . 130
ومن الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج : أوس بن عبد الله بن الحارث بن خولي . ومن الأنصار ثم من بني الأوس : أنيس بن قتادة . وأنيسة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم . ومن الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني سلمة : أسود بن زيد بن ثعلبه بن غنم . ومن الأنصار ثم من بني زريق : أسعد بن زيد بن الفاكهة بن زيد بن خلدة بن عامر بن عجلان
ومن قريش : الأرقم بن أبي الأرقم . وبلال مولى أبي بكر . وبشر بن البراء بن معرور
ومن الأنصار ثم من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج : بسيس الجهني حليف لهم . ومن الأنصار ثم من بني دينار بن النجار : بجير بن أبي بجير حليف لهم . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : تميم بن يغار بن قيس بن عدي بن أمية . ومن الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني سلمة : تميم مولى خراش بن الصمة . ومن الأنصار ثم من بني العجلان : ثابت بن أقرم . ص . 131
ومن الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني سلمة ثم من بني حرام : ثابت بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام . ومن الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج ثم من بني الحبلي : ثابت بن ربيعة . ومن الأنصار ثم من بني النجار : ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي . ومن الأنصار ثم من بني عدي بن النجار : ثابت بن حسان بن عمرو لا عقب له . ومن الأنصار ثم من بني الأوس ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني أمية بن زيد : ثعلبة بن حاطب . ومن الأنصار ثم من بني جشم بن الخزرج ثم من بني سلمة ثم من بني حرام : ثعلبة الذي يقال له : الجدع . ومن الأنصار : ثعلبة بن عثمة . ومن الأنصار ثم من بني زريق : جبير بن خالد بن مخلد بن إياس . ومن الأنصار ثم من بني النجار : جابر بن خالد بن عبد الأشهل لا عقب له . ومن الأنصار ثم من بني عبيد بن عدي : جابر بن عبد الله بن رئاب بن نعمان بن سنان . ومن الأنصار ثم من بني مالك بن معاوية بن عوف : جبر بن عتيك بن الحارث بن قيس بن حبشية . وقال ابن إسحاق : ابن هيشة . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الحارث بن الخزرج : حارثة بن زيد بن أبي زهير بن امرئ القيس . ومن بني أسد بن عبد العزى : حاطب بن أبي بلتعة حليف لهم . ومن الأنصار ثم من بني عبيد بن عدي : حارثة بن الحمير حليف لهم . ص . 132
ومن الأنصار ثم من بني النبيت ثم من بني عبد الأشهل : الحارث بن قيس بن مالك بن عبيد بن كعب . ومن الأنصار ثم من بني النبيت ثم من بني عبد الأشهل : الحارث بن أوس . ومن الأنصار ثم من بني النجار : حارثة بن سراقة . وشهد العقبة من الأنصار ثم بني زريق : الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد شهد بدرا . ومن الأنصار ثم من بني مالك بن النجار ثم من بني مبذول : الحارث بن الصمة بن عمرو بن عبيد كسر بالروحاء فضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه . ومن الأنصار ثم من بني النبيت ثم من بني عبد الأشهل : الحارث بن خزمة بن عدي حليف لهم من بني سالم . ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن حنظلة بن عوف ثم من بني أمية بن زيد : الحارث بن حاطب . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : حريث بن زيد بن ثعلبة بن عبد الرب . ومن الأنصار : أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب من بني النجار . ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل : رافع بن سهل ويقال : ابن يزيد . ومن الأنصار : رافع بن الحارث بن سواد . ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني أمية بن زيد : رافع بن عنجدة . ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني أمية بن زيد : أبو لبابة بن عبد المنذر . ص . 133
ومن الأنصار ثم من بني زريق : رفاعة بن رافع بن مالك بن عجلان . ومن بني عبد شمس : ربيعة بن أكثم حليف لهم من بني أسد . ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني أمية بن زيد : رفاعة بن عبد المنذر . ومن الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج ثم من بلحبلي : ربيع بن إياس . ومن الأنصار ثم من بني العجلان : ربعي بن أبي ربعي . ومن الأنصار ثم من بني بياضة : رخيلة بن ثعلبة بن خلدة . ومن قريش ثم من بني هاشم : زيد بن حارثة . ومن قريش ثم من بني عدي بن كعب : زيد بن الخطاب . ومن الأنصار ثم من بني النجار : أبو طلحة زيد بن سهل . ومن الأوس ثم من بني العجلان : زيد بن أسلم بن ثعلبة . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : زيد بن المزين . ومن الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج من بلحبلي : زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس . ومن الأنصار ثم من بني بياضة : زياد بن لبيد شهد العقبة وقد شهد بدرا . ومن الأنصار ثم من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج : زياد بن عمرو الجهني حليف لهم . ومن الأنصار ثم من بني النبيت ثم من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : سعد بن الربيع . ص . 134
ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن السلم بن مالك بن الأوس : سعد بن خيثمة . ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل : سعد بن زيد . ومن بني عامر ثم من بني مالك بن حسل : سعد بن خولة . ومن الأنصار ثم من بني زريق : سعد بن يزيد بن عثمان بن خلدة بن مخلد . ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني أمية بن زيد : سعد بن النعمان . ومن الأنصار ثم من بني ضبيعة بن زيد : سهل بن حنيف . ومن الأنصار ثم من بني سواد بن غنم : سهل بن قيس بن أبي كعب بن أبي القين . ومن قريش ثم من بني الحارث بن فهر : سهيل بن بيضاء . ومن الأنصار ثم من بني النجار : سهيل بن رافع بن أبي عمرو وكان له ولأخيه مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم مربدا . ومن الأنصار ثم من بني النجار : سهيل بن عبيد بن النعمان لا عقب له . ومن الأنصار ثم من بني ساعدة : أبو دجانة سماك بن خرشة وهو الذي أخذ سيف رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بني الخزرج : عبد الله بن رواحة بن امرئ القيس . ومن الأنصار ثم من بني سلمة : عبد الله بن حرام
وممن استشهد من المسلمين يوم بدر : من قريش : عبيدة بن الحارث بن عبد مناف قتله شيبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصفراء . ص . 135
ومن قريش ثم من بني تيم بن مرة : عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يعني شهدها ولم يقتل بها . وممن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من المسلمين ثم من قريش ثم من بني زهرة : عمير بن أبي وقاص . وشهد بدرا : عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح . وعاصم بن عدي بن الجد بن العجلان خرج إلى بدر فرده رسول الله صلى الله عليه و سلم وضرب له بسهمه وأجره . وشهدها من الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج : عتبان بن مالك بن عمرو بن عجلان . ومن الأنصار ثم من بني ظفر : قتادة بن النعمان . ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني الحارث : محمد بن مسلمة . ومن الأنصار : معاذ بن جبل
قلت : وأسانيد هؤلاء كلهم إلى ابن شهاب الزهري إسناد واحد ورجاله رجال الصحيح
- ومن سماهم عروة بن الزبير أذكرهم وفي إسناده ابن لهيعة وقد ضعف وحديثه حسن باعتبار الشواهد وغالب من سماه الزهري سماه عروة ومن هنا سماهم عروة
في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني أصرم بن فهر بن غنم بن عوف بن الحارث بن الخزرج : أوس بن الصامت أخو عبادة . وممن شهد العقبة من الأنصار من الأنصار ثم من بني عمرو بن مالك بن النجار وشهد بدرا : أوس بن ثابت بن المنذر لا عقب له . ومن الأنصار ثم من بني قربوس بن غنم بن سالم : أمية بن لوذان بن سالم بن ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس بن غنم . ص . 136
وأنيسة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم . ومن قريش ثم من بني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب : الأرقم بن أبي الأرقم واسم ابن أبي الأرقم عبد مناف ويكنى أبا خندف بن عبد الله بن عمر بن مخزوم . وبلال مولى أبي بكر
وممن شهد العقبة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن الأنصار من بني عبيد بن عدي : بشر بن البراء بن معرور وقد شهد بدرا . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : بشير بن سعد وقد شهد بدرا . وشهد بدرا من الأنصار من بني مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج : بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس . ومن الأنصار ثم من بني طريف بن الخزرج : بسبس الجهني حليف لهم . ومن الأنصار ثم من بني خلدة بن عوف بن الحرث بن الخزرج : تميم بن يعار بن قيس بن عدي . ومن الأنصار : تميم مولى بني غنم بن السلم بن مالك بن الأوس بن حارثة . ومن الأنصار : تميم مولى خراش بن الصمة . ومن الأنصار ثم من الخزرج ثم من بني سلمة : تميم مولى خراش بن الصمة . ومن الأنصار ثم من بني العجلان : ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان . ومن الأنصار ثم من بني عدي بن النجار : أوس بن ثابت بن أوس بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو . ص . 137
وشهد بدرا ثابت بن عمر بن زيد بن عدي بن سواد بن عصمة أو عصية حليف لهم من أشجع . ومن الأنصار : ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عبيد . ومن الأنصار ثم من بني جشم بن الخزرج : ثعلبة الذي يقال له : الجدع . ومن الأنصار : ثعلبة بن عتمة . ومن الأنصار : جبير بن إياس بن خالد بن مخلد بن زريق . ومن الأنصار ثم من بني دينار بن النجار : جابر بن خالد بن عبد الأشهل لا عقب له . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : جابر بن عبد الله بن رئاب بن نعمان بن سنان . ومن الأنصار ثم من بني معاوية [ بن مالك بن عوف ] بن عمرو بن عوف : جابر بن عتيك بن الحارث بن قيس بن حبشية - وقال ابن إسحاق : ابن هيشة - . ومن الأنصار ثم من بني حابس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن عوف بن الخزرج : جبار بن صخر بن أمية بن الخنساء بن عبيد بن عدي بن غنم . وشهد بدرا : حاطب بن أبي بلتعة . ومن الأنصار ثم من بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة : حارثة بن الحمير [ حليف لهم ] من أشجع بن دهمان . وشهد بدرا : الحارث بن سواد . ومن الأنصار ثم من بني النجار : الحارث بن سراقة . ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل : الحارث بن معاذ بن النعمان . ص . 138
وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني زريق : الحارث بن قيس بن مخلد وقد شهد بدرا وهو أبو خالد . ومن الأنصار ثم من بني مبذول : الحارث بن الصمة بن عبيد بن عامر . ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل : الحارث بن معاذ بن النعمان . ومن الأنصار : الحارث بن خزمة بن أبي غنم بن سالم بن عوف بن الحارث بن الخزرج . ومن الأنصار ثم من بني جشم بن الحارث بن الخزرج : حريث بن زيد . ومن الأنصار ثم من بني زريق : ذكوان بن عبد قيس بن خلدة وكان خرج من المدينة إلى مكة مهاجرا إلى الله وقد شهد بدرا . ومن الأنصار ثم من بني زعور بن عبد الأشهل بن يزيد : رافع بن يزيد . ومن الأنصار : رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن مناة بن خبيب بن حارثة بن غضب بن جشم بن الخزرج استشهد يوم بدر . ومن الأنصار : رافع ابن جعدبة . ومن الأنصار : رافع بن الحارث بن سواد بن زيد بن ثعلبة
- وعن عروة أيضا أن بشير بن عبد المنذر والحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر فرجعهما . وأمر أبا لبابة على المدينة وضرب لهما بسهمين مع أصحاب بدر . وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني زريق : رفاعة بن رافع بن مالك بن عجلان بن عمرو بن زريق وهو نقيب وقد شهد بدرا . ص . 139
وشهد بدرا من خلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف : ربيعة بن أكثم من بني أسد بن خزيمة . وشهد العقبة : رفاعة بن قيس بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الحارث وقد شهد بدرا وكان ممن خرجا مهاجرا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني لوذان بن غنم بن عوف ابن الخزرج : ربيع بن إياس بن غنم بن أمية بن لوذان بن غنم . وشهد بدرا : زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ القيس الكلبي أنعم الله عليه ورسوله . ومن قريش ثم من بني عدي بن كعب : زيد بن الخطاب . وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني عمرو بن مالك بن النجار وهم بنو جديلة : أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود وقد شهد بدرا وهو نقيب - قال الطبراني : قال ابن لهيعة : سهل بن زيد بدل : زيد بن سهل - . وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني جشم بن الخزرج : زيد بن الحارث بن الخزرج . ومن الأنصار ثم من بني حدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وهو بنو الحبلي : زيد بن المرس . ومن الأنصار ثم من بني سالم بن غانم بن عوف بن الخزرج وهم بنو الحبلي : زيد بن عمرو بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزء بن عدي بن مالك بن سالم بن غانم بن عوف بن الخزرج . ومن الأنصار : زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان . ومن الأنصار ثم من بني بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة : زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة . ص . 140
ومن الأنصار : سعد بن معاذ بن امرئ القيس بن عبد الأشهل . وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج : سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن خزيمة وهو نقيب وقد شهد بدرا . وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف : سعد بن خيثمة . ومن الأنصار ثم من بني عبد بن كعب بن عبد الأشهل : سعد بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب . ومن الأنصار ثم من بني دينار بن النجار : سعد بن سهل بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار . ومن الأنصار ثم من بني سواد بن كعب - واسم كعب : ظفر - : سعد بن عبيد بن النعمان
ومن الأنصار : سعد بن النعمان بن قيس
وشهد بدرا : سعد مولى حاطب بن أبي بلتعة . وسعد مولى خولى وهو رجل من مذحج . ومن الأنصار ثم من بني جشم بن الخزرج : سهل بن عدي . ومن قريش ثم من بني الحارث بن فهر : سهيل بن بيضاء . وشهد العقبة من الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عبد الأشهل : سلمة بن سلامة بن وقش وقد شهد بدرا . ومن قريش ثم من بني عبد شمس بن عوف : سالم مولى أبي حذيفة . ومن الأنصار ثم من بني ساعدة : أبو دجانة سماك بن خرشة بن أوس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة . وشهد العقبة لبيعة رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأنصار ثم من بني سلمة بن زيد بن جشم : طفيل بن نعمان بن خنساء وقد شهد بدرا . ص . 141
وشهد بدرا من الأنصار : عثمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سوادة . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج ثم من بني امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج : عبد الله بن رواحة . وشهد العقبة لبيعة رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأنصار ثم من بني حارثة بن الحارث : عبد الله بن سرجس بن النعمان بن أمية بن البرك وهو بدري . وشهدها من الأنصار ثم من بني حرام بن كعب بن عمرو بن غنم بن كعب بن سلمة : عبد الله بن عمرو بن حرام وهو نقيب وقد شهد بدرا . وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج ثم من بني عبيد الله بن مالك بن سالم بن غانم بن الخزرج وهو الحبلي : عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول . ومن الأنصار : عبد الله بن طارق البلوي حليف لهم . ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف : عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن العجلان . ومن الأنصار ثم من بني جزرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج : عبد الله بن عرفطة . ومن الأنصار ثم من بني جزرة بن عوف : عبد الله بن عمير . ومن الأنصار ثم من بني الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج : عبد الله بن ربيع بن قيس بن عمرو بن عابد بن الأبجر . ومن الأنصار ثم من بني لوذان بن غنم : عبد الله بن ثعلبة بن حزمة بن أصرم حليف لهم . ص . 142
ومن الأنصار ثم من بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة ثم من بني خنساء بن شيبان بن عبيد : عبد الله بن جد بن قبس بن صخر بن خنساء . ومن الأنصار : عبد الله بن الحمير الأشجعي حليف لهم من أشجع . ومن الأنصار ثم من بني خنساء : عبد الله بن عبد مناف بن نعمان بن شيبان . ومن الأنصار ثم من بني حباس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة : عبد الله بن قيس بن صخر بن حذام بن ربيعة بن عدي بن غنم . واستشهد ببدر من المسلمين ثم من قريش : عبيدة بن الحارث بن المطلب قتله شيبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصفراء . وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس : أبو عبيس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة . ومن قريش ثم من بني تيم بن مرة : عامر بن فهيرة مولى أبي بكر . ومن الأنصار : عمارة بن حزم بن زيد . ومن الأنصار ثم من بني مازن بن النجار ثم من بني خنساء بن مدرك بن عمرو بن غنم بن مازن : عمير ويكنى عمير أبو داود بن عامر بن مالك بن خنساء بن مدرك . واستشهد من المسلمين يوم بدر من قريش ثم من بني زهرة : عمير بن أبي وقاص . وشهد بدرا : عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن بشير بن مالك بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان من مضر حليف نوفل بن عبد مناف . ص . 143
ومن الأنصار ثم من بني سالم : عتبان بن مالك بن عمرو بن عجلان بن زيد بن غانم بن سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج . ومن الأنصار ثم من بني بياضة : فروة بن عمرو وقد شهد بدرا . وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني مازن بن النجار بن قيس بن أبي صعصعة : زيد بن عوف بن مبذول . وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني سواد بن كعب - واسم كعب : ظفر - : قتادة بن النعمان . وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب ومات أبو مرثد سنة ثنتي عشرة وهو ابن ست وستين سنة . ومن الأنصار ثم من بني زعوراء بن عبد الأشهل : محمد بن مسلمة بن خالد بن [ عدي بن ] مجدعة بن حارثة بن الحارث . وشهد العقبة من الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عبد الأشهل : أبو الهيثم بن التيهان وهو نقيب وقد شهد بدرا وهو أول من بايع بالعقبة . وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني سلمة : معاذ بن جبل بن عمرو بن [ أوس بن ] عائذ بن عدي [ بن كعب بن أدي بن سعد بن عدي بن أسد ] بن ساردة بن تزيد بن جشم وقد شهد بدرا . وشهد بدرا : المقداد بن عمرو . وشهد بدرا : مرثد بن أبي مرثد الغنوي . وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني حارثة : أبو بردة بن نيار بن عمرو بن عبيد وهو حليف لهم من بلى وهو بدري . ص . 144
قلت : وإسناد عروة فيه ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع وقد توبع من طريق الزهري كما تقدم
- وقد روي عن محمد بن إسحاق بإسناده إليه في تراجم ذكر ابن إسحاق أنهم شهدوا بدرا والإسناد إلى ابن إسحاق رجاله ثقات قال ابن إسحاق : في تسمية من شهد بدرا :
من الأنصار ثم من بني عامر بن مالك : الحارث بن الصمة بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن مبذول كسر بالروحاء فضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه . ومن الأنصار ثم من بني النجار : أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار توفي بالقسطنطينية مع يزيد بن معاوية بن أبي سفيان سنة إحدى وخمسين . وخوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك - واسم البرك : امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف - ضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه وأجره . وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأنصار ثم من بني خبيب بن عدي بن حارثة : رافع بن المعلى . وأبو لبابة بن عبد المنذر بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس كان خرج مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى بدر فرجعه وأمره على المدينة وضرب له بسهمه وأجره مع أهل بدر . وشهد بدرا من الأنصار ثم من الخزرج ثم من بني زريق : رفاعة بن رافع بن مالك بن عجلان بن عمرو بن عامر بن زريق عبد : حارثة بن مالك بن عصب بن جشم بن الخزرج . ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس . واستشهد يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأنصار : سعد بن خيثمة . ص . 145
وشهد بدرا من الأنصار ثم من الأوس : سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن ملك بن الأوس . وشهد بدرا من الأنصار : سهل بن حنيف بن واهب بن حكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو وعمرو الذي يقال له : بخرج من خنش بن عوف بن عمرو بن عوف . ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عبد الأشهل : سلمة بن سلامة بن وقش بن رعية بن زعوراء بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس . وشهد بدرا : عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة . واستشهد يوم بدر من المسلمين من قريش : عبيدة بن الحارث بن عبد مناف قتله شيبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصفراء
- وأعاده بسنده إلا أنه قال : قتله عتبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصهباء -
وشهد بدرا من الأنصار ثم من الأوس : أبو عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس . واستشهد يوم بدر من المسلمين ثم من قريش ثم من بني زهرة بن كلاب : عمير بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة . وشهد بدرا من الأنصار : عاصم بن ثابت بن قيس بن أبي الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمية بن صعصعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف . ص . 146
وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني أمية بن زيد : عويم بن ساعدة - ولم ينسبه بن إسحاق - ويقال : إنه حليف لبني عمرو بن عوف ويقال : إنه من أنفسهم . وشهد بدرا : عكاشة بن محصن بن حسان بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف بني عبد شمس . وشهد بدرا : أبو أسيد مالك بن ربيعة بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن [ الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن ] عامر
قال محمد بن إسحاق : معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن أدي شهد بدرا والعقبة وإنما ادعته بنو سلمة لأنه كان أخا سهيل بن محمد بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة لأمه . وشهد بدرا . معاذ بن الحارث بن رفاعة بن سوار بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وعفراء أمه وهي أم عوف ومعوذ كلهم شهد بدرا وعفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار . وشهد بدرا من الأنصار ثم من الخزرج : معاذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة ويقال : سادرة بن تزيد بن جشم بن الخزرج شهد بدرا وقتل أبا جهل فقطع عكرمة بن أبي جهل يده ثم عاش إلى زمن عثمان . ص . 147
وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني الخزرج : أبو محمد الأنصاري واسمه مسعود بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار . وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني الخزرج : النعمان بن قوقل بن ثعلبة بن دعل بن فهم بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف
- وممن سماهم عبد الله بن أبي رافع من أهل بدر ممن شهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه حروبه من أهل بدر
رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عبد الله الحضرمي وهو ثقة وجادة عن كتاب عبيد الله بن أبي رافع وهو ثقة وهم :
ثعلبة بن قيظي بن صخر بن سلمة بدري . وجبر بن أنس بدري من بني زريق . وجبلة من بني بياضة بدري والحارث بن النعمان بدري
رواه الطبراني بإسناد متصل وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف
- والحارث بن حاطب الأنصاري من بني حارثة رجع من الروحاء . وحصين بن الحارث بدري شهد معه كل مشاهده من بني عبد المطلب بن عبد مناف
وفي إسناده ضرار بن صرد وهو ضعيف
- وخليفة بن عدي من بني بياضة بدري
وإسناده ضعيف
- ورفاعة بن رافع بدري من بني زريق
وإسناده ضعيف
- وربعي بن عمرو من بني عمرو بن عوف بدري
وإسناده ضعيف
- وزيد بن أسلم بدري
وإسناده ضعيف . ص . 148
- وزيد بن خارجة من بني حارثة من بني حارثة بن الخزرج بدري كان ينزل المدينة توفي في خلافة عثمان
- وممن سماهم الطبراني بغير إسناد : أوس ويقال : سلم أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم من دوس قالط ذكره محمد بن إسحاق فيمن شهد بدرا . والحكم بن سعيد بن العاصي قتل يوم بدر شهيدا
وسعيد بن عثمان بن خالد بن مخلد بن حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج أبو عبادة الزرقي بدري ويقال : عبادة والصحيح : أبو عبادة . وصهيب بن سنان بن مالك بن عمرو بن عبد بن عقيل بن عامر بن جندلة بن [ جذيمة ويقال : ] خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن مناة بن نمر بن قاسط بن وهب بن أفصى بن جذيلة بن أسد بن ربيعة بن نزار - ذكر هذه النسبة هشام الكلبي - [ حليف عبد الله بن جدعان التيمي وكانت الروم سبته من الموصل وهو صغير ] يكنى : أبا يحيى بدري وأم صهيب سلمى بنت الحارث . وعثمان بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب يكنى : أبا السائب وكان من مهاجرة الحبشة وقدم مكة قبل الهجرة فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا . وعبد الله بن رواحة بن امرئ القيس بن مالك بن كعب بن الحارث بن الخزرج عقبي بدري استشهد يوم مؤتة . وعبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي لم يذكره عروة في أهل بدر وذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة وروى في بعض الحديث : أنه من أهل بدر وذكره أيضا عبادة الزرقي ويقال : أبو عبادة فمن قال : أبو عبادة قال اسمه : سعيد وقد تقدم نسبه . ص . 149
(6/129)
10041 - وعن سهل بن سعد قال : شهد أخي ثعلبة بن سعد بدرا وقتل يوم أحد ولم يعقب
رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف
(6/149)
10042 - وعن رفاعة بن رافع قال : خرجت أنا وأخي خلاد إلى بدر على بعير لنا أعجف
رواه الطبراني والبزار في حديث طويل وقد تقدمت طريق البزار في أوائل غزوة بدر
(6/149)
10043 - وعن المغيرة بن حكيم قال : قلت لعبد الله بن سعد بن خيثمة : أشهدت بدرا ؟ قال : نعم والعقبة مع أبي
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/149)
10044 - وعن المغيرة بن حكيم قال : قلت لعبد الله بن سهل : شهدت بدرا ؟ قال : نعم والعقبة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد وهو ثبت
(6/149)
10045 - وعن الواقدي قال : وفيها مات عبد الله بن كعب بن عاصم المازني من بني مازن بن النجار وكان على خمس النبي صلى الله عليه و سلم يوم بدر وصلى عليه عثمان بالمدينة - يعني سنة وثلاث وثلاثين
رواه الطبراني ورجاله إلى الواقدي ثقات
(6/149)
10046 - وعن الزهري عن عامر بن ربيعة : وكان من كبراء بني عدي وكان أبوه شهد بدرا
رواه الطبراني وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف
(6/149)
10047 - وعن أبي إدريس الخولاني أن عبادة بن الصامت وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم الذين شهدوا بدرا من نقباء ليلة العقبة . ص . 150
رواه الطبراني وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف
(6/149)
10048 - وعن محمد بن الحنفية قال : رأيت أبا عمرو وكان بدريا أحديا عقبيا
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف
(6/150)
10049 - وعن أنيسة بنت عدي أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله ابني [ عبد الله بن ] سلمة وكان بدريا قتل يوم أحد أحببت أن أنقله فآنس بقربه فأذن لها رسول الله صلى الله عليه و سلم فعدلته بالمجذر بن زياد على ناضح له في عباءة فمر بهما فعجب لهما الناس فنظر إليهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " سوي بينهما عملهما " . وكان عبد الله ثقيلا جسيما وكان المجذر قليل اللحم وهو الذي يقول :
أنا الذي يقال أصلي من بلى
أطعن بالصعدة حتى تنثنى
ولا يرى مجذرا يفري فرى
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/150)
10050 - وروى الطبراني في ترجمة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنها وعن علي بن عبد العزيز البغوي وهو ثقة قال : حدثنا الزبير بن بكار - قلت : وهو ثقة - قال : وشهد بدرا أبوها - يعني عمر بن الخطاب - وعمها زيد وأخوالها : عثمان وقدامة وعبد الله - يعني ابن مظعون - وابن خالها السائب بن عثمان
(6/150)
10051 - وعن عمرو بن يحيى عن أبيه عن جده أبي حسن وكان بدريا عقبيا ذكر حديثا ذكرته في الحدود . ص . 151
رواه الطبراني وفيه حسين بن عبد الله الهاشمي وهو متروك
(6/150)
10052 - وعن مخلد الغفاري أن ثلاث أعبد لبني غفار شهدوا مع النبي صلى الله عليه و سلم بدرا
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات
(6/151)
9 - . باب فضل أهل بدر
(6/151)
10053 - عن رافع بن خديج أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم بدر :
والذي نفسي بيده لو أن مولودا ولد في فقه أربعين سنة من أهل الدين يعمل بطاعة الله ويجتنب معاصي الله كلها إلى أن يرد إلى أرذل العمر أو يرد إلى أن [ لا ] يعلم بعد علم شيئا لم يبلغ أحدكم هذه الليلة
وقال : " إن للملائكة الذين شهدوا بدرا لفضلا على من تخلف منهم "
قلت : له حديث في فضل أهل بدر رواه بن ماجة غير هذا
رواه الطبراني وفيه جعفر بن مقلاص ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(6/151)
10054 - وعن أبي هريرة أن رجلا من الأنصار عمي فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم : اخطط لي في داري مسجدا لأصلي فيه فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد اجتمع إليه قومه فتغيب رجل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما فعل فلان ؟ " . فذكره بعض القوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أليس قد شهد بدرا ؟ " . قالوا : نعم ولكنه كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فلعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "
قلت : روى أبو داود وابن ماجة بعضه . ص . 152
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد
(6/151)
10055 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني لأرجو أن لا يدخل النار من شهد بدرا إن شاء الله
رواه البزار وفيه من لم أعرفه
قلت : وتأتي أحاديث في فضل أهل بدر وغيرهم من هذا النحو في مناقب حاطب وغيره إن شاء الله
(6/152)
10056 - وعن رفاعة بن مالك قال : سمعت أبي يقول : إن جبريل قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم : ومن شهد بدرا من الملائكة فاضلنا
قلت : هو في الصحيح من حديث رفاعة نفسه وهنا من حديثه عن أبيه
رواه الطبراني من رواية يحيى بن سعيد عن رفاعة ويحيى لم يدرك أحدا من أهل بدر والله أعلم
(6/152)
21 - . باب غزوة أحد
(6/152)
1 - . باب فيما رآه النبي صلى الله عليه و سلم في المنام مما يتعلق بأحد
(6/152)
10057 - عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقرا تنحر فأولت أن الدرع الحصينة المدينة وأن البقر نفر والله خير
قال : فقال أصحابه : " لو أنا أقمنا بالمدينة فإن دخلوا علينا فيها قاتلناهم " . فقالوا : والله يا رسول الله ما دخل علينا فيها ص . 153
في الجاهلية فكيف يدخل علينا فيها في الإسلام فقال : " شأنكم إذا " . فلبس لأمته قال : فقالت الأنصار : رددنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيه فجاؤوا فقالوا : يا نبي الله شأنك إذا فقال : " إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/152)
10058 - وعن ابن عباس قال : لما نزل بالنبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد أبو سفيان وأصحابه قال لأصحابه :
إني رأيت في المنام سيفي ذا الفقار انكسر وهي مصيبة ورأيت بقرا تذبح وهي مصيبة ورأيت علي درعي وهي مدينتكم لا يصلون إليها إن شاء الله
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو متروك
قلت : وله طريق في التعبير رواها البزار أبين من هذه
(6/153)
10059 - وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
رأيت كأني مردف كبشا وكأن ظبة سيفي انكسرت فأولت أني أقتل كبش القوم وأولت ظبة سيفي قتل رجل من عترتي
فقتل حمزة وقتل رسول الله صلى الله عليه و سلم طلحة وكان صاحب اللواء
رواه الطبراني واللفظ لهن والبزار وأحمد ولم يكلمه وفيه علي بن زيد وهو سيئ الحفظ وقد جاء من غير طريقه كما تراه وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/153)
2 - . باب فيمن استصغر يوم أحد
(6/153)
10060 - عن رافع بن خديج أنه خرج يوم أحد فأراد النبي صلى الله عليه و سلم رده ص . 154
واستصغره فقال له عمي : يا رسول الله إنه رام فأخرجه فأصابه سهم في صدره أو نحره فأتى عمه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن ابن أخي أصيب بسهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن تدعه فيه فيموت مات شهيدا
قال عبد الله بن حسين : وحدثتني امرأته أنها كانت تراه يغتسل فيتحرك في صدره
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وله طريق أتم من هذه في مناقبه
(6/153)
10061 - وعن أسيد بن ظهير قال : استصغر رسول الله صلى الله عليه و سلم رافع بن خديج يوم أحد فقال له عمه أسيد بن ظهير : يا رسول الله رجل رام فأجازه رسول الله صلى الله عليه و سلم فأصابه سهم في لبته فجاء به عمه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن ابن أخي أصابه سهم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن أحببت أن تخرجه أخرجناه وإن أحببت أن تدعه فإنه إن مات وهو فيه مات شهيدا
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(6/154)
10062 - وعن زيد بن جارية قال : استصغر النبي صلى الله عليه و سلم ناسا يوم أحد منهم زيد بن جارية - يعني نفسه - والبراء بن عازب وسعد بن خيثمة وأبو سعيد الخدري وعبد الله ابن عمر وجابر بن عبد الله
رواه الطبراني وفيه عثمان بن يعقوب العثماني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات . ص . 155
(6/154)
10063 - وعن زيد بن جارية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم استصغر ناسا يوم أحد منهم زيد بن أرقم
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(6/155)
10064 - وعن البراء قال : عرضت أنا وابن عمر يوم بدر على النبي صلى الله عليه و سلم فاستصغرنا وشهدنا أحدا . قلت : هو في الصحيح خلا قوله : وشهدنا أحدا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/155)
3 - . باب منه في وقعة أحد
(6/155)
10065 - عن رجل من بني تيم - يقال له : معاذ - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ظاهر يوم أحد بين درعين
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(6/155)
10066 - وعن طلحة بن عبيد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ظاهر يوم أحد بين درعين
رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/155)
10067 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ظاهر يوم أحد بين درعين
رواه البزار وفيه إسحاق بن أبي فروة وهو ضعيف . ص . 156
(6/155)
10068 - وعن أيوب بن النعمان عن أبيه عن جده قال : رأيت على النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد درعين
رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف
(6/156)
10069 - وعن الزبير بن العوام قال : عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم سيفا يوم أحد فقال : " من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ " . فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال : يا رسول الله أنا آخذه بحقه فما حقه ؟ قال : فأعطاه إياه فخرج واتبعته فجعل لا يمر بشيء إلا أفراه وهتكه حتى أتى نسوة في سفح الجبل ومعهن هند وهي تقول
نحن بنات طارق . . . نمشي على النمارق
والمسك في المفارق . . . إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق . . . فراق غير وامق
قال : فحمل عليها فنادت بالصحراء فلم يجبها أحد فانصرفت عنها فقلت له : كل صنيعك رأيته فأعجبني غير أنك لم تقتل المرأة قال : فإنها نادت فلم يجبها أحد فكرهت أن أضرب بسيف رسول الله صلى الله عليه و سلم امرأة لا ناصر لها
رواه البزار ورجاله ثقات
(6/156)
10070 - وعن قتادة بن النعمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد :
من يأخذ هذا السيف بحقه ؟
فقام علي فقال : أنا يا رسول الله فقال : " اقعد " . ثم قال الثانية : " من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ " . فقام أبو دجانة فدفع رسول الله صلى الله عليه و سلم إليه سيفه ذا الفقار فقام أبو دجانة ورفع على عينيه عصابة حمراء ص . 157
ترفع حاجبيه عن عينيه من الكبر ثم مشى بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسيف
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(6/156)
10071 - وعن خالد بن سليمان بن عبد الله بن خالد بن سماك بن خرشة عن أبيه عن جده أن أبا دجانة يوم أحد أعلم بعصابة حمراء فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مختال في مشيته بين الصفين فقال :
إنها مشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(6/157)
10072 - وعن عبد الله بن مسعود أن النساء يوم أحد كن خلف المسلمين يجهزن على قتلى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر : إنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله : { منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم } فلما خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وعصوا ما أمر به أفرد رسول الله صلى الله عليه و سلم في تسعة - سبعة من الأنصار ورجلان من قريش - وهو عاشرهم فلما رهقوه قال : " رحم الله رجلا ردهم عنا " . فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل فلما رهقوه أيضا قال : " يرحم الله رجلا ردهم عنا " . فلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة فقال النبي صلى الله عليه و سلم لصاحبيه : " ما أنصفنا أصحابنا " . فجاء أبو سفيان فقال : اعل هبل . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " قولوا الله أعلى وأجل " . [ فقالوا : الله أعلى وأجل ] فقال أبو سفيان : لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " [ قولوا ] : الله مولانا والكافرين لا مولى لهم " . ص . 158
ثم قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر يوم لنا ويوم علينا ويوم نساء ويوم نسر حنظلة بحنظلة وفلان بفلان وفلان بفلان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا سواء أما قتلانا فأحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون " . قال أبو سفيان : قد كانت في القوم مثله فإن كانت لعن غير ملأ منا ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا ساءني ولا سرني قال : فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أكلت منها شيئا ؟ " . قالوا : لا . قال : " ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار " . فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم حمزة فصلى عليه وجيء برجل من الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة [ ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه ثم رفع وترك حمزة ] حتى صلى عليه [ يومئذ ] سبعين صلاة
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط
(6/157)
10073 - وعن ابن عباس قال : ما نصر الله عز و جل في موطن كما نصر في يوم أحد قال : فأنكرنا ذلك فقال ابن عباس : بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله عز و جل إن الله عز و جل يقول في يوم أحد : { ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه } [ يقول ابن عباس ] : والحس : القتل { حتى إذا فشلتم } إلى قوله : { ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين } وإنما عني بهذا الرماة وذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم أقامهم في ص . 159
موضع ثم قال : " احموا ظهورنا فإن رأيتمونا قتلنا مقتل فلا تنصرونا وإن رأيتمونا غنمنا فلا تشركونا " . فلما غنم النبي صلى الله عليه و سلم وأباحوا عسكر المشركين أكب الرماة جميعا [ فدخلوا ] في العسكر ينهبون وقد التفت صفوف أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فهم هكذا - وشبك [ بين ] أصابع يديه - وانتشوا فلما أخل الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الجبل من ذلك الموضع على أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فضرب بعضهم بعضا والتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير وقد كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة - أو تسعة - ورجال المسلمين حوله ولم يبلغوا حيث يقول الناس : الغار إنما كان تحت المهراس وصاح الشيطان : قتل محمد . فلم يشك [ فيه ] أنه حق فما زلنا كذلك ما نشك أنه [ قد ] قتل حتى إذا طلع رسول الله صلى الله عليه و سلم بين السعدين نعرفه بتكفئه إذا مشى قال : وفرحنا حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا قال : فرقي نحونا وهو يقول : " اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسول الله - صلى الله عليه و سلم - " . ويقول مرة أخرى : " اللهم [ إنه ] ليس لهم أن يعلونا " . حتى انتهى إلينا فمكث ساعة فإذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل : اعل هبل مرتين يعني آلهته أين ابن أبي كبشة ؟ أين ابن أبي قحافة ؟ أين ابن الخطاب ؟ فقال عمر : يا رسول الله أفلا أجيبه ؟ قال : " بلى " . قال : فلما قال : اعل هبل قال عمر : الله أعلى [ وأجل ] قال : فقال أبو سفيان : يا ابن الخطاب انه قد أنعمت عينها أو فعال عنها فقال : أين ابن أبي كبشة ؟ أين ابن أبي قحافة ؟ أين ابن ص . 160
الخطاب فقال عمر : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهذا أبو بكر وها أنا ذا عمر فقال أبو سفيان : يوم بيوم بدر الأيام دول [ وإن ] الحرب سجال . قال : فقال عمر : لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار قال أبو سفيان : إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا إذا وخسرنا . ثم قال أبو سفيان : أما إنكم ستجدون في قتلاكم مثلا ولم يكن ذلك عن [ رأي ] سراتنا قال : ثم أدركته حمية الجاهلية قال : فقال : أما إنه [ قد ] كان ذلك فلم نكرهه
رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وقد وثق على ضعفه
(6/158)
10074 - وعن المسور بن مخرمة قال : قلت لعبد الرحمن بن عوف : أي خال أخبرني عن قصتكم يوم بدر ؟ قال : اقرأ بعد العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا : { وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال } إلى قوله : { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا } . قال : هم الذين طلبوا الأمان من المشركين إلى قوله : { ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون } قال : فهو يتمنى لقاء المؤمنين إلى قوله : { إذ تحسونهم بإذنه }
رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(6/160)
10075 - وعن علي قال : لما انجلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد نظرت في القتلى فلم أر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : والله ما كان ليفر ولا أراه في القتلى ولكن أرى الله غضب ص . 161
علينا بما صنعنا فرفع نبيه صلى الله عليه و سلم فما لي خير من أن أقاتل حتى أقتل فكسرت جفن سيفي ثم حملت على القوم فرجوا لي فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه و سلم بينهم
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن مروان العقيلي وثقه أبو داود وابن حبان وضعفه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/160)
10076 - وعن عائشة قالت : حدثني أبي قال : لما انصرف الناس عن النبي صلى الله عليه و سلم كنت أول من فاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعلت أنظر إلى رجل يقاتل بين يديه فقلت : كن طلحة فلما نظرت فإذا أنا بإنسان خلفي كأنه طائر فلم أشعر أن أدركني فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح وإذا طلحة بين يديه صريعا قال : " دونكم أخوكم فقد أوجب " . فتركناه وأقبلنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا قد أصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجهه سهمان فأردت أن أنزعهما فما زال أبو عبيدة يسألني ويطلب إلي حتى تركته ينزع أحد السهمين وأزم ( عض ) عليه بأسنانه فقلعه وابتدرت إحدى ثنيتيه ثم لم يزل يسألني ويطلب إلي أن أدعه ينزع الآخر فوضع ثنيته على السهم وأزم عليه كراهية أن يؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم إن تحول فنزعه وابتدرت ثنيته أو إحدى ثنيتيه قال : فكان أبو عبيدة أهتم الثنايا
رواه البزار وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك
(6/161)
10077 - وعن كعب بن مالك قال : لما كان يوم أحد وصرنا إلى الشعب كنت أول من عرفته فقلت : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأشار إلي بيده أن اسكت ثم ألبسني لأمته ولبس لأمتي فلقد ص . 162
ضربت حتى جرحت عشرين جراحة - أو قال : بضعة وعشرين جرحا - كل من يضربني يحسبني رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجال الأوسط ثقات
(6/161)
10078 - وعن سعد قال : لما جال الناس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الجولة يوم أحد قلت : أدوم فإما أن أستشهد وإما أن أنجو حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه و سلم فبينا أنا كذلك إذا أنا برجل مخمر وجهه ما أدري من هو فأقبل المشركون يجيئون نحوه إذ قلت : قد ركبوه فملأ يده من الحصى ثم رمى به في وجوههم فمضوا على أعقابهم القهقرى حتى حاروا وصاروا بإزاء الجبل ففعل ذلك مرارا وما أدري من هو وبيني وبينه المقداد فبينا أنا أريد أن أسأل المقداد عنه إذ قال لي المقداد : يا سعد هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوك فقلت : وأين هو ؟ فأشار لي المقداد إليه فقمت ولكأنما لم يصبني شيء من الأذى فقال : " أين كنت منذ اليوم يا سعد ؟ " . وأجلسني أمامه فجلست أرمي وأقول : اللهم سهما أرمي به عدوك ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " اللهم استجب لسعد اللهم سدد رميته إيها سعد فداك أبي وأمي " . فما من سهم أرمي به إلا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم سدد رميته وأجب دعوته إيها سعد " . حتى إذا فرغت من كنانتي نثر لي رسول الله صلى الله عليه و سلم كنانته فناولني سهما ليس فيه ريش فكان أشد من غيره
قال الزهري : إن الأسهم التي رمى بها سعد يومئذ ألف سهم
رواه البزار وفيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي وهو متروك
(6/162)
10079 - وعن قتادة بن النعمان قال : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قوس فدفعها إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اندقت سنتها ولم أزل على مقامي نصب وجه ص . 163
رسول الله صلى الله عليه و سلم ألقى السهام بوجهي كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ميلت رأسي لأقي وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا رمي أرميه فكان آخرها سهما بدرت منها حدقتي بكفي فسعيت بها في كفي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم في كفي دمعت عيناه فقال : " اللهم إن قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرا " . فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرا
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(6/162)
10080 - وعن قتادة بن النعمان قال : كنت نصب وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد أقي وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم بوجهي وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقيا لظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم بظهره حتى امتلأ ظهره سهاما وكان ذلك يوم أحد
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(6/163)
10081 - وعن ابن عباس قال : ما لقي مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد إلا أربعة أحدهم : عبد الله بن مسعود قلت [ لأبي ] : فأين كان علي ؟ قال : بيده لواء المهاجرين
رواه البزار والطبراني وفيه يحي بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(6/163)
10082 - وعن محمود بن لبيد قال : قال الحارث بن الصمة : سألني رسول الله صلى الله عليه و سلم [ يوم أحد ] وهو في الشعب : " هل رأيت عبد الرحمن بن عوف ؟ " . قلت : نعم يا رسول الله رأيته على جر الجبل وعليه ص . 164
عسكر من المشركين فهويت فرأيتك فعدلت إليك فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أما إن الملائكة تقاتل معه " . قال الحارث : فرجعت إلى عبد الرحمن فأجده بين نفر سبعة صرعى فقلت له : ظفرت يمينك أكل هؤلاء قتلت ؟ قال : أما هذا لأرطاة بن شرحبيل وهذا فأنا قتلتهما وأما هؤلاء فقتلتهم من لم أره قلت : صدق الله ورسوله
رواه الطبراني والبزار وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(6/163)
10083 - وعن أبي سعيد أنه قال : أصيب وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد فاستقبله مالك بن سنان فمص جرح رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ازدرده فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أحب أن ينظر إلى من خالط دمي دمه فلينظر إلى مالك بن سنان
رواه الطبراني
(6/164)
10084 - وعن الزبير بن العوام قال : رأيت هند ابنة عتبة كاشفة عن ساقها يوم أحد فكأني أنظر إلى جذم في ساقها وهي تحرض الناس
رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف
(6/164)
10085 - وعن أبي رافع قال : لما قتل علي أصحاب الألوية قال جبريل عليه السلام : يا رسول الله إن هذه لهي المواساة . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إنه مني وأنا منه " قال جبريل : وأنا منكما يا رسول الله . ص . 165
رواه الطبراني وفيه حبان بن علي وهو ضعيف ووثقه ابن معين في رواية ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع ضعيف عند الجمهور ووثقه ابن حبان
(6/164)
10086 - وعن صفية بنت عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما خرج إلى أحد جعل نساءه في أطم يقال له : فارع . وجعل معهن حسان بن ثابت وكان حسان يطلع على النبي صلى الله عليه و سلم فإذا شد على المشركين اشتد معه في الحصن وإذا رجع رجع وراءه قالت : فجاء أناس من اليهود فترقى أحدهم في الحصن حتى أطل علينا فقلت لحسان : قم إليه فاقتله فقال : ما ذاك في ولو كان في لكنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فضربت صفية رأسه حتى قطعته قالت : يا حسان قم إلى رأسه فارم به إليهم وهم من أسفل الحصن فقال : والله ما ذاك في . قالت : فأخذت برأسه فرميت به عليهم فقالوا : قد والله علمنا أن محمدا لم يكن يترك أهله خلوفا ليس معهم أحد وتفرقوا فذهبوا قالت : ومر قبل سعد بن معاذ وبه أثر صفرة كأنه كان معرسا قبل ذلك وهو يقول :
مهلا قليلا تدرك الهيجا جمل . . . لا بأس بالموت إذا حان الأجل
رواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق أم عروة بنت جعفر بن الزبير عن أبيها ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات
(6/165)
10087 - وعن أنس بن مالك قال : لما كان يوم أحد خاض أهل المدينة خيضة وقالوا : قتل محمد حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة فخرجت امرأة من الأنصار محرمة فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها لا أدري أيهم استقبلت به أولا فلما مرت على أحدهم ص . 166
قالت : من هذا ؟ قالوا : أبوك أخوك زوجك ابنك . تقول : ما فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ يقولون : أمامك حتى دفعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذ سلمت من عطب
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن شعيب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(6/165)
10088 - وعن الزبير قال : اجتمعت على النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة يوم أحد فلم يبق أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم - يعني بالمدينة - حتى كثرت القتلى فصرخ صارخ : قد قتل محمد فبكين نسوة فقالت امرأة : لا تعجلن بالبكاء حتى أنظر فخرجت تمشي ليس لها هم سوى رسول الله صلى الله عليه و سلم وسؤال عنه
رواه البزار وفيه عمر بن صفوان وهو مجهول
(6/166)
10089 - وعن عقبة مولى جبر بن عتيك قال : شهدت أحدا مع موالي فضربت رجلا من المشركين فلما قتلته قلت : خذها مني وأنا الرجل الفارسي فلما بلغت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " ألا قلت خذها وأنا الغلام الأنصاري ؟ فإن مولى القوم من أنفسهم "
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات
(6/166)
10090 - وعن عمر بن الخطاب قال : فلما كان عام أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم فكسرت ص . 167
رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم علي وأنزل الله عز و جل : { أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير } بأخذكم الفداء
رواه الطبراني في آخر حديث عمر الذي في الصحيح في مسنده الكبير
(6/166)
10091 - وعن سهل بن سعد أنه قال : يا رسول الله يوم أحد ما رأينا مثل ما أتى فلان أتاه رجل لقد فر الناس وما فر وما ترك للمشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه قال : " ومن هو ؟ " . فنسب لرسول الله صلى الله عليه و سلم نسبه فلم يعرفه ثم وصف له بصفته فلم يعرفه حتى طلع الرجل بعينه فقال : ذا يا رسول الله الذي أخبرناك عنه . فقال : " هذا " . فقالوا : نعم . فقال : " إنه من أهل النار " . فاشتد ذلك على المسلمين قالوا : أينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار ؟ فقال رجل من القوم : يا قوم انظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه ولأكونن صاحبه من بينكم ثم راح على حدة في العدو فجعل الرجل يشد معه إذا شد ويرجع معه إذا رجع فينظر ما يصير إليه أمره حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت فوضع قائم سيفه بالأرض ثم وضع ذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من ظهره وخرج الرجل يعدو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " وذاك ماذا " . فقال : يا رسول الله الرجل الذي ذكر لك فقلت : " إنه من أهل النار " فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا : أينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار ؟ فقلت : يا قوم ص . 168
انظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت مثل الذي أصبح عليه ولأكونن صاحبه من بينكم فجعلت أشد معه إذا أشد وأرجع معه إذا رجع أنظر إلى ما يصير أمره حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت فوضع قائم سيفه بالأرض ووضع ذبابة بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من بين ظهره فهو ذاك يا رسول الله يضطرب بين أضغاثه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة - فيما يبدو للناس - وإنه من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(6/167)
10092 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص : سلام عليك أما بعد : فقد جاءني كتابك بذكر ما جمعت الروم من الجموع وإنا لم ينصرنا الله مع نبيه صلى الله عليه و سلم بكثرة عدد ولا بكثرة جنود فقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وما معنا إلا فريسات وإن نحن إلا نتعاقب الإبل وكنا يوم أحمد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وما معنا إلا فرس واحد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يركبه ولقد كان يظهرنا ويعيننا على من يخالفنا
واعلم - يا عمرو - إن أطوع الناس لله أشدهم بغضا للمعاصي فأطع الله وأمر أصحابك بطاعته
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الشاذكوني والواقدي وكلاهما ضعيف . ص . 169
(6/168)
10093 - وعن عبد الرحمن بن عوف في قوله : { ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا } قال : ألقى علينا النوم يوم أحد
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف
(6/169)
10094 - وعن سبرة بن معبد أنه حضر أحدا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه أصابته رمية بحجر في رجله فلم يزل منها ضالعا حتى مات
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم
(6/169)
10095 - وعن أنس بن مالك قال : كنا ننقل الماء في جلود الإبل لرسول الله صلى الله عليه و سلم يوم شج في وجهه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الحواري وهو ضعيف وقد وثق
(6/169)
10096 - وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رماه عبد الله بن قمئة بحجر يوم أحد فشجه في وجهه وكسر رباعيته وقال : خذها وأنا ابن قمئة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يمسح الدم عن وجهه : " ما لك أقمأك الله ؟ " . فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة
رواه الطبراني وفيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف
(6/169)
10097 - وعن سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعملون
ص . 170
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/169)
10098 - وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم وهو يدعوهم إلى الله
رواه البزار وإسناده حسن
(6/170)
4 - . باب مقتل حمزة رضي عنه
(6/170)
10099 - عن الزبير - يعني ابن العوام - انه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى كادت أن تشرف على القتلى قال : فكره النبي صلى الله عليه و سلم أن تراهم فقال : " المرأة المرأة " . قال الزبير : فتوسمت أنها أمي صفية قال : فخرجت أسعى إليها قال : فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى قال : فلدمت ( ضربت ودفعت ) في صدري وكانت امرأة جلدة . قالت : إليك عني لا أرض لك فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم عزم عليك . قال : فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت : هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله فكفنوه فيهما قال : فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل فعل به كما فعل بحمزة قال : فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له فقلنا : لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب . فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر فأقرعنا بينهما فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له . ص . 171
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف وقد وثق
(6/170)
10100 - وعن ابن عباس قال : لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تسأل ما صنع فلقيت عليا والزبير فقالت : يا علي ويا زبير ما فعل حمزة ؟ فأوهماها أنهما لا يدريان قال : فضحك النبي صلى الله عليه و سلم وقال : " إني أخاف على عقلها " . فوضع يده على صدرها فاسترجعت وبكت ثم قام عليه وقال :
لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير
ثم أتى بالقتلى فجعل يصلي عليهم فيوضع سبعة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ثم يرفعون ويترك حمزة مكانه ثم دعا بتسعة فكبر سبع تكبيرات حتى فرغ منهم
رواه البزار والطبراني وقد روى مسلم في مقدمة كتابه وابن ماجة قصة الصلاة عليهم فقط وفي إسناد البزار والطبراني يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف
(6/171)
10101 - وعن جابر قال : لما بلغ النبي صلى الله عليه و سلم قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق . ص . 172
رواه البزار وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث على ضعفه
(6/171)
10102 - وعن جابر قال : لما جرد رسول الله صلى الله عليه و سلم حمزة بكى فلما رأى مثاله شهق
رواه الطبراني وفيه المفضل بن صدقة وهو متروك
(6/172)
10103 - وعن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من رأى مقتل حمزة ؟
فقال رجل : أعزك الله أنا رأيت مقتله فانطلق فوقف على حمزة فرآه قد شق بطنه وقد مثل به فقال : يا رسول الله قد مثل به . فكره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ينظر إليه ووقف بين ظهراني القتلى وقال : " أنا شهيد على هؤلاء لفوهم بدمائهم فإنه ليس مجروح يجرح في سبيل الله إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثرهم قرآنا واجعلوه في اللحد "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/172)
10104 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وقف على حمزة بن عبد المطلب حين استشهد فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه أو أوجع لقلبه منه ونظر إليه وقد مثل به فقال :
رحمة الله عليك إن كنت ما علمت لوصولا للرحم فعولا للخيرات والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع - أو كلمة ص . 173
نحوها - أما والله على ذلك لأمثلن بسبعين كميثلتك
فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم بهذه السورة وقرأ : { وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } إلى آخر الآية . فكفر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمسك عن ذلك
رواه البزار والطبراني وفيه صالح بن بشير المري وهو ضعيف
(6/172)
10105 - وعن أبي أسيد الساعدي قال : أنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على قبر حمزة بن عبد المطلب فجعلوا يجرون النمرة على وجهه فتنكشف قدماه ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر "
(6/173)
10106 - وعن عمر بن الخطاب قال : فلما كان عام أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم فكسرت
قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف [ فيصيبون بها مطعما ومسكنا ومركبا - أو قال : مراكب - فيكتبون إلى أهليهم إلينا فإنكم بأرض حجاز جدوبة ] والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة "
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/173)
10106 - وعن عبد الله بن جعفر قال : وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم على حمزة يوم أحد وهو يدفنه فلف في نمرة فبدت قدماه حين خمروا رأسه فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحرمل فجعل على قدميه وقال : " لولا أن يحزن لذلك النساء لتركنا حمزة بالعراء لعافية الطير والسباع " . ص . 174
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني وهو متروك
(6/173)
10107 - وعن ابن عباس قال : لما وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم على حمزة نظر إلى ما به فقال :
لولا أن يحزن نساؤنا ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير يبعثه الله مما هنالك
قال : وأحزنه ما رأى به فقال : " لئن ظفرت بهم لأمثلن بثلاثين رجلا منهم " . فأنزل الله عز و جل في ذلك : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين } إلى قوله : { يمكرون } ثم أمر به فهيئ إلى القبلة ثم كبر عليه تسعا ثم جمع إليه الشهداء كلما أتى بشهيد وضع إلى جنبه فصلى عليه وعلى الشهداء اثنتين وسبعين صلاة ثم قام على أصحابه حتى واروهم ولما نزل القرآن عفا رسول الله صلى الله عليه و سلم وتجاوز وترك المثل
رواه الطبراني وفيه أحمد بن أيوب بن راشد وهو ضعيف
(6/174)
10108 - وعن ابن عباس قال : قتل حمزة يوم أحد وقتل معه رجل من الأنصار فجاءته صفية بنت عبد المطلب بثوبين ليكفن فيهما حمزة فلم يكن للأنصاري كفن فأسهم النبي صلى الله عليه و سلم بين الثوبين ثم كفن كل واحد منهما في ثوب
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/174)
10109 - وعن ابن عمر وأنس بن مالك قال : ص . 175
لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحد سمع نساء الأنصار يبكين فقال : " لكن حمزة لا بواكي له " . فبلغ ذلك نساء الأنصار فبكين حمزة فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ وهن يبكين فقال : " يا ويحهن ما زلن يبكين منذ اليوم فليبكين ولا يبكين على هالك بعد اليوم "
رواه أبو يعلى بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح
(6/174)
10110 - وعن ابن عباس قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحد بكت نساء الأنصار على شهدائهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " لكن حمزة لا بواكي له " . فرجعت الأنصار فقالوا لنسائهم : لا تبكين أحدا حتى تبدأن بحمزة . قال : فذاك فيهم إلى اليوم لا يبكين ميتا إلا بدأن بحمزة
رواه الطبراني وفيه يحيى بن مطيع الشيباني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(6/175)
10111 - وعن وحشي قال : لما أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بعد قتل حمزة تفل في وجهي ثلاث تفلات ثم قال : " لا تريني وجهك "
رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح وثقه أبو حاتم وقال : يخطئ . والنسائي
(6/175)
10112 - وعن وحشي قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال لي : " وحشي " . قلت : نعم . قال : " قتلت حمزة ؟ " . قلت : نعم والحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده . قالت له قريش : أتحبه وهو قاتل ص . 176
حمزة ؟ فقلت : يا رسول الله فاستغفر لي . فتفل في الأرض ثلاثة ودفع في صدري ثلاثة وقال :
وحشي اخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله
رواه الطبراني وإسناده حسن . قلت : وله طريق أتم من هذه في مناقب وحشي
(6/175)
5 - . باب منه في وقعة أحد
(6/176)
10113 - عن ابن عباس قال : لما انصرف أبو سفيان والمشركون عن أحد وبلغوا الروحاء قال أبو سفيان : لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم شر ما صنعتم . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمر الأسد أو بئر بني عنبة فأنزل الله عز و جل : { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح } وذلك أن أبا سفيان قال للنبي صلى الله عليه و سلم : موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوفوا فأنزل الله جل ذكره : { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء }
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة
(6/176)
6 - . باب في دعائه صلى الله عليه و سلم بأحد
(6/176)
10114 - عن عبيد الله بن عبد الله الزرقي عن أبيه - وقال الفزاري مرة : عن ابن رفاعة الزرقي عن أبيه وقال غير الفزاري : عن عبيد الله بن رفاعة الزرقي - قال : ص . 177
لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " استووا حتى أثني على ربي " . فصاروا خلفه صفوفا فقال : " اللهم لك الحمد كله . اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مبعد لما قربت . اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك . اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول . اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف . اللهم عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت منا . اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين . اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين . اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم زجرك وعذابك . اللهم قاتل كفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق "
رواه أحمد والبزار واقتصر على عبيد بن رفاعة عن أبيه وهو الصحيح . وقال : " اللهم قاتل كفرة أهل الكتاب " . ورجال أحمد رجال الصحيح
(6/176)
7 - . باب فيمن خسف به من الكفار يوم أحد
(6/177)
10115 - ص . 178 عن بريدة أن رجلا قال يوم أحد : اللهم إن كان محمد على الحق فاخسف بي قال : فخسف به
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(6/178)
8 - . باب فيمن أحسن القتال يوم أحد
(6/178)
10116 - عن جابر قال : دخل علي رضي الله عنه على فاطمة رحمة الله عليها يوم أحمد فقال :
أفاطم هاك السيف غير ذميم . . . فلست برعديد ولا بلئيم
لعمري لقد أبليت في نصر أحمد . . . ومرضاة رب بالعباد عليم
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن كنت أحسنت القتال فقد أحسنه سهل بن حنيف وابن الصمة " . وذكر آخر فنسبه معلى فقال جبريل عليه السلام : يا محمد هذا وأبيك المواساة . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا جبريل إنه مني " . فقال جبريل صلى الله عليه و سلم : وأنا منكما
رواه البزار وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي وهو ضعيف جدا وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به
(6/178)
10117 - وعن سهل بن حنيف قال : جاء علي إلى فاطمة رضي الله عنها يوم أحد فقال : أمسكي سيفي هذا فقد أحسنت به الضرب اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن كنت أحسنت القتال فقد أحسنه عاصم بن ثابت وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة
ص . 179
رواه الطبراني وفيه أيوب بن أبي أمامة قال الأزدي : منكر الحديث
(6/178)
10118 - وعن ابن عباس قال : دخل علي بن أبي طالب على فاطمة يوم أحد فقال : خذي هذا السيف غير ذميم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لئن كنت أحسنت القتال لقد أحسنه سهل بن حنيف وأبو دجانة سماك بن خرشة "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/179)
9 - . باب فيمن استشهد يوم أحد
(6/179)
10119 - عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا ذكر أصحاب أحد :
أما والله لوددت أني غودرت مع أصحابي بحض الجبل
- يعني سفح الجبل -
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع
(6/179)
10120 - وعن ابن عمر قال : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف على أصحابه فقال : " أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفس محمد بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك
(6/179)
10121 - وعن سعيد بن جبير قال : أصيب حمزة يوم أحد . ص . 180
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/179)
10122 - وعن ابن إسحاق في تسمية من استشهد يوم أحد من المسلمين ثم من المهاجرين : حمزة بن عبد المطلب
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/180)
10123 - قلت : وقد سمى ابن شهاب جماعة استشهدوا يوم أحد بإسناد واحد تقدم كثير منهم فيمن شهد بدرا وأذكر من بقي ورجاله إلى ابن شهاب رجال الصحيح :
فمنهم من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : أوس بن الأرقم . ومن الأنصار ثم من بني زريق : أنيس بن قتادة . ومن الأنصار ثم من بني النبيت : إياس بن أوس . ومن الأنصار ثم من بني ساعدة : ثعلبة بن سعيد بن مالك . ومن الأنصار ثم من بني زريق : حنظلة بن أبي عامر وهو الذي غسلته الملائكة . ومن الأنصار ثم من بني النبيت : الحارث بن أوس بن رافع . ومن الأنصار ثم من بني زريق : ذكوان بن عبد قيس . ومن الأنصار ثم من بني سواد : رفاعة بن عمرو . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : سعد بن الربيع . ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : سعد بن سويد . ومن الأنصار ثم من بني سواد : سعد بن قيس بن أبي كعب بن القين . ومن الأنصار ثم من بني سلمة : عبد الله بن عمرو بن حرام
(6/180)
10123 - ( كذا الرقم مكرر في الأصل ) قلت : وقد ذكر عروة بن الزبير فيمن استشهد يوم أحد جماعة منهم من تقدم فيمن شهد بدرا وأذكر من بقي منهم : ص . 181
من الأنصار ثم من بني النجار : أوس بن المنذر . ومن الأنصار ثم من بني معاوية بن عمرو : إياس بن أوس . ومن الأنصار ثم من بني ساعدة : ثعلبة بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة . وقتل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من المسلمين يوم أحد ثم من بني هاشم : حمزة بن عبد المطلب فقتله وحشي بن حرب . ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف : الحارث بن أوس بن رافع . ومن الأنصار ثم من بني زريق : ذكوان بن عبد قيس . ومن الأنصار : رفاعة بن أوس بن زعوراء بن عبد الأشهل . ومن الأنصار ثم من بني معاوية بن عوف : ربيعة بن الفضل بن حبيب بن يزيد ين تميم . واستشهد يوم أحد من المسلمين من قريش : ربيعة بن أكثم حليف بني أسد بن عبد شمس من بني أسد . ومن الأنصار : سعد بن الربيع . ومن الأنصار ثم من بني النبيت : سليط بن ثابت بن رقش . واستشهد يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من بني أمية بن عبد شمس : عبد الله بن جحش حليف لهم من بني أسد بن خزيمة
ويأتي حديث سعد في كيفية قتله في مناقب عبد الله بن جحش إن شاء الله
ومن الأنصار ثم من بني سلمة : عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة
قال الطبراني : مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي من المهاجرين الأولين استشهد يوم أحد
(6/180)
10 - . باب تاريخ وقعة أحد
(6/181)
10124 - ص . 182 عن محمد بن إسحاق قال : وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة حين صلى الجمعة فأصبح بالشعب من أحد فالتقوا يوم السبت في النصف من شوال
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/182)
22 - . باب غزوة بني النضير
(6/182)
10125 - عن عبد الله بن أبي أوفى قال : جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقد كل أصحابه وهو يغسل رأسه فقال : يا محمد قد وضعتم أسلحتكم وما وضعت الملائكة بعد أوزارها . فكف رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه قبل أن يفرغ من غسله فأتوا النضير ففتح الله له
رواه الطبراني وفيه نعيم بن حبان وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان وقال : يخطئ
(6/182)
23 - . ( بابان في غزوة بئر معونة )
(6/182)
1 - . باب غزوة بئر معونة
(6/182)
10126 - عن سهل بن سعد أن عامر بن الطفيل قدم على النبي صلى الله عليه و سلم المدينة فراجع النبي صلى الله عليه و سلم وارتفع صوته وثابت بن قيس قائم بسيفه على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا عامر غض من صوتك على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : وما أنت وذاك ؟ فقال ثابت : أما والذي أكرمه لولا أن يكره رسول الله صلى الله عليه و سلم لضربت بهذا السيف رأسك . فنظر إليه عامر وهو جالس وثابت قائم فقال : أما والله يا ثابت لئن عرضت نفسك لي لتولين عني فقال ثابت : أما والله يا عامر لئن عرضت نفسك للساني لتكرهن حياتي فعطس ابن أخ لعامر بن الطفيل فحمد الله فشمته النبي صلى الله عليه و سلم ثم عطس عامر بن الطفيل فلم يحمد الله فلم يشمته النبي صلى الله عليه و سلم فقال عامر : شمت هذا الصبي وتركني ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إن هذا حمد ص . 183
الله " . قال : ومحلوفه لأملأنها عليك خيلا ورجالا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يكفينيك الله وابنا قيلة " . ثم خرج عامر فجمع للنبي صلى الله عليه و سلم فاجتمع [ إليه ] من بني سليم ثلاثة أبطن هم الذين كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو عليهم في صلاة الصبح : " اللهم العن لحيانا ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله الله أكبر " . فدعا النبي صلى الله عليه و سلم سبع عشرة ليلة فلما سمع أن عامرا جمع له بعث النبي صلى الله عليه و سلم عشرة فيهم : عمرو بن أمية الضمري وسائرهم من الأنصار وأميرهم المنذر بن عمرو فمضوا حتى نزلوا بئر معونة فأقبل حتى هجم عليهم فقتلهم كلهم فلم يفلت منهم إلا عمرو بن أمية كان في الركاب فأوحى الله عز و جل إلى نبيه صلى الله عليه و سلم يوم قتلوا خير أصحابه فقال : " قد قتل أصحابكم فروا من رأيكم " . فدعا النبي صلى الله عليه و سلم على عامر بن الطفيل فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اللهم اكفني عامرا " . فكفاه الله إياه فأقبل حتى نزل بفنائه فرماه الله بالذبحة في حلقه في بيت امرأة من سلول فأقبل ينزو وهو يقول : يا آل عامر غدة كغدة الجمل في بيت سلولية ترغب أن يموت في بيتها فلم يزل كذلك حتى مات في بيتها وكان أربد بن قيس أصابته صاعقة فاحترق فمات فرجع من كان معهم
رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف
(6/182)
10127 - وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعث حراما أخا أم سليم في سبعين رجلا قتلوا يوم بئر معونة وكان رئيس المشركين يومئذ عامر بن الطفيل وكان هو أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : اختر مني ثلاث خصال يكون لك [ أهل ] السهل ويكون لي أهل الوبر أو أكون خليفة من بعدك أو أغزوك بغطفان ألف أشقر وألف شقراء . قال : فطعن في بيت امرأة من بني فلان قال : غدة كغدة البعير في بيت امرأة من بني فلان ص . 184
ائتوني بفرسي فأتي به فركبه فمات وهو على ظهره فانطلق حرام أخو أم سليم ورجلان معه : [ رجل ] من بني أمية ورجل أعرج فقال لهم : كونوا قريبا مني حتى آتيهم فان أمنوني وإلا كنت قريبا مني فإن قتلوني أعلمتم أصحابكم قال : فأتاهم حرام فقال : أتؤمنوني أبلغكم رسالة رسول الله صلى الله عليه و سلم إليكم ؟ قالوا : نعم . فجعل يحدثهم وأومؤوا إلى رجل لهم من خلفهم فطعنه حتى أنفذه بالرمح قال : الله أكبر فزت ورب الكعبة . قال : فقتلوهم كلهم غير الأعرج كان في رأس جبل . فذكر الحديث
(6/183)
10128 - وفي رواية : قال همام : فأراه ذكر مع الأعرج آخر على الجبل
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/184)
10129 - وعن كعب بن مالك قال : جاء ملاعب الأسنة إلى النبي صلى الله عليه و سلم بهدية فعرض عليه الإسلام فأبى أن يسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " فإني لا أقبل هدية مشرك " . قال : فابعث إلى أهل نجد من شئت فأنا لهم جار . فبعث إليهم بقوم فيهم : المنذر بن عمرو وهو الذي يقال له : المعنق ليموت أو اعتق عند الموت فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بني عامر فأبوا أن يطيعوه وأبوا أن يخفروا ملاعب الأسنة فاستجاش عليهم بني سليم فأطاعوه فأتبعهم بقريب من مائة رجل رام فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم إلا عمرو بن أمية
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/184)
10130 - وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وغيره أن عامر بن مالك الذي يدعى ملاعب الأسنة قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ص . 185
مشرك فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم الإسلام وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إني لا أقبل هدية مشرك " . فقال عامر بن مالك : ابعث يا رسول الله من رسلك من شئت فأنا لهم جار . فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رهطا فيهم المنذر بن عمرو الساعدي - وهو الذي يقال له : اعتق ليموت - عينا في أهل نجد فسمع بهم عامر بن الطفيل فاستغفر لهم من بني سليم فنفروا معه فقتلهم ببئر معونة غير عمرو بن أمية الضمري أخذه عامر بن الطفيل فأرسله فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم من بينهم وكان فيهم عامر بن فهيرة
فزعم لي عروة : أنه قتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفنوه يقول عروة : كانوا يرون الملائكة هي دفنته فقال حسان يعرض على عامر بن الطفيل
بني أم البنين ألم يرعكم . . . وأنتم من ذوائب أهل نجد
تهكم عامر بأبي براء . . . ليخفره وما خطأ كعمد
فطعن ربيعة بن عامر بن مالك عامر بن الطفيل [ في حفرته عامر بن مالك ] في فخذه طعنة فقده
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/184)
10131 - وعن عروة بن الزبير قال : ثم غزوة المنذر بن عمرو أخي بني ساعدة إلى بئر معونة وبعث معهم المطلب السلمي ليدلهم على الطريق فبعث أعداء الله إلى عامر بن الطفيل يستمدونه فأمدوه على المسلمين فقتل المنذر بن عمرو وأصحابه إلا عمرو بن أمية الضمري فإنهم أسروه فاستحيوه حتى قدموا به مكة فهو دفن خبيب بن عدي وعرض المشركون على عروة بن الصلت يوم بئر معونة : أن يؤمنوه فأبى فقتلوه فذكر لنا : أن المسلمين قالوا يوم بئر معونة حين أحاط بهم العدو : اللهم إنا لا نجد من يبلغ عنا رسولك غيرك اللهم فاقرأ منا عليه السلام وأخبره خبرنا . ص . 186
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع عليه
(6/185)
10132 - وعن محمد بن إسحاق قال : أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد أحد بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة وولى تلك الحجة المشركون والمحرم ثم بعث أصحابه بئر معونة في صفر على رأس أربعة أشهر من أحد فكان من حديثهم كما حدثني إسحاق عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي بكر بن محمد [ بن عمرو ] بن حزم وغيرهم من أهل العلم قالوا : قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه و سلم [ المدينة فعرض عليه الإسلام ] فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام وقال : يا محمد لو بعثت رجلا من أصحابك يدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك . فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة بن الخزرج المعتق ليموت في أربعين رجلا من المسلمين من خيارهم منهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ورجال مسمون من خيار المسلمين فساروا حتى نزلوا بئر معونة وهي بئر أرض بني عامر وحرة بني سليم كلا البلدين منها قريب وهي من بني سليم أقرب فلما نزلوا بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عامر بن الطفيل فلما أتاهم لم ينظر في كتابه حتى غدا على الرجل فقتله
ثم استصرخ بني عامر فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم وقالوا : لن نخفر أبا براء وقد عقد لهم عقدا وجوارا فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم عصية ورعلا وذكوان فأجابوه إلى ذلك فخرجوا حتى غشوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا أسيافهم فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد أخو بني دينار بن النجار فانهم تركوه وبه رمق فأرتث من بين القتلى ص . 187
فعاش حتى قتل يوم الخندق وكان في السرح عمرو بن أمية الضمري ورجل من الأنصار أخو بني عمرو بن عوف فلم ينبئهما بمصاب إخوانهما إلا الطير تحوم على العسكر فقالا : والله إن لهذا الطير لشأنا فاقبلا لينظرا فإذا القوم في دمائهم وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة فقال الأنصاري لعمرو بن أمية : ما ترى ؟ قال : أرى أن نلحق برسول الله صلى الله عليه و سلم فنخبره الخبر فقال الأنصاري : لكني ما كنت لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو وما كنت لتجتزي عنه الرجال فقاتل القوم حتى قتل وأخذوا عمرو بن أمية أسيرا فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم أنها على أمه فخرج عمرو بن أمية حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قباء أقبل رجلان من بني عامر نزلا في ظل هو فيه وكان للعامريين عقد من رسول الله صلى الله عليه و سلم وجوار فلم يعلم به عمرو بن أمية وقد سألها حين نزل : ممن أنتما ؟ قالا : من بني عامر فأمهلهما حتى ناما فغدا عليهما فقتلهما وهو يرى أنه قد أصاب بهما ثأره من بني عامر لما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبره الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لقد قتلت قتيلين لأدينهما " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارها متخوفا " . فبلغ ذلك أبا براء فشق عليه إخفار عامر إياه وما أصيب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بسببه وجواره فقال حسان بن ثابت يحرض ابن أبي براء على عامر بن الطفيل :
بني أم البنين ألم يرعكم . . . وأنتم من ذوائب أهل نجد
تهكم عامر بأبي براء . . . ليخفره وما خطأ كعمد
ألا بلغ ربيعة ذا المساعي . . . بما أحدثت في الحدثان بعدي
أبوك أبو الحروب أبو براء . . . وخالك ماجد حكم بن سعد ص . 188
فحمل ربيعة بن عامر على عامر بن الطفيل فطعنه بالرمح فوقع في فخذه فأشواه ووقع عن فرسه فقال : هذا عمل أبي براء فان أمت فدمي لعمي لا يتبع به وإن أعش فسأرى رأيي فيما أتى إلي
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى ابن إسحاق
(6/186)
2 - . باب فيمن استشهد يوم بئر معونة
(6/188)
10133 - عن عروة في تسمية من استشهد يوم بئر معونة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : أوس بن معاذ الأنصاري والحكم بن كيسان المخزومي والحارث بن الصمة وسهل [ بن عامر بن سعد ] بن عمرو بن ثقيف الأنصاري . ومن قريش ثم من بني تيم بن مرة : عامر بن فهيرة
وفي إسناده ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع وفيه ضعف
(6/188)
10134 - وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد من المسلمين يوم بئر معونة : الحارث بن الصمة
ورجاله رجال الصحيح
(6/188)
10135 - وعن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بئر معونة : نافع بن يزيد بن ورقاء الخزاعي
(6/188)
10136 - وعن عبد الله بن مسعود قال : إياكم والشهادات فان كنتم لابد فاعلين فاشهدوا لسرية بعثهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأصيبوا فنزل فيهم القرآن : أن أبلغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا . ص . 189
رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط
(6/188)
24 - . ( أبواب في غزوة الخندق )
(6/189)
1 - . باب غزوة الخندق وقريظة
(6/189)
10137 - عن عمرو بن عوف المزني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خط الخندق من أحمر السبختين طرف بنى حارثة عام حزب الأحزاب حتى بلغ المذاحج فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا واحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي وكان رجلا قويا فقال المهاجرون : سلمان منا وقالت الأنصار : منا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " سلمان منا أهل البيت "
رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله المزني وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه وبقية رجاله ثقات
(6/189)
10138 - وعن البراء بن عازب قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفر الخندق وعرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم - وأحسبه قال : وضع ثوبه - ثم هبط إلى الصخرة فأخذ المعول فقال : " بسم الله " فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر وقال : " الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا " . ثم قال : " بسم الله " وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر فقال : " الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا " . ثم قال : " بسم الله " وضرب ضربة أخرى فقطع بقية الحجر فقال : " الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا " . ص . 190
رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
(6/189)
10139 - وعن عبد الله بن عمرو قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالخندق فخندق على المدينة فقالوا : يا رسول الله إنا وجدنا صفاة لا نستطيع حفرها فقام النبي صلى الله عليه و سلم وقمنا معه فلما أتى أخذ المعول فضرب به ضربة وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط فقال : " فتحت فارس " . ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط فقال : " فتحت الروم " . ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط فقال : " جاء الله بحمير أعوانا وأنصارا "
رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما حيي بن عبد الله وثقه ابن معين وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/190)
10140 - وعن ابن عباس قال : احتفر رسول الله صلى الله عليه و سلم الخندق وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " هل دللتم على أحد يطعمنا أكلة ؟ " . قال رجل : نعم قال : " أما لا فتقدم فدلنا عليه " . فانطلقوا إلى رجل فإذا هو في الخندق يعالج نصيبه منه فأرسلت امرأته أن جئ فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أتانا فجاء الرجل يسعى فقال : بأبي وأمي وله معزة ومعها جديها فوثب إليها فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " الجدي من ورائنا " فذبح الجدي وعمدت امرأته إلى طحينة لها فعجنتها وخبزت وأدركت [ القدر ] وثردت [ قصعتها ] فقربتها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه فوضع النبي صلى الله عليه و سلم إصبعه فيها فقال : " بسم الله اللهم بارك فيها اللهم بارك فيها اطعموا " . فأكلوا منها حتى صدروا ولم يأكلوا منها إلا ثلثها وبقي ثلثاها فسرح أولئك العشرة الذين كانوا معه : أن اذهبوا وسرحوا إلينا بعدتكم ص . 191
فذهبوا وجاء أولئك العشرة مكانه فأكلوا منها حتى شبعوا ثم قام ودعا لربة البيت وشمت عليها وعلى أهلها ثم مشوا إلى الخندق فقال : " اذهبوا بنا إلى سلمان " . وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها فقال النبي صلى الله عليه و سلم لأصحابه : " دعوني فأكون أول من ضربها " . فقال : " بسم الله " فضربها فوقعت فلقة ثلثها فقال : " الله أكبر قصور الروم ورب الكعبة " . ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة فقال : " الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة " . فقال عندها المنافقون : نحن نخندق [ على أنفسنا ] وهو يعدنا قصور فارس والروم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ونعيم العنبري وهما ثقتان
(6/190)
10141 - وعن أبي هريرة قال : جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ناصفنا تمر المدينة وإلا ملأتها عليك خيلاص ورجالا . فقال : " حتى أستأمر السعود : سعد بن عبادة وسعد بن معاذ " . يعني يشاورهما فقالا : لا والله ما أعطينا الدنية من أنفسنا في الجاهلية فكيف وقد جاء الله بالإسلام ؟ فرجع إلى الحارث فأخبره فقال : غدرت يا محمد . قال : فقال حسان :
يا حار من يغدر بذمة جاره . . . منكم فإن محمدا لا يغدر
إن تغدروا فالغدر من عاداتكم . . . واللؤم ينبت في أصول السخبر
وأمانة النهدي حين لقيتها . . . مثل الزجاجة صدعها لا يجبر
قال : فقال الحارث : كف عنا يا محمد لسان حسان فلو مزج به ماء البحر لمزج
رواه البزار والطبراني ولفظه : عن أبي هريرة قال : جاء الحارث الغطفاني إلى ص . 192
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد شاطرنا تمر المدينة فقال : " حتى أستأمر السعود " . فبعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد بن خيثمة وسعد بن مسعود فقال : " إني قد علمت أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وإن الحارث سألكم تشاطروه تمر المدينة فان أردتم أن تدفعوه عامكم هذا في أمركم بعد ؟ " . فقالوا : يا رسول الله أوحي من السماء فالتسليم لأمر الله أو عن رأيك وهواك ؟ فرأينا نتبع هواك ورأيك ؟ فإن كنت إنما تريد الإبقاء علينا فوالله لقد رأيتنا وإياهم على سواء ما ينالون منا تمرة إلا شراء أو قرى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هو ذا تسمعون ما يقولون ؟ " . قالوا : غدرت يا محمد . فقال حسان بن ثابت رضى الله عنه :
يا حار من يغدر بذمة جاره . . . منكم فإن محمدا لا يغدر
وأمانة المري حين لقيتها . . . كسر الزجاجة صدعها لا يجبر
إن تغدروا فالغدر من عاداتكم . . . واللؤم ينبت في أصول السخبر
ورجال البزار والطبراني فيهما محمد بن عمرو وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات
(6/191)
10142 - وعن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم الخندق :
والله لولا الله ما اهتدينا . . . ولا صمنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
رواه البزار وأبو يعلى ورجاله ثقات . ص . 193
(6/192)
10143 - وعن أم سلمة قالت : ما نسيت قوله يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن قد اغبر شعر صدره وهو يقول :
اللهم إن الخير خير الآخره . . . فاغفر للأنصار والمهاجره
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه أبو يعلى
(6/193)
10144 - وعن رافع بن خديج قال : لم يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة فجعل النبي صلى الله عليه و سلم النساء والصبيان والذراري فيه وقال : إن ألم بكن أحد فالمعن بالسيف " . فجاءهن رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال له : نجدان أحد بني جحاش على فرس حتى كان في أصل الحصن ثم جعل يقول للنساء : انزلن إلي خير لكن فحركن السيف فأبصره أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فابتدر الحصن قوم فيهم رجل من بني حارثة يقال له : ظهير بن رافع فقال : يا نجدان ابرز فبرز إليه فحمل عليه فرسه فقتله وأخذ رأسه فذهب به إلى النبي صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/193)
10145 - وعن الزبير بن العوام أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إلى الخندق فجعل نساءه وعمته صفية في أطم يقال له : فارع وجعل معهم حسان بن ثابت وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أحد فرقي يهودي حتى أشرف على نساء رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى عمته فقالت صفية : يا حسان قم إليه حتى تقتله قال : والله ما ذاك في ولو كان ذاك في لخرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت صفية : فاربط السيف على ذراعي قال : ثم تقدمت إليه حتى قتلته وقطعت رأسه فقالت له : خذ الرأس فارم به على اليهود قال : ما ذاك في فأخذت هي ص . 194
الرأس فرمت به على اليهود فقالت اليهود : قد علمنا أن محمدا لم يكن يترك أهله خلوفا ليس معهم أحد فتفرقوا وذهبوا قالت عائشة : فمر سعد بن معاذ وهو يقول :
مهلا قليلا يدرك البهجا جمل . . . لا بأس بالموت إذا حان الأجل
قالت : وما رأيت أحدا كان أجمل منه ذلك اليوم وكان عليه أثر صفرة وكان عليه درع مقلصة وقد تزوج فبنى بأهله قبل ذلك فعليه أثر زعفران . قال : وكان حسان إذا شد رسول الله صلى الله عليه و سلم على الكفار يفتح الأطم وإذا كروا رجع معهم
رواه البزار وأبو يعلى باختصار وقال : فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فضرب لصفية بسهم كما كان يضرب للرجال وإسنادهما ضعيف . وقد تقدم الحديث من رواية صفية في وقعة أحد
(6/193)
10146 - وعن عروة أن النبي صلى الله عليه و سلم أدخل نساءه يوم الأحزاب أطما من آطام المدينة وكان حسان بن ثابت رجلا جبانا فأدخله مع النساء فأغلق الباب فجاء يهودي فقعد على باب الأطم فقالت صفية بنت عبد المطلب : انزل يا حسان إلى هذا العلج فاقتله فقال : ما كنت لأجعل نفسي خطرا لهذا العلج . فأتزرت بكساء وأخذت فهرا فنزلت إليه فقطعت رأسه
رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح ولكنه مرسل
(6/194)
10147 - وعن معاوية بن الحكم قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزى أخي علي بن الحكم فرسه خندقا فضرب الفرس ص . 195
فدق جدار الخندق ساقه فأتينا به النبي صلى الله عليه و سلم على فرسه فمسح ساقه فما نزل عنها حتى برأ فقال معاوية بن الحكم في قصيدة له :
فأنزاها علي فهي تهوى . . . هوي الدلو مترعة بسدل
صفوف الخندقين فأهرقته . . . هوية مظلم الحالين عمل
فعصب رجله فمشى عليها . . . سمو الصقر صادف يوم طل
فقال محمد صلى عليه . . . مليك الناس : هذا خير فعل
لعا لك فاستمر بها سويا . . . وكانت بعد ذاك أصبح رجل
قال محمد بن عبادة : يقال إذا عثرت الناقة : لعا لك أي ارتفعي واستعلي قال الأعشى :
بذات لوث عقرناه إذا عثرت . . . فالنعش أدنى لها من أن يقال لعا
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه ويعقوب بن محمد الزهري ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان
(6/194)
10148 - وعن عبد العزيز بن أبي بكر بن مالك بن وهب الخزاعي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث سليطا وسفيان بن عوف الأسلمي طليعة يوم الأحزاب فخرجا حتى إذا كانا بالبيداء التفت عليهم خيل لأبي سفيان فقاتلا حتى قتلا فأتى بهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فدفنا في قبر واحد فهما الشهيدان القرينان
رواه البزار وفيه جماعة لم أعرفهم
(6/195)
10149 - وعن نافع قال : قيل لابن عمر : أين كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي يوم الأحزاب ؟ قال : كان يصلي ص . 196
في بطن الشعب عند خربة هناك ولقد أذن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الانصراف للناس ثم أمرني أن أدعوهم فدعوتهم
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/195)
10150 - وعن ابن عمر قال : بعثني خالي عثمان بن مظعون لأبيه بلحاف فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فاستأذنته وهو بالخندق فأذن لي وقال : " من لقيت منهم فقل لهم : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركم أن ترجعوا " . وكان ذلك في برد شديد فخرجت ولقيت الناس فقلت لهم : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركم أن ترجعوا قال : فلا والله ما عطف علي منهم اثنان أو واحد
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح
(6/196)
10151 - وعن ابن عمر قال : خفي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الخندق إلا على ستة نفر أربعة نفر من المهاجرين طلحة والزبير وعلي وسعد من الأنصار أبو دجانة والحرث بن الصمة
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
(6/196)
10152 - وعن عائشة قالت : كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بالخندق فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتعاهد ثغرة من الجبل يخاف منها فيأتي فيضطجع في حجري ثم يقوم فيتسمع فسمع حس إنسان عليه الحديد فانسل في الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من هذا ؟ " . قال : أنا سعد جئتك لتأمرني بأمرك فأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبيت في تلك الثغرة فقالت عائشة : فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجري حتى سمعت غطيطه فقالت عائشة : لا أنساها لسعد
قلت : في الصحيح طرف منه . ص . 197
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف
(6/196)
10153 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال : لما كان يوم الخندق ورجل يتترس جعل يقول بالترس هكذا فوضعه فوق أنفه ثم يقول : هكذا يسلفه بعد قال : فأهويت إلى كنانتي فأخرجت منها سهما مدمى فوضعته في كبد القوس فلما قال هكذا يسفل الترس رميت فما نسيت وقع القدح على كذا وكذا من الترس قال : وسقط فقال برجله هكذا فضحك نبي الله صلى الله عليه و سلم أحسبه قال : حتى بدت نواجذه قال : قلت : لم فعل ؟ قال : لفعل الرجل
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال : كان رجل معه ترسان وكان سعد راميا فكان يقول كذا وكذا بالترسين يغطي جبهته فنزع له سعد بسهم فلما رفع رأسه رماه فلم يخط هذه منه - يعني جبهته -
والباقي بنحوه ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن محمد بن الأسود وهو ثقة
(6/197)
10154 - وعن حذيفة أن الناس تفرقوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا فأتاني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا جاثم من النوم فقال : " يا ابن اليمان قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم " . قلت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء من البرد قال : " انطلق يا ابن اليمان فلا بأس عليك من برد ص . 198
ولا حر حتى ترجع لي " . فانطلقت حتى أتيت عسكرهم فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله وقد تفرق الأحزاب عنه فجئت حتى أجلس فيهم فحس أبو سفيان انه قد دخل فيهم من غيرهم فقال : ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه قال : فضربت بيدي على الذي عن يميني فأخذت بيده ثم ضربت بيدي على الذي عن يساري فأخذت بيده فلبثت فيهم هنيهة ثم قمت فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو قائم يصلى فأومأ إلي أن أدنو فدنوت حتى أرسل علي من الثوب الذي كان عليه ليدفئني فلما فرغ من صلاته قال : " يا ابن اليمان أقعد ما خبر الناس ؟ " . فقلت : يا رسول الله تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا في عصبة يوقد النار وقد صب الله تبارك وتعالى عليهم من البرد الذي صب علينا ولكنا نرجو من الله ما لا يرجون
رواه البزار ورجاله ثقات . وفي الصحيح لحذيفة حديث بغير هذا السياق
(6/197)
10155 - وعن عائشة قالت : خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس فسمعت وئيد الأرض من ورائي - يعني حس الأرض - قالت : فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه
قالت : فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد قالت : وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم قالت : فمر وهو يرتجز ويقول
لبث قليلا يدرك الهيجا جمل
ما أحسن الموت إذا حان الأجل
قالت : [ فقمت ] فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين وإذا فيها ص . 199
عمر بن الخطاب وفيهم رجل عليه تسبغة له - يعني المغفر - فقال عمر : ما جاء بك لعمري [ والله ] إنك لجريئة وما يؤمنك أن لا يكون تجوز ؟ قالت : فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت لي ساعتئذ فدخلت فيها
قال : فرفع الرجل التسبغة عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله فقال : ويحك يا عمر انك قد أكثرت منذ اليوم وأين التحوز أو الفرار إلا إلى الله تعالى ؟ قالت : ويرمى سعدا رجل من المشركين من قريش يقال له : ابن العرقة بسهم له فقال له : خذها وأنا ابن العرقة فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله سعد فقال : اللهم لا تمتني حتى تقرعيني من بني قريظة [ قالت : وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية قالت : فرقى كلمه وبعث الله عز و جل الريح على المشركين فكفى الله عز و جل المؤمنين القتال وكان اللع قويا عزيزا فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في ] صياصيهم ورجع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة وأمر بقبة من آدم فضربت على سعد في المسجد
قالت : فجاءه جبريل عليه السلام وإن على ثناياه لبقع الغبار فقال : لقد وضعت السلاح والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح اخرج إلى نبي قريظة فقاتلهم
قال : فلبس رسول الله صلى الله عليه و سلم لأمته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فمر على بني غنم وهم جيران المسجد فقال : " من مر بكم ؟ " . فقالوا : مر بنا دحية الكلبي وكان دحية تشبه لحيته [ وسنه ] ووجهه جبريل عليه السلام
قالت : فأتاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد ص . 200
حصرهم واشتد البلاء قيل لهم : انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستشاروا أبا لبابة عبد المنذر فأشار إليهم أنه الذبح فقالوا : ننزل على حكم سعد بن معاذ وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم : " انزلوا على حكم سعد بن معاذ " . [ فنزلوا ] وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى سعد بن معاذ فأتي به على حمار عليه إكاف من ليف قد حمل عليه وحف به قومه وقالوا له : يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت . فلم يرجع إليهم شيئا ولا يلتفت إليهم حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال : قد أنا لي أن لا يأخذني في الله لومة لائم . قال : قال أبو سعيد : فلما طلع قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " . قال عمر : سيدنا الله . قال : " أنزلوه " . فأنزلوه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " احكم فيهم " . قال سعد : فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم وتقسم أموالهم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لقد حكمت فيهم بحكم الله عز و جل وحكم رسوله "
قال : ثم دعا سعد فقال : اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا فأبقني لها وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك
قالت : فانفجر كلمه ( جرحه ) وكان قد برأ إلا مثل الخرص . قالت : ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم . قالت عائشة : فحضره رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر . قالت : فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي وكانوا كما قال الله عز و جل : { رحماء بينهم }
قال علقمة : فقلت : أي أمه فكيف كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع ؟ قالت : كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته . ص . 201
قلت : في الصحيح بعضه
رواه أحمد وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات
(6/198)
10156 - وعن عروة - يعني ابن الزبير - أن سعد بن معاذ رمى يوم الخندق رمية فقطعت الأكحل من عضده فزعموا أنه رماه حبان بن قيس أحد بني عامر بن لؤي أحد بني العرقة وقال آخرون : رماه أبو أسامة الجشمي
فقال سعد بن معاذ : رب اشفني من بني قريظة قبل الممات فرقأ ( التأم ) الكلم بعد ما انفجر
قال : وأقام رسول الله صلى الله عليه و سلم على بني قريظة حتى سألوه أن يجعل بينه وبينهم حكما ينزلون على حكمه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اختاروا من أصحابي من أردتم فليستمع لقوله " . فاختاروا سعد بن معاذ فرضي رسول الله صلى الله عليه و سلم به وسلموا وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأسلحتهم فجعلت في بيت وأمر بهم فكتفوا وأوثقوا فجعلوا في دار أسامة بن زيد وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى سعد بن معاذ فأقبل على حمار أعرابي يزعمون أن وطاء بردعته من ليف واتبعه رجل من بني عبد الأشهل فجعل يمشي معه يعظم حق بني قريظة ويذكر حلفهم والذي أبلوه يوم بعاث وإنهم اختاروك على من سواك رجاء عطفك وتحننك عليهم فاستبقهم فانهم لك جمال وعدد فأكثر ذلك الرجل ولم يحر إليه سعد شيئا حتى دنوا فقال له الرجل : ألا ترجع إلي شيئا ؟ فقال : والله لا أبالي في الله لومة لائم فيفارقه الرجل فأتى إلى قومه قد يئس من أن يستبقهم فأخبرهم بالذي كلمه به والذي رجع إليه سعد ونفد سعد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا سعد احكم بيننا وبينهم " . فقال سعد : أحكم فيهم بأن ص . 202
تقتل مقاتلتهم ويقسم سببهم وتؤخذ أموالهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " حكم فيهم سعد بحكم لله "
ويزعم ناس أنهم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم فرد رسول الله صلى الله عليه و سلم الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ فأخرجوا رسلا رسلا فضربت أعناقهم وأخرج حيي بن أحطب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هل أخزاك الله ؟ " . قال : قد ظهرت على وما ألوم نفسي فيك . فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخرج إلى أحجار الريب التي بالسوق فضربت عنقه كل ذلك بعين سعد بن معاذ وزعموا أنه كان برئ كلم سعد وتحجر بالبرء ثم إنه دعا فقال : اللهم رب السماوات والأرض فإنه لم يكن قوم أبغض إلي من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه وإني أظن أن قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فان كان قد بقي بيننا وبينهم قتال فأبقني أقاتلهم فيك وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجر هذا المكان واجعل موتي فيه ففجره الله تبارك وتعالى وأنه كرى قد بين ظهري الليل فما دروا أنه قد مات وما رقأ الكلم حتى مات
قلت : في الصحيح بعضه عن عائشة متصل الإسناد
رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
(6/201)
10157 - وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم الأحزاب وقد جمعوا له جموعا كثيرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا يغزوكم بعدها أبدا ولكن تغزوهم
رواه البزار ورجاله ثقات
(6/202)
10158 - وعن ابن عباس قال : ص . 203
أتت الصبا الشمال ليلة الأحزاب فقال : مري حتى ننصر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت الشمال : إن الحرة لا تسري بالليل فكانت الريح التي نصر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم الصبا
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(6/203)
10159 - وعن ابن عباس قال : رمى سعد بن معاذ رضي الله عنه قريظة والنضير فقطع أكحله فحسمه رسول الله صلى الله عليه و سلم فتعفر وانتقض فحسمه الثانية فقال سعد : اللهم لا تنزع نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة والنضير
رواه الطبراني وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف
(6/203)
10160 - وعن محمد بن مسلمة قال : لما حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم في بني قريظة وجدت الأوس من ذلك . فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى كل دار من دور الأوس بأسيرين أسيرين وأرسل إلى بني حارثة بأسيرين
رواه الطبراني وفيه ذؤيب بن عمامة وهو ضعيف
(6/203)
10161 - وعن حذيفة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
شغلونا عن صلاة العصر
- ولم يصلها يومئذ حتى غابت الشمس - " ملأ الله قبورهم نارا أو قلوبهم نارا أو بيوتهم نارا "
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(6/203)
10162 - وعن البراء بن عازب قال : مر أبو سفيان ومعاوية خلفه وكان رجلا مستمدا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم عليك بصاحب الأسنمة " . ص . 204
رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس
(6/203)
10163 - وعن كعب بن مالك قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من طلب الأحزاب فنزل المدينة وضع لأمته واغتسل واستجمر
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(6/204)
10164 - وعن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما رجع طلب الأحزاب رجع فنزع لأمته واغتسل واستجمر
زاد دحيم في حديثه : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فنزل جبريل عليه السلام فقال : عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت اللأمة وما وضعناها بعد " . فوثب رسول الله صلى الله عليه و سلم فزعا فعزم على الناس ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة فلبسوا السلاح وخرجوا فلم يأتوا بني قريظة حتى غربت الشمس واختصم الناس في صلاة العصر فقال بعضهم : صلوا فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يرد أن تتركوا الصلاة وقال بعضهم : عزم علينا أن لا نصلي حتى نأتي بنى قريظة وإنما نحن في عزيمة رسول الله صلى الله عليه و سلم فليس علينا إثم فصلت طائفة العصر إيمانا واحتسابا وطائفة لم يصلوا حتى نزلوا بني قريظة بعد ما غربت الشمس فصلوها إيمانا واحتسابا فلم يعنف رسول الله صلى الله عليه و سلم واحدة من الطائفتين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن أبي الهذيل وهو ثقة
(6/204)
10165 - وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سمع صوت رجل فوثب وثبة شديدة وخرج إليه فاتبعه فإذا هو متكئ معتم مرخ عمامته بين كتفيه فلما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت : وثبت ص . 205
وثبة وخرجت فإذا هو دحية الكلبي قال : " ورأيته ؟ " . قلت : نعم . قال : " ذاك جبريل عليه السلام أمرني أن أخرج إلى بني قريظة "
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف
(6/204)
10166 - وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم غدا إلى بني قريظة على حمار عري يقال له : يعفور
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(6/205)
10167 - وعن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خرج إلى بني قريظة على حمار ومعه جبريل عليه السلام على بغلة بيضاء تحته قطيفة من استبرق خملها اللؤلؤ فقال : يا محمد أما والذي بعثك بالحق لا أنزل عنها حتى تفتح لك ولأرضها كما ترض البيضة على الصفوان . فقال ابن عباس : فلم يرجع حتى فتحت عليه
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف
(6/205)
10168 - وعن اسلم الأنصاري قال : جعلني رسول الله صلى الله عليه و سلم على أسرى قريظة فكنت أنظر إلى فرج الغلام فإن رأيته قد أنبت ضربت عنقه وإن لم أره قد أنبت جعلته في مغانم المسلمين
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم
(6/205)
10169 - وعن عائشة قالت : كان الزبير رجلا أعمى فقال ثابت بن قيس بن شماس لرسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الزبير من علي يوم بعاث فأعتقني فهبه لي أجزه فقال : " هو لك " . فقال للزبير : هل تعرفني ؟ قال : نعم أنت ثابت بن قيس قال : إني أمن ص . 206
عليك كما مننت علي يوم بعاث قال : هل تنفعني ؟ أين أهلي ؟ فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : هب لي أهله قال : فوهب له أهله فأتاه فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رد له أهله قال : يا ابن أخي ما ينفعني أن نعيش أجسادا ؟ أين المال ؟ فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم : هب لي ماله قال : " ولك ماله " . قال : فرجع إليه فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رد عليك مالك وقد أراد الله تعالى بك خيرا . قال : يا ابن أخي ما فعل حيي بن أخطب سيد الحاضر والباد ؟ قال : قد قتل قال : يا ابن أخي ما فعل زيد بن روطا حامية اليهود ؟ قال : قد قتل قال : ما فعل كعب بن أشطا الذي بطل عذارى الحي تنغمز من حشيه ؟ قال : قد قتل قال : ما فعل المحمسان ؟ قال : هما كأمس الذاهب قال : فما بيني وبين لقاء الأحبة إلا كإفراغ الدلو أسألك بيدي عندك إلا ألحقتني بالقوم قال : فقتله
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
(6/205)
2 - . باب فيمن استشهد يوم الخندق
(6/206)
10170 - عن ابن شهاب قال : استشهد يوم الخندق من الأنصار : أنس بن معاذ بن أوس بن عبد عمرو
ومن الأنصار ثم من بني سلمة : ثعلبة بن عتمة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وقد تقدم حديث سعد بن معاذ والقرينان
(6/206)
3 - . باب تاريخ الخندق
(6/206)
10171 - عن محمد بن إسحاق قال :
كانت الخندق في شوال سنة خمس وفيها مات سعد بن معاذ رضي الله عنه . ص . 207
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/206)
25 - . باب غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق
(6/207)
10172 - عن سنان بن وبرة قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة المريسيع - غزوة بني المصطلق - فكان شعارهم : يا منصور أمت أمت
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناد الكبير حسن
(6/207)
10173 - وعن محمد بن إسحاق قال : حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومحمد بن يحيى بن حيان كل قد حدثني ببعض حديث بني المصطلق قال :
بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن بني المصطلق يجمعون له فأمدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له : المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل الحارث بن أبي ضرار أبا جويرية وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله صلى الله عليه و سلم أبناءهم ونساءهم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أصاب منهم سبيا كثيرا قسمه بين المسلمين وكان فيما أصاب يومئذ من النساء جويرية بنت أبي ضرار سيدة قومها
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/207)
10174 - وعن محمد بن إسحاق قال : كانت غزوة بني المصطلق في شعبان سنة ست وخرج في تلك الغزوة بعائشة معه أقرع بين نسائه فخرج سهمها في تلك الغزوة قال فيها أهل الإفك ما قالوا فأنزل الله عز و جل براءتها . ص . 208
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/207)
10175 - وعن شباب العصفري قال : سنة ست من الهجرة كانت غزوة بني المصطلق وفي هذه الغزوة قال فيها أهل الإفك ما قالوا ونزل فيها القرآن : { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } الآية
رواه الطبراني عن شيخه موسى بن زكريا التستري وهو متروك
(6/208)
26 - . باب غزوة ذي قرد
(6/208)
10176 - عن سلمة بن الأكوع قال : غدا عيينة بن حصن بن حذيفة على لقاح رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستاقها . قال سلمة : فخرجت بقوسي ونبلى وكنت أرمي الصيد حتى إذا كنت بثنية الوداع نظرت فإذا هم يطردونها فغدوت في الخيل في سلع ثم صحت : يا صباحاه فانتهى صياحي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فصيح في الناس : الفزع الفزع وخرجت أرميهم وأقول : خذها وأنا ابن الأكوع فلم أنشب أن رأيت خيل رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي تخلل الشجر فلحقتهم ثمانية فرسان وكان أول من لحقهم أبو قتادة بن ربعي فطعن رجلا من بني فزارة يقال له : سعد فنزع برده فجلله إياها ثم مضى في أثر العدو مع الفرسان فمر رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد فزع الناس وهم يقولون : أبو قتادة مقتول . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ليس بأبي قتادة ولكنه قتيل أبي قتادة خلوا عنه وعن سلبه " . وقال : " أمعنوا في طلب القوم " . فأمعنوا فاستنقذوا ما استنقذوا من اللقاح وذهبوا بما بقي . ص . 209
قال محمد بن طلحة : وفي الحديث وكان يسميهم : الذين خرجوا في طلب اللقاح : عكاشة بن محصن
والمقداد ببن عمرو ] وهو الذي يقال له : ابن الأسود حليف بني زهرة
ومحرز بن نضلة الأسدي حليف بني عبد شمس قيل : لم يقتل من القوم غيره
ومن الأنصار : سعد بن زيد الأشهلي وهو أمير القوم وعباد بن بشر الأشهلي وظهير بن عمرو الحارثي وأبو قتادة بن ربعي ومعاذ بن ماعص الزرقي
وكان أبو عياش الزرقي أحد النفر الخمسة . قال : أقبلت على فرس لي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا أبا عياش لو أعطيت هذا الفرس من هو أفرس منك
قال : قلت : أنا أفرس العرب فما جرى الفرس خمسين ذراعا طرحني وكسر رجلي فقلت : صدق الله ورسوله فحملت على فرسي ابن عمي معاذ بن ماعص الزرقي
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي وهو ضعيف
(6/208)
27 - . باب الحديبية وعمرة القضاء
(6/209)
10177 - عن أبي سعيد الخدري أنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنا بعسفان قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن عيون المشركين الآن على ضجنان فأيكم يعرف طريق ذات الحنظل ؟ " . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أمسى : " هل من رجل ينزل فيسعى بين يدي الركاب ؟ " . فقال رجل : أنا يا رسول الله فنزلت فجعلت الحجارة تنكبه والشجر يتعلق بثيابه فقال ص . 210
رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اركب " ثم نزل آخر فجعلت الحجارة [ تنكبه ] والشجر يتعلق بثيابه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اركب " . ثم وقعنا على الطريق حتى سرنا في ثنية يقال لها : الحنظل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما مثل هذه الثلاثة إلا كمثل الباب الذي دخل فيه بنو إسرائيل { قيل لهم ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم } لا يجوز أحد الليلة هذه الثنية إلا غفر له " . فجعل الناس يسرعون ويجوزون وكان آخر من جاز قتادة بن النعمان في آخر القوم
قال : فجعل الناس يركب بعضهم بعضا حتى تلاحقنا
قال : فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم ونزلنا
رواه البزار ورجاله ثقات
(6/209)
10178 - وعن جندب بن ناجية أو ناجية بن جندب قال : لما كنا بالغميم لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم خبر قريش أنها بعثت خالد بن الوليد في جريدة خيل تتلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم فكره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يلقاهم وكان بهم رحيما فقال : " هل من رجل يعدلنا عن الطريق ؟ " . فقلت : أنا بأبي أنت . فأخذت بهم في طريق قد كان بها حزن فدافد وعقاب فاستوت بنا الأرض حتى أنزله على الحديبية وهي نزح فألقى سهما أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها ثم دعا ففارت عيونا حتى إني لأقول أو نقول : لو شئنا لاغترفنا بأيدينا
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
(6/210)
10179 - وعن محمد بن إسحاق أن الذي نزل في القليب بسهم رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية ناجية بن جندب بن ص . 211
عمير بن معمر بن حازم بن عمرو بن واثلة بن سهم بن مازن بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة وهو سائق بدن رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/210)
10180 - وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه و سلم لما كان يوم الحديبية قال :
لا توقدوا نارا بليل
فلما كان بعد ذلك قال : " أوقدوا واصطنعوا فإنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مدكم "
رواه أحمد ورجاله ثقات
(6/211)
10181 - وعن يزيد بن مالك عن أبيه أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الشجرة ويوم الهدي معكوفا قبل أن يبلغ محله وأن رجلا من المشركين قال : يا محمد ما يحملك على أن تدخل هؤلاء علينا ونحن كارهون ؟ قال : " هؤلاء خير منك ومن أجدادك يؤمنون بالله واليوم الآخر والذي نفسي بيده لقد رضي الله عنهم "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك
(6/211)
10182 - وعن عبد الله بن مغفل المزني قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله عز و جل في القرآن وكان يقع من أغصان الشجرة على ظهر النبي صلى الله عليه و سلم وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي عليه السلام : " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم " . فأخذ سهيل بيده فقال : ما نعرف الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال : " اكتب باسمك اللهم " فكتب " هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة " فأمسك سهيل بن عمرو بيده فقال : لقد ظلمناك إن كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف . قال : " اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن ص . 212
عبد المطلب وأنا رسول الله " . فكتب فبينا نحن كذلك خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ الله أبصارهم فقمنا إليهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هل جئتم في عهد أحد ؟ أو هل جعل لكم [ أحد ] أمانا ؟ " . قالوا : لا فخلى سبيلهم فأنزل الله عز و جل : { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا }
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/211)
10183 - وعن عمر - يعني ابن الخطاب - أنه قال : اتهموا الرأي على الدين - فذكر الحديبية إلى أن قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يكتب بينه وبين أهل مكة فقال : " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم " . فقالوا : لو نرى ذلك صدقنا ولكن اكتب كما كنت تكتب باسمك اللهم قال : فرضي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبيت حتى قال لي : : يا عمر تراني قد رضيت وتأبى ؟ " . قال : فرضيت
قلت : حديث عمر في الصحيح بغير هذا السياق
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(6/212)
10184 - وعن ابن عمر قال : دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية الناس للبيعة فقام أبو سنان بن محصن فقال : يا رسول الله أبايعك على ما في نفسك قال : " وما في نفسك ؟ " . قال : أضرب بسيفي بين يديك حتى يظهرك الله أو أقتل . فبايعه وبايع الناس على بيعة أبي سنان
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز ابن عمران وهو متروك . ص . 213
(6/212)
10185 - وعن عطاء بن أبي رباح قال : قلت لابن عمر : أشهدت بيعة الرضوان مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم . قال : فما كان عليه ؟ قال : قميص من قطن وجبة محشوة ورداء وسيف ورأيت النعمان بن مقرن المزني قائما على رأسه وقد رفع أغصان الشجرة عن رأسه يبايعونه
قلت : لابن عمر حديث في الحديبية غير هذا
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى بن عبد الله التيمي وهو ضعيف
(6/213)
10186 - وعن عبد الله بن مغفل قال : إني لمن أحد الرهط الذين ذكر الله جل ثناؤه : { لا أجد ما أحملكم عليه } قال : إني لآخذ ببعض أغصان الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس تحتها أظله قال : فبايعناه على أن لا نفر
رواه الطبراني وإسناده جيد إلا أن الربيع بن أنس قال : عن أبي العالية أو عن غيره
(6/213)
10187 - وعن عبد الله بن السائب أن النبي صلى الله عليه و سلم عام الحديبية حين أخبره عثمان أن سهيلا أرسله إليه قومه فصالحوه على أن يرجع عنهم هذا العام ويخلوها قابلا ثلاثا فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
سهيل سهل عليكم الأمر
رواه الطبراني وفيه مؤمل بن وهب المخزومي تفرد عنه ابنه عبد الله وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/213)
10188 - وعن ابن عمر قال : ص . 214
كانت الهدنة بين النبي صلى الله عليه و سلم وبين أهل مكة بالحديبية أربع سنين
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(6/214)
10189 - وعن ابن شهاب قال : لما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرة القضاء أمر أصحابه فقال : " اكشفوا عن المناكب واسعوا في الطواف " . ليرى المشركين جلدهم وقوتهم وكان يكيدهم لكل ما استطاع فانكفأ أهل مكة الرجال والنساء والصبيان ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه وهم يطوفون بالبيت وعبد الله بن رواحة يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم متوشحا بالسيف يقول
خلوا بني الكفار عن سبيله
أنا الشهيد أنه رسوله
قد نزل الرحمن في تنزيله
في صحف تتلى على رسوله
فاليوم نضربكم على تأويله
كما ضربناكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله
وتغيب رجال من أشراف المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم غيظا وحنقا ونفاسة وحسدا خرجوا إلى نواحي مكة فكره رسول الله صلى الله عليه و سلم نسكه وأقام ثلاثا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/214)
28 - . باب غزوة خيبر
(6/214)
10190 - عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث عمرو بن الطفيل إلى خيبر يستمد له قومه فقال : ص . 215
يا عمرو انطلق فاستمد لنا قومك
قال عمرو : يا رسول الله أرسلتني وقد نشب القتال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما ترضى أن تكون رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم "
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف
(6/214)
10191 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
تجهزوا إلى هذه القرية الظالم أهلها - يعني خيبر - فإن الله عز و جل فاتحها عليكم إن شاء الله ولا يخرجن معي مصعب ولا مضعف
فانطلق أبو هريرة إلى أمه فقال : جهزيني فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أمرنا بالجهاز للغزو قالت : تنطلق وقد علمت ما أدخل [ المرفق ] إلا وأنت معي قال : ما كنت لأتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم . فأخرجت ثديها فناشدته بما رضع من لبنها فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم سرا فقال : " انطلقي قد كفيت " . فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أرى إعراضك عني لا أرى ذلك إلا لشيء بلغك . قال : " أنت الذي ناشدتك أمك وأخرجت ثديها تناشدك بما رضعت من لبنها أيحسب أحدكم إذا كان عند أبويه أو أحدهما إنه ليس في سبيل الله ؟ بل هو في سبيل الله إذا برهما وأدى حقهما " . قال أبو هريرة : لقد مكثت بعد هذا سنين ما أغزو حتى ماتت وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من المدينة فسار معه فتى من بنى عامر على بكر له صعب فجعل يسير في ناحية الطريق والناس فوقع بعيره في حفيرة فصاح : يا آل عامر فارتعص هو وبعيره فجاء قومه فاحتملوه وسار رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أتى خيبر فنزل عليها فدعا الطفيل بن الحارث الخزاعي فقال : " انطلق إلى قومك واستمدهم على هذه القرية الظالم أهلها فإن الله عز و جل سيفتحها عليكم إن شاء الله " . فقال الطفيل : يا رسول الله تبعدني منك فوالله لأن أموت وأنا يومئذ منك قريب أحب إلى من الحياة وأنا منك ص . 216
بعيد فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إنه لابد مما لابد منه فانطلق " . فقال : يا رسول الله لعلى لا ألقاك فزودني شيئا أعيش به قال : " أتملك لسانك ؟ " . قال : فما أملك إذا لم أملك لساني ؟ قال : " أتملك يدك ؟ " . قال : فما أملك إذا لم أملك يدي ؟ قال : " فلا تقل بلسانك إلا معروفا ولا تبسط يدك إلا إلى خير "
قال ابن أبي كريمة : ووجدت في كتاب أبي عبد الرحيم بخطه في هذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أفش السلام وابذل الطعام واستحي الله كما تستحي رجلا من رهطك ذي هيبة وليحسن خلقك وإذا أسأت فأحسن إن الحسنات يذهبن السيئات "
رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف
(6/215)
10192 - وعن حسيل بن خارجة الأشجعي قال : قدمت المدينة في جلب أبيعه فأتى به النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " أجعل لك عشرين صاعا من تمر على أن تدل أصحابي على طريق خيبر " . ففعلت فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر وفتحها جئت فأعطاني العشرين ثم أسلمت
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
(6/216)
10193 - وعن [ نصر بن ] دهر الأسلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في مسيرة إلى خيبر لعامر بن الأكوع وهو عم سلمة بن عمرو بن الأكوع وكان اسم الأكوع سنان :
انزل يا ابن الأكوع فخذ لنا من هنياتك
ص . 217
قال : فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
والله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
إنا إذا قوم بغوا علينا
وإن أرادوا فتنة أبينا
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
رواه أحمد والطبراني وزاد : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يرحمك الله
فقال عمر : وجبت والله يا رسول الله لو امتعتنا به فقتل يوم خيبر شهيدا
ورجالهما ثقات
(6/216)
10194 - وعن أبي طلحة قال : صبح النبي صلى الله عليه و سلم خيبر وقد أخذوا مساحيهم [ ومكاتلهم ] وغدوا إلى حروثهم [ وأراضيهم ] فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه و سلم معه الجيش نكصوا مدبرين فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم : " الله أكبر الله أكبر خربت خيبر { إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين } "
رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحمد رجال الصحيح
(6/217)
10195 - وعن أبي طلحة قال : كنت رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم [ فلو قلت : إن ركبتي تمس ركبته ] فسكت عنهم حتى إذا كان عند السحر وذهب ذو الضرع إلى ضرعه وذو الزرع إلى زرعه أغار ص . 218
عليهم وقال : { إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين }
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/217)
10196 - عن عبد الله بن أبي أوفى قال : أغار رسول الله صلى الله عليه و سلم على خيبر وهم غارون فقالوا : محمد والخميس . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " الله أكبر خربت خيبر { إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين } "
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة وهو ضعيف
(6/218)
10197 - وعن أبي اليسر كعب بن عمرو قال : والله إني لمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بخيبر عشية إذ أقبلت غنم لرجل من اليهود يريد حصنهم ونحن محاصروهم إذ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من رجل يطعمنا من هذه الغنم ؟
قال أبو اليسر : قلت : أنا يا رسول الله قال : " فافعل " . قال : فخرجت أشتد مثل الظليم فلما نظر إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم موليا قال : " اللهم أمتعنا به " . قال : فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن فأخذت شاتين من آخرها فاحتضنتهما تحت يدي ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء حتى ألقيتهما عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فذبحوهما وأكلوهما فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم هلاكا وكان إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال : أمتعوا بي لعمري حتى كنت آخرهم . ص . 219
رواه أحمد عن بعض رجال بني سلمة عنه وبقية رجاله ثقات
(6/218)
10198 - وعن سلمة بن الأكوع أن عمه ضرب رجلا من المشركين فقتله وجرح نفسه فأنشأ يقول : قتلت نفسي فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " له أجران "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم
(6/219)
10199 - وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : خرج مرحب اليهودي من حصنهم قد جمع سلاحه يرتجز ويقول :
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب
إذا الليوث أقبلت تلهب
[ وأحجبت عن صولة المجرب ]
كأن حماي الحمى لا يقرب
وهو يقول : من يبارز ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من لهذا ؟ " . فقال محمد بن مسلمة : أنا له يا رسول الله الموتور الثائر قتلوا أخي بالأمس قال : " فقم إليه اللهم أعنه عليه " . فلما دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة غمرته من شجر العشر فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه كلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه حتى برز كل واحد منهما لصاحبه وصارت بينهما كالرجل القائم ما فيها من فنن ص . 220
حمل مرحب على محمد فضربه فاتقاه بالدرقة فوقع سيفه فيها فعصب به فأمسكه وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله
رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات
(6/219)
10200 - وعن بريدة الأسلمي قال : لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بحضرة أهل خيبر أعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم اللواء عمر بن الخطاب ونهض [ معه ] من نهض من المسلمين فلقوا أهل خيبر وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " . فلما كان الغد دعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض الناس معه فلقوا أهل خيبر وكان مرحب يرتجز بين أيديهم ويقول :
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب
إذا الليوث أقبلت تلهب
قال : فاختلفا ضربتين فضربه علي على هامته حتى عض السيف منها أضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح له ولهم
رواه أحمد والبزار وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
(6/220)
10201 - وعن بريدة قال : حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ثم أخذه من الغد ص . 221
عمر فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له
وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا فلما أن أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الغداة ثم قام قائما فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له قال بريدة : وأنا فيمن تطاول لها
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/220)
10202 - وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ الراية فهزها ثم قال : " من يأخذها بحقها ؟ " . فجاء فلان فقال : " أمط " . ثم جاء رجل آخر فقال : " أمط " . ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم : " والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه و سلم لأعطينها رجلا لا يفر هاك يا علي " . فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك وجاء بعجوتهما وقديدهما
رواه أحمد ورجاله ثقات
(6/221)
10203 - وعن علي عليه السلام قال : أتينا خيبر فلما أتاهما رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث عمر ومعه الناس فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه فقال : " لأبعثن إليهم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يقاتلهم حتى يفتح الله له " . قال : فتطاول الناس لها ومدوا أعناقهم قال : فمكث رسول الله صلى الله عليه و سلم ساعة فقال : " أين علي ؟ " . فقالوا : هو أرمد قال : " ادعوه لي " فلما أتيته فتح عيني ثم تفل فيها ثم أعطاني اللواء قال : فانطلقت حتى أتيتهم فإذا فيهم مرحب يرتجز حتى التقينا ص . 222
فهزمه الله وانهزم أصحابه وتحصنوا وأغلق الباب فأتينا الباب فلم أزل أعالجه حتى فتحه الله
رواه البزار وفيه نعيم بن حكيم وثقه ابن حبان وغيره وفيه لين
(6/221)
10204 - وعن جابر بن عبد الله قال : لما كان يوم خيبر بعث رجلا فجبن فجاء محمد بن مسلمة فقال : يا رسول الله لم أر كاليوم قط قتل محمود بن مسلمة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم وإذا لقيتموهم فقولوا : اللهم أنت ربنا وربهم ونواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تقتلهم أنت ثم الزموا الأرض جلوسا فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لأبعثن غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبانه لا يولي الدبر " . فلما كان من الغد بعث عليا وهو أرمد شديد الرمد فقال : " سر " . فقال : يا رسول الله الله ما أبصر موضع قدمي قال : فتفل في عينيه وعقد له اللواء ودفع إليه الراية فقال علي : على ما أقاتلهم يا رسول الله ؟ قال : " على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى "
رواه الطبراني في الصغير وفيه الخليل بن مرة قال أبو زرعة : شيخ صالح وضعفه جماعة
قلت : وبقية هذه الأحاديث تأتي في مناقب علي رضي الله عنه . ص . 223
(6/222)
10205 - وعن علي قال : لما قتلت مرحبا جئت برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد وفيه ابن قابوس ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا وفيهم ضعف
(6/223)
10206 - وعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي رضي الله عنه بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه
رواه أحمد وفيه راو لم يسم
(6/223)
10207 - وعن أم سلمة - وكانت في غزوة خيبر - قالت : سمعت وقع السيف في أسنان مرحب
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/223)
10208 - وعن ابن عباس قال : صالح رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل خيبر على كل صفراء وبيضاء وعلى كل شيء إلا أنفسهم وذراريهم
قال : فأتي بالربيع وكنانة ابني أبي الحقيق وأحدهما عروس بصفية بنت حيي فلما أتى بهما قال : " أين آنيتكما التي كانت تستعار بالمدينة ؟ " . قال : ص . 224
أخرجتنا وأجليتنا فأنفقناها قال : " انظرا ما تقولان فإنكما إن كتمتاني استحللت بذلك دماءكما وذريتكما " . قال : فدعا رجلا من الأنصار قال : " اذهب إلى مكان كذا وكذا فانظر نخيلة في رأسها رقعة فانزع تلك الرقعة واستخرج تلك الآنية فأت بها " . فانطلق حتى جاء بها فقدمهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فضرب أعناقهما وبعث إلى ذريتهما فأتى بصفية بنت حيي وهي عروس فأمر بلالا فانطلق بها إلى منزل رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق بلال فمر بها على زوجها وأخيه وهما قتيلان فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " سبحان الله ما أردت يا بلال إلى جارية [ بكر ] تمر بها على قتيلين تريها إياهما [ أما لك رحمة ] " . قال : أردت أن أحرق جوفها قال : ودخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فبات معها وجاء أبو أيوب بسيفه فجلس إلى جانب الفسطاط فقال : إن سمعت واعية أو رابني شيء كنت قريبا من رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى إقامة بلال قال : " من هذا ؟ " . قال : أنا أبو أيوب قال : " ما شأنك هذه الساعة ههنا ؟ " . قال : يا رسول الله دخلت بجارية [ بكر ] وقد قتلت زوجها وأخاه فأشفقت عليك قلت : أكون قريبا من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " يرحمك الله أبا أيوب " ثلاث مرات . وأكثر الناس فيها فقائل [ يقول ] : سريته وقائل يقول : امرأته فلما كان عند الرحيل قالوا : انظروا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي سريته فأخرجها رسول الله صلى الله عليه و سلم فحجبها فوضع لها ركبته ووضعت ركبتها على فخذه وركبت
وقد كان عرض عليها قبل ذلك أن يتخذها سرية أو يعتقها وينكحها قالت : لا بل أعتقني وانكحني ففعل صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ وبقية رجاله ثقات . ص . 225
(6/223)
10209 - وعن عروة قال : لما فتح الله عز و جل خيبر على رسول الله صلى الله عليه و سلم وقتل من قتل منهم أهدت زينب بنت الحرث اليهودية وهي بنت أخي مرحب شاة مصلية وسمته فيها وأكثرت في الكتف والذراع حيث أخبرت أنهما احب أعضاء الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه بشر بن البراء بن المعرور أخو بنى سلمة قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فتناول الكتف والذراع وانتهش منها وتناول بشر عظما آخر فانتهش منه فلما أرغم رسول الله صلى الله عليه و سلم أرغم بشر ما في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ارفعوا أيديكم فإن كتف الشاة تخبرني أني قد بغيت فيها " . فقال بشر بن البراء : والذي أكرمك لقد وجدت ذلك في أكلتي التي أكلت ولم يمنعني أن ألفظها إلا أني كرهت أن أنغص طعامك فلما أكلت ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك ورجوت أن لا تكون رغمتها وفيها بغي . فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطيالسة وماطله وجعه حتى كان لا يتحول إلا ما حول وبقي رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي مات فيه
رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
(6/225)
10210 - وعن أنس قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر قال الحجاج بن علاط : يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا ؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقول ما شاء . فأتى امرأته حين قدم فقال : ص . 226
اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم قال : وفشا ذلك بمكة وانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا
قال : وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم
قال معمر : فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال : فأخذ العباس ابنا له يقال له : قثم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول :
حبي قثم شبيبه ذي . . . الأنف الأشم
نبي ذي النعم . . . برغم من رغم
قال ثابت [ عن الحجاج ] عن أنس : ثم أرسل غلاما له إلى الحجاج بن علاط فقال : ويلك ماذا جئت به ؟ وماذا تقول ؟ فما وعد الله عز و جل خير مما جئت به . قال الحجاج بن علاط لغلامه : اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له ليخل لي [ في ] بعض بيوته لآتيه فان الخبر على ما يسره فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال : أبشر أبا الفضل [ قال ] : فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه فأخبره ما قال الحجاج فأعتقه قال : ثم جاء الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صفية بنت حيي فاتخذها لنفسه وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ولكني جئت لمال كان لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به ص . 227
فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأذن لي أن أقول ما شئت فأخف عني ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك
قال : فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي أو متاع فدفعته إليه ثم استمر به فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال : ما فعل زوجك ؟ فأخبرته أنه ذهب يوم كذا وكذا وقالت : لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك قال : أجل لا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا فتح الله خيبر على رسوله وجرت سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية لنفسه فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت : أظنك والله صادقا قال : فإني صادق والأمر على ما أخبرتك ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم : لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل . قال : لم يصبني إلا خير بحمد الله تبارك وتعالى قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله عز و جل على رسوله صلى الله عليه و سلم وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء ههنا ثم يذهب
قال : فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون ومن كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسر المسلمون ورد [ الله - يعني ] : ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/225)
10211 - وعن عروة قال :
وقتل يوم خيبر من قريش ثم من بني عبد مناف : ثقف بن عمرو حليف لهم من بني أسد بن خزيمة . ص . 228
ومن الأنصار ثم من بني زريق : مسعود بن سعد بن خالد . ومن بني عمرو ببن عوف : أبو الصباح أو أبو ضياح
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
(6/227)
10212 - وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم خيبر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأنصار ثم من بني حارثة : محمود بن مسلمة فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لمحمد بن مسلمة : أخوك له أجر شهيدين . ومن بني زريق : مسعود بن سعد بن قيس
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/228)
10213 - وعن أبي هريرة قال : ما شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مغنما قط إلا قسم لي إلا خيبر فإنها كانت لأهل الحديبية خاصة
وكان أبو هريرة وأبو موسى جاءا بين الحديبية وخيبر
رواه أحمد وفيه علي بن يزيد وهو سيئ الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/228)
10214 - وعن عقبة بن سويد الأنصاري أنه سمع أباه - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم - قال : قفلنا مع النبي صلى الله عليه و سلم من غزوة خيبر فلما بدا له أحد قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم :
الله أكبر جبل يحبنا ونحبه
رواه أحمد . وعقبة ذكره ابن أبي حاتم وقال : روى عنه عبد العزيز ولم يجرحه قلت : وروى عن الزهري عند أحمد وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/228)
29 - . باب غزوة مؤتة
(6/228)
10215 - ص . 229 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث بعثا إلى مؤتة فاستعمل عليهم زيدا فان قتل زيد فجعفر فان قتل جعفر فعبد الله بن رواحة
رواه أحمد في أثناء حديث طويل وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/229)
10216 - وعن أبي قتادة الأنصاري فارس رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم جيش الأمراء فقال :
عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة الأنصاري
فوثب جعفر فقال : بأبي أنت وأمي الله ما كنت أرهب أن تستعمل على زيدا . قال : " امض فإنك لا تدري أي ذلك خير " . فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم صعد المنبر وأمر أن ينادي بالصلاة جامعة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ناب خير أو بات خير أو ثاب خير - شك عبد الرحمن - ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي ؟ إنهم انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيدا فاستغفروا له " . فاستغفر له الناس " ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى استشهد أشهد له بالشهادة فاستغفروا له ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى قتل شهيدا فاستغفر له ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه " . ثم رفع رسول الله صلى الله عليه و سلم إصبعه فقال : " اللهم انه سيف من سيوفك فانصره " . فمن يومئذ سمي خالد : سيف الله ثم قال : " انفروا فأمدوا إخوانكم [ ولا يتخلفن أحد ] " . قال : فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا . ص . 230
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير خالد بن سمير وهو ثقة
(6/229)
10217 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة فدفع الراية إلى زيد
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(6/230)
10218 - وعن عبد الله بن جعفر قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة : " فإن قتل زيد - أو استشهد - فأميركم جعفر فإن قتل - أو استشهد - فأميركم عبد الله بن رواحة " . فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه وأتى خبرهم النبي صلى الله عليه و سلم فخرج إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : " إن إخوانكم لقوا العدو وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل - أو استشهد - ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل - أو استشهد - ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل - أو استشهد - ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه " . [ فأمهل ] ثم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم ثم أتاهم فقال : " لا تبكوا على أخي بعد اليوم ادعوا لي بني أخي " . قال : فجيء بنا كأننا أفرخ قال : " ادعوا لي الحلاق " . فجيء بالحلاق فحلق رؤوسنا ثم قال : " أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب وأما عبد الله فشبيه خلقي وخلقي " . ثم أخذ بيدي فأشالهما فقال : " اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه " . قالها ثلاث مرات قال : فجاءت أمنا فذكرت يتمنا [ وجعلت تفرح ] فقال : " العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة ؟ " . ص . 231
قلت : روى أبو داود وغيره بعضه
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
(6/230)
10219 - وعن أبي اليسر بن عمرو الأنصاري قال : أنا دفعت الراية إلى عبد الله بن رواحة وأصيب فدفعتها إلى ثابت بن أقرم الأنصاري فدفعها إلى خالد بن الوليد فقال له : لم تدفعها إلي ؟ قال : أنت أعلم بالقتال مني
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو حمزة الثمالي وهو ضعيف
(6/231)
10220 - وعن عروة بن الزبير قال : بعث النبي صلى الله عليه و سلم بعثا إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان واستعمل عليهم زيد بن حارثة فقال لهم : " إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس " . فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج وهم ثلاثة آلاف فلما حضر خروجهم ودع الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه و سلم وسلموا عليهم فلما ودع عبد الله بن رواحة مع من ودع بكى فقيل له : ما يبكيك يا ابن رواحة ؟ فقال : والله ما بي حب الدنيا وصبابة ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار : { وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا } فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود ؟ فقال لهم المسلمون : صحبكم الله ودفع عنكم وردكم إلينا صالحين فقال عبد الله بن رواحة :
لكنني أسأل الرحمن مغفرة . . . وضربة ذات فزع تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مجهزة . . . بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا ص . 232
حتى يقولوا إذا مروا على جدثي . . . أرشده الله من غاز وقد رشدا
ثم إن القوم تهيئوا للخروج فأتى عبد الله بن رواحة رسول الله صلى الله عليه و سلم يودعه فقال :
يثبت الله ما آتاك من حسن . . . تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
إني تفرست فيك الخير نافلة . . . فراسة خالفتهم في الذي نظروا
أنت الرسول فمن يحرم نوافله . . . والوجه منه فقد أزرى به القدر
ثم خرج القوم وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يشيعهم حتى إذا ودعهم وانصرف عنهم قال عبد الله بن رواحة :
خلف السلام على امرئ ودعته . . . في النخل غير مودع وكليل
ثم مضوا حتى نزلوا معان من أرض الشام فبلغهم أن هرقل قد نزل في مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم وقد اجتمعت إليه المستعربة من لخم وجذام وبلقين وبهرام وبلي في مائة ألف عليهم رجل يلي أخذ رايتهم يقال له : مالك بن زانة فلما بلغ ذلك المسلمين قاموا بمعان ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا : نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فنخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له فشجع عبد الله بن رواحة الناس وقال : يا قوم والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنين إما ظهور وإما شهادة
قال عبد الله بن رواحة في مقامهم ذلك قال ابن إسحاق كما حدثني عبد الله بن أبي بكر : أنه حدث عن زيد بن أرقم قال : كنت يتيما لعبد الله بن رواحة في حجره فخرج في سفرته تلك مردفي على حقيبة راحلته ووالله إنا لنسبر ليلة إذ سمعته يتمثل ببيته هذا : ص . 233
إذا أديتني وحملت رحلي . . . مسيرة أربع بعد الحساء
فلما سمعته منه بكيت فخفقني بالدرة وقال : ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع من شعبتي الرحل ومضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها : مشارق ثم دنا المسلمون وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها : مؤتة فالتقى الناس عندها وتعبأ المسلمون فجعلوا على ميمنتهم رجلا من بني عذرة يقال له : قطبة بن قتادة وعلى ميسرتهم رجلا من الأنصار يقال له : عبادة بن مالك ثم التقى الناس واقتتلوا فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى شاط في رماح القوم ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى إذا ألجمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها فقاتل القوم حتى قتل
وكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى عروة
(6/231)
10221 - وعن عباد بن عبد الله بن الزبير قال : حدثني أبي الذي أرضعني - وكان أحد بني مرة بن عوف وكان في تلك الغزاة غزوة مؤتة - قال : والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب حين اقتحم عن فرس له شقراء ثم عقرها ثم قاتل القوم حتى قتل فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه وتردد بعض التردد ثم قال :
أقسمت يا نفسي لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه
ما لي أراك تكرهين الجنه
إن أجلب الناس وشدوا الرنه ص . 234
لطالما قد كنت مطمئنة
هل أنت إلا نطفة في شنه
وقال عبد الله بن رواحة :
يا نفس أن لا تقتلي موتي
هذا حمام الموت قد صليت
وما تمنيت فقد لقيت
إن تفعلي فعلهما هديت
ثم نزل فلما نزل أتاه ابن عم له بعظم من لحم فقال : اشدد بهذا صلبك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما قد لقيت فأخذه من يده فانتهش منه نهشة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس فقال : وأنت في الدنيا ؟ ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل فأخذ الراية ثابت بن أقرم أحد بلعجلان وقال : يا أيها الناس اصطلحوا على رجل منكم قالوا : أنت قال : ما أنا بفاعل فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فلما أخذ الراية دافع القوم ثم انحاز حتى انصرف فلما أصيبوا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا
ثم صمت النبي صلى الله عليه و سلم حتى تغيرت وجوه الأنصار وظنوا أنه كان في عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهونه قال :
ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا
ثم قال : " لقد رفعوا إلي في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازورارا عن سريري صاحبيه فقلت : بم هذا ؟ فقيل لي : مضيا وتردد عبد الله بن رواحة بعض التردد ومضى "
رواه الطبراني ورجاله ثقات . ص . 235
(6/233)
10222 - وعن ابن شهاب قال : ثم بعث النبي صلى الله عليه و سلم جيشا إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب أميرهم فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة أميرهم فانطلقوا حتى لقوا ابن أبي سبرة الغساني بمؤتة وبها جموع من نصارى العرب والروم وبها تنوخ وبهرام فأغلق ابن أبي سبرة دون المسلمين الحصن ثلاثة أيام ثم خرجوا فالتقوا على زرع أخضر فاقتتلوا قتالا شديدا وأخذ اللواء زيد بن حارثة فقتل ثم أخذه جعفر فقتل ثم أخذه ابن رواحة فقتل ثم اصطلح الناس بعد أمراء رسول الله صلى الله عليه و سلم على خالد بن الوليد فهزم الله العدو وأظهر المسلمين
وبعثهم رسول الله صلى الله عليه و سلم في جمادى الأولى
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/235)
10223 - وعن ابن المسيب قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم :
مثلوا لي في الجنة في خيمة من درة كل واحد منهم على سرير فرأيت زيدا وابن رواحة أعناقهما صدودا
قال : " فسألت " أو " قال لي : إنهما حين غشيهما الموت كأنهما أعرضا أو كأنهما صدا بوجوههما وأما جعفر فإنه لم يفعل " . قال ابن عيينة : فذاك حين يقول ابن رواحة :
أقسمت يا نفس لتنزلنه
بطاعة منك أو لتكرهنه
فطالما قد كنت مطمئنه
قال جعفر : ما أطيب ريح الجنة
رواه الطبراني وفيه علي بن زيد وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل
(6/235)
10224 - وعن أبي اليسر قال : ص . 236
كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتاه أبو عامر الأشعري فقال : بعثني في كذا وكذا فأتيت مؤتة فلما صف القوم وركب جعفر فرسه ولبس درعه وأخذ اللواء فمشى حتى أتى القوم ثم نادى : من يبلغ هذه صاحبها ؟ فقال رجل من القوم : أنا فبعث بها ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل فتحدرت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم دموعا فصلى بنا الظهر ثم دخل ولم يكلمنا ثم أقيمت الصلاة فخرج فصلى ولم يكلمنا ثم فعل ذلك في المغرب والعشاء يدخل ولا يكلمنا وكان إذا صلى أقبل علينا بوجهه فخرج علينا في الفجر في الساعة التي كان يخرج فيها وأنا وأبو عامر الأشعري جلوس فجلس بيننا فقال :
ألا أخبركم عن رؤيا رأيتها دخلت الجنة فرأيت جعفر ذا جناحين مضرجين بالدماء وزيد مقابله وابن رواحة معهم كأنه يعرض عنهم وسأخبركم عن ذلك إن جعفرا حين تقدم فرأى القتل لم يصرف وجهه وزيد كذلك وابن رواحة صرف وجهه
رواه الطبراني وفيه ثابت بن دينار أبو حمزة وهو ضعيف
(6/236)
10225 - وعن أسماء بنت عميس قالت : لما أصيب جعفر وأصحابه دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد دبغت أربعين منيئة وعجنت عجني وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ائتني ببني جعفر " . قال : فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء ؟ قال : " نعم أصيبوا هذا اليوم " . قالت : فقمت أصيح واجتمع إلي النساء وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أهله فقال : " لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم "
قلت : روى ابن ماجة بعضه . ص . 237
رواه أحمد وفيه امرأتاه لم أجد من وثقهما ولا جرحهما وبقية رجاله ثقات
(6/236)
10226 - وعن عروة قال : قتل يوم مؤتة من الأنصار : الحارث بن النعمان بن يساف بن نضلة بن عبد عوف بن غنم وزيد بن حارثة بن غنم وسراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف
(6/237)
30 - . باب غزوة الفتح
(6/237)
10227 - عن عائشة قالت : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم غضب فيما كان من شأن بني كعب غضبا لم أره غضبه منذ زمان وقال : " لا نصرني الله إن لم أنصر بني كعب "
قالت : وقال لي : " قولي لأبي بكر وعمر يتجهزا لهذا الغزو "
قال : فجاءا إلى عائشة فقالا : أين يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : فقالت : لقد رأيته غضب فيما كان من شأن بني كعب غضبا لم أره غضبه منذ زمان من الدهر
رواه أبو يعلى عن حزام بن هشام بن حبيش عن أبيه عنها وقد وثقهما ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/237)
10228 - وعن ذي الجوشن الضبابي قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس [ لي ] يقال لها : القرحاء فقلت : يا محمد قد جئتك بابن القرحاء لتتخذه قال : " لا حاجة لي فيه وإن أردت أقيضك بها المختارة من دروع بدر فعلت " . قال : ما كنت لأقيضه اليوم بغرة قال : " لا حاجة لي فيه " . ثم قال : ص . 238
يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر ؟
فقلت : لا . قال : " لم ؟ " . قال : قلت : رأيت قومك قد ولعوا بك قال : " كيف بلغك عن مصارعهم ببدر ؟ " . قلت : قد بلغني قال : " فإنا نهدي لك " . قلت : إن تغلب على الكعبة وتقطنها قال : " لعلك إن عشت ترى ذلك " . ثم قال : " يا فلان خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة " . فلما أدبرت قال : " أما إنه من خير فرسان بني عامر " . قال : فوالله إني بأهلي بالغور إذ أقبل راكب فقلت : ما فعل الناس قال : والله قد غلب محمد على الكعبة وقطنها قلت : هبلتني أمي ولو أسلمت يومئذ ثم أسأله الحيرة لأقطعنيها
(6/237)
10229 - وفي رواية : فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " ما يمنعك من ذلك ؟ " . قال : رأيت قومك قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك فأنظر ماذا تصنع ؟ فإن ظهرت عليهم آمنت بك واتبعتك وإن ظهروا عليك لم أتبعك
قلت : روى أبو داود بعضه
رواه عبد الله بن أحمد وأبوه ولم يسق المتن والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
(6/238)
10230 - وعن أبي هريرة أن قائل خزاعة قال :
اللهم إني ناشد محمدا
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
انصر هداك الله نصرا أعتدا
وادع عباد الله يأتوا مددا
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وحديثه حسن . ص . 239
(6/238)
10231 - وعن علي قال : لما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة أرسل إلى ناس من أصحابه أنه يريد مكة فيهم حاطب بن أبي بلتعة وفشا في الناس أنه يريد حنينا
قال : فكتب حاطب إلى أهل مكة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريدكم
قال : فأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا وأبا مرثد الغنوي وليس معنا رجل إلا ومعه فرس فقال : " ائتوا روضة الخاخ فإنكم ستلقون بها امرأة ومعها كتاب فخذه منها "
قال : فانطلقنا حتى رأيناها بالمكان الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلنا لها : هاتي الكتاب فقالت : ما معي كتاب . قال : فوضعنا متاعها ففتشناها فلم نجده في متاعها فقال أبو مرثد : فلعله أن لا يكون معها كتاب فقلنا : ما كذب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا كذبنا فقلنا لها : لتخرجنه أو لنعرينك فقالت : أما تتقون الله أما أنتم مسلمون ؟ فقلنا : لتخرجنه أو لنعرينك
قال عمرو بن مرة : فأخرجته من حجزتها
وقال حبيب بن أبي ثابت : من قبلها . فذكر الحديث
قلت : هو في الصحيح بغير هذا السياق
رواه أبو يعلى وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف
(6/239)
10232 - وعن ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بات عندها في ليلة فقام يتوضأ للصلاة قالت : فسمعته ص . 240
يقول في متوضئه : " لبيك لبيك " ثلاثا " نصرت نصرت " ثلاثا فلما خرج قلت : يا رسول الله سمعتك تقول في متوضئك : " لبيك لبيك " ثلاثا " نصرت نصرت " ثلاثا كأنك تكلم إنسانا وهل كان معك أحد ؟ قال : " هذا راجز بني كعب يستصرخني ويزعم أن قريشا أعانت عليهم بكر بن وائل " . ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر عائشة أن تجهزه ولا تعلم أحدا قالت : فدخل عليها أبو بكر فقال : يا بنية ما هذا الجهاز ؟ فقالت : والله ما أدرى فقال : ما هذا بزمان غزوة بني الأصفر فأين يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت : والله لا علم لي قالت : فأقمنا ثلاثا ثم صلى الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشد :
يا رب إني ناشد محمدا
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
إنا ولدناك فكنت ولدا
ثمت أسلمنا فلم تنزع يدا
إن قريشا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعوا أحدا
فانصر هداك الله نصرا أيدا
وادعوا عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا
[ أبيض مثل البدر ينجي صعدا ]
إن سيم خسفا وجهه تربدا ص . 241
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لبيك لبيك " ثلاثا " نصرت نصرت " ثلاثا ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما كان بالروحاء نظر إلى سحاب منتصب فقال : " إن هذا السحاب لينصب بنصر بني كعب " . فقال رجل من بني عدي بن عمرو أخو بني كعب بن عمرو : يا رسول الله ونصر بني عدي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " [ ترب نحرك ] وهل عدي إلا كعب وكعب إلا عدي ؟ " . فاستشهد ذلك الرجل في ذلك السفر ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم عم عليهم خبرنا حتى نأخذهم بغتة " . ثم خرج حتى نزل بمر وكان أبو سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء خرجوا تلك الليلة حتى أشرفوا على مر فنظر أبو سفيان إلى النيران فقال : يا بديل هذه نار بني كعب أهلك فقال : حاشتها إليك الحرب فأخذتهم مزينة تلك الليلة وكانت عليهم الحراسة فسألوا أن يذهبوا بهم إلى العباس بن عبد المطلب فذهبوا بهم فسأله أبو سفيان أن يستأذن له من رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج بهم حتى دخل على النبي صلى الله عليه و سلم فسأله أن يؤمن له من أمن فقال : " قد أمنت من أمنت ما خلا أبا سفيان " فقال : يا رسول الله لا تحجر علي فقال : " من أمنت فهو آمن " . فذهب بهم العباس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم خرج بهم فقال أبو سفيان : إنا نريد أن نذهب فقال : أسفروا وقام رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ وابتدر المسلمون وضوءه ينتضحونه في وجوههم فقال أبو سفيان : يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما فقال : ليس بملك ولكنها النبوة وفي ذلك يرغبون
رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه يحي بن سليمان بن نضلة وهو ضعيف
(6/239)
10233 - وعن ابن عباس قال : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه و سلم لسفره واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن ص . 242
الحصين بن عتبة بن خلف الغفاري وخرج لعشر مضين من رمضان فصام رسول الله صلى الله عليه و سلم وصام الناس معه حتى إذا كانوا بالكديد - [ ماء ] بين عسفان وأمج - أفطر ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين
قلت : في الصحيح طرف منه في الصيام
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع
(6/241)
10234 - وعن ابن عباس قال : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه و سلم واستعمل على المدينة أبا رهم كلثوم بن الحصين الغفاري وخرج لعشر مضين من رمضان فصام رسول الله صلى الله عليه و سلم وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد - ماء بين عسفان وأمج - أفطر ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين وألف من مزينة وسليم وفي كل القبائل عدد وإسلام وأوعب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم المهاجرون والأنصار لم يتخلف منهم أحد فلما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم مر الظهران وقد عميت الأخبار على قريش فلم يأتهم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم خبر ولم يدروا ما هو فاعل خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتجسسون وينظرون : هل يجدون خبرا أو يسمعون به ؟ وقد كان العباس بن عبد المطلب تلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض الطريق وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بين المدينة ومكة والتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فيها فقالت : يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك قال : " لا حاجة لي بهما أما ابن عمي ص . 243
فهتك عرضي بمكة وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال " . فلما خرج إليهما بذلك ومع أبي سفيان بني له فقال : والله لتأذنن لي أو لآخذن بيد بني هذا ثم لنذهبن بالأرض حتى نموت عطشا وجوعا
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم رق لهما ثم أذن لهما فدخلا فأسلما . فلما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بمر الظهران قال العباس : واصباح قريش والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة عنة قبل أن يستأمنوه إنه لهلاك قريش [ إلى ] آخر الدهر . قال : فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم البيضاء فخرجت عليها حتى جئت الأراك فقلت لعلي : ألقى بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه و سلم فيستأمنوه قبل أن يدخلها [ عليهم ] عنوة . قال : فوالله إني لأسير عليها وألتمس ما خرجت له إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان وأبو سفيان يقول : ما رأيت كاليوم قط نيرانا ولا عسكرا . قال : يقول بديل : هذه والله نيران خزاعة حشتها الحرب . قال : يقول أبو سفيان : خزاعة والله أذل وألأم من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها . قال : فعرفت صوته فقلت : يا أبا حنظلة فعرف صوتي فقال : أبو الفضل ؟ فقلت : نعم . فقال : ما لك فداك أبي وأمي ؟ فقلت : ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم في الناس واصباح قريش والله قال : فما الحيلة فداك أبي وأمي ؟ قال : قلت : لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب معي هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه و سلم فأستأمنه لك . قال : فركب خلفي ورجع صاحباه وحركت به فكلما ص . 244
مررت بنار من نيران المسلمين قالوا : من هذا ؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا : عم رسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلته حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فقال : من هذا ؟ وقام إلي فلما رأى أبا سفيان على عجز البغلة قال : أبو سفيان عدو الله ؟ الحمد لله الذي أمكن الله منك بغير عقد ولا عهد ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه و سلم وركضت البغلة فسبقته بما تسبق الدابة الرجل البطيء فاقتحمت عن البغلة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم ودخل عمر فقال : يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد فدعني فلأضرب عنقه فقلت : يا رسول الله إني أجرته ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم [ فأخذت برأسه ] فقلت : لا والله لا يناجيه الليلة رجل دوني . قال : فلما أكثر عمر في شأنه قلت : مهلا يا عمر أما والله أن لو كان من رجال بني عدي ين كعب ما قلت هذا ولكنك عرفت أنه من رجال بني عبد مناف فقال : مهلا يا عباس والله لإسلامك يوم أسلمت أحب إلى من إسلام أبي لو أسلم وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من إسلام الخطاب . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اذهب به إلى رحلك يا عباس فإذا أصبحت فأتني به " . فذهبت به إلى رحلي فبات عندي فلما أصبح غدوت به على رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تشهد أن لا إله إلا الله ؟ " . قال : بأبي أنت وأمي ما أكرمك وأحلمك وأوصلك [ والله ] لقد ظننت أن لو كان مع الله غير لقد أغنى عني شيئا . قال : " ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ " . قال : بأبي وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك هذه والله كان في النفس منها شيء حتى الآن . ص . 245
قال العباس : ويحك يا أبا سفيان أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل أن يضرب عنقك قال : فشهد شهادة الحق وأسلم . قلت : يا رسول الله إن أبا سفيان [ رجل ] يحب هذا الفخر فاجعل له شيئا قال : " نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن " . فلما ذهب لينصرف قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند حطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها " . قال : فخرجت به حتى حبسته بمضيق الوادي حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أحبسه قال : ومرت به القبائل على راياتها فكلما مرت قبيلة قال : من هؤلاء يا عباس ؟ فيقول : بني سليم فيقول : ما لي ولسليم . قال : ثم تمر القبيلة فيقول : من هؤلاء ؟ فأقول : مزينة . فيقول : ما لي ولمزينة . حتى تعدت القبائل - يعني جاوزت - لا تمر قبيلة إلا قال : من هؤلاء ؟ فأقول بنو فلان فيقول : ما لي ولبني فلان . حتى مر رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخضراء [ كتيبة ] فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم سوى الحدق قال : سبحان الله من هؤلاء يا عباس ؟ قلت : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم في المهاجرين والأنصار قال : ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما . قلت : يا أبا سفيان إنها النبوة قال : فنعم إذا . قلت : النجاء إلى قومك . ص . 246
قال : فخرج حتى [ إذا ] جاءهم صرخ بأعلى صوته : يا [ معشر ] قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن فقامت إليه امرأته هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت : اقتلوا الدسم الأحمس فبئس طليعة قوم قال : ويحكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاء بما لا قبل لكم به من دخل دار أبي سفيان فهو آمن قالوا : ويحك وما تغني عنا دارك ؟ قال : ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن . فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/242)
10235 - وعن أنس بن مالك قال : أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة الناس إلا أربعة من الناس : عبد العزى بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وسارة امرأة . فأما عبد العزى فإنه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة . قال : ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد بن أبي سرح إذا رآه وكان أخا عثمان ابن عفان من الرضاعة فأتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم يستشفع فلما بصر به الأنصاري اشتمل على السيف ثم خرج في طلبه فوجده في حلقة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهاب قتله فجعل يتردد ويكره أن يقدم عليه لأنه في حلقة رسول الله صلى الله عليه و سلم فبسط رسول الله صلى الله عليه و سلم يده فبايعه ثم قال للأنصاري : " قد انتظرتك أن توفي بنذرك " . قال : يا رسول الله هبتك أفلا أومضت إلي ؟ قال : " إنه ليس لنبي أن يومض "
وأما مقيس بن صبابة فإنه كان له أخ قتل خطأ مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فبعث معه رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من بني فهر ليأخذ له من الأنصار العقل فلما جمع له العقل ص . 247
ورجع ونام الفهري فوثب مقيس فأخذ حجرا فجلد به رأسه فقتله ثم أقبل وهو يقول :
شفى النفس من قد مات بالقاع مسندا . . . يضرج ثوبيه دماء الأجادع
وكانت هموم النفس من قبل قتله . . . تهيج فتنسيني وطأة المضاجع
حللت به ثأري وأدركت مؤربي . . . وكنت إلى الأوثان أول راجع
وأما سارة فإنها كانت مولاة لقريش فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئا ثم أتاها رجل فدفع إليها كتابا لأهل مكة يتقرب به إليهم ليحفظ في عياله وكان له بها عيال فأخبر جبريل بذلك فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فلحقاها ففتشاها فلم يقدرا على شيء منها فأقبلا راجعين فقال أحدهما لصاحبه : والله ما كذبنا ولا كذبنا ارجع بنا إليها فرجعا إليها فسلا سيفيهما فقالا : والله لنذيقنك الموت أو لتدفعن إلينا الكتاب فأنكرت ثم قالت : أدفعه إليكما على أن لا ترداني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبلا منها فحلت عقاصها فأخرجت كتابا من قرونها فدفعته إليهما فرجعا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فدفعاه إليه فبعث إلى الرجل فقال : " ما هذا الكتاب ؟ " . قال : أخبرك يا رسول الله ليس أحد معك إلا له من يحفظه في عياله فكتبت هذا الكتاب ليكونوا في عيالي . فأنزل الله : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة } إلى آخر الآيات
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف
(6/246)
10236 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال : لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال : ص . 248
اقتلوهم ولو وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة : عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح
فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله . وأما مقيس بن صبابة فأدركه رجل من السوق في السوق . وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : أخلصوا فان آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ههنا فقال عكرمة : لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البر غيره اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه آتي محمدا فأضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما قال : فجاء فأسلم . وذكر الحديث
قلت : رواه أبو داود وغيره باختصار
رواه أبو يعلى والبزار وزاد : فأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه أحنى عليه عثمان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول بايع عبد الله فرفع رأسه ينظر إليه كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث بأصابعه ثم أقبل فحمد الله وأثنى عليه وقال : " أما كان فيكم رجل رشيد ينظر إذ رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ " . قالوا : يا رسول الله لو أومأت إلينا بعينك ؟ قال : " فإنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين "
ورجالهما ثقات
قلت : ويأتي حديث سعيد بن يربوع بعد إن شاء الله مع أحاديث نحو هذا
(6/247)
10237 - وعن الزبير - يعني ابن العوام - عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : ص . 249
أنه أعطى يوم فتح مكة لواء سعد بن عبادة فدخل الزبير مكة بلوائين
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف جدا
(6/248)
10238 - وعن أنس قال : لما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة استشرفه الناس فوضع رأسه على رحله تخشعا
رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن أبي بكر المقدمي وهو ضعيف
(6/249)
10239 - وعن أنس بن مالك قال : كنا بسرف قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن أبا سفيان قريب منكم فاحذره
فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " [ أسلم ] يا أبا سفيان " . قال : يا رسول الله قومي قومي . قال : " قومك من أغلق بابه فهو آمن " . قال : اجعل لي شيئا . قال : " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن "
رواه الطبراني وفيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف
(6/249)
10240 - وعن أبي ليلى قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " إن أبا سفيان في الأراك " . فدخلنا فأخذناه فجعل المسلمون يحوونه بجفون سيوفهم حتى جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له : " ويحك يا أبا سفيان قد جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا تسلموا " . وكان العباس له صديقا فقال له العباس : يا رسول الله إن أبا سفيان يحب الصوت فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم مناديا ينادي بمكة : " من أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن " . ثم بعث معه العباس حتى جلسا على عقبة الثنية فأقبلت بنو سلمة فقال : يا عباس من هؤلاء ؟ قال : هذه بنو سليم فقال : وما أنا وسليم . ثم أقبل ص . 250
علي بن أبي طالب في المهاجرين فقال : يا عباس من هؤلاء ؟ قال : علي بن أبي طالب في المهاجرين ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأنصار فقال : يا عباس من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الموت الأحمر هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأنصار فقال أبو سفيان : لقد رأيت ملك كسرى وقيصر فما رأيت مثل ملك ابن أخيك فقال العباس : إنما هي النبوة
رواه الطبراني وفيه حرب بن الحسن الطحان وهو ضعيف وقد وثق
(6/249)
10241 - وعن عروة قال : ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في اثني عشر ألفا من المهاجرين والأنصار وأسلم وغفار وجهينة وبني سليم وقادوا الخيول حتى نزلوا بمر الظهران ولم تعلم بهم قريش وبعثوا بحكيم بن حزام وأبي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقالوا : خذ لنا منه جوارا أو آذنوه بالحرب فخرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام فلقيا بديل بن ورقاء فاستصحباه حتى إذا كانا بالأراك من مكة وذلك عشاء رأوا الفساطيط والعسكر وسمعوا صهيل الخيل فراعهم ذلك وفزعوا منه وقالوا : هؤلاء بنو كعب حاشتهم الحرب فقال بديل : هؤلاء أكثر من بني كعب ما بلغ تأليبها هذا أفتنتجع هوازن أرضنا والله ما نعرف هذا أيضا إن هذا لمثل حاج الناس وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بعث بين يديه خيلا تقبض العيون وخزاعة على الطريق لا يتركون أحدا يمضي . فلما دخل أبو سفيان وأصحابه عسكر المسلمين أخذتهم الخيل تحت الليل وأتوا بهم خائفين القتل فقام عمر بن الخطاب إلى أبي سفيان فوجأه في عنقه والتزمه القوم وخرجوا به ليدخلوه على رسول الله صلى الله عليه و سلم فخاف القتل وكان العباس بن عبد المطلب خالصة له في الجاهلية فصاح بأعلى صوته : ألا تأمروا لي إلى عباس ؟ فأتاه عباس فدفع عنه وسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقبضه إليه ومشى في القوم مكانه فركب به عباس تحت الليل فسار به في عسكر القوم حتى أبصروه أجمع ص . 251
وقد كان عمر قد قال لأبي سفيان حين وجأ عنقه : والله لا تدنو من رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى تموت
فاستغاث بعباس فقال : إني مقتول فمنعه من الناس أن ينتهبوه فلما رأى كثرة الناس وطاعتهم قال : لم أر كالليلة جمعا لقوم فخلصه العباس من أيديهم وقال : إنك مقتول إن لم تسلم وتشهد أن محمدا رسول الله فجعل يريد يقول الذي يأمره العباس فلا ينطلق لسانه فبات مع عباس
وأما حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء فدخلا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلما وجعل يستخبرهما عن أهل مكة فلما نودي بالصلاة صلاة الصبح تحين القوم ففزع أبو سفيان فقال : يا عباس ماذا تريدون ؟ قال : هم المسلمون يبشرون لحضور رسول الله صلى الله عليه و سلم . فخرج به عباس فلما أبصرهم أبو سفيان قال : يا عباس أما يأمرهم بشيء إلا فعلوه ؟ فقال عباس : لو نهاهم عن الطعام والشراب لأطاعوه قال عباس : فكلمه في قومك هل عنده من عفو عنهم ؟ فأتى العباس بأبي سفيان حتى أدخله على النبي صلى الله عليه و سلم فقال عباس : يا رسول الله هذا أبو سفيان فقال أبو سفيان : يا محمد إني قد استنصرت إلهي واستنصرت إلهك فوالله ما رأيتك إلا قد ظهرت علي فلو كان إلهي محقا وإلهك مبطلا لظهرت عليك . فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . فقال عباس : يا رسول الله إني أحب أن تأذن لي آتي قومك فأنذرهم ما نزل وأدعوهم إلى الله ورسوله . فأذن له فقال عباس : كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ بين لي من ذلك أمانا يطمئنون إليه . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تقول لهم : من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فهو آمن ومن جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن " . فقال عباس : يا رسول الله أبو سفيان ابن عمنا وأحب أن يرجع معي فلو اختصصته بمعروف ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن " . فجعل أبو سفيان يستفقهه ودار أبي سفيان بأعلى مكة " ومن دخل دار حكيم بن حزام وكف ص . 252
يده فهو آمن " . ودار حكيم بأسفل مكة وحمل النبي صلى الله عليه و سلم عباسا على بغلته البيضاء التي كان أهداها إليه دحية الكلبي فانطلق عباس بأبي سفيان قد أردفه . فلما سار عباس بعث النبي صلى الله عليه و سلم في أثره فقال : " أدركوا عباسا فردوه علي " . وحدثهم بالذي خاف عليه فأدركه الرسول فكره عباس الرجوع وقال : أيرهب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يرجع أبو سفيان راغبا في قلة الناس فيكفر بعد إسلامه ؟ فقال : احبسه فحبسه فقال أبو سفيان : أغدرا يا بني هاشم فقال عباس : إنا لسنا نغدر ولكن لي إليك بعض الحاجة قال : وما هي أقضيها لك ؟ قال : نفاذها حين يقدم عليك خالد بن الوليد والزبير بن العوام فوقف عباس بالمضيق دون الأراك من مر وقد وعى أبو سفيان منه حديثه ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم الخيل بعضها على أثر بعض وقسم رسول الله صلى الله عليه و سلم الخيل شطرين فبعث الزبير وردفه خالد بن الوليد بالجيش من أسلم وغفار وقضاعة فقال أبو سفيان : رسول الله هذا يا عباس ؟ قال : لا ولكن خالد بن الوليد وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن عبادة بين يديه في كتيبة للأنصار فقال : " اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة " . ثم دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم في كتيبة الإيمان المهاجرين والأنصار فلما رأى أبو سفيان وجوها كثيرة لا يعرفها فقال : يا رسول الله أكثرت أو اخترت هذه الوجوه على قومك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أنت فعلت ذلك وقومك إن هؤلاء صدقوني إذ كذبتموني ونصروني إذ أخرجتموني " . ومع النبي صلى الله عليه و سلم يومئذ الأقرع بن حابس وعباس بن مرداس وعيينة بن حصن بن بدر الفزاري فلما أبصرهم حول النبي صلى الله عليه و سلم قال : من هؤلاء يا عباس ؟ قال : هذه كتيبة النبي صلى الله عليه و سلم ومع هذه الموت الأحمر هؤلاء المهاجرون والأنصار قال : امض يا عباس فلم أر كاليوم جنودا قط ولا جماعة فسار الزبير في الناس حتى وقف بالحجون واندفع خالد حتى دخل من أسفل مكة فلقيه أوباش بني بكر فقاتلوهم فهزمهم الله عز و جل وقتلوا بالحزورة حتى دخلوا الدور وارتفع طائفة منهم على الخيل على الجبل على الخندمة واتبعه المسلمون فدخل النبي صلى الله عليه و سلم في أخريات الناس ونادى مناد : " من أغلق عليه داره وكف يده فإنه آمن " . ونادى أبو سفيان بمكة : أسلموا تسلموا وكفهم الله عز و جل عن عباس . ص . 253
وأقبلت هند بنت عتبة فأخذت بلحية أبي سفيان ثم نادت : يا آل غالب اقتلوا هذا الشيخ الأحمق قال : فأرسلي لحيتي فأقسم بالله إن أنت لم تسلمي لتضربن عنقك ويلك جاء بالحق فادخلي أريكتك - أحسبه قال : - واسكتي
رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
(6/250)
10242 - وعن سعيد بن يربوع - وكان يسمى الصرم - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم فتح مكة : " أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم : الحويرث بن نفيل ومقيس بن صبابة وهلال بن خطل وعبد الله بن سعد بن أبي سرح " . فأما الحويرث فقتله علي بن أبي طالب . وأما مقيس بن صبابة فقتله ابن عم له لحاء . وأما هلال بن خطل فقتله الزبير . وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فاستأمن له عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان أخاه من الرضاعة وقينتين كانتا لمقيس تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم قتلت إحداهما وأقبلت الأخرى فأسلمت
قلت : روى أبو داود منه طرفا
رواه الطبراني ورجاله ثقات . وقد تقدمت أحاديث نحو هذا قبل بورقتين في هذا المعنى
(6/253)
10243 - وعن أسماء بنت أبي بكر قالت : لما وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم بذي طوى قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده : أي بنية أظهريني على أبي قبيس قال : وقد كف بصره قالت : فأشرفت به عليه فقال : يا بنية ماذا ترين ؟ قالت : أرى سوادا مجتمعا قال : تلك الخيل . ص . 254
قالت : وأرى رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا قال : يا بنية ذلك الوازع - يعني الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها . قالت : قد والله انتشر السواد قال : إذا والله دفعت الخيل أسرعي بي إلى بيتي وانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته وفي عنق الجارية طوق من ورق فتلقاها رجل فاقتلعه منها . قالت : فلما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم ودخل المسجد أتى أبو بكر بأبيه يقوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ؟ " . فقال أبو بكر : يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه قال : فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له : " أسلم " . فأسلم ودخل به أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه و سلم ورأسه كأنها ثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " غيروا هذا من شعره " . ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال : أنشد الله والإسلام طوق أختي . فلم يجبه أحد فقال : يا أخيه احتسبي طوقك
رواه أحمد والطبراني وزاد : فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليلة . ورجالهما ثقات
ورواه من طريق آخر عن أسماء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثله ورجاله ثقات
(6/253)
10244 - وعن ابن عمر قال : جاء أبو بكر رضي الله عنه بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوده شيخ أعمى يوم فتح مكة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ألا تركت الشيخ في بيته حتى نأتيه ؟ " . قال : أردت أن يؤجره الله لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشد فرحا مني بإسلام أبي ألتمس بذلك قرة عينك يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " صدقت "
رواه الطبراني والبزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . ص . 255
(6/254)
10245 - وعن عروة بن الزبير قال : وفر عكرمة بن أبي جهل عامدا إلى اليمن وأقبلت أم الحكم بنت الحارث بن هشام وهي يومئذ مسلمة وهي تحت عكرمة بن أبي جهل فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في طلب زوجها فأذن لها وأمنه فخرجت بعبد لها رومي فراودها عن نفسها فلم تزل تمنيه وتقرب له حتى أدلت على أناس من عك فاستعانتهم عليه فأوثقوه فأدركت زوجها ببعض تهامة وقد كان ركب سفينة فلما جلس فيها نادى باللات والعزى فقال أصحاب السفينة : لا يجوز أن تدعو ههنا أحدا إلا الله وحده مخلصا . فقال عكرمة : والله لئن كان في البحر إنه لفي البر وحده فأقسم بالله لأرجعن إلى محمد صلى الله عليه و سلم فرجع عكرمة مع امرأته فدخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعه وقبل منه
ودخل رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر على امرأته فارا فلامته وعجزته وعيرته بالفرار فقال :
وأنت لو رأيتنا بالخندمه
إذ فر صفوان وفر عكرمه
ولحقتنا بالسيوف المسلمه
يقطعن كل ساعد وجمجمه
لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه
رواه الطبراني وهو مرسل وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
(6/255)
10246 - وعن العباس بن عبد المطلب قال : أخذت بيد أبي سفيان فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إن أبا ص . 256
سفيان رجل يحب السماع فأعطه شيئا فقال : " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق باله فهو آمن " . ثم قام فأخذت بيده فأقعدته على الطريق فجعل يمر به أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كوكبة كوكبة يقول : من هؤلاء ؟ فأقول : هؤلاء مزينة . فيقول : ما لي ولمزينة ما كان بيني وبينهم حرب في جاهلية ولا إسلام . ثم تمر الكوكبة فيقول : من هؤلاء ؟ فأقول : هؤلاء جهينة . حتى مر رسول الله صلى الله عليه و سلم في المهاجرين فلما نظر إليهم مقبلين فأقبل علي فقال : لقد أوتي ابن أخيك ملكا عظيما . قال : وذكر كلاما كثيرا
قلت : رواه أبو داود باختصار
رواه البزار وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله الهاشمي وهو متروك ووثقه ابن معين في رواية
(6/255)
10247 - وعن أنس قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة كان قيس في مقدمته فكلم سعد النبي صلى الله عليه و سلم أن يصرفه عن الموضع الذي هو فيه مخافة أن يقدم على شيء فصرفه عن ذلك
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(6/256)
10248 - وعن أبي برزة قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
الناس آمنون كلهم غير عبد العزى بن خطل
فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة
رواه الطبراني وفيه سعيد بن سليمان النشيطي وهو ضعيف
(6/256)
10249 - وعن أبي برزة الأسلمي قال : قتلت عبد العزى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة
رواه أحمد في حديث طويل والطبراني ورجال أحمد ثقات . ص . 257
(6/256)
10250 - وعن السائب بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل عبد الله بن خطل يوم الفتح أخرجوه من تحت أستار الكعبة فضرب عنقه بين زمزم والمقام وقال : " لا يقتل قرشي بعد هذا صبرا "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف
(6/257)
10251 - وعن ابن عباس قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أم هانئ بنت أبي طالب يوم الفتح وكان جائعا فقلت له : يا رسول الله إن أصهارا لي قد لجئوا إلي وإن علي بن أبي طالب لا تأخذه في الله لومة لائم وإني أخاف أن يعلم بهم فيقتلهم فاجعل من دخل دار أم هانئ آمنا حتى يسمعوا كلام الله . فأمنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " قد أجرنا من أجارت أم هانئ "
وقال : " هل عندك من طعام نأكله ؟ " . فقالت : ليس عندي إلا كسر يابسة وإني لأستحي أن أقدمها إليك . فقال : " هلمي بهن " . فكسرهن في ماء وجاءت بملح فقال : " هل من إدام ؟ " . فقالت : ما عندي يا رسول الله إلا شيء من خل . فقال : " هلميه فصبيه على الطعام " . فأكل منه ثم حمد الله ثم قال : " نعم الإدام الخل يا أم هانئ لا يفقر بيت فيه خل "
رواه الطبراني في الصغير وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه
(6/257)
10252 - وعن أبي هريرة : ص . 258
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يوم الفتح قاعدا وأبو بكر قائم على رأسه بالسيف
رواه البزار عن إسحاق بن وهب وهو متروك
(6/258)
10253 - وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم لما قدم مكة وجد بها ثلاث مائة وستين صنما فأشار بعصاه إلى كل صنم منها وقال : " { جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } " . فيسقط الصنم ولم يمسه
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه عاصم بن عمر العمري وهو متروك ووثقه ابن حبان وقال : يخالف ويخطئ . وبقية رجاله ثقات
(6/258)
10254 - وعن ابن عباس قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح وعلى الكعبة ثلاث مائة وستون صنما وقد شد لهم إبليس أقدامهم بالرصاص فجاء ومعه قضيبه فجعل يهوي به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه ويقول : " { جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } " . حتى مر عليها كلها
رواه الطبراني ورجاله ثقات ورواه البزار باختصار
(6/258)
10255 - وعن أبي الطفيل قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكانت بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال : " ارجع فإنك لم تصنع شيئا " . فرجع خالد فلما نظرت إليه السدنة وهم حجبتها أمعنوا في الحيل يقولون : يا عزى خبليه ص . 259
يا عزى عوريه فأتاه خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها فغممها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال : " تلك العزى "
رواه الطبراني وفيه يحيى بن المنذر وهو ضعيف
(6/258)
10256 - وعن أبي عبد الرحمن السلمي أن خالد بن الوليد مر على اللات فقال :
كفرانك لا سبحانك . . . إني رأيت الله قد أهانك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل
(6/259)
10257 - وعن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعثمان يوم الفتح : " ائتني بمفتاح الكعبة " . فأبطأ عليه ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم ينتظره حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق ويقول : " ما يحبسه ؟ " . فسعى إليه رجل وجعلت المرأة التي عندها المفتاح - حسبت أنه قال : أم عثمان - تقول : إن أخذه منكم لم يعطيكموه أبدا فلم يزل بها عثمان حتى أعطيته المفتاح فانطلق به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ففتح الباب ثم دخل البيت ثم خرج والناس معه فجلس عند السقاية فقال علي بن أبي طالب : يا رسول الله لئن كنا أوتينا النبوة وأعطينا السقاية وأعطينا الحجابة ما قوم بأعظم نصيبا منا . فكأن النبي صلى الله عليه و سلم كره مقالته ثم دعا عثمان ين طلحة فدفع إليه المفتاح وقال : " غيبوه "
قال عبد الرزاق : فحدثت به ابن عبينة فقال : أخبرني ابن جريج - أحسبه قال : - عن ابن أبي مليكة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعلي يومئذ حين كلمه في المفتاح : " إنما أعطيكم ما ترزؤون ولم أعطكم ما ترزؤون " . يقول : أعطيكم السقاية لأنكم تغرمون فيها ولم أعطكم البيت . أي إنهم يأخذون من هديته هذا قول عبد الرزاق . ص . 260
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
(6/259)
10258 - وعن عروة في تسمية من استشهد من المسلمين يوم الفتح من قريش ثم من بني محارب بن فهر : كرز بن جابر
(6/260)
10259 - وعن ابن عباس قال : شهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة أو حنين ألف من بني سليم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد النحوي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وكلاهما ثقة
(6/260)
10260 - وعن ابن عباس قال : شهد فتح مكة ألف وثمانمائة من جهينة وألف من مزينة وتسعمائة من بني سليم وأربعمائة ونيف من بني غفار وأربعمائة ونيف من أسلم
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن عثمان أبو شيبة وهو متروك
(6/260)
10261 - وعن ابن عباس قال : كان الفتح في ثلاث عشرة خلت من رمضان
رواه أحمد ورجاله ثقات
(6/260)
10262 - وعن عبد الله بن عمرو قال : لما فتحت مكة على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
فأذن لهم حتى صلى العصر ثم قال : " كفوا السلاح " . فلقي رجل من خزاعة رجلا من بني بكر من غد بالمزدلفة فقتله فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام خطيبا فقال ورأيته وهو مسند ظهره إلى الكعبة : ص . 261
إن أعدى الناس على الله من قتل في الحرم أو قتل غير قاتله أو قتل بذحول الجاهلية
فقام [ إليه ] رجل فقال : إن فلانا ابني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا دعوة في الإسلام ذهب أمر الجاهلية الولد للفراش وللعاهر الإثلب " . قالوا : وما الإثلب ؟ قال : " الحجر "
قال : وقال : " لا صلاة بعد الغداة حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس "
قال : " ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها "
قلت : في الصحيح منه النهي عن الصلاة بعد الصبح وفي السنن بعضه
رواه أحمد ورجاله ثقات
(6/260)
10263 - وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لهم يوم الفتح :
إن هذا العام الحج الأكبر قد اجتمع حج المسلمين وحج المشركين في ثلاثة أيام متتابعات واجتمع حج اليهود والنصارى في ستة أيام متتابعات ولم يجتمع منذ خلقت السماوات والأرض ولا يجتمع بعد هذا العام حتى تقوم الساعة
رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف
(6/261)
31 - . ( أبواب في غزوة حنين )
(6/261)
1 - . باب غزوة حنين
(6/261)
10264 - عن أنس قال : قال غلام منا من الأنصار يوم حنين : لن نغلب اليوم من قلة . فما هو إلا أن لقينا عدونا فانهزم القوم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلة له ص . 262
وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والعباس عمه آخذ بغرزها وكنا في واد دهس فارتفع النقع فما منا أحد يبصر كفه إذا شخص أقبل فقال : " إليك من أنت ؟ " . قال : أنا أبو بكر فداك أبي وأمي . وبه بضع عشرة ضربة . ثم إذا شخص قد أقبل فقال : " إليك من أنت ؟ " . قال : أنا عمر بن الخطاب فداك أبي وأمي وبه بضع عشرة ضربة . وإذا شخص قد أقبل وبه بضع وعشرون ضربة فقال : " إليك من أنت ؟ " . قال : عثمان بن عفان فداك أبي وأمي . ثم إذا شخص قد أقبل وبه بضع عشرة ضربة فقال : " إليك من أنت ؟ " . فقال : علي بن أبي طالب فداك أبي وأمي . ثم أقبل الناس فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا رجل صيت ينطلق فينادي في القوم ؟ " . فانطلق [ رجل ] فصاح فما هو إلا أن وقع صوته في أسماعهم فأقبلوا راجعين فحمل النبي صلى الله عليه و سلم وحمل المسلمون معه فانهزم المشركون وانحاز دريد بن الصمة على جبل - أو قال : على أكمة - في زهاء ستمائة فقال له بعض أصحابه : أرى والله كتيبة قد أقبلت فقال : حلوهم لي . فقالوا : سيماهم كذا حليتهم كذا قال : لا بأس عليكم قضاعة منطلقة في آثار القوم فقالوا : نرى والله كتيبة خشناء قد أقبلت قال : حلوهم لي . قالوا : سيماهم كذا حليتهم كذا قال : لا بأس عليكم هذه سليم ثم قالوا : نرى فارسا قد أقبل قال : ويلكم وحده قالوا : وحده قال : حلوه لي قالوا : معتجر بعمامة سوداء قال دريد : ذاك والله الزبير بن العوام وهو ص . 263
والله قاتلكم ومخرجكم من مكانكم هذا قال : فالتفت إليهم فقال : علام هؤلاء ههنا ؟ فمضى ومن اتبعه فقتل بها ثلاث مائة وحز رأس دريد بن الصمة فجعله بين يديه
رواه البزار وفيه علي بن عاصم بن صهيب وهو ضعيف لكثرة غلطه وتماديه فيه وقد وثق وبقية رجاله ثقات
(6/261)
10265 - وعن جابر بن عبد الله قال : لما استقبلنا وادي حنين قال : انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا قال : وفي عماية الصبح وقد كان القوم قد كمنوا لنا في شعابه وفي أجنابه ومضائقه قد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا . قال : فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد وانهزم الناس راجعين فانشمروا لا يلوي أحد على أحد وانحاز رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات اليمين ثم قال : " إلي أيها الناس [ هلم إلي أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله " . قال : فلا شيء احتملت إلا حل بعضها بعضها فانطلق الناس ] إلا أن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم رهط من المهاجرين والأنصار وأهل بيته غير كثير وفيمن ثبت معه أبو بكر وعمر عليهما السلام ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضل بن عباس وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن وأسامة بن زيد عليهما السلام . قال : ورجل من هوازن على جمل له أحمر في يده راية له سوداء في رأس رمح له طويل أمام الناس وهوازن خلفه فإذا أدرك طعن برمحه فإذا فاته الناس رفع لمن وراءه فاتبعوه . ص . 264
(6/263)
10266 - قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله قال : بينما ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه قال : فيأتيه علي من خلفه فيضرب عرقوبي الجمل فيوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله واختلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس [ من هزيمتهم ] حتى الأسارى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد وأبو يعلى وزاد : وصرخ حين كانت الهزيمة كلدة وكان أخا صفوان ابن أمية يومئذ مشركا في المدة التي ضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا بطل السحر اليوم فقال له صفوان : اسكت فض الله فاك فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوزان
ورواه البزار باختصار وفيه ابن إسحاق وقد صرح بالسماع في رواية أبو يعلى وبقية رجال أحمد رجال الصحيح
(6/264)
10267 - وعن عبد الله بن مسعود قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم حنين قال : فولى [ عنه ] الناس وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار فنكصنا على أقدامنا نحوا من ثمانين قدما ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عز و جل عليهم السكينة قال : ورسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلته يمضي قدما فحادت به بغلته فمال عن السرج فقلت [ له ] : ارتفع رفعك الله فقال : " ناولني كفا من تراب " . فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا [ ثم ] قال : " أين المهاجرون والأنصار ؟ " . قلت : ص . 265
هم أولاء قال : " اهتف بهم " فهتف بهم فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب وولى المشركون أدبارهم
رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة
(6/264)
10268 - وعن أنس قال : لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ينادى : " يا أصحاب سورة البقرة يا معشر الأنصار " . ثم استحر النداء في بني الحارث بن الخزرج فلما سمعوا النداء أقبلوا فوالله ما شبهتهم إلا [ إلى ] الإبل نحن إلى أولادها فلما التقوا التحم القتال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الآن حمي الوطيس " . وأخذ كفا من حصى أبيض فرمى به وقال : " هزموا ورب الكعبة "
وكان علي بن أبي طالب يومئذ أشد الناس قتالا بين يديه
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور وهو أبو العوام وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره
(6/265)
10269 - وعن بريدة قال : تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين فلم يبق معه إلا رجل يقال له : زيد وهو آخذ بعنان بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم الشهباء فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ويحك ادع الناس " . فنادى زيد : يا أيها الناس هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوكم . فلم يجئ أحد فقال : " ادع الأنصار " . فقال : يا معشر الأنصار رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوكم . فلم يجئ أحد فقال : " ويحك خص الأوس والخزرج " . فنادى : يا معشر الأوس والخزرج هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوكم . فلم يجئ أحد فقال : " ويحك خص المهاجرين فإن لي في أعناقهم بيعة " . ص . 266
قال : فحدثني بريدة أنه أقبل منهم ألف قد طرحوا الجفون حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فمشوا قدما حتى فتح الله عليهم
رواه البزار ورجاله ثقات
(6/265)
10270 - وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم حنين : " جزوهم جزا " . وأومأ بيده إلى الحلق
رواه البزار ورجاله ثقات
(6/266)
10271 - وعن الحارث بن بدل قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين وانهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبد المطلب وأبا سفيان بن الحارث فرمى رسول الله صلى الله عليه و سلم وجوهنا بقبضة من الأرض فانهزمنا فما يخيل لي أن كل شجرة ولا حجر إلا وهو في آثارنا
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/266)
10272 - وعن أبي عبد الرحمن الفهري قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة حنين في يوم قائظ شديد الحر فنزلنا تحت ظلال الشجر فلما زالت الشمس لبست لأمتي وركبت فرسي فأتيته في فسطاطه فسلمت عليه فقال : " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته " . فقلت : حان الرواح يا رسول الله قال : " فناد بلالا " . فثار بلال من تحت شجرة كأن ظله ظل طائر فقال : لبيك وسعديك وأنا فداؤك فقال : " أسرج لي فرسي " . [ فأخرج ] سرجا دفتاه من ليف ليس فيه أشر ولا بطر فأسرج له ثم ركب ومضينا عشيتنا وليلتنا فلما ص . 267
تسامت الخيلان ولى المسلمون مدبرين كما قال الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله " . واقتحم عن فرسه فنزل فأخذ كفا من حصى
قال : فحدثني من هو أقرب إليه مني : أنه ضرب وجوههم وقال : " شاهت الوجوه " . فهزم الله المشركين
قال : فحدثني أبناؤهم : أن آباءهم قالوا : فما بقي منا يومئذ أحد إلا امتلأت عيناه وفمه ترابا وسمعنا صلصلة من السماء إلى الأرض كإمرار الحديد على الطست
قلت : روى أبو داود منه إلى قوله : ليس فيه أشر ولا بطر
رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات
(6/266)
10273 - وعن ابن عباس أن علي بن أبي طالب ناول رسول الله صلى الله عليه و سلم التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين
رواه البزار
(6/267)
10274 - وعن ياسر قال : كان عمرو بن مرة يحدث قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم أمر عمرو بن مرة أن يقف هو وقومه جهينة بن زيد يوم هوازن فقال لهم النبي صلى الله عليه و سلم :
يا معشر جهينة كونوا بأعقاب بني سليم فإن جاشوا فضعوا السلاح بأقفيتهم وشعارهم
فجاشت يومئذ قبيلة منهم يقال لهم : بنو عصية لأنهم عصوا الله ورسوله فقتلتهم جهينة فأمر النبي صلى الله عليه و سلم جهينة فتقدمت إلى هوازن ص . 268
وصرف سليما عن موقفهم فهزمهم الله يومئذ وكثر القتل فيهم قتل عمرو بن مرة يومئذ ابن ذي البردين الهلالي وكان لجهينة فيهم بلاء حسن
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
(6/267)
10275 - وعن عياض أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى هوازن في اثني ألفا فقتل منا من أهل الطائف يوم حنين مثل ما قتل من قريش يوم بدر وأخذ النبي صلى الله عليه و سلم كفا من بطحاء فرماه في وجوهنا فهزمنا
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عياض ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه وبقية رجاله ثقات
(6/268)
10276 - وعن زيد بن أرقم قال : انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين فقال :
أنا النبي لا كذب . . . أنا ابن عبد المطلب
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/268)
10277 - وعن عمرو بن دينار قال : لا أعلمه إلا عن جابر : أن رسول الله قال يوم حنين :
الآن حمي الوطيس
ثم قال : " هزموا ورب الكعبة "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
(6/268)
10278 - وعن يزيد بن عامر السوائي أنه قال عند انكشافه انكشفها المسلمون يوم حنين فتبعتهم الكفار ص . 269
فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم قبضة من الأرض فرمى بها وجوههم وقال : " ارجعوا شاهت الوجوه " . فما منا من أحد يلقى أخاه إلا وهو يشكو القذى ويمسح عينيه
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/268)
10279 - وعن يزيد بن عامر السوائي - وكان شهد حنينا مع المشركين ثم أسلم - قال : سألناه عن الرعب الذي ألقاه الله في قلوبهم يوم حنين كيف كان ؟ فأخذ حصاة فرمى بها طستا فطن قال : كنا نجد في أجوافنا مثل هذا
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/269)
10280 - وعن جبير بن مطعم قال : رأيت يوم حنين شيئا أسود مثل البجاد بين السماء والأرض فلما دفع إلى الأرض فشا [ في الأرض ] ذرا وانهزم المشركون
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما عباد بن آدم ولم يوثقه أحد ولم يجرحه
(6/269)
10281 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ناولني كفا من حصى " فناولته فرمى به في وجوه القوم فما بقي في القوم أحد إلا ملئت عيناه من الحصى فنزلت : { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى }
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن يعلى وهو ضعيف . ص . 270
(6/269)
10282 - وعن ابن عباس أن علي بن أبي طالب ناول رسول الله صلى الله عليه و سلم التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين
رواه البزار عن إسماعيل بن سيف وهو ضعيف
(6/270)
10283 - وعن أنس قال : لما انهزم المسلمون يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلته الشهباء يقال لها : دلدل فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : " دلدل اسدي " . فألزقت بطنها بالأرض حتى أخذ النبي صلى الله عليه و سلم حفنة من تراب فرمى بها وجوههم فقال : " حم لا ينصرون " فانهزم القوم وما رميناهم بسهم ولا طعناهم برمح ولا ضربنا بسيف
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن محمد بن القاسم وهو ضعيف
(6/270)
10284 - وعن مصعب بن شيبة عن أبيه قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين والله ما أخرجني الإسلام ولا معرفة به ولكني أنفت أن تظهر هوازن على قريش فقلت وأنا واقف معه : يا رسول الله إني أرى خيلا بلقا قال : " يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر " . فضرب بيده على صدري ثم قال : " اللهم اهد شيبة " ثم ضربها ثانية ثم قال : " اللهم اهد شيبة " فوالله ما رفع يده من الثالثة من صدري حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلي منه . قال : فالتقى الناس والنبي صلى الله عليه و سلم على ناقة أو بغلة وعمر آخذ بلجامها والعباس بن عبد المطلب آخذ بثغر دابته فانهزم المسلمون فنادى العباس بصوت له جهر فقال : أين المهاجرون الأولون ؟ أين أصحاب سورة البقرة ؟ والنبي صلى الله عليه و سلم يقول : " قدما ص . 271
أنا النبي لا كذب . . . أنا ابن عبد المطلب "
فعطف المسلمون فاصطلموا بالسيوف فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " الآن حمي الوطيس " قال : وهزم الله المشركين
رواه الطبراني وفيه أيوب بن جابر وهو ضعيف
(6/270)
10285 - وعن عكرمة قال : قال شيبة بن عثمان : لما غزا النبي صلى الله عليه و سلم يوم حنين تذكرت أبي وعمي قتلهما علي وحمزة فقلت : اليوم أدرك ثأري في محمد [ فجئته ] فإذا العباس عن يمينه وعليه درع بيضاء كأنها الفضة فكشف عنها العجاج فقلت : عمه لن يخذله فجئته عن يساره فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث فقلت : ابن عمه لن يخذله فجئته من خلفه فدنوت ودنوت حتى لم يبق إلا أن أسور سورة بالسيف رفع لي شواظ من نار كأنه البرق فخفت أن يمحشني فنكصت القهقرى فالتفت إلي النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " تعال يا شيب " . فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبي فرفعت إليه بصري وهو أحب إلي من سمعي وبصري ومن كذا فقال له : " يا شيب قاتل الكفار " . ثم قال : " يا عباس اصرخ بالمهاجرين الأولين الذين بايعوا تحت الشجرة وبالأنصار الذين آووا ونصروا " . فما شبهت عطفة الأنصار على رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا البقر على أولادها حتى نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنه حرجة . قال : فلرماح الأنصار كانت عندي أخوف على رسول الله صلى الله عليه و سلم من رماح الكفار ثم قال : " يا عباس ناولني من البطحاء " . فأفقه الله البغلة كلامه فاختفضت ص . 272
به حتى كاد بطنها يمس الأرض فتناول رسول الله صلى الله عليه و سلم من الحصباء فنفخ في وجوههم وقال : " شاهت الوجوه حم لا ينصرون "
رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف
(6/271)
10286 - وعن محمد بن سلام الجمحي قال : مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن . قال ابن سلام : وكان عوف رئيسا مقداما كان أول ذكره وما شهر من بلائه يوم الفجار مع قومه كثر صنيعه يومئذ وهو على هوازن حين لقيهم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وساق مع الناس أموالهم وذراريهم فخالفه دريد بن الصمة فلج وأبى فصاروا إلى أمره فلم يحمدوا رأيه وكان يومئذ رئيسهم فلما رأى هزيمة أصحابه قصد نحو النبي صلى الله عليه و سلم وكان شديد الإقدام ليصيبه زعم فوافاه مرثد بن أبي مرثد الغنوي فقاتله وحمل فرسه فعاج فلم يقدم ثم أراده وصاح به فلم يقدم فقال
أقدم محاج إنه يوم نكر
مثلي على مثلك يحمي ويكر
ويطعن الطعنة تفري وتهر
لها من البطن نجيع منهمر
وثعلب العامل فيها منكسر
إذا احزألت زمر بعد زمر
ثم شهد بعد ما أسلم القادسية فقال :
أقدم محاج إنها الأساوره
ولا يهولنك رجل نادره
ثم انهزم من حنين فصار إلى الطائف فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو أتاني لأمنته وأعطيته مائة " . فجاء ففعل به ذلك ووجهه على قتال أهل الطائف . ص . 273
وكتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يستمده فكتب إليه : تستمدني وأنت في عشرة آلاف ومعك مالك بن عوف وخنظلة بن ربيعة وهو الذي يقال له : حنظلة الكاتب
قال ابن سلام : فحدثني بعض قومه أنه قال لعمر بن الخطاب : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطاني يتألفني على الإسلام فلم أحب أن آخذ على الإسلام أجرا فأنا أردها قال : إنه لم يعطكها إلا وهو يرى أنها لك حق
رواه الطبراني عن خليفة بن خياط عن محمد بن سلام الجمحي وكلاهما ثقة
(6/272)
10287 - وعن عبد الرحمن بن أزهر أنه كان يحدث أنه حضر رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كان يحثي في وجوههم التراب
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/273)
10288 - وعن امرأة رافع بن خديج أن رافعا رمي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد أو يوم حنين
- أنا أشك - بسهم في ثندوته فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله انزع السهم قال : " يا رافع إن شئت نزعت السهم والقطبة جميعا وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد ؟ " . قال : يا رسول الله انزع السهم ودع القطبة قال : فنزع رسول الله صلى الله عليه و سلم السهم وترك القطبة
رواه أحمد وامرأة رافع لم أعرفها وبقية رجاله ثقات . ص . 274
(6/273)
10289 - وعن عبد الصمد بن حبيب العوذي [ عن أبيه ] قال : غزونا مع سنان بن سلمة - يعني ابن المحبق - فقال : ولدت يوم حنين فبشر بي أبي فقالوا : ولد لك غلام فقال : سهم أرمي به عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلى مما بشرتموني به وسماني سنانا
رواه أحمد . وحبيب لم يرو عنه غير ابنه
(6/274)
10290 - وعن العداء بن خالد بن هوذة قال : قاتلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم ينصرنا الله ولم يظهرنا
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/274)
2 - . باب ما جاء في غنائم هوازن وسبيهم
(6/274)
10291 - عن بديل بن ورقاء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة حتى يقدم فحبست
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار عن بديل عن أبيه ولم يسم ابن بديل وبقية رجاله ثقات
(6/274)
10292 - وعن أبي جزول زهير بن صرد قال : ص . 275
لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي والشاء أتيته فأنشأت أقول هذا الشعر :
امنن علينا رسول الله في كرم . . . فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على بيضة قد عاقها قدر . . . مشتت شملها في دهرها غير
أبقت لنا الدهر هتافا على حزن . . . على قلوبهم الغماء والغمر
إن لم تداركهم رحماء تنشرها . . . يا أرجح الناس حلما حين يختبر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها . . . إذ فوك يملأه من مخضها الدرر
إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها . . . وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته . . . واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت . . . وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
فألبس العفو من قد كنت ترضعه . . . من أمهاتك إن العفو مشتهر
يا خير من مرحت كمت الجياد به . . . عند الهياج إذا ما استوقد الشرر
إنا نؤمل عفوا منك تلبسه . . . هادي البرية إذ تعفو وتنتصر
فاعفو عفا الله عما أنت راهبه . . . يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر ص . 276
فلما سمع النبي صلى الله عليه و سلم هذا الشعر قال صلى الله عليه و سلم : " ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم " . وقالت قريش : ما كان لنا فهو لله ولرسوله . وقالت الأنصار : ما كان لنا فهو لله ولرسوله
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم
(6/274)
10293 - وعن عبد الله بن عمرو أن وفد هوازن لما أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجعرانة وقد أسلموا قالوا : إنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك وقال رجل من هوازن من بني سعد بن بكر يقال له : زهير ويكنى بأبي صرد فقال : يا رسول الله نساؤنا عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كفلنك ولو أنا لحقنا الحارث بن أبي شمر والنعمان بن المنذر ثم نزل بنا منه مثل الذي أنزلت بنا لرجونا عطفه وعائدته علينا وأنت خير المكفولين . ثم أنشد رسول الله صلى الله عليه و سلم شعرا قاله وذكر فيه قرابته وما كفلوا منه فقال :
امنن علينا رسول الله في كرم . . . فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على بيضة قد عاقها قدر . . . مفرق شملها في دهرها غير
أبقت لنا الدهر هتافا على حزن . . . على قلوبهم الغماء والغمر
إن لم تداركهم رحماء تنشرها . . . يا أرجح الناس حلما حين يختبر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها . . . إذ فوك يملأه من مخضها درر
إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها . . . وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته . . . واستبق منا فإنا معشر زهر
قال فذكر الحديث
رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة وبقية رجاله ثقات . ص . 277
(6/276)
10294 - وعن عبد الله بن عمرو قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم [ يوم حنين ] وجاءته وفود هوازن فقالوا : يا رسول الله إنا أهل وعشيرة فمن علينا من الله عليك فإنه [ قد ] نزل بنا من البلاء ما لم يخف عليك فقال : " اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم " . قالوا : خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا نختار أبناءنا فقال : " ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فإذا صليت الظهر فقولوا : إنا [ نستشفع ] برسول الله صلى الله عليه و سلم على المسلمين وبالمسلمين على رسول الله صلى الله عليه و سلم في نسائنا وأبنائنا " . قال : ففعلوا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم " . وقال المهاجرون : ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم وقالت الأنصار مثل ذلك وقال عيينة بن بدر : أما ما كان لي ولبني فزارة فلا . وقال الأقرع بن حابس : أما أنا وبنو تميم فلا وقال عباس بن مرداس : أما أنا وبنو سليم فلا فقال الحيان : كذبت بل هو لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال [ رسول الله صلى الله عليه و سلم ] : " يا أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأموالهم فمن تمسك بشيء من هذا الفيء فله علينا ستة فرائض من أول ما يفيء الله علينا "
ثم ركب راحلته وتعلق به الناس يقولون : اقسم علينا فيئنا بيننا حتى ألجؤوه إلى سمرة فخطفت رداءه فقال : " يا أيها الناس ردوا علي ردائي فوالله لو كان [ لكم ] بعدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لا تلقوني بخيلا ولا جبانا ولا كذوبا " . ثم دنا من بعير فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين إصبعيه السبابة ص . 278
والوسطى ثم رفعها فقال : " يا أيها الناس ليس لي من هذا الفيء ولا هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم فردوا الخياط والمخيط فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارا ونارا وشنارا " . فقام رجل معه كبة من شعر فقال : إني أخذت هذه أصلح بها بردعة بعير لي دبر . فقال : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك " . فقال الرجل : يا رسول الله أما إذا بلغت ما أرى فلا أرب لي بها . ونبذها
قلت : رواه أبو داود باختصار كثير
رواه أحمد ورجال أحد إسناديه ثقات
(6/277)
10295 - وعن عطية أنه كان ممن كلم رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم سبي هوازن فقال : يا رسول الله عشيرتك وأصلك وكل المرضعين دونك ولهذا اليوم اختبأناك وهن أمهاتك وأخواتك وخالاتك . فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه فردوا عليهم سبيهم إلا رجلين . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اذهبوا فخيروهما " . فقال أحدهما : إني أتركه . وقال الآخر : لا أتركه . فلما أدبر قال النبي صلى الله عليه و سلم : " اللهم أخس سهمه " . فكان يمر بالجارية البكر والغلام فيدعه حتى مر بعجوز قال : فإني آخذ هذه فإنها أم حي ويستفدونها مني بما قدروا عليه فكبر عطية وقال : خذها . ثم قال للرسول : يا رسول الله ما فوها ببادر ولا ثديها بناهد ولا وافدها بواجد عجوز يا رسول الله بقراء سبية ما لها أحد فلما رآها لا يعرض لها أحد تركها . ص . 279
رواه الطبراني وفي إسناده الزبير والد النعمان بن الزبير الصنعاني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(6/278)
10296 - قال الطبراني : حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب يكنى : أبا خالد وأمه صفية بنت زهير بن الحارث بن أسد وأمها سلمى بنت عبد مناف بن عبد الدار وكان إسلامه يوم الفتح وكان من المؤلفة أعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم مائة بعير من غنائم حنين
(6/279)
10297 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قسم يوم حنين قسما على المؤلفة قلوبهم فوجدت الأنصار في أنفسها فقالوا : قسم فيهم فقال : " يا معشر الأنصار ألا ترضون أن تذهبوا برسول الله صلى الله عليه و سلم معكم ؟ " . قالوا : بلى
رواه البزار وفيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف قال ابن الطهراني : كان ثقة
(6/279)
10298 - وعن محمد بن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لوفد هوازن بحنين وسألهم عن مالك بن عوف النصري : " ماذا فعل مالك ؟ " . قال : هو بالطائف فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أخبروا مالكا أنه إن يأتني مسلما رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل " . فأتي مالك بذلك فخرج إليه من الطائف وكان مالك خاف ثقيفا على نفسه أن يعلموا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قال له ما قال فيحبسوه فأمر براحلة له فهيئت وأمر بفرس له فأتي به من الطائف فخرج ليلا فجلس على فرسه فلحق برسول الله صلى الله عليه و سلم فأدركه بالجعرانة أو مكة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل
رواه الطبراني ورجاله ثقات . ص . 280
(6/279)
10299 - وعن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقسم غنائم حنين وجبريل إلى جنبه فجاء ملك فقال : إن ربك يأمرك بكذا وكذا . فقال النبي صلى الله عليه و سلم لجبريل : " تعرفه ؟ " . فقال : هو ملك وما كل ملائكة ربك أعرف
رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد : فخشي النبي صلى الله عليه و سلم أن يكون شيطانا
وفيه حسين بن الحسن الأشقر وهو منكر الحديث ورمى بالكذب ووثقه ابن حبان
وأحاديث كثيرة في مناقب الأنصار في غنائم حنين
(6/280)
3 - . باب فيمن استشهد يوم حنين
(6/280)
10300 - عن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم حنين : أيمن بن عبيد
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/280)
10301 - وعن جابر قال : كان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم : أيمن بن أم أيمن وهو ابن عبيد
قلت : هذا مكتوب بعد كلام ابن إسحاق الذي قبله وليس هو في السماع وفيه ابن إسحاق وهو مدلس
(6/280)
10302 - قال الطبراني : أيمن بن أم أيمن استشهد يوم حنين وهو أيمن بن عبيد أخو بني عوف بن الخزرج وهو أخو أسامة بن زيد لأمه
(6/280)
10303 - وعن عروة قال : وقتل يوم حنين من المسلمين ثم من قريش ثم من بني أسد بن عبد العزى : زيد بن ربيعة . ومن قريش ثم من بني أسد بن عبد العزى : زيد بن زمعة . - قال الطبراني : ص . 281
هكذا قال ابن لهيعة وهو وهم . قلت : والصواب أنه يزيد كما سيأتي عن الزهري -
ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني العجلان : سراقة بن الحباب
رواه كله الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
(6/280)
10304 - وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من الأنصار ثم من بني العجلان : مرة بن سراقة بن الحباب هكذا قال ابن شهاب
واستشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين من قريش ثم من بني أسد : يزيد بن زمعة
ورجالهما إلى الزهري رجال الصحيح
(6/281)
10305 - وعن ابن إسحاق في تسمية من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من قريش ثم من بني أسد : يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب جمح به فرس - يقال له : الجناح - فقتله
واستشهد يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأنصار : سراقة بن الحباب بن عدي بن النجار . وإسنادهما
وإسنادهما إلى ابن إسحاق ثقات
(6/281)
32 - . باب غزوة الطائف
(6/281)
10306 - عن أبي بكرة قال : لما حاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم حصن الطائف تدليت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ببكرة فقال : " كيف تدليت ؟ " . فقلت : تدليت ببكرة . قال : " أنت أبو بكرة "
رواه الطبراني وفيه أبو المنهال البكراوي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات . ص . 282
(6/281)
10307 - وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم الطائف من الأنصار : ثابت بن ثعلبة وثعلبة الذي يقال له : الجذع . ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني معاوية : رقيم بن ثابت بن ثعلبة
رواهما الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/282)
10308 - وعن عروة في تسمية من استشهد يوم الطائف من الأنصار ثم من بني سالم ثم من بني حرام : ثعلبة الذي يقال له : الجدع . ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني معاوية بن الحارث : رقيم بن ثابت أو ثابت بن ثعلبة
رواهما الطبراني وفي إسنادهما ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
(6/282)
10309 - وعن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم الطائف : جليحة بن عبد الله بن محارب بن ناشب بن سعد بن ليث . ومن الأنصار ثم من بني الأوس : رقيم بن ثابت بن ثعلبة [ بن زيد ] بن ثوبان بن معاوية . ومن قريش ثم من بني أمية بن عبد شمس : سعيد بن سعيد العاصي
رواها الطبراني ورجالها ثقات
(6/282)
10310 - قال الطبراني : عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أخو أم سلمة لأبيها أمه : عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ص . 283
أسلم يوم الفتح لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم فاسلم واستشهد يوم الطائف مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
(6/282)
33 - . باب غزوة تبوك
(6/283)
10311 - عن عمران بن حصين أنه شهد عثمان بن عفان رضي الله عنه أيام غزوة تبوك في جيش العسرة فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصدقة والقوة والتأسي وكانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل : إن هذا الذي خرج ينتحل النبوة قد هلك وأصابته سنون فهلكت أموالهم فإن كنت تريد أن تلحق دينك فالآن . فبعث رجلا من عظمائهم يقال له : الضناد وجهز معه أربعين ألفا فلما بلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه و سلم كتب في العرب وكان يجلس كل يوم على المنبر فيدعو ويقول : " اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض " فلم يكن للناس قوة وكان عثمان بن عفان قد جهز عيرا إلى الشام يريد أن يمتار عليها فقال : يا رسول الله هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها ومائتا أوقية فحمد الله رسول الله صلى الله عليه و سلم وكبر الناس وأتى عثمان بالإبل وأتى بالصدقة بين يديه فسمعته يقول : " لا يضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم "
رواه الطبراني وفيه العباس بن الفضل الأنصاري وهو ضعيف
(6/283)
10312 - وعن حمزة بن عمرو الأسلمي قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى غزوة تبوك [ وكنت ] على خدمته ذلك السفر فنظرت إلى نحي السمن قد قل ما فيه وهيأت للنبي صلى الله عليه و سلم طعاما فوضعت السمن في الشمس ونمت فانتبهت بخرير النحي فقمت فأخذت برأسه بيدي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ورآني : " لو تركته لسال واديا سمنا " . ص . 284
رواه الطبراني من طريقين إحداهما في علامات النبوة ورجالهما وثقوا
(6/283)
10313 - وعن أبي رهم قال : كنا في مسير وإلى جنبي رجل أزحمه بالليل ولا أعرفه فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " من هذا ؟ " . قلت : أبو رهم قال : " ما فعل النفر الطوال الجعاد الأدم من بني غفار ؟ هل معنا منهم في المسير أحد ؟ " . قلت : لا . قال : " فما فعل النفر الأدم القصار الخنس من أسلم ؟ هل معنا منهم في المسير أحد ؟ " . قلت : لا . قال : " فما فعل النفر الحمر الثطاط ؟ هل معنا أحد منهم في المسير ؟ " . قلت : لا . قال : " ما من أهلي أحد أعز علي مخلفا من قريش والأنصار وأسلم وغفار فما يمنع أحدهم إذا تخلف أن يعقر البعير من إبله فيكون له مثل أجر الخارج "
رواه البزار بإسنادين وفيه ابن أخي أبي رهم ولم أعرفه وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات
(6/284)
10314 - وعن أبي رهم الغفاري - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم الذين بايعوا تحت الشجرة - قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم تبوك فلما فصل سرى ليلة فسرت قريبا منه وألقي علي النعاس فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلته فيفزعني دنوها خشية أن أصيب رجله في الغرز فأؤخر راحلتي حتى غلبتني عيني نصف الليل فركبت راحلتي راحلته ورجل النبي صلى الله عليه و سلم في الغرز فأصابت رجله فلم أستيقظ إلا بقوله : " حس " . ص . 285
فرفعت رأسي فقلت : استغفر لي يا رسول الله فقال : " سل " . فطفق يسألني عن بني غفار فأخبره فإذا هو يسألني : " ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط أو القصار - عبد الرزاق يشك - الذين لهم نعم بشظبة شرخ ؟ " . فذكرتهم في بني غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت رهطا من أسلم فقلت : يا رسول الله ما يمنع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل الله فأعز أهلي على أن يتخلف عني المهاجرون من قريش والأنصار وأسلم وغفار
(6/284)
10315 - وفي رواية : " ما فعل النفر القصار السود الجعاد ؟ " . فقلت : يا رسول الله أولئك خلفاء فينا
رواه أحمد والطبراني وقال : " سر " بدل : " سل " . وقال : " ما فعل النفر السواد الجعاد القصار الذين لهم نعم بشبكة شرخ ؟ " . قال : فتذكرتهم في بني غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت انهم رهط من أسلم وقد تخلفوا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما منع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على إبله امرأ نشيطا في سبيل الله إن أعز أهلي على أن يتخلف عني المهاجرون من قريش والأنصار وأسلم وغفار
في إسنادهما ابن أخي أبي رهم ولم أعرفه
(6/285)
10316 - وعن سعد بن خيثمة قال : تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخلت حائطا فرأيت عريشا قد رش بالماء ورأيت زوجتي فقلت : ما هذا بالإنصاف إن رسول الله صلى الله عليه و سلم في السموم والحميم وأنا في الظل والنعيم فقمت إلى ناضح فاحتقبته وإلى ثمرات فتزودتها فنادت زوجتي إلي : أين يا أبا خثيمة ؟ فخرجت أريد رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنت ببعض الطريق لقيني عمير بن وهب فقلت : إنك رجل جريء وإني أعرف جئت النبي صلى الله عليه و سلم وإني ص . 286
امرؤ مذنب فتخلف عني حتى أخلو برسول الله صلى الله عليه و سلم . فتخلف عني عمير فلما طلعت على العسكر فرآني الناس فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كن أبا خثيمة " فجئت فقلت : كدت أهلك يا رسول الله فحدثته حديثي فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " خيرا " ودعا لي
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف
(6/285)
10317 - وعن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم غزا غزوة تبوك فجهد الظهر جهدا شديدا فشكوا إليه ذلك قال : ورآهم رجالا لا يروحون ظهرهم فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم من مضيق يمر الناس فيه فوقف عليه والناس يمرون فنفخ فيها نفخة وقال : " اللهم احمل عليها في سبيلك فإنك تحمل على القوي والضعيف والرطب واليابس في البر والبحر " . قال : فاستمرت فما دخلنا المدينة إلا وهي تنازعنا أزمتها
رواه الطبراني والبزار وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف
(6/286)
10318 - وعن عبد الله بن سلام أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما مر بالجليحة في سفره إلى تبوك قال له أصحابه : المبرك يا رسول الله الظل والماء وكان فيها دوم وماء فقال : " إنها أرض زرع وتبرد دعوها فإنها مأمورة " - يعني ناقته - فأقبلت حتى بركت تحت الدومة التي كانت في مسجد ذي المروة
رواه الطبراني وفيه راو لم يسم
(6/286)
10319 - وعن عبادة - يعني ابن الصامت - قال : أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوة تبوك قال فذكر الحديث . ص . 287
رواه الطبراني . وإسحاق لم يدرك عبادة
(6/286)
10320 - وعن أبي الشموس البلوي أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أصحابه يوم الحجر عن بئرهم فألقى ذو العجين عجينة وذو الحيس حيسة
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال : يخطئ في الشيء بعد الشيء
(6/287)
10321 - وعن سعد بن أبي وقاص قال : نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحجر واستقى الناس من بئرهم ثم راح منها فلما استقر أمر الناس أن لا يشربوا من مائها ولا يتوضؤوا منها وما كان من عجين عجن من مائها أن يعلف ففعل الناس
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي ضعفه أبو حاتم
(6/287)
10322 - وعن أبي ذر أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فأتوا على واد فقال لهم النبي صلى الله عليه و سلم : " إنكم بواد ملعون فأسرعوا " . فركب فرسه فدفع ودفع الناس ثم قال : " من اعتجن عجينه أو من كان طبخ قدرا فليكبها " . ثم سرنا ثم قال : " يا أيها الناس إنه ليس اليوم نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة فيعبأ الله بها "
رواه البزار وفيه عبد الله بن قدامة بن صخر ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
(6/287)
10324 - وعن سمرة بن جندب : ص . 288
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان ينهاهم يوم ورد ثمود عن ركية ( بئر ) عند جانب المدينة أن يشرب منها أحد أو يستقي ونهانا أن نتولج بيوتهم
رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف
(6/288)
10325 - وعن أبي كبشة الأنماري قال : لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أرض الحجر يدخلون عليهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فنادى الناس : " الصلاة جامعة " قال : فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ممسك بعيره وهو يقول : " ما يدخلون على قوم غضب الله عليهم ؟ " . فناداه رجل : تعجب منهم يا رسول الله ؟ قال : " أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك ؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وبما هو كائن بعدكم فاستقيموا وسددوا فإن الله عز و جل لا يعبأ بعذابكم شيئا وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء "
رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وقد اختلط
(6/288)
10326 - وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لا تسألوا عن الآيات أو لا تسألوا نبيكم الآيات فإن قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث لهم آية فبعث الله تبارك وتعالى لهم الناقة فكانت ترد من هذا الفج فتشرب ماءهم يوم وردها وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروا الناقة فقيل لهم : { تمتعوا في داركم ثلاثة أيام } أو قيل لهم : إن العذاب يأتيكم إلى ثلاثة أيام . ثم جاءتهم الصيحة فأهلك الله من تحت مشارق الأرض ومغاربها منهم إلا رجلا كان في حرم الله فمنعه من عذاب الله
قالوا : يا رسول الله من هو ؟ قال : " أبو رغال " . قيل : ومن أبو رغال ؟ قال : " جد ثقيف " . ص . 289
رواه البزار والطبراني في الأوسط ويأتي لفظه في سورة هود وأحمد بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح
(6/288)
10327 - وعن ابن عباس قال : قيل لعمر بن الخطاب : حدثنا عن شأن العسرة فقال عمر : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى إن كان أحدنا يذهب يلتمس الخلاء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته تنقطع وحتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويضعه على بطنه فقال أبو بكر الصديق : يا رسول الله إن الله عودك في الدعاء خيرا فادع فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أتحب ذلك يا أبا بكر ؟ " . قال : نعم . قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأظلت ثم سكبت فملؤوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات
(6/289)
10328 - وعن حذيفة قال : خرج النبي صلى الله عليه و سلم يوم غزوة تبوك فبلغه أن في الماء قلة - [ الذي يرده ] - فأمر مناديا فنادى في الناس : " أن لا يسبقني في الماء أحد " . فأتى الماء وقد سبقه قوم فلعنهم
رواه أحمد والبزار بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح
(6/289)
10329 - وعن أبي الطفيل قال : لما أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم آخذ العقبة فلا يأخذها أحد . فبينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوده عمار ويسوقه حذيفة إذ أقبل رهط ص . 290
متلثمون على الرواحل حتى غشوا عمارا وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه و سلم وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لحذيفة : " قد قد " . حتى هبط رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما هبط رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل ورجع عمار فقال : " يا عمار هل عرفت القوم ؟ " . قال : قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون قال : " هل تدري ما أرادوا ؟ " قال : الله ورسوله أعلم قال : " أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه و سلم ويطرحوه " . قال : فسار عمار رضي الله عنه رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : نشدتك بالله ما كان أصحاب العقبة ؟ قال : أربعة عشر فقال : إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعذر رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم ثلاثة قالوا : والله ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم وما علمنا ما أراد القوم فقال عمار : أشهد أن الاثني عشر الباقين منهم حرب لله ولرسوله والحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
قال أبو الوليد : وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال للناس وذكر له أن في الماء قلة فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم مناديا فنادى : لا يرد الماء أحد قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم فورده رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد رهطا قد وردوه قبله فلعنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/289)
34 - . باب السرايا والبعوث
(6/290)
1 - . باب قتل كعب بن الأشرف
(6/290)
10330 - عن عبد الله بن كعب بن مالك عن عمه أن كعب بن الأشرف كان يهجو النبي صلى الله عليه و سلم فأمر النبي صلى الله عليه و سلم سعد بن معاذ أن يبعث إليه خمسة نفر فأتوه وهو في ص . 291
مجلس قومه في العوالي فلما رآهم ذعر منهم قال : ما جاء بكم ؟ قالوا : جئنا إليك لحاجة قال : فليدن إلي بعضكم فليحدثني بحاجته فدنا منه بعضهم فقالوا : جئناك لنبيعك أدرعا لنا قال : ووالله إن فعلتم لقد جهدتم منذ نزل هذا الرجل بين أظهركم أو قال : بكم ؟ فواعدوه أن يأتوه بعد هدأة من الليل قال : فجاءوه فقام إليهم فقالت له امرأته : ما جاءك هؤلاء في هذه الساعة لشيء مما تحب قال : إنهم قد حدثوني بحاجتهم فلما دنا منهم اعتنقه أبو عبس وعلاه محمد بن مسلمة بالسيف وطعنه في خاصرته فقتلوه فلما أصبحت اليهود غدوا على النبي صلى الله عليه و سلم فذكرهم النبي صلى الله عليه و سلم ما كان يهجوه في أشعاره وما كان يؤذيه ثم دعاهم النبي صلى الله عليه و سلم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابا قال : فكان ذلك الكتاب مع علي
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(6/290)
10331 - وعن ابن عباس قال : مشى معهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال : " انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم " . يعني : النفر الذين وجههم إلى كعب بن الأشرف
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال : إن النبي صلى الله عليه و سلم لما وجه محمد بن مسلمة وأصحابه إلى كعب بن الأشراف ليقتلوه . والباقي بنحوه
رواه الطبراني وزاد : ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بيته
وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح
(6/291)
10332 - وعن عبادة - يعني ابن الصامت - قال : كان كعب بن الأشرف يهجو رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عند أبي وداعة بمكة فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم حسان بن ثابت فهجاه فلما بلغ قريشا هجاء حسان أبا وداعة أخرجوا كعب بن الأشرف فلما قدم المدينة بعث له رسول الله صلى الله عليه و سلم محمد بن مسلمة وأبا ص . 292
عبس بن جبر وأبا نائلة فقتلوا كعب بن الأشرف بسرح العجول في بني أمية بن زيد
رواه الطبراني . وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة وبقية رجاله ثقات
(6/291)
10333 - وعن عروة أن سعد بن معاذ بعث الحارث بن أوس بن النعمان أخي بني حارثة مع محمد بن مسلمة إلى كعب بن الأشرف فلما ضرب ابن الأشرف أصاب رجل الحارث ذباب السيف فحمله أصحابه
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن
(6/292)
2 - . باب قتل ابن أبي الحقيق
(6/292)
10334 - عن عبد الله بن أنيس قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبا قتادة وحليفا لهم من الأنصار وعبد الله بن عتيك إلى ابن أبي الحقيق لنقتله فخرجنا فجئنا خيبر ليلا فتتبعنا أبوابهم فغلقنا عليهم من خارج ثم جمعنا المفاتيح فأرميناها فصعد القوم في النخل ودخلت أنا وعبد الله بن عتيك في درجة ابن أبي الحقيق فتكلم عبد الله بن عتيك فقال ابن أبي الحقيق : ثكلتك أمك عبد الله أنى لك بهذه البلدة ؟ قومي فافتحي فإن الكريم لا يرد عن بابه هذه [ الساعة ] فقامت فقلت لعبد الله بن عتيك : دونك فأشهر عليهم السيف فذهبت امرأته لتصيح فأشهر عليها وأذكر قول رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه نهى عن قتل النساء والصبيان فأكف فقال عبد الله بن أنيس : فدخلت عليه في مشربة له فوقفت أنظر إلى شدة بياضه في ظلمة البيت فلما رآني أخذ وسادة فاستتر بها فذهبت أرفع السيف لأضربه فلم أستطع من قصر البيت فوخزته وخزا ثم ص . 293
خرجت فقال صاحبي : فعلت ؟ فقلت : نعم فدخل فوقف عليه ثم خرجنا فانحدرنا من الدرجة فوقع عبد الله بن عتيك في الدرجة فقال : وارجلاه كسرت رجلي فقلت له : ليس برجلك بأس ووضعت قوسي واحتملته وكان عبد الله قصيرا ضئيلا فأنزلته فإذا رجله لا بأس بها فانطلقنا حتى لحقنا أصحابنا وصاحت المرأة : يا يتاه فثور أهل خيبر ثم ذكرت موضع قوسي في الدرجة فقلت : والله لأرجعن فلآخذن قوسي فقال أصحابي : قد تثور أهل خيبر بقتله فقلت : لا أرجع أنا حتى آخذ قوسي فرجعت فإذا أهل خيبر قد تثوروا وإذا ما لهم كلام إلا من قتل ابن أبي الحقيق ؟ فجعلت لا أنظر في وجه إنسان ولا ينظر في وجهي إلا قلت مثل ما يقول : من قتل ابن أبي الحقيق ؟ حتى جئت الدرجة فصعدت مع الناس فأخذت قوسي فلحقت أصحابي فكنا نسير الليل ونكمن النهار فإذا كمنا النهار أقعدنا ناطورا ينظر لنا حتى إذا اقتربنا من المدينة وكنت بالبيداء كنت أنا ناطرهم ثم إني ألحت لهم بثوبي فانحدروا فخرجوا جمزا وانحدرت في آثارهم فأدركتهم حتى بلغنا المدينة فقال لي أصحابي : هل رأيت شيئا ؟ فقلت : لا ولكن رأيت ما أدرككم من العناء فأحببت أن يحملكم الفزع . فأتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب الناس فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أفلحت الوجوه " . فقلنا : أفلح وجهك يا رسول الله قال : " قتلتموه ؟ " . قلنا : نعم . فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسيف الذي قتل به فقال : " هذا طعامه في ضباب السيف "
رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف . ص . 294
(6/292)
10335 - وعن عبد الله بن أنيس أن الرهط الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى ابن أبي الحقيق ليقتلوه : عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأبو قتادة وحليف لهم ورجل من الأنصار . وأنهم قدموا خيبر ليلا فعمدنا إلى أبوابهم نغلقها عليهم من خارج قالت امرأة ابن أبي الحقيق : إن هذا لصوت عبد الله بن عتيك قال : افتحي ففتحت فدخلت أنا وعبد الله بن عتيك فقال عبد الله : دونك فذهبت لأضربها بالسيف فأذكر نهي رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل النساء والولدان فأكف عنها
قال علي بن المديني : هذا عبد الله بن أنيس الأنصاري وليس بالجهني الذي روى عنه جابر بن عبد الله
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف
(6/294)
3 - . باب سرية عبد الله بن جحش
(6/294)
10336 - عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلس فبعث عليهم : عبد الله بن جحش مكانه وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا وقال : " لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك " . فلما قرأ الكتاب استرجع وقال : سمع وطاعة لله ولرسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى فقال المشركون للمسلمين : قتلتم في الشهر الحرام . فأنزل الله عز و جل : { يسألونك عن الشهر الحرام } الآية . فقال بعضهم : إن لم يكونوا أصابوا وزرا فليس لهم ص . 295
أجر فأنزل الله عز و جل : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم }
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/294)
10337 - وعن ابن عباس في قوله عز و جل : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير } قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن فلان في سرية فلقوا عمرو بن الحضرمي ببطن نخلة . قال وذكر الحديث بطوله
رواه البزار وفيه أبو سعيد البقال وهو ضعيف
(6/295)
4 - . باب في يوم الرجيع
(6/295)
10338 - عن عاصم بن عمرو بن قتادة قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد أحد نفر من عضل والقارة فقالوا : يا رسول الله إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهونا في الدين ويقرئونا القرآن ويعلمونا شرائع الإسلام فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم نفرا من أصحابه ستة : مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب . قال فذكر القصة
قال : وأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن أبي الأقلح فقالوا : والله لا نقبل عهدا من مشرك ولا عقدا أبدا فقاتلوهم حتى قتلوهم
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(6/295)
10339 - وعن عروة بن الزبير قال : كان من شأن خبيب بن عدي بن عبد الله الأنصاري من بني عمرو بن ص . 296
عوف وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بن عمرو بن عوف وزيد بن الدثنة الأنصاري من بني بياضة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثهم عيونا بمكة ليخبروه خبر قريش فسلكوا على النجدية حتى إذا كانوا بالرجيع من نجد اعترضت لهم بنو لحيان من هذيل فأما عاصم بن ثابت فضارب بسيفه حتى قتل وأما خبيب وزيد بن الدثنة فأصعدا في الجبل فلم يستطعهما القوم حتى جعلوا لهم العهود والمواثيق فنزلا إليهم فأوثقوهما رباطا ثم أقبلوا بهما إلى مكة فباعوهما من قريش فأما خبيب فاشتراه عقبة بن الحارث وشركه في ابتياعه أبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة بن عدس بن عبد الله بن دارم وكان قيس بن سويد بن ربيعة أخا عامر بن نوفل لأمه أمها بنت نهشل التميمية . وعبيدة بن حكيم السلمي ثم الذكواني وأمية بن أبي عتبة بن همام بن حنظلة من بني دارم وبنو الحضرمي وسعية بن عبد الله بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي وصفوان بن أمية بن خلف بن وهب الجمحي فدفعوه إلى عقبة بن الحارث فسجنه عنده في داره فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث وكانت امرأة من آل عقبة بن الحارث بن عامر تفتح عنه وتطعمه فقال لها : إذا أراد القوم قتلي فآذنيني قبل ذلك . فلما أردوا قتله أخبرته فقال : ابغيني حديدة أستدف بها - يعني أحلق عانتي - فدخلت المرأة التي كانت تنجده والموسى في يده فأخذ بيد الغلام فقال : هل أمكن الله منكم ؟ فقالت : ما هذا ظني بك ثم ناولها الموسى وقال : إنما كنت مازحا وخرج به القوم الذين شركوا فيه وخرج معهم أهل مكة وخرجوا معهم بخشبة حتى إذا كانوا بالتنعيم نصبوا تلك الخشبة فصلبوه عليها وكان الذي ولي قتله عقبة بن الحارث وكان أبو الحسين صغيرا وكان مع القوم وإنما قتلوه بالحارث بن عامر وكان قبل يوم بدر كافرا وقال لهم خبيب عند قتله : أطلقوني من الرباط حتى أصلي ركعتين . فأطلقوه فركع ركعتين ص . 297
خفيفتين ثم انصرف فقال : لولا أن تظنوا أن بي جزع من الموت لطولتهما ولذلك خففتهما وقال : اللهم إني لا أنظر إلا في وجه عدو اللهم إني لا أجد رسولا إلى رسولك فبلغه عني السلام . فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره بذلك . وقال خبيب وهم يرفعونه على الخشبة : اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا
وقتل خبيبا أبناء المشركين الذين قتلوا يوم بدر فلما وضعوا فيه السلاح وهو مصلوب نادوه وناشدوه : أتحب أن محمدا مكانك فقال : لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه . فضحكوا وقال خبيب حين رفعوه إلى الخشبة :
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا . . . قبائلهم واستجمعوا كل مجمع
وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم . . . وقربت من جذع طويل ممنع
إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي . . . وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
فذا العرش صبرني على ما يراد بي . . . فقد بضعوا لحمي وقد ياس مطمعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ . . . يبارك على أوصال شلو ممزع
لعمري ما أحفل إذا مت مسلما . . . على أي حال كان لله مضجعي
وأما زيد بن الدثنة فاشتراه صفوان بن أمية فقتله بأبيه أمية بن خلف قتله نيطاس مولى بني جمح وقتلا بالتنعيم فدفن عمرو بن أمية خبيبا وقال حسان في شأن خبيب :
وليت خبيبا لم يخنه ذمامه . . . وليت خبيبا كان بالقوم عالما
شراك زهير بن الأغر وجامع . . . وكانا قديما يركبان المحارما
أجرتم فلما أن أجرتم غدرتم . . . وكنتم بأكناف الرجيع لها زما ص . 298
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
(6/295)
10340 - وعن ابن شهاب في تسمية من قتل يوم الرجيع : مرثد بن أبي مرثد الغنوي
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(6/298)
10341 - وعن عروة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب إلى حي من هذيل فقتل فيها من المسلمين ثم من بني هاشم : مرثد بن أبي مرثد
(6/298)
5 - . باب في سرية إلى أبي سفيان بن الحارث
(6/298)
10342 - عن عمرو بن مرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث جهينة ومزينة إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وكان منابذا للنبي صلى الله عليه و سلم فلما ولوا غير بعيد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يا رسول الله بأبي أنت وأمي على ما تبعث جيشين كيسين قد كادا يتفانيان في الجاهلية أدركهم الإسلام وهم على بقية منها ؟ فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بردهم حتى وقفوا بين يديه فقال : " يا مزينة حي جهينة يا جهينة حي مزينة " . فعقد لعمرو بن مرة على الجيشين على جهينة ومزينة ثم قال : " سيروا على بركة الله " . فساروا إلى أبي سفيان بن الحارث فهزمهم الله وكثر القتل في أصحابه فلذلك يقول أبو سفيان بن الحارث
من عاذلي أو ناصري . . . بالمشرفية من جهينة
ألف يقودهم ابن مر . . . ة [ مرة ] ذو الكتائب الحينة
هموا ذهبوا بالسلا . . . ح [ بالسلاح ] وأطمعوا فينا مزينة
قال أبو محمد : عبد الله بن داود ياسر بن سويد وسنان بن يسار بن سويد أخوه ومسلم بن يسار هو ابن يسار بن سويد . ص . 299
قلت : هكذا وجدته في الأصل الذي كتبته منه ولا أدري ما معناه
(6/298)
6 - . باب في سرية إلى ابن الملوح
(6/299)
10343 - عن جندب بن مكيث الجهني قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم غالب بن أبحر الكلبي كلب ليث إلى بني الملوح بالكديد وأمره أن يغير عليهم فخرج فكنت في سريته فمضينا حتى إذا كنا بقديد لقينا الحارث بن مالك وهو ابن البرصاء الليثي فأخذناه فقال : إنما جئت لأسلم فقال غالب بن عبد الله : إن كنت إنما جئت لتسلم فلم يضرك رباط يوم وليلة وإن كنت على غير ذلك استوثقنا منك . قال : فأوثقه رباطا ثم خلف عليه رجلا اسود كان معنا قال : امكث معه حتى نمر عليك فإن نازعك فاحتز رأسه
قال : ثم مضينا حتى أتينا بطن الكديد فنزلناه عشية بعد العصر فبعثني أصحابي ربيئة فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر فانبطحت عليه وذلك قبيل المغرب فخرج [ رجل منهم فنظر ] فرآني منبطحا على التل فقال لامرأته : والله لأرى على هذا التل سوادا ما رأيته أول النهار فانظري لا تكون الكلاب اجترت بعض أوعيتك قال : فنظرت فقالت : لا والله ما أفقد شيئا قال : فناوليني قوسا وسهمين من نبلي قال : فناولته فرماني بسهم فوضعه في جنبي قال : فنزعته فوضعته ولم أتحرك ثم رماني بآخر فوضعه في رأس منكبي فنزعته ولم أتحرك فقال لامرأته : والله لقد خالطه سهماي ولو كان زائلة لتحرك فإذا أصبحت فابتغي سهمي فخذيهما لا يمضغهما على الكلاب قال : وأمهلناهم حتى راحت رائحتهم حتى إذا احتلبوا وغطوا وسكتوا وذهبت عتمة من الليل شننا عليهم الغارة فقتلنا من قتلنا ص . 300
منهم واستقنا النعم فوجهناها قافلين وخرج صريخ القوم إلى قومهم مغوثا وخرجنا سراعا حتى نمر بالحارث بن البرصاء وصاحبه فانطلقنا به معنا وأتانا صريخ الناس فجاء بما لا قبل لنا به حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي أقبل سيل حال بيننا وبينهم بعثه الله من حيث شاء ما رأينا قبل ذلك مطرا ولا حالا فجاء بما لا يقدر أحد منهم أن يقدم عليه فلقد رأيتنا وقوفا ينظرون إلينا ما يقدر أحد منهم أن يقدم ونحن نجوزها سراعا حتى أسندناها في المشلل ثم حدرناها عنا فأعجزنا القوم بما في أيدينا
قلت : عند أبي داود طرف من أوله
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات فقد صرح ابن إسحاق بالسماع في رواية الطبراني
(6/299)
7 - . باب قتل خالد بن سفيان الهذلي
(6/300)
10344 - عن عبد الله بن أنيس قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني فائته فاقتله " . قال : قلت : يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه قال : " إذا رأيته وجدت له قشعريرة " . ص . 301
قال : فخرجت متوشحا سيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا وحين كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه و سلم من القشعريرة فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة فصليت وأنا أومئ برأسي الركوع والسجود فلما انتهيت إليه قال : من الرجل ؟ قلت : رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك في ذلك قال : أجل أنا في ذلك قال : فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فرآني قال : " أفلح الوجه " . قال : قلت : قتلته يا رسول الله قال : " صدقت " . قال : ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخل بي بيته فأعطاني عصا فقال : " أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس " . قال : فخرجت بها على الناس فقالوا : ما هذه العصا ؟ قلت : أعطانيها رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمرني أن أمسكها قالوا : أولا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فتسأله عن ذلك ؟ فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا ؟ قال : " آية بيني وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المتخصرون يومئذ " . قال : فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ثم دفنا جميعا   قلت : روى أبو داود بعضه في صلاة الخوف
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وفيه راو لم يسم وهو ابن عبد الله بن أنيس وبقية رجاله ثقات  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقحمات الباطل تعريفها في شريعة النووي

    تعقيب علي المقحمات يتبين من تعريف المقحمات بين النووي ومعاجم اللغة العتيدة أن النووي أخطأ جدا في التعريف { المقحمات مفتوح للك...