الاثنين، 20 سبتمبر 2021

ج15//1.مجمع الزوائد ومنبع الفوائد نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي من15480 -15746 -



[ مجمع الزوائد - الهيثمي ] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي
الناشر : دار الفكر، بيروت - 1412 هـ
عدد الأجزاء : 10
15480 - وعن ابن عباس قال :
ص . 439
كان لأبي بكر مجلس من النبي صلى الله عليه و سلم لا يقوم عنه إلا للعباس فكان يسر ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبل العباس يوما فزال له أبو بكر عن مجلسه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما لك ؟ " . قال : يا رسول الله عمك قد أقبل فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أقبل على أبي بكر مبتسما فقال : " هذا العباس قد أقبل وعليه ثياب بيض وسيلبس ولده من بعده السواد ويملك منهم اثنا عشر رجلا " . فلما جاء العباس قال : يا رسول الله قلت لأبي بكر ؟ فقال : " ما قلت إلا خيرا " . قال : صدقت بأبي وأمي ولا تقول إلا خيرا قال : " قلت قد أقبل العباس عمي وعليه ثياب بياض وسيلبس ولده من بعده السواد ويملك منهم اثنا عشر رجلا "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وفيه جماعة لم أعرفهم
(9/438)
15481 - وعن عبد الله بن حارثة قال : لما أن قدم صفوان بن أمية الجمحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " على من نزلت يا أبا وهب ؟ " . قال : نزلت على العباس قال : " على أشد قريش لقريش حبا "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(9/439)
15482 - وعن أبي رزين قال : قيل للعباس : أيما أكبر أنت أم النبي صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : هذا أكبر مني وأنا ولدت قبله . وكان العباس أسن من النبي صلى الله عليه و سلم ولد قبل الفيل بثلاث سنين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/439)
15483 - عن الهيثم بن عدي قال : هلك العباس بن عبد المطلب وابن مسعود وأبو سفيان بن حرب لتسع سنين مضت من إمارة عثمان وبعض الناس يقول : هلك سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان رضي الله عنهما
ص . 440
(9/439)
15484 - وبلغني أن عبد المطلب كف بصره وكف بصر العباس وكف بصر عبد الله بن العباس
(9/440)
15485 - وبلغني أن العباس كان له عشرة أولاد ذكور سوى الإناث فمن ولده : الفضل بن العباس وعبد الله وقثم وعبد الرحمن ومعبد وأم حبيب . وأم ولد العباس هؤلاء : أم الفضل الصغرى واسمها : لبابة بنت الحارث بن حزن بن قيس غيلان وكانت قديمة الإسلام أسلمت بمكة وفي أم الفضل يقول الشاعر :
ما ولدت نجيبة من فحل . . . بجبل نعلمه أو سهل
كستة من بطن أم الفضل . . . أكرم بها من كهلة وكهل
عم النبي المصطفى ذي الفضل . . . وخاتم الرسل وخير الرسل
والحارث بن العباس أمه حجيلة بنت جندب بن ربيعة من ولد تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة
وأمه بنت العباس تزوجها العباس بن عتبة بن أبي لهب
وصفية هي أخت الحارث لأبيه وأمه ويقول بعض الناس : لا بل أمها غير أم الحارث
وكثير بن العباس وعون بن العباس وروح وتمام بن العباس - وكان أصغر ولد أبيه - يقال : إن تماما أخو كثير لأبيه وأمه وفي تمام يقول العباس بن عبد المطلب :
تموا بتمام فصاروا عشرة
يا رب فاجعلهم كراما بررة
اجعلهم ذكرى وأنم الثمرة
رواه الطبراني والهيثم بن عدي متروك
(9/440)
15486 - وعن الهيثم بن عدي قال : هلك الفضل بن العباس قبل أبيه بأربع سنين سنة ثمان وعشرين
ص . 441
وقد اختلفوا في موت الفضل بن العباس فقال بعض الناس : استشهد بالشام يوم أجنادين وقيل : يوم مرج الصفر وكان اليومان جميعا سنة ثلاث عشرة ويقال : استشهد يوم اليرموك سنة خمس عشرة ويقال : مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وتوفي وهو ابن إحدى وعشرين سنة
رواه الطبراني والهيثم متروك
(9/440)
66 - . باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
(9/441)
15487 - قال الطبراني : جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة رضي الله عنه يكنى أبا عبد الله وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم
(9/441)
15488 - وعن أبي جحيفة قال : قدم جعفر بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه و سلم من أرض الحبشة فقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم بين عينيه وقال : " ما أدري أنا بقدوم جعفر أسر أم بفتح خيبر "
رواه الطبراني في الثلاثة وفي رجال الكبير أنس بن سلم ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/441)
15489 - وعن الشعبي قال : لما أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فتح خيبر قيل له : قد قدم جعفر من عند النجاشي فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لا أدري أيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أو فتح خيبر " . فأتاه فقبل ما بين عينيه
ص . 442
قلت : روى أبو داود منه أنه قبل بين عينيه . فقط
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
(9/441)
15490 - وعن جابر قال : لما قدم جعفر من الحبشة عانقه النبي صلى الله عليه و سلم
رواه أبو يعلى وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/442)
15491 - وعن جابر قال : لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما نظر جعفر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم خجل إعظاما منه لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم بين عينيه وقال : " يا حبيبي أشبه الناس بخلقي وخلقي وخلقت من الطينة التي خلقت منها "
قلت : فذكر الحديث وقد تقدم في كتاب الخلافة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مكي بن عبد الله الرعيني وهذا من مناكيره
(9/442)
15492 - وعن عبد الله بن أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لجعفر : " أشبهت خلقي وخلقي "
رواه أحمد وإسناده حسن
(9/442)
15493 - وعن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لجعفر :
خلقك كخلقي وأشبه خلقي خلقك فأنت مني وأنت يا علي فمني وأبو ولدي
ص . 443
رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن عبد الرحمن بن عفال وهو ضعيف
(9/442)
15494 - عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن جعفر مر مع جبريل صلى الله عليه و سلم وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه فسلم ثم أخبرني كيف كان أمره حيث لقي المشركين فلذلك سمي جعفر الطيار في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/443)
15495 - وبسنده قال : بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام ثم قال : " يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل صلى الله عليهما مروا فسلموا علينا فرددت عليهم السلام وأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثا وسبعين بين طعنة وضربة ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت ثم أخذته باليسار فقطعت فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة أنزل بهما حيث شئت وآكل من ثمارها ما شئت " . فقالت أسماء : هنيئا لجعفر ما رزقه الله من الخير ولكني أخاف أن لا يصدقني الناس فاصعد المنبر فأخبر الناس يا رسول الله . فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أيها الناس إن جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه يطير بهما في الجنة حيث شاء فسلم علي
فأخبر كيف كان أمرهم حين لقي المشركين فاستبان للناس بعد ذلك أن جعفرا لقيهم فسمي جعفر الطيار في الجنة
(9/443)
15496 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 444
رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا يطير في الجنة ذا جناحين يطير بهما حيث شاء مقصوصة قوادمه بالدماء
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن
(9/443)
15497 - وعن ابن عباس قال : لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب دخل النبي صلى الله عليه و سلم على أسماء بنت عميس فوضع عبد الله ومحمد ابني جعفر على فخذه ثم قال :
إن جبريل أخبرني أن الله استشهد جعفرا وأن له جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة
ثم قال :
اللهم اخلف جعفرا في ولده
رواه الطبراني وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات
(9/444)
15498 - وعن عبد الله بن جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
هنيئا لك يا عبد الله بن جعفر أبوك يطير مع الملائكة في السماء
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/444)
15499 - وعن سالم بن أبي الجعد قال : أريهم النبي صلى الله عليه و سلم في النوم فرأى جعفرا ملكا ذا جناحين مضرجين بالدماء وزيد مقابله على السرير
رواه الطبراني مرسلا بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
قلت : ويأتي حديث في فضل زيد بن حارثة وفيه فضل جعفر وعلي
(9/444)
15500 - وعن الشعبي : أن جعفرا قتل يوم مؤتة بالبلقاء
ص . 445
رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح
(9/444)
15501 - وعن عبد الله بن جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
علي أصلي وجعفر فرعي - أو جعفر أصلي وعلي فرعي -
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(9/445)
67 - . باب ما جاء في عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه
(9/445)
15502 - عن أبي إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعقيل بن أبي طالب :
يا أبا يزيد إني أحبك حبين : حبا لقرابتك وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
(9/445)
15503 - قال الطبراني : وقد حضر فتح خيبر وقسم له النبي صلى الله عليه و سلم من خيبر
(9/445)
68 - . باب ما جاء في أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه
(9/445)
15504 - قال الطبراني : المغيرة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أسلم يوم الفتح لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم في الطريق وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين توفي سنة عشرين
(9/445)
15505 - وعن أبي حبة البدري قال :
ص . 446
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين لا ينظر في ناحية إلا رأى أبا سفيان بن الحارث يقاتل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن أبا سفيان خير أهلي - أو من خير أهلي - "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن
(9/445)
69 - . باب فضل زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضي عنه
(9/446)
15507 - عن محمد بن إسحاق قال : زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن كليب بن وبرة بن الحارث بن قضاعة
ويقال : إن أم زيد : سعاد بنت زيد بن طيئ
(9/446)
15508 - قال ابن هشام :
وكان حكيم بن حزام قدم من الشام بزيد بن حارثة وصيفا فاستوهبته منه عمته خديجة وهي يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن شئت فأقم معي وإن شئت فانطلق مع أبيك ؟ " . قال : لا بل أقيم عندك فلم يزل عند رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بعثه الله فصدقه وأسلم وصلى معه فلما أنزل الله عز و جل : { ادعوهم لآبائهم } . قال : أنا زيد بن حارثة
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/446)
15508 - وبسنده عن ابن عباس قال : أسلم زيد بن حارثة بعد علي فكان أول من أسلم بعده
ص . 447
(9/446)
15509 - وعن ابن شهاب قال : أول من أسلم زيد بن حارثة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/447)
15510 - وعن أسامة بن زيد قال : اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة فقال جعفر : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . وقال علي : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . وقال زيد : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقالوا : انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نسأله
قال أسامة : فجاءوا يستأذنونه فقال : " اخرج فانظر من هؤلاء ؟ " . فقلت : هذا جعفر وعلي وزيد ما أقول أبي قال : " ائذن لهم " . فدخلوا فقالوا : يا رسول الله من أحب إليك ؟ قال : " فاطمة " . قالوا : نسألك عن الرجال قال : " أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقك خلقي وأنت مني وشجرتي . وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنا منك وأنت مني . وأما أنت يا زيد فمولاي ومني وأحب القوم إلي "
رواه الترمذي باختصار
رواه أحمد وإسناده حسن
(9/447)
15511 - وعن عائشة قالت : لما أصيب زيد بن حارثة جيء بأسامة بن زيد فأوقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخر ثم عاد من الغد فوقف بين يديه فقال :
ألاقي منك اليوم ما لقيت منك أمس
ص . 448
رواه البزار عن شيخه عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو كذاب
(9/447)
15512 - وعن زيد بن حارثة أنه قال : يا رسول الله آخيت بيني وبين حمزة بن عبد المطلب
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن صالح الأزدي وهو ثقة
(9/448)
70 - . ( أبواب في مناقب أبناء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم )
(9/448)
1 - . باب مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
(9/448)
15513 - عن ابن عباس قال : لما كان النبي صلى الله عليه و سلم بالشعب أتى أبي النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد ما أرى أم الفضل إلا قد اعتلمت على جمل قال : " لعل الله أن يقر أعيننا بغلام " . فأتى بي النبي صلى الله عليه و سلم وأنا في خرقتي فحنكني
قال مجاهد : لا نعلم أحدا حنك بريق النبوة غيره
رواه الطبراني متصلا ورجاله وثقوا وفيهم ضعف ورواه مختصرا بإسناد منقطع
(9/448)
15514 - وعن ابن عباس قال : حدثنتي أم الفضل بنت الحارث قالت : بينا أنا مارة والنبي صلى الله عليه و سلم في الحجر فقال : " يا أم الفضل " . قلت : لبيك يا رسول الله قال : " إنك حامل بغلام " . قلت : كيف وقد تحالفت قريش لا يولدون النساء ؟ قال : " هو ما أقول لك فإذا وضعتيه فائتيني به " . فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فسماه عبد الله وألباه بريقه قال : " اذهبي به فلتجدنه كيسا " . قال : فأتيت العباس فأخبرته
ص . 449
فتبسم ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم وكان رجلا جميلا مديد القامة فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم قام إليه فقبل ما بين عينيه وأقعده عن يمينه ثم قال : " هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه " . فقال العباس : بعض القول يا رسول الله قال : " ولم لا أقول وأنت عمي وبقية آبائي ؟ والعم والد "
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/448)
2 - . باب جامع فيما جاء في علمه وما سئل عنه وغير ذلك
(9/449)
15515 - عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وضع يده على كتفي أو على منكبي - شك سعيد - ثم قال : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل "
قلت : هو في الصحيح غير قوله : " وعلمه التأويل "
رواه أحمد والطبراني بأسانيد وله عند البزار والطبراني :
اللهم علمه تأويل القرآن
ولأحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح
(9/449)
15516 - وعن ابن عباس قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
نعم ترجمان القرآن أنت
ودعا لي جبريل عليه السلام مرتين
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف
(9/449)
15517 - وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وضع يده على رأس ابن عباس فقال : " اللهم أعط الحكمة وعلمه التأويل " . ووضع يده على صدره فوجد
ص . 450
عبد الله بردها في صدره ثم قال : " اللهم احش جوفه علما وحلما " . فلم يستوحش في نفسه إلى مسألة أحد من الناس ولم يزل خير هذه الأمة حتى قبضه الله
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(9/449)
15518 - وعن ابن عباس قال : كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا من عنده فقال أبي : أي بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : يا أبت إنه كان عنده رجل يناجيه قال : فرحنا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أبي : يا رسول الله قلت لعبد الله كذا وكذا فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " وهل رأيته يا عبد الله ؟ " . قلت : نعم قال : " فإن ذلك جبريل عليه السلام هو الذي شغلني عنك "
رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجالها رجال الصحيح
(9/450)
15519 - وعن ابن عباس قال : مررت برسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه ثياب بيض وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي وهو جبريل عليه السلام وأنا لا أعلم فلم يسلم فقال جبريل : يا محمد من هذا ؟ قال : " هذا ابن عمي هذا ابن عباس " . قال : ما أشد وضح ثيابه أما إن ذريته ستسود بعده لو سلم علينا رددنا عليه . فلما رجعت قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما منعك أن تسلم ؟ " . قلت : بأبي وأمي رأيتك تناجي دحية بن خليفة فكرهت أن تنقطع عليكما مناجاتكما قال : " وقد رأيت ؟ " . قلت : نعم قال : " أما إنه سيذهب بصرك ويرد عليك في موتك "
قال عكرمة : فلما قبض ابن عباس ووضع علي سريره جاء طائر شديد الوهج فدخل في أكفانه فأرادوا نشر [ أكفانه ] فقال عكرمة : ما تصنعون ؟ هذه بشرى
ص . 451
رسول الله صلى الله عليه و سلم التي قال له فلما وضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من على شفير قبره { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي }
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(9/450)
15520 - وعن ابن عباس قال : بعث العباس بعبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في حاجة فوجد معه رجلا فرجع ولم يكلمه فقال : " رأيته ؟ " . قال : نعم قال : " ذاك جبريل أما إنه لن يموت حتى يذهب بصره ويؤتى علما "
رواه الطبراني بأسانيد ورجاله ثقات
(9/451)
15521 - وعن ابن عباس قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت لرجل : هلم فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فإنهم كثير فقال : العجب والله لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فركبت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجده قائلا فأتوسد ردائي على باب داره تسفي الرياح على وجهي حتى يخرج إلي فإذا رآني قال : يا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه و سلم - ما لك ؟ . قلت : حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأحببت أن أسمعه منك فيقول : هلا أرسلت إلي فآتيك فأقول : أنا كنت أحق أن آتيك وكان ذلك الرجل يراني فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد احتاج الناس إلي فيقول : أنت أعلم مني
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
ص . 452
(9/451)
15522 - وعن عبد الملك بن ميسرة [ عن طاوس ] قال : جالست سبعين أو ثمانين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أحد منهم خالف ابن عباس فيلتقيان إلا قال : القول كما قلت أو قال : صدقت
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/452)
15523 - عن أبي بكر الهذلي قال : دخلت على الحسن فقلت : إن ابن عباس من القرآن بمنزلة قال : كان عمر يقول : ذاكم فتى الكهول إن له لسانا سؤولا وقلبا عقولا كان يقوم على منبرنا هذا - أحسبه قال : - عشية عرفة فيقرأ سورة البقرة وآل عمران [ ثم ] يفسرهما آية آية وكان يتجه نجدا غربا
رواه الطبراني وأبو بكر الهذلي ضعيف
(9/452)
15524 - عن ابن عباس أن هرقل كتب إلى معاوية وقال : إن كان بقي فيهم من النبوة فيجيبوني عما أسألهم عنه وكتب إليه يسأله عن المجرة وعن القوس وعن البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة واحدة
قال : فلما أتى معاوية الكتاب والرسول قال : إن هذا شيء ما كنت أراه أسأل عنه إلى يومي هذا فطوى معاوية الكتاب - كتاب هرقل - فبعث به إلى ابن عباس فكتب إليه
إن القوس أمان لأهل الأرض من الغرق والمجرة باب السماء الذي تنشق منه
ص . 453
وأما البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة من نهار فالبحر الذي أفرج عن بني إسرائيل
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/452)
15525 - عن الضحاك بن مزاحم الهلالي قال : خرج نافع بن الأزرق ونجده بن عويمر في نفر من رؤوس الخوارج ينقرون عن العلم ويطلبونه حتى قدموا مكة فإذا هم بعبد الله بن عباس قاعدا قريبا من زمزم وعليه رداء له أحمر وقميص فإذا ناس قيام يسألونه عن التفسير يقولون : يا أبا عباس ما تقول في كذا وكذا ؟ فيقول : هو كذا وكذا . فقال له نافع : ما أجرأك يا ابن عباس على ما تخبر به منذ اليوم فقال له ابن عباس : ثكلتك أمك وعدمتك ألا أخبرك من هو أجرأ مني ؟ قال : من هو يا ابن عباس ؟ قال : رجل تكلم بما ليس له به علم أو رجل كتم علما عنده . قال : صدقت يا ابن عباس إني أتيتك لأسألك قال : هات يا ابن الأزرق فسل قال : أخبرني عن قول الله عز و جل : { يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس } ما الشواظ ؟ قال : اللهب الذي لا دخان فيه . قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت :
ألا من مبلغ حسان عني . . . مغلغلة تذب إلى عكاظ
أليس أبوك قينا كان فينا . . . إلى القينات فسلا في الحفاظ
يمانيا يظل يشب كيرا . . . وينفخ دائبا لهب الشواظ
قال : صدقت . فأخبرني عن قوله : { ونحاس فلا تنتصران } . قال : الدخان الذي
ص . 454
لا لهب فيه قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول :
يضيء كضوء سراج السليط . . . لم يجعل فيه نحاسا
يعني دخانا قال : صدقت . فأخبرني عن قول الله : { أمشاج نبتليه } . قال : ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا في الرحم كان مشيجا . قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلي وهو يقول :
كأن النصل والقوقين منه . . . خلال الريش سيط به مشيج
قال : صدقت . فأخبرني عن قول الله تعالى : { والتفت الساق بالساق } ما الساق بالساق ؟ قال : الحرب قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب :
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها . . . وإن شمرت الحرب عن ساقها شمرا
قال : صدقت . فأخبرني عن قول الله عز و جل : { بنين وحفدة } ما البنين والحفدة ؟ قال : أما بنوك فإنهم يتعاطونك وأما حفدتك فإنهم خدمك . قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت :
حفد الولائد حولهن وألقيت . . . بأكفهن أزمة الأحمال
قال : صدقت
ص . 455
فأخبرني عن قول الله عز و جل : { إنما أنت من المسحرين } قال : من المخلوقين قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت الثقفي وهو يقول :
فإن تسألينا مم نحن فإننا . . . عصافير من هذا الأنام المسحر
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { فنبذناه في اليم وهو مليم } ما المليم ؟ قال : المذنب قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت وهو يقول :
بعيد من الآفات لست لها بأهل . . . ولكن المسيء هو المليم
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { قل أعوذ برب الفلق } ما الفلق ؟ قال : هو الصبح قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة وهو يقول :
الفارج الهم مبذول عساكره . . . ما يفرج ضوء الظلمة الفلق
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم } ما الأساة ؟ قال : لا تحزنوا . قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة :
ص . 456
قليل الأسى فيما أتى الدهر دونه . . . كريم الثناء حلو الشمائل معجب
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { إنه ظن أنه لن يحور } ما يحور ؟ قال : يرجع قال : هل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة :
وما المرء إلا كشهاب وضوئه . . . يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { يطوفون بينها وبين حميم آن } ما الآن ؟ قال : الذي انتهى حره قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان :
فإن يقبض عليك أبو قبيس . . . تحط بك المنية في هوان
وتخضب لحية غدرت وخانت . . . بأحمر من نجيع الجوف آن
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { فأصبحت كالصريم } ما الصريم ؟ قال : الليل المظلم قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان :
لا تزجروا مكفهرا لا كفاء له . . . كالليل يخلط أصراما بأصرام
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { إلى غسق الليل } ما غسق الليل ؟ قال :
ص . 457
إذا أظلم قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل القرآن على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت بقول النابغة :
كأنما جد ما قالوا وما عدوا . . . آل تضمنه من دامس غسق
قال أبو خليفة : الآل : الشراب . قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وكان الله على كل شيء مقيتا } ما المقيت ؟ قال : قادر قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت النابغة يقول :
وذي ضغن كففت النفس عنه . . . وإني في مساءته مقيت
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { والليل إذا عسعس } ؟ قال : إقبال سواده قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول امرئ القيس :
عسعس حتى لو يشأ أدنى . . . كان له من ضوء نوره مقبس
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وأنا به زعيم } قال : الزعيم الكفيل قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول امرئ القيس :
وإني زعيم إن رجعت مملكا . . . بسير يرى منه الغرانق أزورا
ص . 458
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وفومها } ما الفوم ؟ قال : الحنطة قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلي :
قد كنت أحسبني كأغنى وافد . . . قدم المدينة عن زراعة فوم
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { والأزلام } ما الأزلام ؟ قال : القداح قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول الحطيئة :
لا يزجر الطير إن مرت به سنحا . . . ولا يقام له قدح بأزلام
قال : صدقت فأخبرني عن قوله تعالى : { وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة } ؟ قال : أصحاب الشمال قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى حيث يقول :
نزل الشيب بالشمال قريبا . . . والمرورات دانيا وحقيرا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وإذا البحار سجرت } ؟ قال : اختلط ماؤها بماء الأرض قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى :
ص . 459
لقد عرفت ربيعة في جذام . . . وكعب حالها وابنا ضرار
لقد نازعتم حسبا قديما . . . وقد سجرت بحارهم بحارى
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { والسماء ذات الحبك } ما الحبك ؟ قال : الطرائق قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى :
مكلل بأصول النجم تنسجه . . . ريح الشمال لضاح ما به حبك
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة } ؟ قال : ارتفعت عظمة ربنا قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد للنعمان بن المنذر :
إلى ملك يضرب الدارعين . . . لم ينقص الشيب منه قبالا
أترفع جدك أني امرؤ . . . سقتني الأعادي سجالا سجالا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { حتى تكون حرضا } ؟ قال : الحرض : الباكي قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد :
أمن ذكر ليلى إن نأت غربة بها . . . أعد حريضا للكرام محرما
قال : صدقت
ص . 460
فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وأنتم سامدون } ؟ قال : لاهون قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول هزيلة بنت بكر وهي تبكي عادا :
نعيت عاد لصما . . . وأتى سعد شريدا
قيل : قم فانظر إليهم . . . ثم دع عنك السمودا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { إذا اتسق } ما اتساقه ؟ قال : إذا اجتمع قال : فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول أبي صرمة الأنصاري :
إن لنا قلائصا نفانقا . . . مستوسقات لو تجدن سائقا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : الأحد الصمد أما الأحد فقد عرفناه فما { الصمد } ؟ قال : الذي يصمد إليه في الأمور كلها قال : فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت بقول الأسدية :
ألا بكر الناعي بخبر بني أسد . . . بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
قال : صدقت فأخبرني عن قوله تعالى : { يلق أثاما } ما الأثام ؟ قال : الجزاء قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول بشر بن أبي حازم الأسدي :
وإن مقامنا يدعو عليهم . . . بأبطح ذي المجاز له أثام
قال : صدقت
ص . 461
فأخبرني عن قول الله عز و جل : { وهو كظيم } ؟ قال : الساكت قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول زهير بن خزيمة العبسي :
فإن تك كاظما بمصاب شاس . . . فإني اليوم منطلق اللسان
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { أو تسمع لهم ركزا } ما ركزا ؟ قال : صوتا قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول خراش بن زهير :
فإن سمعتم بخيل هابط شرفا . . . أو بطن قف فأخفوا الركز واكتتموا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { إذ تحسونهم بإذنه } ؟ قال : إذ تقتلونهم بإذنه قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم أما سمعت قول عتبة الليثي :
نحسهم بالبيض حتى كأنما . . . نفلق منهم بالجماجم حنظلا
قال : صدقت فأخبرني عن قول الله عز و جل : { يا أيها النبي إذا طلقتم النساء } هل كان الطلاق يعرف في الجاهلية ؟ قال : نعم طلاقا بائنا ثلاثا أما سمعت قول أعشى بن قيس بن ثعلبة حين أخذه أختانه غيرة فقالوا : إنك قد أضررت بصاحبتنا وإنا نقسم بالله أن لا نضع العصا عنك أو تطلقها فلما رأى الجد منهم وإنهم فاعلون به شرا قال :
ص . 462
أجارتنا بيني فإنك طالقه . . . كذاك أمور الناس غاد وطارقه
فقالوا : والله لتبيتن لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك فقال :
فبيني حصان الفرج غير دميمة . . . وماوموقة منا كما أنت وامقه
فقالوا : والله لتبينن لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك فقال :
فبيني فإن البين خير من العصا . . . وأن لا تزال فوق رأسك وبارقه
فأبانها بثلاث تطليقات
رواه الطبراني وفيه جويبر وهو ضعيف
(9/453)
15526 - وعن ابن عباس قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدي فجرني حتى جعلني حذاءه فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على صلاته خنست ( تراجعت إلى الوراء ) فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما انصرف قال : " ما شأنك أجعلك حذائي فتخنس ؟ " . فقلت : يا رسول الله وينبغي لأحد أن يصلي بحذائك وأنت رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أعطاك الله ؟ قال : فأعجبه فدعا لي أن يزيدني الله علما وفقها . قلت : فذكر الحديث
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/462)
15527 - وعن ابن أبي ملكية قال : شهدت ابن الزبير وابن عباس فقال ابن الزبير لابن عباس : أتذكر حين استقبلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد جاء من سفر ؟ قال : نعم فحملني أنا وغلاما من بني هاشم وتركك
ص . 463
قلت : هو في الصحيح من رواية ابن الزبير وعبد الله بن جعفر وهذا من حديث ابن عباس
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/462)
15528 - عن ابن بريدة الأسلمي قال : شتم رجل ابن عباس فقال ابن عباس : إنك لتشتمني وأنا في ثلاث خصال إني لآتي على الآية في كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون ما أعلم وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح ولعلي لا أقاضى إليه أبدا وإني لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح وما لي به سائمة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/463)
15529 - وعن حسان بن ثابت قال : بدت لنا معشر الأنصار حاجة إلى الوالي وكان الذي طلبنا إليه أمرا صعبا فمشينا إليه برجال من قريش وغيرهم فكلموه وذكروا له وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم بنا فذكر لهم صعوبة الأمر فعذره القوم وألح عليه ابن عباس فوالله ما وجد بدا من قضاء حاجته فخرجنا حتى دخلنا المسجد وإذا القوم أندية . قال حسان : فضحكت وأنا أسمعهم إنه والله كان أولاكم بها إنها والله صبابة النبوة ووراثة أحمد صلى الله عليه و سلم ويهديه أعراقه وانتزاع شبه طباعه فقال القوم أجمل يا حسان فقال ابن عباس : صدقوا فأحمل فأنشأ يمدح ابن عباس رضي الله عنه فقال :
إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه . . . رأيت له في كل مجمعة فضلا
إذا قال لم يترك مقالا لقائل . . . بملتقطات لا ترى بينها فضلا
كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع . . . لذي أربة في القول جدا ولا هزلا
ص . 464
سموت إلى العليا بغير مشقة . . . فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا
خلقت حليفا للمروءة والندى . . . بليغا ولم تخلق كهاما ولا حلا
فقال الوالي : والله ما أراد بالكهام [ الخبل ] غيري والله يني وبينه
رواه الطبراني
(9/463)
15530 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي عبد الله بن عباس سنة ثمان وسنه ثنتان وسبعون سنة وكان يصفر لحيته . قال : ولدت قبل الهجرة بثلاث سنين ونحن في الشعب وتوفي النبي صلى الله عليه و سلم وأنا ابن ثلاث عشرة
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/464)
15531 - وعن حبيب بن أبي ثابت قال : رأيت ابن عباس وله جمة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/464)
15532 - وعن محمد بن إسحاق قال : كان ابن عباس عبد الله طويلا مشربا حمزة صفرة جسيما وسيما صبيح الوجه له صغيرتان
رواه الطبراني وإسناده من قطع
(9/464)
15533 - وعن أبي إسحاق قال :
ص . 465
رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر عليه إزار فيه بعض الإسبال وعليه رداء أصفر
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/464)
15534 - وعن ابن عباس قال : توفي النبي صلى الله عليه و سلم وأنا ابن خمس عشرة سنة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/465)
15535 - وعن سعيد بن جبير قال : مات ابن عباس بالطائف فشهدنا جنازته فجاء طائر لم ير على خلقته حتى دخل في نعشه ثم لم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لم يدر من تلاها : { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي }
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/465)
15536 - وروى عن عبد الله بن يامين عن أبيه نحوه إلا أنه قال : جاء طائر أبيض يقال له : الغرنوق
(9/465)
3 - . باب منه فيه وفي إخوته رضي الله عنهم
(9/465)
15537 - عن عبد الله بن الحارث قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني العباس ويقول :
ص . 466
من سبق إلي فله كذا وكذا
فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيلتزمهم ويقبلهم
رواه أحمد وإسناده حسن
(9/465)
71 - . باب في عبد الله بن جعفر رضي الله عنه وغيره
(9/466)
15538 - عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر أنهما بايعا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهما ابنا سبع سنين فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه و سلم تبسم وبسط يده فبايعهما
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه إسماعيل بن عياش وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/466)
15539 - وعن عبد الله بن جعفر قال : لقد رأيتني وقثم وعبيد الله ابني عباس ونحن صبيان نلعب إذ مر رسول الله صلى الله عليه و سلم [ على دابة ] فقال : " ارفعوا هذا إلي " . فحملني أمامه وقال لقثم : " ارفعوا هذا إلي " . فحمله وراءه وكان عبيد الله أحب إلى عباس [ من قثم ] فما استحيا من عمه أن حمل قثم وتركه قال : ثم مسح على رأسي ثلاثا كلما مسح قال : " اللهم أخلف جعفرا في ولده "
قال : قلت لعبد الله : ما فعل قثم ؟ قال : استشهد قلت : الله ورسوله أعلم بالخير قال : أجل
رواه أحمد ورجاله ثقات
(9/466)
15540 - وعن عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بعبد الله بن جعفر وهو يبيع بيع الغلمان - أو الصبيان - قال : " اللهم بارك له في بيعه " . أو قال : " في صفقته "
ص . 467
رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات
(9/466)
15541 - عن محمد بن عبد الله بن نمير قال : وفيها مات عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بالمدينة ويكنى أبا جعفر . - يعني سنة ثمانين
(9/467)
72 - . باب في أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه و سلم رضي الله عنه
(9/467)
15542 - عن ابن عمر قال : لما استعمل رسول الله صلى الله عليه و سلم أسامة بن زيد قال الناس فيه فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم أو شيء من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
قد بلغني ما قلتم في أسامة ولقد قلتم ذلك في أبيه قبله وإنه لخليق للإمارة وإنه لخليق بالإمارة وإنه لخليق للإمارة وإنه أتى حب الناس إلي
قال : من استثنى فاطمة وغيرها
(9/467)
15543 - وفي رواية : " إنه لأحب الناس إلي كلهم "
وكان ابن عمر يقول : حاشا فاطمة
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/467)
15544 - وعن عائشة قالت : لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة
ص . 468
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/467)
15545 - وعن أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب قال : سمعت أشياخنا يقولون : كان نقش خاتم أسامة بن زيد :
حب رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/468)
15546 - وعن الزهري قال : كان أسامة بن زيد يدعى بالأمير حتى مات يقولون : بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم لم ينزعه حتى مات
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
(9/468)
73 - . باب ما جاء في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
(9/468)
15547 - عن محمد بن إسحاق قال : عبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن تميم بن الهذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان حليف بني زهرة وقد شهد بدرا
(9/468)
15548 - وفي رواية : ابن مخزوم بن كاهل بن حارث بن سعد بن هذيل حلفاء بني زهرة
رواه الطبراني بإسنادين ورجال الأول ثقات
(9/468)
15549 - وعن أحمد بن رشدين المصري قال : أملى علي موسى بن عون :
ص . 469
عبد الله بن عتبة بن مسعود بن كاهل بن حبيب بن ثابت بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار
رواه الطبراني وموسى بن عون لم أعرفه
(9/468)
15550 - عن عبد الله بن مسعود قال : لقد رأيتني وإني لسادس ستة ما على الأرض مسلم غيرنا
رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح
(9/469)
15551 - عن قيس بن مروان قال : جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة فقال : يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلب . قال : فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل فقال : ويحك من هو ؟ فقال : عبد الله بن مسعود فما زال عمر يطفئ ويسري عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها فقال : ويحك والله ما أعلمه بقي أحد من الناس هو أحق بذلك منه وسأحدثك عن ذلك :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك لأمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي ونحن نمشي معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم يستمع قرآنه فلما كدنا نعرف الرجل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
قال : ثم جلس الرجل يدعو فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " سل تعطه " . قال
ص . 470
عمر : فقلت : والله لأعودن إليه فلأبشرنه قال : فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني فبشره فلا والله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه
(9/469)
15552 - وفي رواية : فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر خارجا فقال : إن فعلت إنك لسباق بالخير
رواه أبو يعلى بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير قيس بن مروان وهو ثقة
(9/470)
15553 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه عاصم بن أبي النجود وهو على ضعفه حسن الحديث وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فرات بن محبوب وهو ثقة
(9/470)
15554 - وعن عبد الله عن أبي بكر وعمر : أنهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له : " سل تعطه "
رواه البزار وإسناده حسن
(9/470)
15555 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أحب أن يقرأ القرآن غريضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
ص . 471
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار إلا أنهما قالا : " غضا " بدل : " غريضا " . وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو متروك
(9/470)
15556 - وعن عمار بن ياسر قال : قال رسولا لله صلى الله عليه و سلم :
من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار ثقات
(9/471)
15557 - وعن عبد الله بن عتبة قال : بينما ابن مسعود في المسجد وهو يدعو [ بوعاء ] مر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر فلما حاذاه رسول الله صلى الله عليه و سلم سمع دعاءه ورسول الله صلى الله عليه و سلم لا يعرفه فقال : " من هذا ؟ سل تعطه " . فرجع أبو بكر إلى عبد الله بن مسعود فقال : الدعاء الذي كنت تدعو به ؟ فقال : حمدت الله ومجدته ثم قلت : اللهم لا إله إلا أنت وعدك حق ولقاؤك حق وكتابك حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه و سلم حق والجنة حق والنار حق ورسلك حق
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/471)
15558 - وعن ابن مسعود أنه بينا هو في المسجد مر النبي صلى الله عليه و سلم وهو يدعو ومع النبي صلى الله عليه و سلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلما حاذى به سمع دعاءه وهو لا يعرفه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " سل تعطه " . فرجع أبو بكر إلى ابن مسعود قال : الدعاء الذي [ دعوت ] به ما هو ؟ قال : حمدت الله ومجدته ثم فلت : اللهم لا إله إلا أنت وعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق ورسلك حق والنبيون حق ومحمد ص - حق
قلت : رواه الترمذي وغيره باختصار
ص . 472
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وسعيد بن الربيع السمان وهما ثقتان
(9/471)
15559 - وعن مجاهد عن ابن عباس قال : أي القراءتين كانت أخيرا ؟ قراءة عبد الله أو قراءة زيد ؟ قال : قلنا : قراءة زيد قال : [ لا ] ألا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين وكان آخر القراءة قراءة عبد الله
قلت : في الصحيح بعضه
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح
(9/472)
15560 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعين سورة وختمت القرآن على خير الناس : علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قلت : هو في الصحيح غير قوله : وختمت القرآن إلى آخره
رواه الطبراني وفيه يحيى بن سالم وهو ضعيف
(9/472)
15561 - وعن علي قال : أمر النبي صلى الله عليه و سلم ابن مسعود فصعد شجرة فأمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه
ص . 473
إلى ساق عبد الله حين صعد فضحكوا من حموشة ( دقة ) ساقيه فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
ما تضحكون ؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة
(9/472)
15562 - وعن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا من أراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما تضحكون ؟ " . قالوا : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم من دقة ساقيه . فقال : " والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق وفي بعضها : " لساقا ابن مسعود يوم القيامة أشد وأعظم من أحد " . وفي بعضها : بينا هو يمشي وراء رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ همزه أصحابه أو بعضهم
وأمثل طرقها فيه : عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث على ضعفه وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح
(9/473)
15563 - وعن قرة بن إياس أن عبد الله بن مسعود رقي شجرة يجتني منها سواكا فوضع رجليه عليها فضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من دقة ساقيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لهما أثقل في الميزان من أحد
رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
(9/473)
15564 - وعن أبي الطفيل قال : ذهب ابن مسعود وناس معه إلى كباث ( الفض عن ثمر الأراك ) فصعد ابن مسعود شجرة ليجتني
ص . 474
منها فنظروا إلى ساقيه فضحكوا من حموشتهما ( دقتهما ) فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " من أي شيء تضحكون ؟ " . قالوا : من حموشة ساقي ابن مسعود فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " والله إنهما لأثقل في الميزان من أحد " . ثم ذهب كل إنسان فاجتنى فحلا يأكله وجاء ابن مسعود بجنائه قد جعله في حجره فوضعه بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
هذا جناي وخياره فيه . . . وكل جان يده إلى فيه
فأكل منه النبي صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك
(9/473)
15565 - وعن ابن مسعود قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم لحاجته فلقيته بماء فقال : " من أمرك بهذا ؟ " . فقلت : ما أمرني به أحد فقال : " قد أحسنت أبشر بالجنة " . ثم جاء علي فبشره بالجنة
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الغفار بن القاسم وكان يضع الحديث
(9/474)
15566 - وعن ابن مسعود قال : ما كذبت منذ أسلمت إلا كذبة واحدة كنت أرحل للنبي صلى الله عليه و سلم فأتى رجل من الطائف فسألني : أي الرحلة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلت : الطائفية المنكبة وكان يكرهها . فلما أتى بها قال : " من رحل هذه ؟ " . قالوا : رحالك قال : " مروا ابن أم عبد الله أن يرحل " . فأعيدت إلي الرحلة
رواه الطبراني وأبو يعلى وإسناده ضعيف
(9/474)
15567 - وعن أبي الدرداء قال :
ص . 475
خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم خطبة خفيفة فلما فرغ من خطبته قال : " يا أبا بكر قم فاخطب " . فقصر دون رسول الله صلى الله عليه و سلم . فلما فرغ من خطبته قال : " يا عمر قم فاخطب " . فقام فقصر دون رسول الله صلى الله عليه و سلم ودون أبي بكر . فلما فرغ من خطبته قال : " يا فلان قم فاخطب " . فشقق القول فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اسكت أو اجلس فإن التشقيق من الشيطان وإن البيان من السحر " . وقال : " يا ابن أم عبد قم فاخطب " . فقام ابن أم عبد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إن الله عز و جل ربنا وإن الإسلام ديننا وإن القرآن إمامنا وإن البيت قبلتنا وإن هذا نبينا - وأومأ بيده إلى النبي صلى الله عليه و سلم - رضينا ما رضي الله تعالى لنا ورسوله وكرهنا ما كره الله تعالى لنا ورسوله . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أصاب ابن أم عبد أصاب ابن أم عبد وصدق ورضيت بما رضي الله تعالى لي ولأمتي وابن أم عبد "
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن عبيد الله بن عثمان بن خثيم لم يسمع من أبي الدرداء والله أعلم
(9/474)
15568 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد
رواه البزار والطبراني في الأوسط باختصار الكراهة ورواه في الكبير منقطع الإسناد . وفي إسناد البزار محمد بن حميد الرازي وهو ثقة وفيه خلاف وبقية رجاله وثقوا
ص . 476
(9/475)
15569 - وعن ابن عباس قال : ما بقي مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد إلا أربعة أحدهم عبد الله بن مسعود
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(9/476)
15570 - وعن الحسن قال : قال رجل لعمرو بن العاص : أرأيت رجلا مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحبه أليس رجلا صالحا ؟ قال : بلى قال : قد مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحبك وقد استعملك قال : قد استعملني فوالله ما أدري حبا كان لي منه أو استعانة بي ؟ ولكن سأحدثك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنهما راض : عبد الله ابن مسعود وعمار بن ياسر
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنهما راض
ورجال أحمد رجال الصحيح . قلت : وله طرق في ترجمة عمرو بن العاص
(9/476)
15571 - وعن زيد بن وهب قال : إنا لجلوس مع عمر إذ جاء عبد الله يكاد الجلوس يوازونه من قصره فضحك عمر حين رآه فجعل يكلم عمر ويضاحكه وهو قائم عليه ثم ولى فاتبعه عمر بصره حتى توارى فقال : كنيف ( وعاء ) ملئ فقها
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/476)
15572 - وعن حارثة بن مضرب قال : كتب عمر إلى أهل الكوفة : قد بعثت عمارا أميرا وعبد الله بن مسعود وزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم من أهل بدر فاقتدوا بهما
ص . 477
واسمعوا من قولهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حارثة وهو ثقة
(9/476)
15573 - وعن قيس بن أبي حازم قال : رأيت ابن مسعود نظيفا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/477)
15574 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ويكنى أبا عبد الرحمن وهو ابن بضع وستين سنة في سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة وأوصى إلى الزبير بن العوام ودفن بالبقيع
رواه الطبراني
(9/477)
74 - . باب في أخيه عتبة رضي الله عنه
(9/477)
15575 - عن الزهري قال : ما كان عبد الله بن مسعود بأقدم هجرة من أخيه عتبة ولكنه مات قبله
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
(9/477)
15576 - وعن القاسم بن عبد الرحمن قال : توفي عتبة بن مسعود في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/477)
15577 - وعن الليث بن سعد قال : توفي عتبة بن مسعود سنة أربع وأربعين
ص . 478
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/477)
75 - . ( بابان في مناقب عمار بن ياسر وآله رضي الله عنهم )
(9/478)
1 - . باب فضل عمار بن ياسر وأهل بيته رضي الله عنهم
(9/478)
15578 - عن محمد بن إسحاق قال : كان عمار بن ياسر وأبوه وأمه أهل بيت إسلام كلهم
(9/478)
15579 - قال ابن هشام : عمار بن ياسر بن عبس بن زيد بن مذحج شهد بدرا والمشاهد كلها . ويقال : إن اسم أمه سمية بنت سلم بن لخم . يكنى أبا اليقظان قتل مع علي رضي الله عنهما يوم صفين سنة سبع وثلاثين
رواه الطبراني ورجاله إلى قائليه ثقات
(9/478)
15580 - وعن عطاء بن أبي رباح قال : هاجر أبو سلمة وأم سلمة وخرج معهم عمار بن ياسر وكان حليفا لهم
رواه الطبراني وفيه عمر بن قيس المكي وهو متروك
(9/478)
15581 - وعن سعيد بن أبي مريم قال : قلت لعطاف بن خالد : أرأيت عمار بن ياسر كان حليفا لكم ؟ قال : بل مولانا
رواه الطبراني وإسناده منقطع وعطاف مختلف فيه
(9/478)
15582 - وعن أبي كعب الحارثي أنه دخل على عثمان رضي الله عنه فجاء رجل آدم أصلع في مقدم رأسه شعرات فقلت : من هذا ؟ قالوا : عمار بن ياسر
رواه الطبراني وفيه زياد بن جبل قال الذهبي : مجهول
(9/478)
15583 - وعن كليب بن منفعة عن أبيه قال :
ص . 479
رأيت عمارا بالكناسة أسود جعدا وهو يقرأ هذه الآية : { ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون }
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف
(9/478)
15584 - وعن عبد الله بن سلمة قال : رأيت عمار بن ياسر يوم صفين آدم طوالا بيده الحربة
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/479)
15585 - وعن مطرف قال : دخلت على عمار بن ياسر وعنده خياط يقطع بردا على قطيفة ثعالب
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/479)
15586 - وعن طارق بن شهاب قال : قال رجل لعمار بن ياسر : يا أجدع . وكانت أذنه جدعت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال : خير أذني سببت
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف وقال ابن دقيق العيد : وقد وثق وبقية رجاله ثقات
(9/479)
15587 - وعن عبد الله بن سلمة قال : لقي علي رجلين قد خرجا من الحمام متدهنين فقال : من أنتما ؟ قالا : من المهاجرين فقال : كذبتما أنتما من المهاجرين ؟ إنما المهاجر عمار بن ياسر
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/479)
15588 - وعن عبد الله بن جعفر قال : ما رأيت مثل عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر كانا لا يحبان أن يعص الله طرفة عين ولا يخالفا الحق قيد شعرة
ص . 480
رواه الطبراني وفيه أحمد بن الحجاج بن الصلت وهو ضعيف
(9/479)
15589 - وعن سالم بن أبي الجعد قال : دعا عثمان ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فيهم عمار بن ياسر فقال : إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني نشدتكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش ؟ فسكت القوم فقال : لو أن [ بيدي ] مفاتيح الجنة أعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم
فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان : ألا أحدثكما عنه - يعني عمارا - ؟ أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم آخذا بيدي نتمشى بالبطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون فقال أبو عمار : يا رسول الله الدهر هكذا ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اصبر " . ثم قال : " اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/480)
15590 - وعن عثمان بن عفان قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لأبي عمار وأم عمار وعمار :
اصبروا آل ياسر موعدكم الجنة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(9/480)
15591 - وعن عمار قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : " اصبروا آل ياس موعدكم الجنة "
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/480)
15592 - وعن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بعمار بن ياسر وبأهله يعذبون في الله عز و جل فقال :
أبشروا آل ياسر موعدكم الجنة
ص . 481
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز المقوم وهو ثقة
(9/480)
15593 - وعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان مضطجعا في حجر عمار فدخل رجل فقال : ماذا يقول المشركون آنفا لهذا - يعني عمارا - ؟ قال : فأدخل النبي صلى الله عليه و سلم يده من وراء ظهره ورأسه في حجره حتى أحاط بظهره وقال : " إنهم ليحورون أديما طيبا "
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وقد وثق وضعف وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/481)
15594 - وعن الحسن قال : كان عمار يقول : قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الجن والإنس أرسلني إلى بئر بدر فلقيت الشيطان في صورة الإنس فصارعني فصرعته فجعلت أدقه بفهر ( حجر ) معي أو حجر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " عمار لقي الشيطان عند البئر فقاتله " . فما عدا أن رجعت فأخبرته فقال : " ذاك الشيطان "
رواه الطبراني عن شيخه يعقوب بن إسحاق المخرمي ولم أعرفه والحكم بن عطية مختلف فيه وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/481)
15595 - وعن خالد بن الوليد قال : كان بيني وبين عمار كلام فأغلظت له في القول فانطلق عمار يشكوني إلى النبي صلى الله عليه و سلم [ وجاء خال ] وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه و سلم
قال : فجعل يغلظ له ولا يزيده إلا غلظة والنبي صلى الله عليه و سلم ساكت فبكى عمار وقال : يا رسول الله ألا تراه ؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه فقال : " من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله "
ص . 482
قال خالد : فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضا عمار فلقيته فرضي
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/481)
15596 - وعن خالد بن الوليد قال : ما عملت عملا أخوف عندي على أن يدخلني النار من شأن عمار فقلنا : يا أبا سليمان وما هو ؟ قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم في ناس من أصحابه إلى حي من أحياء العرب فأصبتهم وفيهم أهل بيت مسكين فكلمني عمار في أناس من أصحابه فقال : أرسلهم فقلت : لا حتى آتي بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن شاء أرسلهم وإن شاء صنع بهم ما أراد فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم واستأذن عمار فدخل فقال : يا رسول الله ألم تر إلى خالد فعل وفعل فقال خالد : أما والله لولا مجلسك ما سبني ابن سمية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اخرج يا عمار " . فخرج وهو يبكي فقال : ما نصرني رسول الله صلى الله عليه و سلم على خالد فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ألا أجبت الرجل " . فقال : يا رسول الله ما منعني منه إلا محقرته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من يحقر عمارا يحقره الله ومن يسب عمارا يسبه الله ومن ينتقص عمارا ينتقصه الله " . فخرجت فاتبعته حتى استغفر لي
وفي رواية : " من يعاد عمارا يعاده الله "
رواه الطبراني مطولا ومختصرا بأسانيد منها ما وافق أحمد ورجاله ثقات ومنها ما هو مرسل
(9/482)
15598 - وفي الأوسط منه : " من سب عمارا سبه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله " . فقط
وفي إسناده غير واحد مختلف فيه
(9/482)
15599 - وعن الحسن قال : قال عمرو بن العاص : ما كنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مات يوم مات وهو يحب رجلا فيدخله الله النار
ص . 483
قيل : قد كان يستمعلك فقال : الله أعلم ولكنه كان يحب رجلا قالوا : من هو ؟ قال : عمار بن ياسر
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وزاد فيه : قال : ذاك قتيلكم يوم صفين قال : قد والله قتلناه
وقد تقدم في فضل عبد الله بن مسعود نحوه بمحبة النبي صلى الله عليه و سلم لعمار وابن مسعود
ورجال أحمد رجال الصحيح
(9/482)
15600 - وعن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
كم من ذي طمرين لا ثوب له لو أقسم على الله لأبره منهم عمار بن ياسر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن قرطاس وهو متروك
(9/483)
15601 - عن سعيد بن عبد العزيز أن عمار بن ياسر أقسم يوم أحد فهزم المشركون وأقسم يوم الجمل فغلبوا أهل البصرة وقيل له يوم صفين : لو أقسمت فقال : لو ضربونا بأسيافهم حتى نبلغ سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وهم على الباطل فلم يقسم فقتل يومئذ فقال يوم أحد :
أقسمت يا جبريل ويا ميكال
لا يغلبنا معشر ضلال
إنا على الحق وهم جهال
حتى خرق صف المشركين
رواه الطبراني منقطع الإسناد ورجاله رجال الصحيح
(9/483)
15602 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ابن سمية ما عرض عليه أمران قط إلا اختار الأرشد منهما
ص . 484
(9/483)
15603 - وعن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
دم عمار ولحمه حرام على النار أن تطعمه
رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر
(9/484)
15604 - وعن عائشة أنها قالت : ما أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا لو شئت لقلت فيه ما خلا عمارا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " ملئ إيمانا إلى مشاشه "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/484)
15605 - وعن بلال بن يحيى قال : لما قتل عثمان رضي الله عنه أتى حذيفة فقيل له : يا أبا عبد الله قتل هذا الرجل وقد اختلف الناس فيما يقول ؟ قال : أسندوني فأسندوه إلى ظهر رجل فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " أبو اليقظان على الفطرة لا يدعها حتى يموت أو يمسه الهرم "
رواه البزار والطبراني في الأوسط باختصار ورجالهما ثقات
(9/484)
15606 - وعن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اقتدوا بالذين من بعدي : أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - واهتدوا بهدي عمار بن ياسر وتمسكوا بعهد ابن أم عبد
ص . 485
قلت : روى الترمذي منه : " اقتدوا بالذين من بعدي : أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - " . فقط
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(9/484)
2 - . باب منه في فضل عمار بن ياسر ووفاته رضي الله عنه
(9/485)
وقد تقدمت أحاديث منها في الفتن فيما كان بين الصحابة رضي الله عنهم
(9/485)
15607 - عن مولاة لعمار بن ياسر قالت : اشتكى عمار بن ياسر شكوى ثقل منها فغشي عليه فأفاق ونحن نبكي حوله فقال : ما يبكيكم ؟ أتحسبون أني مت على فراشي ؟ أخبرني حبيبي صلى الله عليه و سلم أنه تقتلني الفئة الباغية وأن آخر زادي مذقة ( شربة ) من لبن
رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه إلا أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرني أني أقتل بين صفين
ورواه البزار باختصار وإسناده حسن . ومولاة عمار لم أعرفها وبقية رجاله ثقات
(9/485)
15608 - وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت عمار بن ياسر بصفين في اليوم الذي مات فيه وهو ينادي : إني لقيت الجبار وتزوجت الحور العين اليوم نلقى الأحبة محمدا و حزبه عهد إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم أن : " آخر زادك من الدنيا ضباح من لبن "
رواه الطبراني في الأوسط وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح ورواه البزار بنحوه بإسناد ضعيف
(9/485)
15609 - وفي رواية عند أحمد : أنه لما أتي باللبن ضحك
ص . 486
(9/485)
15610 - وعن أبي رافع قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمار : " تقتلك الفئة الباغية "
رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف
(9/486)
15611 - وعن أبي أيوب قال : قال رسول الل صلى الله عليه و سلم : " تقتل عمارا الفئة الباغية "
رواه الطبراني وفيه محمد بن موسى الواسطي وهو ضعيف
(9/486)
15612 - وعن أبي اليسر بن عمرو عن زياد بن العرد أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لعمار :
تقتلك الفئة الباغية
رواه الطبراني وفيه مسعود بن سليمان قال الذهبي : مجهول قلت : والزهري لم يدرك أبا اليسر
(9/486)
15613 - وعن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة - وكانت تمرض عمارا - قالت : جاء معاوية إلى عمار يعوده فلما خرج من عنده قال : اللهم لا تجعل منيته بأيدينا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
تقتل عمارا الفئة الباغية
رواه أبو يعلى والطبراني وابنة هشام والراوي عنها لم أعرفهما وبقية رجالهما رجال الصحيح
(9/486)
15614 - وعن أبي سعيد الخدري قال : كنا ننقل اللبن للمسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فنفض رسول الله صلى الله عليه و سلم عن رأسه وقال : " ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية "
ص . 487
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(9/486)
15615 - وعن أبي سعيد الخدري أيضا قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ببناء المسجد فجعلنا ننقل لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين قال : فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/487)
15616 - وعن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبني المسجد فإذا نقل الناس حجرا نقل عمار حجرين فإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين . قال : فذكره
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/487)
15617 - وعن حبة قال : اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال أحدهما لصاحبه : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
تقتل عمارا الفئة الباغية
وصدقه الآخر
رواه البزار
(9/487)
15618 - وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان يقولون : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعمار : " تقتلك الفئة الباغية "
ص . 488
رواه الطبراني وزاد : فقال معاوية : لا تزال داحضا في بولك نحن قتلناه ؟ إنما قتله من جاء به
رواه الطبراني ورجاله ثقات وكذلك أحد اسانيد عبد الله بن عمرو
(9/487)
15619 - وعن عبد الله بن عمرو أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار وسلبه فقال عمرو : خليا عنه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " قاتل عمار وسالبه في النار "
رواه الطبراني وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح
(9/488)
15620 - وعن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " قاتل عمار وسالبه في النار "
رواه الطبراني وفيه مسلم الملائي وهو ضعيف
(9/488)
15621 - وعن عبد الله بن الحارث أن عمرو بن العاص قال لمعاوية : يا أمير المؤمنين أما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول حين كان يبني المسجد لعمار : " إنك حريص على الجهاد وإنك لمن أهل الجنة ولتقتلنك الفئة الباغية " . قال : بلى قال : فلم قتلتموه ؟ قال : والله ما تزال تدحض في بولك نحن قتلناه ؟ إنما قتله الذي جاء به
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/488)
15622 - وعن هني مولى عمرو قال : كنت مع معاوية وعمرو بن العاص بصفين فنظرت يومئذ في القتلى فإذا أنا بعمار بن ياسر مقتول فذهبنا إلى عمرو بن العاص فقلت : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم في عمار ؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لعمار : " تقتلك الفئة الباغية " . فقلت : هذا عمار قتلتموه فأنكر ذلك علي
ص . 489
وقال : انطلق فأرنيه فذهبت فوقفت عليه وقلت له : ماذا تقول فيه ؟ قال : إنما قتله أصحابه
رواه الطبراني مطولا ورواه مختصرا ورجال المختصر رجال الصحيح غير زياد مولى عمرو وقد وثقه ابن حبان
(9/488)
15623 - وعن أبي البختري وميسرة أن عمار بن ياسر يوم صفين كان يقاتل فلا يقتل فيجيء إلى علي فيقول : يا أمير المؤمنين يوم كذا وكذا هذا فيقول : اذهب عنك . قال ذلك ثلاث مرات ثم أتي بلبن فشربه ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن هذا آخر شربة أشربها من الدنيا ثم قام فقاتل فقتل
رواه الطبراني وأبو يعلى بأسانيد وفي بعضها عطاء بن السائب وقد تغير وبقية رجاله ثقات وبقية الأسانيد ضعيفة
(9/489)
15624 - وعن حذيفة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول وضرب جنب عمار قال :
إنك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن
رواه الطبراني وفيه مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف
(9/489)
15625 - وعن أبي سنان الدؤلي صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : رأيت عمار بن ياسر دعا غلاما له بشراب فأتاه بقدح من لبن فشربه ثم قال : صدق الله ورسوله اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن آخر شيء أزوده من الدنيا ضيحة لبن . ثم قال : والله لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق وأنهم على باطل
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/489)
15626 - وعن عمار بن ياسر قال :
ص . 490
ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم يده في خاصرتي فقال :
خاصرة مؤمنة تقتلك الفئة الباغية آخر زادك ضياح من لبن
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/489)
15627 - عن كلثوم بن جبر قال : كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي في منزل عنبسة بن سعيد إذ جاء رجل فقال : إن قاتل عمار بالباب أفتأذنون له فيدخل ؟ فكره بعض القوم وقال بعض : أدخلوه فدخل فإذا رجل عليه مقطعات له فقال : لقد أدركت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أنفع أهلي فأرد عليهم الغنم فقال رجل من القوم : أبا الغادية كيف كان أمر عمار ؟ قال : كنا نعد عمارا من خيارنا حتى سمعته يوما في مسجد قباء يقع في عثمان فلو خلصت إليه لوطئته برجلي فما صليت بعد ذلك صلاة إلا قلت : اللهم لقني عمارا فلما كان يوم صفين استقبلني رجل يسوق الكتيبة فاختلفت أنا وهو ضربتين فبدرته فضربته فكبا لوجهه ثم قتلته
(9/490)
15628 - وفي رواية : قال عبد الأعلى : أدخلوه فأدخل عليه مقطعات له فإذا رجل طوال ضرب من الرجال كأنه ليس من هذه الأمة
قلت : فذكر نحوه حتى قال : فلما كان يوم صفين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلا حتى كان بين الصفين طعن رجلا في ركبته بالرمح فصرعه فانكفأ المغفر عنه فاضربه فإذا رأس عمار بن ياسر
قال : يقول له مولى لنا : أي يد كفتاه فلم أر رجلا أبين ضلالة منه
رواه كله الطبراني وعبد الله باختصار ورجال أحد إسنادي الطبراني رجال الصحيح
وقد تقدم في كتاب الفتن أحاديث وبعض ما كان بينهم رضي الله عنها الصحابة أجمعين
(9/490)
76 - . باب ما جاء في فضل خباب بن الأرت رضي الله عنه
(9/490)
15629 - ص . 491 عن كردوس : أن خبابا أسلم سادس ستة كان سدس الإسلام
رواه الطبراني مرسلا ورجاله إلى كردوس رجال الصحيح وكردوس ثقة
(9/491)
15630 - وعن الزهري قال : كان خباب بن الأرت مولى زهرة يكنى أبا عبد الله . توفي سنة سبع وثلاثين منصرف علي رضي الله عنه من صفين إلى الكوفة وهو أول من قبر بالكوفة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وكان إسلام خباب بمكة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/491)
15631 - وعن عروة في تسمية من شهد بدرا : خباب بن الأرت بن خويلد بن سعد بن جذيمة بن كعب بن سعد
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/491)
15632 - وعن زيد بن وهب قال : سرنا معه - يعني مع علي - حين رجع من صفين حتى إذا كنا بباب الكوفة إذ نحن بقبور سبعة عن أيماننا فقال : على ما هذه القبور ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين إن خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين وأوصى أن يدفن في ظهر الكوفة وكان الناس إنما يدفنون موتاهم في أقبيتهم وعلى أبواب دورهم فلما رأوا خبابا أوصى أن يدفن بالظهر دفن الناس فقال علي رضي الله عنه : رحم الله خبابا لقد أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلي في جسمه أحوالا ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا ثم دنا من القبور فقال : السلام
ص . 492
عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين أنتم لنا سلف فارط ونحن لكم تبع عما قليل لاحق اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز عنا وعنهم طوبى لمن أراد المعاد وعمل للحسنا وقنع بالكفاف ورضي عن الله عز و جل
رواه الطبراني وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي وهو كذاب
(9/491)
77 - . باب فضل بلال المؤذن رضي الله عنه
(9/492)
15633 - عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
دخلت الجنة فإذا حس فنظرت فإذا بلال
رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه مصعب بن ثابت الزبيري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
(9/492)
15634 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت : يا جبريل ما هذه الخشفة ؟ قال : بلال يمشي أمامك
رواه الطبراني في الصغير والأوسط والكبير بنحوه وأحمد في حديث طويل تقدم فيما اجتمع من الفضل لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وغيرهما ورجال الصغير ثقات
(9/492)
15635 - وعن وحشي بن حرب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لما أسري بي في الجنة سمعت خشخشة فقلت : يا جبريل ما هذه الخشخشة ؟ قال : هذا بلال
ص . 493
قال أبو بكر : ليت أم بلال ولدتني وأبو بلال وأنا مثل بلال
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/492)
15636 - وعن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
نعم المرء بلال وهو سيد الشهداء والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة
رواه البزار وفيه حسام بن مصك وهو ضعيف
(9/493)
15637 - وعن ابن عباس قال : ليلة أسري بنبي الله صلى الله عليه و سلم دخل الجنة فسمع وجسا فقال : " يا جبريل من هذا ؟ " . قال : هذا بلال المؤذن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للناس حين جاء : " قد أفلح بلال رأيت له كذا وكذا " . فذكر الحديث
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير قابوس وقد وثق وفيه ضعف
(9/493)
15638 - وعن ابن عمر قال : بشرت بلالا فقال لي : يا عبد الله بما تبشرني ؟ فقلت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
يجيء بلال يوم القيامة على ناقة رجلها من ذهب وزمامها من در وياقوت معه لواء يتبعه المؤذنون فيدخلهم الجنة حتى إنه ليدخل من أذن أربعين صباحا يريد بذلك وجه الله تبارك وتعالى
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي وهو ضعيف
ص . 494
(9/493)
15639 - وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
مثل بلال مثل النحلة غدت تأكل من الحلو والمر ثم هو حلو كله
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(9/494)
15640 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي بلال مولى أبي بكر ويقال : إنه ترب أبي بكر بدمشق في الطاعون ودفن عند باب الصغي ويكنى أبا عبد الله وقيل : كني أبا عمرو في سنة سبع عشرة وهو من مولدي السراة
رواه الطبراني
(9/494)
78 - . باب فضل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه
(9/494)
15641 - عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدرا من بني عبد شمس بن عبد مناف : سالم مولى أبي حذيفة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/494)
15642 - وعن عمرو بن العاص قال : كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولى أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه فأخذت سيفي فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله ؟
قال : " ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان ؟ "
ص . 495
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/494)
15643 - وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم سمع سالما مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل فقال :
الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/495)
15644 - وعن عروة في تسمية من استشهد يوم اليمامة
رواه الطبراني هكذا في ترجمة سالم وإسناده حسن
(9/495)
79 - . باب فضل عامر بن فهيرة رضي الله عنه
(9/495)
15645 - قال الطبراني : عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق من المهاجرين الأولين هاجر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر من مكة إلى المدينة وهو بدري استشهد يوم بئر معونة
(9/495)
15646 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : كلم طلحة بن عبيد الله عامر بن فهيرة بشيء فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " مهلا يا طلحة إنه قد شهد بدرا كما شهدته وخيركم خيركم لمواليهم "
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف
(9/495)
80 - . باب فضل عامر بن ربيعة رضي الله عنه
(9/495)
15647 - قال الزهري : حدثني ابن عامر بن ربيعة وكان من كبراء بني عدي وكان أبوه شهد بدرا
ص . 496
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/495)
15648 - وعن محمد بن إسحاق قال : من نسبه إلى عتر بن وائل قال : عامر بن ربيعة بن كعب بن عميرة بن مالك بن كنانة بن عامر بن سعيد بن الحارث بن رفيده بن عدنان ويقال : طاهر بن ربيعة من اليمن
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/496)
15649 - وعن عروة : ابن ربيعة من اليمن ويقول من نسبه إلى اليمن : عامر بن ربيعة بن كعب بن عميرة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن الحارث بن معاوية بن عبس بن زيد بن عكة بن مذحج
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/496)
15650 - وعن مصعب بن عبد الله الزبيري قال : توفي عامر بن ربيعة سنة اثنتين وثلاثين
رواه الطبراني
(9/496)
15651 - وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال : توفي ابن ربيعة وهو يصلي بالليل حين نشب الناس في الفتنة فأري في المنام فقيل له : قم فسل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده فقام فصلى فاشتكى فما خرج إلا جنازته
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/496)
81 - . باب فضل عبد الله بن جحش رضي الله عنه
(9/496)
15652 - عن سعد بن أبي وقاص أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد : ألا تدعو الله ؟ فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال : يا رب إذا لقيت العدو فلقني رجلا
ص . 497
شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله ويقاتلني فيك ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه . فأمن عبد الله بن جحش ثم قال : اللهم ارزقني رجلا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقتيك غدا قلت : من جدع أنفك وأذنك ؟ فأقول : فيك وفي رسولك صلى الله عليه و سلم فتقول : صدقت قال سعد : يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقتان في خيط
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/496)
82 - . باب فضل عثمان بن مظعون رضي الله عنه
(9/497)
15653 - عن زيد بن ثابت أن عثمان بن مظعون لما قبر قالت أم العلاء : طب أبا السائب نفسا إنك في لجنة . فسمعها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " من هذه ؟ " . قالت : أنا يا نبي الله قال : " وما يدريك ؟ " . قالت : يا رسول الله عثمان بن مظعون قال : " أجل ما رأينا إلا خيرا أنا رسول الله والله ما أدري ما يصنع بي "
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(9/497)
15654 - وعن ابن عباس قال : لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته : هنيئا لك الجنة فنظر إليها النبي صلى الله عليه و سلم نظرة غضبان وقال : " وما يدريك ؟ " . قالت : فارسك وصاحبك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " والله ما أدري ما يفعل بي " . فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من قوله لعثمان وهو أفضلهم فلما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون "
ص . 498
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(9/497)
15655 - وعن الأسود بن سريع قال : لما مات عثمان بن مظعون أشفق المسلمون عليه فلما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون "
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/498)
15656 - وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا مات ميت قال :
قدموه على فرطنا نعم الفرط لأمتي عثمان بن مظعون
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وإسناد الكبير ضعيف وفي إسناد الأوسط من لم أعرفهم
(9/498)
15657 - وعن أنس بن مالك قال : لما ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه و سلم قال :
الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف
(9/498)
15658 - وعن عائشة بنت مظعون أن النبي صلى الله عليه و سلم قبل عثمان بن مظعون على خده بعدما مات ولا نعلم قبل أحدا غيره
رواه الطبراني وفيه عبد الرجمن بن عفان الحاطبي وهو ضعيف
(9/498)
15659 - وعن ابن عباس :
ص . 499
أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على عثمان بن مظعون يوم مات فأحنى عليه كأنه يوصيه ثم رفع رأسه فرأوا في عينيه أثر البكاء
ثم أحنى عليه الثانية ثم رفع رأسه فرأوه يبكي
ثم أحنى عليه الثالثة ثم رفع رأسه وله شهيق فعرفوا أنه قد مات فبكى القوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
مه إنما هذا من الشيطان فاستغفروا الله
ثم قال : " أذهب عنك أبا السائب فلقد خرجت ولم تتلبس منها بشيء "
رواه الطبراني عن عمر بن عبد العزيز بن مقلاص عن أبيه ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات
قلت : وقد تقدم سبب إسلامه في التفسير ي سورة النحل
(9/499)
83 - . باب فضل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه
(9/499)
15660 - عن جابر بن عبد الله أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أراد غزوهم فدل رسول الله صلى الله عليه و سلم على المرأة التي معها الكتاب فأرسل إليها فأخذ كتابها من رأسها . فقال : " يا حاطب أفعلت ؟ " . قال : نعم أما إني لم أفعله غشا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ولا نفاقا قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له أمره غير أني كنت بين ظهرانيهم وكانت والدتي معهم فأردت أن أتخذها عندهم . فقال له عمر : ألا أضرب عنق هذا ؟ فقال : " تقتل رجلا من أهل بدر ؟ وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم "
رواه أبو يعلى وأحمد أتم منه وقال فيه : غير أني كنت عزيزا بين ظهرانيهم . ورجال أحمد رجال الصحيح
ص . 500
(9/499)
15661 - وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتي بحاطب بن أبي بلتعة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أنت كتبت بهذا الكتاب ؟ " . قال : نعم أما والله يا رسول الله ما تغير الإيمان من قلبي ولكن لم يكن رجل من قريش إلا وله جذم وأهل بيت يمنعون له أهله وكتبت كتابا رجوت أن يمنع الله بذلك أهلي فقال عمر رحمه الله : ائذن لي فيه قال : " أو كنت قاتله ؟ " . قال : نعم إن أذنت لي قال : " وما يدريك لعله قد اطلع الله إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم "
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح
(9/500)
15662 - وعن عمر بن الخطاب قال : كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى أهل مكة فأطلع الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و سلم فبعث عليا والزبير في أثر الكتاب فأدركا المرأة على بعير فاستخرجاه من قرونها فأتيا به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرئ عليه فأرسل إلى حاطب فقال : " يا حاطب أنت كتبت هذا الكتاب ؟ " . قال : نعم قال : " فما حملك على ذلك ؟ " . قال : يا رسول الله أما والله إني لناصح لله ولرسوله ولكني كنت غريبا في أهل مكة وكان أهلي بين ظهرانيهم وخشيت عليهم فكتبت كتابا لا يضر الله ورسوله شيئا وعسى أن يكون منفعة لأهلي فقال عمر رضي الله عنه : فاخترطت سيفي ثم قلت : يا رسول الله أمكني من حاطب فإنه قد كفر فأضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا ابن الخطاب ما يدريك ؟ لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "
رواه أبو يعلى في الكبير والبزار والطبراني في الأوسط باختصار ورجالهم رجال الصحيح
ص . 501
(9/500)
15663 - وعن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة أنه حدث أن أباه كتب إلى كفار قريش كتابا وهو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قد شهد بدرا فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا والزبير فقال : " انطلقا حتى تدركا
امرأة معها كتاب وائتياني به " . فانطلقا حتى لقياها فقالا : أعطينا الكتاب الذي معك وأخبراها أنهما غير منصرفين حتى ينزعا كل ثوب عليها فقالت : ألستما رجلين مسلمين ؟ قالا : بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا أن معك كتابا فلما أيقنت أنها غير منفلتة منهما حلت الكتاب من رأسها فدفعته إليهما فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم حاطبا حتى قرأ عليه الكتاب فقال : " أتعرف هذا الكتاب ؟ " . قال : نعم قال : " فما حملك على ذلك ؟ " . قال : هناك ولدي وقرابتي وكنت امرأ غريبا فيكم معشر قريش فقال عمر : ائذن لي في قتل حاطب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا إنه قد شهد بدرا وإنك لا تدري لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم إني غافر لكم "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات
(9/501)
15664 - وعن أم مبشر قالت : جاء غلام حاطب فقال : والله لا يدخل حاطب الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كذبت قد شهد بدرا والحديبية "
قلت : له حديث غير هذا في الصحيح
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
(9/501)
84 - . باب فضل عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه
(9/501)
15665 - عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
عرضت علي الأمم بالموسم فمرت علي أمتي فأريتهم فأعجبني كثرتهم قد ملؤوا السهل والجبل قال : أرضيت يا محمد ؟ قلت : نعم قال : فإن مع هؤلاء
ص . 502
سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون
فقام عكاشة فقال : يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا له ثم قام آخر فقال : يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : " سبقك بها عكاشة "
رواه أحمد مطولا ومختصرا ورواه أبو يعلى كذلك ورجالهما في المطول رجال الصحيح
ويأتي المطول في صفة الجنة فيمن يدخلها بغير حساب
(9/501)
85 - . باب في أيمن رضي الله عنه
(9/502)
15666 - عن أبي ميسرة قال : كان أيمن على مطهرة النبي صلى الله عليه و سلم ونعلبه ويعاطيه حاجته
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عياد بن زكريا وهو ثقة
(9/502)
15667 - وبسنده عن أبي ميسرة قال : قال سعد : يا رسول الله لقد رأيت أيمن وهو فار من القتال فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الكراهية . قال سعد : ما رأيت خطبة أبعد من كل خير ثم إنهم احتضروا القتال بعد ذلك فقال سعد : لقد رأيت أيمن أعنت القوم فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه و سلم . قال : فقال عمر بن الخطاب لأيمن : لقد حدثت أنك لا تقوم بين الصفين جبنا فقال : إني لأرجو أن أقوم مقاما يحبه الله ورسوله فقال عمر : إنك لخليق أن تفعل
رواه الطبراني بسند الذي قبله
(9/502)
86 - . باب فضل صهيب وغيره رضي الله عنه
(9/502)
15668 - ص . 503 عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
السباق أربعة : أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبش
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمارة بن زاذان وهو ثقة وفيه خلاف
(9/503)
15669 - وعن أبي أمامة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
أنا سابق العرب إلى الجنة وصهيب سابق الروم إلى الجنة وبلال سابق الحبشة إلى الجنة وسلمان سابق الفرس إلى الجنة
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/503)
15670 - وعن أم هانئ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
السباق أربعة : أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبش
رواه الطبراني وفيه فايد العطار وهو متروك
قلت : وقد تقدمت لهذا الحديث بعض طرق في فضل جماعة من الصحابة
(9/503)
15671 - وعن صهيب قال : صحبت النبي صلى الله عليه و سلم قبل أن يوحى إليه
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
ص . 504
(9/503)
15672 - وعن عكرمة مولى ابن عباس أن صهيبا افتدى من أهله بنصف ماله ثم خرج مهاجرا فأدركوه بالطريق فخرج عما بقي من ماله
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
(9/504)
15673 - وعن صهيب أن أبا بكر مر بأسير له يستأمن له من رسول الله صلى الله عليه و سلم وصهيب جالس في المسجد فقال لأبي بكر : من هذا معك ؟ قال : أسير من المشركين أستأمن له من رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال صهيب : لقد كان في عنق هذا موضع للسيف فغضب أبو بكر فرآه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " ما لي أراك غضبانا ؟ " . فقال : مررت بأسيري هذا على صهيب فقال : لقد كان في عنق هذا للسيف فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " فلعلك آذيته ؟ " . فقال : لا والله فقال : " لو آذيته لآذيت الله ورسوله "
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف
(9/504)
15674 - وعن صهيب قال : لم يشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم مشهدا قط إلا كنت حاضره ولا غزا غزوة قط أول الأمر وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو عن شماله ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها ولم يسير سرية قط إلا كنت حاضرها وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله صلى الله عليه و سلم بيني وبين العدو قط حتى توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف
ص . 505
(9/504)
15675 - وعن المسور بن مخرمة قال : لما طعن عمر رضي الله عنه أمر صهيبا مولى بني جدعان أن يصلي بالناس
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/505)
87 - . باب فضل المقداد رضي الله عنه
(9/505)
15676 - عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : المقداد بن الأسود أبو عمرو
رواه الطبراني
(9/505)
15677 - وعن محمد بن إسحاق قال : المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد [ بن زهير ] بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن هزل بن قابس بن رويم بن القين بن الهون بن بهز بن عمرو بن الحاف بن قضاعة . وإنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة لأنه تبناه وحالفه . وكان أبطن آدم ( شديد السمرة ) يصفر لحيته أقنى طويل الأنف . مات بالمدينة وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه عثمان بن عوف رضي الله عنه
(9/505)
15678 - وعن عثمان وقال الطبراني / مقداد بن الأسود بن عمرو بدري
ص . 506
يكنى أبا معبد وقيل : أبا عمرو حليف بني زهرة [ وقد اختلف في نسبه ] وهو مهاجري أولي بدري رحمه الله
(9/505)
15679 - وعن همام بن الحارث قال : رأيت المقداد رضي الله عنه وكان ضخما
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/506)
15680 - وعن الزهري قال : كان المقداد بن الأسود من كندة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/506)
15681 - وعن سفيان بن صهبانة المهري قال : كنت صاحبا للمقداد بن الأسود في الجاهلية وكان رجلا من بهز فأصاب فيهم دما فهرب إلى كندة فحالفهم ثم أصاب فيهم دما فهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث
رواه الطبراني وإسناده إلى أبي سفيان حسن
(9/506)
15682 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الجنة تشتاق إلى أربعة : علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود
قلت : رواه الترمذي غير ذكر المقداد
رواه الطبراني وسلمة بن الفضل وعمران بن وهب اختلف في الاحتجاج بهما وبقية رجاله ثقات
ص . 507
(9/506)
15683 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال [ يوم الحديبية ] : " دعوني " . فانطلق بالهدي فنحره - أو كما قال - فقال المقداد بن الأسود : لا والله لا نكون كالملأ من بني إسرائيل إذ قالوا لموسى : { اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون } ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فنحر الهدي بالحديبية
قال قتادة : وكان معهم يومئذ سبعون بدنة
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/507)
15684 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي المقداد بن الأسود بالجرف وحمله الرجال إلى المدينة على رقابهم في سنة ثلاث وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه ويكنى أبا معبد وسنه نحو من سبعين سنة
رواه الطبراني
(9/507)
88 - . باب ما جاء في فضل عتبة بن غزوان رضي الله عنه
(9/507)
تقدم في غزوة بدر : أنه فيمن شهدها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
(9/507)
15685 - عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال : عتبة بن غزوان يكنى : أبا عبد الله وقيل : أبو غزوان وكان طويلا جميلا مات سنة سبع عشرة وهو متوجه إلى البصرة في المرة الثانية ودفن في بعض المياه وهو ابن خمس وخمسين سنة حليف بني نوفل بن عبد مناف
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات
ص . 508
(9/507)
15686 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي عتبة بن غزوان سنة سبع عشرة بطريق البصرة عاملا لعمر بن الخطاب وسنه سبع وخمسون سنة . وقيل : مات سنة عشرين وهو الذي مصر البصرة واختط بها المنازل وبنى مسجدها وهو الذي افتتح الأبلة وكانت ولايته البصرة ستة أشهر ولاه إياها عمر بن الخطاب رضي الله عنه
رواه الطبراني
(9/508)
89 - . باب ما جاء في فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه
(9/508)
15687 - قال الطبراني : سعد بن معاذ الأنصاري ثم الأشهلي بدري أحدي يكنى أبا عمرو استشهد يوم الخندق
وقد تقدم بأسانيده في غزوة بدر
(9/508)
15688 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال : كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فجاء سعد بن معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هذا سيدكم "
رواه البزار الطبراني وفيه صدقة بن عبد الله السمين وهو ضعيف وقد وثقه غير واحد وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/508)
15689 - وعن الماجشون قال : قال سعد بن معاذ : ثلاث أنا عما سواهن ضعيف : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا إلا علمت أنه حق ولا صليت صلاة فحدثت نفسي بغيرها حتى أنفتل عنها ولا تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما إياه قائلة ويقال لها
ص . 509
(9/508)
15690 - وفي رواية : ولا حضرت ميتا إلا حدثت نفسي بما يقول ويقال له
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما عن أبي سلمة مرسلا والآخر عن الماجشون منقطعا وفي إسناده من لم أعرفه
(9/509)
15691 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لقد نزل لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه سبعون ألف ملك ما وطئوا الأرض قبلها
وقال حين دفن : " سبحان الله لو انفلت أحد من ضغطة القبر لانفلت منها سعد "
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
(9/509)
15692 - وعن رميثة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم - ولو شئت أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي منه لقبلت - وهو يقول لسعد بن معاذ يوم مات : " اهتز له عرش الرحمن "
رواه أحمد بنحوه والطبراني واللفظ له في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير شيخه وهو ثقة
(9/509)
15693 - وعن عائشة قالت : قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة وكان غلمان من الأنصار تلقوا أهليهم فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل
ص . 510
يبكي فقلت : غفر الله لك أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولك من السابقة والقدم ما لك تبكي على امرأة ؟ فكشف عن رأسه وقال : صدقت لعمري حقي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال . قالت : قلت له : ما قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال :
لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ
قالت : وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم
هكذا رواه أحمد
(9/509)
15695 - ورواه الطبراني عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قدم من سفر نزل ذا الحليفة فخرج إليهم الصبيان فيخبرونهم عن أهليهم فأخبر أسيد بن حضير بموت امرأته فبكى فقيل له : أتبكي ؟ فقال : وما لي لا أبكي وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
رواه الطبراني
إن العرش اهتزت أعواده لموت سعد ابن معاذ
وأسانيدها كلها حسنة
(9/510)
15696 - وعن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : لما توفي سعد بن معاذ صاحت أمه فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم : " ليرقأ ( لينقطع ) دمعك ويذهب حزنك فإن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش "
رواه الطبراني إلا أنه قال : عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : لما أخرج بجنازة سعد بن معاذ صاحت أمه فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ليرقأ دمعك ويذهب حزنك "
والباقي بنحوه ورجاله رجال الصحيح
ص . 511
(9/510)
15697 - وعن معيقيب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ "
رواه الطبراني وفيه عمرو بن ملك العنبري وثقه ابن حبان وقال : يغرب وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/511)
15698 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال : مرت جنازة سعد بن معاذ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
لقد اهتز له العرش
رواه البزار وفيه يعقوب بن محمد الزهري وقد ضعفه الجمهور ووثق على ضعفه وصالح بن محمد بن صالح التمار لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/511)
15699 - وعن عائشة قالت : لما مات سعد بن معاذ بكى أبو بكر وبكى عمر رضي الله عنهما حتى عرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وبكاء عمر من بكاء أبي بكر فقلت لعائشة : هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي ؟ قالت : لا ولكنه كان يقبض على لحيته صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(9/511)
15700 - وعن عائشة قالت : رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من جنازة سعد بن معاذ ودموعه تحادر على لحيته
رواه الطبراني وسهل أبو حريز ضعيف
(9/511)
15701 - وعن عطارد : أنه أهدي إلى النبي صلى الله عليه و سلم ثوب ديباج كساه إياه كسرى فدخل أصحابه فقالوا : أنزلت عليك من السماء ؟ فقال : " وما تعجبون من ذا ؟ لمنديل
ص . 512
من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا " . ثم قال : " يا غلام اذهب به إلى أبي جهم بن حذيفة وقل له يبعث إلي بالخميصة "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وهو ثقة
(9/511)
15702 - وعن أنس أن أكيدر الدومة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم جبة سندس فلبسها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتعجب الناس منها فقال : " أتعجبون من هذه فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها " . ثم أهداها إلى عمر فقال : يا رسول الله تكرهها وألبسها قال : " يا عمر إنما أرسلت بها إليك لتبعث بها وجها فتصيب بها مالا " . وذلك قبل أن ينهى عن الحرير
قلت : هو في الصحيح باختصار بعثها إلى عمر إلى آخره
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(9/512)
15703 - وعن عائشة قالت : ثلاثة من الأنصار كلهم من بني عبد الأشهل لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم : سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وهو ثقة
(9/512)
90 - . باب فضل سعد بن الربيع رضي الله عنه
(9/512)
15704 - عن أم سعد بنت سعد بن الربيع أنها دخلت على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فألقى لها ثوبا حتى جلست عليه فدخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا خليفة رسول الله من هذه ؟ قال : هذه بنت من هو خير مني ومنك إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل قبض على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم [ تبوأ مقعده من الجنة ] وبقيت أنا وأنت
ص . 513
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد وهو ضعيف
(9/512)
91 - . باب ما جاء في أسيد بن حضير رضي الله عنه
(9/513)
15705 - قد روى الطبراني : أنه شهد العقبة وهو نقيب بدري . وقد تقدم
(9/513)
15706 - عن عائشة أنها قالت : كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس وكان يقول : لو أكون فيما أكون من حال من أحوال ثلاثة لكنت من أهل الجنة وما شككت في ذلك حين أقرأ القرآن وحين أسمعه يقرأ وإذا سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه و سلم وإذا شهدت جنازة وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها وما هي صائرة إليه
رواه الطبراني وأحمد بنحوه ورجاله وثقوا . وقد تقدم حديث في فضله في آخر مناقب سعد بن معاذ
(9/513)
15707 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي أسيد بن حضير ويكنى : أبا يحيى سنة عشرين وحمله عمر بين أعواد السرير حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه رضي الله عنه
رواه الطبراني وروى عن الواقدي بعضه وإسنادهما منقطع
(9/513)
92 - . باب فضل معاذ بن جبل رضي الله عنه
(9/513)
وقد تقدم نسبه فيمن شهد بدرا
(9/513)
15708 - عن معاذ بن جبل :
ص . 513
أنه كان مريضا فبصق عن يمينه أو أراد أن يبصق عن يمينه فقال : ما بصقت عن يميني منذ أسلمت
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/513)
15709 - وعن عبد الله بن مسعود قال : إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا مسلما ولم يك من المشركين
فقال بعض جلسائه : إن إبراهيم قال : لم أنس ثم قال : أتدرون ما الأمة ؟ قالوا : لا قال : الذي يعلم الناس الخير
قال : هل تدرون ما القانت ؟ قالوا : لا قال : المطيع لله عز و جل
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حجاج بن إبراهيم وهو ثقة
(9/513)
15710 - وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
خذوا القرآن من أربعة : من أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة
رواه البزار ورجاله ثقات
(9/513)
15711 - وعن محمد بن كعب القرظي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
معاذ بن جبل إمام العلماء برتوة
رواه الطبراني مرسلا وفيه محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/513)
15712 - وعن يحيى بن بكير قال : سمعت مالك بن أنس يقول : مات سعد بن معاذ وهو ابن ثمان وعشرين سنة وقائل يقول : ابن اثنتين وثلاثين سنة . وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " معاذ إمام العلماء برتوة "
ص . 515
قال ابن بكير : الرتوة : المنزلة
رواه الطبراني منقطع الإسناد
(9/513)
15713 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي معاذ بن جبل في طاعون عمواس سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/515)
15714 - وعن سعيد بن المسيب قال : قبض معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة
رواه الطبراني مرسلا وفيه علي بن زيد وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/515)
15715 - وعن يحيى بن سعيد قال : توفي معاذ بن جبل وهو ابن ثمان وعشرين سنة والذي يرفع في نسبه يقول : اثنتين وثلاثين
رواه الطبراني منقطع الإسناد وإسناده حسن
(9/515)
93 - . باب ما جاء في فضل أبي بن كعب رضي الله عنه
(9/515)
15716 - قلت : قد روى الطبراني : أنه قد شهد بدرا
(9/515)
15717 - وعن أبي حبة البدري قال : لما نزلت : { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب } إلى آخرها قال جبريل :
ص . 516
يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تقرئها أبيا فقال النبي صلى الله عليه و سلم لأبي : " إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة " . قال : إني قد ذكرت ثم يا رسول الله ؟ قال : " نعم " . فبكى أبي
رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/515)
15718 - وعن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا أبا المنذر إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن
قال : بالله آمنت وعلى يديك أسلمت ومنك تعلمت قال : فرد رسول الله صلى الله عليه و سلم القول فقال : يا رسول الله وذكرت هناك ؟ قال : " نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى " . قال : فاقرأ إذا يا رسول الله
(9/516)
15719 - وفي رواية : قال أبي : عرضت على النبي صلى الله عليه و سلم القرآن فقال :
أمرني جبريل أن أعرض عليك القرآن
(9/516)
15720 - وفي رواية : قال أبي : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أمرت أن أقرئك القرآن
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه الطبراني في الأوسط بأسانيد ورجال الرواية الأولى وثقوا
(9/516)
15721 - وقد تقدم في فضل معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
خذوا القرآن من أربعة : من أبي بن كعب
(9/516)
15722 - وعن عامر الشعبي قال :
ص . 517
جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ستة من الأنصار : زيد بن ثابت وأبو زيد ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبادة وأبي بن كعب وكان جارية بن مجمع قد قرأه إلا سورة أو سورتين
رواه الطبراني مرسلا وفيه إبراهيم بن محمد بن عثمان الحضرمي ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/516)
15723 - وعن مسروق قال : كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ستة : عمر وعلي وعبد الله وأبي وزيد وأبو موسى
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/517)
15724 - وعن عتي السعدي قال : رأيت أبي بن كعب أبيض الرأس واللحية ما خضب
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/517)
15725 - وعن زر بن حبيش قال : كانت في أبي بشاشة شرابه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن كناسة وهو ثقة
(9/517)
15726 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات أبي بن كعب في خلافة عمر سنة ثنتين وعشرين [ ويقول بعضهم : في خلافة عثمان رضي الله عنه ] وقائل يقول : سنة ثلاثين في خلافة عثمان
ص . 518
(9/517)
15727 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي أبي بن كعب رضي الله عنه يكنى أبا المنذر بالمدينة سنة ثنتين وعشرين
رواه الطبراني وإسناده منقطع من ابن نمير
(9/518)
94 - . باب فضل أبي طلحة رضي الله عنه
(9/518)
15728 - عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة
(9/518)
15729 - وفي رواية : " لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة "
رواه أحمد وأبو يعلى ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح
(9/518)
15730 - وعن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية : { انفروا خفافا وثقالا } فقال : ألا أرى ربي يستنفرني [ شابا وشيخا جهزوني فقال له بنوه : قد غزوت ] مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قبض وغزوت مع أبي بكر حتى مات وغزوت مع عمر فنحن نغزوا عنك . فقال : جهزوني فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/518)
15731 - وعن أنس بن مالك قال : خرج أبو طلحة غازيا في البحر فمات في السفينة فلم يجدوا له مكانا
ص . 519
يدفنونه فيه فانتظروا به ستة أيام حتى وجدوا له بعد سبع مكانا يدفنونه فيه ولم يتغير كما هو
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/518)
15732 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي أبو طلحة زيد بن سهل سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنهما وسنه سبعون سنة
رواه الطبراني وهو منقطع الإسناد
(9/519)
15733 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات أبو طلحة زيد بن سهل سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان ومات وهو ابن سبعين سنة وقيل : إن أبا طلحة مات سنة اثنتين وثلاثين
رواه الطبراني وإسناده منقطع من ابن نمير
(9/519)
95 - . باب فضل حارثة بن النعمان رضي الله عنه
(9/519)
15734 - عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني النجار : حارثة بن النعمان وهو الذي مر برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مع جبريل عند المقاعد
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
(9/519)
15735 - وعن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا : حارثة بن نعمان بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار
ص . 520
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات
(9/519)
15736 - وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت : من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان كذاكم البر كذاكم البر
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/520)
15737 - وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن حارثة بن النعمان قال : مررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه جبريل جالس في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه و سلم قال :
هل رأيت الذي كان معي ؟
قلت : نعم قال : " إنه جبريل صلى الله عليه و سلم وقد رد عليك السلام "
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/520)
15738 - وعن موسى بن عقبة قال : حدثني أبو سلمة عن الرجل الذي مر برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يناجي جبريل صلى الله عليه و سلم فزعم أبو سلمة أنه تجنب أن يدنو من رسول الله صلى الله عليه و سلم تخوفا أن يسمع حديثه فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة ؟ " . قال : رأيتك تناجي رجلا فخشيت أن تكره أن أدنو منكما قال : " فهل تدري من الرجل ؟ " . قال : لا قال : " جبريل عليه السلام ولو سلمت لرد السلام "
وقد سمعت من غير أبي سلمة أنه حارثة بن النعمان
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/520)
15739 - وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن حارثة بن النعمان قال : مررت
ص . 521
على رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه جبريل في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه و سلم قال : " هل رأيت الذي كان معي ؟ " . قلت : نعم قال : " إنه جبريل صلى الله عليه و سلم وقد رد عليك السلام "
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
(9/520)
15740 - وعن موسى بن عقبة قال : حدثني أبو سلمة عن الرجل الذي مر برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يناجي جبريل عليه السلام فزعم أبو سلمة أنه تجنب أن يدنو من رسول الله صلى الله عليه و سلم تخوفا أن يسمع حديثه فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة " . فقال : رأيتك تناجي رجلا فخشيت أن تكره أن أدنو منكما قال : " فهل تدري من الرجل ؟ " . قال : لا قال : " جبريل صلى الله عليه و سلم ولو سلمت لرد السلام "
وقد سمعت من غير أبي سلمة أنه حارثة بن النعمان
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/521)
15741 - وعن ابن عباس قال : مر حارثة بن النعمان على رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه جبريل صلى الله عليه و سلم يناجيه فمر ولم يسلم فقال جبريل عليه السلام : ما منعه أن يسلم ؟ إنه لو سلم لرددت عليه . ثم قال : أما إنه من الثمانين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " وما الثمانون ؟ " . قال : يفر الناس عنك غير ثمانين فيصبرون معك رزقهم وزرق أولادهم على الله في الجنة . فلما رجع حارثة سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ألا سلمت حين مررت ؟ " . قال : رأيت معك إنسانا فكرهت أن أقطع حديثك . قال : " ورأيته ؟ " . قال : " ذاك جبريل صلى الله عليه و سلم وقد قال " . فأخبره بما قال جبريل عليه السلام
ص . 522
رواه الطبراني والبزار بنحوه وإسناده حسن رجاله كلهم وثقوا وفي بعضهم خلاف
(9/521)
96 - . باب في عمرو بن الجموح رضي الله عنه
(9/522)
15742 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا معشر الأنصار من سيدكم ؟
قالوا : جد بن قيس وإنا لنبخله . قال : " ليس سيدكم ولكن سيدكم عمرو بن الجموح وكان سخيا "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف
(9/522)
15743 - عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من سيدكم يا بني سلمة ؟ " . قالوا : الجد بن قيس على أنا نبخله قال : " بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح "
قال : وكان عمرو بن الجموح يولم على رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تزوج
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير حميد بن الربيع وثقه عثمان بن أبي شيبة وابن حبان وغيرهما وضعفه جماعة
(9/522)
15744 - وعن كعب بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من سيدكم يا بني سلمة ؟ " . قالوا : الجد بن قيس على أنا نبخله . قال : " وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني
(9/522)
15745 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 523
يا بني سلمة من سيدكم اليوم ؟
قالوا : الجد بن قيس ولكنا نبخله قال : " وأي داء أدوأ من البخل ولكن سيدكم عمرو بن الجموح "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن يزيد المكي وهو متروك
قلت : وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في كتاب الزكاة في البخل والسخاء
(9/522)
15746 - وعن أبي قتادة أنه حضر ذلك قال : أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة - وكانت رجله عرجاء - ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نعم " . فقتلوه يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم فمر عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " كأني أنظر إليه يمشي برجله هذه صحيحة في الجنة " . فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن نصر الأنصاري وهو ثقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقحمات الباطل تعريفها في شريعة النووي

    تعقيب علي المقحمات يتبين من تعريف المقحمات بين النووي ومعاجم اللغة العتيدة أن النووي أخطأ جدا في التعريف { المقحمات مفتوح للك...