الاثنين، 20 سبتمبر 2021

ج15//2.مجمع الزوائد من15747-16070.



97 - . باب ما جاء في بشر بن البراء بن معرور رضي الله عنه
(9/523)
15747 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من سيدكم يا بني عبيد ؟ " . قالوا : الجد بن القيس على أن فيه بخلا قال : " فأي داء أدوأ من البخل ؟ بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور "
رواه الطبراني والبزار وفيه سعد بن محمد الوراق وهو متروك
(9/523)
15748 - وعن كعب بن ملك ؟ ؟ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من سيدكم يا بني سلمة ؟ " . قالوا : جد بن قيس على أنا نزنه ( نتهمه ) بالبخل فقال :
ص . 524
وأي داء أدوأ من البخل ؟
قالوا : فمن سيدنا يا رسول الله ؟ قال : " بشر بن البراء بن معرور "
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير شيخي الطبراني ولم أر من ضعفهما
(9/523)
15749 - وعن ابن شهاب فيمن شهد العقبة من الأنصار ثم من بني سلمة : بشر بن البراء بن معرور وهو [ الذي ] أكل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الشاة التي سم فيها يوم خيبر
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن . قلت : وله طرق ذكرتها في مواضعها
(9/524)
98 - . باب في عبد الله بن رواحة رضي الله عنه
(9/524)
15750 - عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
رحم الله أخي عبد الله بن رواحة كان أينما أدركته الصلاة أناخ
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/524)
15751 - عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم جلس يوم الجمعة على المنبر فلما جلس قال : " اجلسوا " . فسمع عبد الله بن رواحة قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اجلسوا " . فجلس في بني غنم قيل : يا رسول الله ذاك
ابن رواحة جالس في بني غنم سمعك وأنت تقول للناس : " اجلسوا " . فجلس في مكانه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف
(9/524)
99 - . باب ما جاء في أبي اليسر كعب بن عمرو رضي الله عنه
(9/524)
15752 - ص . 525 عن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني الخزرج : أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غنم بن [ سواد بن غنم ] بن كعب بن سلمة بن علي
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات
(9/525)
15753 - وعن أبي اليسر كعب بن عمرو قال : والله إني لمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بخيبر عشية إذ أقبلت غنم لرجل من اليهود تريد حصنهم ونحن محاصروهم إذ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من [ رجل ] يطعمنا من هذه الغنم ؟ " . قلت : أنا يا رسول الله قال : " فافعل " . قال : فخرجت أشتد مثل الظليم ( ذكر النعام ) فلما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم موليا قال : " اللهم أمتعنا به " . قال : فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن فأخذت شاتين من أخراها فاحتضنتهما تحت يدي ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء حتى ألقيتهما عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فذبحوهما وأكلوهما
فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم هلاكا فكان إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال : أمتعوا بي لعمري حتى كنت آخرهم
رواه أحمد عن بعض رجال بني سلمة عنه وبقية رجاله ثقات
(9/525)
15754 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي أبو اليسر كعب بن عمرو سنة خمس وخمسين بالمدينة وهو آخر من مات من أهل بدر
ص . 526
رواه الطبراني
(9/525)
15755 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات أبو اليسر كعب بن عمرو سنة خمس وخمسين بالمدينة
رواه الطبراني
(9/526)
100 - . باب ما جاء في عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري رضي الله عنه
(9/526)
15756 - عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنهما قال : أمر أبي بحريرة فصنعت ثم أمرني فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي : " ما هذا يا جابر ألحم ذا ؟ " . قلت : لا يا رسول الله ولكن أبي أمرني بحريرة فصنعتها ثم أمرني فحملتها . قال : " ضعها " . فأتيت أبي فقال : ما قال لك رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قلت : قال لي : " ما هذا يا جابر ؟ ألحم ؟ " . قال أبي : أرى رسول الله صلى الله عليه و سلم - أو أحسب - يشتهي اللحم . فقام إلى داجن فذبحها ثم أمر بها فشويت ثم أمرني فأتيت بها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " جزاكم الله معشر الأنصار خيرا ولا سيما آل عمرو بن حرام وسعد بن عبادة "
رواه البزار ورجاله ثقات
(9/526)
15757 - وعن عائشة أم المؤمنين قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لجابر :
ألا أبشرك يا جابر ؟
قال : بلى يا رسول الله بالخير قال : " إن الله أحيا أباك فأقعده بين يديه فقال : تمن علي ما شئت أعطيكه قال : يا رب ما عبدناك حق عبادتك أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا فأقاتل مع نبيك فأقتل مرة أخرى فقال له : قد سلف مني إنك إليها لا ترجع "
ص . 527
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه الطبراني والبزار من طريق الفيض بن وثيق عن أبي عبادة الزرقي وكلاهما ضعيف
(9/526)
15758 - وعن جابر قال : استشهد أبي وعمي وعلى أبي دين فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
يا جابر ألا أبشرك ببشارة من الله ورسوله ؟ إن الله تبارك وتعالى أحيا أباك وعمك فعرض عليهما وسألا ربهما أن يردهما إلى الدنيا فقال : أبعد ما قضيت في الكتاب أنهم إليها لا يرجعون ؟
قلت : رواه الترمذي وغيره خاليا عن ذكر عمه
رواه الطبراني وفيه حماد بن عمرو وهو كذاب
(9/527)
101 - . باب في عبد الله بن عبد الله بن أبي رضي الله عنه
(9/527)
15759 - عن أسامة بن زيد قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من بني المصطلق قام ابن عبد الله بن أبي فسل على أبيه السيف وقال : لله علي ألا أغمده حتى تقول : محمد الأعز وأنا الأذل قال : ويلك محمد الأعز وأنا الأذل فبلغت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعجبه وشكرها له
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف
(9/527)
15760 - وعن عبد الله بن عبد الله بن أبي أنه استأذن النبي صلى الله عليه و سلم أن يقتل أباه قال : " لا تقتل أباك "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن عروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن عبد الله بن أبي
ص . 528
(9/527)
15761 - وعن أبي هريرة قال : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعبد الله بن أبي وهو في ظل أطم فقال : غبر علينا ابن أبي كبشة فقال ابنه عبد الله بن عبد الله : يا رسول الله والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأسه فقال :
لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته
رواه البزار ورجاله ثقات
(9/528)
102 - . باب ما جاء في عمارة بن حزم رضي الله عنه
(9/528)
15762 - عن شباب قال : عمارة بن حزم بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار وأمه أم إخوته عمرو ومعمر بنو حزم : خالدة بنت أنس بن شيبان بن وهب بن لوذان بن عمرو بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة
رواه الطبراني
ص . 529
(9/528)
15763 - وعن شباب أيضا قال : شهد عمارة بن حزم العقبة وبدرا وأحدا والمشاهد كلها
رواه الطبراني
(9/529)
15764 - وعن عروة في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني مالك بن النجار : عمارة بن حزم
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
(9/529)
15765 - وعن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني النجار : عمارة بن حزم بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق وثقوا ونسبه عن ابن إسحاق في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار عمارة بن حزم
(9/529)
103 - . باب في قتادة بن النعمان رضي الله عنه
(9/529)
15766 - عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من الأوس ثم من بني ظفر : قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب - وكعب ظفر - بن الخزرج بن عمرو بن الأوس
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات
(9/529)
15767 - وعن قتادة بن النعمان قال :
ص . 530
خرجت ليلة من الليالي مظلمة فقلت : لو أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وشهدت معه الصلاة وآنسته بنفسي . ففعلت فلما دخلت المسجد برقت السماء فرآني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا قتادة ما هاج عليك ؟ " . قلت : أردت بأبي وأمي أن أؤنسك قال : " خذ هذا العرجون فتخصر به فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرا أمامك وعشرا خلفك " . ثم قال لي : " إذا دخلت بيتك رأيت مثل الحجر الأخشن في أستار بيتك فإن ذلك شيطان " . قال : فخرجت فأضاء لي ثم ضربت مثل الحجر الأخشن حتى خرج من بيتي
رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل تقدم في الصلاة في الساعة التي ترجى يوم الجمعة وفي الصلاة في جماعة
ورواه البزار أيضا ورجال أحمد الذي تقدم في الصلاة رجال الصحيح
(9/529)
15768 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي قتادة بن النعمان ويكنى أبا عثمان في سنة ثلاث وعشرين وصلى عليه عمر بن الخطاب وسنه خمس وستون سنة ونزل في قبره أبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة والحارث بن حزمة ويقال : خزمة
رواه الطبراني
(9/530)
104 - . باب في أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه
(9/530)
15769 - عن أبي قتادة الحارث بن ربعي أنه حرس رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة بدر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة "
ص . 531
رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم
(9/530)
15770 - وبسنده عن أبي قتادة قال : أغار المشركون على لقاح رسول الله صلى الله عليه و سلم فركبت فأدركتهم فظفرت بهم وقتلت مسعدة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآني : " أفلح الوجه اللهم اغفر له " . - ثلاثا - ونفلني سلب مسعدة
(9/531)
105 - . باب ما جاء في قتادة بن ملحان رضي الله عنه
(9/531)
15771 - عن أبي العلاء بن عمير قال : كنت عند قتادة بن ملحان حيث حضر فمر الرجل في أقصى الدار قال : فأبصرته في وجه قتادة
قال : وكنت إذا رأيته كأن على وجهه الدهان كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مسح وجهه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/531)
106 - . باب ما جاء في محمد بن مسلمة رضي الله عنه
(9/531)
15772 - عن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني حارثة : محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس وكان حليفا في بني عبد الأشهل
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات
(9/531)
15773 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي محمد بن مسلمة بالمدينة سنة ثلاث وأربعين وسنه سبع وسبعون سنة
رواه الطبراني
(9/531)
15774 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال :
ص . 532
مات محمد بن مسلمة في صفر سنة ثلاث وأربعين
رواه الطبراني
(9/531)
107 - . باب في عبادة بن الصامت رضي الله عنه
(9/532)
15775 - عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له : " يا أبا الوليد "
وهو بدري عقبي أحدي شجري نقيب
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/532)
15776 - وعن عبادة بن الصامت أن معاوية قال لهم : يا معشر الأنصار مالكم لا تلقوني مع إخوانكم من قريش ؟ قال عبادة : الحاجة قال : فهلا النواضح قالوا : أنضيناها يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط وبقية رجاله ثقات
(9/532)
15777 - وعن محمد بن إسحاق قال : عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/532)
15778 - وعن مكحول قال : كان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس يسكنان بيت المقدس
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف
(9/532)
15779 - وعن يحيى بن بكير قال :
ص . 533
ومات عبادة بن الصامت بالشام من أرض فلسطين بالرملة سنة أربع وثلاثين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة
رواه الطبراني
(9/532)
108 - . باب ما جاء في خزيمة بن ثابت رضي الله عنه
(9/533)
15780 - عن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه و سلم اشترى فرسا من سواء بن الحارث فجحده فشهد له خزيمة بن ثابت فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضرا " . فقال : صدقك بما جئت به وعلمت أنك لا تقول إلا حقا . فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه "
رواه الطبراني ورجاله كلهم ثقات
(9/533)
15781 - وعن ابن شهاب عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري خزيمة الذي جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم له شهادة رجلين
قال ابن شهاب : فأخبرني عمارة بن خزيمة عن عمه - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم - أن خزيمة بن ثابت رأى في النوم أنه يسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك فاضطجع له رسول الله صلى الله عليه و سلم فسجد على جبهته
رواه أحمد عن شيخه عامر بن صالح الزبيري وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
وقد تقدمت له طرق في التعبير
(9/533)
109 - . باب ما جاء في ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه
(9/533)
15782 - ص . 534 عن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري قال : قلت : يا رسول الله والله لقد خشيت أن أكون هلكت قال : " لم ؟ " . قلت : نهى الله المرء أن يحمد بما لم يفعل وأجدني أحب الحمد ونهى الله عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال
ونهى أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهير الصوت . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة ؟
قال : بلى يا رسول الله
فعاش حميدا ومات شهيدا يوم مسيلمة
رواه الطبراني في الأوسط والكبير مطولا هكذا ومختصرا ورجال المختصر ثقات وفي رجال المطول شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ضعفه ابن حبان في ترجمة أبيه في الثقات هو وأخوه عبيد الله وبقية رجاله ثقات ويعتضد بثقة رجال المختصر ورواه من طريق إسماعيل بن ثابت أن ثابتا قال : يا رسول الله وإسناده متصل ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل وهو ثقة تابعي سمع من أبيه
(9/534)
15783 - وعن ثابت بن قيس بن شماس قال : لما نزلت هذه الآية : { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } قعد ثابت في الطريق يبكي فمر به عاصم بن عدي فقال : ما يبكيك يا ثابت ؟ قال : أنا رفيع الصوت وأنا أخاف أن تكون هذه الآية نزلت في فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا بني أما
ص . 535
ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة ؟ " . قال : رضيت ببشرى الله ورسوله لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم . فنزلت : { إن الذين يغضون أصواتهم } لآية
رواه الطبراني وأبو ثابت بن قيس بن شماس لم أعرفه ولكنه قال : حدثني أبي ثابت بن قيس فالظاهر أنه صحابي ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة والله أعلم
(9/534)
15784 - وعن عطاء الخراساني قال : قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني عن حديث ثابت بن قيس بن شماس فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت : سمعت أبي يقول : لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم : { إن الله لا يحب كل مختال فخور } اشتد على ثابت وأغلق بابه عليه وطفق يبكي فأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسل إليه فسأله فأخبره بما كبر عليه منها وقال : أنا رجل أحب الجمال وأن أسود قومي فقال :
إنك لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير ويدخلك الله الجنة
قال : فلما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه و سلم : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول } فعل مثل ذلك فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه وإنه جهير الصوت وإنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة
فلما استنفر أبو بكر رضي الله عنه المسلمين إلى قتال أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب سار ثابت بن قيس فيمن سار فلما لقوا مسيلمة وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعلا لأنفسهما حفرة فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا
ص . 536
قال : وأري رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال : إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعا نفيسة ومنزله في أقصى العسكر وعند منزله فرس يستن في طوله وقد أكفأ على الدرع برمة وجعل فوق البرمة ( القدر ) رجلا فائت خالد بن الوليد فليبعث إلى درعي فليأخذها فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعلمه : أن علي من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق وإياك أن تقول هذا حلم تضعيه
قال : فأتى خالد بن الوليد فوجه إلى الدرع فوجدها كما ذكر وقدم على أبي بكر رضي الله عنه فأخبره فأنفذ أبو بكر رضي الله عنه وصيته بعد موته فلا نعلم أن أحدا جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس
رواه الطبراني وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح والظاهر أن بنت ثابت بن قيس صحابية فإنها قالت : سمعت أبي والله أعلم
(9/535)
15785 - وعن أنس أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد نشر أكفانه وتحنط قال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر مما صنع هؤلاء . فقتل وكانت له درع فسرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال : إن درعي في قدر تحت الكانون في مكان كذا وكذا ووصاه بوصايا فطلبوا الدرع فوجدوها وأنفذوا الوصايا
قلت : هو في الصحيح غير قصة الدرع
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/536)
15786 - وعن عروة :
ص . 537
في تسمية من قتل يوم اليمامة من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج : ثابت بن قيس بن شماس سنة ثنتي عشرة
رواه الطبراني وهو مرسل وإسناده حسن
(9/537)
110 - . باب ما جاء في أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه
(9/537)
15787 - عن أبي أيوب الأنصاري قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يطوف بين الصفا والمروة فسقطت على لحيته ريشة فابتدر إليه أبو أيوب فأخذها فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " نزع الله عنك ما تكره "
رواه الطبراني وفيه نائل بن نجيح وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه الدارقطني وغيره وبقية رجاله ثقات إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبي أيوب
(9/537)
15788 - وعن أبي أيوب قال : نزل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وكنت أول من نزل عليه
قلت : هو في الصحيح غير قوله : وكنت أول من نزل عليه
رواه الطبراني وفيه هياج بن بسطام التميمي وهو ضعيف
(9/537)
15789 - وعن ابن عباس أن أبا أيوب الأنصاري كان رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل عليه حين هاجر غزا أرض الروم فمر على معاوية رضي الله عنهما فجفاه فانطلق ثم رجع من غزوته فجفاه ولم يرفع له رأسا فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنباني أنا سنرى بعده أثرة قال معاوية : فبم أمركم ؟ قال : أمرنا أن نصبر قال : اصبروا إذا
ص . 538
فأتى عبد الله بن عباس بالبصرة وقد أمره عليها علي رضي الله عنهما فقال : يا أبا أيوب إني أريد أن أخرج لك عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر أهله فخرجوا وأعطاه كل شيء أغلق عليه الدار فلما كان انطلاقه قال : حاجتك ؟ قال : حاجتي عطائي وثمانية أعبد يعملون في أرضي وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعفها له خمس مرات فأعطاه عشرين ألفا وأربعين عبدا
رواه الطبراني
(9/537)
15790 - وفي رواية : قدم أبو أيوب على معاوية - رحمهما الله - فشكا له أن عليه دينا قال : فذكر الحديث بإسنادين
ورجال أحدهما رجال الصحيح إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبي أيوب
(9/538)
111 - . باب ما جاء في أبي الدحداح رضي الله عنه
(9/538)
15791 - عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله إن لفلان نخلة وأنا أقيم حائطي بها فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أعطه إياها بنخلة في الجنة " . فأبى فأتاه أبو الدحداح فقال : بعني نخلك بحائطي فأجعلها له فقد أعطتيكها . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كم من عذق رداح لأبي الدحداح " . قال ذلك مرارا
ص . 539
قال : فأتى امرأته فقال : يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة في الجنة فقالت : ربح البيع - أو كلمة تشبهها -
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
(9/538)
15792 - وعن عبد الله بن مسعود قال : لما نزلت : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } قال أبو الدحداح : يا رسول الله إن الله يريد منا القرض ؟ قال : " نعم يا أبا الدحداح " . قال : أرنا يدك قال : فناوله يده قال : قد أقرضت ربي حائطي - وحائطه فيه ستمائة نخلة - فجاء يمشي حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه وعيالها فنادى : يا أم الدحداح قالت : لبيك قال : اخرجي فقد أقرضته ربي
رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
(9/539)
15793 - وعن عبد الرحمن بن أبزي أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث إلى أبي الدحداح يستقرضه فلما جاءه الرسول قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم : بعث إلي يستقرضني ؟ قال : " نعم " . قال : فإني أشهد الله أن مالي في موضع كذا وكذا في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كم من عذق لأبي الدحداح في الجنة "
(9/539)
112 - . باب ما جاء في البراء بن مالك رضي الله عنه
(9/539)
15794 - عن محمد بن سيرين أن أنس بن مالك دخل على البراء بن مالك وهو يقول الشعر فقال له : أخي أما علمك الله ما هو خير من هذا ؟ فقال له البراء : أتخشى أن أموت على
ص . 540
فراشي ؟ والله لا يكون ذلك أبدا بلاء الله إياي فقد قتلت مائة من المشركين منهم من تفردت بقتله ومنهم من شاركت فيه
رواه الطبراني وفيه أبو هلال الراسي وضعفه جماعة وقد وثق ومحمد بن سيرين لم يسمع من البراء بن مالك
(9/539)
15795 - وعن أنس بن مالك قال : استلقى البراء بن مالك على ظهره ثم ترنم فقال له أنس : اذكر الله أي أخي فاستوى جالسا وقال : أي أنس أتراني أموت على فراشي وقد قتلت مائة من المشركين مبارزة سوى من شاركت في قتله ؟
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/540)
15796 - وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال : بينما أنس بن مالك وأخوه البراء بن مالك عند حصن من حصون العدو والعدو يلقون كلاليب في سلاسل محماة فتعلق بالإنسان فيرفعونه إليهم فعلق بعض تلك الكلاليب بأنس بن مالك فرفعوه حتى أقلوه من الأرض فأتى أخوه البراء فقيل له : أدرك أخاك وهو يقاتل الناس فأقبل يسعى حتى نزا في الجدار ثم قبض بيده على السلسلة وهي تدار فما برح يجرهم ويداه تدخنان حتى قطع الحبل ثم نظر إلى يديه فإذا عظامه تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم أنجى الله عز و جل أنس بن مالك رضي الله عنه بذاك
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/540)
113 - . باب ما جاء في أنس بن مالك رضي الله عنه
(9/540)
15797 - عن أنس بن مالك قال :
ص . 541
كناني رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي حمزة
قلت : روى له الترمذي كناني ببقلة كنت أجتنيها
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف
(9/540)
15798 - وعن أنس قال : كانت لي ذؤابة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمدها ويأخذ بها
رواه الطبراني وإسناده جيد
(9/541)
15799 - وعن أنس قال : إني لأرجو أن ألقى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقول : يا رسول الله خويدمك
رواه أبو يعلى وفيه الحكم بن عطية وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/541)
15800 - وعن ثابت قال : كنت إذا أتيت أنسا يخبر بمكاني فأدخل عليه فآخذ بيديه فأقبلهما وأقول : بأبي هاتين اليدين التين مستا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقبل عينيه وأقول : بأبي هاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أبي بكر المقدمي وهو ثقة
(9/541)
15801 - وعن قتادة قال : لما مات أنس بن مالك قال مورق العجلي : ذهب اليوم نصف العلم فقيل : وكيف ذاك يا أبا المغيرة ؟ قال : كان رجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قلنا له : تعال إلى من سمعه منه
ص . 542
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/541)
15802 - وعن جرير بن حازم قال : قلت لشعيب بن الحبحاب : متى مات أنس بن مالك ؟ قال : سنة تسعين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/542)
15803 - ووعن السري بن يحيى قال : مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/542)
114 - . باب ما جاء في حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
(9/542)
15804 - عن حذيفة قال : خيرني رسول الله صلى الله عليه و سلم بين الهجرة والنصرة فاخترت الهجرة
رواه البزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث
(9/542)
115 - . باب ما جاء في عبد الله بن سلام وولده يوسف رضي الله عنهما
(9/542)
15805 - عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه أن عبد الله بن سلام قال لأحبار يهود : إني أحدث بمسجد أبينا إبراهيم وإسماعيل عهدا فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بمكة فوافاهم وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنى والناس حوله فقام مع الناس فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " عبد الله بن سلام ؟ " . قال : نعم قال : " ادن " . فدنوت منه قال : " أنشدك بالله
ص . 543
يا عبد الله بن سلام أما تجدني في التوراة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ " . فقلت له : انعت لنا ربنا قال : فجاء جبريل حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال عبد الله بن سلام : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ثم انصرف ابن سلام إلى المدينة فكتم إيمانه فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم المدينة وأنا على نخلة أجزها ( أقطع تمرها ) فسمعت رجة في المدينة فقلت : ما هذا ؟ قالوا : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قدم . قال : فألقيت نفسي من أعلى النخلة ثم خرجت أحضر ( أعدو ) حتى أتيته فسلمت عليه ثم رجعت فقالت أمي : والله لو كان موسى بن عمران عليه السلام ما كان كذلك تلقي نفسك من أعلى النخلة فقلت : والله لأنا أشد فرحا بقدوم رسول الله صلى الله عليه و سلم من موسى إذ بعث
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات
(9/542)
15806 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أن النبي صلى الله عليه و سلم أتي بقصعة فأكل منها ففضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يجيء رجل من هذا الفج من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة ؟ " . قال سعد : وكنت تركت أخي عميرا يتوضأ قال : فقلت : هو عمير فجاء عبد الله بن سلام فأكلها
قلت : له حديث في الصحيح غير هذا
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه عاصم بن بهدلة وفيه خلاف وبقية رجالهم رجال الصحيح
(9/543)
15807 - وعن يوسف بن عبد الله بن سلام قال :
ص . 544
أجلسني رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجره ومسح على رأسي وسماني : " يوسف "
رواه أحمد بأسانيد ورجال إسنادين منها ثقات . ورواه الطبراني بنحوه وقال : ودعا لي بالبركة
(9/543)
116 - . باب ما جاء في أبي ذر رضي الله عنه
(9/544)
15808 - عن أبي ذر قال : إني لأقربكم يوم القيامة من رسول الله صلى الله عليه و سلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن أقربكم مني يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته عليه وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبث منها بشيء غيري
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب والله أعلم
ورواه الطبراني بنحوه
(9/544)
15809 - وعن ابن عباس قال : قال أبو ذر : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يخلفني على العهد الذي فارقني عليه
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
(9/544)
15810 - قال الطبراني في أبي ذر : هو جندب بن جنادة بن سفين بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
ص . 545
(9/544)
15811 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : اسم أبي ذر جندب بن جنادة ويقال : اسم أبي ذر برير
رواه الطبراني
(9/545)
15812 - وعن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي ذر : " يا برير "
رواه الطبراني في حديث اختصرناه وهو مرسل ورجاله ثقات
(9/545)
15813 - وعن جبير بن نفير قال : كان أبو ذر يقول : لقد رأيتني ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وبلال رضي الله عنهما
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما متصل الإسناد ورجاله ثقات
(9/545)
15814 - وعن أبي ذر قال : كان لي أخ يقال له : أنيس وكان شاعرا فتنافر هو وشاعر آخر فقال أنيس : أنا أشعر منك وقال الآخر : أنا أشعر منك فقال أنيس : فبمن ترضى أن يكون بيننا ؟ قال : أرضى أن يكون بيننا كاهن مكة قال : نعم فخرجا إلى مكة فاجتمعا عند الكاهن فأنشده هذا كلامه وهذا كلامه فقال لأنيس : قضيت لنفسك فكأنه فضل شعر أنيس . فقال أخي : بمكة رجل يزعم أنه نبي وهو على دينك
قال ابن عباس : قلت لأبي ذر : وما كان دينك ؟ قال : رغبت عن آلهة قومي التي كانوا يعبدون
فقلت : أي شيء كنت تعبد ؟ قال : لا شيء كنت أصلي من الليل حتى أسقط كأني خفاء حتى يوقظني حر الشمس
ص . 546
فقيل له : أين كنت توجه وجهك ؟ قال : حيث وجهني ربي
قال لي أنيس : وقد سئموه - يعني كرهوه -
قال أبو ذر : فجئت حتى دخلت مكة فكنت بين الكعبة وأستارها خمس عشرة ليلة ويوما أخرج كل ليلة فأشرب من ماء زمزم شربة فما وجدت على كبدي سحفة جوع وقد تعكن بطني فجعلت امرأتان تدعوان ليلة ألهتهما وتقول إحداهما : يا أساف هب لي غلاما وتقول الأخرى : يا نائلة هب لي كذا وكذا . فقلت : هن بهن فولتا وجعلتا تقولان : الصابئ بين الكعبة وأستارها إذ مر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر يمشي وراءه فقالتا : الصابئ بين الكعبة وأستارها فتكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم بكلام قبح ما قالتا
قال أبو ذر : فظننت أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرجت إليه فقلت : السلام عليك يا رسول الله فقال : " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته " . - ثلاثا - ثم قال لي : " منذ كم أنت ههنا ؟ " . قلت : منذ خمسة عشر يوما وليلة . قال : " فمن أين كنت تأكل ؟ " . قلت : كنت آتي زمزم كل ليلة نصف الليل فأشرب منها شربة فما وجدت على كبدي سحفة جوع ولقد تعكن بطني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنها طعم وشرب وهي مباركة " - قالها ثلاثا - . ثم سألني رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ممن أنت ؟ " . فقلت : من غفار قال : وكانت غفار يقطعون على الحاج فكأن رسول الله صلى الله عليه و سلم تقبض عني فقال لأبي بكر : " انطلق يا أبا بكر " . فانطلق بنا إلى منزل أبي بكر فقرب لنا زبيبا فأكلنا منه وأقمت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فعلمني الإسلام وقرأت شيئا من القرآن . فقلت : يا رسول الله إني أريد أن أظهر ديني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إني أخاف عليك أن تقتل " . قلت : لا بد
ص . 547
منه سل رسول الله وإن قتلت . فسكت عني رسول الله صلى الله عليه و سلم وقريش حلق يتحدثون في المسجد فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فتنفضت الحلق فقاموا إلي فضربوني حتى تركوني كأني نصب أحمر وكانوا يرون أنهم قد قتلوني فقمت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأى ما بي من الحال فقال : " ألم أنهك ؟ " . فقلت : يا رسول الله حاجة كانت في نفسي فقضيتها فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي : " الحق بقومك فإذا بلغك ظهوري فائتني " . فجئت وقد أبطأت عليهم فلقيت أنيسا فبكى وقال : يا أخي ما كنت أراك إلا قد قتلت لما أبطأت علينا ما صنعت ؟ ألقيت صاحبك الذي طلبت ؟ فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأسلم مكانه ثم أتيت أمي فلما رأتني بكت وقالت : يا بني أبطأت علينا حتى تخوفت أن قد قتلت ما فعلت ؟ ألقيت صاحبك الذي طلبت ؟ قلت : نعم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قالت : فما صنع أنيس ؟ قلت : أسلم فقالت : وما بي عنكما رغبة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . فأقمت في قومي فأسلم منهم ناس كثير حتى بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته
قلت : هو في الصحيح باختصار
رواه الطبراني في الأوسط
(9/545)
15815 - وفي رواية عنده أيضا : فاحتملت أمي وأختي حتى نزلنا بحضرة مكة فقال أخي : إني مدافع رجلا على الماء بشعر - وكان امرأ شاعرا - فقلت : لا تفعل فخرج به اللجاج حتى دافع دريد بن الصمة صرمته إلى صرمته وايم الله لدريد يومئذ أشعر من أخي قتقاضيا إلى خنساء فقضت لأخي على دريد وذلك أن دريدا خطبها إلى أبيها فقالت :
ص . 548
شيخ كبير لا حاجة لي فيه فحقدت ذلك عليه فضممنا صرمته إلى صرمتنا فكانت لنا هجمة
ثم أتيت مكة فابتدأت بالصفا فإذا عليه رجالات قريش وقد بلغني أن بها صابئا أو مجنونا أو شاعرا أو ساحرا فقلت : أين الذين يزعمون ؟ فقالوا : هو ذاك حيث ترى فانقلبت إليه فوالله ما جزت عنهم قيس ( قدر ) حجر حتى أكبوا على كل حجر وعظم ومدر فضرجوني بالدم فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وصمت فيه ثلاثين يوما لا آكل ولا أشرب إلا ماء زمزم حتى إذا كانت ليلة قمراء فأقبلت امرأتان من خزاعة فطافتا بالبيت
قلت : فذكر الحديث بنحو ما في الصحيح
وفي الطريق الأولى أبو الطاهر يروي عن أبي يزيد المديني ولم أعرف أبا الطاهر . وبقية رجالها رجال الصحيح
وفي الرواية الثانية جماعة لم أعرفهم
(9/547)
15816 - وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه علي بن زيد وقد وثق وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات
(9/548)
15817 - وعن عبد الرحمن بن غنم أنه زار أبا الدرداء بحمص فمكث عنده
ص . 549
ليالي فأمر بحماره فأوكف ( أسرج ) له فقال أبو الدرداء : لا أراني إلا متبعك فأمر بحماره فأسرج فسارا على حماريهما فلقيا رجلا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية فعرفهما الرجل ولم يعرفاه فأخبرهما خبر الناس
ثم إن الرجل قال : وخبر آخر كرهت أن أخبركماه أراكما تكرهانه فقال أبو الدرداء : فلعل أبا ذر نفي قال : نعم والله فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات . ثم قال أبو الدرداء : { ارتقبهم واصطبر } كما قيل لأصحاب الناقة اللهم إن كذبوا أبا ذر فإني لا أكذبه اللهم إن اتهموه فإني لا أتهمه اللهم وإن استغشوه فإني لا أستغشه فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا ويسر إليه حين لا يسر لأحد أما والذي نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
رواه أحمد والطبراني بنحوه وزاد : وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من أحب أن ينظر إلى المسيح عيسى بن مريم إلى بره وصدقه وجده فلينظر إلى أبي ذر
والبزار باختصار ورجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف
(9/548)
15818 - وعن أبي الدرداء قال : والله إن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليدني أبا ذر إذا حضر ويفتقده إذا غاب
رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط
(9/549)
15819 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 550
إن أبا ذر ليباري عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم في عبادته
رواه الطبراني وفيه إبراهيم العحري وهو ضعيف وإبراهيم مع ضعفه لم يدرك ابن مسعود
(9/549)
15820 - وبسنده عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من سره أن ينظر إلى شبيه عيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم خلقا وخلقا فلينظر إلى أبا ذر رضي الله عنه
(9/550)
15821 - وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا أبا ذر رأيت كأني وزنت بأربعين أنت فيهم فوزنتهم
رواه البزار ورجاله ثقات
(9/550)
15822 - وعن الحسين بن علي قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد إن الله يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم : علي بن أبي طالب وأبو ذر والمقداد بن الأسود
رواه أبو يعلى وفيه النضر بن حميد وهو متروك
(9/550)
15823 - وعن أنس رفعه قال :
الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي وعمار - أحسبه قال : - وأبو ذر
قلت : رواه الترمذي غير ذكر أبي ذر
رواه البزار وإسناده حسن
(9/550)
15824 - وعن أبي ذر قال :
ص . 551
ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا مما صبه جبريل وميكائيل عليهما السلام في صدره إلا صبه في صدري . وما تركت شيئا صبه في صدري إلا صببته في صدر مالك بن ضمرة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(9/551)
15825 - وعن عبد الله بن خراش قال : رأيت أبا ذر بالربذة في ظلة سوداء ومعه امرأة شحماء وهو جالس على قطعة جوالق فقيل له : يا أبا ذر إنك امرؤ لا يبقى لك ولد فقال : الحمد لله الذي يأخذهم في الفناء ويدخرهم في دار البقاء فقالوا : يا أبا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه فقال : لأن أتزوج امرأة تضعني أحب إلي من امرأة ترفعني قالوا له : لو اتخذت بساطا ألين من هذا فقال : اللهم غفرا خذ مما خولت ما بدا لك
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
(9/551)
15826 - وعن محمد بن سيرين قال : بلغ الحارث - رجل كان بالشام من قريش - أن أبا ذر كان به عوز فبعث إليه بثلاث مائة دينار فقال : ما وجد عبد الله من هو أهون عليه مني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من سأل وله أربعون فقد ألحف
ولأبي ذر أربعون درهما وأربعون شاة وماهنان
قال أبو بكر بن عياش : يعني خادمين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس وهو ثقة
(9/551)
15827 - وعن أبي شعبة قال : جاء رجل إلى أبي ذر فعرض عليه نفقة فقال
ص . 552
أبو ذر : عندنا أعنز نحلبها وحمر تنقلنا ومحررة تخدمنا وفضل عباءة عن كسوتنا إني لأخاف أن أحاسب على الفضل
رواه الطبراني وأبو شعبة البكري لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/551)
15828 - وعن أبي الأسود الديلي قال : رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فما رأيت لأبي ذر شبيها
رواه عبد الله
(9/552)
15829 - وعن إبراهيم - يعني ابن الأشتر - أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال : ما يبكيك ؟ فقالت : أبكي أنه لا يد لي بنفسك وليس عندي ثوب يسع لك كفنا قال : لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين " . قال : فكل من كان علي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية لم يبق منهم غيري وقد أصحبت بالفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني والله ما كذبت ولا كذبت قالت : وأنى ذلك وقد انقطع الحاج قال : راقبي الطريق
قال : فبينا هي كذلك إذا هي بالقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا : ما لك ؟ فقالت : امرؤ من المسلمين تكفنوه وتؤجرون فيه قالوا : ومن هو ؟ قالت : أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم في محورها يبتدرونه فقال : أبشروا فأنتم النفر الذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيكم ما قال ثم أصبحت اليوم حيث
ص . 553
ترون ولو أن لي ثوبا من أثوابي يسع لأكفن فيه فأنشدكم بالله لا يكفني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا فكل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار كان مع القوم قال : أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين الذين علي قال : أنت صاحبي
رواه أحمد من طريقتين أحدهما هذه والأخرى مختصرة عن إبراهيم بن الأشتر عن أم ذر ورجال الطريق الأولى رجال الصحيح ورواه البزار بنحوه باختصار
(9/552)
15830 - وعن محمد بن كعب أن ابن مسعود أقبل في ركب عمار فمر بجنازة أبي ذر على ظهر الطريق فنزل هو وأصحابه فواروه وكان أبو ذر دخل مصر واختط بها دارا
رواه الطبراني ومحمد بن كعب لم يدرك أبا ذر وابن إسحاق مدلس
(9/553)
15831 - وعن يزيد بن أبي حبيب وكان أبو ذر ممن شهد الفتح مع عمرو بن العاص
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/553)
15832 - وعن يحيى بن بكير قال : مات أبو ذر بالربذة سنة ثنتين وثلاثين واسمه جندب بن جنادة
وإسناده منقطع
(9/553)
117 - . باب ما جاء في سلمان الفارسي رضي الله عنه
(9/553)
15833 - عن سلمان الفارسي قال : كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان من
ص . 554
[ أهل ] قرية منها يقال لها : جي وكان أبي دهقان قريته وكنت أحب خلق الله إليه فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيت كما تحبس الجارية واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار يوقدها لا أتركها تخبو ساعة
قال : فكانت لأبي ضعية عظيمة قال : فشغل في بنيان له يوما فقال لي : يا بني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضعيتي فاذهب فاطلعها وأمرني فيها ببعض ما يريد فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون وكنت لا أدري ما أمر الناس بحبس أبي إياي في بيته فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ماذا يصنعون فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم وقلت : هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي ولم آتها فقلت لهم : أين أصل هذا الدين ؟ قالوا : بالشام . قال : ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وقد شغلته عن عمله كله قال : فلما جئته قال : أي بني أين كنت ؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت ؟ قلت : يا أبتي مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس . قال : أي بني ليس في ذلك الدين خير دينك ودين آبائك خير منه قال : قلت : كلا والله إنه لخير من ديننا قال : فخافني فجعل في رجلي قيدا ثم حسبني في بيته
ص . 555
قال : وبعثت إلى النصارى وقلت لهم : إذا قدم عليهم من الشام تجار من النصارى فأخبروني بهم فأقبل عليهم ركب الشام تجار من النصارى فأخبروني . قال : فقلت : إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم . قال : فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم ألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى الشام فلما قدمتها قلت : من أفضل أهل هذا الدين ؟ قالوا : الأسقف في الكنيسة . قال : فجئته فقلت : إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك في كنيستك أخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلي معك قال : ادخل فدخلت معه . قال : فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا فيها شيئا اكتنزه لنفسه ولم يعط المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق . قال : وأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت لهم : إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جمعتم له منها أشياء جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا قالوا : وما علمك بذلك ؟ قلت : أنا أدلكم على كنزه قالوا : فدلنا عليه قال : فأريتهم موضعه فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا فلما رأوها قالوا : والله لا ندفنه أبدا قال : فصلبوه ثم رجموه بالحجارة ثم جاءوا برجل آخر فجعلوه بمكانه
قال : يقول سلمان : قلما رأيت رجلا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه ولا أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلا ونهارا منه قال : فأحببته حبا لم أحبه من قبله فأقمت معه زمانا ثم حضرته الوفاة فقلت
ص . 556
له : يا فلان إني كنت معك وأحببتك حبا لم أحبه أحدا قبلك وقد حضرك ما ترى من أمر الله فإلى من توصي بي ؟ وما تأمرني ؟ قال : أي بني والله ما أعلم أحدا اليوم على ما كنت عليه لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجل بالموصل وهو فلان فهو على ما كنت عليه فالحق به
قال : فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له : يا فلان إن فلانا أوصاني عند موته أن ألحق بك وأخبرني أنك على مثل أمره قال : فقال : أقم عندي فأقمت عنده فوجدته خير رجل فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له : يا فلان إن فلانا أوصاني إليك وقد أمرني باللحوق بك وقد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي ؟ وما تأمرني ؟ قال : أي بني والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين . فجئته فأخبرته خبري وما أمرني به صاحبي قال : أقم عندي فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل فوالله ما لبث أن نزل به الموت فلما حضر قلت : يا فلان إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي ؟ وما تأمرني ؟ قال : أي بني والله ما أعلم أحدا بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلا بعمورية فإنه على مثل ما نحن عليه فإن أحببت فائته فإنه على مثل أمرنا
قال : فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية فأخبرته خبري فقال : أقم عندي فأقمت مع رجل على أمر أصحابه وهديهم واكتسبت حتى صارت لي بقيرات وغنيمة . قال : ثم نزل به أمر الله عز و جل
ص . 557
قال : فلما حضر قلت له : يا فلان إني كنت مع فلان وأنه أوصى بي إلى فلان وأوصى إلى فلان وأوصى إلى فلان وأوصاني فلان إلى فلان إليك فإلى من توصي بي ؟ وما تأمرني ؟ قال : يا بني والله ما أعلم أحدا على ما كنا عليه من الناس آمرك أن تأتيه ولكن قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجره إلى أرض بين حرتي بينهما نخل به علامات لا تخفى : يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل
قال : ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث ثم مر بي نفر من كلب تجار فقلت لهم : تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقيراتي هذه وغنيمتي هذه ؟ فقالوا : نعم فأعطيتموها فحملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل من يهود وكنت عنده ورأيت النخل ورجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق في نفسي فبينا أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه فحملني إلى المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي فأقمت بها وبعث الله رسوله صلى الله عليه و سلم فأقام بمكة لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال : فلان قاتل الله بني قيلة والله إنهم الآن مجتمعون عند رجل قدم من مكة اليوم يزعم أنه نبي . قال : فلما سمعتها أخذتني العوراء ( برد الحمى ) حتى ظننت سأسقط على سيدي . قال : ونزلت عن النخلة وجعلت أقول لابن عمه : ماذا تقول ؟ ماذا
ص . 558
تقول ؟ فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة ثم قال : ما لك ولهذا ؟ أقبل على عملك . قال : قلت : لا شيء إنما أردت أن أستثبته عما قال . وكان عندي شيء قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له : إنه بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذو حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم فقربته إليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه : " كلوا " . وأمسك يده فلم يأكل قال : فقلت في نفسي : هذه واحدة
ثم انصرفت عنه فجمعت شيئا وتحول رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة ثم جئته فقلت : إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها قال : فأكل رسول الله صلى الله عليه و سلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه قال : فقلت في نفسي : هذه اثنتان
قال : ثم جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ببقيع الغرقد وقد تبع جنازة من أصحابه عليه شملتان له وهو جالس في أصحابه فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي فلما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم استدبرته عرف أني أستثبت في شيء قد وصف لي قال : فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم وعرفته فانكببت عليه أقبله وأبكي فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تحول " . فتحولت فقصصت عليه حديثي - كما حدثتك يا ابن عباس - فأعجب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يسمع ذلك أصحابه
وشغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بدر وأحد
قال : ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كاتب يا سلمان " . فكاتبت صاحبي على ثلاث
ص . 559
مائة نخلة أحييها له بالعفير وبأربعين أوقية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه : " أعينوا أخاكم " . فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية والرجل بعشرين ودية والرجل بخمس عشرة ودية والرجل بعشر يعين الرجل بقدر ما عنده حتى إذا اجتمعت إلي ثلاث مائة ودية قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اذهب يا سلمان فعفر لها فإذا فرغت فائتني فأكون أنا أضعها بيدي " . قال : فعفرت لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم معي إليها فجعلنا نقرب إليه الودي ويضعه رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده فوالذي نفس سلمان بيده ما مات منها ودية واحدة فأديت النخل وبقي علي المال فأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المعادن فقال : " ما فعل الفارسي المكاتب ؟ " . قال : فدعيت له فقال : " خذ هذه فأد بها ما عليك يا سلمان " . قال : قلت : وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي ؟ قال : " خذها فإن الله سيؤدي بها عنك " . قال : فأخذتها فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعتقت فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الخندق ثم لم يفتني معه مشهد
(9/553)
15834 - وفي رواية عن سلمان قال : لما قلت : وأين تقع هذه من الذي علي يا رسول الله ؟ أخذها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلبها على لسانه ثم قال : " خذها فأوفهم منها " . [ فأخذتها فأوفيتهم ] حقهم كله أربعين أوقية
رواه أحمد كله والطبراني في الكبير بنحوه بأسانيد وإسناد الرواية الأولى عند أحمد والطبراني رجالها رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع . ورجال الرواية الثانية انفرد بها أحمد ورجالها رجال الصحيح غير عمرو بن أبي قرة الكندي وهو ثقة ورواه البزار
ص . 560
(9/559)
15835 - عن سلمان قال : كنت من أبناء أساورة فارس قال : فذكر الحديث . قال : فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت على قوم من الأعراب فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه و سلم وكان العيش عزيزا فقلت لها : هبي لي يوما قالت : نعم قال : فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته فصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فوضعته بين يديه فقال : " ما هذا ؟ " . قلت : صدقة فقال لأصحابه : " كلوا " . ولم يأكل فقلت : هذه من علاماته
ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث فقلت لمولاتي : هبي لي يوما قالت : نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك فصنعت طعاما فأتيته به وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال : " ما هذا ؟ " . فقلت : هدية فوضع يده وقال لأصحابه : " خذوا بسم الله "
وقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت : أشهد أنك رسول الله فقال : " وما ذاك ؟ " . فحدثته عن الرجل فقلت له : أيدخل الجنة يا رسول الله ؟ فإنه حدثني أنك نبي قال : " لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة "
(9/560)
15836 - وعن بريدة قال : جاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما هذا يا سلمان ؟ " . قال : صدقة عليك وعلى أصحابك قال : " ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة " . فرفعها وجاءه من الغد بمثله فوضعه بين يديه فقال : " ما هذا يا سلمان ؟ " . قال : فقال : هذه هدية لك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه : " انشطوا " . قال : فنظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم فآمن به وكان لليهود فاشتراه رسول الله صلى الله عليه و سلم بكذا وكذا درهما
ص . 561
وعلى أن يغرس نخلا يعمل فيها سلمان حتى تطعم قال : فغرس رسول الله صلى الله عليه و سلم النخل إلا نخلة واحدة غرسها عمر فحملت النخل من عامها ولم تحمل النخلة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من غرس هذه ؟ " . قال عمر : أنا غرستها يا رسول الله قال : فنزعها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم غرسها فحملت من عامها
رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح
(9/560)
15837 - وعن سلمان الفارسي قال : كنت رجلا من أهل جي وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق وكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء فقيل لي : إن الدين الذي تطلب إنما هو بالمغرب فخرجت حتى أتيت الموصل فسألت عن أفضل رجل فيها فدللت على رجل في صومعة فأتيته فقلت : إني رجل من أهل جي وإني جئت أطلب العلم وأتعلم منك فضمني إليك أخدمك وأصحبك وتعلمني شيئا مما علمك الله قال : نعم فصحبته فأجرى علي مثل ما يجري عليه من الخل والزيت والحبوب فلم أزل معه حتى نزل به الموت فجلست عند رأسه أبكيه فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : والله يبكني أني خرجت من بلادي أطلب العلم فرزقني الله عز و جل صحبتك فعلمتني وأحسنت صحبتي فنزل بك الموت فلا أدري أين أذهب ؟ قال : لي أخ بالجزيرة بمكان كذا وكذا وهو على الحق فائته فأقرئه مني السلام وأخبره أني أوصيت بك إليه وأوصيك بصحبته
قال : فلما أن قبض الرجل خرجت حتى أتيت الرجل الذي وصف فأخبرته بالخبر وأقرأته السلام من صاحبه وأخبرته أنه هلك وأمرني بصحبته فضمني إليه وأجرى علي كما كان يجري علي من الأجر فصحبته ما شاء الله ونزل به الموت فلما أن نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي فقال : ما يبكيك ؟ قلت :
ص . 562
خرجت من بلادي أطلب الخير فرزقني الله صحبة فلان فأحسن صحبتي وعلمني فلما نزل به الموت أوصى بي إليك فضممتني فأحسنت صحبتي وعلمتني وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أتوجه ؟ قال : إن خالي على قرب الرومي فهو على الحق فائته فأقرئه مني السلام واصحبه فإنه على الحق فلما قبض الرجل خرجت حتى أتيته فأخبرته بخبري وبوصية الآخر قبله قال : فضمني إليه وأجرى علي كما كان يجري علي فلما نزل به الموت جلست أبكي عند رأسه فقال : ما يبكيك ؟ فقصصت قصتي فقلت له : إن الله رزقني صحبتك فأحسنت صحبتي وقد نزل بك الموت ولا أدري أين أتوجه ؟ قال : ما بقي أحد أعلمه على دين عيسى عليه السلام في الأرض ولكن هذا أوان يخرج فيه نبي أو قد خرج بتهامة فائت على الطريق لا يمر بك أحد إلا سألته عنه فإذا بلغك أنه خرج فأته فإنه النبي الذي بشر به عيسى عليه السلام وآية ذلك أن بين كتفيه خاتم النبوة وأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة
قال : وكان لا يمر بي أحد إلا سألته عنه فمر بي ناس من أهل مكة فسألتهم فقالوا : نعم قد ظهر فينا رجل يزعم أنه نبي فقلت لبعضهم : هل لكم أن أكون عبدا لبعضكم على أن تحملوني عقبة وتطعموني من الخبز كسرا ؟ فإذا بلغتم إلى بلادكم فإن شاء أن يبيع باع وإن شاء أن يستعبد فقال رجل منهم : أنا فصرت عبدا له حتى قدم مكة فجعلني في بستان له مع حبشان كانوا فيه فخرجت وسألت فلقيت امرأة من بلادي فسألتها فإذا أهل بيتها قد أسلموا وقالت : إن النبي صلى الله عليه و سلم يجلس في الحجر هو وأصحابه إذ صاح عصفور بمكة حتى إذا أضاء لهم الفجر تفرقوا . فانطلقت إلى البستان فكنت أختلف ليلتي فقال لي الحبشان : ما لك ؟ قلت : أشتكي بطني فقال : وإنما صنعت ذلك لئلا يفقدوني إذا ذهبت إلى النبي صلى الله عليه و سلم
ص . 563
قال : فلما كانت الساعة التي أخبرتني المرأة التي يجلس فيها هو وأصحابه خرجت أمشي حتى رأيت النبي صلى الله عليه و سلم فإذا هو محتب وأصحابه حوله فأتيته من ورائه فعرف النبي صلى الله عليه و سلم الذي أريد فأرسل حبوته فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه فقلت : الله أكبر هذه واحدة ثم انصرفت فلما كانت الليلة المقبلة لقطت تمرا جيدا ثم انطلقت به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فوضعته بين يديه فقال : " ما هذا ؟ " . قلت : هدية فأكل منها وقال للقوم : " كلوا " . قال : قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فسألني عن أمري فأخبرته قال : " اذهب فاشتر نفسك " . فانطلقت إلى صاحبي فقلت : بعني نفسي فقال : نعم على أن تنبت لي مائة نخلة فإذا أنبت جئتني بوزن نواة من ذهب . فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اشتر نفسك بالذي سألك وائتني بدلو من ماء البئر التي كنت تسقي منها ذلك النخل " . قال : فدعا لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم سقيتها فوالله لقد غرست مائة نخلة فما منها نخلة إلا نبتت فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته أن النخل قد نبت فأعطاني قطعة من ذهب فانطلقت بها فوضعتها في كفة الميزان ووضع في الجانب الآخر نواة قال : فوالله ما استعلت القطعة من الذهب من الأرض قال : وجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فأعتقني
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد القدوس التميمي ضعفه أحمد والجمهور ووثقه ابن حبان وقال : ربما أغرب وبقية رجاله ثقات
(9/561)
15838 - وعن سلمان قال : كنت رجلا من أهل مدينة أصبهان فبينا أنا إذ ألقى الله عز و جل في قلبي من خلق السماوات والأرض [ فانطلقت إلى رجل لم يكن ] يكلم الناس يتحرج فسألته : أي الدين أفضل ؟ فقال : ما لك ولهذا الحديث ؟ أتريد دينا غير دينك ؟ قلت : لا ولكن أن أعلم من
ص . 564
خلق السماوات والأرض وأي دين أفضل . قال : ما أعلم على هذا غير راهب بالموصل
قال : فذهبت إليه فكنت عنده فإذا هو قد قتر عليه في الدينا يصوم بالنهار ويقوم بالليل فكنت أعبد كعبادته فلبثت عنده ثلاث سنين ثم توفي فقلت : إلى من توصي بي ؟ فقال : ما أعلم أحدا من أهل المشرق على ما أنا عليه فعليك براهب من وراء الجزيرة فأقرئه مني السلام
قال : فجئته فأقرأته السلام وأخبرته أنه قد توفي فمكثت عنده أيضا ثلاث سنين ثم توفي فقلت : إلى من تأمرني أن أذهب ؟ قال : ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه غير راهب بعمورية شيخ كبير وما أدري أتلحقه أم لا ؟ فذهبت إليه فكنت عنده فإذا رجل موسع عليه فلما حضرته الوفاة قلت له : أين تأمرني أن أذهب ؟ قال : ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه ولكن إن أدركت زمانا تسمع برجل يخرج من بيت إبراهيم صلى الله عليه و سلم وما أراك تدركه وقد كنت أرجو إن أدركني إن استطعت أن تكون معه فافعل فإنه الدين وأمارة ذلك [ أن ] قومه يقولون : ساحر مجنون كاهن وإنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وإن عند غضروف كتفه خاتم النبوة . فبينا أنا كذلك أتى ركب من نحو المدينة فقيل : من أنتم ؟ فقالوا : نحن من أهل المدينة ونحن قوم تجار نعيش بتجارتنا ولكنه قد خرج رجل من ولد إبراهيم صلى الله عليه و سلم فقدم علينا وقومه يقاتلونه وقد خشينا أن يحول بيننا وبين تجارتنا ولكنه قد ملك المدينة . فقلت : ما يقولون فيه ؟ قال : يقولون : ساحر مجنون كاهن فقلت : هذه الإمارة دلوني على صاحبكم . فجئته فقلت : تحملني إلى المدينة ؟ فقال : ما تعطيني ؟ فقلت : ما أجد شيئا أعطيك غير أني عبد لك فحملني فلما قدمت جعلني في نخله فكنت أسقي كما يسقي البعير حتى دبر
ص . 565
ظهري وصدري من ذلك ولا أجد أحدا يفقه كلامي حتى جاءت عجوز فارسية تستقي فكلمتها ففقهت كلامي فقلت لها : أين هذا الرجل الذي خرج ؟ دليني عليه قالت : سيمر عليك بكرة إذا صلى الصبح من أول النهار فخرجت فجمعت تمرا فلما أصبحت جئت ثم قربت إليه التمر فقال : " ما هذا أصدقة أم هدية ؟ " . فأشرت أنه صدقة فقال : " انطلق إلى هؤلاء " . وأصحابه عنده فأكلوا ولم يأكل فقلت : هذه الإمارة
فلما كان الغد جئت بتمر فقال : " ما هذا ؟ " . فقلت : هذه هدية فأكل ودعا أصحابه فأكلوا ثم رآني أتعرض لأرى الخاتم فعرف فألقى رداءه فأخذت أقبله وألتزمه فقال : " ما شأنك ؟ " . فسألني فأخبرته فقال : " اشترطت لهم أنك عبد فاشتر نفسك منهم " . فاشتراه النبي صلى الله عليه و سلم على أن يحيي لهم ثلاث مائة نخلة وأربعين أوقية ذهب ثم هو حر . قال النبي صلى الله عليه و سلم : " اغرس " . فغرس " ثم انطلق فألق الدلو على البئر ثم لا ترفعه حتى يرتفع فإنه إذا امتلأ ارتفع ثم رش في أصولها " . ففعل فنبت النخل أسرع النبات فقال : سبحان الله ما رأينا مثل هذا العبد إن لهذا العبد لشأنا فاجتمع الناس عليه وأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم تبرا فإذا فيه أربعون أوقية
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(9/563)
15839 - وعن سلامة العجلي قال : جاء ابن أخت لي من البادية يقال له : قدامة فقال لي ابن أختي : أحب أن ألقى سلمان فأسلم عليه فخرجنا إليه فوجدناه بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفا فوجدناه على سرير يسف حوضا فسلمنا عليه قلت : يا أبا عبد الله هذا ابن أخت لي قدم من البادية فأحب أن
ص . 566
يسلم عليك فقال : وعليه السلام ورحمة الله قلت : يزعم أنه يحبك قال : أحبه الله . قال : فتحدثنا وقلنا له : يا أبا عبد الله ألا تحدثنا عن أصلك وممن أنت ؟ قال : أما أصلي وممن أنا فأنا من رامهرمز كنا قوما مجوسا فأتى رجل نصراني من أهل الجزيرة وكان يمر بنا فينزل فينا واتخذ فينا ديرا وكنت في كتاب الفارسية وكان لا يزال غلام معي في الكتاب يجيء مضروبا ويبكي وقد ضربه أبواه فقلت له يوما : ما يبكيك ؟ قال : يضربني أبواي قال : ولم يضرباك ؟ قال : آتي [ صاحب ] هذا الدير فإذا علما ذلك ضرباني وأنت لو أتيته لسمعت منه حديثا عجبا قلت : اذهب بي معك فأتيناه فحدثنا عن بدء الخلق خلق السماوات والأرض وعن الجنة والنار . قال : فحدثنا حديثا عجبا قال : وكنت أختلف إليه معه . قال : ففطن غلمان من الكتاب فجعلوا يجيئون معنا فلما رأى ذلك أهل القرية أتوه فقالوا له : يا هذا إنك قد جاورتنا فلم نر من جوارك إلا الحسن وإنا نرى غلماننا يختلفون إليك وإنا نخاف أن تفتنهم علينا اخرج عنا قال : نعم . فقال لذلك الغلام الذي يأتيه : اذهب معي قال : لا أستطيع ذلك قد علمت سنة أبوي علي . قلت : لكني أخرج معك . وكنت يتيما لا أب لي . فخرجت معه فأخذنا جبل رامهرمز فجعلنا نمشي ونتوكل ونأكل من ثمر الشجر حتى قدمنا الجزيرة فقدمنا نصيبين فقال لي صاحبي : يا سلمان إن قوما ههنا هم عباد أهل
ص . 567
الأرض وأنا أحب أن ألقاهم . قال : فجئناهم يوم الأحد وقد اجتمعوا فسلم عليهم صاحبي فحيوه وبشوا له قالوا : أين كانت غيبتك ؟ قال : كنت في إخوان لي من قبل فارس فتحدثنا ما تحدثنا ثم قال لي صاحبي : قم يا سلمان انطلق . فقلت : دعني مع هؤلاء قال : إنك لا تطيق ما يطيق هؤلاء يصومون من الأحد إلى الأحد ولا ينامون هذا الليل . وإذا فيهم رجل من أبناء الملوك ترك الملك ودخل في العبادة فكنت فيهم حتى إذا أمسينا قال الرجل الذي من أبناء الملوك : ما هذا الغلام ؟ يضيعوه ليأخذه رجل منكم . قالوا : خذه أنت قالوا : يا سلمان هذا خبز وهذا أدم فكل إذا غربت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت ثم قام في صلاته فلم يكلمني إلا ذاك ولم ينظر إلي فأخذني الغم تلك السبعة الأيام لا يكلمني أحد حتى كان الأحد فانصرف إلي فذهبنا إلى مكانهم الذي كانوا يجتمعون
قال : وهم يجتمعون كل أحد يفطرون فيه فيلقى بعضهم بعضا فيسلم بعضهم علي ثم لا يلتفتون إلى مثله . قال : فرجعنا إلى منزلنا فقال لي مثل ما قال لي أول مرة : هذا خبز وأدم فكل منه إذا غربت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت . ثم دخل في صلاته فلم يلتفت إلي ولم يكلمني إلى الأحد الآخر فأخذني غم وحدثت نفسي بالفرار ثم دخل في صلاته فقلت : أصبر أحدين أو ثلاثة فلما كان الأحد رجعنا إليهم فاجتمعوا فقال لهم : إني أريد بيت المقدس فقالوا له : وما تريد إلى ذلك ؟ قال : لا عهد لي به قالوا : إنا نخاف أن يحدث به حدث فيليك غيرنا وكنا نحب أن نليك قال : لا عهد لي به فلما سمعته يذكر ذاك فرحت قلت : نسافر نلقى الناس فذهب عني الغم الذي كنت أجد . فخرجنا أنا
ص . 568
وهو وكان يصوم من الأحد إلى الأحد ويصلي الليل كله ويمشي النهار فإذا نزلنا قام يصلي فلم يزل ذلك دأبه حتى انتهينا إلى بيت المقدس وعلى الباب رجل مقعد يسأل [ الناس ] قال : أعطني قال : ما معي شيء فدخلنا بيت المقدس فلما رآه أهل بيت المقدس بشوا إليه واستبشروا به فقال لهم : غلامي هذا فاستوصوا به فانطلقوا بي فأطعموني خبزا ولحما ودخل في صلاته فلم ينصرف إلي حتى كان يوم الأحد الآخر ثم قال لي : يا سلمان إني أريد أن أضع رأسي فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقطني فوضع رأسه فبلغ الظل الذي قال فلم أوقظه مأواة ( شفقة ورقة ) له مما رأيت من اجتهاده ونصبه فاستيقظ مذعورا فقال : يا سلمان ألم أكن قلت لك : إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا [ فأيقظني ] ؟ قلت : بلى وإنما منعني مأواة لك لما رأيت من دأبك قال : ويحك يا سلمان اعلم أن أفضل ديننا اليوم النصرانية قلت : ويكون بعد اليوم دين أفضل من النصرانية ؟ - كلمة ألقيت على لساني - قال : نعم يوشك أن يبعث نبي يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة فإذا أدركته فاتبعه وصدقه قلت : وإن أمرني أن أدع دين النصرانية ؟ قال : نعم فإنه نبي لا يأمر إلا بحق ولا يقول إلا حقا والله لو أدركته ثم أمرني أن أقع في النار لوقعتها
ثم خرجنا من بيت المقدس فمررنا على ذلك المقعد فقال له : دخلت فلم تعطني وهذا تخرج فأعطني فالتفت فلم ير حوله أحدا قال : فأعطني يدك قال : فناوله يده فقال : قم بإذن الله صحيحا سويا فتوجه نحو بيته فأتبعته بصري تعجبا مما رأيت وخرج صاحبي وأسرع المشي وتلقاني رفقة من كلب أعراب فسبوني فحملوني على بعير
ص . 569
وشدوني وثاقا فتداولني البياع حتى سقطت إلى المدينة فاشتراني رجل من الأنصار فجعلني في حائط له من نخل فكنت فيه
قال : ومن ثم تعلمت عمل الخوص أشتري خوصا بدرهم وأعمله فأبيعه بدرهمين فأردهما إلى الخوص وأستنفق درهما أحب أن آكل من عمل يدي وهو يومئذ على عشرين ألفا
فبلغنا ونحن بالمدينة أن رجلا خرج بمكة يزعم أن الله عز و جل أرسله فمكثنا ما شاء الله أن نمكث فهاجر إلينا وقدم علينا فقلت : والله لأجربنه فذهبت إلى السوق فاشتريت لحم جزور بدرهم ثم طبخته فجعلت قصعة من ثريد فاحتملتها حتى أتيته بها على عاتقي حتى وضعتها بين يديه فقال : " ما هذه ؟ صدقة أم هدية ؟ " . قلت : بل صدقة قال لأصحابه : " كلوا بسم الله " . وأمسك ولم يأكل . فمكثت أياما ثم اشتريت أيضا بدرهم لحم جزور فأضع مثلها واحتملتها حتى أتيته بها فوضعها بين يديه فقال : " ما هذه ؟ هدية أم صدقة " . قلت : لا بل هدية قال لأصحابه : " كلوا بسم الله " . وأكل معهم قلت : هذا والله يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فنظرت فرأيت بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة فأسلمت ثم قلت له ذات [ يوم ] : يا رسول الله أي قوم النصارى ؟ قال : لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم " . قلت في نفسي : فأنا والله أحبهم وذلك حين بعث السرايا وجرد السيف فسرية تدخل وسرية تخرج والسيف يقطر فقلت : تحدث الآن إني أحبهم فيبعث إلي فيضرب عنقي فقعدت في البيت فجاءني الرسول ذات يوم فقال : يا سلمان أجب قلت : من ؟ قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت : والله هذا الذي كنت أحذر قلت : نعم اذهب حتى ألحقك قال : لا والله حتى تجيء وأنا أحدث نفسي أن لو
ص . 570
ذهب أن أفر . فانطلق بي فانتهيت إليه فلما رآني تبسم وقال لي : " يا سلمان أبشر فقد فرج الله عنك " . ثم تلا هؤلاء الآيات : { الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون . وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين . أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون . وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين } . قلت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا لقد سمعته يقول : لو أدركته فأمرني أن أدخل النار لوقعتها إنه نبي لا يقول إلا حقا ولا يأمر إلا بحق
(9/565)
15840 - وفي رواية مختصرة : قال : فأنزل الله عز و جل : { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا } حتى بلغ : { تفيض من الدمع } . فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
يا سلمان إن أصحابك هؤلاء الذين ذكر الله
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير سلامة العجلي وقد وثقه ابن حبان
(9/570)
15841 - وعن أم الدرداء قالت : أتاني سلمان الفارسي يسلم علي وعليه عباءة قطوانية مرتديا بها فطرحت وسادة فلم يردها ولف عباءته فجلس عليها فقال : بحسبك ما بلغك المحل ثم حمد الله ساعة وكبر وصلى على النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال : أين صاحبك - يعني أبا الدرداء - ؟ قلت : هو في المسجد فانطلق إليه ثم أقبلا جميعا وقد اشترى أبو الدرداء لحما بدرهم فهو في يده معلقة فقال : يا أم الدرداء اخبزي واطبخي ففعلنا ثم أتينا سلمان بالطعام فقال أبو الدرداء : كل مع أم الدرداء فإني صائم قال سلمان : لا آكل حتى تأكل فأفطر أبو الدرداء وأكل معه فلما كانت الساعة التي
ص . 571
يقوم فيها أبو الدرداء ذهب ليقوم أجلسه سلمان فقال أبو الدرداء : أتنهاني عن عبادة ربي ؟ فقال سلمان : إن لعينك عليك نصيبا وإن لأهلك عليك نصيبا . فمنعه حتى إذا كان في وجه الصبح قاما فركعا ركعات ثم أوترا ثم خرجا إلى صلاة الصبح فذكرا أمرهما للنبي صلى الله عليه و سلم فقال : " ما لسلمان ثكلته أمه ؟ لقد أشبع من العلم "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن جبلة ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/570)
15842 - وعن أبي أمامة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم شخص ببصره إلى السماء قلنا : يا رسول الله ما هذا ؟ قال : " رأيت ملكا عرج بعمل سلمان "
رواه الطبراني وفيه عبد النور بن عبد الله المسمعي وهو كذاب
(9/571)
15843 - وعن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ثلاثة تشتاق إليهم الحور العين : علي وعمار وسلمان "
قلت : له عند الترمذي : " إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الأيادي وقد حسن الترمذي حديثه
(9/571)
15844 - وعن بقيرة امرأة سلمان قالت : لما حضر سلمان الموت دعاني وهو في علية لها أربعة أبواب فقال : افتحي يا بقيرة هذه الأبواب فأرى اليوم روادا لا أدري من أي هذه الأبواب يدخلون علي
ص . 572
ثم دعا بمسك له ثم قال : أديفيه ( اخلطيه بماء ) في تور ( إناء ) ففعلت ثم قال : انضحي ( رشي ) حول فراشي ثم انزلي فامكثي فسوف تظلمين فترين على فراشي فاطلعت فإذا هو قد أخذ روحه مكانه على فراشه أو نحو هذا
رواه الطبراني من طريق الجزل عن بقيرة ولم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/571)
118 - . باب مناقب عبد الله بن أنيس رضي الله عنه
(9/572)
تقدم في المغازي في سرية إلى خالد بن سفيان . رواه أحمد وغيره
(9/572)
119 - . باب في أبي الهيثم رضي الله عنه
(9/572)
15845 - عن ابن شهاب في تسمية من شهد العقبة من الأنصار : أبو الهيثم وهو نقيب
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن . قلت : وقد تقدم حديث شهوده بدرا في غزوة بدر
(9/572)
15846 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي أبو الهيثم بن التيهان سنة عشرين واسمه مالك
رواه الطبراني
(9/572)
120 - . باب ما جاء في زيد بن ثابت رضي الله عنه
(9/572)
15847 - عن زيد بن ثابت قال :
ص . 573
قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة وأنا ابن إحدى عشر سنة
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/572)
15848 - وعن زيد بن ثابت قال : أجازني رسول الله صلى الله عليه و سلم [ يوم الخندق ] وكساني قبطية
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد وهو ضعيف
(9/573)
15849 - وعن مصعب بن سعد قال : قال عثمان - يعني ابن عفان - : ادعوا لي زيد بن ثابت كاتب رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن عبد بن أبي كريمة وهو ثقة
(9/573)
15850 - وعن مصعب بن سعد قال : قال عثمان : أي الناس أكتب ؟ قالوا : زيد بن ثابت
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/573)
15851 - وعن الشعبي أن زيد بن ثابت كبر على أمه أربعا ثم أتى بدابته فأخذ له ابن عباس بالركاب فقال له زيد : دعه أو ذره فقال ابن عباس : هكذا نفعل بالعلماء الكبراء
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رزين الرماني وهو ثقة
(9/573)
15852 - وعن يحيى بن سعيد قال : قال أبو هريرة حين مات زيد بن ثابت : اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا
ص . 574
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن يحيى بن سعيد الأنصاري لم يسمع من أبي هريرة
قلت : وقد تقدم في ذهاب العلم كلام لابن عباس حين مات زيد بن ثابت
(9/573)
15853 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي زيد بن ثابت سنة خمس وأربعين وسنه ست وخمسون . ومن الناس من يقول : مات سنة ثمان وأربعين وسنه تسع وخمسون لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم أجازه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة والخندق في شوال سنة أربع وقد اختلف في وفاته
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/574)
121 - . باب ما جاء في قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه
(9/574)
15854 - عن أنس قال : كانت منزلة قيس بن سعد من رسول الله صلى الله عليه و سلم منزلة صاحب الشرطة من الأمير
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/574)
15855 - وعن أنس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم مكة كان قيس بن سعد في مقدمته بين يديه بمنزلة صاحب الشرطة فكلم النبي صلى الله عليه و سلم في قيس أن يصرفه عن الموضع الذي وضعه به مخافة أن يتقدم على شيء فصرفه عن ذلك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/574)
122 - . باب ما جاء في رافع بن خديج رضي الله عنه
(9/574)
15856 - ص . 575 عن امرأة رافع بن خديج أن رافعا رمي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد أو يوم خيبر - شك عمرو - بسهم في ثندوته ( ثديه ) فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله انزع السهم فقال : " يا رافع إن شئت نزعت السهم والقطبة جميعا وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد " . قال : فنزع رسول الله صلى الله عليه و سلم السهم وترك القطبة فعاش بها حتى كان في خلافة معاوية فانتفض به الجرح فمات بعد العصر فأتى ابن عمر فقيل له : يا أبا عبد الرحمن مات رافع فترحم عليه وقال : إن مثل رافع لا يخرج به حتى يؤذن من حول المدينة من أهل القرى فلما خرجنا بجنازته نصلي عليه جاء ابن عمر حتى جلس على رأس القبر . فذكر الحديث
رواه الطبراني وامرأة رافع إن كانت صحابية وإلا فإني لم أعرفها وبقية رجاله ثقات
(9/575)
15857 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي رافع بن خديج سنة ثلاث وسبعين بالمدينة
رواه الطبراني
(9/575)
15858 - وعن الواقدي قال : وفيها مات رافع بن خديج في أول السنة وحضر ابن عمر رحمه الله جنازته . - يعني سنة ثلاث وسبعين - . وكان لرافع يوم مات ست وثمانون سنة
رواه الطبراني
ص . 576
(9/575)
15859 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات رافع بن خديج في سنة أربع وسبعين في أولها
رواه الطبراني
(9/576)
123 - . باب ما جاء في عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
(9/576)
15860 - عن ميمون بن مهران قال : سمعت ابن عمر يقول : لقد رأيتنا بفج الروحاء في غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم فبصر بي ودعا لي بدعوات ما يسرني بها الدنيا وما فيها
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عمر بن عمرو بن ميمون بن مهران ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/576)
15861 - وعن مجاهد قال : شهد ابن عمر رحمه الله الفتح وهو ابن عشرين ومعه فرس حرون ورمح ثقيل فذهب ابن عمر يختلي لفرسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن عبد الله رجل صالح "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهدا أرسله
(9/576)
15862 - وعن إسحاق بن عبد الله الطفاوي قال : كان ابن عمر لا يذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا بكى
رواه الطبراني في الأوسط وإسحاق الطفاوي لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
(9/576)
15863 - وعن نافع عن ابن عمر أنه كان يحيي الليل صلاة ثم يقول : يا نافع أسحرنا ؟ فيقول : لا فيعاود
ص . 577
الصلاة ثم يقول : يا نافع أسحرنا ؟ فأقول : نعم فيقعد فيستغفر ويدعو حتى يصبح
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة
(9/576)
15864 - وعن نافع قال : إن كان ابن عمر ليقسم في المجلس ثلاثين ألفا ثم يأتي عليه شهر ما يأكل فيه مزعة ( قطعة ) لحم
قال برد : قلت لنافع : هل كان يأكل اللحم ؟ قال : كان إذا صام أو سافر فإنه أكثر طعامه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير برد بن سنان وهو ثقة
(9/577)
15865 - وعن نافع أن ابن عمر اشتكى فاشترى له عنقود عنب بدرهم فجاء مسكين فقال : أعطوه إياه ثم خالف إنسان فاشتراه بدرهم ثم جاء به إليه فجاء المسكين يسأل فقال : أعطوه إياه ثم خالف إنسان فاشتراه منه بدرهم فأراد أن يرجع حتى منع ولو علم بذلك العنقود ما ذاقه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير نعيم بن حماد وهو ثقة
(9/577)
15866 - وعن زيد بن أسلم قال : مر ابن عمر براعي غنم فقال : يا راعي الغنم هل من جزرة ؟ قال : ما ههنا ربها . قال : تقول أكلها الذئب فرفع الراعي رأسه إلى السماء ثم قال : فأين الله ؟ فقال ابن عمر : فأنا والله أحق أن أقول : فأين الله . فاشترى ابن عمر الراعي واشترى الغنم فأعتقه وأعطاه الغنم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن الحارث الحاطبي وهو ثقة
ص . 578
(9/577)
15867 - وعن المطعم بن مقدام الصنعاني قال : كتب الحجاج بن يوسف إلى عبد الله بن عمر أنه : بلغني أنك تطلب الخلافة لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور
فكتب إليه ابن عمر : أما ما ذكرت من أمر الخلافة أني أطلبها فما طلبتها وما هي من بالي
وأما ما ذكرت من أمر العي والبخل والغيرة فإن من جمع كتاب الله فليس بعيي ومن أدى زكاة ماله فليس ببخيل . وأما ما ذكرت من الغيرة فإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن مرسل المطعم لم يسمع من ابن عمر
(9/578)
15868 - وعن مالك قال : أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه و سلم ستين سنة تفد عليه وفود الناس
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه مرسل
(9/578)
15869 - وعن نافع قال : جاء رجل إلى ابن عمر فقال : ما يمنعك من هذا الأمر وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وابن أمير المؤمنين ؟ قال : يمنعني منه أن الله عز و جل حرم علي دم أخي المسلم
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الحارث أبو الأشهب وهو ضعيف
(9/578)
15870 - وعن مكحول قال : بينا أنا مع ابن عمر وهو يمشي إذ مر به رجل أسود معه رمح فوضع زج
ص . 579
الرمح بين السبابة والإبهام من قدم ابن عمر فحمل الشيخ فأدخل فورمت ساقه فأتاه الحجاج يعوده فقال : يا أبا عبد الرحمن من أصابك بهذا حتى آخذ لك منه ؟ قال : الله ليأخذن منه الله ليأخذن منه . قال : ما بال حرم الله وأمنه يحمل فيه السلاح ؟
قلت : في الصحيح بعضه
رواه الطبراني بإسنادين ورجال هذا ثقات
(9/578)
15871 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي عبد الله بن عمر ويكنى أبا عبد الرحمن بمكة بعد الحج ودفن بالمحصب . وبعض الناس يقولون : بفخ وسنه حين أجازه النبي صلى الله عليه و سلم يوم الخندق في القتال وهو ابن خمس عشرة وكان الخندق في شوال سنة أربع فسنه يوم توفي أربع وثمانون سنة
رواه الطبراني
(9/579)
15872 - وعن مالك بن أنس قال : سن ابن عمر يوم مات أربع وثمانون سنة
رواه الطبراني
(9/579)
15873 - وعن الواقدي قال : مات ابن عمر رضي الله عنهما سنة أربع وسبعين ودفن بفخ وهو ابن أربع وثمانين . رواه الطبراني
(9/579)
124 - . باب ما جاء في خالد بن الوليد رضي الله عنه
(9/579)
15874 - ص . 580 قال الطبراني : خالد بن الوليد يكنى : أبا سليمان وهو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك وأمه لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم سيفا من سيوف الله
(9/580)
15875 - وعن وحشي بن حرب أن أبا بكر رضي الله عنه عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة وقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين
رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات
(9/580)
15876 - وعن عبد الملك بن عمير قال : استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد
قال : فقال خالد بن الوليد : بعث عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول اله صلى الله عليه و سلم يقول :
أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
فقال أبو عبيدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
خالد سيف من سيوف الله ونعم فتى العشيرة
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة
(9/580)
15877 - وعن ناشرة بن سمي اليزني قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الجابية وهو يخطب وإني أعتذر إليكم من عزل خالد بن الوليد فإني
ص . 581
أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللسان فعزلته ووليت أبا عبيدة بن الجراح . قال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة : والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه و سلم ولقد قطعت الرحم وحسدت ابن العم . فقال عمر بن الخطاب : إنك قريب القرابة حديث السن معصب في ابن عمك
رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات
(9/580)
15878 - وعن عبد الله بن أبي أوفى قال : شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
يا خالد لا تؤذ رجلا من أهل بدر فلو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله
فقال : يقعون في فأرد عليهم فقال : " لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار "
رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار والبزار بنحوه ورجال الطبراني ثقات
(9/581)
15879 - وعن قيس - يعني ابن حازم - قال : أخبرت أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لا تسبوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله سله الله على الكفار
رواه أبو يعلى ولم يسم الصحابي ورجاله رجال الصحيح
(9/581)
15880 - وعن أنس بن مالك قال : نعى رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل مؤتة على المنبر قال :
ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله
ص . 582
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/581)
15881 - وعن عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما نعى أهل مؤتة قال :
ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وهو إمام ثبت
(9/582)
15882 - وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال : اطلبوها فلم يجدوها فقال : اطلبوها فوجدوها فإذا هي قلنسوة خلقة فقال خالد : اعتمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فحلق رأسه فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصرة
رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح وجعفر سمع من جماعة من الصحابة فلا أدري سمع من خالد أم لا
(9/582)
15883 - وعن عمرو بن العاص قال : ما عدل رسول الله صلى الله عليه و سلم بي وبخالد بن الوليد أحدا منذ أسلمنا في حربه
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات
(9/582)
15884 - وعن أبي السفر قال : نزل خالد بن الوليد الحيرة على أمير بني المرازبة فقالوا له : احذر السم
ص . 583
لا تسقيكه الأعاجم فقال : ائتوني به فأتي به فأخذه بيده ثم اقتحمه وقال : بسم الله . فلم يضره شيئا
رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح وهو متصل ورجالهما ثقات إلا أن أبا السفر وأبا بردة بن أبي موسى لم يسمعا من خالد والله أعلم
(9/582)
15885 - وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال : قال خالد بن الوليد : ما ليلة تهدى إلى بيتي فيها عروس أنا لها محب وأبشر فيها بغلام بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/583)
15886 - وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال : قال خالد بن الوليد : لقد منعني كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل الله
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(9/583)
15887 - وعن أبي وائل قال : لما حضر خالد بن الوليد الوفاة قال : لقد طلبت القتل فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترس بها
ثم قال : إذا أنا مت فانظروا سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/583)
15888 - وعن يونس بن أبي إسحاق قال :
ص . 584
دخلوا على خالد بن الوليد يعودونه فقال بعضهم : إنه لفي السباق قال : نعم والله أستعين على ذلك
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات
(9/583)
15889 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات خالد بن الوليد بحمص سنة إحدى وعشرين
رواه الطبراني
(9/584)
125 - . ( بابان في عمرو بن العاص وأهل بيته )
(9/584)
1 - . باب ما جاء في عمرو بن العاص رضي الله عنه
(9/584)
15890 - عن راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي قال : حدثني عمرو بن العاص من فيه إلى في قال : لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني فقلت لهم : تعلمون والله إني لأرى أمر محمدا صلى الله عليه و سلم يعلو الأمور علوا [ كبيرا ] منكرا وإني قد رأيت أمرا فما ترون فيه ؟ قالوا : وما رأيت ؟ قلت : رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا منهم إلا خير . قالوا : إن هذا الرأي . قال : قلت لهم : فاجمعوا لي ما يهدى إليه وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدما كثيرا ثم خرجنا حتى قدمنا عليه فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه
ص . 585
فلما دخل إليه وخرج من عنده قال : فقلت لأصحابي : هذا عمرو بن أمية لو قد دخلت على النجاشي وسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال : مرحبا بصديقي أهديت لي من بلادك شيئا ؟ قال : قلت : نعم أيها الملك ثم قلت : أيها الملك لقد أهديت لك أدما كثيرا ثم قدمته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت : أيها الملك إني رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه فأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا
قال : فغضب ومد يده وضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا منه . ثم قلت : أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألته . قال : تسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله ؟ قال : قلت : أيها الملك أكذاك هو ؟ قال : ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده . قال : فتبايعني له على الإسلام ؟ قال : نعم فبسط يده وبايعه على الإسلام
ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كنت عليه وكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فلقيت خالد بن الوليد وكان قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت : [ أين ] يا أبا سليمان ؟ قال : والله لقد استقام الميسم وإن الرجل نبي اذهب فأسلم فحتى متى ؟ قال : قلت : والله ما جئت إلا لأسلم قال : فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع ثم دنوت فقلت : يا رسول الله إني أبايعك على أن تغفر
ص . 586
لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها
قال : فبايعته ثم انصرفت
قال ابن إسحاق : وقد حدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة كان معهما أسلم حين أسلما
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : حدثني عمرو بن العاص من فيه إلى أذني ورجالهما ثقات
(9/584)
15891 - وعن علقمة بن رمثة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث عمرو بن العاص إلى البحرين فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية وخرجنا معه فنعس رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
يرحم الله عمرا
فتذاكرنا كل من اسمه عمرو
فنعس رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يرحم الله عمرا " . قال : ثم نعس الثالثة فاستيقظ فقال : " يرحم الله عمرا " . فقلنا : يا رسول الله من عمرو هذا ؟ قال : " عمرو بن العاص " . قلنا : وما شأنه ؟ قال : " كنت إذا نديت الناس إلى الصدقة جاء فأجزل منها فأقول : يا عمرو أنى لك هذا ؟ قال : من عند الله وصدق عمرو إن له عند الله خيرا كثيرا "
قال زهير بن قيس : لما قبض النبي صلى الله عليه و سلم قلت : لألزمن هذا الذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن له عند الله خيرا كثيرا "
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : قال زهير : فلما كانت الفتنة قلت : أتبع هذا الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال
ورجال أحمد وأحد إسنادي الطبراني ثقات
(9/586)
15892 - وعن محمد بن إسحاق قال :
ص . 587
كان إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة عند النجاشي فقدموا المدينة في صفر سنة ثمان من الهجرة
قلت : إسلامهم في يوم واحد معروف وأما إسلام خالد وعثمان بن طلحة عند النجاشي فلم أجده إلا عن ابن إسحاق من قوله والله أعلم
(9/586)
15893 - وعن رافع بن أبي رافع الطائي قال : لما كانت غزوة ذات السلاسل استعمل [ رسول الله صلى الله عليه و سلم ] عمرو بن العاص على جيش فيهم أبو بكر . قال الحديث
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/587)
15894 - وعن طلحة - يعني ابن عبيد الله - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
يا عمرو إنك لذو رأي سديد في الإسلام
رواه الطبراني والبزار باختصار قوله : " في الإسلام " . وفي إسناد الكبير من لم أعرفه وإسناد البزار فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك
(9/587)
15895 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ابنا العاص مؤمنان وعمرو بن العاص في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار قوله : " وعمرو في الجنة " . وأحمد إلا أنه قال : قال : " عمرو وهشام " . ورجال الكبير وأحمد رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث
(9/587)
15896 - وعن ابن بريدة أن عمر قال لأبي بكر حين شيع عمرا : أو تزيد الناس نارا ألا ترى إلى ما يصنع هذا بالناس ؟ فقال : دعه فإنما ولاه علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلمه بالحرب
ص . 588
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح غير المنذر بن ثعلبة وهو ثقة
(9/587)
15897 - وعن عمرو بن العاص قال : بعث إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني
قال : فأتيته وهو يتوضأ فصعد في البصر ثم طأطأ فقال : " إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة " . فقلت : يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال ولكني أسلمت رغبة في الإسلام وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال : " يا عمرو نعما بالمال الصالح للمرء الصالح "
رواه أحمد وقال : هكذا في النسخة : " نعما " . بنصب النون وكسر العين وقال أبو عبيدة : بكسر النون والعين
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال فيه : ولكن أسلمت رغبة في الإسلام وأكون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " نعم ونعما بالمال الصالح للمرء الصالح "
ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح
(9/588)
15898 - وعن محمد بن الأسود بن خلف قال : كنا جلوسا في الحجر في أناس من قريش إذ قيل : قدم الليلة عمرو بن العاص قال : فما أكثرنا أن دخل علينا فمددنا إليه أبصارنا فطاف ثم صلى في الحجر ركعتين وقال : أقرصتموني ؟ قلنا : ما ذكرناك إلا بخير ذكرناك وهشام بن العاص فقلنا : أيهما أفضل ؟ قال بعضهم : هذا وقال بعضنا : هشام . قال : أنا أخبركم عن ذلك أسلمنا وأحببنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وناصحناه ثم ذكر يوم اليرموك فقال : أخذت بعمود الفسطاط ثم اغتسلت وتحنطت ثم تكفنت فعرضنا أنفسنا على الله عز و جل فقبله فهو خير مني . - يقولها ثلاثا -
رواه الطبراني وفيه أبو عمرو مولى بني أمية ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
ص . 589
(9/588)
15899 - وعن أبي نوفل بن أبي عقرب قال : جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا فلما رأى ذلك ابنه عبد الله قال : يا أبا عبد الله ما هذا الجزع وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدنيك ويستعملك ؟ قال : أي بني كان ذلك وسأخبرك عن ذلك : أما والله ما أدري أحبا كان ذلك أم تألفا يتألفني ؟ ولكن أشهد على رجلين أنه فارق الدنيا وهو يحبهما : ابن سمية وابن أم عبد فلما حزبه الأمر جعل يده موضع الغلال من ذقنه وقال : اللهم أمرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا ولا يسعنا إلا مغفرتك . وكانت تلك هجيراه ( عادته ودأبه ) حتى مات
قلت : في الصحيح طرف منه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/589)
15900 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات عمرو بمصر يوم الفطر سنة اثنتين وأربعين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/589)
15901 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي عمرو بن العاص ويكنى : أبا عبد الله بمصر ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين ودفن يوم الفطر وصلى عليه ابنه عبد الله وسنه نحو من مائة سنة
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات
(9/589)
2 - . باب ما جاء في عمرو أيضا وابنه عبد الله وأم عبد الله رضي الله عنهم
(9/589)
15902 - عن طلحة - يعني ابن عبيد الله - قال : ألا أخبركم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بشيء ؟ ألا إني سمعته يقول :
ص . 590
عمرو بن العاص من صالحي قريش ونعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه ورجاله ثقات
(9/589)
15903 - وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
نعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله
رواه أحمد
(9/590)
15904 - وعن عبد الله بن عمرو قال : كنت يوما مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيته فقال :
هل تدري من معنا في البيت ؟
قلت : من يا رسول الله ؟ قال : " جبريل عليه السلام " . قلت : السلام عليك يا جبريل ورحمة الله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنه قد رد عليك السلام "
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن
(9/590)
15905 - وعن عبد الله بن عمرو قال : لخير أعلمه اليوم أحب إلي من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا وإنا اليوم قد مالت بنا الدنيا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/590)
15906 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات عبد الله بن عمرو سنة خمس وستين
رواه الطبراني
(9/590)
15907 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي عبد الله بن عمرو بن العاص ويكنى أبا محمد بمصر ودفن في داره
ص . 591
سنة خمس وستين وقائل يقول : سنة ثمان وستين وسنه ثنتان وسبعون سنة أو اثنتان وتسعون سنة - شك يحيى بن بكير - في السبعين أو التسعين
رواه الطبراني
(9/590)
126 - . باب ما جاء في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
(9/591)
15908 - قال الطبراني : معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يكنى أبا عبد الرحمن رضي الله عنه وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص من بني سليم وأمها بنت نوفل بن عبد مناف وأمها فلانة بنت جابر بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر [ بن لؤي وأمها بنت الحارث بن حبيب بن خزيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر وأمها بيت سعيد بن سهم ]
(9/591)
15909 - وعن إسحاق بن يسار قال : رأيت معاوية بالأبطح أبيض الرأس واللحية [ كأنه ثلج ]
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/591)
15910 - وعن خالد بن معدان قال : كان معاوية طويلا أبيض أجلح
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير صفوان بن صالح وهو ثقة
(9/591)
15911 - وعن أسلم مولى عمر قال :
ص . 592
قدم علينا معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير مسلم بن جندب وهو ثقة
(9/591)
15912 - وعن بكار بن محمد بن رافع قال : قال معاوية : ما ولدت قرشية لقرشي خيرا لها في دنياها مني
فقال معد بن يزيد : ما ولدت قرشية لقرشي خير لها في دينها من محمد صلى الله عليه و سلم . وما ولدت قرشية لقرشي شرا لها في دنياها منك . قال : ولم ؟ قال : لأنك عودتها عادة كأني بهم قد طلبوها من غيرك فكأني بهم صرعى في الطريق . قال : ويحك والله إني لأكتمها نفسي كذا وكذا
(9/592)
15913 - وعن ابن بريدة أن عمر قال لأبي بكر حين شيع عمرا : أو تزيد الناس نارا ألا ترى إلى ما يصنع هذا بالناس ؟ فقال : دعه فإنما ولاه علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلمه بالحرب
رواه الطبراني وإسناده منقطع ومحمد بن سلام الجمحي ضعيف
(9/592)
15913 - وعن الشعبي قال : خرج معاوية من الشام يريد مكة فنزل منزلا بين مكة والمدينة يقال له : الأبواء فاطلع في بئر عاديه فأصابته لقوة فأجد السير حتى دخل مكة وأتاه الحاجب فقال : يا أمير المؤمنين الناس بالباب ما أفقد وجها . قال : فابسط لي إذا . قال : ثم دعا بعمامة فلف بها رأسه وشق وجهه ثم خرج فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإن أعافى فقد عوفي الصالحون قبلي إني لأرجو أن أكون منهم وإن كان مرض مني عضو فما أحصي صحيحي وإن كان وجد علي بعض خاصتكم فقد كنت حدبا على عامتكم وما لي أن أتمنى على الله أكثر مما أعطاني فرحم الله رجلا دعا لي بالعافية . وارتجت الأصوات بالدعاء فاستبكى فقال له مروان : ما يبكيك [ يا أمير المؤمنين ؟ قال : راجعت ] ما كنت عنه عزوفا فقال : كبرت سني ورق عظمي وكثرت الدموع في
ص . 593
عيني ورميت في أحسني وما يبدو مني ولولا هوى مني في يزيد أبصرت قصدي
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني وهو متروك
(9/592)
15914 - وعن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أن معاوية أخذ الإداوة بعد أبي هريرة يتبع رسول الله صلى الله عليه و سلم واشتكى أبو هريرة فبينا هو يوصي رسول الله صلى الله عليه و سلم رفع رأسه إليه مرة أو مرتين وهو يتوضأ فقال : " يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل " . قال : فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ابتليت
رواه أحمد واللفظ له وهو مرسل ورواه أبو يعلى فوصله فقال فيه : عن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " توضؤوا " . قال : فلما توضؤوا نظر إلي فقال : " يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل "
والباقي بنحوه . ورواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال في الأوسط : " فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم " . باختصار . ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح
(9/593)
15915 - وعن عائشة قالت : لما كان يوم أم حبيبة من النبي صلى الله عليه و سلم دق الباب داق فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " انظروا من هذا " . قالوا : معاوية قال : " ائذنوا " . ودخل وعلى أذنه قلم يخط به فقال : " ما هذا القلم على أذنك يا معاوية ؟ " . قال : قلم أعددته لله ولرسوله فقال : " جزاك الله عن نبيك خيرا والله ما استكتبتك إلا بوحي من الله عز و جل وما أفعل من صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي من الله عز و جل كيف بك لو قمصك الله قميصا - يعني الخلافة - ؟ "
فقامت أم حبيبة فجلست بين يديه فقالت : يا رسول الله وإن الله مقمص أخي قميصا ؟ قال : " نعم ولكن فيه هنات وهنات وهنات " . فقالت : يا رسول الله
ص . 594
فادع الله له . فقال : " اللهم اهده بالهدى وجنبه الردى واغفر له في الآخرة والأولى "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه السري بن عاصم وهو ضعيف
(9/593)
15916 - وعن عبد الله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم استأذن أبا بكر وعمر في أمر فقال :
أشيروا علي
فقالا : الله ورسوله أعلم . فقال : " أشيروا علي " . فقالا : الله ورسوله أعلم . فقال : " ادعوا لي معاوية " . فقال أبو بكر وعمر : أما كان في رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجلين من قريش ما ينفذون أمرهم حتى بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى غلام من غلمان قريش ؟ فلما وقف بين يديه قال : " أحضروه أمركم - أو أشهدوه أمركم - فإنه قوي أمين "
رواه الطبراني والبزار باختصار اعتراض أبي بكر وعمر ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف وشيخ البزار ثقة وشيخ الطبراني لم يوثقه إلا الذهبي في الميزان وليس فيه جرح مفسر ومع ذلك فهو حديث منكر والله أعلم
(9/594)
15917 - وعن العرباص بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب
رواه البزار وأحمد في حديث طويل والطبراني وفيه الحارث بن زياد ولم أجد من وثقه ولم يرو عنه غير يونس بن سيف وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(9/594)
15918 - وعن مسلمة بن مخلد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لمعاوية :
اللهم علمه الكتاب والحساب ومكن له في البلاد
ص . 595
(9/594)
15919 - وفي رواية أيضا : " وقه سوء العذاب "
رواه الطبراني من طريق جبلة بن عطية عن مسلمة بن مخلد وجبلة لم يسمع من مسلمة فهو مرسل ورجاله وثقوا وفيهم خلاف
(9/595)
15920 - وعن أبي الدرداء قال : ما رأيت أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه و سلم من أميركم هذا - يعني معاوية -
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن الحارث المذحجي وهو ثقة
(9/595)
15921 - وعن ابن عمر قال : ما رأيت أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أسود من معاوية
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي رجاله خلاف
(9/595)
15922 - وعن ابن عباس قال : جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد استوص معاوية فإنه أمين على كتاب الله ونعم الأمين هو
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن فطر ولم أعرفه وعلي بن سعيد الرازي فيه لين وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/595)
15923 - وعن أبي موسى قال : دخل النبي صلى الله عليه و سلم على أم حبيبة ورأس معاوية في حجرها وهي تقبله فقال لها : " أتحبينه ؟ " . فقالت : وما لي لا أحب أخي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فإن الله ورسوله يحبانه "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
ص . 596
(9/595)
15924 - وعن عبد الله بن عمرو أن معاوية كان يكتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/596)
15925 - وعن عوف بن مالك قال : كنت قائلا في كنيسة بأريحا وهو يومئذ مسجد يصلى فيه قال : فانتبه عوف بن مالك من نومته فإذا معه في البيت أسد يمشي إليه فقام فزعا إلى سلاحه فقال له الأسد : صه إنما أرسلت إليك برسالة لتبلغها قلت : من أرسلك ؟ قال : الله أرسلني إليك لتعلم معاوية الرحال أنه من أهل الجنة قلت : من معاوية ؟ قال : ابن أبي سفيان
رواه الطبراني وفيه أبو يكر بن أبي مريم وقد اختلط
(9/596)
15926 - وعن الأعمش قال : لو رأيتم معاوية لقلتم : هذا المهدي
رواه الطبراني مرسلا وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف
(9/596)
15927 - وعن يزيد بن الأصم قال : قال علي رضي الله عنه : قتلاي وقتلى معاوية في الجنة
رواه الطبراني ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف
(9/596)
15928 - وعن ثابت مولى أبي سفيان قال : غزوت مع معاوية بن أبي سفيان أرض الروم فوقع ثلب في رحله فنادى : يا عباد الله المسلمين فكان أول من أجاب معاوية فنزل ونزل الناس وقالوا : نكفي
ص . 597
الأمير فقال : إنه بلغني أن أول من يغيث جبريل فأحببت أن أكون الثاني
رواه الطبراني وفيه سعيد بن عبد الجبار الزبيدي وهو ضعيف
(9/596)
15929 - وعن مجالد بن سعيد قال : رحم الله معاوية ما كان أشد حبه للعرب
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات إلى مجاهد
(9/597)
15930 - وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال : قال معاوية لأخيه : ارتدف فأبى فقال : بئس ما أدبت فقال أبو سفيان : دع أخاك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/597)
15931 - وعن أبي نعيم قال : مات معاوية سنة ستين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/597)
15932 - وعن الليث - يعني ابن سعد - قال : توفي معاوية بن أبي سفيان لأربع ليال خلون من رجب سنة ستين وسنه بضع وسبعون إلى الثمانين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(9/597)
127 - . باب ما جاء في أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
(9/597)
15933 - قال الطبراني :
ص . 598
عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري حليف آل عتبة بن عبد شمس كان إسلامه بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة حتى قدم زمن خيبر وقيل : مات أبو موسى سنة خمسين ودفن بالتوتة على ميلين من الكوفة
(9/598)
15934 - وعن شباب العصفري قال : ولي أبو موسى الكوفة وله بها أهل ودار حضرة الجامع مات أبو موسى سنة إحدى وخمسين
ونسبه قال : أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري هو عبد الله بن قيس بن حصن بن حرب بن عامر بن تميم بن بكر بن عامر بن عدي بن وائل بن ناجية بن جماهر بن الأشعر بن أدد بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سنان بن يشجب بن قحطان
رواه الطبراني
(9/598)
15935 - وعن قيس بن الربيع بن أبي موسى قال : مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين
رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف
(9/598)
15936 - وعن سعيد بن عبد العزيز قال : قدم أبو موسى الأشعري على النبي صلى الله عليه و سلم بخيبر فدعا النبي صلى الله عليه و سلم لأكبر أهل السفينة وأصغرهم وكان أبو عامر يقول : أنا أكبر أهل السفينة وابني أصغرهم
قال سعيد : وكان فيها أبو عامر وأبو مالك وأبو موسى وكعب بن عاصم خرجوا بالأبواء
رواه الطبراني منقطع الإسناد وإسناده حسن
ص . 599
(9/598)
15937 - وعن ابن إسحاق قال : كان أبو موسى الأشعري ممن هاجر إلى أرض الحبشة فأقام بها حتى بعث النبي صلى الله عليه و سلم إلى النجاشي عمرو بن أمية فجعلهم في سفينتين فقدم بهم خيبر بعد الحديبية
رواه الطبراني منقطع الإسناد ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات
(9/599)
15938 - وعن ابن بريدة عن أبيه قال : خرج بريدة عشاء فلقيه النبي صلى الله عليه و سلم فأخذ بيده فأدخله المسجد فإذا صوت رجل يقرأ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " تراه يرائي ؟ " . فأسكت بريدة . قال : فلما كان من القابلة خرج بريدة عشاء ولقيه النبي صلى الله عليه و سلم فأخذ بيده فأدخله المسجد فإذا صوت الرجل يقرأ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " تراه يرائي ؟ " . فقال بريدة : أتقول هو مراء يا رسول الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لا بل مؤمن منيب " . فإذا الأشعري يقرأ بصوت له في جانب المسجد فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " إن الأشعري - أو إن عبد الله بن قيس - أعطي مزمارا من مزامير داود " . فقلت : ألا أخبره يا رسول الله ؟ قال : " بلى فأخبره " . فأخبرته فقال : أنت لي صديق أخبرتني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بحديث
رواه أحمد وفي الصحيح منه : " إن عبد الله بن قيس أعطي مزمارا من مزامير آل داود " . وهنا : " من مزامير داود "
ورجال أحمد رجال الصحيح
(9/599)
15939 - وعن محجن بن الأدرع قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي حتى صعد
ص . 600
أحدا ثم أشرف على المدينة فقال : " ويح أمها قرية يدعها أهلها أعمر ما تكون يأتيها الدجال فيجد على كل نقب من أنقابها ملكا مصلتا . ثم انحدر حتى أتى المسجد فإذا هو برجل قائم يصلي ويقرأ فقال : " تراه عبد الله بن قيس ؟ إنه لأواه حليم " . قلت : يا رسول الله ألا أبشره ؟ قال : " احذر لا تسمعه فتهلكه " . ثم انحدر فلما انتهينا إلى المسجد فوجدنا بريدة الأسلمي على باب من أبواب المسجد وكان في المسجد رجل يطيل الصلاة وكان بريدة صاحب مزاحات فقال : يا محجن ألا تصلي كما يصلي سكية فلم يرد عليه شيئا ورجع فلما أتى بيته قال :
خير ديننا أيسره خير دينكم أيسره خير دينكم أيسره خير دينكم أيسره
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رجاء بن أبي رجاء وقد وثقه ابن حبان
(9/599)
15940 - وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لقد أعطي أبو موسى من مزامير داود
قلت : رواه ابن ماجة إلا أنه قال : " من مزامير آل داود " . وهنا : " من مزامير داود "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث
(9/600)
15941 - وعن سلمة بن قيس أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على أبي موسى وهو يقرأ فقال :
لقد أوتي هذا من مزامير آل داود
رواه الطبراني وإسناده جيد
(9/600)
15942 - وعن أبي موسى
ص . 601
أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على أبي موسى ذات ليلة وأبو موسى يقرأ ومع النبي صلى الله عليه و سلم عائشة فقاما يستمعان لقرأته ثم إنهما مضيا فلما أصبح لقي أبو موسى النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا أبا موسى مررت بك البارحة ومعي عائشة وأنت تقرأ في بيتك فقمنا فاستمعنا لقراءتك " . فقال أبو موسى : لو علمت بمكانك لحبرت لك تحبيرا "
قلت : في الصحيح طرف منه
رواه الطبراني ورجاله على شرط الصحيح غير خالد بن نافع الأشعري ووثقه ابن حبان وضعفه جماعة
(9/601)
15943 - وعن أنس قال : قعد أبو موسى في بيته واجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن . قال : فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل فقال : يا رسول الله ألا أعجبك من أبي موسى قعد في بيت واجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أتسطيع أن تقعدني حيث لا يراني أحد منهم ؟ " . قال : نعم
فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فأقعده الرجل حيث لا يراه منهم أحد فسمع قراءة أبي موسى فقال :
إنه يقرأ على مزمار من مزامير آل داود
رواه أبو يعلى وإسناده حسن
(9/601)
15944 - وعن البراء قال : سمع النبي صلى الله عليه و سلم أبا موسى يقرأ فقال :
كأن صوت هذا من مزامير آل داود
رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وفيهم خلاف
ص . 602
(9/601)
15945 - وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأبي موسى الأشعري وسمعه يقرأ : " لقد أوتي أخوكم من مزامير آل داود "
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
(9/602)
15946 - وعن الشعبي قال : كتب عمر في وصيته أن : لا يقر لي عامل أكثر من سنة وأقروا الأشعري أربع سنين
رواه أحمد بإسناد حسن إلا أن الشعبي لم يسمع من عمر رضي الله عنه
(9/602)
128 - . باب ما جاء في المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
(9/602)
15947 - عن أبي عبيدة قال : المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس بن منبه يكنى أبا عبد الله أمه امرأة من بني نصر بن معاوية . ولي البصرة نحو سنتين ثم ولي الكوفة ومات بها سنة خمسين . وأول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الحديبية
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله وثقوا
(9/602)
15948 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي المغيرة بن شعبة سنة خمسين
ص . 603
رواه الطبراني
(9/602)
15949 - وعن المغيرة بن شعبة قال : كنت فيمن حفر قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال : فلحدنا لحدا . قال : فلما دخل النبي صلى الله عليه و سلم القبر طرحت الفأس ثم قلت : الفأس الفأس ثم نزلت فوضعت يدي على اللحد
رواه الطبراني وفيه مجالد وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات
(9/603)
15950 - وعن ابن مرحب قال : نزل في قبر النبي صلى الله عليه و سلم أربعة أحدهم عبد الرحمن بن عوف وكان المغيرة بن شعبة يدعى أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه و سلم ويقول : أخذت خاتمي فألقيته وقلت : إن خاتمي سقط من يدي لأمس رسول الله صلى الله عليه و سلم فأكون آخر الناس عهدا به
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/603)
15951 - وعن المغيرة بن شعبة قال : كنت عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه فعرض عليه فرس فقال رجل : احملني على هذا فقال : لأن أحمل عليه غلاما قد ركب الخيل على غرته أحب إلي من أن أحملك عليه فغضب الرجل وقال : أنا والله خير منك ومن أبيك فارسا فغضبت حين قال ذلك لخليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقمت إليه فأخذت برأسه فسحبته على أنفه فكأنما كان على أنفه عزلاء مزادة فأرادت الأنصار أن يستقيدوا مني فبلغ ذلك أبا بكر رضي الله عنه فقال : إن ناسا يزعمون أني مقيدهم من المغيرة بن شعبة ولأن أخرجهم من ديارهم أقرب من أن أقيدهم من وزعة الله الذين يزعون عباد الله
ص . 604
قلت : هذا الكلام الأخير لم أعرف معناه والله أعلم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/603)
129 - . باب ما جاء في أبي هريرة رضي الله عنه
(9/604)
15952 - عن قيس المدني أن رجلا جاء زيد بن ثابت فسأل عن شيء فقال له زيد : عليك بأبي هريرة فبينا أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو ونذكر ربنا عز و جل إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جلس إلينا فسكتنا فقال : " عودوا للذي كنتم فيه " . فقال زيد : فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة وجعل النبي صلى الله عليه و سلم يؤمن على دعائنا ثم دعا أبو هريرة فقال : اللهم إني سائلك بمثل ما سألك صاحباي وأسألك علما لا ينسى . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " سبقكما بها الغلام الدوسي "
رواه الطبراني في الأوسط وقيس هذا كان قاص عمر بن عبد العزيز لم يرو عنه غير ابنه محمد وبقية رجاله ثقات
(9/604)
15953 - وعن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره . قلت : فذكر الحديث
رواه عبد الله بن أحمد في المسند في حديث طويل في علامات النبوة ورجاله ثقات
(9/604)
15954 - وعن أبي الشعثاء سليم قال : قدمت المدينة فوجدت أبا أيوب يحدث عن أبي هريرة فقلت : تحدث عن أبي هريرة وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : إنه قد سمع
رواه الطبراني من طريقين في إحداهما سعيد بن شعبان الجحدري وثقه غير واحد وفيه ضعف وبقية رجالها ثقات
ص . 605
(9/604)
15955 - وعن أبي هريرة قال : قلت : يا رسول الله إني إذا رأيتك قرت عيني وطابت نفسي وإذا لم أرك لم تطب نفسي - أو كلمة نحوها -
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أبي ميمونة الفارسي وهو ثقة
(9/605)
15956 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ابسط ثوبك " . فبسطته فحدثني رسول الله صلى الله عليه و سلم عامة النهار ثم تفل في ثوبي ثم ضممت ثوبي إلى بطني فما نسيت شيئا بعد
قلت : هو في الصحيح بغير هذا السياق
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وقد ضعفه الجمهور وقال سعيد بن منصور : كان مالك يرضاه وهو ثقة وعمر بن عبد الله بن عبد الرحمن الجندعي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/605)
15957 - وعن أبي هريرة قال : كان يعرض على النبي صلى الله عليه و سلم القرآن في كل سنة مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين
رواه أحمد ورجاله رجال الصحي
(9/605)
130 - . باب ما جاء في أبي مالك رضي الله عنه
(9/605)
15958 - عن أبي مالك عبيد أن النبي صلى الله عليه و سلم - فيما بلغه - دعا له :
اللهم صل على عبيد أبي مالك واجعله فوق كثير من الناس
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/605)
131 - . باب ما جاء في عمرو بن ثابت عرف بالأصيرم رضي الله عنه
(9/605)
15959 - ص . 606 عن أبي هريرة أنه كان يقول : حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط فإذا لم يعرفه الناس سألوه : من هو ؟ فيقول : أصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقش
[ قال الحصين ] : فقلت لمحمود بن لبيد : كيف كان شأن الأصيرم ؟ قال : كان يأبى الإسلام على قومه فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أحد بدا له الإسلام فأسلم فأخذ سيفه فغدا حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة . فبينا رجال بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به قالوا : والله إن هذا للأصيرم وما جاء به لقد تركناه وإنه لمنكر هذا الحديث فسألوه : ما جاء به ؟ فقالوا : ما جاء بك يا عمرو أحدثا على قومك أو رغبة في الإسلام ؟ فقال : بل رغبة في الإسلام آمنت بالله وبرسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقاتلت حتى أصابني ما أصابني . فلم يلبث أن مات في أيديهم فذكروه لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " إنه لمن أهل الجنة "
رواه أحمد ورجاله ثقات
(9/606)
132 - . باب ما جاء في سلمة بن الأكوع رضي الله عنه
(9/606)
15960 - عن سلمة - يعني ابن الأكوع - قال : أردفني رسول الله صلى الله عليه و سلم مرارا ومسح رأسي مرارا وأستغفر لي ولذريتي عدد ما بيدي من الأصابع
ص . 607
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن يزيد بن أبي حكيمة وهو ثقة
(9/606)
15961 - وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع
رواه الطبراني في الصغير وفيه جماعة لم أعرفهم
(9/607)
133 - . باب ما جاء في أبي أسيد رضي الله عنه
(9/607)
15962 - عن عباس بن سهل بن سعد قال : سمعت أبا أسيد يقول : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرين غزوة غزوة بعد غزوة
رواه البزار وفيه الواقدي وهو ضعيف
(9/607)
15963 - وعن سليمان بن يسار أن أبا أسيد الساعدي أصيب بصره قبل قتل عثمان فقال : الحمد لله الذي متعني ببصري في حياة النبي صلى الله عليه و سلم فلما أراد الفتنة في عباده كف بصري عنها
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن حازم وهو ثقة
(9/607)
15964 - وعن يحيى بن بكير قال : توفي أبو أسيد الساعدي واسمه ملك بن ربيعة سنة ثلاثين وسنه تسعون سنة
رواه الطبراني
(9/607)
134 - . باب ما جاء في صفوان بن عسال رضي الله عنه
(9/607)
15965 - ص . 608 عن زر بن حبيش قال : وفدت في خلافة عثمان بن عفان وإنما حملني على الوفادة لقي أبي بن كعب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلقيت صفوان بن عسال المرادي فقلت له : هل رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم وغزوت معه اثنتي عشرة غزوة
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وحديثه حسن
(9/608)
135 - . باب ما جاء في صفوان بن المعطل رضي الله عنه
(9/608)
15966 - عن سعد مولى أبي بكر قال : شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم صفوان بن المعطل وكان يقول هذا الشعر فقال : صفوان هجاني فقال : " دعوا صفوان فإن صفوان خبيث اللسان طيب القلب "
رواه الطبراني وفيه عامر بن صالح بن رستم وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح
قلت : وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ما علمت عليه إلا خيرا "
(9/608)
136 - . باب ما جاء في صفوان بن قدامة رضي الله عنه
(9/608)
15967 - عن عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال : هاجر أبي صفوان إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو بالمدينة فبايعه على الإسلام فمد النبي صلى الله عليه و سلم إليه يده فمسح عليها فقال له صفوان : إني أحبك يا رسول الله فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " المرء مع من أحب "
فكان صفوان بن قدامة حيث أتى دار الهجرة إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو بالمدينة دعا قومه وبني أخيه ليخرجوا معه فأبوا عليه فخرج وتركهم وخرج معه بابنيه
ص . 609
عبد الرحمن وعبد الله وكانت أسماؤهم في الجاهلية : عبد العزى وعبد نهم فغير أسماؤهم النبي صلى الله عليه و سلم . فقال في ذلك ابن أخيه نصر بن فلان بن قدامة في خروج صفوان ووحشتهم لفراقه :
تحمل صفوان وأصبح غاديا . . . بأبنائه عمدا وخلى المواليا
فأصبحت مختارا لرمل معبد . . . وأصبح صفوان بيثرب ثاويا
طلاب الذي يبقى وآثر غيره . . . فشتان ما يفنى وما كان باقيا
بإتيانه دار الرسول محمد . . . مجيبا له إذ جاء بالحق هاديا
فيا ليتني يوم الحدبا اتبعتهم . . . قضى الله في الأشياء ما كان قاضيا
فأجابه صفوان فقال :
من مبلغ نصرا رسالة عاتب . . . بأنك بالتقصير أصبحت راضيا
مقيما على أركان هدلق للهوى . . . تمنى وأنك مغرور تمنى الأمانيا
فسام قسيمات الأمور وعادها . . . قضى الله في الأشياء ما كان قاضيا
وأقام صفوان بالمدينة حتى مات بها فقال عبد الرحمن في موت أبيه صفوان :
وأنا ابن صفوان الذي سبقت له . . . عند النبي سوابق الإسلام
صلى الإله على النبي وآله . . . وثنى عليه بعدها بسلام
والخلق كلهم بمثل صلاتهم . . . من في السماء وأرضه الأيام
وأقام صفوان بالمدينة خلافة عمر بن الخطاب ثم إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث جرير بن عبد الله وعبد الرحمن بن صفوان في جيش مددا للمثنى بن حارثة
رواه الطبراني وفيه موسى بن ميمون وكان قدريا وبقية رجاله وثقوا
(9/608)
137 - . باب ما جاء في طلحة بن البراء رضي الله عنه
(9/609)
15968 - عن أبي مسكين عن طلحة بن مسكين عن طلحة بن البراء
ص . 610
أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم قال : ابسط - يعني يدك - أبايعك . قال : " وإن أمرتك بقطيعة والديك ؟ " . قلت : لا
ثم عدت له فقلت : ابسط يدك أبايعك قال : " علام " . قلت : على الإسلام قال : " وإن أمرتك بقطيعة والديك ؟ " . قلت : لا
ثم عدت الثالثة وكانت له والدة وكان من أبر الناس بها فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " يا طلحة إنه ليس في ديننا قطيعة الرحم ولكن أحببت أن لا يكون في دينك ريبة " . فأسلم فحسن إسلامه . ثم مرض فعاده النبي صلى الله عليه و سلم فوجده مغمى عليه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما أظن طلحة إلا مقبوضا من ليلته فإن أفاق فأرسلوا إلي " . فأفاق طلحة في جوف الليل فقال : ما عادني النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قالوا : بلى فأخبروه بما قال قال : فقال : لا ترسلوا إليه في هذه الساعة فتلسعه دابة أو يصيبه شيء ولكن إذا فقدت فاقرؤوه مني السلام وقولوا له فلسيتغفر لي . فلما صلى النبي صلى الله عليه و سلم الصبح سأل عنه فأخبروه بموته وبما قال قال : فرفع النبي صلى الله عليه و سلم يده وقال : " اللهم القه يضحك إليك وأنت تضحك إليه "
رواه الطبراني مرسلا وعبد ربه بن صالح لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
(9/609)
15969 - وعن حصين بن وحوح أن طلحة بن البراء لما لقي النبي صلى الله عليه و سلم قال : يا رسول الله مرني بما أحببت فلا أعصي لك أمرا . فعجب النبي صلى الله عليه و سلم لذلك وهو غلام فقال : " اذهب فاقتل أباك "
قال : فخرج موليا ليفعل فدعاه فقال له : " أقبل فإني لم أبعث بقطيعة رحم "
فمرض طلحة بعد ذلك فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم يعوده في المساء في غيم وبرد فلما انصرف قال لأهله : " إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني حتى أشهده وأصلي عليه " . وأعجلوا فلم يبلغ النبي صلى الله عليه و سلم بني سالم بن عوف حتى توفي
ص . 611
وجن عليه الليل وكان فيما قال طلحة : ادفنوني وألحقوني بربي تبارك وتعالى ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فإني أخاف عليه اليهود ولا يصاب في سببي . فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره وصف الناس معه وقال : " اللهم الق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك "
قلت : عند أبي داود طرف من آخره
رواه الطبراني في الأوسط وقد روى أبو داود بعض هذا الحديث وسكت عليه فهو حسن إن شاء الله
(9/610)
138 - . باب ما جاء في سفينة رضي الله عنه
(9/611)
15970 - عن سعيد بن جمهان أنه لقي سفينة ببطن نخلة في زمن الحجاج قال : فأقمت عنده ثمان ليال أسأله عن أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : قلت له : ما اسمك ؟ قال : ما أنا بمخبرك سماني رسول الله صلى الله عليه و سلم سفينة . قلت : ولم سماك سفينة ؟ قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال لي : " ابسط كساءك " . فبسطته فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه علي فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " احمل فإنما أنت سفينة " . فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل علي إلا أن يحفوا
رواه أحمد والبزار والطبراني بأسانيد ورجال أحمد والطبراني ثقات
(9/611)
15971 - وعن عمران البجلي عن مولى لأم سلمة قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فانتهينا إلى واد . قال : فجعلت أعبر الناس أو أحملهم قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما كنت اليوم إلا سفينة أو ما أنت إلا سفينة "
ص . 612
رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما ثقات
(9/611)
15972 - وعن سفينة قال : كنت في البحر فانكسرت سفينتنا فلم نعرف الطريق فإذا أنا بالأسد قد عرض لنا فتأخر أصحابي فدنوت منه فقلت : أنا سفينة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أضللنا الطريق فمشى بين يدي حتى أوقفنا على الطريق ثم تنحى ودفعني كأنه يريني الطريق فظننت أنه يودعنا
رواه البزار والطبراني بنحوه إلا أنه قال : فانكسرت سفينتي التي كنت فيها فركبت لوحا من ألواحها فطرحني اللوح في أجمة فيها الأسد فأقبل إلي يريدني فقلت له : يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم فطأطأ رأسه وأقبل إلي فدفعني بمنكبه . والباقي بنحوه
(9/612)
15973 - وفي بعض طرقه عن سفينة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نحوه
ولا أدري ما معنى قوله : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ ورجالهما وثقوا
(9/612)
139 - . باب في ما جاء في أبي الدرداء رضي الله عنه
(9/612)
15974 - عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا ألفين ما نوزعت أحدا منكم عند الحوض فأقول : هذا من أصحابي فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ؟
قال أبو الدرداء : يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم . قال : " لست منهم "
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه ورجالهما ثقات
(9/612)
15975 - وعن أبي الدرداء قال : قلت : يا رسول الله بلغني أنك تقول : " إن
ص . 613
قوما من أمتي سيكفرون بعد إيمانهم " ؟ . قال : " أجل يا أبا الدرداء ولست منهم "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الأشعري وهو ثقة
(9/612)
15976 - وعن خيثمة قال : قال أبو الدرداء : كنت تاجرا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه و سلم فلما بعث النبي صلى الله عليه و سلم أردت أن أجمع بين التجارة والعبادة فلم يستقم فتركت التجارة وأقبلت على العبادة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/613)
140 - . باب ما جاء في جليبيب رضي الله عنه
(9/613)
15977 - عن أبي بزرة الأسلمي أن جليبيبا كان امرأ يدخل على النساء يمر بهن ويلاعبهن فقلت لأمرأتي : لا تدخلن عليكم جليبيبا إن دخل عليكم لأفعلن ولأفعلن . قال : وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم : هل للنبي صلى الله عليه و سلم فيها حاجة أم لا ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم لرجل من الأنصار : " زوجني ابنتك " . قال : نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين قال : " إني لست أريدها لنفسي " . قال : فلمن يا رسول الله ؟ قال : " لجليبيب " . قال : أشاور أمها . [ فأتى أمها ] فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب ابنتك قالت : نعم ونعمة عين . قال : إنه ليس يخطبها لنفسه إنما يخطبها لجليبيب . قالت : ألجليبيب إنيه ألجليبيب إنيه لا لعمر الله لا نزوجه
ص . 614
فلما أن أراد ليقوم ليأتي النبي صلى الله عليه و سلم ليخبره بما قالت أمها قالت الجارية : من خطبني إليكم ؟ فأخبرتها أمها فقالت : أتردون على رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره ؟ ادفعوني إليه فإنه لن يضيعني
فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال : شأنك بها فزوجها جليبيبا
قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة له قال : فلما أفاء الله عز و جل عليه قال : " هل تفقدون من أحد ؟ " . قالوا : لا قال : " لكني أفقد جليبيبا " . قال : " فاطلبوه " . فوجدوه إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه فقالوا : يا رسول الله ها هو ذا إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه . فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه " . - مرتين أو ثلاثا -
ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه و سلم على ساعديه وحفر له ما له سرير إلا ساعد النبي صلى الله عليه و سلم ثم وضعه في قبره ولم يذكر أنه غسله
قال ثابت : فما كان في الأنصار أيم أنفق منها
وحدث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتا قال : هل تعلم ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال :
اللهم صب عليها الخير صبا ولا تجعل عيشها كدا كدا
قال : فما كان في الأنصار أيم أنفق منها
قلت : هو في الصحيح خاليا عن الخطبة والتزويج
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
ص . 615
(9/613)
15978 - وعن أنس قال : خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم على جليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها قال : استأمر أمها قال : " فنعم إذا " . قال : فانطلق الرجل إلى امرأته فذكر ذلك لها فقالت : لا ها الله إذا ما وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا جليبيبا وقد منعناها فلانا وفلانا ؟ قال : والجارية في خدرها تسمع . قال : فانطلق الرجل يريد أن يخبر النبي صلى الله عليه و سلم بذلك فقالت الجارية : أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره ؟ إن كان رضي لكم فأنكحوه . قال : فكأنها جلت عن أبوابها وقالا : صدقت فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن كنت رضيته فقد رضيناه فقال : " إني قد رضيته " . فزوجها ثم فزع أهل المدينة فركب جليبيب فوجدوه قد قتل وحوله ناس من المشركين قد قتلهم
قال أنس : فلقد رأيتها وإنها لمن أنفق أيم بالمدينة
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال : فكأنما حلت عن أبويها عقالا . ورجال أحمد رجال الصحيح
(9/615)
141 - . باب ما جاء في زاهر بن حزام رضي الله عنه
(9/615)
15979 - عن أنس أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه و سلم الهدية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه
ص . 616
وكان النبي صلى الله عليه و سلم يحبه وكان دميما فأتى النبي صلى الله عليه و سلم يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال : أرسلني من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه و سلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه و سلم حين عرفه وجعل النبي صلى الله عليه و سلم يقول : " من يشتري العبد ؟ " . فقال : يا رسول الله إذا تجدني كاسدا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " لكنك عند الله لست بكاسد " . أو قال : " [ لكن ] عند الله أنت غال "
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح
(9/615)
15980 - وعن سالم - يعني ابن أبي الجعد - عن رجل من أشجع - يقال له : أزهر بن حرام الأشجعي - رجل بدوي وكان لا يزال يأتي النبي صلى الله عليه و سلم بطرفة أو هدية فرآه رسول الله صلى الله عليه و سلم في سوق المدينة يبيع سلعة له ولم يكن أتاه - يعني في ذلك الوقت - فاحتضنه من وراء كتفه فالتفت فأبصر النبي صلى الله عليه و سلم فقبل كفه فقال : " من يشتري العبد ؟ " . قال : إذا تجدني يا رسول الله كاسدا قال : " لكنك عند الله ربيح "
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لكل حاضر بادية وبادية آل محمد زاهر بن حرام "
رواه البزار والطبراني ورجاله موثقون
(9/616)
142 - . باب ما جاء في عبد الله بن أبي البجادين رضي الله عنه
(9/616)
15981 - عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لرجل يقال له : ذو البجادين : " إنه أواه " . وذلك أنه كثير الذكر لله عز و جل في القرآن وكان يرفع صوته في الدعاء
رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن
ص . 617
(9/616)
15982 - وعن ابن الأدرع قال : كنت أحرس النبي صلى الله عليه و سلم فخرج ذات ليلة لبعض حاجته قال : فرآني فأخذ بيدي فانطلقنا فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " عسى أن يكون مرائيا " . قال : قلت : يا رسول الله يصلي يجهر بالقرآن ؟ قال : " إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة "
ثم خرج ذات ليلة وأنا أحرسه لبعض حاجته فأخذ بيدي فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن فقلت : عسى أن يكون مرائيا . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " كلا إنه أواب " . فنظرت فإذا عبد الله ذو البجادين
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(9/617)
15983 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : والله لكأني أسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك وهو في قبر عبد الله ذي البجادين وأبو بكر وعمر رحمة الله عليهما وهو يقول : " ناولوني صاحبكما " . حتى وسده في لحده فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة فقال : " اللهم إني أمسيت عنه راض فارض عنه "
رواه البزار عن شيخه عباد بن أحمد العرزمي وهو متروك
(9/617)
143 - . باب ما جاء في ضمام رضي الله عنه
(9/617)
15984 - عن ابن عباس قال : جاء ضمام بن ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ألا أرقيك يا محمد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الحمد لله نستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
ص . 618
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله " . قال ضمام : لقد قرأت الكتب والتوراة والإنجيل والزبور فما سمعت مثل هذا الكلام أعدهن علي فأعادهن عليه ثم ذكر أنه أسلم
قلت : حديث ضماد - بالدال - في الصحيح وغيره وحديث ضمام بالميم لم أجده
رواه الطبراني وذكره بالميم ورجاله ثقات
(9/617)
144 - . باب ما جاء في نعيم النحام رضي الله عنه
(9/618)
15985 - قال الطبراني : وهو نعيم بن عبد الله بن أسد بن عبد عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب . وإنما سمي النحام لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " سمعت نحمة في الجنة "
والنحم : الصوت
(9/618)
15986 - قال أبو عبيدة معمر بن المثنى : وكان إسلامه قبل هجرة الحبشة وقتل بأجنادين من أرض الشام
(9/618)
145 - . باب ما جاء في عبد الله بن الأرقم رضي الله عنه
(9/618)
15987 - قال الطبراني : هو عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة وأمه عمرة بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف . كان قد عمي قبل وفاته . وكان كاتبا للنبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
(9/618)
15989 - ( كذا في الأصل بتجاوز الرقم 15988 ) وعن عبد الواحد بن أبي عون قال :
ص . 619
أتى النبي صلى الله عليه و سلم كتاب رجل فقال لعبد الله بن الأرقم : " أجب عني " . فكتب جوابه ثم قرأه عليه فقال : " أصبت وأحسنت اللهم وفقه " . فلما ولي عمر كان يشاوره
رواه الطبراني معضلا وإسناده حسن
(9/618)
146 - . باب ما جاء في عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه
(9/619)
15990 - عن عثمان بن أبي العاص قال : قدمت في وفد ثقيف حين قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فلبسنا حللنا بباب النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : من يمسك لنا رواحنا ؟ فكل القوم أحب الدخول على النبي صلى الله عليه و سلم وكره التخلف عنه قال عثمان : وكنت أصغرهم فقلت : إن شئتم أمسكت لكم على أن عليكم عهد الله لتمسكن لي إذا خرجتم قالوا : فذلك لك فدخلوا عليه ثم خرجوا فقالوا : انطلق بنا قلت : أين ؟ قالوا : إلى أهلك فقلت : خرجت من أهلي حتى إذا حللت بباب النبي صلى الله عليه و سلم أرجع ولا أدخل عليه وقد أعطيتموني ما قد علمتم [ من العهد ] ؟ قالوا : فاعجل لنا فإنا قد كفيناك المسألة فلم ندع شيئا إلا سألناه فدخلت فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يفقهني في الدين ويعلمني قال : " ماذا قلت ؟ " . فأعدت عليه القول فقال : " لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أصحابك اذهب فأنت أمير عليهم وعلى من تقدم عليه من قومك " . فذكر الحديث
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حكيم بن حكيم بن عياد وقد وثق
(9/619)
15991 - وفي رواية أخرى مختصرة قال فيها : فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألته مصحفا كان عنده فأعطانيه
ص . 620
(9/619)
15992 - وعن أبي هريرة قال : قام رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر ومعه كتاب قال :
لأعطين هذا الكتاب رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قم يا عثمان بن أبي العاص
فقام عثمان بن أبي العاص فدفعه إليه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يعلى أبو أمية وهو ضعيف
(9/620)
15993 - وعن أبي نضرة قال : أتيت عثمان بن أبي العاص في أيام العشر وكان له بيت قد أخلاه للحديث فمر عليه بكبش فقال لصاحبه : بكم أخذته ؟ فقال : باثني عشر درهما فقلت : لو كان معي اثنا عشر درهما اشتريت بها كبشا فضحيت وأطعمت عيالي فلما قمت اتبعني رسول عثمان بصرة فيها خمسون درهما فما رأيت دراهم قط كانت أعظم بركة منها أعطاني وهو لها محتسب وأنا إليها محتاج
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/620)
147 - . باب ما جاء في عثمان بن حنيف رضي الله عنه
(9/620)
15994 - عن نوفل بن مساحق قال : بينما عثمان بن حنيف يكلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عاملا فأغضبه فأخذ عمر بن الخطاب قبضة من البطحاء فرجمه بها فأصاب حجر منها جبينه فشجه فسال الدم على لحيته فكأنه ندم فقال : امسح الدم عن لحيتك فقال : لا يهولنك هذا يا أمير المؤمنين فوالله لما انتهكت ممن وليتني أمره أشد مما انتهكت مني . قال : فكأنه أعجب عمر ذلك منه وزاده خيرا
ص . 621
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/620)
148 - . باب ما جاء في جرير رضي الله عنه
(9/621)
15995 - عن جرير قال : لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم رحلت عيبتي ثم لبست حلتي ثم دخلت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي : يا عبد الله ذكرني رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم ذكرك [ آنفا ] بأحسن ذكر فبينا هو يخطب إذ عرض له في خطبته وقال :
يدخل عليكم من هذا الباب - أو من هذا الفج - رجل من خير ذي يمن إلا أن على وجهه مسحة ملك
قال جرير : فحمدت الله على ما أبلاني
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنهما ورجال أحمد رجال الصحيح غير المغيرة بن شبل وهو ثقة
(9/621)
15996 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يطلع عليكم خير ذي يمن عليه مسحة ملك
فطلع جرير بن عبد الله
رواه الطبراني وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب
(9/621)
15997 - وعن عبد الله بن ضمرة قال : بينا أنا يوما قاعد عند النبي صلى الله عليه و سلم في جماعة من أصحابه أكثرهم من اليمن إذ قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يطلع عليكم من
ص . 622
هذه الثنية خير ذي يمن " . فبقي القوم كل رجل يرجو أن يكون من أهل بيته فإذا هم بجرير بن عبد الله وقد طلع من الثنية فجاء حتى سلم على النبي صلى الله عليه و سلم وعلى أصحابه فردوا عليه بأجمعهم السلام ثم بسط عرض ردائه وقال له : " على هذا يا جرير فاقعد " . فقعد معهم مليا ثم قام فانصرف فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : لقد رأينا اليوم منك منظرا لجرير ما رأيناه لأحد قال : " نعم هذا كريم قومه فأكرموه "
رواه الطبراني والبزار وفيه جماعة لم أعرفهم
(9/621)
15998 - وعن البراء بن عازب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
يأتيكم من هذا الفج خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك
قال : فما من القوم رجل إلا يتمنى أن يكون منه إذ طلع عليهم راكب فانتهى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزل عن راحلته فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخذ بيده فصافحه وبايعه وهاجر
قال : " من أنت ؟ " . قال : أنا جرير بن عبد الله البجلي فأجلسه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى جنبه ومسح بيده على رأسه ووجهه وصدره وبطنه حتى انحنى جرير حياء أن يدخل يده تحت إزاره وهو يدعو له بالبركة ولذريته ثم مسح رأسه وظهره وهو يدعو له
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو متروك
(9/622)
15999 - وعن جرير قال : إني أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله أبايعك على الهجرة فبايعني رسول الله صلى الله عليه و سلم واشترط علي : " والنصح لكل مسلم " . فبايعته على هذا
قلت : في الصحيح : فاشترط علي : " والنصح لكل مسلم "
رواه الطبراني بطرق ورجال بعضها رجال الصحيح
ص . 623
(9/622)
16000 - وعن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
جرير منا أهل البيت ظهرا لبطن
قالها ثلاثا
رواه الطبراني وأبو بكر بن حفص لم يدرك عليا وسليمان بن إبراهيم بن جرير لم أجد من وثقه وبقية رجاله ثقات
(9/623)
16001 - وعن جرير قال : كانت إذا قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم الوفود دعاني فباهاهم بي
رواه الطبراني وفيه خالد بن عمرو الأموي وهو متروك ووثقه ابن حبان
(9/623)
16002 - وعن ابن لجرير بن عبد الله قال : كان نعل جرير بن عبد الله طولها ذراع
رواه عبد الله وابن جرير لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/623)
16003 - وعن سليم أبي الهذيل قال : كنت رفاء على باب جرير بن عبد الله فكان يخرج فيركب بغلة له ويحمل غلامه خلفه
رواه الطبراني وسليم ومحمد بن منصور الكليبي لم أعرفهما وبقية رجاله ثقات
(9/623)
149 - . باب ما جاء في وائل بن حجر رضي الله عنه
(9/623)
16004 - عن وائل بن حجر قال : بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في ملك عظيم وطاعة فرفضته وخرجت
ص . 624
راغبا في الله ورسوله فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم كان قد بشرهم بقدومي فلما قدمت عليه فسلمت عليه فرد علي وبسط لي رداءه وأجلسني عليه ثم صعد منبره وأقعدني معه فرفع يديه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبيين واجتمع الناس إليه فقال لهم :
أيها الناس هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت طائعا غير مكره راغبا في الله وفي رسوله وفي دينه بقية أبناء الملوك
فقلت : يا رسول الله ما هو إلا أن بلغنا ظهورك ونحن في ملك عظيم وطاعة عظيمة فأتيتك راغبا في الله ورسوله وفي دينه . قال : " صدقت "
رواه البزار وفيه محمد بن حجر وهو ضعيف
(9/623)
16005 - وعن وائل بن حجر قال : جئت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
هذا وائل بن حجر جاءكم لم يجئكم رغبة ولا رهبة جاءكم حبا لله ولرسوله
وبسط له رداءه وأجلسه إلى جنبه وضمه إليه وأصعده المنبر فخطب الناس فقال : " ارفقوا به فإنه حديث عهد بالملك " . فقال : إن أهلي غلبوني على الذي لي قال : " أنا أعطيكه وأعطيك ضعفه "
فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا وائل بن حجر إذا صليت فاجعل يديك حذاء أذنيك والمرأة تجعل يديها حذاء ثدييها
قلت : له في الصحيحين في رفع اليدين غير هذا الحديث
رواه الطبراني من طريق ميمونة بنت حجر بن عبد الجبار عن عمتها أم يحيى بنت عبد الجبار ولم أعرفها وبقية رجاله ثقات
(9/624)
16006 - وعن وائل بن حجر قال : لما بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه و سلم خرجت وافدا عن قومي حتى قدمت المدينة فلقيت أصحابه قبل لقائه فقالوا : بشرنا بك رسول الله صلى الله عليه و سلم من قبل أن تقدم علينا بثلاثة
ص . 625
أيام فقال : " قد جاءكم وائل بن حجر "
ثم لقيته عليه السلام فرحب بي وأدنى مجلسي وبسط لي رداءه فأجلسني عليه ثم دعا في الناس فاجتمعوا إليه ثم اطلع المنبر وأطلعني معه وأنا دونه ثم حمد الله وقال :
يا أيها الناس هذا وائل بن حجر أتاكم من بلاد بعيدة من بلاد حضرموت طائعا غير مكره بقية أبناء الملوك بارك الله فيك يا وائل وفي ولدك
ثم نزل وأنزلني منزلا شاسعا عن المدينة وأمر معاوية بن أبي سفيان أن يبوئني إياه فخرجت وخرج معي حتى إذا كنا ببعض الطريق قال : يا وائل إن الرمضاء قد أصابت بطن قدمي فأردفني خلفك فقلت : ما أضن عليك بهذه الناقة ولكن لست من أرداف الملوك وأكره أن أعير بك قال : فألق إلي حذاءك أتوقى به من حر الشمس قلت : ما أضن عليك بهاتين الجلدتين ولكن لست ممن يلبس لباس الملوك وأكره أن أعير بك . فلما أردت الرجوع إلى قومي أمر لي رسول الله صلى الله عليه و سلم بكتب ثلاثة منها كتاب لي خالص يفضلني فيه على قومي وكتاب لي ولأهل بيتي بأموالنا هناك وكتاب لي ولقومي
وفي كتابي الخالص : " بسم الله من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبي أمية إن وائلا يستسقى ويترفل على الأقيال حيث كانوا من حضرموت "
وفي كتابي الذي لي ولأهل بيتي : " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبي أمية لأبناء معشر وأبناء ضمعاج أقيال شنوءة بما كان لهم فيها من ملوك ومزاهر وعمران وبحر وملح ومحجر وما كان لهم من
ص . 626
مال اترثوه وما كان لهم فيها من مال بحضرموت أعلاها وأسفلها مني الذمة والجوار الله لهم جار المؤمنون على ذلك أنصار "
وفي الكتاب الذي لي ولقومي : " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى وائل بن حجر والأقوال العباهلة من حضرموت بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة من الصرمة التيعة ولصاحبها الثيمة لا جلب ولا جنب ولا شغار ولا وراط في الإسلام . لكل عشرة من السرايا ما يحمل الجراب من التمر من أجبا فقد أربى وكل مسكر حرام "
فلما ملك معاوية بعث رجلا من قريش يقال له : بسر بن أبي أرطاة فقال له : ضممت إليك الناحية فاخرج بجيشك فإذا خلفت أفواه الشام فضع سيفك فاقتل من أبى بيعتي حتى تصير إلى المدينة ثم ادخل المدينة فاقتل من أبى بيعتي وإن أصبت وائل بن حجر حيا فائتني به ففعل وأصاب وائلا حيا فجاء به إليه فأمر معاوية أن يتلقى وأذن له فأجلسه معه على سريره فقال له معاوية : أسريري هذا خير أم ظهر ناقتك ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين كنت حديث عهد بجاهلية وكفر وكانت تلك سيرة الجاهلية فقد أتانا الله بالإسلام فستر الإسلام ما فعلت . قال : فما منعك من نصرنا وقد أعدك عثمان ثقة وصهرا ؟ قلت : إنك قاتلت رجلا هو أحق بعثمان منك قال : وكيف يكون أحق بعثمان مني وأنا أقرب إلى عثمان في النسب ؟ قلت : إن النبي صلى الله عليه و سلم كان آخى بين علي وعثمان فالأخ أولى من ابن العم ولست أقاتل المهاجرين قال : أولسنا مهاجرين ؟ قلت : أولسنا قد اعتزلناكما جميعا ؟
ص . 627
وحجة أخرى : حضرت رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد رفع رأسه نحو المشرق وقد حضره جمع كثير ثم رد إليه بصره فقال : " أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم " . فشدد أمرها وعجله وقبحه فقلت له من بين القوم : يا رسول الله وما الفتن ؟ قال : " يا وائل إذا اختلف سيفان في الإسلام فاعتزلهما " . فقال : أصبحت شيعيا ؟ فقلت : لا ولكني أصبحت ناصحا للمسلمين فقال معاوية : لو سمعت ذا وعلمته ما أقدمتك قلت : أوليس قد رأيت ما صنع محمد بن مسلمة عند مقتل عثمان ؟ انتهى بسيفه إلى صخرة فضربه حتى انكسر فقال : أولئك قوم يحملون [ علينا ]
قلت : فكيف نصنع بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أحب الأنصار فبحبي أحبهم ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم
؟
فقال : اختر أي البلاد شئت فإنك لست براجع إلى حضرموت فقلت : عشيرتي بالشام وأهل بيتي بالكوفة فقال : رجل من أهل بيتك خير من عشرة من عشيرتك فقلت : ما رجعت إلى حضرموت سرورا بها وما ينبغي للمهاجر أن يرجع إلى الموضع الذي هاجر منه إلا من علة قال : وما علتك ؟ قلت : قول رسول الله صلى الله عليه و سلم في الفتن فحيث اختلفتم اعتزلناكم وحيث اجتمعتم جئناكم فهذه العلة
فقال : إني قد وليتك الكوفة فسر إليها فقلت : ما ألي بعد النبي صلى الله عليه و سلم لأحد أما رأيت أبا بكر أرادني فأبيت ؟ وأرادني عمر فأبيت وأرادني عثمان فأبيت ولم أدع بيعتهم
[ قد ] جاءني كتاب أبي بكر حيث ارتد أهل ناحيتنا فقمت فيهم حتى ردهم الله إلى الإسلام بغير ولاية فدعا عبد الرحمن بن أم الحكم فقال : سر فقد وليتك الكوفة وسر بوائل فأكرمه واقض حوائجه فقال : يا أمير المؤمنين أسأت بي الظن تأمرني بإكرام من قد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أكرمه وأبا بكر وعمر وعثمان وأنت ؟ فسر معاوية بذلك منه فقدمت معه الكوفة فلم يلبث أن مات
ص . 628
قال محمد بن حجر : الوراط : القمار . والأقوال : الملوك . والعياهل : العظماء
رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه محمد بن حجر وهو ضعيف
(9/624)
150 - . باب ما جاء في العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه
(9/628)
16007 - عن أبي هريرة قال : لما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم العلاء بن الحضرمي إلى البحرين تبعته فرأيت منه ثلاث خصال لا أدري أيتهن أعجب . انتهينا إلى ساحل البحر فقال : سموا الله وتقحموا فسمينا وتقحمنا فعبرنا فما بل الماء أسافل خفاف إبلنا . فلما قفلنا صرنا معه بفلاة من الأرض وليس معنا ماء فشكونا إليه فقال : صلوا ركعتين ثم دعا فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها فسقينا واستقينا فمات فدفناه في الرمل فلما صرنا غير بعيد قلنا : يجيء سبع فيأكله فرجعنا فلم نره
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه إبراهيم بن معمر الهروي ولد إسماعيل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
قلت : وقد تقدمت قصته في البحرين وحصرهم إياه ونصره عليهم في قتال أهل الردة
(9/628)
151 - . باب ما جاء في جبير بن مطعم رضي الله عنه
(9/628)
16008 - عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو أتاني [ في هؤلاء ] النتنى لشفعته
يعني : المطعم بن عدي فأسلم عند ذلك جبير
ص . 629
قلت : هو في الصحيح غير قوله : فأسلم عند ذلك جبير
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/628)
152 - . باب ما جاء في ثوبان رضي الله عنه
(9/629)
16009 - قال الطبراني : ثوبان رضي الله عنه يكنى أبا عبد الله ويقال : هو من اليمن من حمير مولى آل رسول الله صلى الله عليه و سلم . ويقال : أصابه سباء فاشتراه رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعتقه كان يسكن حمص مات سنة خمس وخمسين
(9/629)
153 - . باب ما جاء في هالة رضي الله عنه
(9/629)
16010 - عن هالة أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو راقد فاستيقظ فضم هالة إلى صدره فقال :
هالة هالة
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وقال : كأنه سر به لقرابته من خديجة رضي الله عنها . وفي إسناده جماعة لم أعرفهم
(9/629)
154 - . باب ما جاء في حسان بن ثابت رضي الله عنه
(9/629)
16011 - عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لحسان بن ثابت :
أهج المشركين فإن الله تعالى يؤيدك بروح القدس
رواه الطبراني في الصغير وفيه أيوب بن سويد الرملي وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال : كان رديء الحفظ
ص . 630
(9/629)
16012 - وعن سعيد بن جبير قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : قد جاء حسان اللعين فقال ابن عباس : ما هو بلعين لقد جاهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بلسانه ونفسه
رواه أبو يعلى وفيه خديج بن معاوية بن خديج وهو ضعيف وقد وثق
(9/630)
155 - . باب ما جاء في أبي هند الحجام رضي الله عنه
(9/630)
16013 - عن عائشة أن أبا هند مولى بني بياضة كان حجاما حجم النبي صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من سره أن ينظر إلى رجل صور الله الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند
وقال : " أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الواحد بن إسحاق الطبراني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(9/630)
156 - . باب ما جاء في معاوية بن معاوية الليثي رضي الله عنه
(9/630)
16014 - عن أنس بن مالك قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بتبوك فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم نرها طلعت فيما مضى بمثله فأتى جبريل النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
يا جبريل ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى ؟
قال : إن ذلك معاوية بن معاوية الليثي مات بالمدينة اليوم فبعث الله عليه ألف ملك يصلون عليه قال : " وفيم ذلك " . قال : كان يكثر قراءة { قل هو الله أحد } في الليل والنهار
ص . 631
وفي ممشاه وقيامه وقعوده فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه ؟ قال : " نعم " . فصلى عليه
رواه أبو يعلى وفيه العلاء بن زيدل أبو محمد الثقفي وهو متروك
(9/630)
157 - . باب ما جاء في دحية الكلبي رضي الله عنه
(9/631)
16015 - عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
كان يأتيني جبريل على صورة دحية الكلبي
قال أنس : ودحية كان رجلا جسيما أبيض
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف
(9/631)
158 - . باب ما جاء في العرباض وعتبة رضي الله عنهما
(9/631)
16016 - عن شريح بن عبيد قال : كان عتبة يقول : عرباض خير مني وعرباض يقول : عتبة خير مني سبقني إلى النبي صلى الله عليه و سلم بسنة
رواه أحمد ورجاله ثقات
(9/631)
159 - . باب ما جاء في أبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنه
(9/631)
16017 - عن أبي زيد أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع غزوات
رواه الطبراني ورجاله ثقات
ص . 632
(9/631)
16018 - وعن أبي زيد قال : قاتلت مع النبي صلى الله عليه و سلم ثلاث عشرة مرة
قال شعبة : وهو جد عزرة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير تميم بن حويص وهو ثقة
(9/632)
16019 - وعن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري قال : استسقى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته بقدح فيه ماء فكانت فيه شعرة فأخذتها فقال : " اللهم جمله "
قال : فرأيته وهو ابن أربع وتسعين ليس في لحيته شعرة بيضاء
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : ستون سنة . وإسناده حسن
(9/632)
16020 - وعن أبي زيد بن أخطب قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " جملك الله "
وكان رجلا جميلا حسن الشمط
رواه أحمد عن شيخه الحجاج بن نصير وقد وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/632)
160 - . باب ما جاء في ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه
(9/632)
16021 - عن ضمرة بن ثعلبة أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم وعليه حلتان من حلل اليمن فقال :
يا ضمرة أترى ثوبيك هذين مدخليك الجنة ؟
فقال : لئن استغفرت لي يا رسول الله لا أقعد حتى أنزعهما عني . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اللهم اغفر لضمرة بن ثعلبة " . فانطلق سريعا حتى نزعهما عنه
رواه أحمد والطبراني
ص . 633
(9/632)
16022 - وعنه أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ادع الله لي بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
اللهم حرم دم ابن ثعلبة على المشركين والكفار
قال : فكنت أحمل في عرض القوم فيتراءى لي النبي صلى الله عليه و سلم خلفهم فقالوا : يا ابن ثعلبة إنك لتغرر وتحمل على القوم فقال : إن النبي صلى الله عليه و سلم يتراءى لي خلفهم فأحمل عليهم حتى أقف عنده ثم يتراءى لي أصحابي فأحمل حتى أكون مع أصحابي
قال : فعمر زمانا طويلا من دهره
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/633)
161 - . باب ما جاء في معقل بن يسار رضي الله عنه
(9/633)
16023 - عن معقل بن يسار قال : صحبت النبي صلى الله عليه و سلم كذا وكذا
رواه أحمد ورجاله ثقات
(9/633)
162 - . باب ما جاء في أبي العاص بن الربيع رضي الله عنه
(9/633)
16024 - قال الزبير بن بكار : أبو العاص بن الربيع زوج بنت الرسول صلى الله عليه و سلم وابن خالتها أمه هالة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أخت خديجة لأبيها وأمها فاطمة بنت زائدة وهو الأصم بن جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد [ بن ] معيص بن عامر بن لؤي ويقال : اسم أبي العاص بن الربيع مهشم وكان يسمى : جرو البطحاء
ص . 634
وقال الزبير : وحدثني محمد بن حسن ويحيى بن محمد قالا : اسم أبي العاص بن الربيع : لقيط
قال الزبير : وحدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال : اسم أبي العاص بن الربيع القاسم وذلك الثبت في اسمه
وتوفي أبو العاص بن الربيع في ذي الحجة سنة ثنتي عشرة
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/633)
162 - مكرر . باب ما جاء في فروة بن نعامة ويقال : ابن عامر الجذامي رضي الله عنه
(9/634)
16025 - عن عباس قال : بعث فروة بن عامر الجذامي إلى النبي صلى الله عليه و سلم بإسلامه وأهدى له بغلة بيضاء وكان فروة عاملا لقيصر ملك الروم على من يليه من العرب وكان منزله بعمان وما حولها فلما بلغ الروم ذلك من أمره حبسوه فقال في محبسه :
طرقت سليمى موهنا أصحابي . . . والروم بين الناس والقرواني
صد الخيال وساءني ما قد أرى . . . فهممت أن أعفي وقد أبكاني
فلا تكحلن العين بعدي إثمدا . . . سلمى ولا برين للإيمان
ولقد علمت أبا كبيشة أنني . . . وسط الأعزة لا يحس لساني
ولئن هلكت ليفقدن أخاكم . . . ولئن أصبت ليعرفن مكاني
ولقد عرفت بكل ما جمع الفتى . . . من رأيه وبنجدة وبيان
فلما جمعوا [ على صلبه ] وصلبوه على ماء يقال له : عفراء بفلسطين فلما رفع على خشبة قال :
ألا هل أتى سلمى بأن حليلها . . . على ماء عفرا فوق إحدى الرواحل
ص . 635
بحدافة لم يضرب الفحل أمها . . . مشذية أطرافها بالمناجل
وقال :
بلغ سراة المسلمين بأنني . . . سلم لربي أعظمي وبناني
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن سلمة الربعي ضعفه أبو زرعة
(9/634)
163 - . باب ما جاء في فروة بن مسيك المرادي رضي الله عنه
(9/635)
16026 - عن فروة بن مسيك المرادي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أكرهت يوميكم ويومي همدان ؟
قال : قلت : نعم يا رسول الله فناء الأهل والعشيرة قال : " أما إنه خير لمن اتقى منكم "
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : " خير لمن بقي منكم " . وفيه مجالد وهو حسن الحديث وقد ضعف وبقية رجالهما رجال الصحيح
(9/635)
164 - . باب ما جاء في فرات بن حيان رضي الله عنه
(9/635)
16027 - عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه :
إن منكم رجالا لا أعطيهم شيئا أكلهم إلى إيمانهم منهم فرات بن حيان
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة
(9/635)
16028 - وعن علي - يعني ابن طالب - أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إني لأعطي قوما أتألفهم وأكل قوما إلى ما عندهم - أو إلى ما جعل الله في قلوبهم - منهم فرات بن حيان
رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف
(9/635)
165 - . باب في عمران بن حصين رضي الله عنه
(9/635)
16029 - ص . 636 عن أبي عبيد قال : عمران بن حصين من بني غاضرة من خزاعة
رواه الطبراني
(9/636)
16030 - وعن الواقدي قال : عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبيد بن عبد نهم بن حذافة بن حممة بن غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو بن خزاعة
رواه الطبراني
(9/636)
16031 - قال الطبراني : ثنا عبيد الله بن محمد قال : ويكنى عمران أبا نجيد أسلم قديما هو وأبوه وغزا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوات . ولم يزل في بلاد قومه وينزل إلى المدينة كثيرا إلى أن قبض النبي صلى الله عليه و سلم فتحول إلى البصرة فنزلها إلى أن مات بها وله بقية من ولد
وخالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين ولي قضاء البصرة
ويقال : إن حصينا مات مسلما وقد ورد أنه مات مشركا والصحيح أنه أسلم
رواه الطبراني
(9/636)
16032 - وعن هلال بن يساف قال :
ص . 637
قدمت البصرة فدخلت المسجد فإذا بشيخ أبيض الرأس واللحية مستندا إلى أسطوانة حوله حلقة يحدثهم . قلت : من هذا ؟ قالوا : عمران بن حصين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/636)
16033 - وعن محمد بن سيرين قال : ما قدم أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم نفضله على عثمان ( كذا ) بن حصين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/637)
16034 - وعن سفيان قال : ما قدم البصرة مثل عمران بن حصين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الإمام أحمد لم يسمع من سفيان الثوري وإن كان هو ابن عيينة فقد سمع منه
(9/637)
16035 - وعن أبي الأسود الدؤلي قال : قدمت البصرة وبها أبو نجيد عمران بن حصين وكان عمر بن الخطاب بعثه يفقه أهل البصرة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(9/637)
16036 - وعن الحكم بن الأعرج أن عمران بن حصين قال : ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وفيه عمر بن سهل المازني وثقه ابن حبان وقال : ربما خالف وضعفه العقيلي وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/637)
16037 - وعن عطاء بن أبي ميمونة مولى عمران بن الحصين
ص . 637
أن عمران بن الحصين قتل له أخ في الجاهلية فقتل به سبعين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عطاء
(9/637)
16038 - وعن هارون بن عبد الله الحمال قال : مات عمران بن حصين سنة ثنتين وخمسين
رواه الطبراني
(9/637)
166 - . باب ما جاء في البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهما
(9/637)
16039 - عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس عشرة غزوة
(9/637)
16040 - وقال : سمعت زيد بن أرقم يقول : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بضع عشرة غزوة
رواه أبو يعلى وفيه خديج بن معاوية وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح
(9/637)
167 - . باب ما جاء في عمير بن سعد رصي الله عنه
(9/637)
16041 - عن عمير بن سعد قال : بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمير بن سعد عاملا على حمص فمكث حولا لا يأتيه . فقال عمر لكاتبه : اكتب إلى عمير بن سعد فوالله ما أراه إلا [ قد ] خاننا
ص . 639
فإذا جاءك كتابي هذا فأقبل وأقبل بما جئت من المسلمين حين تنظر في كتابي هذا فأخذ عمير جرابه فجعل فيه زاده وقصعته وعلق أدواته وأخذ عنزته ثم أقبل يمشي من حمص حتى دخل المدينة
قال : فقدم وقد شحب لونه واغبر وجهه وطالت شعرته فدخل على عمر فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله فقال عمر : ما شأنك ؟ فقال عمير : ما ترى من شأني ؟ ألست تراني صحيح البدن ظاهر الدم معي الدنيا أجرها بقرونها قال : وما معك ؟ قال : فظن عمر أنه قد جاء بمال فقال : معي جرابي أجعل فيه زادي وقصعتي آكل فيها وأغسل فيها رأسي وثيابي وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي وعنزتي أتوكأ عليها وأجاهد بها عدوي إن عارضني فوالله ما الدنيا إلا تبع لمتاعي . قال : فجئت تمشي ؟ قال : نعم قال : أما كان لك أحد يتبرع لك بدابة تركبها ؟ قال : ما فعلوا وما سألتهم ذلك قال : بئس المسلمون خرجت من عندهم فقال له عمير : اتق الله يا عمر فقد نهاك الله عن الغيبة وقد رأيتهم يصلون صلاة الغداة . قال : فأين ما بعثتك به وأي شيء صنعت ؟ قال : وما سؤالك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر : سبحان الله فقال عمير : أما لو لم أخش أن أغمك ما أخبرتك بعثتني حتى أتيت البلد فجمعت صلحاء أهلها فوليتهم جباية فيئهم حتى إذا جمعوه وضعته مواضعه ولو نالك منه شيء لأتيتك به قال : فما جئتنا بشيء ؟ قال : لا . قال : جددوا لعمير عهدا قال : إن ذلك لسيئ لا عملت لك ولا لأحد
ص . 640
بعدك والله ما سلمت بل لم أسلم ولو قلت لنصراني : أخزاك الله فهذا ما عرضتني به يا عمر وإن أشقى أيامي يوما خلفت معك يا عمر فاستأذنه فأذن له فرجع إلى منزله
قال : وبينه وبين المدينة أميال فقال عمر حين انصرف عمير : ما أراه إلا قد خاننا فبعث رجلا يقال له : الحارث فقال : انطلق حتى تنزل به كأنك ضيف [ فإن رأيت أثر شيء فأقبل ] وإن رأيت حالا شديدة فادفع هذه المائة الدنيار
فانطلق الحارث فإذا بعمير جالس يفلي قميصه إلى جنب الحائط فسلم عليه الرجل فقال له عمير : انزل رحمك الله فنزل ثم سأله فقال له : من أين جئت ؟ قال : من المدينة فقال : كيف تركت أمير المؤمنين ؟ قال : صالحا قال : كيف تركت المسلمين ؟ قال : صالحين قال : أليس يقيمون الحدود ؟ قال : بلى لقد ضرب ابنا له أتى فاحشة فمات من ضربه فقال عمير : اللهم أعز عمر فإني لا أعلمه إلا شديدا حبه لك
قال : فنزل به ثلاثة أيام وليس لهم إلا قرصة من شعير كانوا يخصونه بها ويطوون حتى أتاهم الجهد فقال له عمير : يا هذا إنك قد أجعتنا فإن رأيت أن تتحول عنا فافعل قال : فأخرج الدنانير فوضعها إليه فقال : بعث بها إليك أمير المؤمنين فاستعن بها فصاح قال : لا حاجة لي فيها ردها فقالت له امرأته : إن احتجت إليها وإلا فضعها مواضعها فقال عمير : والله ما لي شيء أجعلها فيه فشقت امرأته أسفل درعها فأعطته خرقة فجعلها فيها ثم خرج فقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء . ثم رجع والرسول يظن أنه يعطيه منها شيئا فقال له : أقرئ أمير المؤمنين مني السلام
فرجع الحارث إلى عمر فقال : ما رأيت ؟ قال : رأيت يا أمير المؤمنين حالا شديدة . قال : فما صنع بالدنانير ؟ قال : لا أدري
قال : وكتب إليه عمر : إذا جاءك كتابي فلا تضعه من يدك حتى تقبل فأقبل على
ص . 641
عمر فدخل عليه فقال عمر : ما صنعت بالدنانير ؟ قال : صنعت ما صنعت وما سؤالك عنها ؟ قال : أنشد عليك لتخبرني بما صنعت بها قال : قدمتها لنفسي فقال : رحمك الله . فأمر له عمر بوسق من طعام وثوبين فقال : أما الطعام فلا حاجة لي فيه قد تركت في المنزل صاعين من شعير إلى أن آكل ذلك قد جاء الله بالرزق فلم يأخذ الطعام . وأما الثوبان فقال : إن فلانة عارية . فأخذهما ورجع إلى منزله فلم يلبث أن هلك رحمه الله فبلغ ذلك عمر فشق عليه وترحم عليه . فخرج يمشي ومعه المشاؤون إلى بقيع الغرقد فقال لأصحابه : ليتمن كل رجل منكم أمنيته
فقال رجل : يا أمير المؤمنين وددت أن عندي مالا فأعتق لوجه الله كذا وكذا . وقال آخر : وددت أن عندي مالا فأنفق في سبيل الله . وقال آخر : وددت أن عندي قوة فأمتح بدلو ماء زمزم لحاج بيت الله . فقال عمر : وددت أن لي رجلا مثل عمير وددت أن لي رجالا مثل عمير أستعين بهم في أعمال المسلمين
رواه الطبراني وفيه عبد الملك بن هارون بن عنترة وهو متروك
(9/637)
168 - . باب ما جاء في حكيم بن حزام رضي الله عنه
(9/641)
16042 - عن يعقوب بن عبد الرحمن القاري قال : حدثني أبي قال : عاش حكيم بن حزام عشرين ومائة سنة ستين في الإسلام وستين في الجاهلية وكان إذا استغلظ في اليمين قال : والذي أنعم على حكيم أن يكون قتيلا يوم بدر لا أفعل كذا وكذا فلا يفعله
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات
(9/641)
16043 - وعن مصعب بن ثابت قال : والله لقد بلغني :
ص . 642
أن حكيم بن حزام حضر يوم عرفة معه مائة رقبة ومائة بدنة ومائة بقرة ومائة شاة فقال : هذا كله لله فأعتق الرقاب وأمر بذلك فنحر
رواه الطبراني مرسلا وفيه من لم أعرفه
(9/641)
16044 - وعن حكيم بن حزام أنه باع دارا له من معاوية رضي الله عنهما بستين ألفا فقالوا : غبنك والله معاوية فقال : والله ما أخذتها في الجاهلية إلا بزق خمر أشهدكم أنها في سبيل الله والمساكين والرقاب فأينا المغبون ؟
(9/642)
16045 - وفي رواية : بمائة ألف
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن
(9/642)
16046 - وعن أبي حازم قال : ما كان بالمدينة أحد سمعنا به كان أكثر حملا في سبيل الله من حكيم بن حزام
قال : لقد قدم أعرابيان المدينة يسألان من يحمل في سبيل الله فدلا على حكيم بن حزام فأتياه في أهله فسألهما ما يريدان فأخبراه ما يريدان فقال لهما : لا تعجلا حتى أخرج إليكما وكان حكيم يلبس ثيابا يؤتى بها من مصر كأنها الشباك ثمنها أربعة دراهم ويأخذ عصا في يده ويخرج ومعه غلامان له وكلما مر بكناسة - أو قمامة - فرأى فيها خرقة تصلح في جهاز الإبل التي يحمل عليها في سبيل الله أخذها بطرف عصاه فنفضها ثم قال لغلاميه : أمسكا بسلعتكما في جهازكما فقال الأعرابيان أحدهما لصاحبه وهو يصنع ذلك : ويحك انج بنا فوالله ما عند هذا إلا لقط القشع فقال له صاحبه : ويحك لا تعجل حتى ننظر فخرج بهما إلى السوق فنظر إلى ناقتين جليلتين سمينتين خلفتين فابتاعهما وابتاع جهازهما ثم قال لغلاميه : رما بهذه
ص . 643
الخرق ما ينبغي له المرمة من جهازكما ثم أوقرهما طعاما وبرا وودكا ثم أعطاهما نفقة ثم أعطاهما الناقتين
قال : يقول أحدهما لصاحبه : والله ما رأيت من لاقط قشع خيرا من اليوم
رواه الطبراني
(9/642)
169 - . باب ما جاء في عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه
(9/643)
16047 - قال الطبراني : عكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أمه أم مجالد امرأة من بني هلال . أسلم عام الفتح واستشهد يوم أجنادين
(9/643)
16048 - وعن مصعب بن عبد الله الزبيري قال : عكرمة ين أبي جهل بن هشام ليس له عقب وكان خرج هاربا يوم الفتح حتى استأمنت له زوجته من النبي صلى الله عليه و سلم وهي أم حكيم بنت هشام فأمنه . أدركته باليمن فردته إلى النبي صلى الله عليه و سلم فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم قام إليه فاعتنقه وقال :
مرحبا بالراكب المهاجر
رواه الطبراني وإسناده منقطع
(9/643)
16049 - وعن أبي ملكية قال : كان عكرمة بن أبي جهل إذا اجتهد في اليمين قال : والذي نجاني يوم بدر
وكان يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويقول : كلام ربي كلام ربي
ص . 644
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
(9/643)
16050 - وعن عكرمة بن أبي جهل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم جئته :
مرحبا بالراكب المهاجر مرحبا بالراكب المهاجر
قلت : يا رسول الله لا أدع نفقة عليك إلا أنفقتها في سبيل الله
قلت : عند الترمذي : " مرحبا بالراكب المهاجر " . فقط مرة واحدة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن مصعب بن سعد لم يسمع من عكرمة
(9/644)
16051 - وعن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
رأيت لأبي جهل عنقا في الجنة
فلما أسلم عكرمة قال : " هو هذا "
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وقد وثق وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات
(9/644)
170 - . باب ما جاء في عروة بن مسعود رضي الله عنه
(9/644)
16052 - عن عروة - يعني ابن الزبير - قال : لما أنشأ الناس الحج سنة تسع قدم عروة بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه و سلم مسلما فاستأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يرجع إلى قومه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إني أخاف أن يقتلوك " . قال : لو وجدوني نائما ما أيقظوني فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجع إلى قومه مسلما فرجع عشاء فجاء ثقيف يحيونه فدعاهم إلى الإسلام فاتهموه وأغضبوه وأسمعوه ما لم يكن يحتسب ثم خرجوا من عنده فلما أسحروا واطلع الفجرقام عروة على غرفة في داره فأذن بالصلاة وتشهد فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه "
ص . 645
رواه الطبراني وروى عن الزهري نحوه وكلاهما مرسل وإسنادهما حسن
(9/644)
16053 - وعن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عروة بن مسعود إلى الطائف فرماه رجل بسهم فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما أشبه هذا بصاحب ياسين "
رواه الطبراني وفيه أبو عبيدة بن الفضل وهو ضعيف
(9/645)
16054 - وعن علي بن زيد بن جدعان أن عروة بن مسعود قال لقومه زمن الحديبية : أي قوم إني قد رأيت الملوك وكلمتهم فابعثوني إلى محمد فأكلمه فأتاه بالحديبية فجعل عروة يكلم النبي صلى الله عليه و سلم ويتناول لحية رسول الله صلى الله عليه و سلم والمغيرة بن شعبة شاك في السلاح على رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له المغيرة : كف يدك قبل أن لا تصل إليك فرفع عروة رأسه فقال : أنت هو والله إني لفي غدرتك ما أخرجت منها بعد
فرجع عروة إلى قومه فقال : أي قوم إني قد رأيت الملوك وكلمتهم والله ما رأيت مثل محمد صلى الله عليه و سلم قط وما هو بملك ولقد رأيت الهدي معكوفا يأكل وبره وما أراكم إلا سيصيبكم قارعة . فانصرف ومن معه من قومه فصعد سور الطائف فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فرماه رجل من قومه بسهم فقتله فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل صاحب ياسين "
رواه أبو يعلى مرسلا وإسناده حسن
(9/645)
171 - . باب ما جاء في أبي أمامة واسمه صدى بن عجلان رضي الله عنه
(9/645)
16055 - عن أبي أمامة قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى قومي أدعوهم إلى الله
ص . 646
عز و جل وأعرض عليهم شرائع الإسلام فأتيتهم وقد سقوا إبلهم وحلبوها وشربوا فلما رأوني قالوا : مرحبا بالصدي بن عجلان قالوا : بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل قلت : لا ولكن آمنت بالله ورسوله وبعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه . فبينا نحن كذلك إذ جاءوا بقصعة دم فوضعوها واجتمعوا حولها فأكلوا بها قالوا : هلم يا صدي قلت : ويحكم إنما أيتتكم من عند من يحرم هذا عليكم إلا ما ذكيتم كما أنزل الله عليه قالوا : وما قال ؟ قلت : نزلت هذه الآية : { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير } إلى قوله : { وأن تستقسموا بالأزلام } فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون قلت لهم : ويحكم ائتوني بشربة من ماء فإني شديد العطش قال : وعلي عمامة قالوا : لا ولكن ندعك تموت عطشا قال : فاعتممت وضربت برأسي في العمامة ونمت في الرمضاء في حر شديد فأتاني آت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه وفيه شراب لم ير الناس ألف منه فأمكنني منها فشربتها فحيث فرغت من شرابي استيقظت ولا والله ما عطشت ولا عرفت عطشا بعد تيك الشربة
رواه الطبراني وفيه بشير بن شريح وهو ضعيف
(9/645)
16056 - وعن أبي أمامة قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى باهلة فأتيتهم وهم على الطعام فرحبوا بي وأكرموني وقالوا : تعال فكل فقلت : إني جئت لأنهاكم عن هذا الطعام وأنا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم أتيتكم لتؤمنوا به فكذبوني وزبروني [ فانطلقت ] وأنا جائع ظمآن
ص . 647
قد براني جهد شديد فنمت فأتيت في منامي بشربة لبن فشربت ورويت وعظم بطني فقال القوم : أتاكم رجل من أشرافكم وسراتكم فرددتموه اذهبوا إليه وأطعموه من الطعام والشراب فقلت : لا حاجة [ لي ] في طعامكم وشرابكم فإن الله عز و جل أطعمني وسقاني فانظروا إلى هذه الحال التي أنا عليها فنظروا فآمنوا بي وبما جئت به من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم
(9/646)
16057 - وفي رواية : فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم
رواه الطبراني بإسنادين وإسناد الأولى حسن فيها أبو غالب وقد وثق
(9/647)
172 - . باب ما جاء في الأشج ورفقته رضي الله عنهم
(9/647)
16058 - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : قال الأشج بن عصر : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله
قلت : ما هما يا رسول الله ؟ قال : " الحلم والأناة " . قلت : أقديما كانا [ في ] أم حديثا ؟ قال : " [ بل ] قديما " . قلت : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن ابن أبي بكرة لم يدرك الأشج
(9/647)
16059 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأشج عبد القيس :
إنك فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة
رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير نعيم بن يعقوب وهو ثقة ورواه في الأوسط من طريق حسنة الإسناد
ص . 648
(9/647)
16060 - وعن مزبدة جد هود العبدي قال : بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث أصحابه إذ قال :
يطلع عليكم من هذا الفج ركب من خير أهل المشرق
فقام عمر بن الخطاب فتوجه في ذلك الوجه فلقي ثلاثة عشر راكبا فرحب وقرب وقال : من القوم ؟ قالوا : قوم من عند عبد القيس قال : فما أقدمكم لهذه البلاد ؟ التجارة ؟ قالوا : لا قال : فتبيعون سيوفكم هذه ؟ قالوا : لا قال : فلعلكم إنما قدمتم في طلب هذا الرجل ؟ قالوا : أجل فمشي معهم يحدثهم حتى نظر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " هذا صاحبكم الذي تطلبون " . فرمى القوم بأنفسهم عن رواحلهم فمنهم من سعى سعيا ومنهم من هرول هرولة ومنهم من مشى حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذوا بيده يقبلونها وقعدوا إليه وبقي الأشج - وهو أصغر القوم - فأناخ الإبل وعقلها وجمع [ متاع ] القوم ثم أقبل يمشي على تؤدة حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بيده فقبلها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله " . قال : وما هما يا رسول الله ؟ قال : " الأناة والتؤدة " . قال : أجبلا جبلت عليه أو تخلقا مني ؟ قال : " بل جبل " . قال : الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله . وأقبل القوم قبل تمرات لهم يأكلونها فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يسمي لهم هذا كذا وهذا كذا قالوا : أجل يا رسول الله ما نحن بأعلم بأسمائها منك قال : " أجل " . فقالوا لرجل منهم : أطعمنا من بقية الذي بقي من نوطك فقام فأتاه بالبرني فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " هذا البرني أما أنه من خير تمراتكم إنما هو دواء لا داء فيه "
رواه الطبراني وأبو يعلى ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف
(9/648)
16061 - وعن الزارع أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرج معه بأخيه لأمه - يقال له : مطر بن هلال بن عنزة - وخرج بابن أخ له مجنون ومعهم الأشج - وكان اسمه المنذر بن عائذ - فقال
ص . 649
المنذر : يا زارع خرجت معنا برجل مجنون وفتى شاب ليس منا وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال الزارع : أما المصاب فآتي به رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو له عسى أن يعافيه الله وأما الفتى العنزي فإنه أخي لأمي وأرجو أن يدعو له النبي صلى الله عليه و سلم بدعوة تصيبه دعوة النبي صلى الله عليه و سلم
فما عدا أن قدمنا المدينة قلنا : هذاك رسول الله صلى الله عليه و سلم فما تمالكنا أن وثبنا عن رواحلنا فانطلقنا إليه سراعا فأخذنا يديه ورجليه نقبلهما وأناخ المنذر راحلته فعقلها وذاك بعين رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم عمد إلى رواحلنا فأناخها راحلة راحلة فعقلها كلها ثم عمد إلى عيبته ففتحها فوضع عنها ثياب السفر ثم أتى يمشي فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا أشج إن فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله " . قال : وما هما بأبي وأمي ؟ قال : " الحلم والأناة " . قال : فأنا تخلقت بهما أم الله جبلني عليهما ؟ قال : " بل الله جبلك عليهما " . قال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة
قال الزارع : يا نبي الله بأبي وأمي جئت بابن أخ لي مصاب لتدعو الله له وهو في الركاب قال : " فائت به " . قال : فأتيته وقد رأيت الذي صنع الأشج فأخذت عيبتي فأخرجت منها ثوبين حسنين وألقيت عنه ثياب السفر وألبستهما إياه ثم أخذت بيده فجئت به النبي صلى الله عليه و سلم وهو ينظر نظر المجنون فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " اجعل ظهره من قبلي " . فأقمته فجعلت ظهره من قبل النبي صلى الله عليه و سلم ووجهه من قبلي فأخذه ثم جره بمجامع ردائه فرفع يده حتى رأيت بياض إبطيه ثم ضرب بثوبه ظهره وقال : " اخرج عدو الله " . فالتفت وهو ينظر نظر الصحيح ثم أقعده بين يديه فدعا له ومسح وجهه . قال : فلم تزل تلك المسحة في وجهه وهو شيخ كبير كأن وجهه وجه عذراء شبابا وما كان في القوم رجل يفضل عليه بعد دعوة النبي صلى الله عليه و سلم
ثم دعا لنا عبد القيس فقال : " خير أهل المشرق رحم الله عبد القيس إذ
ص . 650
أسلموا غير خزايا إذ أبى بعض الناس أن يسلموا " . قال : ثم لم يزل يدعو لنا حتى زالت الشمس
قال الزارع : يا رسول الله إن معنا ابن أخت لنا ليس منا قال : " ابن أخت القوم منهم " . فانصرفنا راجعين فقال الأشج : إنك كنت يا زارع أمثل مني رأيا فيهما وكان في القوم جهم بن قثم كان قد شرب قبل ذلك بالبحرين مع ابن عم له فقام إليه ابن عمه فضرب ساقه بالسيف فكانت تلك الضربة في ساقه فقال بعض القوم : يا رسول الله بأبي وأمي إن أرضنا ثقيلة وخمة وإنا نشرب من هذا الشراب على طعامنا فقال : " لعل أحدكم أن يشرب الإناء ثم يزداد إليها أخرى حتى يأخذ منه الشراب فيقوم إلى ابن عمه فيضرب ساقه بالسيف " . فجعل يغطي جهم بن قثم ساقه
قال : فنهاهم عن الدماء والنقير والحنتم
قلت : عند أبي داود طرف منه
رواه البزار وفيه أم أبان بنت الوازع روى لها أبو داود وسكت على حديثها فهو حسن وبقية رجاله ثقات
(9/648)
16062 - وعن نافع العبدي قال : وفد المنذر بن ساوى من البحرين حتى أتى الرسول صلى الله عليه و سلم ومع المنذر أناس وأنا غليم لا أعقل أمسك جمالهم
قال : فذهبوا بسلاحهم فسلموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم ووضع المنذر سلاحه ووضع ثيابا كانت معه ومسح لحيته بدهن فأتى نبي الله صلى الله عليه و سلم فسلم وأنا مع الجمال أنظر إلى نبي الله صلى الله عليه و سلم . فقال المنذر : قال النبي صلى الله عليه و سلم : " رأيت منك ما لم أر من أصحابك " . قلت : وما رأيت مني يا رسول الله ؟ قال : " وضعت سلاحك ولبست ثيابك وتدهنت " . قال : يا نبي الله أفشيء جبلت عليه أم شيء أحدثه ؟ قال : " لا بل
ص . 651
شيء جبلت عليه " . فسلموا على النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أسلمت عبد القيس طوعا وأسلم الناس كرها فبارك الله في عبد القيس "
قال : نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم كما أنا أنظر إليك ولكني لم أعقل
ومات نافع وهو ابن عشرين ومائة سنة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه سليمان بن نافع العبدي ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه حرجا ولا توثيقا . وبقية رجاله ثقات
(9/650)
173 - . باب ما جاء في ضرار بن الأزور رضي الله عنه
(9/651)
16063 - عن ضرار بن الأزور قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : امدد يدك أبايعك على الإسلام ثم قلت :
وتركت القداح وعزف القيان . . . والخمر تصلية وابتهالا
وكري المحبر في عمره . . . وحملي على المسلمين القتالا
فيا رب لا أغبنن بيعتي . . . فقد بعت أهلي ومالي بدالا
رواه الطبراني وعبد الله إلا أنه قال : وحملي على المشركين بدل : المسلمين . وقال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
ما غبنت صفقتك يا ضرار
وقال في الإسناد : محمد بن سعيد الباهلي والضعيف قرشي والله أعلم
ورواه الطبراني بإسنادين في أحدهما محمد بن سعيد بن زياد الأترم وهو ضعيف وفي ثقات ابن حبان محمد بن سعيد بن زياد ولم يقل الأترم فإن كان هو فقد وثق وإلا فهو الضعيف وفي الآخر من لم أعرفه
(9/651)
174 - . باب في نبيشة رضي الله عنه
(9/651)
16064 - قال الطبراني :
ص . 652
هو نبيشة بن عبد الله الهذلي يقول : نبيشة الخير وهو نبيشة بن عبد الله بن شيبان بن عتاب بن الحارث بن حصين بن الحارث بن عبد العزى بن واثلة
(9/652)
16065 - وعن أم عاصم - وهي أم ولد سفيان بن سلمة بن المحبق الهذلي - قالت : دخل علينا نبيشة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم سماه : " نبيشة الخير " . دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعنده أسارى فقال : يا رسول الله إما أن تمن عليهم وإما أن تفاديهم فقال : " أمرت بخير أنت نبيشة الخير "
رواه الطبراني وإسناده حسن
(9/652)
175 - . باب في الوليد بن الوليد رضي الله عنه
(9/652)
16066 - عن إسماعيل بن أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أن الوليد بن الوليد كان محبوسا بمكة فلما أراد أن يهاجر باع مالا له يقال له : المنا بناقة بالطائف وقال :
وإن أهاجر وأبع بناقة
ثم أشتر منها حلي وناقة
ثم ارمهم بنفسك المشتاقة
فوجد غفلة من القوم فخرج هو وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة وسلمة بن هشام بن المغيرة مشاة يخافون الطلب فسعوا حتى تعبوا وقصر الوليد فقال :
ص . 653
يا قدمي ألحقاني بالقوم
لا تعداني كسلا بعد اليوم
فلما كان عند بحرة الأضراس نكب فقال :
هل أنت إلا إصبع دميت
وفي سبيل الله ما لقيت
فدخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فقال : يا رسول الله جزت وأنا ميت فكفني في قميصك واجعله مما يلي جلدي . فتوفي فكفنه رسول الله صلى الله عليه و سلم في قميصه ودخل على أم سلمة وبين يديها صبي وهي تقول :
[ ابك ] الوليد بن الوليد . . . [ أبا الوليد ] بن المغيره
إن الوليد بن الولي . . . د [ الوليد ] أبا الوليد كفى العشيره
قد كان غيثا في السني . . . ن [ السنين ] وجعفرا غدقا وميره
فقال : " إن كنتم تتخذون الوليد حنانا " . فسماه عبد الله
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك
(9/652)
176 - . باب ما جاء في تميم الداري رضي الله عنه
(9/653)
16067 - قال الطبراني : تميم بن أوس الداري ويقال : ابن قيس يكنى أبا رقية وهو [ عم ] تميم بن [ أوس بن ] خارجة بن سواد بن جذيمة بن دراع بن عدي بن الدار بن لخم بن حبيب بن لمازة [ بن ] لخم
ص . 654
(9/653)
16068 - وعن أبي هريرة قال : أول من أسرج في المسجد تميم الداري
رواه الطبراني وفيه خالد بن إلياس وهو متروك
(9/654)
177 - . باب ما جاء في كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني رضي الله عنه
(9/654)
16069 - عن محمد بن سلام - يعني البيكندي - قال : واسم أبي سلمى ربيعة بن رياح بن قرظ بن الحارث بن مازن بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطي بن عثمان بن مزينة
رواه الطبراني
(9/654)
16070 - وعن محمد بن إسحاق قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة منصرفه من الطائف كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير بن أبي سلمى يخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل رجلا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه وأنه بقي من شعراء قريش ابن الزبعري وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه فإن كانت لك في نفسك حاجة ففر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا وإن أنت لم تفعل فانج ولا نجا لك وقد كان كعب قال أبياتا نال فيها من رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه وأرجف به من كان حاضره من عدوه فلما لم يجد من شيء بدا قال قصيدته التي يمتدح فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم بذكر خوفه وإرجاف الوشاة به
ص . 655
ثم خرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة - كما ذكر لي - فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حين صلى الصبح فصلى مع الناس ثم أشار له إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقم إليه فاستأمنه فذكر لي أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى وضع يده في يده وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يعرفه فقال : يا رسول الله إن كعب بن زهير جاء ليستأمن منك تائبا مسلما فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نعم " . فقال : يا رسول الله أنا كعب بن زهير
قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال : وثب عليه رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " دعه عنك فإنه قد جاء تائبا نازعا " . فغضب علي هذا الحي من الأنصار لما صنع به صاحبهم وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير فقال قصيدته التي قالها حين قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان مما قال [ فيها ] :
تمشي الوشاة بجنبيها وقولهم . . . إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول
وقال كل صديق كنت آمله : . . . لا ألفينك إني عنك مشغول
فقلت : خلوا سبيلي لا أبا لكم . . . فكل ما قدر الرحمن مفعول
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته . . . يوما على آلة حدباء محمول
أنبئت أن رسول الله أوعدني . . . والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال . . . فرقان [ الفرقان ] فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم . . . أذنب وإن كثرت عني الأقاويل
إن الرسول لنور يستضاء به . . . مهند من سيوف الله مسلول
في عصبة من قريش قال قائلهم . . . ببطن مكة لما أسلموا : زولوا
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف . . . عند اللقاء ولا ميل مغازيل
يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم . . . ضرب إذا غرد السود التنابيل
شم العرانين أبطال لبوسهم . . . من نسج داود في الهيجا سرابيل
بيض سوابغ قد شكت لها حلق . . . كأنها حلق القفعاء مجدول
ص . 656
ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم . . . قوما وليسوا مجازيعا وإن نيلوا
لا يقع الطعن إلا في نحورهم . . . وما لهم عن حياض الموت تهليل
قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمرو بن قتادة قال : فلما قال : السود التنابيل . وإنما أراد معشر الأنصار لما كان صاحبهم صنع وخص المهاجرين من قريش من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بمدحته غضبت عليه الأنصار فبعد أن أسلم أخذ يمدح الأنصار ويذكر بلاءهم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وموضعهم من النبي صلى الله عليه و سلم
من سره كرم الحياة فلا يزل . . . في مقنب من صالحي الأنصار الباذلين نفوسهم لنبيهم . . . يوم الهياج وفتنة الحار  والضاربين الناس عن أحياضهم . . . بالمشرفي وبالقنا الخطار  والناظرين بأعين محمرة . . . كالجمر غير كليلة الأبصار
يتطهرون كأنه نسك لهم . . . بدماء من قتلوا من الكفار
لو يعلم الأقوام علمي كله . . . فيهم لصدقني الذين أماري
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقحمات الباطل تعريفها في شريعة النووي

    تعقيب علي المقحمات يتبين من تعريف المقحمات بين النووي ومعاجم اللغة العتيدة أن النووي أخطأ جدا في التعريف { المقحمات مفتوح للك...