الاثنين، 20 سبتمبر 2021

ج13//1. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي من13574-14002-

 مجمع الزوائد ومنبع الفوائد نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي

 


15 - . باب الإخاء بين المسلمين 
 
13574 - عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم آخى بين الزبير وابن مسعود  رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجال الأوسط ثقات 
 
13575 - وعن أنس قال : آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أصحابه آخى بين سلمان وأبي الدرداء وبين عوف بن مالك وبين صعب بن جثامة  رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(8/312)
13576 - وعن زيد بن حارثة قال : قلت : يا رسول الله آخيت بيني وبين حمزة  رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي الطبراني 
 
13577 - وعن ابن عباس قال : آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين زيد بن حارثة وحمزة
رواه البزار وفيه إسحاق الفروي وهو متروك
(8/313)
13578 - وعن ابن عباس قال : كان زيد بن حارثة - مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم - أخا حمزة آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه و سلم
(8/313)
13579 - وفي رواية عن ابن عباس أيضا قال : قال زيد بن حارثة في ابنة أخي : آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بيني وبين أبيها
وفي إسنادهما الحجاج بن أرطاة وهو مدلس وبقية رجالهما رجال الصحيح
(8/313)
13580 - وعن عمرو بن قيس وعسل بن كعب أحد بني مازن أن جده مازن بن خيثمة - يعني جد عمرو بن قيس - بعثهما معاذ بن جبل حين نزل بين السكون والسكاسك وقال : حتى أسلم الناس وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وآخى بين السكون والسكاسك
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(8/313)
13581 - وعن أبي أمامة
ص . 314
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم آخى بين أبي الدرداء وسلمان
رواه الطبراني وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف . وتأتي أحاديث نحوها
(8/314)
16 - . باب ما جاء في الحلف
(8/314)
13582 - عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
شهدت حلف المطلبين مع عمومتي وأنا غلام فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه
قال الزهري : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لم يصب الإسلام حلفا إلا زاده شدة ولا حلف في الإسلام
وقد ألف رسول الله صلى الله عليه و سلم بين قريش والأنصار
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح وكذلك مرسل الزهري
(8/314)
13583 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ما يسرني أن لي حمر النعم وأني نقضت الحلف الذي في دار الندوة
رواه الطبراني وفيه مرزوق بن المرزبان ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/314)
13584 - وعن بديل بن ورقاء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أدخل في حلف يوم الحديبية خزاعة وكتب إليهم وإلى بديل بن ورقاء سروات ( رؤساء ) بني عمرو :
سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد : فإني لم أثم بالكم ولم أضع في جنبكم وإن أكرم تهامة علي لأنتم ومن تبعكم من المطيبين وقد أخذت لمن هاجر مثل ما أخذت لنفسي ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة وإنكم غير خائفين من قبلي ولا مخوفين
هذا أو نحوه
ص . 315
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
(8/314)
13585 - وعن سلمة بن بديل بن ورقاء قال : دفع إلي أبي بديل بن ورقاء هذا الكتاب فقال : يا بني هذا كتاب النبي صلى الله عليه و سلم فاستوصوا به ولن تزالوا بخير ما دام فيكم :
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بديل بن ورقاء وبشر سروات ( رؤساء ) بني عمرو فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وأما بعد : فإني لم أثم بالكم ولم أضع في جنبكم وإن أكرم تهامة علي أنتم وأقربه مني رحما ومن تبعكم من المطيبين وإني أخذت لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة إلا معتمرا أو حاجا وإني لم أضع فيكم أو سلمت وإنكم غير خائفين من قبلي ولا محصرين . أما بعد : فإنه قد أسلم علقمة بن علاثة وابنا عون وبايعا [ وهاجرا ] على من تبعهم من عكرمة وأخذ لمن تبعه منكم مثل ما أخذ لنفسه وإن بعضنا من بعض أبدا في الحل والحرم
قال أبو محمد : وحدثني أبي قال : سمعت أشياخنا يقولون : هو خط علي بن أبي طالب رضي الله عنه
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/315)
13586 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا حلف في الإسلام وما كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة أو حدة
رواه أبو يعلى وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح
ص . 316
(8/315)
13587 - وعن قيس بن عاصم أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الحلف فقال :
ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به ولا حلف في الإسلام
رواه أحمد وأخرجه الطبراني
(8/316)
13588 - وعن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا حلف في الإسلام وإنما حلف كان في الجاهلية فلم يزد في الإسلام إلا شدة
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه جده ابن أبي مليكة ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات
(8/316)
13589 - وعن فرات بن حبان العجلي أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن حلف الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لعلك تسأل عن [ حليف ] لخم وتميم ؟ " . قال : نعم يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يزيده الإسلام إلا شدة "
ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف
(8/316)
17 - . باب الزيارة وإكرام الزائرين
(8/316)
13590 - عن عبد الله بن قيس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يكثر زيارة الأنصار خاصة وعامة فكان إذا زار خاصة أتى الرجل في منزله وإذا زار عامة أتى المسجد
رواه أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 317
(8/316)
13591 - وعن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ما من عبد مسلم أتى أخاه يزوره في الله إلا ناداه مناد من السماء أن طبت وطابت لك الجنة . وإلا قال الله في ملكوت عرشه : عبدي زارني في وعلي قراه . فلم يرض له بثواب دون الجنة
رواه البزار وأبو يعلى ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة
(8/317)
13592 - وعن أبي رزين العقيلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا أبا رزين إن المسلم إذا زار أخاه المسلم شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه يقولون : اللهم كما وصله فيك فصله
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصن وهو متروك
(8/317)
13593 - وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ألا أخبركم برجالكم في الجنة ؟ " . قلنا : بلى يا رسول الله . قال : " النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة "
قلت : فذكر الحديث وقد تقدم في النكاح في حق الزوج على المرأة هو وبقية طرقه
(8/317)
13594 - وعن أم سلمة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أصلحي لنا المجلس فإنه ينزل ملك إلى الأرض لم ينزل إليها قط
رواه أحمد وفيه تابعي لم يسم وبقية رجاله ثقات
(8/317)
13595 - وعن أنس قال :
ص . 318
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤاخي بين الاثنين من أصحابه فتطول على أحدهما الليلة حتى يلقى أخاه فيلقاه بود ولطف فيقول : كيف كنت بعدي ؟ وأما العامة فلم يكن يأتي على أحدهما ثلاث لا يعلم علم أخيه
رواه أبو يعلى وفيه عمران بن خالد الخزاعي وهو ضعيف
(8/318)
13596 - وعن أم نجيد أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتينا في بني عمرو بن عوف فأتخذ له سويقا في قعبة فإذا جاء سقيته إياها
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس
(8/318)
13597 - وعن ابن عمر أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فألقى إلي وسادة حشوها ليف فلم أقعد عليها بقيت بيني وبينه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/318)
13598 - وعن أنس بن مالك قال : دخل عمر على سلمان الفارسي فألقى له وسادة فقال : ما هذا يا أبا عبد الله ؟ فقال سلمان الفارسي : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما من مسلم يدخل عليه أخوه المسلم فيلقي له وسادة إكراما وإعظاما إلا غفر الله له
رواه الطبراني في الصغير وفيه عمران بن خالد الخزاعي وهو ضعيف
(8/318)
13599 - وعن أنس بن مالك قال : دخل سلمان على عمر وهو متكئ على وسادة قال : فألقاها [ له فقال سلمان : الله أكبر صدق الله ورسوله . فقال عمر : حدثنا
ص . 319
يا أبا عبد الله . قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو متكئ على وسادة فألقاها ] إلي ثم قال :
يا سلمان ما من مسلم يدخل على أخيه المسلم فيلقي إليه وسادة إكراما له إلا غفر الله له
رواه الطبراني وفيه عمران بن خالد الخزاعي وهو ضعيف
(8/318)
13600 - وعن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
انطلقوا بنا إلى بني واقف نزور البصير
رجل كان مكفوف البصر
رواه البزار واللفظ له والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير إبراهيم بن المستمر العروقي وهو ثقة
(8/319)
13601 - وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " انطلقوا بنا إلى بني واقف نزور البصير "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن عبد الرحمن المسروقي وهو ثقة إلا أن البزار قال : لم يروه من حديث جابر إلا حسين بن علي الجعفي وأحسبه أخطأ فيه
(8/319)
13602 - وعن عوف قال : قال عبد الله لأصحابه حين قدموا عليه : هل تجالسون ؟ قالوا : لا نترك ذاك . قال : فهل تزاورون ؟ قالوا : نعم يا أبا عبد الرحمن إن الرجل منا ليفقده أخاه فيمشي على رجليه إلى آخر الكوفة حتى يلقاه . قال : إنكم لن تزالوا بخير ما فعلتم ذلك
رواه الطبراني وإسناده منقطع
ص . 320
(8/319)
13603 - وعن حبيب بن إبراهيم بن سبيط أنه دخل على عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي فرمى إليه بوسادة كانت تحته وقال : من لم يكرم جليسه فليس من أحمد ولا من إبراهيم عليهما السلام
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(8/320)
13604 - وعن أبي هريرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا أبا هريرة زر غبا تزدد حبا "
رواه البزار والطبراني في الأوسط وقال البزار : لا يعلم فيه حديث صحيح
(8/320)
13605 - وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " زر غبا تزدد حبا "
رواه البزار وفيه عويد بن أبي عمران وهو متروك
(8/320)
13606 - وعن حبيب بن سلمة الفهري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " زر غبا تزدد حبا "
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن مخلد الرعيني وهو ضعيف
ص . 321
(8/320)
13607 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " زر غبا تزدد حبا "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات
(8/321)
13608 - وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " زر غبا تزدد حبا "
رواه الطبراني وإسناده جيد
(8/321)
18 - . ( أبواب في الضيف والضيافة )
(8/321)
1 - . باب ما جاء في الضيافة
(8/321)
13609 - عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " لا خير فيمن لا يضيف "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وحديثه حسن
(8/321)
13610 - وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه
رواه أحمد ورجاله ثقات
(8/321)
13611 - وعن سمرة بن جندب
ص . 322
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر بقرى الضيف
رواه الطبراني والبزار وإسناده ضعيف
(8/322)
13612 - وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
للضيف على من نزل به من الحق ثلاث فما زاد فهو صدقة وعلى الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل منزله
قلت : رواه أبو داود باختصار
رواه أبو يعلى والبزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات
(8/322)
13613 - وعن التلب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
الضيافة ثلاثة أيام حق لازم فما كان بعد ذلك فصدقة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفه
(8/322)
13614 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
قالها ثلاثا قال : وما كرامة الضيف يا رسول الله ؟ قال : " ثلاثة أيام فما جلس بعد ذلك فهو صدقة "
رواه أحمد مطولا هكذا ومختصرا بأسانيد وأبو يعلى والبزار وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح
(8/322)
13615 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 323
الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة وكل معروف صدقة
رواه البزار ورجاله ثقات
(8/322)
13616 - وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة "
رواه البزار ورجاله ثقات
(8/323)
13617 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف
(8/323)
13618 - وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه طارق أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
الضيافة ثلاثة أيام فما كان فوق ذلك فمعروف
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/323)
13619 - وعن زيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت والضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة
رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح
(8/323)
13620 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
ص . 324
رواه البزار وفي بعض رجاله ضعف وقد وثقوا
(8/323)
13621 - وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
رواه البزار وفيه محمد بن ثابت البناني وهو ضعيف
(8/324)
13622 - وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
رواه الطبراني وأحمد وإسنادهما حسن . ويأتي في كتاب الزهد في باب الصمت حديث عائشة وغيرها
(8/324)
13623 - وعن حميد الطويل عن أنس قال : دخل عليه قوم يعودونه في مرض له فقال : يا جارية هلمي لأصحابنا ولو كسرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " مكارم الأخلاق من أعمال الجنة "
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد
(8/324)
13624 - وعن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون : قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فاشتد فرحهم بنا فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا فرحب بنا النبي صلى الله عليه و سلم ودعا لنا ثم نظر إلينا فقال : " من سيدكم وزعيمكم ؟ " . فأشرنا جميعا إلى المنذر بن عائذ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أهذا الأشج ؟ " . فكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم بضربه [ بوجهه ] بحافر حمار قلنا : نعم يا رسول الله
ص . 325
فتخلف بعد القوم فعقل رواحلهم وضم متاعهم ثم أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر ولبس من صالح ثيابه ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقد بسط النبي صلى الله عليه و سلم رجله واتكأ فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له وقالوا : ههنا يا أشج . فقال النبي صلى الله عليه و سلم واستوى قاعدا وقبض رجله : " ههنا يا أشج " . فقعد عن يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم فرحب به وألطفه وسألهم عن بلادهم وسمى لهم قرية قرية الصفا والمشقر وغير ذلك من قرى هجر فقال : بأبي وأمي يا رسول الله لأنت أعلم بأسماء قرانا منا . فقال : " إني وطئت بلادكم وفسح لي فيها " . قال : ثم أقبل على الأنصار فقال : " يا معشر الأنصار أكرموا إخوانكم فإنهم أشباهكم في الإسلام أشبه شيء بكم أشعارا وأبشارا أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين إذا أبى قوم أن يسلموا حتى قتلوا " . قال : فلما أصبحوا قال : " وكيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إياكم ؟ " . قالوا : خير إخوان ألانوا فراشنا وأطابوا مطعمنا وباتوا وأصبحوا يعلمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه و سلم . فأعجبت النبي صلى الله عليه و سلم وفرح بها ثم أقبل علينا رجلا رجلا يعرضنا على من يعلمنا وعلمنا فمنا من علم التحيات وأم الكتاب والسورة والسورتين والسنن فأقبل علينا بوجهه فقال : " هل معكم من أزوادكم شيء ؟ " . ففرح القوم بذلك وابتدروا رواحلهم فأقبل كل رجل منهم معه صبرة من تمر فوضعها على نطع بين يديه وأومأ بجريدة في يده كان يتخصر بها فوق الذراع ودون الذراعين فقال : " تسمون هذا التعضوض ؟ " . قلنا : نعم . ثم أومأ إلى صبرة أخرى فقال : " تسمون هذا الصرفان ؟ " . قلنا : نعم . ثم أومأ إلى صبرة فقال : " تسمون هذا البرني ؟ " . قلنا : نعم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أما إنه من خير تمركم وأنفعه لكم "
ص . 326
قال : فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغرز منه وعظمت رغبتنا فيه حتى صار أعظم نخلنا وتمرنا البرني . قال : فقال الأشج : يا رسول الله إن أرضنا أرض ثقيلة وخمة وإنا إذا لم نشرب هذه الأشربة هيجت ألواننا وعظمت بطوننا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تشربوا في الدباء والحنتم والنقير وليشرب أحدكم على سقاء يلاث على فيه " . فقال له الأشج : بأبي وأمي يا رسول الله رخص لنا في مثل هذه وأومأ بكفيه . فقال : " يا أشج إني إن رخصت لك في مثل هذه - وقال بكفيه هكذا - شربته في مثل هذه " . وفرج بين يديه وبسطهما - يعني أعظم منها - " حتى إذا ثمل أحدكم من شرابه قام إلى ابن عمه فهزر ( ضرب ) ساقه بالسيف " . وكان في القوم رجل من بني عضل يقال له : الحارث قد هزرت ساقه في شراب لهم في بيت من الشعر تمثل به في امرأة منهم فقام بعض أهل ذلك البيت فهزر ساقه بالسيف فقال الحارث : لما سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم جعلت أسدل ثوبي فأغطي الضربة بساقي وقد أبداها [ الله ] لنبيه صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد ورجاله ثقات
(8/324)
13625 - وعن نمير بن خرشة الثقفي قال : وفدنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأدركناه بالجحفة فاستبشر الناس بقدومنا فأسلمنا وأمرهم بالقدوم معه إلى المدينة فكان يحض إخوانهم من الناس كل عشية عليهم يضيفونهم فيقول : " إخوانكم ضيفانكم كل امرئ بقدر ما وسع الله عليه " . فيقوم الرجل فيأخذ الرجل والرجلين وكان يأخذ الثلاثة عبد الرحمن بن عوف
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن يزيد المستملي وهو وضاع
(8/326)
2 - . باب أدب الضيف
(8/326)
13626 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 327
من ألبسه الله نعمة فليكثر من الحمد لله ومن كثرت همومه فليستغفر ومن أبطأ عنه رزقه فليكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ومن نزل مع قوم فلا يصومن إلا بإذنهم ومن دخل دار قوم فليجلس حيث أمروه فإن القوم أعلم بعورة دارهم
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وزاد فيه : " وإن من الذنب المسخوط به على صاحبه الحقد في الحسد والكسل في العبادة والضنك في المعيشة "
وفيه يونس بن تميم ذكره الذهبي في الميزان وذكر هذا الحديث في ترجمته ولم يذكر عن أحد تضعيفه
(8/326)
3 - . باب النهي عن التكلف
(8/327)
13627 - عن شقيق أو نحوه - شك قيس - أن سلمان دخل عليه رجل فدعا له بما كان عنده فقال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى - أو لولا أنا نهينا - أن يتكلف أحدنا لصاحبه لتكلفنا لك
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وأحد أسانيد الكبير رجاله رجال الصحيح
(8/327)
13628 - وعن شقيق بن سلمة قال : دخلت أنا وصاحب لي إلى سلمان
ص . 328
الفارسي فقال سلمان : لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن التكلف لتكلفت لكم ثم جاء بخبز وملح فقال صاحبي : لو كان في ملحنا صعتر فبعث سلمان بمطهرته فرهنها ثم جاء بصعتر فلما أكلنا قال صاحبي : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا . فقال سلمان : لو قنعت بما رزقك لم تكن مطهرتي مرهونة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطوسي وهو ثقة
(8/327)
13629 - وفي رواية عنده : نهانا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا
(8/328)
4 - . باب فيمن احتقر ما قدم إليه
(8/328)
13630 - عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : دخل علي جابر في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقدم إليهم خبزا وخلا فقال : كلوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
نعم الإدام الخل إنه هلاك بالرجل أن يدخل عليه النفر من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليهم وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وأبو يعلى إلا أنه قال : " وكفى بالمرء شرا أن يحتقر ما قرب إليه "
ص . 329
وفي إسناد أبي يعلى أبو طالب القاص ولم أعرفه وبقية رجال أبي يعلى وثقوا
(8/328)
13631 - وعن أبي عوانة أنه قال : صنعت طعاما فدعوت سليمان الأعمش فبلغني عنه أنه قال : إن وضاحا
دعانا على عرق عامر ورمان حامض قال : فلقيت رقبة بن مصقلة فشكوته إليه فقال : أكفيك . فلقيه فقال : يا أبا محمد دعاك أخ من إخواننا فأكرمك ثم تقول : على عرق عامر ورمان حامض ؟ أما والله ما علمتك إلا شرس الطبيعة دائم القطوب سريع الملل مستخف بحق الزور كأنك تسعط الخردل إذا سئلت الحكمة
رواه أبو يعلى وإسناده حسن
(8/329)
5 - . باب فيمن قدم إليه طعام فليأكل ولا يسأل عنه
(8/329)
13632 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاما فليأكل من طعامه ولا يسأل عنه وإن سقاه شرابا فليشرب من شرابه ولا يسأل عنه
رواه أحمد وأبو يعلى وفيه مسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجالهما رجال الصحيح
(8/329)
19 - . ( أبواب في المعروف ونحوه )
(8/329)
1 - . باب شكر المعروف ومكافأة فاعله
(8/329)
13633 - عن الأشعث بن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن أشكر الناس لله تبارك وتعالى أشكرهم للناس
ص . 330
(8/329)
13634 - وفي رواية : " لا يشكر الله من لا يشكر الناس "
رواه كله أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات
(8/330)
13635 - وعن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرا ما يقول لي : " يا عائشة ما فعلت أبياتك ؟ " . فأقول : وأي أبياتي تريد يا رسول الله فإنها كثيرة ؟ فيقول لي : " في الشكر " . فأقول : نعم بأبي أنت وأمي قال الشاعر :
ارفع ضعيفك لا يجر بك ضعفه . . . يوما فتدركه العواقب قد نما
يجزيك أو يثني عليك وإن من . . . أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
إن الكريم إذا أردت وصاله . . . لم تلف رثا حبله واهي القوى
قال : فيقول : " يا عائشة إذا حشر الله الخلائق يوم القيامة قال لعبد من عباده اصطنع إليه عبد من عباده معروفا : هل شكرته ؟ فيقول : أي رب علمت أن ذلك منك فشكرتك عليه . فيقول : لم تشكرني إن لم تشكر من أجريت ذلك على يديه "
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه ذاكر بن شيبة العسقلاني ضعفه الأزدي
(8/330)
13636 - وعن أبي المليح عن أسامة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لا يشكر الله من لا يشكر الناس "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/330)
13637 - وعن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أشكر الناس لله عز و جل أشكرهم للناس
ص . 331
رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن نعيم وهو ضعيف
(8/330)
13638 - وعن جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من لم يشكر للناس لم يشكر لله "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(8/331)
13639 - وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز و جل "
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(8/331)
13640 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من اصطنع إليكم معروفا فجازوه فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له حتى يعلم أنه قد شكرتم فإن الله شاكر يحب الشاكرين
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك وهو عند أبي داود والنسائي بلفظ :
حتى تروا أنكم قد كافأتموه
بدل : " حتى يعلم أن قد شكرتم " . دون ما بعده
(8/331)
13641 - وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من أتي إليه معروف فليكافئ به ومن لم يستطع فليذكره فإن من ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه صالح بن أبي الأخضر وقد وثق على ضعفه وبقية رجال أحمد ثقات
ص . 332
(8/331)
13642 - وعن طلحة - يعني ابن عبيد الله - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أولي معروفا فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(8/332)
13643 - وعن الحكم بن عمير قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له
رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف
(8/332)
13644 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا قال الرجل : جزاك الله خيرا . فقد أبلغ في الثناء
رواه الطبراني في الصغير وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف
(8/332)
13645 - وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بينما هو يمشي في شدة حر انقطع شسع نعله فجاء رجل بشسع فوضعه في نعله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو تعلم ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يفعل ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف
(8/332)
13646 - وعن ابن عباس قال : لو قال لي فرعون : بارك الله فيك . قلت : وفيك . وفرعون قد مات
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(8/332)
2 - . باب إتمام المعروف
(8/332)
13647 - ص . 333 عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " استتمام المعروف أفضل من ابتدائه "
رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد الرحمن بن قيس الضبي وهو متروك
(8/333)
3 - . باب شكر القليل
(8/333)
13648 - عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب
رواه عبد الله . وأبو عبد الرحمن راويه عن الشعبي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(8/333)
13649 - وعن أنس قال : أتى النبي صلى الله عليه و سلم سائل فأمر له بتمرة فلم يأخذها أو وحش بها
قال : وجاء آخر فأمر له بتمرة قال : سبحان الله تمرة من رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فقال لجارية :
اذهبي إلى أم سلمة وأعطيه الأربعين درهما التي عندها
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عمارة بن زاذان وثقه جماعة وضعفه الدارقطني
(8/333)
20 - . باب ما يقول إذا سئل عن حاله
(8/333)
13650 - عن أنس
ص . 334
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يلقى رجلا فيقول : " يا فلان كيف أنت ؟ " . فيقول : بخير أحمد الله . فيقول له النبي صلى الله عليه و سلم : " جعلك الله بخير " . فلقي النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال : " كيف أنت يا فلان ؟ " . قال : بخير إن شكرت . فسكت عنه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا نبي الله إنك كنت تسألني فتقول : " جعلك الله بخير " . وإنك اليوم سكت عني ؟ فقال له : " إني كنت أسألك فتقول : بخير أحمد الله . فأقول : جعلك الله بخير وإنك اليوم قلت : بخير إن شكرت فشككت فسكت عنك "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير مؤمل بن إسماعيل وهو ثقة وفيه ضعف
(8/334)
21 - . باب فيمن يرجى خيره وخير الناس وشرارهم
(8/334)
13651 - عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم وقف على ناس جلوس فقال : " أخبركم بخيركم من شركم ؟ " . فسكت القوم فأعادها ثلاث مرات فقال رجل من القوم : بلى يا رسول الله . قال : " خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره "
رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
(8/334)
13652 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بشراركم ؟ " . قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله . قال : " إن شراركم الذي ينزل وحده ويجلد عبده ويمنع رفده " . قال : " أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ " . قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله . قال : " من يبغض الناس ويبغضونه " . قال : " أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ " . قالوا : " بلى إن شئت يا رسول الله . قال : " الذين لا يقيلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغفرون ذنبا " . قال : " أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ " . قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره "
ص . 335
رواه الطبراني وفيه عنبس بن ميمون وهو متروك
(8/334)
13653 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ألا أنبئكم بشراركم ؟ " . قالوا : بلى . قال : " شراركم من يتقى شره ولا يرجى خيره وخياركم من يرجى خيره ولا يتقى شره "
رواه أبو يعلى وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك
(8/335)
22 - . باب فيمن يصلح له المعروف
(8/335)
13654 - عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن المعروف لا يصلح إلا لذي حسب أو دين أو لذي حلم
رواه الطبراني وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك
(8/335)
13655 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تدخل بيتك إلا تقيا ولا تول معروفك إلا مؤمنا
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من أعرفهم
(8/335)
13656 - وعن عائشة مرفوعا قالت :
لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين كما لا تصلح الرياضة إلا في النجيب
رواه البزار وفيه عبيد بن القاسم وهو كذاب
(8/335)
23 - . باب أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما
(8/335)
تقدم
(8/335)
24 - . باب تنقه وتوقه
(8/335)
تقدم
(8/335)
25 - . باب أخبر تقله
(8/335)
تقدم هذا كله في الأدب
(8/335)
26 - . باب سيكون الناس ذئاب
(8/335)
تقدم في الأدب
(8/335)
27 - . باب مداراة الناس ومن لا يؤمن شره
(8/335)
نقدم في الأدب وبقي منها شيء
(8/335)
13657 - ص . 336 وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن أول هذه الأمة خيارهم وآخرها شرارهم مختلفين متفرقين فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلتأته منيته وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه
رواه الطبراني وفيه المفضل بن معروف ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(8/336)
28 - . ( بابان في الحقوق )
(8/336)
1 - . باب حق المسلم على المسلم
(8/336)
13658 - عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول :
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله
ويقول :
والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما
وكان يقول :
للمسلم على أخيه من المعروف ست : يشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض وينصحه إذا غاب ويشهده ويسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويتبعه إذا مات
ص . 337
[ ونهى عن هجر المسلم أخاه فوق ثلاث ]
رواه أحمد وإسناده حسن
(8/336)
13659 - وعن رجل من بني سليط قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو في أزفلة ( جماعة ) من الناس فسمعته يقول : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى ههنا "
قال حماد : وقال بيده إلى صدره
رواه أحمد بأسانيد وإسناده حسن . ورواه أبو يعلى بنحوه
(8/337)
13660 - وعن عبد الرحمن بن عوف بن زياد بن أنعم قال : سمعت أبي يقول : إنه جمعهم مرسا لهم في البحر ومركب أبي أيوب الأنصاري . قال : فلما حضر غداؤنا أرسلنا إلى أبي أيوب وإلى أهل مركبه [ فأتى أبو أيوب ] فقال : دعوتموني وأنا صائم وكان علي من الحق أن أجيبكم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
للمسلم على أخيه المسلم ست خصال واجبة فمن ترك خصلة منها فقد ترك حقا واجبا : إذا دعاه أن يجيبه وإذا لقيه أن يسلم عليه وإذا عطس أن يشمته وإذا مرض أن يعوده وإذا مات أن يشيع جنازته وإذا استنصحه أن ينصحه
قال : وكان فينا رجل مزاح وكان على نفقاتنا رجل فقال المزاح للذي يلي الطعام : جزاك الله خيرا وبرا . فلما أكثر عليه جعل يغضب ويشتمه فقال المزاح : يا أبا أيوب كيف ترى في رجل إذا أنا قلت له : جزاك الله خيرا وبرا غضب وشتمني ؟ فقال أبو أيوب : كنا نقول : من لم يصلحه الخير أصلحه الشر فأقلب له . فلما جاء
ص . 338
ذلك الرجل قال له ذلك المزاح : جزاك الله شرا عسرا . فضحك الرجل ورضي وقال : إنك لا تدع بطالتك [ على كل حال ] فقال المزاح : جزى الله أبا أيوب خيرا وبرا فقد قال لي
رواه الطبراني وعبد الرحمن وثقه يحيى القطان وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
(8/337)
13661 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
حق المؤمن على المؤمن ست خصال : يسلم عليه إذا لقيه ويشمته إذا عطس وإذا دعاه أن يجيبه وإذا مرض أن يعوده وإذا مات أن يشهده وإذا غاب أن ينصحه
(8/338)
13662 - وفي رواية : " وإن دعاه ولو على كراع أجابه "
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين رجال أحدهما ثقات
(8/338)
13663 - وعن واثلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى ههنا - وأشار بيده إلى القلب - وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم
قلت : عزاه في الأطراف باختصار إلى أبي داود في غير رواية اللؤلؤي
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات
(8/338)
13664 - وعن عبيد الله بن زياد الحضرمي قال : لقي مالك بن دينار سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو راكب على حمار ساقطة أذناه رث السرج والثياب فقال له سالم : ممن الرجل ؟ فقال له : منك وإليك ومن بعض مواليك . فقال : حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 339
المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يخونه ولا يسلمه في مصيبة نزلت به وإن تلف خيار العرب والموالي يحب بعضهم بعضا لا يجدون من ذلك بدا وإن تلف شر الفريقين يبغض بعضهم بعضا لا يجدون من ذلك بدا
رواه الطبراني وإسناده جيد
(8/338)
13665 - وعن عبد الله قال : للمسلم على المسلم ست بالمعروف : يسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويشمته إذا عطس ويشهده إذا مات وينصح له بالغيب ويحب له ما يحب لنفسه
رواه الطبراني وقال : لم يرفعه أبو جعفر الفراء ورفعه أبو إسحاق السبيعي ولم يسق إسناده إلى أبي إسحاق ورجاله ثقات
(8/339)
13666 - وعن ابن عمر قال : سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن رجل فقال : " من يعرفه ؟ " فقال رجل منهم : أنا
قال : " ما اسمه ؟ " . قال : لا أدري . قال : " اسم أبيه ؟ " . قال : لا أدري . قال : " ليست هذه معرفة بمعرفة حتى تعرف اسمه واسم أبيه وقبيلته إن مرض عدته وإن مات اتبعت جنازته "
رواه الطبراني وفيه عمر بن دينار قهرمان آل الزبير وهو متروك
(8/339)
2 - . باب إكرام المسلم
(8/339)
تقدم في أوائل الأدب
(8/339)
29 - . باب أحب للناس ما تحب لنفسك
(8/339)
13667 - عن خالد بن عبد الله القشيري عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لجده يزيد بن أسد :
ص . 340
أحب للناس ما تحب لنفسك
(8/339)
13668 - وفي رواية عن خالد أيضا قال : حدثني أبي عن جدي أنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أتحب الجنة ؟
قال : قلت : نعم . قال : " أحب لأخيك ما تحب لنفسك "
رواه عبد الله والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه ورجاله ثقات
(8/340)
13669 - وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول صلى الله عليه و سلم :
من سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات
(8/340)
30 - . باب رحمة الناس
(8/340)
13670 - عن أبي سعيد - يعني الخدري - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إن من لا يرحم الناس لا يرحم "
رواه أحمد وفيه عطية - أي العوفي - وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/340)
13671 - وعن أبي موسى الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
لن تؤمنوا حتى تراحموا
قالوا : يا رسول الله كلنا رحيم . قال : " إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة الناس رحمة العامة "
ص . 341
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(8/340)
13672 - وعن جرير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(8/341)
13673 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
والذي نفسي بيده لا يضع الله رحمته إلا على رحيم
قالوا : يا رسول الله كلنا يرحم . قال : " ليس برحمة أحدكم صاحبه يرحم الناس كافة "
رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا إلا أن ابن إسحاق مدلس
(8/341)
13674 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء
رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة ورجال أبي يعلى رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه فهو مرسل
(8/341)
13675 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من لا يرحم لا يرحم "
رواه البزار والطبراني وفيه عطية وقد وثق على ضعفه وبقية رجال البزار رجال الصحيح
(8/341)
13676 - وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 342
من لا يرحم لا يرحم
رواه البزار وفيه من لم أعرفه
(8/341)
13677 - وعن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " من لم يرحم الناس لم يرحمه الله "
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(8/342)
13678 - وعن معاوية بن حيدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من لا يرحم الناس فلن يرحمه الله "
وفيه زكريا بن أبي عبيدة وفيه ضعف
(8/342)
13679 - وعن الأشعث بن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من لم يرحم المسلمين فلن يرحمه الله
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه . قلت : وتأتي أحاديث في التوبة من هذا الباب
(8/342)
31 - . باب مثل المؤمن من أهل الإيمان
(8/342)
13680 - عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن من أهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح
(8/342)
13681 - وعن بشير بن سعد - صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 343
منزلة المؤمن من المؤمن منزلة الرأس من الجسد متى ما اشتكى الجسد اشتكى له الرأس ومتى ما اشتكى الرأس اشتكى سائر الجسد
رواه الطبراني وفيه عبد الله المديني وهو متروك
(8/342)
13682 - وعن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن نبهان وهو ضعيف
(8/343)
32 - . باب مكارم الأخلاق والعفو عمن ظلم
(8/343)
13683 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/343)
13684 - وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الأفعال
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن إبراهيم القرشي وهو ضعيف
(8/343)
13685 - وعن أنس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " مكارم الأخلاق من أعمال الجنة "
رواه الطبراني في الأوسط في حديث تقدم في الضيافة
(8/343)
13686 - وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله جميل يحب الجمال ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها
ص . 344
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه
(8/343)
13687 - وعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل كريم يحب الكرماء ويحب معالي الأمور ويكره سفسافها
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال : " يحب معالي الأخلاق " . ورجال الكبير ثقات
(8/344)
13688 - وعن حسين بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها
رواه الطبراني وفيه خالد بن إلياس ضعفه أحمد وابن معين والبخاري والنسائي وبقية رجاله ثقات
(8/344)
13689 - وعن عقبة بن عامر قال : ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذت بيده فقلت : يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال . فقال :
يا عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك وأعرض عمن ظلمك
(8/344)
13690 - وفي رواية : " واعف عمن ظلمك "
رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي أحمد رجاله ثقات
(8/344)
13691 - وعن علي قال : قال لي النبي صلى الله عليه و سلم :
ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة ؟ أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وأن تعفو عمن ظلمك
ص . 345
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحارث وهو ضعيف
(8/344)
13692 - وعن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا أدلكم على خير أخلاق الدنيا والآخرة ؟ من وصل من قطعه وعفا عمن ظلمه وأعطى من حرمه
رواه الطبراني وفيه محمد بن جابر السحيمي وهو متروك . ورواه مرسلا وفيه من لم أعرفه
(8/345)
13693 - وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
أفضل الفضائل : أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن شتمك
رواه الطبراني وفيه زبان بن فائد وهو ضعيف
(8/345)
13694 - وعن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات ؟
قالوا : نعم يا رسول الله . قال : " تحلم عن من جهل عليك وتعفو عن من ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك "
رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب
(8/345)
13695 - وعن عبادة أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا أنبئكم بما يشرف الله تعالى به البنيان ويرفع به الدرجات ؟
قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " أن تحلم على من جهل عليك وأن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عن من ظلمك "
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف
ص . 346
(8/345)
13696 - وعن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من سره أن يشرف له البنيان وأن ترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف
(8/346)
13697 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته
قال : ما هن يا رسول الله ؟ بأبي أنت وأمي . قال : " تعطي من حرمك وتصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك " . قال : فإذا فعلت هذا فما لي يا نبي الله ؟ قال : " يدخلك الله الجنة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف
(8/346)
13698 - وعن أبي هريرة أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه و سلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يعجب ويبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه و سلم وقام فلحقه أبو بكر فقال : يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت ؟ قال :
إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان
ثم قال : " يا أبا بكر ثلاث كلهن حق : ما من عبد ظلم بمظلمة فيفضي عنها لله عز و جل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده بها كثرة وما فتح باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة "
قلت : روى أبو داود منه إلى قوله : " فلم أكن لأقعد مع الشيطان "
رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح
ص . 347
(8/346)
13699 - وعن السائب بن عبد الله قال : جيء بي إلى النبي صلى الله عليه و سلم [ يوم فتح مكة ] جاء بي عثمان بن عفان وزهير فجعلوا يثنون علي عنده فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تعلموني به قد كان صاحبي في الجاهلية " . قال : قال : نعم يا رسول الله فنعم الصاحب كنت . قال : فقال : " يا سائب انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاصنعها في الإسلام : أقر الضيف وأكرم اليتيم وأحسن إلى جارك "
قلت : رواه أبو داود باختصار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/347)
13700 - وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من لم تكن فيه واحدة من ثلاث فلا يجني من عمله : تقوى تحجزه عن معاصي الله أو حلم يكف به سفيها أو خلق يعيش به في الناس
وأن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من كان فيه واحدة من ثلاث وزوجه الله من الحور العين : من كانت عنده أمانة خفية شهية فأداها مخافة الله أو رجل عفا عن قاتله أو رجل قرأ : { قل هو الله أحد } دبر كل صلاة
رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد بن عرق وضعفه الذهبي
(8/347)
13701 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من عفا عند قدرة عفا الله عنه يوم العسرة
رواه الطبراني وفيه العلاء بن كثير وهو ضعيف
(8/347)
33 - . ( أبواب في قضاء الحوائج ونحوها )
(8/347)
1 - . باب فضل قضاء الحوائج
(8/347)
13702 - ص . 348 عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من مشى إلى حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة إلى أن يرجع من حيث فارقه فإن قضيت حاجته خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وإن هلك فيا من هالك دخل الجنة بغير حساب
رواه أبو يعلى وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك
(8/348)
13703 - وعن أنس أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة يخطوها سبعين حسنة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك
(8/348)
13704 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من ألطف مؤمنا أو خف في شيء من حوائجه صغر ذلك أو كبر كان حقا على الله أن يخدمه من خدم الجنة
رواه البزار وفيه معلى بن ميمون وهو متروك
(8/348)
13705 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا وسبعين حسنة واحدة منهن يصلح الله بها له أمر دنياه وآخرته واثنتين وسبعين في الدرجات
رواه أبو يعلى والبزار وفي إسنادهما زياد بن أبي حسان وهو متروك
ص . 349
(8/348)
13706 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله
رواه أبو يعلى والبزار وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك
(8/349)
13707 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمير وهو أبو هارون القرشي متروك
(8/349)
13708 - وعن ابن عمر أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أحب الناس إلى الله عز و جل أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا في مسجد المدينة ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه سكين بن سراج وهو ضعيف
(8/349)
13709 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 350
من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو تيسير عسير أعانه الله على إجازة الصراط عند دحض الأقدام
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه إبراهيم بن هشام النسائي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره
(8/349)
13710 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس تفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله
رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن أيوب وضعفه الجمهور وحسن حديثه الترمذي وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/350)
13711 - وعن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو إدخال سرور رفعه الله في الدرجات العلا في الجنة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم ورواه بإسناد آخر ضعيف ورواه في الأوسط
(8/350)
13712 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن الله عز و جل قال : أنا خلقت الخير والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخير وويل لمن قدرت على يده الشر
رواه الطبراني وفيه مالك بن يحيى النكري وهو ضعيف
ص . 351
(8/350)
13713 - وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لله عند أقوام نعما يقرها عندهم ما كانوا في حوائج الناس ما لم يملوا فإذا ملوا نقلها إلى غيرهم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك
(8/351)
13714 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرهم فيها ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن حسان السمتي وثقه ابن معين وغيره وفيه لين ولكن شيخه أبو عثمان عبد الله بن زيد الحمصي ضعفه الأزدي
(8/351)
13715 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد
(8/351)
13716 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكافه عشر سنين ومن اعتكف
ص . 352
يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد
(8/351)
13717 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من فرج عن مسلم كربة جعل الله تعالى له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضيء بضوئهما عالم لا يحصيهم إلا رب العزة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه العلاء بن سلمة بن عثمان وهو ضعيف
(8/352)
13718 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وضعفه غيره
(8/352)
13719 - وعن الحسن بن علي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه جهم بن عثمان وهو ضعيف
(8/352)
13720 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنة
ص . 353
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمر بن حبيب القاضي وهو ضعيف
(8/352)
13721 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من لقي أخاه المسلم بما يحب الله ليسره بذلك سره الله عز و جل يوم القيامة
رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن
(8/353)
13722 - وعن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من نفس عن مؤمن كربة من كربه نفس الله كربه يوم القيامة ومن ستر على مؤمن عورته ستر الله عورته ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربته
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه شعيب بياع الأنماط وهو مجهول
(8/353)
13723 - وعن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لا يزال الله في حاجة العبد ما دام في حاجة أخيه
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(8/353)
13724 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من فرج عن مسلم كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر عورة مسلم ستر الله عورته عليه يوم القيامة والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه
ص . 354
رواه الطبراني في الأوسط وفي الكبير طرف من آخره وفيه عبيد الله بن زحر وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون وبقية رجاله ثقات
(8/353)
13725 - وعن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله تعالى بخمسة وسبعين ألف ملك يدعون له ولم يزل يخوض في الرحمة حتى يفرغ فإذا فرغ كتب الله له حجة وعمرة
فذكر الحديث
وقد تقدم في الجنائز في عيادة المريض
(8/354)
13726 - وعن معاوية بن حيدة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن صدقة السر تطفئ غضب الرب وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء وإن صلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنه كنز من كنوز الجنة وإن فيها شفاء من كل داء أدناها الهم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أصبغ غير معروف وبقية رجاله وثقوا وفيهم خلاف
(8/354)
13727 - وعن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أفضل الصدقة اللسان
فقيل : يا رسول الله وما صدقة اللسان ؟ قال : " الشفاعة يفك بها الأسير ويحقن بها الدم وتجر بها المعروف والإحسان إلى أخيك وتدفع بها عنه الكريهة "
رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف
(8/354)
2 - . باب فيمن رحم طالب حاجة
(8/354)
13728 - ص . 355 عن سهل بن سعد أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وعنده أصحابه فأطافت بهم فلم تجد مكانا ففطن لها رجل فقام وجلست فقضت حاجتها ثم قامت فقال النبي صلى الله عليه و سلم للرجل : " أتعرفها ؟ " . قال : لا . قال : " فرحمتها رحمك الله " [ ثلاثا ]
رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن سليمان وثقه أبو داود وغيره وضعفه ابن معين وغيره وبقية رجاله ثقات
(8/355)
3 - . باب ما يفعل طالب الحاجة وممن يطلبها
(8/355)
13729 - عن ابن عباس قال : لا تطلبن حاجة إلى أعمى ولا تطلبها ليلا وإذا طلبت الحاجة فاستقبل الرجل بوجهك فإن الحياء في العينين وباكر حاجتك فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " اللهم بارك لأمتي في بكورها "
رواه الطبراني وفيه عمرو بن مساور وهو ضعيف
(8/355)
13730 - وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه "
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه عمر بن صهبان وهو متروك
(8/355)
13731 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من آتاه الله وجها حسنا واسما حسنا وجعله في موضع غير شائن فهو صفوة الله من خلقه
ص . 356
وقال ابن عباس : قال الشاعر :
أنت شرط النبي إذ قال يوما . . . فابتغوا الخير في صباح الوجوه
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه خلف بن خالد البصري وهو ضعيف
(8/355)
13732 - وعن مجاهد عن ابن عباس - أراه رفعه - قال : " اطلبوا الخير إلى حسان الوجوه "
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش بن حوشب وثقه ابن حبان وقال : ربما أخطأ وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات
(8/356)
13733 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك
(8/356)
13734 - وعن يزيد بن خصيفة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
التمسوا الخير عند حسان الوجوه
رواه الطبراني من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه وكلاهما ضعيف
(8/356)
13735 - وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " التمسوا الخير عند حسان الوجوه "
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم
ص . 357
(8/356)
13736 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
التمسوا الخير إلى الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإنهم ينتظرون سخطي
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن مروان السدي الصغير وهو متروك
(8/357)
4 - . باب شكر المعروف والثناء على فاعله
(8/357)
تقدم في الكراسة قبل هذه
(8/357)
5 - . باب كتمان الحوائج
(8/357)
13737 - عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه سعيد بن سلام العطار قال العجلي : لا بأس به وكذبه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ
(8/357)
13738 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن لأهل النعم حسادا فاحذروهم "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان
(8/357)
35 - . باب إكرام النعم وتقييدها بالطاعة
(8/357)
13739 - عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 358
أحسنوا جوار نعم الله لا تنفروها فقلما زالت عن قوم فعادت إليهم
رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف
(8/357)
36 - . باب الإحسان إلى الدواب
(8/358)
13740 - عن ضرار بن الأزور قال : هدينا لرسول الله صلى الله عليه و سلم لقحة ( ناقة حلوبا ) فحلبتها فلما أخذت لأجهدها قال : " لا تفعل دع داعي اللبن "
رواه أحمد والطبراني وقال : " دع دواعي اللبن ودع لي " . بأسانيد ورجال أحدها رجال ثقات
(8/358)
13741 - وعن نقادة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا نقادة أبغني ناقة حلبانة ركبانة غير أن لا تولد والدة
قال : فجئت فبغيتها في نعم فلم أجد ناقة مريا ذلولا ووجدتها في نعم ابن عم لي فقدمت بها على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا نقادة أبق دواعي الدر " أو قال : " دواعي اللبن "
رواه الطبراني
(8/358)
13742 - وفي رواية : بعث عمي بلقوح إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي : " احلبها " . فحلبتها فقال : " يا نقادة دع دواعي اللبن " . قال : فتركت أخلاقها قائمة لم تنفض اللبن كله
وهذه الرواية رواها الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناد الرواية الأولى : إسحاق الفروي وهو متروك وفي إسناد الثانية : يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك وجماعة لا يعرفون
ص . 359
(8/358)
13743 - وعن عبد الله بن عمرو قال : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم برجل يحلب شاة فقال :
أي فلان إذا حلبت فأبق لولدها فإنها من أبر الدواب
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح غير عبد الله بن جبارة وهو ثقة
(8/359)
13744 - وعن سوادة بن الربيع قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فسألته فأمر لي بذود ثم قال لي :
إذا رحت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم ومرهم فليقلموا أظفارهم لا يغيطوا بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا
رواه أحمد وإسناده جيد
(8/359)
13745 - عن الزبير قال : سألت جابرا : أبصرت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي راكبا ؟ فقال : نعم . ثم أتاه رجل قد اشترى ناقة ليدعو الله عليها فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يصلي فسكت رسول لله صلى الله عليه و سلم ثم دعا له حين سلم
قلت : هو في الصحيح غير قصة الناقة والدعاء لها
رواه أحمد وإسناده حسن
(8/359)
13746 - وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الظهر فوجد ناقة معقولة فقال : " أين صاحب هذه الراحلة ؟ " . فلم يستجب له أحد فدخل المسجد فصلى حتى فرغ فوجد الراحلة كما هي فقال : " أين صاحب هذه الراحلة ؟ "
ص . 360
فاستجاب له صاحبها فقال : أنا يا نبي الله . فقال : " ألا تتقي الله تعالى فيها ؟ إما أن تعقلها وإما أن ترسلها حتى تبتغي لنفسها "
رواه الطبراني وإسناده جيد
(8/359)
كتاب فيه ذكر الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه على نبينا وعليهم أجمعين
(8/360)
35 - . باب ذكر أبينا آدم أبي البشر صلى الله عليه و سلم
(8/360)
13747 - ص . 363 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن الله خلق آدم من تراب ثم جعله طينا ثم تركه حتى إذا كان حمأ مسنونا خلقه وصوره ثم تركه حتى إذا كان صلصالا كالفخار - قال : فكان إبليس يمر به فيقول : لقد خلقت لأمر عظيم - ثم نفخ الله فيه من روحه فكان أول شيء جرى فيه الروح بصره وخياشيمه فعطس فلقاه أنه حمد ربه فقال الرب : يرحمك ربك . ثم قال : يا آدم اذهب إلى أولئك النفر فقل لهم وانظر ما يقولون . فجاء فسلم عليهم فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله . فجاء إلى ربه فقال : ماذا قالوا لك ؟ - وهو أعلم بما قالوا له - قال : يا رب لما سلمت عليهم قالوا : وعليك السلام ورحمة الله . قال : يا آدم هذه تحيتك وتحية ذريتك . قال : يا رب وما ذريتي ؟ قال : اختر [ يدي ] يا آدم . قال : أختار يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين فبسط الله كفه فإذا كل ما هو كائن من ذريته في كف الرحمن عز و جل
فذكر الحديث
رواه أبو يعلى وفيه إسماعيل بن رافع قال البخاري : ثقة مقارب الحديث وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 364
(8/363)
13748 - وعن أبي موسى - رفعه - قال :
لما أخرج الله آدم من الجنة زوده من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شيء فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه تغير وتلك لا تغير
رواه البزار والطبراني ورجاله ثقات
(8/364)
13749 - وعن أبي بريدة - رفعه - قال :
لو أن بكاء داود صلى الله عليه و سلم وبكاء جميع أهل الأرض يعدل ببكاء آدم ما عدله
رواه الطبراني في لأوسط ورجاله ثقات
(8/364)
13750 - وعن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله آدم أنبي كان ؟ قال : " نعم كان نبيا رسولا كلمه الله قبلا قال له : { يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة } "
رواه الطبراني في الأوسط وأحمد بنحوه في حديث طويل وفيه المسعودي وقد اختلط
(8/364)
13751 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا أخبركم بأفضل الملائكة ؟ جبريل عليه السلام وأفضل النبيين آدم وأفضل الأيام يوم الجمعة وأفضل الشهور شهر رمضان وأفضل الليالي ليلة القدر وأفضل النساء مريم بنت عمران
ص . 365
رواه الطبراني وفيه نافع بن هرمز وهو متروك
(8/364)
13752 - وعن عبد الرحمن بن قتادة السلمي : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
خلق الله آدم
قال : فذكر الحديث
رواه الطبراني وإسناده حسن
(8/365)
13753 - وعن أبي برزة قال :
إن آدم لما طوطى عن كلام الملائكة وكان يستأنس لكلامهم بكى على الجنة مائة سنة فقال الله تعالى : يا آدم ما يحزنك ؟ قال : كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنة ولا أدري أعود إليها أم لا ؟ فقال الله : يا آدم قل : اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك اللهم وبحمدك رب إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين . والثانية : اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين . والثالثة : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك لا شريك لك رب عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم . فهذه الكلمات التي أنزل الله على محمد صلى الله عليه و سلم : { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم } قال : وهي لولده من بعده . وقال آدم لابن له يقال له : هبة الله - ويسميه أهل التوراة وأهل الإنجيل شيث - : تعبد لربك وسله : يردني إلى الجنة أم لا ؟ فتعبد وسأل فأوحى الله إليه : إني أرده إلى الجنة . قال : أي رب إني لم آمن أبي أحسب أن أبي سيسألني العلامة . فألقى الله إليه سوارا من أسورة الجنة فلما أتاه قال : ما وراءك ؟ قال : أبشر قد أخبرني أنه رادك إلى الجنة . قال : فما سألته العلامة ؟ فأخرج السوار فعرفه فخر ساجدا فبكى حتى سال من عينيه نهر من دموع وآثاره تعرف بالهند وذكر أن كنز الذهب بالهند مما ينبت من ذلك السوار ثم قال :
ص . 366
استطعم لي ربك من ثمر الجنة . فلما خرج من عنده مات آدم فجاء جبريل عليه السلام فقال : إلى أين ؟ فقال : إن أبي أرسلني أن أطلب إلى ربي أن يطعمه من ثمر الجنة . قال : فإن ربه قضى أن لا يأكل منها شيئا حتى يعاد إليها وإنه قد مات فارجع فواره . فأخذ جبريل عليه السلام فغسله وكفنه وحنطه وصلى عليه ثم قال جبريل : هكذا فاصنعوا بموتاكم
رواه الطبراني وفيه سوار بن مصعب وهو متروك
(8/365)
13754 - وعن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن آدم غسلته الملائكة بماء وسدر وكفنوه وألحدوا له ودفنوه وقالوا : هذه سنتكم يا بني آدم في موتاكم
(8/366)
13755 - وفي رواية : " لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وترا ولحدت له وقالت : هذه سنة آدم وولده "
رواه كله الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما الحسين بن أبي السري وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وكذلك روح بن أسلم في السند الآخر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور
(8/366)
13756 - وعن عتي قال : رأيت شيخا بالمدينة يتكلم فسألت عنه فقالوا : هذا أبي بن كعب . فقال :
إن آدم صلى الله عليه و سلم حضره الموت فقال لبنيه : أي بني إني أشتهي من ثمار الجنة . فذهبوا يطلبون له فاستقبلتهم الملائكة معهم أكفانه وحنوطه ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل فقالوا : يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون ؟ أو ما تريدون وأين تذهبون ؟ قالوا : أبونا مريض فاشتهى من ثمار الجنة . قالوا لهم : ارجعوا فقد قضى أبوكم . فجاؤوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم فقال : إليك عني فإنما أتيت من قبلك خلي بيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى . فقبضوه
ص . 367
وغسلوه وكفنوه وحنطوه وحفروا له ولحدوا له فصلوا عليه ثم دخلوا قبره فوضعوه في قبره ووضعوا عليه اللبن ثم خرجوا من القبر ثم حثوا عليه ثم قالوا : يا بني آدم هذه سنتكم
رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عتي بن ضمرة وهو ثقة
(8/366)
2 - . باب في ذكر إدريس صلى الله عليه و سلم
(8/367)
13757 - عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن إدريس صلى الله عليه و سلم كان صديقا لملك الموت فسأله أن يريه الجنة والنار فصعد بإدريس فأراه النار ففزع منها وكاد يغشى عليه فالتف عليه ملك الموت بجناحه فقال ملك الموت : أليس قد رأيتها ؟ قال : بلى ولم أر كاليوم قط . ثم انطلق به حتى أراه الجنة فدخلها فقال ملك الموت : انطلق قد رأيتها . قال : إلى أين ؟ قال ملك الموت : حيث كنت . قال إدريس : لا والله لا أخرج منها بعد أن دخلتها . فقيل لملك الموت : أليس أنت أدخلته إياها ؟ وأنه ليس لأحد دخلها أن يخرج منها ؟
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو متروك
(8/367)
3 - . باب في ذكر نوح صلى الله عليه و سلم
(8/367)
13758 - عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لو رحم الله من قوم نوح أحدا لرحم أم الصبي
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
كان نوح صلى الله عليه و سلم مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم حتى كان آخر زمانه وغرس شجرة فعظمت وذهبت كل مذهب ثم قطفها وجعل يعملها سفينة ويمرون عليه يسألونه فيقول : أعملها سفينة . فيسخرون منه ويقولون : يعمل سفينة في البر وكيف تجري ؟ قال : سوف تعلمون . فلما فرغ منها وفار التنور وكثر
ص . 368
الماء في السكك خشيت أم الصبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه فلما بلغها الماء خرجت حتى بلغت ثلثي الجبل فلما بلغها الماء خرجت به حتى استوت به على الجبل فلما بلغ الماء فيها رفعته بيديها حتى ذهب بهما الماء فلو رحم الله منهم أحدا رحم الصبي
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن يعقوب الزمعي وثقه ابن معين وغيره وضعفه ابن المديني وبقية رجاله ثقات
(8/367)
4 - . باب في ذكر إبراهيم الخليل وبنيه صلى الله على نبينا وعليهم وسلم
(8/368)
13759 - عن أبي طفيل قال : قلت لابن عباس : يزعم قومك أن النبي صلى الله عليه و سلم سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة ؟ قال : صدقوا إن إبراهيم عليه السلام لما أمر بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم عليه السلام ثم ذهب به جبريل عليه السلام إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان - قال سريج : شيطان - فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات قال : قد تله . قال يونس : ثم تله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض قال : يا أبت ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه : أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا . فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين "
قلت : فذكر الحديث وقد تقدم في الحج
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي وهو ثقة
وقد تقدم له طريق رواها أحمد والطبراني وفيها أن الذبيح إسحاق وفيها عطاء بن السائب وقد اختلط
ص . 369
(8/368)
13760 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله اتخذ إبراهيم خليلا
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف
(8/369)
13761 - وعن سمرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنا :
إن الأنبياء يوم القيامة كل اثنين منهم خليلان دون سائرهم
قال : " فخليل منهم يومئذ خليل الله إبراهيم عليه السلام "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/369)
13762 - وعن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لما عرج بإبراهيم رأى رجلا يفجر بامرأة فدعا عليه فأهلك ثم رأى رجلا على معصية فدعا عليه فأوحى الله إليه : إنه عبدي وإن مصيره مني خصال ثلاث : إما أن يتوب فأتوب عليه وإما أن يستغفرني فأغفر له وإما أن يخرج من صلبه من يعبدني يا إبراهيم أما علمت أن من أسمائي إني أنا الصبور ؟
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن أبي علي اللهبي وهو متروك
(8/369)
13763 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن في الجنة ذخرا من درة لا صدع فيه ولا وهن أعده الله لخليله إبراهيم صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه ورجالهما رجال الصحيح
ص . 370
(8/369)
13764 - وعن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أريت الأنبياء فأنا شبيه إبراهيم عليه السلام
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف
(8/370)
13765 - وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " أول من يكسى من الخلائق إبراهيم - يعني يوم القيامة - "
رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس
(8/370)
13766 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لما ألقي إبراهيم في النار قال : اللهم إنك في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك
رواه البزار وفيه عاصم بن عمر بن حفص وثقه ابن حبان وقال : يخطئ ويخالف وضعفه الجمهور
(8/370)
13767 - وعن العباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
قال داود صلى الله عليه و سلم : أسألك بحق آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب فقال : أما إبراهيم فألقي في النار فصبر من أجلي وتلك بلية لم تنلك وأما إسحاق فبذل نفسه ليذبح فصبر من أجلي وتلك بلية لم تنلك وأما يعقوب فغاب عنه يوسف وتلك بلية لم تنلك
ص . 371
رواه البزار من رواية أبي سعيد عن علي بن زيد وأبو سعيد لم أعرفه وعلي بن زيد ضعيف وقد وثق
(8/370)
13768 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سئل : من أكرم الناس ؟ قال :
يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله
رواه الطبراني وبقية مدلس وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه
(8/371)
13769 - وعن أبي الأحوص قال : فاخر أسماء بن خارجة رجلا فقال : أنا ابن الأشياخ الكرام . فقال عبد الله : ذاك يوسف بن يوسف بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله
رواه الطبراني موقوفا بإسنادين رجال أحدهما ثقات غير أن مشايخ الطبراني لم أعرفهم
(8/371)
13770 - وعن ابن عباس قال : قيل : يا رسول الله من السيد ؟ قال :
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
قالوا : فما في أمتك سيد ؟ قال : " بلى رجل أعطي مالا حلالا ورزق سماحة فأدنى الفقير وقلت شكاته الناس "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه نافع أبو هرمز وهو متروك
(8/371)
5 - . باب ذكر إسماعيل الذبيح صلى الله عليه و سلم
(8/371)
تقدم الحديث في أول الباب قبل هذا
(8/371)
6 - . باب ذكر إسحاق صلى الله عليه و سلم
(8/371)
13771 - عن العباس - يعني ابن عبد المطلب - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الذبيح إسحاق "
ص . 372
رواه البزار وفيه مبارك بن فضالة وقد ضعفه الجمهور
(8/371)
13772 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي أو شفاعتي فاخترت شفاعتي ورجوت أن تكون أعم لأمتي ولولا سبق الذي دعا إليه العبد الصالح لعجلت دعوتي إن الله لما فرج عن إسحاق كرب الذبح قيل له : يا إسحاق سل تعطه . قال : أما والله لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان اللهم من مات لا يشرك بك شيئا وقد أحسن فاغفر له
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف وشيخ الطبراني لم أعرفه
(8/372)
7 - . باب ذكر يوسف صلى الله عليه و سلم
(8/372)
13773 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : أعطي يوسف وأمه ثلثي حسن الناس في الوجه والبياض وغير ذلك فكانت المرأة إذا أتته غطى وجهه مخافة أن تفتتن
رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح
(8/372)
13774 - ورواه الطبراني أيضا فقال : " أعطي يوسف وأمه ثلث الحسن
والظاهر أنه وهم والله أعلم
(8/372)
13775 - وعن أنس قال : أعطي يوسف شطر الحسن
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(8/372)
8 - . باب ذكر موسى الكليم صلى الله عليه و سلم
(8/372)
13776 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 373
إن الله عز و جل ناجى موسى بمائة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم لما وقع في مسامعه من كلام الرب جل وعز وكان فيما ناجى به أن قال : يا موسى إنه لم يتصنع لي المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم ولم يتعبد المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي . قال موسى : يا رب البرية كلها ويا مالك يوم الدين ويا ذا الجلال والإكرام ماذا أعددت لهم وماذا جزيتهم ؟ قال : أما الزهاد في الدنيا فإني أبحتهم جنتي يتبوءون منها حيث شاءوا وأما الورعون عما حرمت عليهم فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق عبد إلا ناقشته وحاسبته إلا الورعون فإني أستحييهم وأجلهم وأكرمهم فأدخلهم الجنة بغير حساب وأما البكاءون من خشيتي فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه
رواه الطبراني وفيه جويبر وهو ضعيف جدا
(8/372)
13777 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لما كلم الله موسى كان يبصر دبيب النمل على الصفا في الليلة المظلمة من مسيرة عشرة فراسخ
رواه الطبراني في الصغير وفيه الحسين بن أبي جعفر الجفري وهو متروك
(8/373)
13778 - وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا سئلت : أي الأجلين قضى موسى ؟ فقل : خيرهما أتمهما وأبرهما وإن سئلت : أي المرأتين تزوج ؟ فقل : الصغرى منهما وهي التي جاءت فقالت : يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين . قال : ما رأيت من قوته ؟ قالت : أخذ
ص . 374
حجرا ثقيلا فألقاه على البئر . قال : وما الذي رأيت من أمانته ؟ قالت : قال : امشي خلفي ولا تمشي أمامي
رواه الطبراني في الصغير والأوسط والبزار باختصار وفي إسناد الطبراني عويد بن أبي عمران الجوني ضعفه ابن معين وغيره ووثقه ابن حبان وبقية رجال الطبراني ثقات . وقد تقدمت أحاديث هذا الباب في سورة القصص
(8/373)
13779 - وعن جابر بن عبد الله قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم : أي الأجلين قضى موسى ؟ قال : " أوفاهما "
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن سهل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف
(8/374)
13780 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
كأني أنظر إلى موسى في هذا الوادي محرما بين قطوانيتين
رواه الطبراني وفيه يزيد بن سنان الرهاوي وهو متروك
(8/374)
13781 - وعن عبد الله بن مسعود قال : كان طول موسى صلى الله عليه و سلم اثني عشر ذراعا وعصاه اثني عشر ذراعا ووثبته اثني عشر ذراعا فضرب عوج بن عناق فما أصاب [ منه ] إلا كعبه
رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله ثقات
ص . 375
(8/374)
13782 - وعن جابر قال : لما كلم الله تبارك وتعالى موسى صلى الله عليه و سلم يوم الطور كلمه بغير الكلام الذي كلمه به يوم ناداه فقال له موسى : يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به ؟ قال : يا موسى إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان ولي قوة الألسن كلها وأقوى من ذلك . فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل قالوا : يا موسى صف لنا كلام الرحمن عز و جل . قال : لا تستطيعونه ألم تروا إلى أصوات الصواعق التي تقبل من أجلى جلاوة سمعتموه ؟ فذاك قريب منه وليس به
رواه البزار وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف
(8/375)
13783 - وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
كان ملك الموت يأتي الناس عيانا قال : فأتى موسى فلطمه ففقأ عينيه فأتى ربه عز و جل فقال : يا رب عبدك موسى فقأ عيني ولولا كرامته عليك لعتبت به . - قال يونس : لشققت عليه - قال له : اذهب إلى عبدي فقل له : ليضع يده على جلد أو مسك ثور فله لكل شعرة وارت يده سنة . فأتاه فقال : ما بعد هذا ؟ قال : الموت . قال : فالآن . قال : فشمه شمة فقبض روحه - قال يونس : فرد الله إليه عينه فكان يأتي الناس خفية -
قلت : في الصحيح طرف منه
ص . 376
رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح
(8/375)
13784 - وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
رأيت موسى صلى الله عليه و سلم عند الكثيب الأحمر يصلي في قبره
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه جبلة بن سليمان وهو متروك
(8/376)
13785 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على موسى عليه السلام وهو قائم يصلي في قبره
رواه الطبراني وفيه فياض بن محمد وجماعة لم أعرفهم وقد روى عن فياض ثلاثة : موسى بن إسماعيل ومحمد بن عبد الله النجار الرقي وأبو يوسف الصيدلاني
(8/376)
13786 - وعن الشعبي عن جابر بن عبد الله أو غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أنا أول إفاقة فأرفع رأسي فإذا برجل بيني وبين العرش فقيل : هو موسى صلى الله عليه و سلم فإن كان في الأرض فقد أفاق قبل
رواه البزار وفيه مجالد بن سعيد وهو مختلف فيه وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/376)
9 - . باب ذكر المسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم
(8/376)
13787 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 377
إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم فإن عجل بي موت فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام
رواه أحمد مرفوعا وموقوفا ورجالهما رجال الصحيح
(8/376)
13788 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا إن عيسى بن مريم ليس بيني وبينه نبي ولا رسول إلا أنه خليفتي في أمتي من بعدي ألا إنه يقتل الدجال ويكسر الصليب ويضع الجزية وتضع الحرب أوزارها ألا فمن أدركه منكم فليقرأ عليه السلام
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمد بن عقبة السدوسي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم
(8/377)
13789 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين سنة
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(8/377)
13790 - وعن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(8/377)
13791 - وعن الشعبي قال : قال رجل عند المغيرة بن شعبة صلى الله على محمد خاتم الأنبياء لا نبي
ص . 378
بعده . فقال المغيرة : حسبك أن تقول خاتم الأنبياء فإنا كنا نحدث أن عيسى بن مريم خارج فإن كان خارجا فقد كان قبله وبعده
رواه الطبراني وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد ضعفه جماعة ووثق وبقية رجاله ثقات
(8/377)
13792 - وعن عبد الله بن سلام قال : يدفن عيسى بن مريم عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وصاحبيه رضي الله عنهما فيكون قبره رابع
رواه الطبراني وفيه عثمان بن الضحاك وثقه ابن حبان وضعفه أبو داود وقد ذكر المزي رحمه الله هذا في ترجمته وعزاه إلى الترمذي وقال : حسن ولم أجده في الأطراف والله أعلم
(8/378)
13793 - وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن عيسى بن مريم مكث في بني إسرائيل أربعين سنة
رواه أبو يعلى عن الحسين بن علي بن الأسود ضعفه الأزدي ووثقه ابن حبان ويحيى بن جعدة لم يدرك فاطمة
(8/378)
10 - . باب ذكر نبي الله داود صلى الله عليه و سلم
(8/378)
13794 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أول من جحد آدم عليه السلام - قالها ثلاث مرات - إن الله عز و جل لما خلقه مسح ظهره وأخرج ذريته فعرضهم عليه فرأى فيهم رجلا يزهر فقال : أي رب من هذا ؟ قال : هذا ابنك داود . قال : كم عمره ؟ قال : ستون . قال : أي رب زد
ص . 379
في عمره قال : لا إلا أن تزيده أنت من عمرك . فزاده أربعين سنة من عمره فكتب الله عليه كتابا وأشهد عليه الملائكة فلما أراد أن يقبض روحه قال : قد بقي من أجلي أربعون . فقيل له : إنك قد جعلته لابنك داود . قال : فجحد فأخرج الله عز و جل الكتاب وأقام عليه البينة فأتمها لداود مائة سنة وأتمها لآدم عمره ألف سنة
رواه أحمد والطبراني وقال في أوله : لما نزلت آية الدين وقال : كم عمره ؟ قال : ستون سنة والباقي بمعناه وفيه علي بن زيد وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات
(8/378)
13795 - وعن أبي الدرداء قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذكر داود صلى الله عليه و سلم قال : " كان أعبد البشر "
رواه البزار في حديث طويل وإسناده حسن
(8/379)
13796 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
كان داود النبي صلى الله عليه و سلم فيه غيرة شديدة فكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع قال : فخرج ذات يوم وغلقت الأبواب فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار فإذا رجل قائم وسط الدار فقالت لمن في البيت : من أين دخل هذا الرجل الدار والدار مغلقة ؟ والله ليفتضحن بداود . فجاء داود فإذا الرجل قائم وسط الدار فقال له داود : من أنت ؟ قال : أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يمتنع مني الحجاب . قال له داود : أنت والله إذا والله ملك الموت مرحبا بأمر الله . فزمل داود مكانه حيث قبضت نفسه حتى فرغ من شأنه وطلعت عليه الشمس قال سليمان للطير : أظلي على داود . فأظلت عليه الطير حتى أظلمت عليهم الأرض قال لها سليمان صلى الله عليه و سلم :
ص . 380
اقبضي جناحا
فقال أبو هريرة : يرينا رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف فعلت الطير وقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم يده وصلت عليه يومئذ المصرخية
رواه أحمد وفيه المطلب بن عبد الله بن حنطب وثقه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/379)
13797 - وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه :
لقد قبض الله روح داود عليه السلام من بين أصحابه فما فتنوا ولا بدلوا ولقد مكث أصحاب المسيح على سننه وهديه مائتي سنة
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(8/380)
11 - . باب ذكر نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام
(8/380)
13798 - عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أول من صنعت له النورة ودخل الحمام سليمان بن داود فلما دخله ووجد حره وغمه قال : أوه من عذاب الله أوه أوه قبل أن لا ينفع أوه
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي وهو ضعيف
(8/380)
13799 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
كان سليمان نبي الله صلى الله عليه و سلم إذا قام في مصلاه رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها : ما اسمك ؟ فتقول : كذا . فيقول : لأي شيء أنت ؟ فتقول : لكذا فإن كانت
ص . 381
لغرس غرست وإن كانت لداء كتب فبينا هو ذات يوم يصلي إذا شجرة بين يديه فقال لها : ما اسمك ؟
قالت : الخرنوب . قال : لأي شيء أنت ؟ قالت : لخراب هذا البيت . قال سليمان : اللهم عم على الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن لا تعلم الغيب . قال : فتحتها عصا يتوكأ عليها فأكلتها الأرضة فسقط فحزروا أكلها - والجن تعمل - الأرضة فوجدوه حولا فتبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين
وكان ابن عباس يقرؤها هكذا فشكرت الجن الأرضة فكانت تأتيها بالماء حيث كانت
رواه الطبراني والبزار بنحوه مرفوعا وموقوفا وفيه عطاء وقد اختلط وبقية رجالهما رجال الصحيح
(8/380)
12 - . باب ذكر نبي الله أيوب عليه السلام
(8/381)
13800 - عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن نبي الله أيوب كان في بلائه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلان من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان إليه فقال أحدهما لصاحبه : تعلم والله قد أذنب ذنبا ما أذنبه أحد . قال صاحبه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف الله عنه . فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له قال أيوب : ما أدري ما تقول إلا أن الله يعلم [ أني ] كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع
ص . 382
إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق . قال : وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحي إلى أيوب في مكانه أن { أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } فاستبطأته فتلقيته ينتظروا وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو على أحسن ما كان فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى ؟ والله على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به مذ كان صحيحا منك . قال : فإني أنا هو . ز وكان له أندران : أندر القمح وأندر الشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح فرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض
رواه أبو يعلى والبزار ورجال البزار رجال الصحيح
(8/381)
13 - . باب في ذكر يحيى بن زكريا عليهما السلام
(8/382)
13801 - عن ابن عباس قال : كنت في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء أيهم أفضل فذكرنا نوحا وطول عبادته ربه وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن وذكرنا موسى مكلم الله وذكرنا عيسى بن مريم وذكرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ما تذكرون بينكم ؟ " . قلنا : يا رسول الله ذكرنا فضائل الأنبياء أيهم أفضل فذكرنا نوحا وطول عبادته ربه وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن وذكرنا موسى مكلم الله وذكرنا عيسى بن مريم وذكرناك يا رسول الله . قال : " فمن فضلتم ؟ " . فقلنا :
ص . 383
فضلناك يا رسول الله بعثك الله إلى الناس كافة وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت خاتم الأنبياء . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما ينبغي أن يكون أحد خيرا من يحيى بن زكريا " . قلنا : يا رسول الله وكيف ذاك ؟ قال : " ألم تسمعوا كيف نعته في القرآن { يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا } إلى قوله تعالى : { حيا } { مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين } لم يعمل سيئة ولم يهم بها "
رواه البزار والطبراني وفيه علي بن زيد بن جدعان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات
(8/382)
13802 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ أو هم [ بخطيئة ] ليس يحيى بن زكريا
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وزاد : " فإنه لم يهم لها ولم يعملها "
والطبراني وفيه علي بن زيد وضعفه الجمهور وقد وثق وبقية رجال أحمد رجال الصحيح
(8/383)
13803 - وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يحيى بن زكريا ما هم بخطيئة
أحسبه قال : " ولا عملها "
رواه البزار ورجاله ثقات
(8/383)
13804 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 384
كل بني آدم يلقى الله يوم القيامة بذنب وقد أذنبه يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلا يحيى بن زكريا فإنه [ كان ] سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين
وأهوى النبي صلى الله عليه و سلم إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال : " ذكره مثل هذه القذاة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حجاج بن سليمان الرعيني وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله ثقات
(8/383)
14 - . باب ذكر يونس عليه السلام
(8/384)
13805 - عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا عند الله خير من يونس بن متى
رواه الطبراني وفيه أبو يحيى القتات وهو ضعيف وقد وثق
(8/384)
15 - . باب ذكر الأنبياء صلى الله عليهم وسلم
(8/384)
13806 - عن أبي ذر قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد فجلست فقال : " يا أبا ذر هل صليت ؟ " . فقلت : لا . قال : " قم فصل " . قال : فقمت فصليت ثم جلست فقال : " يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن " . قال : قلت : يا رسول الله وللإنس شياطين ؟ قال : " نعم " . قلت : يا رسول الله الصلاة ؟ قال : " خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر " . قال : قلت : يا رسول الله فالصوم ؟ قال : " فرض مجزي وعند الله مزيد " . قلت : يا رسول الله فالصدقة ؟ قال : " أضعاف مضاعفة " . قال : قلت : فأيها أفضل ؟ قال : " جهد من مقل أو سر إلى فقير "
ص . 385
قلت : يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال : " آدم " . قلت : يا رسول الله ونبي كان ؟ قال : " نعم نبي مكلم " . قلت : يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال : " ثلاث مائة وبضعة عشر جما غفيرا " . أو قال مرة : " خمسة عشر " . قلت : يا رسول الله آدم نبي ؟ قال : نعم مكلم " . قال : قلت : يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم ؟ قال : " آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } "
قلت : روى النسائي طرفا منه
رواه أحمد وقد تقدم هو وحديث أبي أمامة والكلام عليهما في العلم في حسن السؤال
(8/384)
13807 - وعن أبي أمامة أن رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال : " نعم " . قال : كم كان بينه وبين نوح ؟ قال : " عشرة قرون " . قال : كم كان بين نوح وإبراهيم ؟ قال : " عشرة قرون " . قال : يا رسول الله كم كانت الرسل ؟ قال : " ثلاث مائة وثلاثة عشر "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن خليد الحلبي وهو ثقة
(8/385)
13808 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
بعث الله ثمانية آلاف نبي أربعة آلاف إلى بني إسرائيل وأربعة آلاف إلى سائر الناس
ص . 386
رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف جدا
(8/385)
13809 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لقد سر في ظل سرحة ( الشجرة العظيمة ) سبعون نبيا لا سرف ولا عرد ولا تعبل
رواه أبو يعلى من رواية الأعمش عن عبد الله بن ذكوان ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(8/386)
13810 - وعن أنس بن مالك قال : بعث نبي الله صلى الله عليه و سلم بعد ثمانية آلاف نبي منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن مهاجر بن مسمار وهو ضعيف ووثقه ابن معين ويزيد الرقاشي وثق على ضعفه
(8/386)
13811 - وعن ابن عباس قال : الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة : نوح وهود ولوط وصالح وشعيب وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وليس من نبي إلا له اسمان إلا عيسى ويعقوب عليهما السلام
رواه الطبراني موقوفا ورجاله ثقات
(8/386)
13812 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون
ص . 387
رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبو يعلى ثقات
(8/386)
13813 - وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا فليكسرن الصليب ويقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن المال فلا يقبله أحد ثم لئن قام على قبري فقال : يا محمد لأجبته
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(8/387)
13814 - وعن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
كان فيمن خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي ثم كان عيسى بن مريم ثم كنت أنا
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن ثابت العبدي وهو ضعيف وهذا الحديث في ترجمته
(8/387)
16 - . باب ما جاء في الخضر عليه السلام
(8/387)
13815 - عن أنس بن مالك قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض الليالي أحمل له الطهور إذ سمع مناديا فقال : " يا أنس صه " . فقال : اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لو قال أختها " . فكأن الرجل لقن ما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : وارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا أنس ضع الطهور وائت هذا
ص . 388
المنادي فقل له أن يدعو لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن يعينه على ما ابتعثه به وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق " . فأتيته فقلت : ادع لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن يعينه الله على ما ابتعثه به وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق . فقال : ومن أرسلك ؟ فكرهت أن أعلمه ولم أستأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : وما عليك رحمك الله بما سألتك ؟ فقال : أولا تخبرني من أرسلك ؟ فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته بما قال فقال : " قل له : أنا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم " . فقال لي : مرحبا برسول الله ومرحبا برسوله أنا أحق أن آتيه أقرئ رسول الله السلام وقل له : الخضر يقرئك السلام ويقول لك : إن الله قد فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام . فلما وليت عنه سمعته يقول : اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوضاح بن عباد الكوفي تكلم فيه أبو الحسين بن المنادي وشيخ الطبراني بشر بن علي بن بشر العمي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(8/387)
13816 - وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ألا أحدثكم عن الخضر ؟
قالوا : بلى يا رسول الله قال : " بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال : تصدق علي بارك الله فيك . فقال الخضر : آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندي شيء أعطيكه . فقال المسكين : أسألك بوجه الله لما تصدقت علي فإني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركة عندك . فقال الخضر : آمنت بالله ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني . فقال المسكين : وهل يستقيم هذا ؟ قال : نعم [ الحق ] أقول لقد
ص . 389
سألتني بأمر عظيم أما إني لا أخيبك بوجه ربي بعني . قال : فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء فقال له : إنك إنما اشتريتني التماس خير عندي فأوصني بعمل . قال : أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف . قال : ليس يشق علي . قال : قم فانقل هذه الحجارة . وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة قال : أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه . قال : ثم عرض للرجل سفر فقال : إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة . قال : وأوصني بعمل . قال : إني أكره أن أشق عليك . قال : ليس يشق علي . قال : فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك . قال : فمر الرجل لسفره . قال : فرجع الرجل وقد تشيد بناؤه فقال : أسألك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك ؟ قال : سألتني بوجه الله ووجه الله أوقعني في العبودية . فقال الخضر : سأخبرك من أنا أنا الخضر الذي سمعت به سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة جلد ولا لحم له عظم يتقعقع . فقال الرجل : آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم . قال : لا بأس أحسنت واتقيت . فقال الرجل : بأبي أنت وأمي يا نبي الله احكم في أهلي ومالي بما شئت أو اختر فأخلي سبيلك . قال : أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي . فخلى سبيله . فقال الخضر : الحمد لله الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني منها "
رواه الطبراني ورجاله موثقون إلا أن بقية مدلس . ويأتي حديث آخر في وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الخضر
(8/388)
17 - . باب ما جاء في خالد بن سنان
(8/389)
13817 - ص . 390 عن ابن عباس أن رجلا من بني عبس يقال له : خالد بن سنان قال لقومه : أنا أطفئ عنكم نار الحرتين . فقال له عمارة بن زياد - رجل من قومه - : والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقا فما شأنك وشأن نار الحرتين ؟ تزعم أنك تطفئها ؟ قال : فانطلق معه عمارة بن زياد في ناس من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل في حرة يقال لها : حرة أشجع قال : فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فيها وقال : إن أبطأت عنكم فلا تدعوني باسمي . فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا فاستقبلها خالد [ فجعل ] يضربها بعصاه ويقول : بدا بدا كل سها مردا زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثيابي تندى حتى دخل معها الشق فأبطأ عليهم . قال : فقال عمارة بن زياد : والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج إليكم بعد . فقالوا : إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه . قال : فادعوه باسمه فوالله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج بعد . فقال : إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه . قال : فدعوه باسمه . فخرج إليهم آخذا برأسه قال : ألم أنهكم أن تدعوني باسمي ؟ فقد والله قتلتموني فادفنوني فإذا مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فانبشوني فإنكم ستجدوني حيا . قال : فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقال : انبشوه فإنه أمرنا أن ننبشه . فقال عمارة بن زياد : لا تحدث مضر عنا أنا ننبش موتانا والله لا تنبشوه أبدا . وقد كان خالد أخبرهم أن في علم امرأته لوحين فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه ولا تمسهما حائض
ص . 391
قال : فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض فذهب ما كان فيهما من علم
قال : وقال أبو يونس : قال سماك : أن ابن خالد بن سنان أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " مرحبا بابن أخي "
رواه الطبراني موقوفا وفيه المعلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم قال : يأتي أحيانا بالمناكير . قلت : وهذا منها
(8/390)
13818 - وعن ابن عباس قال : ذكر خالد بن سنان عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " ذاك نبي ضيعه قومه "
رواه البزار والطبراني إلا أنه قال : جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي صلى الله عليه و سلم فبسط لها ثوبه
وفيه قيس بن الربيع وقد وثقه شعبة والثوري ولكن ضعفه أحمد مع ورعه وابن معين وهذا الحديث معارض للحديث الصحيح قوله صلى الله عليه و سلم : " أنا أولى الناس بعيسى بن مريم الأنبياء أخوة لعلات وليس بيني وبينه نبي "
قال البزار : رواه الثوري عن سالم عن سعيد بن جبير مرسلا
(8/391)
36 - . كتاب علامات النبوة
(8/391)
1 - . باب في كرامة أصله صلى الله عليه و سلم
(8/391)
13819 - ص . 395 عن ابن عباس { وتقلبك في الساجدين } قال : من صلب نبي إلى نبي حتى صرت نبيا
رواه البزار ورجاله ثقات
(8/395)
13820 - وعن علي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي صحح له الحاكم في المستدرك وقد تكلم فيه وبقية رجاله ثقات
(8/395)
13821 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء وما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام
ص . 396
رواه الطبراني عن المديني عن أبي الحويرث ولم أعرف المديني ولا شيخه وبقية رجاله وثقوا
(8/395)
13822 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله تعالى قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله : { أصحاب اليمين } { وأصحاب الشمال } فأنا من أصحاب اليمين وأنا من خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فذلك قوله : { أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون } فأنا من خير السابقين ثم جعل البيوت قبائل فجعلني في خيرها قبيلة فذلك قوله : { شعوبا وقبائل } فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله عز و جل ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وعباية بن ربعي وكلاهما ضعيف
(8/396)
13823 - وعن عبد الله بن عمر قال : إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم : هذه ابنة محمد . فقال رجل من القوم : إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن . فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه و سلم فجاء النبي صلى الله عليه و سلم يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال :
ما بال أقوال تبلغني عن أقوام ؟ إن الله عز و جل خلق السماوات سبعا
ص . 397
فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سماواته من شاء من خلقه [ وخلق الأرض سبعا فاختار العليا منها فأسكنها من شاء من خلقه ] وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال : " فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي أبغضهم "
وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به وبقية رجاله وثقوا
(8/396)
13824 - وعن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال : أتى ناس من الأنصار النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : إنا نسمع من قومك حتى يقول القائل منهم : إنما مثل محمد نخلة نبتت في الكبا - قال حسين : الكبا : الكناسة - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أيها الناس من أنا ؟ " . قالوا : أنت رسول الله . قال : " أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب " . قال : فما سمعناه ينتمي قبلها " إلا أن الله عز و جل خلق خلقه ثم فرقهم فرقتين فجعلني في خير الفريقين ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيرهم بيتا وخيرهم نفسا " . صلى الله عليه و سلم
قلت : روى له الترمذي حديثا غير هذا
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/397)
13825 - وعن عبد الله بن الزبير عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 398
مثلي ومثل أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في مزبلة
رواه الطبراني وهو منكر والظاهر أنه من قول الزبير إن صح عنه فإن فيه ابن لهيعة ومن لم أعرفه
(8/397)
13826 - وعن ابن الزبير أن قريشا قالت : إن مثل محمد صلى الله عليه و سلم مثل نخلة في كبوة
رواه البزار بإسناد حسن وهذا الظن به
(8/398)
13827 - وعن ابن عباس قال : توفي ابن لصفية عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم فبكت عليه وصاحت فأتاها النبي صلى الله عليه و سلم فقال لها : " يا عمة ما يبكيك ؟ " . قالت : توفي ابني . قال : " يا عمة من توفي له ولد في الإسلام فصبر بنى الله له بيتا في الجنة " . فسكتت . ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستقبلها عمر بن الخطاب فقال : يا صفية قد سمعت صراخك إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه و سلم لن تغني عنك من الله شيئا . فبكت فسمعها النبي صلى الله عليه و سلم وكان يكرمها ويحبها فقال : " يا عمة أتبكين وقد قلت لك ما قلت ؟ " . قالت : ليس ذاك أبكاني يا رسول الله استقبلني عمر بن الخطاب فقال : إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه و سلم لن تغني عنك من الله شيئا . قال : فغضب النبي صلى الله عليه و سلم وقال : " يا بلال هجر بالصلاة " . فهجر بلال بالصلاة فصعد المنبر النبي صلى الله عليه و سلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع ؟ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فإنها موصولة في الدنيا والآخرة " . فقال عمر : فتزوجت أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ أحببت أن يكون لي منه سبب ونسب
ص . 399
ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فمررت على نفر من قريش فإذا هم يتفاخرون ويذكرون أمر الجاهلية فقلت : منا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالوا : إن الشجرة لتنبت في الكبا . قال : فمررت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال : " يا بلال هجر بالصلاة " . فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " يا أيها الناس من أنا ؟ " . قالوا : أنت رسول الله . قال : " انسبوني " . قالوا : أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب . قال : " أجل أنا محمد بن عبد الله وأنا رسول الله فما بال أقوام يبتذلون أصلي ؟ فوالله لأنا أفضلهم أصلا وخيرهم موضعا " . قال : فلما سمعت الأنصار بذلك قالت : قوموا فخذوا السلاح فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أغضب . قال : فأخذوا السلاح ثم أتوا النبي صلى الله عليه و سلم لا ترى منهم إلا الحدق حتى أحاطوا بالناس فجعلوهم في مثل الحرة حتى تضايقت بهم أبواب المساجد والسكك ثم قاموا بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا رسول الله لا تأمرنا بأحد إلا أبرنا عترته . فلما رأى النفر من قريش ذلك قاموا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاعتذروا وتنصلوا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الناس دثار والأنصار شعار " . فأثنى عليهم وقال خيرا
رواه البزار وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك
(8/398)
13828 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله حين خلق الخلق بعث جبريل فقسم الناس قسمين فقسم العرب قسما وقسم العجم قسما وكانت خيرة الله في العرب ثم قسم العرب قسمين فقسم اليمن قسما وقسم مضر قسما وقريشا قسما وكانت خيرة الله في قريش ثم أخرجني من خير من أنا منه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه
(8/399)
13829 - وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم عن جبريل عليه السلام قال :
ص . 400
قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد صلى الله عليه و سلم ولم أر بيتا أفضل من بيت بني هاشم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف
(8/399)
13830 - وعن خريم بن أوس بن جارية بن لام قال : كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال له العباس بن عبد المطلب رحمه الله : يا رسول الله إني أريد أن أمدحك . فقال له صلى الله عليه و سلم : " هات لا يفضض الله فاك " . فأنشأ يقول :
من قبلها طبت في الظلال وفي . . . مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر . . . أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفين وقد . . . ألجم نسرا وأهله الغرق
تنقل من صالب إلى رحم . . . إذا مضى عالم بدا طبق
حتى احتوى بيتك المهيمن من . . . خندف علياء تحتها النطق
وأنت لما ولدت أشرقت الأ . . . رض [ الأرض ] وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي الن . . . ور [ النور ] وسبل الرشاد نخترق
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/400)
13831 - وعن ميمون قال : سألت زيد بن أرقم : ما كان اسم أم رسول الله صلى الله عليه و سلم [ آمنة بنت وهب ]
رواه الطبراني وهذا مما لا يحتاج إلى إسناد
(8/400)
13832 - وعن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
لما بلغ معد بن عدنان أربعين رجلا وقعوا في عسكر موسى فانتهبوه فدعا عليهم موسى بن عمران صلى الله عليه و سلم قال : يا رب هؤلاء ولد معد قد أغاروا على عسكري
ص . 401
فأوحى الله عز و جل إليه : يا موسى بن عمران لا تدع عليهم فإن منهم النبي الأمي النذير البشير يجيء ومنهم الأمة المرحومة أمة محمد الذين يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله عنهم بالقليل من العمل فيدخلهم الله الجنة بقول لا إله إلا الله نبيهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب المتواضع في هيئته المجتمع له اللب في سكوته ينطق بالحكمة ويستعمل الحلم أخرجته من خير جيل من أمته قريشا ثم أخرجته [ من هاشم ] صفوة من قريش فهم خير من خير إلى خير يصير وهو وأمته إلى خير يصيرون
رواه الطبراني وفيه حسن بن فرقد وهو ضعيف
(8/400)
13833 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أنا أعرب العرب ولدت ف بنيي قريش ونسبنا في بني سعد بن بكر فأنى يأتيني اللحن
رواه الطبراني وفيهم مبشر بن عبيد وهو متروك
(8/401)
13834 - وعن الجفشيس الكندي قال : جاء قوم من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : أنت منا . وادعوه فقال : " لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا نحن ولد النضر بن كنانة "
(8/401)
13835 - وفي رواية عن الجفشيش قال : قلت للنبي صلى الله عليه و سلم . فذكر نحوه
ص . 402
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(8/401)
13836 - وعن سيابة بن عاصم السلمي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم حنين : " أنا ابن العواتك "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(8/402)
13837 - وعن رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم - وكانت لدة عبد المطلب - قالت : تتابعت على قريش سنون أمحلت الضرع وأدقت العظم فبينا أنا راقدة الهم أو مهمومة إذا هاتف يصرخ بصوت صحل ( خشن ) يقول : يا معشر قريش إن هذا النبي المبعوث قد أظلتكم أيامه وهذا إبان نجومه فيحيهلا بالحيا والخصب ألا فانظروا رجلا منكم وسيطا عظاما جساما أبيض بضا أوطف أهدب سهل الخدين أشم العرنين له فخر يكظم عليه وسنة يهدي إليه فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كل بطن رجل فليشنوا من الماء وليمسوا من الطيب وليستلموا الركن ثم ليرقوا أبا قبيس ثم ليدعو الرجل وليؤمن القوم فغثتم ما شئتم . فأصبحت - علم الله - اقشعر جلدي ووله عقلي واقتصصت الرؤيا وفشت في شعاب مكة فوالحرمة والحرم ما بقي بها أبطحي إلا قال : هذا شيبة الحمد . وتناهت إليه رجالات قريش وهبط إليه من كل بطن رجل فشنوا ومسوا واستلموا ثم ارتقوا أبا قبيس واصطفوا حوله ما يبلغ سعيهم مهله حتى استووا بذروة الجبل قام عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه و سلم غلام أيفع أو كرب فرفع يده وقال : اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت عالم معلم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهذه عبداؤك وإماؤك بعد راتب حرمك يشتكون إليك سنيهم أذهبت الخلف والظلف اللهم فأمطرن
ص . 403
علينا غيثا مغدقا مربعا . فورب الكعبة ما راحوا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظ الوادي بثجيجه فسمعت شيخان قريش وجلتها عبد الله بن جدعان وحرب بن أمية وهشام بن المغيرة يقولون لعبد المطلب : هنيئا لك أبا البطحاء . وفي ذلك تقول رقيقة بنت أبي صيفي :
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا . . . وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر
فجاد بالماء جوني له سبل . . . سحا فعاشت به الأنعام والشجر
منا من الله بالميمون طائره . . . وخير من بشرت يوما به مضر
مبارك الأمر يستسقى الغمام به . . . ما في الأنام له عدل ولا خطر
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/402)
2 - . باب ما جاء في مولده ورضاعه وشرح صدره صلى الله عليه و سلم
(8/403)
13838 - عن ابن عباس قال : ولد النبي صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين
فذكر الحديث وقد تقدم في العلم في باب التاريخ
رواه أحمد والطبراني
(8/403)
13839 - وعن عثمان بن أبي العاص قال : أخبرتني أمي قالت : شهدت آمنة لما ولدت رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما ضربها المخاض نظرت إلى النجوم تنزل حتى إني أقول : لتقعن علي . فلما ولدت خرج لها نور أضاء له البيت الذي نحن فيه والدار فما شيء أنظر إليه إلا نور
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك
(8/403)
13840 - وعن حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلى الله عليه و سلم السعدية التي أرضعته قالت :
ص . 404
خرجت في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء بمكة على أتان لي قمراء ( شديدة البيضاء ) قد أذمت ( انقطع سيرها ) فزاحمت بالركب . قالت : وخرجنا في سنة شهباء لم تبق لنا شيئا ومعي زوجي الحارث بن عبد العزى . قالت : ومعنا شارف ( الناقة المسنة ) لنا والله إن تبض ( تسيل قليلا قليلا ) علينا بقطرة من لبن ومعي صبي لي إن ننام ليلتنا مع بكائه ما في ثديي ما يعتبه وما في شارفنا من لبن نغذوه إلا أنا نرجو . فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتأباه وإنما كنا نرجو كرامة رضاعه من والد المولود وكان يتيما فكنا نقول : ما عسى أن تصنع أمه ؟ حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلا أخذت صبيا غيري وكرهت أن أرجع ولم آخذ شيئا وقد أخذ صواحبي فقلت لزوجي : والله لأرجعن إلى ذلك فلآخذنه . قالت : فأتيته فأخذته فرجعته إلى رحلي فقال زوجي : قد أخذتيه ؟ فقلت : نعم والله ذاك أني لم أجد غيره . فقال : قد أصبت فعسى الله أن يجعل فيه خيرا . فقالت : والله ما هو إلا أن جعلته في حجري قالت : فأقبل عليه ثديي بما شاء من اللبن قالت : فشرب حتى روي وشرب أخوه - تعني ابنها - حتى روي وقام زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا هي حافل ( مليئة الضروع باللبن ) فحلبت لنا ما سنننا فشرب حتى روي
ص . 405
قالت : وشربت حتى رويت فبتنا ليلتنا تلك بخير شباعا رواء وقد نام صبينا قالت : يقول أبوه - يعني زوجها - : والله يا حليمة ما أراك إلا أصبت نعمة مباركة قد نام صبينا وروي . قالت : ثم خرجنا فوالله لخرجت أتاني أمام الركب قد قطعته حتى ما يبلغونها حتى أنهم ليقولون : ويحك يا بنت الحارث كفي علينا أليست هذه بأتانك التي خرجت عليها ؟ فأقول : بلى والله وهي قدامنا . حتى قدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر فقدمنا على أجدب أرض الله فوالذي نفس حليمة بيده إن كانوا ليسرحون أغنامهم إذا أصبحوا ويسرح راعي غنمي فتروح غنمي بطانا لبنا حفلا وتروح أغنامهم جياعا هالكة ما بها من لبن . قالت : فشربنا ما شئنا من لبن وما في الحاضر أحد يحلب قطرة ولا يجدها فيقولون لرعاتهم : ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح راعي حليمة ؟ فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا وتروح أغنامهم جياعا ما بها من لبن وتروح غنمي حفلا لبنا . قالت : وكان صلى الله عليه و سلم يشب في اليوم شباب الصبي في شهر ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة فبلغ ستا وهو غلام جفر . قالت : فقدمنا أمه فقلنا لها وقال لها أبوه ردوا علينا ابني فلنرجع به فإنا نخشى عليه وباء مكة . قالت : ونحن أضن بشأنه لما رأينا من بركته قالت : فلم نزل بها حتى قالت : ارجعا به . فرجعنا به فمكث عندنا شهرين
ص . 406
قالت : فبينا هو يلعب وأخوه يوما خلف البيوت يرعيان بهما لنا إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه : أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه فخرجنا نحوه نشتد فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته ثم قلنا : مالك أي بني ؟ قال : " أتاني رجلان عليهما ثياب بياض فأضجعاني ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعا " . قالت : فاحتملناه فرجعنا به قالت : يقول أبوه : والله يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف عليه . قالت : فرجعنا به إليها فقالت : ما ردكما وقد كنتما حريصين عليه ؟ قالت : فقلت : لا والله إنا كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا فيه . ثم تخوفت الأحداث عليه فقلت : يكون في أهله قالت : فقالت أمه : والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره . قالت : فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت : فتخوفتما عليه ؟ كلا والله إن لابني هذا لشأنا ألا أخبركما عنه ؟ إني حملت به فلم أر حملا قط كان أخف ولا أعظم بركة منه ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج من حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى ثم وضعته فما وقع كما تقع الصبيان وقع واضعا يده بالأرض رافعا رأسه إلى السماء دعاه والحقا بشأنكما
رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه إلا أنه قال : حدثتني حليمة بنت أبي ذؤيب ورجالهما ثقات
(8/403)
3 - . باب في أول أمره وشرح صدره أيضا صلى الله عليه و سلم
(8/406)
13841 - ص . 407 عن عتبة بن عبد أنه حدثهم أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : كيف كان أول شأنك يا رسول الله ؟ فقال :
كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت : يا أخي اذهب فائتنا بزاد من عند أمنا . فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ؟ قال : نعم . فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني إلى القفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه : ائتني بماء ثلج . فغسلا به جوفي ثم قال : ائتني بماء برد . فغسلا به قلبي ثم قال : ائتني بالسكينة . فذارها في قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه : حصه فحصه وختم عليه بخاتم النبوة
- وفي رواية : " واختم عليه بخاتم النبوة - قال أحدهما لصاحبه : اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة . فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم فقال : لو أن أمته وزنت به لمال بهم . فانطلقا وتركاني قد فرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت فأشفقت علي أن يكون البس بي فقالت : أعيذك بالله . فرحلت بعيرا لها فجعلتني - أو فحملتني - على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت : أديت أمانتي وذمتي . فحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك قالت : إني رأيت خرج مني نور أضاءت له قصور الشام "
رواه أحمد والطبراني ولم يسق المتن وإسناد أحمد حسن
(8/407)
13842 - وعن أبي أمامة قال : قلت : يا رسول الله ما كان بدء أول أمرك ؟ قال :
دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام
ص . 408
رواه أحمد وإسناده حسن وله شواهد تقويه . ورواه الطبراني
(8/407)
13843 - وعن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان حريصا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره فقال : يا رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوة ؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا وقال :
لقد سألت أبا هريرة إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر وإذا بكلام فوق رأسي وإذا برجل يقول لرجل : أهو هو ؟ قال : نعم . فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط وأرواح لم أجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط فأقبلا إلي يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسا فقال أحدهما لصاحبه : أضجعه . فأضجعاني بلا قصر ولا هصر فقال أحدهما لصاحبه : افلق صدره . فهوى أحدهما إلى صدري ففلقها فيما أرى بلا دم ولا وجع فقال له : أخرج الغل والحسد . فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له : أدخل الرحمة والرأفة . فإذا مثل الذي أخرج شبيه الفضة ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال : اغد واسلم . فرجعت بها أغدو بها رقة على الصغير ورحمة على الكبير
رواه عبد الله ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان
(8/408)
13844 - وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أن جبريل عليه السلام أخرج حشوة في طست من ذهب فغسلها ثم كساها حكمة ونورا وحكمة وعلما
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وضعفه الجمهور
(8/408)
4 - . باب قدم نبوته صلى الله عليه و سلم
(8/408)
13845 - ص . 409 عن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأنبئكم بأول ذلك : أنا دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات المؤمنين يرين
(8/409)
13846 - وفي رواية : " وإن أم رسول الله صلى الله عليه و سلم رأت حين وضعته نوارا أضاءت منه قصور الشام "
(8/409)
13847 - وفي رواية : " وبشارة عيسى قومه "
رواه أحمد بأسانيد والبزار والطبراني بنحوه وقال : " سأحدثكم تأويل ذلك : دعوة إبراهيم دعا : وابعث فيهم رسولا منهم . وبشارة عيسى بن مريم قوله : ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد . ورؤيا أمي التي رأت في منامها أنها وضعت نورا أضاءت منه قصور الشام " . وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد وقد وثقه ابن حبان
(8/409)
13848 - وعن ميسرة الفجر قال : قلت : يا رسول الله متى كتبت نبيا ؟ قال : " وآدم بين الروح والجسد "
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح
(8/409)
13849 - وعن عبد الله بن شقيق عن رجل قال : قلت : يا رسول الله متى جعلت نبيا ؟ قال :
وآدم بين الروح والجسد
ص . 410
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/409)
13850 - وعن ابن عباس قال : قيل : يا رسول الله متى كتبت نبيا ؟ قال : " وآدم بين الروح والجسد "
رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف
(8/410)
13851 - وعن أبي مريم قال : أقبل أعرابي حتى أتى النبي صلى الله عليه و سلم وعنده خلق من الناس فقال : ألا تعطيني شيئا أتعلمه وأحمله وينفعني ولا يضرك ؟ فقال الناس : مه اجلس . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " دعوه فإنما يسأل الرجل ليعلم " . فأفرجوا له حتى جلس فقال : أي شيء كان من نبوتك ؟ قال : " أخذ الله الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم " . ثم تلا : " { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا } وبشرى المسيح عيسى بن مريم ورأت أم رسول الله صلى الله عليه و سلم في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام " . فقال الأعرابي : هاه . وأدنى منه رأسه وكان في سمعه شيء فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ووراء ذلك "
رواه الطبراني ورجاله وثقوا
(8/410)
5 - . باب ختانه صلى الله عليه و سلم
(8/410)
13851 - عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 411
من كرامتي على ربي عز و جل أن ولدت مختونا ولم ير أحد سوأتي
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه سفيان بن الفزاري وهو متهم به
(8/410)
13852 - وعن أبي بكرة أن جبريل عليه السلام ختن النبي صلى الله عليه و سلم حين طهر قلبه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن عيينة وسلمة بن محارب ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات
(8/411)
6 - . باب
(8/411)
13854 - عن كندير بن سعد عن أبيه قال : حججت في الجاهلية فإذا رجل يطوف بالبيت وهو يرتجز يقول :
رب رد [ علي ] راكبي محمدا . . . رده لي واصطنع عندي يدا
قلت : من هذا تعني ؟ قال : عبد المطلب بن هاشم ذهبت إبل له فأرسل ابن ابنه في طلبتها فاحتبس عليه ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها . قال : فما برحت حتى جاء النبي صلى الله عليه و سلم وجاء بالإبل فقال : يا بني لقد حزنت عليك هذه المرة حزنا لا يفارقني أبدا
رواه أبو يعلى والطبراني وإسناده حسن
(8/411)
13855 - وعن عمار قال : كان أبو طالب يصنع الطعام لأهل مكة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل لم يحبس حتى يأخذ شيئا فيضعه تحته فقال أبو طالب : إن ابن أخي ليحس بكرامة
ص . 412
رواه الطبراني وفيه عمرو بن جميع وهو كذاب
(8/411)
7 - . ( أبواب في عصمته صلى الله عليه و سلم )
(8/412)
1 - . باب عصمته صلى الله عليه و سلم من القرين
(8/412)
13856 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الشياطين
قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " نعم ولكن الله أعانني عليه فأسلم "
رواه أحمد والطبراني والبزار ورجاله رجال الصحيح غير قابوس بن أبي ظبيان وقد وثق على ضعفه
(8/412)
13857 - وعن المغيرة بن شعبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من أحد إلا جعل معه قرين من الجن
قالوا : ولا أنت ؟ قال : " ولا أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير "
رواه الطبراني وفيه أبو حماد المفضل بن صدقة وهو ضعيف
(8/412)
13858 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فضلت على الأنبياء بخصلتين : كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم ونسيت الخصلة الأخرى
رواه البزار وفيه إبراهيم بن صرمة وهو ضعيف
(8/412)
13859 - وعن أسامة بن شريك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما منكم أحد إلا معه شيطان
قلنا : وأنت ؟ قال : " وأنا إلا أن الله عز و جل أعانني عليه فأسلم "
رواه الطبراني وفيه المفضل بن صالح وهو ضعيف
ص . 413
(8/412)
13860 - وعن شريك بن طارق قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما منكم من أحد إلا له شيطان
قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم "
رواه الطبراني والبزار ورجال البزار رجال الصحيح
(8/413)
2 - . باب عصمته صلى الله عليه و سلم من الباطل
(8/413)
13861 - عن عروة بن الزبير قال : حدثني جار لخديجة بنت خويلد قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لخديجة : " أي خديجة والله لا أعبد اللات أبدا والله لا أعبد العزى أبدا " . قال : تقول [ خديجة ] : خل العزى
قال : وكان صنمهم الذي يعبدون ثم يضطجعون
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/413)
13862 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لست من دد ولا دد مني
قال أبو محمد يحيى بن محمد بن قيس : لست من الباطل ولا الباطل مني
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن محمد بن قيس وقد وثق ولكن ذكروا هذا الحديث من منكرات حديثه والله أعلم وقال الذهبي : قد تابعه عليه غيره
(8/413)
13863 - وعن معاوية عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 414
لست من دد ولا دد مني
رواه الطبراني عن محمد بن أحمد بن نصر الترمذي عن محمد بن عبد الوهاب الأزهري ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات
(8/413)
13864 - وعن علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد من ذلك ثم ما هممت بعدها بشيء حتى أكرمني الله برسالته
رواه البزار ورجاله ثقات
(8/414)
13865 - وعن عمار بن ياسر قال : سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم : هل أتيت في الجاهلية شيئا حراما ؟ قال :
لا وقد كنت منه على ميعادين أما أحدهما فغلبتني عيني وأما الآخر فحال بيني وبينه سائر قومي
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم وقال في الأوسط : عن عمار أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم : هل أتيت من النساء حراما ؟
(8/414)
13866 - وعن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشهد مع المشركين مشاهدهم قال : فسمع ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه : اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فقال : كيف نقوم خلفه وإنما عهده بإسلام الأصنام قبل ؟ قال : فلم يعد بعد ذلك أن يشهد مع المشركين مشاهدهم
رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل ولا يحتمل هذا من مثله إلا أن يكون يشهد تلك المشاهد للإنكار وهذا يتجه وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 415
(8/414)
13867 - وعن زيد بن حارثة قال : طفت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فمسست بعض الأصنام فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تمسها " . قال : فذكر الحديث
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وهذا يفسر ما تقدم من أن شهوده للإنكار عليهم
(8/415)
3 - . باب عصمته صلى الله عليه و سلم ممن أراد قتله
(8/415)
13868 - عن جعدة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ورأى رجلا سمينا فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يومئ إلى بطنه ويقول : " لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك "
قال : وأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم برجل فقالوا : هذا أراد أن يقتلك . فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :
لم ترع لم ترع لو أردت ذلك لم يسلطك الله علي
رواه أحمد والطبراني باختصار ورجاله رجال الصحيح غير أبي إسرائيل الجشمي وهو ثقة
(8/415)
13869 - وعن سلمة بن الأكوع قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في قبة حمراء إذ جاء
ص . 416
رجل على فرس عطوف تتبعها مهرة فقال : من أنت ؟ قال : أنا رسول الله . قال : فمتى الساعة ؟ قال : " غيب ولا يعلم الغيب إلا الله " . قال : فمتى يمطر الغيث ؟ قال : " غيب ولا يعلم الغيب إلا الله " . قال : فما في بطن فرسي ؟ قال : " غيب ولا يعلم الغيب إلا الله " . قال : فأعطني سيفك هذا . قال : " ها " . فأخذه فسله ثم هزه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنك لن تستطيع الذي أردت " . ثم قال : إن هذا أقبل ثم قال : ائته قاتله ثم أخذ سيفي فاقتله ثم غمد السيف
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(8/415)
13870 - وعن قيس بن حبتر قال : قالت بنت الحكم : قلت لجدي : ما رأيت يوما أعجز ولا أسوأ رأيا في رسول الله صلى الله عليه و سلم منكم يا بني أمية . قال : لا تلومينا يا بنيه إني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين . قلنا : والله ما نزال نسمع قريشا تعلي هذا الصابئ في مسجدنا تواعدوا له حتى تأخذه فتواعدنا إليه فلما رأيناه سمعنا أصواتا ظننا أنه ما بقي بتهامة خيل إلا تفتت علينا فما عقلنا حتى قضى صلاته ورجع إلى أهله ثم تواعدنا ليله أخرى فلما جاء نهضنا إليه فرأيت الصفا والمروة التقتا أحدهما بالأخرى فحالتا بيننا وبينه فوالله ما نفعنا ذلك
رواه الطبراني ورجاله ثقات غير بنت الحكم فلم أعرفها
(8/416)
13871 - وعن عباس بن عبد المطلب قال : كنت يوما في المسجد فأقبل أبو جهل فقال : إن لله علي إن رأيت محمدا ساجدا أن أطأ على رقبته . فخرجت حتى دخلت عليه فأخبرته بقول أبي جهل فخرج غضبان حتى جاء المسجد فعجل أن يدخل من الباب فاقتحم الحائط فقلت : هذا يوم شر . فأتزرت ثم اتبعته فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ : { اقرأ باسم ربك الذي خلق
ص . 417
خلق الإنسان من علق } فلما بلغ شأن أبي جهل { إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى } قال إنسان لأبي جهل : يا أبا الحكم هذا محمد . فقال : ألا ترون ما أرى ؟ والله لقد سد أفق السماء علي . فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم آخر السورة سجد
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسحاق بن أبي فروة وهو متروك
(8/416)
13872 - وعن ابن عباس قال : إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى وإساف ونائلة لو قد رأينا محمدا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله عنها تبكي حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : هذا الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا إليك فيقتلوك فما منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من دمك . قال : " يا بنية أريني وضوءا " . فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه قالوا : هذا هو . وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرا ولم يقم إليه رجل منهم فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من التراب فقال : " شاهت الوجوه " . ثم حصبهم بها فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا
رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
قلت : وقد تقدمت أحاديث في المغازي في تبلغيه صلى الله عليه و سلم وصبره على ذلك
(8/417)
8 - . باب تأييده صلى الله عليه و سلم على أعدائه من الإنس والجن
(8/417)
13873 - ص . 418 عن ابن عباس قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لآتينه حتى أطأ على عنقه . قال : فقال : لو فعل لأخذته الملائكة عيانا ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ورأوا مقاعدهم من النار ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه و سلم لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا
قلت : في الصحيح طرف من أوله
رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
(8/418)
13874 - وعن ابن عباس قال : مر أبو جهل فقال : ألم أنهك ؟ فانتهره النبي صلى الله عليه و سلم . فقال : لم تنتهرني
يا محمد ؟ فوالله لقد علمت ما بها رجل أكثر ناديا مني . قال : فقال جبريل عليه السلام : فليدع ناديه
قال ابن عباس : فوالله لو دعا ناديه لأخذته الزبانية بالعذاب
قلت : في الصحيح بعضه
رواه أحمد من طريق ذكوان عن عكرمة ولم أعرف ذكوان وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/418)
13875 - وعن طلحة بن عبيد الله قال : كان نفر من المشركين حول الكعبة فيهم أبو جهل لعنه الله فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم فوقف عليهم فقال : " قبحت الوجوه " . فخرسوا فما أحد منهم تكلم
ص . 419
بكلمة ولقد نظرت إلى أبي جهل يعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : أمسك عنا . ويقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا أمسك عنكم أو أقتلكم " . فقال أبو جهل لعنه الله : أنت تقدر على ذلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الله يقتلكم "
رواه البزار عن شيخه علي بن شبيب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(8/418)
13876 - وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن الشيطان عرض لي فجعل يلقي علي شر النار فلولا دعوة أخي سليمان لأخذته
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(8/419)
13877 - وعن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
دخلت البيت فإذا شيطان خلف الباب فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي فلولا دعوة العبد الصالح لأصبح مربوطا يراه الناس
رواه الطبراني وإسناده حسن
(8/419)
13878 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان ساجدا بمكة فجاء إبليس أن يطأ على عنقه فنفخه جبريل عليه السلام نفخة بجناحه فما استوت قدماه على الأرض حتى بلغ الأردن
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف
(8/419)
9 - . باب ما كان يدعى به صلى الله عليه و سلم قبل البعثة
(8/419)
13879 - عن مجاهد عن مولاه أنه حدثه أنه كان فيمن يبني الكعبة في
ص . 420
الجاهلية فذكر اختلافهم في وضع الحجر الأسود قال : اجعلوا بينكم حكما . قالوا : أول رجل يطلع من الفج . فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : أتاكم الأمين
فذكر الحديث وقد تقدم في الحج في شأن الكعبة ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة
(8/419)
13880 - وعن علي بن أبي طالب في بناء الكعبة قال : لما رأوا النبي صلى الله عليه و سلم قد دخل قالوا : قد جاء الأمين
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير حفص بن عمر الضرير وخالد بن عرعرة وكلاهما ثقة
(8/420)
10 - . باب
(8/420)
13881 - عن عبد الرحمن بن عوف قال : مر بنا النبي صلى الله عليه و سلم ونحن نجتني ثمر الأراك فقال : " عليكم بالأسود منه فإني كنت أجتنيه وأنا أرعى الغنم " . قالوا : رعيت يا رسول الله ؟ قال : " نعم ما من نبي إلا وقد رعاها "
رواه الطبراني في الأوسط وأبو سلمة لم يسمع من أبيه
(8/420)
13883 - وعن أبي سعيد الخدري قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
بعث موسى صلى الله عليه و سلم وهو يرعى غنما على أهله وبعثت وأنا أرعى غنما لأهلي بجياد
(8/420)
11 - . ( بابان في بشارة الكتب السابقة )
(8/420)
1 - . باب ما كان عند أهل الكتاب من أمر نبوته صلى الله عليه و سلم
(8/420)
13883 - عن سلمة بن سلامة بن وقش - وكان من أصحاب بدر - قال : كان لنا جار من اليهود في بني عبد الأشهل
ص . 421
[ قال : فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث النبي صلى الله عليه و سلم بيسير فوقف على مجلس عبد الأشهل ] . قال سلمة : وأنا يومئذ أحدث من فيه سنا علي بردة مضطجع فيها بفناء أهلي فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار فقال ذلك لقوم أهل أوثان أصحاب شرك لا يرون أن بعثا كائنا بعد الموت . فقالوا له : ويحك يا فلان ترى هذا كائنا أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم ؟ قال : نعم والذي يحلف به ود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدار يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطينونه عليه وإنه ينجو من تلك النار غدا . قال : ويحك وما آية ذلك ؟ قال : نبي يبعث من نحو هذه البلاد وأشار بيده نحو مكة واليمن قالوا : ومتى نراه ؟ فنظر إلي وأنا من أحدثهم سنا فقال : إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه . قال سلمة : فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه و سلم وهو حي بين أظهرنا فآمنا به وكفر به بغيا وحسدا فقلنا له : ويلك يا فلان أليس قلت لنا فيه ما قلت ؟ قال : بلى وليس به
رواه أحمد والطبراني
(8/420)
13884 - وفي رواية عنده عن أم سلمة أيضا : أن يهوديا كان في بني عبد الأشهل فقال لنا ونحن في المجلس : قد أطل هذا النبي القرشي الحرمي . ثم التفت في المجلس فقال : إن يدركه أحد يدركه هذا الفتى وأشار إلي فقضى الله أن جاء
ص . 422
بالنبي صلى الله عليه و سلم المدينة فقلت : هذا النبي قد جاء . فقال : أما والله إنه لأنه . فقلت : ما لك عن الإسلام ؟ فقال : والله لا أدع اليهودية
ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع
(8/421)
13885 - وعن العباس بن عبد المطلب قال : قال عبد المطلب : خرجت إلى اليمن في إحدى رحلتي الإيلاف فنزلت على رجل من اليهود فرآني رجل من أهل الديور فنسبني فانتسبت له فقال : أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك ؟ قلت : نعم ما لم يكن عورة . ففتح إحدى منخري فنظر ثم نظر في الآخر قال : أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى نبوة وإنا لنجد ذلك في بني زهرة فكيف ذلك ؟ قلت : لا أدري . قال : هل لك من ساعة ؟ قلت : وما الساعة ؟ قال : زوجة . قلت : أما اليوم فلا . قال : فإذا رجعت فتزوج في بني زهرة . فرجع عبد المطلب فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت له حمزة وزوج ابنه آمنة بنت وهب فقالت قريش : نبح عبد الله على أبيه . فولدت له رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان حمزة رضي الله عنه أخا رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاعة أرضعتهما لونيه مولاة أبي لهب وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك
(8/422)
13886 - وعن ابن مسعود قال : إن الله عز و جل بعث نبيه صلى الله عليه و سلم لإدخال رجل الجنة فدخل الكنيسة فإذا هو بيهود وإذا بيهودي يقرأ عليهم التوراة فلما أتوا على صفة النبي صلى الله عليه و سلم أمسكوا وفي ناحيتها رجل مريض فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما لكم أمسكتم ؟ " . قال المريض : إنهم أتوا
ص . 423
على صفة نبي فأمسكوا . ثم جاء اليهودي يحبو حتى أخذ التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبي صلى الله عليه و سلم وأمته فقال : هذه صفتك وصفة أمتك أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . ثم مات فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لوا أخاكم "
رواه أحمد والطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط
(8/422)
13887 - وعن أبي سفيان بن حرب أن أمية بن أبي الصلت كان معه بغزة - أو قال : بإيلياء - فلما قفلنا قال : يا أبا سفيان هل لك أن تتقدم عن الرفقة فنتحدث ؟ قلت : نعم . قال : ففعلنا . قال : يا أبا سفيان أيهن عن عتبة بن ربيعة ؟ قلت : إنهن عن عتبة بن ربيعة . قال : كريم الطرفين ويجتنب المظالم والمحارم ؟ قلت : نعم . قال : وشريف مسن . قال : السن والشرف أزريا به . فقلت له : كذبت ما ازداد سنا إلا ازداد شرفا . قال : يا أبا سفيان إنها لكلمة ما سمعتها من أحد يقولها لي منذ تنصرت لا تعجل علي حتى أخبرك . قلت : هات . قال : إني كنت أجد في كتبي نبيا يبعث من حرمنا فكنت أظن بل كنت لا أشك أني هو فلما دارست أهل العلم إذا هو من بني عبد مناف فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحدا يصلح لهذا الأمر غير عتبة بن ربيعة فلما أخبرني بنسبه عرفت أنه ليس به حين جاوز الأربعين ولم يوح إليه . قال أبو سفيان : فضرب الدهر ضرباته وأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة فمررت بأمية بن أبي الصلت فقلت له كالمستهزئ به : يا أمية قد خرج النبي الذي كنت تنتظر . قال : أما إنه حق فاتبعه . قلت : ما يمنعك من اتباعه ؟ قال : الاستحياء من نسيات ثقيف إني كنت أحدثهم أني هو ثم يروني تابعا لغلام من بني عبد مناف . ثم قال أمية : كأني بك يا أبا سفيان إن خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتى بك إليه فيحكم فيك ما يريد
رواه الطبراني وفيه مجاشع بن عمرو وهو ضعيف
(8/423)
13888 - وعن خليفة بن عبدة بن جرول قال : سألت محمد بن عدي بن ربيعة
ص . 424
بن سواءة بن جشم : كيف سماك أبوك في الجاهلية محمدا ؟ قال : أما إني سألت أبي عما سألتني عنه فقال : خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم وسفيان بن مجاشع بن دارم وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر ويزيد بن ربيعة بن كامن بن حرقوص بن مازن نريد بن جفنة ملك حسان بالشام فلما قدمنا الشام نزلنا على غدير عليها شجيرات لديراني - يعني صاحب صومعة - فقلنا : لو اغتسلنا من هذا الماء وادهنا ولبسنا ثيابنا ثم أتينا صاحبنا . فأشرف علينا الديراني فقال : إن هذه لغة ما هي لغة أهل البلد . فقلنا : نعم نحن قوم من مضر . قال : من أي مضر ؟ قلنا : من خندف . قال : أما إنه سيبعث منكم وشيكا نبي فسارعوا وجدوا بحظكم منه ترشدوا فإنه خاتم النبيين . فقلنا : ما اسمه ؟ قال : محمد . فلما انصرفنا من عند ابن جفنة ولد لكل واحد منا غلام فسماه محمد قال العلاء : قال قيس بن عاصم للنبي صلى الله عليه و سلم : تدري [ من أول ] من علم بك من العرب قبل أن تبعث ؟ قال : لا . قال : بنو تميم . وقص عليه هذه القصة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/423)
13889 - وعن جبير بن المطعم قال : كنت أكره أذى قريش للنبي صلى الله عليه و سلم فلما ظننت أنهم سيقتلوه خرجت حتى لحقت بدير من الديارات فذهب أهل الدير إلى رأسهم فأخبروه فقال : أقيموا له حقه الذي ينبغي له ثلاثا فلما رأوه لم يذهب فانطلقوا إلى صاحبهم فأخبروه فقال : قولوا له : قد أقمنا لك بحقك الذي ينبغي لك فإن كنت وصبا فقد ذهب وصبك وإن كنت واصلا فقد أنى لك أن تذهب إلى من تصل وإن كنت تاجرا
ص . 425
فقد أنى لك أن تخرج إلى تجارتك فقال : ما كنت واصلا ولا تاجرا وما أنا بنصب . فذهبوا إليه فأخبروه فقال : إن له لشأنا فاسئلوه . قال : فأتوه فسألوه فقال : لا والله إلا أن في قرية إبراهيم ابن عمي يزعم أنه نبي فآذاه قومه [ وتخوفت أن يقتلوه ] فخرجت لئلا أشهد ذلك . فذهبوا إلى صاحبهم فأخبروه قولي قال : هلموا . فأتيته فقصصت عليه قصصي قال : تخاف أن يقتلوه ؟ قلت : نعم . قال : وتعرف شبهه لو تراه مصورا ؟ قلت : عهدي به منذ قريب . فأراه صورا مغطاة يكشف صورة صورة ثم يقول : أتعرف ؟ فأقول : لا . حتى كشف صورة مغطاة فقلت : ما رأيت شيئا أشبه بشيء من هذه الصورة به كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه قال : فتخاف أن يقتلوه ؟ قلت : أظنهم قد فرغوا منه . قال : والله لا يقتلوه وليقتلن من يريد قتله وإنه لنبي وليظهرنه الله ولكن قد وجب حقك علينا فامكث ما بدا لك وادع بما شئت . قال : فمكثت عندهم [ حينا ] ثم قلت : لو أطعتهم . فقدمت مكة فوجدتهم قد أخرجوا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة فلما قدمت قامت آل قريش فقالوا : قد تبين لنا أمرك فعرفنا شأنك فهلم أموال الصبية التي عندك التي استودعكها أبوك . فقلت : ما كنت لأفعل هذا حتى تفرقوا بين رأسي وجسدي ولكن دعوني أذهب فأدفعها إليهم . فقالوا : إن عليك عهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامه . قال : فقدمت المدينة وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم الخبر فدخلت عليه فقال لي فيما يقول : " إني لأراك جائعا هلموا طعاما " . قلت : إني لا آكل حتى أخبرك فإن رأيت أن آكل أكلت . قال : فحدثته بما أخذوا علي قال : " فأوف بعهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامنا ولا تشرب من شرابنا "
ص . 426
رواه الطبراني عن شيخه مقدام بن داود ضعفه النسائي وقال ابن دقيق العيد في الإمام : إنه وثق وهو حديث حسن
(8/424)
13890 - وعن جبير بن مطعم قال : خرجت تاجرا إلى الشام في الجاهلية فلما كنت بأدنى الشام لقيني رجل من أهل الكتاب فقال : هل عندكم رجل نبئ ؟ قلت : نعم . قال : هل تعرف صورته إذا رأيتها ؟ قلت : نعم فأدخلني بيتا فيه [ صور فلم أر ] صورة النبي صلى الله عليه و سلم فبينا أنا كذلك إذ دخل رجل منهم علينا فقال : فيم أنتم ؟ فأخبرناه فذهب بنا إلى منزله فساعة ما دخلت نظرت إلى صورة النبي صلى الله عليه و سلم فإذا رجل آخذ بعقب النبي صلى الله عليه و سلم قلت : من هذا الرجل القائم على عقبه ؟ قال : إنه لم يكن نبي إلا كان بعده نبي إلا هذا فإنه لا نبي بعده وهذا الخليفة بعده . وإذا صفة أبي بكر رضي الله عنه
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم
(8/426)
13891 - وعن أبي صخر العقيلي قال : حدثني رجل من الأعراب قال : جلبت حلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما فرغت من بيعتي قلت : لألقين هذا الرجل فلأسمعن منه . قال : فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون فتبعتهم في أقفائهم حتى أتوا على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرأها يعزي بها نفسه على ابن له كأحسن الفتيان في الموت [ وأجمله ] فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
أنشدك بالذي أنزل التوراة هل تجدني في كتابك [ ذا ] صفتي ومخرجي ؟
فقال برأسه هكذا أي : لا . فقال ابنه : إني والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال : " أقيموا اليهودي عن أخيكم " . ثم ولي كفنه وحنطه والصلاة عليه
ص . 427
رواه أحمد وأبو صخر لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
(8/426)
13892 - وعن المسور قال : مر بي يهودي وأنا قائم خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم والنبي صلى الله عليه و سلم يتوضأ قال : فقال : ارفع أو اكشف ثوبه عن ظهره . قال : فذهبت أرفعه عن ظهره قال : فنضح النبي صلى الله عليه و سلم في وجهي من الماء
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات
(8/427)
13893 - وعن جابر بن سمرة قال : جاء جرمقاني إلى أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أين صاحبكم هذا الذي يزعم أنه نبي ؟ لئن سألته لأعلمن نبي هو أو غير نبي . قال : فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال الجرمقاني : اقرأ علي أو قص علي . قال : فتلا عليه آيات من كتاب الله عز و جل فقال الجرمقاني : هذا والله الذي جاء به موسى
رواه عبد الله وقال : منكر . قلت : ما فيه غير أيوب بن جابر وثقه أحمد وغيره وضعفه ابن معين وغيره
(8/427)
13894 - وعن سعيد بن أبي راشد قال : رأيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بحمص وكان جارا لي شيخا كبيرا قد بلغ الفند أو قرب فقلت : ألا تخبرني عن رسالة هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ورسالة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى هرقل ؟ قال : بلى وقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم تبوك وبعث دحية الكلبي إلى هرقل فلما أن جاء كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا قسيسي الروم وبطارقتها ثم أغلق عليه وعليهم الدار . قال : نزل هذا الرجل حيث رأيتم وقد أرسل إلي يدعوني إلى ثلاث خصال : يدعوني أن أتبعه على دينه أو أن نعطيه ما لنا على أرضنا والأرض أرضنا أو نلقي
ص . 428
إليه الحرب والله لقد عرفتم فيما تقرؤون من الكتب لتأخذن ما تحت قدمي فهلم نتبعه على دينه أو نعطيه ما لنا على أرضنا فنخروا نخرة رجل واحد حتى خرجوا من برانسهم وقالوا : تدعونا إلى أن نذر النصرانية أو نكون عبيدا لأعرابي جاء من الحجاز ؟ فلما ظن أنهم إن خرجوا [ من عنده ] أفسدوا عليه رفاقهم وملكه قال : إنما قلت ذلك لكم لأعلم صلابتكم على أمركم . ثم دعا رجلا من عرب تجيب كان على نصارى العرب قال : ادع لي رجلا حافظا للحديث عربي اللسان أبعثه إلى هذا الرجل بجواب كتابه . فجاءني فدفع إلي هرقل كتابا فقال : اذهب بكتابي إلى هذا الرجل فما ضيعت من حديثه فاحفظ منه ثلاث خصال : انظر هل يذكر صحيفته التي كتب إلي بشيء ؟ وانظر إذا قرأ كتابي هل يذكر الليل ؟ وانظر في ظهره هل به شيء يريبك ؟ فانطلقت بكتابه حتى جئت تبوك فإذا هو جالس بين أصحابه محتبيا على الماء فقلت : أين صاحبكم ؟ قيل : ها هو ذا . فأقبلت أمشي حتى جلست بين يديه فناولته كتابي فوضعه في حجره ثم قال : " ممن أنت ؟ " . قلت : أنا أحد تنوخ . فقال : " هل لك في الحنيفية ملة أبيكم إبراهيم ؟ " . قلت : إني رسول قوم وعلى دين قوم لا أرجع عنه حتى أرجع إليهم . [ فضحك و ] قال : " { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } يا أخا تنوخ إني كتبت بكتاب [ إلى كسرى فمزقه والله ممزقه وممزق ملكه . وكتبت ] إلى النجاشي فخرقها والله مخرقه ومخرق ملكه وكتبت إلى صاحبكم بصحيفة فأمسكها فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير " . قلت : هذه إحدى الثلاث التي أوصاني بها [ صاحبي ] . وأخذت سهما من جعبتي فكتبتها في جلد سيفي ثم أنه ناول الصحيفة رجلا عن يساره فقلت : من صاحب كتابكم الذي يقرأ لكم ؟ قالوا : معاوية . فإذا في كتاب صاحبي : يدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فأين
ص . 429
النار ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " سبحان الله فأين الليل إذا جاء النهار ؟ " . فأخذت سهما من جعبتي فكتبته في جلد سيفي فلما فرغ من قراءة كتابي قال : إن لك حقا وإنك رسول فلو وجدت عندنا جائزة جوزناك بها إنا سفر مزملون . قال : فناداه رجل من طائفة الناس : أنا أجوزه . ففتح رحله فإذا هو يأتي بحلة صفورية فوضعها في حجري فقلت : من صاحب الحلة ؟ قيل : عثمان . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من ينزل هذا الرجل ؟ " . فقال فتى من الأنصار : أنا . فقام الأنصاري وقمت معه فلما خرجت من طائفة المجلس ناداني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا أخا تنوخ " . فأقبلت أهوي [ إليه ] حتى كنت قائما في مجلسي الذي كنت فيه بين يديه فحل حبوته عن ظهره فقال : " ههنا امض لما أمرت به " . فجلت في ظهره فإذا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل الحجمة الضخمة
رواه عبد الله بن أحمد وأبو يعلى ورجال أبي يعلى ثقات ورجال عبد الله بن أحمد كذلك
(8/427)
13895 - وعن دحية الكلبي أنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم بكتاب إلى قيصر فقدمت عليه فأعطيته الكتاب وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس فلما قرأ الكتاب كان فيه : " من محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى هرقل صاحب الروم " . قال : فنخر ابن أخيه نخرة وقال : لا يقرأ هذا اليوم . فقال له قيصر : لم ؟ قال : إنه بدأ بنفسه وكتب : " صاحب الروم " ولم يكتب : ملك الروم . فقال قيصر : لتقرأنه . فلما قرأ الكتاب وخرجوا من عنده أدخلني عليه وأرسل إلى الأسقف وهو صاحب أمرهم فأخبروه وأخبره وأقرأه الكتاب فقال له الأسقف : هذا الذي كنا ننتظر وبشرنا به عيسى . قال له قيصر : كيف تأمرني ؟ قال له الأسقف : أما أنا فمصدقه ومتبعه . فقال له قيصر : أما أنا إن فعلت ذلك ذهب ملكي
ص . 430
ثم خرجنا من عنده فأرسل قيصر إلى أبي سفيان وهو يومئذ عنده قال : حدثني عن هذا الذي خرج بأرضكم ما هو ؟ قال : شاب . قال : فكيف حسبه فيكم ؟ قال : هو في حسب ما لا يفضل عليه أحد . قال : هذه آية النبوة . قال : كيف صدقه ؟ قال : ما كذب قط . قال : هذه آية النبوة . قال : أرأيت من خرج من أصحابكم إليه هل يرجع إليكم ؟ قال : لا . قال : هذه آية النبوة . قال : أرأيت من خرج من أصحابه إليكم يرجعون إليه ؟ قال : نعم . قال : / هذه آية النبوة . قال : هل ينكب أحيانا إذا قاتل هو في أصحابه ؟ قال : قد قاتله قوم فهزمهم وهزموه . قال : هذه آية النبوة . قال : ثم دعاني فقال : أبلغ صاحبك أني أعلم أنه نبي ولكن لا أترك ملكي . قال : وأما الأسقف فإنه كانوا يجتمعون إليه في كل أحد فيخرج إليهم ويحدثهم ويذكرهم فلما كان يوم الأحد لم يخرج إليهم وقعد إلى يوم الأحد الآخر فكنت أدخل إليه فيكلمني ويسألني فلما جاء الأحد الآخر انتظروه ليخرج إليهم فلم يخرج إليهم واعتل عليهم بالمرض وفعل ذلك مرارا وبعثوا إليه : لتخرجن إلينا أو لندخلن عليك فنقتلك فإنا قد أنكرناك منذ قدم هذا العربي . فقال الأسقف : خذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك فاقرأ عليه السلام وأخبره أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأني قد آمنت به وصدقته واتبعته وأنهم قد أنكروا علي ذلك فبلغه ما ترى . ثم خرج إليهم فقتلوه ثم خرج دحية إلى النبي صلى الله عليه و سلم وعنده رسل عمال كسرى على صنعاء بعثهم إليه وكتب إلى صاحب صنعاء يتوعده يقول : لتكفيني رجلا خرج بأرضك يدعوني إلى دينه أو أؤدي الجزية أو لأقتلنك - أو قال : لأفعلن بك - فبعث صاحب صنعاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسة عشر
ص . 431
رجلا فوجدهم دحية عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما قرأ كتاب صاحبهم تركهم خمس عشرة ليلة فلما مضت خمس عشرة ليلة تعرضوا له فلما رآهم دعاهم فقال : " اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا له : إن ربي قتل ربه الليلة " . فانطلقوا فأخبره بالذي صنع فقال : أحصوا هذه الليلة . قال : أخبروني كيف رأيتموه ؟ قالوا : ما رأينا ملكا أهيأ منه يمشي فيهم لا يخاف شيئا مبتذلا لا يحرس ولا يرفعون أصواتهم عنده . قال دحية : ثم جاء الخبر أن كسرى قتل تلك الليلة
رواه البزار وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى وهو ضعيف
(8/429)
13896 - وعن علقمة بن وقاص قال : قال عمرو بن العاص : أخرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى نزلنا الإسكندرية فقال عظيم من عظمائهم : أخرجوا إلي رجلا أكلمه ويكلمني . فقلت : لا يخرج إليه غيري . فخرجت مع ترجمانه حتى وضع لنا منبران فقال : ما أنتم ؟ فقلنا : نحن العرب ونحن أهل الشوك والقرظ ونحن أهل بيت الله كنا أضيق الناس أرضا وأشده عيشا نأكل الميتة والدم ويغير بعضنا على بعض بشر عيش عاش به الناس حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ولا بأكثرنا مالا قال : أنا رسول الله إليكم . يأمرنا بأشياء لا نعرف وينهانا عما كنا عليه وكان عليه آباؤنا فشنفنا له وكذبناه ورددنا عليه مقالته حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا : نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك . فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه فظهر علينا وغلبنا وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم فلو
ص . 432
يعلم من ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش . فضحك ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد صدق قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم فكنا عليه حتى ظهرت فينا فتيان فجعلوا يعملون فينا بأهوائهم ويتركون أمر الأنبياء فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ولم يشارركم أحد إلا ظهرتم عليه فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا وتركتم أمر نبيكم وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم فهم لم يكونوا أكثر عددا منا ولا أشد قوة منا . فقال عمرو بن العاص : فما كلمت رجلا أنكر منه
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن علقمة وهو ثقة
(8/431)
13897 - وعن كرز بن علقمة قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم وفد نصارى نجران منهم أربعة وعشرون من أشرافهم والأربعة والعشرون منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم العاقب : أمير للقوم وذو رأيهم وصاحب مشورتهم والذي لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره واسمه عبد المسيح والسيد : عالمهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارستهم وكان أبو حارثة قد شرف فيهم حتى حسن علمه في دينهم وكانت ملوك النصرانية قد شرفوه وقبلوه وبنوا له الكنائس وبسطوا عليه الكرامات لما يبلغهم من اجتهاده في دينهم فلما وجهوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من نجران جلس أبو حارثة على بغلة له موجها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وإلى جنبه أخ له يقال له : كرز بن علقمة يسائله إذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال كرز : تعس الأبعد . يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : بل أنت تعست . قال : ولم يا أخ ؟ قال : والله إنه النبي الذي كنا ننتظر . قال له كرز : ما يمنعك وأنت تعلم
ص . 433
هذا ؟ قال : ما صنع بنا هؤلاء القوم شرفونا وأكرمونا وقد أبوا إلا خلافه ولو قد فعلت نزعوا منا كل ما ترى . وأضمر عليها أخوه كرز بن علقمة يعني : أسلم بعد ذلك
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بريدة بن سفيان وهو ضعيف
(8/432)
13898 - وعن عبد الله بن سلام قال : إن الله عز و جل لما أراد هدي زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة : ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه و سلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما [ فكنت ألطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه كمن جهله ] . قال زيد بن سعنة : فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتاه رجل على راحلة كالبدوي فقال : يا رسول الله لي نفر في قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا وقد أصابتهم سنة وشدة وقحط من الغيث فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تغيثهم به فعلت . فنظر إلى رجل إلى جانبه
أراه عليا - فقال : يا رسول الله ما بقي منه شيء . قال زيد بن سعنة : فدنوت إليه فقلت : يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما في حائط بني فلان إلى أجل معلوم إلى أجل كذا وكذا ؟ قال : " لا يا يهودي ولكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل معلوم إلى كذا وكذا ولا تسمي حائط بني فلان " . قلت : نعم . فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا فأعطا الرجل
ص . 434
وقال : " اغد عليهم وأغثهم بها " . قال زيد بن سعنة : فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاث خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان في نفر من أصحابه فلما صلى على الجنازة ودنا إلى الجدار ليجلس إليه أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ قلت له : يا محمد ألا تقضيني حقي ؟ فوالله ما علمتم بني عبد المطلب لمطل ولقد كان بمخالطتكم علم . ونظرت إلى عمر وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم رماني ببصره فقال : يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم ما أسمع وتصنع به ما أرى ؟ فوالذي نفسي بيده لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك . ورسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر إلي في سكون وتؤدة فقال :
يا عمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن اتباعه اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته
قال زيد : فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر فقلت : ما هذه الزيادة يا عمر ؟ قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أزيدك مكان ما رعتك . قال : وتعرفني يا عمر ؟ قال : لا [ من أنت ؟ ] قلت : أنا زيد بن سعنة . قال : الحبر ؟ قلت : الحبر . قال : فما دعاك إلى أن فعلت برسول الله صلى الله عليه و سلم ما فعلت وقلت له ما قلت ؟ قلت : يا عمر لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما وقد اختبرتهما فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وأشهدك أن شطر مالي - فإني أكثرها مالا - صدقة على أمة محمد صلى الله عليه و سلم . قال عمر : أو على بعضهم فإنك لا تسعهم ؟ قلت : أو
ص . 435
على بعضهم . فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال زيد : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . وآمن به وصدقه وبايعه وشهد معه مشاهد كثيرة ثم توفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر رحم الله زيدا
قلت : روى ابن ماجة منه طرفا
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(8/433)
13899 - وعن سلمان قال : كنت من أبناء أساورة فارس قال : فذكر الحديث . فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت على قوم [ من الأعراب ] فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه و سلم وكان العيش عزيزا فقلت لها : هبي لي يوما . قالت : نعم . فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته فصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فوضعته بين يديه فقال : " ما هذا ؟ " . فقلت : صدقة . فقال لأصحابه : " كلوا " . ولم يأكل فقلت : هذه من علاماته . ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث فقلت لمولاتي : هبي لي يوما . قالت : نعم . فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك فصنعت طعاما فأتيته به وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال : " ما هذا ؟ " . فقلت : هدية . فوضع يده وقال لأصحابه : " خذوا باسم الله " . وقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت : أشهد أنك رسول الله . فقال : " وما ذاك ؟ " . فحدثته عن الرجل فقلت له : أيدخل الجنة يا رسول الله فإنه حدثني أنك نبي ؟ فقال : " لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة "
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات
ص . 436
(8/435)
13900 - وعن سلمان أيضا قال : خرجت أبتغي الدين فوقعت في الرهبان بقايا أهل الكتاب قال الله عز و جل : { يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } فكانوا يقولون : هذا زمان نبي قد أطل يخرج من أرض العرب له علامات من ذلك : شامة مدورة بين كتفيه خاتم النبوة . فلحقت بأرض العرب وخرج النبي صلى الله عليه و سلم فرأيت ما قالوا كله ورأيت الخاتم فشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . فذكر الحديث
رواه الطبراني ورجاله ثقات . قلت : وتأتي بقية أحاديث سلمان في مناقبه
(8/436)
2 - . باب منه
(8/436)
13901 - عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : مر يهودي بالنبي صلى الله عليه و سلم وهو يحدث أصحابه قال : فقالت قريش : يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي ؟ قال : لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي . قال : فجاء حتى جلس ثم قال : يا محمد مم يخلق الإنسان ؟ قال :
يا يهودي من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم
فقام اليهودي فقال : هكذا كان يقول من قبلك
رواه أحمد والطبراني والبزار بإسنادين وفي أحد إسناديه عامر بن مدرك وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات . وفي إسناد الجماعة عطاء بن السائب وقد اختلط
(8/436)
13902 - وعن ابن عباس قال :
ص . 437
أقبلت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك . فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا : { الله على ما نقول وكيل } قال : " هاتوا " . قالوا : خبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر ؟ قال : " يلتقي الماآن فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت " . قالوا : أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه ؟ قال : " كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - قال بعضهم : يعني الإبل - فحرم لحومها " . قالوا : صدقت
قالوا : أخبرنا ما هذا الرعد ؟ قال : " ملك من ملائكة الله عز و جل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله عز و جل " . قالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع ؟ قال : " صوته " . قالوا : صدقت إنما بقيت واحدة إنما نبايعك إن أخبرتنا [ بها ] فأنه ليس من نبي إلا له من يأتيه بالخبر فأخبرنا عن صاحبك ؟ قال : " جبريل عليه السلام " . قالوا : جبريل ذلك الذي ينزل بالعذاب والحرب والقتال وهو عدونا لو قلت : ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان . فأنزل الله عز و جل : { قل من كان عدوا لجبريل } الآية
ص . 438
(8/436)
13903 - وفي رواية : كلما أخبرهم بشيء فصدقوه قال : " اللهم اشهد " . وقال فيها : " أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه ؟ " . قالوا : اللهم نعم . وقال أيضا : " فإن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه "
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات
(8/438)
13904 - وعن الفلتان بن عاصم قال : كنا قعودا مع النبي صلى الله عليه و سلم فشخص بصره إلى رجل في المسجد فقال : " يا فلان " . فقال : لبيك يا رسول الله . قال : ولا ينازعه الكلام إلا قال : يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أتشهد أني رسول الله ؟ " . قال : لا . قال : " أتقرأ التوراة ؟ " . قال : نعم والإنجيل . قال : " والقرآن ؟ " . قال : والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته . قال : ثم ناشده : " هل تجدني في التوراة والإنجيل ؟ " . قال : أجد مثلك ومثل هيأتك ومثل مخرجك وكنا نرجو أن يكون منا فلما خرجت تحيرنا أن يكون أنت هو فنظرنا فإذا ليس أنت هو . قال : " ولم ذاك ؟ " . قال : إن معه من أمته سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ومعك يسير . قال : " فوالذي نفسي بيده لأنا هو وإنهم لأمتي إنهم لأكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا "
رواه الطبراني ورجاله ثقات من أحد الطريقين
(8/438)
13905 - وعن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام أن جده عبد الله بن سلام قال لأحبار اليهود : إني أحدث بمسجد إبراهيم وإسماعيل عهدا . فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بمكة فوافاه وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنى والناس حوله فقمت مع الناس فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " أنت عبد الله بن سلام ؟ " . قال : قلت : نعم . قال : " ادن " . فدنوت منه قال : " أنشدك بالله يا عبد الله بن
ص . 439
سلام أما تجدني في التوراة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ " . فقلت : انعت ربنا . فجاء جبريل حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } " . فقرأها عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ابن سلام : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ثم انصرف ابن سلام إلى المدينة فكتم إسلامه فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم المدينة وأنا فوق نخلة لي أجدها ( أقطع ثمره ) فسمعت رجة فقلت : ما هذا ؟ فقالوا : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قدم . فألقيت نفسي من أعلى النخلة ثم خرجت أحضر حتى أتيته فسلمت عليه ثم رجعت فقالت أمي : لله أنت لو كان موسى بن عمران عليه السلام ما كان بذلك تلقي نفسك من أعلى النخلة ؟ فقلت : والله لأنا أشد فرحا بقدوم رسول الله صلى الله عليه و سلم من موسى إذ بعث
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن حمزة بن يوسف لم يدرك جده عبد الله بن سلام
(8/438)
12 - . باب فيمن أخبر بنبوته صلى الله عليه و سلم
(8/439)
13906 - عن جابر بن عبد الله قال : إن أول خبر قدم علينا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن امرأة كان لها تابع . قال : فأتاها في صورة طير فوقع على جذع لهم . قال : فقالت : ألا تنزل لتخبرنا ونخبرك ؟ قال : إنه قد خرج بمكة رجل حرم علينا الزنا ومنع منا القرار
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا
(8/439)
13907 - وعن مجاهد قال : حدثني شيخ أدرك الجاهلية ونحن في غزوة رودس يقال له : ابن عبس قال :
ص . 440
كنت أسوق لآل لنا بقرة فسمعت من جوفها : يا آل ذريح قول فصيح رجل نصيح أن لا إله إلا الله قال : فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلى الله عليه و سلم قد خرج بمكة
رواه أحمد ورجاله ثقات
(8/439)
13908 - وعن جبير بن مطعم قال : كنا حول صنم لنا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه و سلم بشهر وقد نحرنا جزورا إذ صاح صائح من جوفه : اسمعوا العجب ذهب الشرك والرجز ورمي بالشهب لنبي بمكة اسمه أحمد ومهاجره إلى يثرب
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف
(8/440)
13909 - وعن عمرو بن مرة الجهني قال : خرجت حاجا في جماعة من قومي في الجاهلية فرأيت في المنام وأنا
بمكة نورا ساطعا من الكعبة حتى وصل إلى جبال يثرب أشعر جهينة فسمعت صوتا في النور وهو يقول :
انقشعت الظلماء
وسطع الضياء
وبعث خاتم الأنبياء
ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن فسمعت صوتا في النور وهو يقول :
ظهر الإسلام
وكسرت الأصنام
ووصلت الأرحام
فانتبهت فزعا وقلت لقومي : والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث . وأخبرتهم بما رأيت فلما انتهينا إلى بلادنا جاءنا أن رجلا يقال له : أحمد قد بعث فأتيته فأخبرته ما رأيت فقال :
ص . 441
يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل إلى العباد كافة أدعوهم إلى الإسلام وآمرهم بحقن الدماء وصلة الأرحام وعبادة الله ورفض الأصنام وحج البيت وصيام شهر رمضان من اثنى عشر شهرا فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار فآمن بالله يا عمرو يؤمنك الله من هول جهنم
قلت : أشهد أن لا آله إلا الله وأنك رسول الله وآمنت بكل ما جئت به بحلال وحرام وأن أرغم ذلك كثيرا من الأقوام . ثم أنشدته أبياتا قلتها حين سمعت به وكان لنا صنم وكان أبي سادنا له فقمت إليه فكسرته ثم لحقت بالنبي صلى الله عليه و سلم وأنا أقول :
شهدت بأن الله حق وإنني . . . لآلهة الأحجار أول تارك
وشمرت عن ساقي الإزار مهاجرا . . . إليك أجوب الفوز بعد الدكادك
لأصحب خير الناس نفسا ووالدا . . . رسول مليك الناس فوق الحبائك
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " مرحبا بك يا عمرو بن مرة " . فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ابعثني إلى قومي لعل الله أن يمن بي عليهم كما من بك علي . فبعثني عليهم فقال : " عليك بالرفق والقول السديد ولا تكن فظا ولا متكبرا ولا حسودا " . فأتيت قومي فقلت : يا بني رفاعة يا معاشر جهينة إني رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم إليكم أدعوكم إلى الجنة وأحذركم النار وآمركم بحقن الدماء وصلة الأرحام وعبادة الله ورفض الأصنام وحج البيت وصيام شهر رمضان شهر من اثني عشر شهرا فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار . يا معشر جهينة إن الله عز و جل جعلكم خيار من أنتم منه وبغض إليكم في جاهليتكم ما حبب إلى غيركم - من أنهم كانوا يجمعون بين الأختين ويخلف الرجل منهم على امرأة أبيه والغزاة في الشهر
ص . 442
الحرام - فأجيبوا هذا النبي المرسل من بني لؤي بن غالب تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة وسارعوا في ذلك يكن لكم فضيلة عند الله . فأجابوه إلا رجلا واحدا قال : يا عمرو بن مرة - أمر الله عليك - تأمرنا أن نرفض آلهتنا ونفرق جماعتنا ونخالف دين آبائنا إلى ما يدعو إليه هذا القرشي من أهل تهامة ؟ لا ولا حبا ولا كرامة . ثم أنشأ الخبيث يقول :
إن ابن مرة قد أتى بمقالة . . . ليست مقالة من يريد صلاحا
إني لأحسب قوله وفعاله . . . يوما وإن طال الزمان رياحا
أيسفه الأشياخ ممن قد مضى . . . من رام ذاك فلا أصاب فلاحا
فقال عمرو بن مرة : الكاذب مني ومنك أمر الله فمه وأبكم لسانه وأكمه عينيه وأسقط أسنانه . قال عمرو بن مرة : فوالله ما مات حتى سقط فوه وكان لا يجد طعم الطعام وعمي وخرس فخرج عمرو بن مرة ومن تبعه من قومه حتى أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فرحب بهم وحباهم وكتب لهم كتابا هذه نسخته :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله جل وعز على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم كتاب صادق وحق ناطق لعمرو بن مرة الجهني لجهينة بن زيدان لكم بطون الأرض وسهولها وتلاع الأودية وظهورها ترعون نباته وتشربون صافية على أن تقروا بالخمس وتصلوا صلاة الخمس وفي التيعة والصريمة شاتان إذا اجتمعتا وإن تفرقتا فشاة شاة ليس على أهل المثيرة صدقة
ص . 443
وشهد على نبينا ومن حضرنا من المسلمين بكتاب قيس بن شماس فذلك حين يقول عمرو بن مرة الجهني :
ألم تر أن الله أظهر دينه . . . وبين برهان القرآن لعامر
كتاب من الرحمن يجعلنا معا . . . وأخلافنا في كل باد وحاضر
إلى خير من يمشي على الأرض كلها . . . وأفضلها عند اعتكار الضرائر
أطعنا رسول الله لما تقطعت . . . بطون الأعادي بالظباء الخواطر
فنحن قبيل قد بني المجد حولنا . . . إذا اختليت في الحرب هام الأكابر
بنو الحرب نفريها بأيد طويلة . . . وبيض تلألأ في أكف المغاور
ومن حوله الأنصار يحموا أميرهم . . . بسمر العوالي والسيوف البواتر
إذا الحرب دارت عند كل عظيمة . . . ودارت رحاها بالليوث الهواصر
تبلج منه اللون وازدان وجهه . . . كمثل ضياء البدر بين الزواهر
وذكر ياسر بن سويد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وجهه في خيل أو سرية وامرأته حامل فولدت له مولودا فحملته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله قد ولد هذا المولود وأبوه في الخيل فسمه . فأخذه النبي صلى الله عليه و سلم وأمر يده عليه وقال :
اللهم أكثر رجالهم وأقل أياماهم ولا تحوجهم ولا تر أحدا منهم خصاصة
فقال : " سميه مسرعا فقد أسرع في الإسلام "
رواه الطبراني
(8/440)
13910 - وعن عباس بن مرداس السلمي قال :
ص . 444
كان إسلام عباس بن مرداس أنه كان بغمرة في لقاح له نصف النهار إذ طلعت له نعامة بيضاء مثل القطن عليها راكب عليه ثياب بيض مثل القطن فقال : يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء كعت أجراسها وأن الحرب جرعت أنفاسها وأن الخيل وضعت أحلاسها وأن الذي نزل بالبر والهدى لفي يوم الاثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة . قال : فخرجت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت حتى جئت وثنا لنا كان يدعى : الضماد وكنا نعبده ويكلم من جوفه فكنست ما حوله وتمسحت به وقبلته فإذا صائح يصيح من جوفه : يا عباس بن مرداس
قل للقبائل من سليم كلها . . . هلك الضماد وفاز أهل المسجد
إن الذي جاء بالنبوة والهدى . . . بعد ابن مريم من قريش مهتد
هلك الضماد وكان يعبد مرة . . . قبل الصلاة على النبي محمد
قال : فخرجت مرعوبا حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر فخرجت في ثلاث مائة راكب من قومي من بني حارثة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخلنا المسجد فلما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم تبسم ثم قال : " يا عباس بن مرداس كيف كان إسلامك ؟ " . فقصصت عليه القصة فقال : " صدقت " . فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فأسلمت أنا وقومي
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي ضعفه الجمهور ووثقه سعيد بن منصور وقال : كان مالك يرضاه وبقية رجاله وثقوا
ص . 445
(8/443)
13911 - وعن مازن بن الغضوبة قال : كنت أسدن صنما يقال له : بأحر بسمائل قرية بعمان فعبرنا ذات يوم وعنده عتيرة - وهي الذبيحة - فسمعت صوتا من الصنم يقول :
يا مازن اسمع تسر . . . ظهر خير وبطن شر
بعث نبي من مضر . . . بدين الله الأكبر
فدع نحيتا من حجر . . . تسلم من حر سقر
قال : ففزعت من ذلك وقلت : إن هذا لعجب . ثم عبرت بعد أيام فسمعت صوتا من الصنم يقول :
أقبل إلي أقبل . . . تسمع ما لا تجهل
هذا نبي مرسل . . . جاء بحق منزل
آمن به كي تعدل . . . عن حر نار تشعل
وقودها بالجندل
فقلت : إن هذا لعجب وإنه لخير يراد بي . فبينا نحن كذلك قدم علينا رجل من الحجاز فقلنا : ما الخبر وراءك ؟ قال : ظهر رجل يقول لمن أتاه : " أجيبوا داعي الله " . فقلت : هذا نبأ ما قد سمعت . فسرت إلى الصنم فكسرته وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فشرح لي الإسلام فأسلمت وقلت :
كسرت ناجزا جذاذا وكان لنا . . . ربا نطيف به عميا بطلال
بالهاشمي هدينا من ضلالته . . . ولم يكن دينه مني على بال
يا راكبا بلغن عمرا وإخوته . . . أني لمن قال : ربي ناجز قال
ص . 446
يعني عمرو بن الصلت وإخوته بني خطامة . قال مازن : فقلت : يا رسول الله إني امرؤ مولع بالطرب وشرب الخمر والهلوك - قال ابن الكلبي : والهلوك الفاجرة من النساء - وألحت علينا السنون فأذهبت الأموال وأهزلت الدراري وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد ويأتيني بالحياء ويهب لي ولدا . فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن وبالحرام الحلال وبالعهر عفة الفرج وبالخمر ريا لا إثم فيه وآتهم بالحيا وهب له ولدا
قال مازن : فأذهب الله عني ما كنت أجد وأتانا بالحيا وتعلمت القرآن وخصبت عمان وحججت حجا ووهب الله لي حبار بن مازن وأنشأ يقول :
إليك رسول الله خبت مطيتي . . . تجوب الفيافي من عمان إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى . . . فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج
إلى معشر خالفت في الله دينهم . . . فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي
وكنت امرأ بالرغب والخمر مولعا . . . حياتي حتى آذن الجسم بالنهج
فبدلني بالخمر خوفا وخشية . . . وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجي
فلما أتيت قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرهم فهجاني فقلت : إن رددت عليهم فإنما أهجو نفسي فاعتزلتهم إلى ساحل البحر وقلت :
ص . 447
بغضكم عندنا مرمدا فيه . . . وبغضنا عندكم يا قومنا لين
لا نفطن الدهر إن بثت معايبكم . . . وكلكم حين يبدو عيبنا فطن
شاعرنا معجم عنكم وشاعركم . . . في حربنا مولع في شتمنا لسن
ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر . . . وفي صدوركم البغضاء والإحن
فأتتني منهم أزفلة عظيمة فقالوا : يا ابن عمنا عبنا عليك أمرا وكرهناه لك فإن أبيت فشأنك ودينك فارجع فقم بأمورنا . وكنت القيم بأمورهم فرجعت إليهم ثم هداهم الله بعد إلى الإسلام
رواه الطبراني من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وكلاهما متروك
(8/445)
13912 - وعن محمد بن كعب القرظي قال : بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاعد في المسجد إذ مر به رجل في مؤخر المسجد فقال رجل : يا أمير المؤمنين أتعرف هذا الجائي ؟ قال : لا فمن هو ؟ قال : هذا سواد بن قارب وهو من أهل اليمن له فيهم شرف وموضع قد أتاه رأيه بظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال عمر : علي به . فدعا به فقال : أنت سواد بن قارب ؟ قال : نعم . قال : أنت
ص . 448
الذي أتاك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم . قال : فأنت على ما كنت عليه من كهانتك ؟ فغضب غضبا شديدا وقال : يا أمير المؤمنين ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت . فقال عمر : يا سبحان الله ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك أخبرني بإتيانك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئيي فضربني برجله وقال : قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز و جل وإلى عبادته ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن وتجساسها . . . وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى . . . ما خير الجن كأنجاسها
فارحل إلى الصفوة من هاشم . . . واسم بعينيك إلى راسها
قال : فلم أرفع بقوله رأسا وقلت : دعني أنم فإني أمسيت ناعسا . فلما كانت الليلة التالية أتاني فضربني برجله وقال : ألم أقل لك يا سواد بن قارب قم وافهم واعقل إن كنت تعقل ؟ إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز و جل وإلى عبادته ثم أنشأ الجني يقول :
عجبت للجن وتطلابها . . . وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى . . . ما صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم . . . ليس قداماها كأذنابها
قال : فلم أرفع لقوله رأسا فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله
ص . 449
وقال : ألم أقل لك يا سواد بن قارب افهم واعقل إن كنت تعقل ؟ إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز و جل وإلى عبادته . ثم أنشأ الجني يقول :
عجبت للجن وأخبارها . . . وشدها العيس بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى . . . ما مؤمن الجن ككفارها
فارحل إلى الصفوة من هاشم . . . بين روابيها وأحجارها
فوقع في نفسي حب الإسلام ورغبت فيه فلما أن أصبحت شددت على راحلتي فانطلقت متوجها إلى مكة فلما كنت ببعض الطريق أخبرت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد هاجر إلى المدينة فأتيت المدينة فسألت عن النبي صلى الله عليه و سلم فقيل لي : في المسجد . فانتهيت إلى المسجد فعقلت راحلتي وإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس حوله قلت : اسمع مقالتي يا رسول الله . فقال أبو بكر رضي الله عنه : ادنه ادنه . فلم يزل بي حتى صرت بين يديه فقال : هات فأخبرني بإتيانك رئيك . فقلت :
أتاني نجيي بين هدء ورقدة . . . ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال كلهن يقول لي . . . أتاك رسول من لؤي بن غالب
فشمرت عن ذيلي الإزار ووسطت . . . بي الذعلب الوجناء بين السباسب
فأشهد أن الله لا رب غيره . . . وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة . . . إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل . . . وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة . . . سواك بمغن عن سواد بن قارب
قال : ففرح رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه بإسلامي فرحا شديدا حتى رئي ذلك في وجوههم
ص . 450
قال : فوثب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إليه والتزمه وقال : قد كنت أحب أن أسمع هذا منك
رواه الطبراني
(8/447)
13913 - وفي رواية عنده : عن سواد بن قارب الأزدي قال : كنت نائما على جبل من جبال السراة فأتاني آت فضربني برجله وقال فيه : أتيت مكة فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ظهر فأخبرته الخبر واتبعته
وكلا الإسنادين ضعيف
(8/450)
13914 - وعن الحسن بن الزبير الأسدي قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم لابن عباس : حدثني بحديث يعجبني . فقال : حدثني خريم بن فاتك الأسدي قال : خرجت بغاء إبل لي فأصبتها بالأبرق أبرق العزاف فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها وذلك حدثان خروج النبي صلى الله عليه و سلم ثم قلت : أعوذ بكبير هذا الوادي أعوذ بعظيم هذا الوادي . - قال : وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية - فإذا هاتف يهتف ويقول :
ويحك عذ بالله ذي الجلال . . . منزل الحرام والحلال
ووحد الله ولا تبال . . . ما هول ذي الجن من الأهوال
إذ يذكر الله على الأميال . . . وفي سهول الأرض والجبال
وصار كيد الجن في سفال . . . إلا التقي وصالح الأعمال
قال : فقلت :
يا أيها الداعي ما تحيل . . . أرشد عندك أم تضليل
ص . 451
قال :
هذا رسول الله ذو الخيرات . . . جاء بياسين وحاميمات
وسور بعد مفصلات . . . محرمات ومحللات
يأمر بالصوم وبالصلاة . . . ويزجر الناس عن الهنات
قد كن في الأيام منكرات
قال : قلت : من أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا مالك بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم على جن أهل نجد . قال : قلت : لو كان لي من يكفيني إبلي هذه لأتيته حتى أؤمن به : قال : أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء الله . فاعتقلت بعيرا منها ثم أتيت المدينة فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة فقلت : يقضون صلاتهم ثم أدخل . قال : فإني [ دائب ] أنيخ راحلتي إذ خرج إلي أبو ذر رحمه الله فقال لي : يقول لك رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ادخل " . فدخلت فلما رآني قال : " ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك ؟ أما إنه قد أداها سالمة " . قال : فقلت : يرحمه الله . قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أجل رحمه الله " . فقال : أشهد أن لا إله إلا الله
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/450)
13915 - وعن أبي هريرة قال : قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ألا أخبرك كيف كان بدء إسلامي ؟ قال : بلى . قال : بينما أنا أطوف في طلب نعم لي إذا أنا منها على أثر إذ اجتن الليل بأبرق العزاف فقلت بأعلى صوتي : أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه . فإذا هاتف يهتف :
ويحك عذ بالله ذي الجلال . . . والمجد والنعماء والإفضال
ص . 452
واقتر آيات من الأنفال . . . ووحد الله ولا تبال
قال : فذعرت ذعرا شديدا فلما رجعت إلى نفسي قلت :
يا أيها الهاتف ما تقول . . . أرشد عندك أم تضليل
بين لنا هديت ما الحويل
قال :
هذا رسول الله ذو الخيرات . . . بيثرب يدعو إلى النجاة
يأمر بالصوم وبالصلاة . . . ويزع الناس عن الهنات
قال : فانبعثت راحلتي فقلت :
أرشدني رشدا هديت . . . لا جعت ولا عريت
ولا برحت سعيدا ما بقيت . . . ولا تؤثرن علي الخير الذي أتيت
قال : فاتبعني وهو يقول :
سلمك الله وسلم نفسكا . . . وبلغ الأهل وأدى رحلكا
آمن به أفلح ربي حقكا . . . وانصره أعز ربي نصركا
قال : فدخلت المدينة وذلك يوم الجمعة فاطلعت في المسجد فخرج لي أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال : ادخل رحمك الله فقد بلغنا إسلامك . فقلت : لا أحسن الطهور . فعلمني فدخلت المسجد فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم على المنبر يخطب كأنه البدر وهو يقول :
ص . 453
ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى صلاة يخففها ويعقلها إلا دخل الجنة
فقال لي عمر بن الخطاب : لتأتين على هذا ببينة أو لأنكلن بك . قال : فشهد شيخ قريش عثمان بن عفان رضي الله عنه . فأجاز شهادته
رواه الطبراني وفي إسناده . . . ( كذا في الأصل )
قلت : ويأتي باب أخبار الذئب والضب والظبية بنبوته في المعجزات إن شاء الله
(8/451)
13 - . باب عظم قدره صلى الله عليه و سلم
(8/453)
13916 - عن عبد الله بن سعيد قال : إن الله نظر إلى قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه و سلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته
وقد تقدم في باب الإجماع بتمامه
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون
(8/453)
13917 - وعن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لما أذنب آدم عليه السلام الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي . فأوحي الله إليه : وما محمد ؟ قال : تبارك اسمك لما
ص . 454
خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فرأيت فيه مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك . فأوحى الله إليه : يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك وإن أمته آخر الأمم من ذريتك ولولا هو ما خلقتك
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم
(8/453)
13918 - وعن علي الهلالي قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم في مكانه الذي قبض فيه فإذا فاطمة عند رأسه قال : فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم طرفه إليها فقال : " حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ " . قالت : أخشى الضيعة من بعدك . قال : " يا حبيبتي أما علمت أن الله اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فابتعثه برسالته ثم اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى الله إلي أن أنكحك إياه يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحدا قبلنا ولا يعطي أحدا بعدنا : أنا خاتم النبيين وأنا أكرم النبيين على الله وأنا أحب المخلوقين إلى الله وأنا أبوك " . فذكر الحديث وهو بتمامه في فضل أهل البيت
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه الهيثم بن حبيب وقد اتهم بهذا الحديث
(8/454)
13919 - وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لفاطمة رضي الله عنها :
أما علمت أن الله عز و جل اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى الله إلي فأنكحته واتخذته وصيا
رواه الطبراني
ص . 455
(8/454)
13920 - وله في الصغير عن أيوب أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
نبينا خير الأنبياء
رواه بأسانيد وأحدها حسن
(8/455)
13921 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
سألت ربي مسألة فوددت أني لم أسأله قلت : يا رب قد كانت قبلي رسل منهم من سخرت له الرياح ومنهم من كان يحيي الموتى . فقال : ألم أجدك يتيما فآويتك ؟ ألم أجدك ضالا فهديتك ؟ ألم أجدك عائلا فأغنيتك ؟ ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك ؟ قال : قلت : بلى يا رب
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط
(8/455)
13922 - وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
أتاني جبريل فقال : إن ربي وربك يقول : كيف رفعت ذكرك ؟ قال : الله أعلم . قال : إذا ذكرت ذكرت معي
رواه أبو يعلى وإسناده حسن
(8/455)
13923 - وعن عبد الله بن سلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع ومشفع بيدي لواء الحمد تحتي آدم فمن دونه
ص . 456
رواه أبو يعلى والطبراني وفيه عمرو بن عثمان الكلابي وثقه ابن حبان على ضعفه وبقية رجاله ثقات
(8/455)
13924 - وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيين ولا فخر وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن عطاء بن خباب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(8/456)
13925 - وعن عبد الله بن سلام قال : إن أكرم خليقة الله يوم القيامة على الله أبو القاسم صلى الله عليه و سلم . قالوا : رحمك الله الملائكة ؟ فقال : إن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي وثقه ابن حبان وضعفه النسائي وبقية رجاله ثقات
(8/456)
13926 - وعنه قال : والذي نفسي بيده إن أقرب الناس يوم القيامة محمد صلى الله عليه و سلم جالس عن يمينه على الكرسي
وفيه رجل لم يسم
(8/456)
13927 - وعن ابن عباس قال : إن الله فضل محمدا على أهل السماء وعلى أهل الأرض . فقال رجل : يا أبا عباس وبما فضله على أهله السماء والأرض ؟ قال : إن الله عز و جل يقول لأهل السماء : { ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزى الظالمين } . وقال الله عز و جل لمحمد صلى الله عليه و سلم : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا
ص . 457
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } فقيل له : يا أبا عباس فما فضله على الأنبياء ؟ قال : إن الله عز و جل قال : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } وقال لمحمد صلى الله عليه و سلم : { وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا } فأرسله الله إلى الإنس والجن
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الحكم بن أبان وهو ثقة . ورواه أبو يعلى باختصار كثير
(8/456)
13928 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله اتخذ إبراهيم خليلا وإن صاحبكم خليل الله ومحمد صلى الله عليه و سلم سيد ولد آدم يوم القيامة - ثم قرأ - { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }
قلت : في الصحيح منه : " وإن صاحبكم خليل الله " . فقط في أثناء حديث
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف
(8/457)
13929 - وعن أبي هريرة قال : خيار ولد آدم خمسة : نوح وإبراهيم وعيسى وموسى ومحمد صلى الله عليه و سلم وخيرهم محمد صلى الله عليه و سلم وصلى الله عليهم أجمعين وسلم
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
(8/457)
14 - . باب ما جاء في بعثته صلى الله عليه و سلم وعمومها ونزول الوحي
(8/457)
13930 - عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لخديجة :
إني أرى ضوءا وأسمع صوتا وأنا أخشى أن يكون
ص . 458
بي جن
قالت : لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبد الله . ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له فقال : إن يكن صادقا فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى عليه السلام وإن بعث وأنا حي فسأعززه وأنصره وأومن به
رواه أحمد متصلا ومرسلا والطبراني بنحوه وزاد : وأعينه . ورجال أحمد رجال الصحيح
(8/457)
13931 - وعن أبي ذر قال : قلنا : يا رسول الله كيف علمت أنك نبي ؟ قال :
ما علمت ذلك حتى أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فقال أحدهما : أهو هو ؟ قال : زنه برجل . [ فوزنت برجل ] فرجحته قال : فزنه بعشرة . فوزنني بعشرة فوزنتهم ثم قال : زنه بمائة . فوزنني بمائة فرجحتهم ثم قال : زنه بألف [ فوزنني بألف ] فرجحتهم فقال أحدهما للآخر : لو وزنته بأمته لرجحها . ثم قال أحدهما لصاحبه : شق بطنه . فشق بطني ثم أخرج منه نقيز الشيطان وعلق الدم فطرحها فقال أحدهما للآخر : اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الملاء ثم دعا بالسكينة كأنها رهرهة بيضاء فأدخلت قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه : خط بطنه . فخاط بطني وجعلا الخاتم بين كتفي فما هو إلا أن وليا عني كأنما أعاين الأمر معاينة
وزاد محمد بن معمر في حديثه : " فجعلوا ينتثرون علي من كفة الميزان "
قلت : لأبي ذر حديث في الصحيح في الإسراء غير هذا
رواه البزار وفيه جعفر بن عبد الله بن عثمان بن كبير وثقه أبو حاتم الرازي وابن حبان وتكلم فيه العقيلي وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح
ص . 459
(8/458)
13932 - وعن أبي سعيد قال : افتخر أهل الإبل وأهل الغنم عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
بعث موسى صلى الله عليه و سلم وهو يرعى غنما [ على أهله ] . وبعثت وأنا أرعى غنما لأهلي بجياد
رواه أحمد والبزار وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس
(8/459)
13933 - وعن ورقة الأنصاري قال : قلت : يا محمد كيف يأتيك الذي يأتيك ؟ يعني جبريل عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ وباطن قدميه أخضر "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف
(8/459)
13934 - وعن عبد الله بن عمرو قال : سألت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله هل تحس بالوحي ؟ قال : " نعم أسمع صلصلة ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض "
رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن
(8/459)
13935 - وعن خديجة قالت : قلت : يا رسول الله يا ابن عم هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبرني به ؟ فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نعم يا خديجة " . قالت خديجة : فجاءه جبريل ذات يوم وأنا عنده فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء " . فقلت له : قم فاجلس على فخذي الأيمن . فقلت له : هل تراه ؟ قال : " نعم "
ص . 460
فقلت له : تحول فاجلس على فخذي الأيسر . فجلس فقلت له : هل تراه ؟ قال : " نعم " . فقلت له : تحول فاجلس في حجري . فجلس فقلت له : تراه ؟ قال : " نعم " . قالت خديجة : فتحسرت وطرحت خماري وقلت : هل تراه ؟ قال : " لا " . فقلت : هذا والله ملك كريم والله ما هو شيطان . قالت خديجة : فقلت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي ذلك مما أخبرني به محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ورقة : حقا يا خديجة حديثك
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(8/459)
13936 - وعن الحارث بن هشام قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف يأتيك ؟ قال :
يأتيني صلصلة كصلصلة الجرس ويأتي أحيانا في صورة رجل فيكلمني كلاما وهو أهون علي فيفصم عني وقد وعيت
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات
(8/460)
13937 - وعن عائشة قالت : إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على راحلته فتضرب بجرانها
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/460)
13938 - وعن زيد بن ثابت قال : كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه و سلم وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم سري عنه فكنت
ص . 461
أدخل بقطعة العسب أو كسره فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتى أقول : لا أمشي على رجلي أبدا . فإذا فرغت قال : " اقرأه " . فأقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات
(8/460)
13939 - وعن قيس بن مخرمة قال : ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفيل وبين الفجار وبين الفيل عشرون سنة . قال : سموه الفجار لأنهم [ فجروا ] وأحلوا أشياء كانوا يحرمونها وكان بين الفجار وبين بناء الكعبة خمس عشرة سنة وبين بناء الكعبة ومبعث النبي صلى الله عليه و سلم خمس سنين فبعث النبي صلى الله عليه و سلم وهو ابن أربعين
قلت : روى الترمذي منه المولود فقط
رواه الطبراني وفيه جعفر بن مهران السباك وقد وثق وفيه كلام وبقية رجاله ثقات
(8/461)
13940 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنما بعثت رحمة مهداة "
رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط ورجال البزار رجال الصحيح
(8/461)
13941 - وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول : " يأتيني جبريل على صورة دحية الكلبي "
قال أنس : وكان دحية رجلا جميلا أبيض
ص . 462
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف
(8/461)
13942 - وعن ابن عباس قال : سأل النبي صلى الله عليه و سلم جبريل عليه السلام أن يراه في صورته قال : ادع ربك عز و جل . فطلع عليه سواد من قبل المشرق . قال : فجعل يرتفع وينتشر فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم صعق فأتاه فتغشاه وجعل يمسح البزاق عن شدقيه
رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات
(8/462)
13943 - وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
رأيت جبريل منهبطا قد ملأ ما بين السماء والأرض عليه ثياب سندس معلقا به اللؤلؤ والياقوت
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط
(8/462)
15 - . باب عموم بعثته صلى الله عليه و سلم
(8/462)
13944 - عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أعطيت خمسا : بعثت إلى الأحمر والأسود وجعلت لي الأرض طهورا [ ومسجدا ] وأحلت لي الغنائم ولم تحل لمن كان قبلي ونصرت بالرعب شهرا وأعطيت الشفاعة وليس من نبي إلا وقد سأل شفاعة وإني اختبأت شفاعتي ثم جعلتها لمن مات لا يشرك بالله شيئا
رواه أحمد متصلا ومرسلا والطبراني ورجاله رجال الصحيح
ص . 463
(8/462)
13945 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي ولا أقولهن فخرا : بعثت إلى الأحمر والأسود ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي فهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا
(8/463)
13946 - وفي رواية : " فليس من أحمر ولا أسود يدخل في أمتي إلا كان منهم "
رواه أحمد والبزار والطبراني بنحوه إلا أنه قال : " حتى إن العدو ليخافني من مسيرة شهر أو شهرين وقيل لي : سل تعطه فادخرت دعوتي شفاعة لأمتي "
ورجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث
(8/463)
13947 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي من الأنبياء : جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا ولم يكن من الأنبياء . . . ( كذا ) يصلي حتى يبلغ محرابه ونصرت بالرعب مسيرة شهر يكون بين يدي إلى المشركين فيقذف الله الرعب في قلوبهم وكان النبي يبعث إلى خاصة قومه وبعثت أنا إلى الجن والإنس وكانت الأنبياء يعزلون الخمس فتجيء النار فتأكله وأمرت أنا أن أقسمها في فقراء أمتي ولم يبق نبي إلا أعطي شفاعة وأخرت أنا شفاعتي لأمتي
ص . 464
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم
(8/463)
13948 - وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي : نصرت بالرعب وأعطيت جوامع الكلم وأحلت لي الغنائم
وذكر خصلتين ذهبتا عني . قال : وذكر الحديث
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث
قلت : وقد تقدمت أحاديث في التيمم وبقيتها في الخصائص
(8/464)
13949 - وعن ابن عباس قال : نصر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالرعب على عدوه مسيرة شهرين
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف
(8/464)
13950 - وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي قبلي ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئا
وفي رواية : " من مات لا يشرك بالله شيئا "
قلت : عند أبي داود طرف منه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . قلت : وقد تقدمت أحاديث في التيمم من نحو هذا
(8/464)
13951 - وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 465
فضلت بأربع : جعلت الأرض لأمتي مسجدا وطهورا وأرسلت إلى الناس كافة ونصرت بالرعب من مسيرة شهر يسير بين يدي وأحلت لأمتي الغنائم
(8/464)
13952 - وفي رواية : " فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره "
قلت : روى الترمذي طرفا منه
رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال : " وبعثت إلى كل أبيض وأسود " . ورجال أحمد ثقات
(8/465)
13953 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أعطيت خمسا لم يعطها نبي قبلي : بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود وإنما كان كل نبي يبعث إلى قريته ونصرت بالرعب يرعب مني عدوي مسيرة شهر وأعطيت المغنم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن يحيى بن كهيل وهو ضعيف
(8/465)
13954 - وعن السائب بن يزيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فضلت على الأنبياء بخمس : بعثت إلى الناس كافة ودخرت شفاعتي لأمتي ونصرت بالرعب شهرا أمامي وشهرا خلفي وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك
(8/465)
16 - . باب تسليم الحجر والشجر عليه صلى الله عليه و سلم
(8/465)
13955 - عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 466
لما أوحي إلي - أو نبئت أو كلمة نحوها - جعلت لا أمر بحجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يا رسول الله
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف
(8/465)
13956 - وعن علي قال : خرجت مع النبي صلى الله عليه و سلم فجعل لا يمر على حجر ولا شجر إلا سلم عليه
رواه الطبراني في الأوسط والتابعي أبو عمارة الحيواني لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(8/466)
17 - . باب في مثله ومثل من أطاعه صلى الله عليه و سلم
(8/466)
13957 - عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاه فيما يرى النائم ملكان فقعد أحدهما عند رجليه والآخر عند رأسه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : اضرب مثل هذا ومثل أمته . فقال : إن مثل هذا ومثل أمته كمثل قوم سفر انتهوا إلى رأس مفازة فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به فبينا هم كذلك إذ أتاهم رجل في حلة حبرة فقال : أرأيتم إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رواء أتتبعوني ؟ قالوا : نعم . فانطلق بهم فأوردهم رياضا معشبة وحياضا رواء فأكلوا وشربوا وسمنوا فقال لهم : ألم ألقاكم على تلك الحال فجعلتم لي أن أوردكم رياضا معشبة وحياضا رواء أن تتبعوني ؟ قالوا : بلى . قال : فإن بين أيديكم رياضا هي أعشب من هذه وحياضا أروى من هذه فاتبعوني . قال : فقامت طائفة قالت : صدق والله لنتبعنه . وقالت طائفة : قد رضينا بهذا نقيم عليه
رواه أحمد والطبراني والبزار وإسناده حسن
ص . 467
(8/466)
13958 - وعن ربيعة الجرشي أن نبي الله صلى الله عليه و سلم أتي فقيل له : لتنم عينك ولتسمع أذنك وليعقل قلبك قال : فنامت عيني وسمعت أذني وعقل قلبي قال : فقيل له : سيد بنى دارا وصنع مأدبة وأرسل داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عليه السيد ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم ينل من المأدبة وسخط عليه السيد والسيد هو الله والداعي محمد صلى الله عليه و سلم والمأدبة الجنة . قال : وذكره
رواه الطبراني بإسناد حسن
(8/467)
13959 - وعن عبد الله بن مسعود قال : استبعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فانطلقنا حتى أتينا مكان كذا وكذا فخط رسول الله صلى الله عليه و سلم خطة فقال : " كن بين ظهري هذه لا تخرج منها فإنك إن خرجت منها هلكت " . قال : فكنت فيها . قال : فمضى رسول الله صلى الله عليه و سلم خذفة أو أبعد شيئا - أو كما قال - ثم إنه ذكر هنينا كأنهم الزط - قال [ عفان ] : أو كما قال عفان إن شاء الله - ليس عليهم ثياب ولا أرى سوءاتهم طوالا قليل لحمهم قال : فأتوا فجعلوا يركبون رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : وجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ عليهم قال : وجعلوا يأتون فيخيلون [ أو يميلون ] حولي ويعترضون [ لي ] . قال عبد الله : فأرعبت منهم رعبا شديدا . قال : فجلست
أو كما قال - فلما انشق عمود الصبح جعلوا يذهبون - أو كما قال - ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء ثقيلا وجعا أو يكاد أن يكون وجعا مما ركبوه قال : " إني أجدني ثقيلا " . - أو كما قال - [ فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه في حجري - أو كما قال - ] قال : ثم إن هنينا أتوا عليهم ثياب
ص . 468
بيض طوال - أو كما قال - وقد أغفى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عبد الله : فأرعبت أشد مما أرعبت في المرة الأولى . قال عارم في حديثه : فقال بعضهم لبعض : لقد أعطي هذا الرجل خيرا - أو كما قالوا - إن عينيه نائمتان أو قال : عينه نائمة ثم قال بعضهم لبعض : هلم فلنضرب له مثلا - أو كما قالوا - قال بعضهم لبعض : اضربوا لهم مثلا ونؤول نحن أو نضرب نحن وتؤولون أنتم . فقال بعضهم لبعض : مثله كمثل سيد بنى بنيانا حصينا ثم أرسل إلى الناس بطعام - أو كما قال - فمن لم يأت طعامه - أو قال - لم يتبعه عذب عذابا شديدا - أو كما قالوا - قال الآخرون : أما السيد فهو رب العالمين وأما البنيان فهو الإسلام والطعام الجنة وهو الداعي فمن اتبعه كان في الجنة . قال عارم في حديثه : - أو كما قالوا - ومن لم يتبعه عذب - أو كما قال - ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " ما رأيت يا ابن أم عبد ؟ " . قال عبد الله : رأيت كذا وكذا . فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم : " ما خفي علي شيء مما قالوا " . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هم نفر من الملائكة - أو قال - هم من الملائكة أو كما شاء الله "
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه أحمد ورجاله ورجال الصحيح غير عمرو البكالي وذكره العجلي في ثقات التابعين وابن حبان وغيره في الصحابة
(8/467)
18 - . باب فيمن سمع به ولم يؤمن به صلى الله عليه و سلم
(8/468)
13960 - عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار
فقلت : ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا في كتاب الله عز و جل فقرأت فوجدت { ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده }
ص . 469
(8/468)
13961 - وفي رواية : " فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة "
رواه الطبراني واللفظ له وأحمد بنحوه في الروايتين ورجال أحمد رجال الصحيح والبزار أيضا باختصار
(8/469)
13962 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني [ ومات ] ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار
قلت : هو في الصحيح ولفظه : " لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/469)
19 - . باب وجوب اتباعه صلى الله عليه و سلم على من أدركه
(8/469)
13963 - عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه و سلم فغضب وقال :
أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني
رواه أحمد وقد تقدم هذا وغيره في العلم
(8/469)
20 - . باب تبلغ بعثته صلى الله عليه و سلم كل أحد
(8/469)
13964 - عن تميم الداري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ليبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله
ص . 470
هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز به الإسلام ويذل الله به الكفر
وكان تميم الداري يقول : قد عرفت ذلك في أهل بيتي قد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية
رواه أحمد وغيره وقد تقدم في الجهاد والمغازي
(8/469)
13965 - وعن أبي ثعلبة الخشني قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنى بفاطمة ثم تلقى أزواجه فقدم من سفر فصلى في المسجد ركعتين ثم أتى فاطمة فتلقته على باب البيت فجعلت تلثم فاه وعينيه وتبكي فقال : " ما يبكيك ؟ " فقالت : أراك شعثا نصبا قد اخلولقت ثيابك . فقال لها : " لا تبكي فإن الله عز و جل بعث أباك بأمر لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا حجر ولا وبر ولا شعر إلا أدخل الله به عزا أو ذلا حتى يبلغ حيث بلغ الليل "
رواه الطبراني وفيه يزيد بن سنان أبو فروة وهو مقارب الحديث مع ضعف كثير
(8/470)
21 - . باب قوله صلى الله عليه و سلم : " أنا مبلغ والله يهدي "
(8/470)
13966 - عن معاوية عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إنما أنا مبلغ والله يهدي " . فذكر الحديث
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن
(8/470)
22 - . باب لا نبي بعده صلى الله عليه و سلم
(8/470)
13967 - عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في خطبته تمام حجة الوداع :
ص . 471
أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم
فذكر الحديث
رواه الطبراني ورجال أحد الطريقين ثقات وفي بعضهم ضعف
(8/470)
23 - . باب فيما أوتي من العلم صلى الله عليه و سلم
(8/471)
13968 - عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس : { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير }
قلت : لابن عمر في الصحيح : " مفاتيح الغيب خمس "
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح
(8/471)
13969 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : أوتي نبيكم صلى الله عليه و سلم مفاتيح كل شيء غير الخمس : { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير }
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح
(8/471)
13970 - وعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أوتيت فواتح الكلم وخواتمه
قلنا : يا رسول الله علمنا مما علمك الله . فعلمنا [ التشهد ]
ص . 472
رواه أبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف
(8/471)
13971 - وعن أبي ذر قال : لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علما
رواه أحمد والطبراني وزاد : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم " . ورجال الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ وهو ثقة وفي إسناد أحمد من لم يسم
(8/472)
13972 - وعن المغيرة بن شعبة أنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم مقاما خبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة وعاه من وعاه ونسيه من نسيه
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير عمر بن إبراهيم بن محمد وقد وثقه ابن حبان
(8/472)
13973 - وعن أبي الدرداء قال : لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وما في السماء طائر يطير بجناحيه إلا ذكرنا منه علما
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(8/472)
13974 - وعن عمرو بن العاص قال : عقلت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ألف مثل
رواه أحمد وإسناده حسن
ص . 473
(8/472)
13975 - وعن عمران بن حصين قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدثنا عامة ليله عن بني إسرائيل لا يقوم إلا إلى عظم صلاة
(8/473)
13976 - وفي رواية : يعني : الفريضة المكتوبة
رواه أحمد وإسناده حسن
(8/473)
24 - . باب ما جاء في الخصائص
(8/473)
13977 - عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " كتب علي الفجر ولم يكتب عليكم "
(8/473)
13978 - وفي رواية : " أمرت بركعتي الضحى ولم تؤمروا بها وأمرت بالضحى ولم تكتب "
(8/473)
13979 - وفي رواية عن ابن عباس أيضا قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ثلاث هن علي فرائض وهن لكم تطوع : الوتر والفجر وصلاة الضحى
(8/473)
13980 - وفي رواية : " أمرت بركعتي الضحى والوتر ولم تكتب "
رواه كله أحمد بأسانيد والبزار بنحوه باختصار والطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناد : " ثلاث هن فرائض " . أبو خباب الكلبي وهو مدلس وبقية رجالها عند أحمد رجال الصحيح وفي بقية أسانيدها جابر الجعفي وهو ضعيف
(8/473)
13981 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ثلاث هن علي فريضة وهم لكم سنة : الوتر والسواك وقيام الليل
ص . 474
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو كذاب
(8/473)
13982 - وعن أم سلمة قالت : صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم العصر ثم دخل بيتي فصلى ركعتين فقلت : يا رسول الله صليت صلاة لم تكن تصليها ؟ قال :
قدم علي مال فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر فصليتهما الآن
فقلت : يا رسول الله أفنقضيهما إذا فاتتنا ؟ قال : " لا "
قلت : في الصحيح بعضه بمعناه خاليا عن قولها : أفنقضيهما إذا فاتتنا ؟ . قال : " لا "
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح
(8/474)
13983 - وعن أبي أمامة { نافلة لك } قال : إنما كانت النافلة خاصة لرسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وقال فيه : في قوله : { ومن الليل فتهجد به نافلة لك }
وقال في الكبير : كانت للنبي صلى الله عليه و سلم نافلة ولكم فضيلة . وبعض أسانيد أحمد وغيره حسن
(8/474)
13984 - وعن معاذة قالت : سألت امرأة عائشة [ وأنا شاهدة ] عن [ وصل ] صيام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت لها : أتعملين كعمله ؟ فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان عمله له نافلة
ص . 475
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وفي الصحيح بعضه
(8/474)
13985 - وعن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتي بطعام من غير أهله سأل عنه فإن
قيل : هدية أكل وإن قيل : صدقة قال : " كلوا " . ولم يأكل
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/475)
13986 - وعن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أتي بطعام فأكل منه بعث بفضله إلى أبي أيوب وكان أبو أيوب يضع أصابعه حيث يرى أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتي النبي صلى الله عليه و سلم بقصعة فوجد فيها ريح ثوم فلم يذقها وبعث بها إلى أبي أيوب فنظر فلم ير فيها أثر أصابع النبي صلى الله عليه و سلم فلم يذقها فأتاه فقال : يا رسول الله لم أر فيها أثر أصابعك . قال : " إني وجدت منها ريح ثوم " . قال : تبعث إلي ما لم تأكل ؟ قال : " إني يأتيني الملك "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(8/475)
13987 - وعن عمران بن حصين الضبي أنه أتى البصرة وبها عبد الله بن عباس أمير فإذا هو برجل قائم في ظل القصر يقول : صدق الله ورسوله صدق الله ورسوله . لا يزيد على ذلك فدنوت منه فقلت : لقد أكثرت من قولك صدق الله ورسوله قال : أما والله إن شئت لأخبرتك . فقلت : أجل . فقال : إذن اجلس . وقال : إني أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة من كذا وكذا وكان شيخان للحي قد انطلق ابن لهما فلحقا به فقالا : إنك قادم المدينة وإن ابنا لنا قد لحق بهذا الرجل فائته فاطلبه منه فإن أبى إلا الفداء فافتده . فأتيت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إن شيخين للحي قد أمراني أن أطلب ابنا لهما عندك . فقال : " تعرفه ؟ " . فقال : أعرف نسبه . فدعا الغلام فجاء فقال : " هو ذا فائت به أباه " . قلت : الفداء يا نبي الله ؟
ص . 476
فقال : " إنه لا يصلح لنا آل محمد أن نأكل ثمن أحد من آل إسماعيل " . [ ثم ضرب على كتفي ] ثم قال : " لا أخشى على قريش إلا أنفسها " . قلت : وما لهم يا نبي الله ؟ قال : " إن طال بك عمر رأيتهم ههنا حتى ترى الناس بينها كالغنم بين الحوضين مرة إلى هنا ومرة إلى هنا " . فأنا أرى ناسا يستأذنون على ابن عباس رأيتهم العام يستأذنون على معاوية فذكرت قول النبي صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد وعمران هذا لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(8/475)
13988 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينام مستلقيا حتى ينفخ ثم يقوم فيصلي ولا يتوضأ
قلت : رواه ابن ماجة غير قوله : مستلقيا
رواه أبو يعلى والبزار وقال : ينام وهو ساجد . ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
(8/476)
13989 - وعن رجل قال : رأيت نبي الله صلى الله عليه و سلم نام حتى نفخ ثم صلى ولم يتوضأ
رواه أحمد وإسناده جيد
(8/476)
13990 - وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يصافح النساء في البيعة
رواه أحمد وإسناده حسن
ص . 477
(8/476)
13991 - وعن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إني لست أصافح النساء "
رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن
(8/477)
25 - . باب ما جاء في دعائه واشتراطه فيه صلى الله عليه و سلم
(8/477)
13992 - عن أبي سعيد وعن أبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اللهم إني أتخذ عندك عهدا لا تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته أو سببته - أو قال : - لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة وصلاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة
رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن
(8/477)
13993 - وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دفع إلى حفصة بنت عمر رجلا وقال لها : " احتفظي به " . فغفلت حفصة ومضى الرجل فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا حفصة ما فعل الرجل ؟ " . قالت : غفلت عنه يا رسول الله فخرج . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " قطع الله يدك " . فقالت بيدها هكذا فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ما شأنك يا حفصة ؟ " . قالت : يا رسول الله قلت قبل [ لي ] كذا وكذا . قال : " ضعي يدك فإني سألت ربي تبارك وتعالى أيما إنسان من أمتي دعوت عليه أن يجعلها له مغفرة "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
ص . 478
(8/477)
13994 - وعن عائشة قالت : إن أمداد العرب كثروا على رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى غموه وقام إليه المهاجرون يفرجون عنه حتى قام على عتبة عائشة فأرهقوه فأسلم رداءه في أيديهم ووثب عن العتبة فدخل قال :
اللهم العنهم
قالت عائشة : يا رسول الله هلك القوم . قال : " كلا [ والله ] يا بنت أبي بكر إني اشترطت على ربي شرطا لا خلف له . قلت : إنما أنا بشر أضيق بما يضيق به البشر فأي المؤمنين بدرت إليه مني بادرة فاجعلها له كفارة "
قلت : لعائشة حديث في الصحيح بغير هذا السياق
رواه أحمد وإسناده حسن إلا أن محمد بن جعفر بن الزبير لم يدرك عائشة
(8/478)
13995 - وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول لنا :
إني أتغيظ عليكم وأعذركم ثم أدعو الله بيني وبينه : اللهم ما لعنتهم أو سببتهم أو تغيظت عليهم فاجعله لهم بركة ورحمة ومغفرة وصلاة فإنهم أهلي وأنا لهم ناصح
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(8/478)
13996 - وعن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
اللهم من لعنت في الجاهلية ثم دخل في الإسلام فاجعل ذلك قربة له إليك
رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف . قلت : ويأتي حديث حال أبي السوار في مناقبه
ص . 479
(8/478)
13997 - وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
اللهم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر فمن لعنته من أحد من أمتي فاجعلها له زكاة ورحمة
رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك
(8/479)
13998 - وعن عبد الله بن عثمان بن خيثم قال : دخلت على أبي الطفيل عامر بن واثلة فوجدته طيب النفس فقلت : يا أبا الطفيل أخبرني عن النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم . فهم أن يخبرني فقالت امرأته سودة : مه يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة
؟
رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وأحمد بنحوه وإسناده حسن
(8/479)
26 - . باب بركة دعائه صلى الله عليه و سلم
(8/479)
13999 - عن جابر قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في السوق إذ امرأة أخذت بعنان دابته وهو على حمار فقالت : يا رسول الله إن زوجي لا يقربني ففرق بيني وبينه ومر زوجها فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " ما لك ولها جاءت تشكو منك جفاء تشكو منك أنك لا تقربها ؟ " . قال : يا رسول الله والذي أكرمك إن بعهدي بها بهذه الليلة وبكت المرأة فقالت : كذب فرق بيني وبينه فإنه من أبغض خلق الله إلي . فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أخذ برأسه ورأسها فجمع بينهما وقال : " اللهم أدن كل واحد منهما من صاحبه " . قال جابر : فلبثنا ما شاء الله أن نلبث ثم مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسوق فإذا نحن
ص . 480
بامرأة تحمل أدما فلما رأته طرحت الأدم وأقبلت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما خلق من بشر أحب إلي منه إلا أنت
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير يوسف بن محمد بن المنكدر وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه جماعة
(8/479)
27 - . باب فيمن دعا له صلى الله عليه و سلم
(8/480)
14000 - عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا دعا لرجل أصابته وأصابت ولده وولد ولده
(8/480)
14001 - وفي رواية عن حذيفة أيضا : أن صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم لتدرك الرجل وولده وولد ولده
رواه أحمد عن ابن لحذيفة عن حذيفة ولم أعرفه
(8/480)
14002 - وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا في حلقة فأراد القيام فقام غلام فتناول نعله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :  أردت رضا ربك ؟ رضي الله عنهاك
فكان لذلك الغلام نحو في المدينة حتى استشهد
رواه البزار وفيه عمرو بن أبي خليفة ولم أعرفه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقحمات الباطل تعريفها في شريعة النووي

    تعقيب علي المقحمات يتبين من تعريف المقحمات بين النووي ومعاجم اللغة العتيدة أن النووي أخطأ جدا في التعريف { المقحمات مفتوح للك...