الاثنين، 20 سبتمبر 2021

ج16//3. مجمع الزوائد من17512 -17728 -



17512 - وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن الله عز و جل يقول : يقبل توبة عبده أو يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب
قيل : وما وقوع الحجاب ؟ قال : " تخرج النفس وهي مشركة "
رواه أحمد والبزار وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد وثقه جماعة
ص . 327
وضعفه آخرون وبقية رجالهما ثقات وأحد إسنادي البزار فيه إبراهيم بن هانئ وهو ضعيف
(10/356)
17513 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا يزال [ الله ] تبارك وتعالى يقبل التوبة من عبده ما لم يغرغر بنفسه
رواه البزار وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك
(10/327)
5 - . باب الندامة على الذنب
(10/327)
17514 - عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله فإن التوبة من الذنب الندامة والاستغفار
قلت : في الصحيح طرف من أوله
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن يزيد الواسطي وهو ثقة
(10/327)
17515 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كفارة الذنب الندامة "
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف
ص . 328
(10/327)
17516 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
النادم ينتظر التوبة والمعجب ينتظر المقت
رواه الطبراني في الصغير وفيه مطرف بن مازن وهو ضعيف
(10/328)
17517 - وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " الندم توبة "
رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك الرواسي وضعفه غير واحد ووثقه ابن حبان وقال : يغرب ويخطئ وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/328)
17518 - وعن وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الندم توبة "
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد وبقية رجاله وثقوا
(10/328)
17519 - وعن ابن أبي سعيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
الندم توبة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(10/328)
17520 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الندم توبة "
ص . 329
رواه الطبراني في الصغير ورجاله وثقوا وفيهم خلاف
(10/328)
17521 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن العبد ليذنب ذنبا فإذا ذكره أحزنه ما صنع فإذا نظر الله إليه أحزنه ما صنع غفر له
رواه الطبراني في الأوسط وفيه داود بن المحبر وهو ضعيف
(10/329)
17522 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أصاب ذنبا فندم غفر الله عز و جل له ذلك الذنب من قبل أن يستغفره ومن أنعم الله عليه نعمة فعلم أنها من الله كتب الله له شكرها من قبل أن يحمده عليها ومن كساه الله ثوبا فعلم أن الله هو الذي كساه لم يبلغ الثوب ركبتيه حتى يغفر له
رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما بزيع بن حسان أبو الخليل وفي الآخر سليمان بن داود المنقري وكلاهما ضعيف
(10/329)
6 - . باب التوبة إلى الله تعالى
(10/329)
17523 - عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى بأسير فقال : اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " عرف الحق لأهله "
رواه أحمد والطبراني وفيه محمد بن مصعب وثقه أحمد وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/329)
7 - . باب إخلاص التوبة من الذنب
(10/329)
17524 - ص . 330 عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود فيه
رواه أحمد وإسناده ضعيف
(10/330)
17525 - وعن عوف بن مالك قال : ما من ذنب إلا وأنا أعرف توبته قيل : وما توبته ؟ قال : أن يتركه ثم لا يعود
رواه الطبراني بإسناد حسن
(10/330)
8 - . باب التائب من الذنب كمن لا ذنب له
(10/330)
17526 - عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
التائب من الذنب كمن لا ذنب له
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه
(10/330)
17527 - وعن ابن أبي سعيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
الندم توبة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
قلت : وقد تقدمت أحاديث في باب الإسلام يجب ما كان قبله في كتاب الإيمان
(10/330)
9 - . باب فيمن يكف عن الذنوب
(10/330)
17528 - ص . 331 عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب
رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن ميمون وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/331)
10 - . باب ما جاء فيمن يستغفر ويتوب كلما أذنب
(10/331)
17529 - عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن الله عز و جل يحب العبد المؤمن المفتن التواب ( الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب )
رواه عبد الله وأبو يعلى وفيه من لم أعرفه
(10/331)
17530 - عن عقبة بن عامر أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أحدنا يذنب قال : " يكتب عليه " . قال : ثم يستغفر منه ويتوب قال : " يغفر له ويتاب عليه " . قال : فيعود فيذنب قال : " فيكتب عليه " . قال : ثم يستغفر منه ويتوب قال : " يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى تملوا "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن
(10/331)
17531 - وعن عائشة قالت : جاء حبيب بن الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني رجل
ص . 332
مقراف قال : " فتب إلى الله يا حبيب " . قال : يا رسول الله إني أتوب ثم أعود قال : " فكلما أذنبت فتب " . قال : يا رسول الله إذا تكثر ذنوبي قال : " عفو الله أكبر من ذنوبك يا حبيب بن الحارث "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه نوح بن ذكوان وهو ضعيف
(10/331)
17532 - وعن أنس قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إذا أذنبت فاستغفر ربك " . قال : فإني أستغفره ثم أعود فأذنب قال : " فإذا أذنبت فعد فاستغفر ربك " . قال : فإني أستغفر ثم أعود فأذنب قال : " إذا أذنبت فعد فاستغفر ربك " . فقالها في الرابعة فقال : " إذا أذنبت فاستغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المخسور "
رواه البزار وفيه بشار بن الحكم الضبي ضعفه غير واحد وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به وبقية رجاله وثقوا
قلت : وتأتي أحاديث الاستغفار بعد هذا
(10/332)
13 - . باب المؤمن نساء إذا ذكر ذكر
(10/332)
17533 - عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق وإن المؤمن خلق مفتنا توابا نساء إذا ذكر ذكر
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وأحد أسانيد الكبير رجاله ثقات وله السياق
(10/332)
14 - . باب المؤمن يسهو ثم يرجع
(10/332)
17534 - ص . 333 عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
مثل المؤمن ومثل الإيمان كمثل الفرس في آخيته يجول ثم يرجع إلى آخيته وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان فأطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير أبي سليمان الليثي وعبد الله بن الوليد التجيبي وكلاهما ثقة
(10/333)
15 - . باب المؤمن واه راقع
(10/333)
17535 - عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
المؤمن واه واقع فسعيد من هلك على رقعه
رواه الطبراني في الصغير والأوسط والبزار وقال الطبراني : ومعنى واه يعني مذنب وراقع يعني تائب مستغفر
وفيه سعيد بن خالد الخزاعي وهو ضعيف
(10/333)
16 - . باب فيمن يعمل الحسنات بعد السيئات
(10/333)
17536 - ص . 334 عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل حسنة أخرى فانفكت أخرى حتى يخرج إلى الأرض
رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح
(10/334)
17537 - وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وبما بقي
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(10/334)
17538 - وعن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أرأيت من عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها فهل لذلك من توبة ؟ قال : " فهل أسلمت ؟ " . قال : فأما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال : " تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن " . قال : وغدراتي وفجراتي ؟ قال : " نعم " . قال : الله أكبر فما زال يكبر حتى توارى
رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال : " تعمل الخيرات وتسبر السبرات "
ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هارون أبي نشيط وهو ثقة
(10/334)
17 - . باب فيمن يلتمس رضا الله تعالى
(10/334)
17539 - ص . 335 عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن العبد ليلتمس مرضاة الله تعالى فلا يزال بذلك فيقول الله عز و جل لجبريل : إن فلانا عبدي يلتمس أن يرضيني ألا وإن رحمتي عليه . فيقول جبريل : رحمة الله على فلان ويقولها حملة العرش ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السماوات السبع ثم يهبط إلى الأرض
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة
(10/335)
17540 - وعن عمرو بن مالك الرؤاسبي قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأعرض عني فقلت : إن الرب تبارك وتعالى ليترضى فيرضى فارض عني فرضي عني
رواه البزار من رواية طارق عن عمرو بن مالك وطارق ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه وبقية رجاله ثقات
(10/335)
18 - . ( أبواب في أعمار الأمة )
(10/335)
1 - . باب ما جاء في طول عمر المؤمن والنهي عن تمنيه الموت
(10/335)
17541 - عن أم الفضل أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى الموت فقال :
يا عباس عم رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تمن الموت إن كنت محسنا
ص . 336
تزداد إحسانا خيرا لك وإن كنت مسيئا استغنيت خيرا لك لا تمن الموت
(10/335)
17542 - وفي رواية : " إن كنت مسيئا فإن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك "
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير هند بنت الحارث فإن كانت هي القرشية أو الفراسية فقد احتج بها في الصحيح وإن كانت الخثعمية فلم أعرفها
(10/336)
17543 - وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله عز و جل الإنابة
رواه أحمد والبزار وإسناده حسن
(10/336)
17544 - وعن أبي أمامة قال : جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرنا ورققنا فبكى سعد فأكثر البكاء فقال : يا ليتني مت فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " يا سعد أعندي تتمنى الموت ؟ " . فردد ذلك ثلاث مرات ثم قال : " يا سعد إن كنت خلقت للجنة فما طال عمرك وحسن من عملك فهو خير لك "
ص . 337
رواه أحمد والطبراني وزاد فيه : " وإن كنت خلقت للنار فبئس الشيء تتعجل إليه " . وفيه يزيد بن علي الألهاني وهو ضعيف
(10/336)
2 - . باب فيمن طال عمره من المسلمين
(10/337)
17545 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بخيركم ؟ " . قالوا : بلى يا رسول الله قال : " خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا "
(10/337)
17546 - وفي رواية : " أحسنكم أخلاقا " . بدل : " أعمالا "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(10/337)
17547 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بخياركم ؟ " . قالوا : بلى يا رسول الله قال : " خياركم أطولكم أعمارا إذا سددوا "
رواه أبو يعلى وإسناده حسن
(10/337)
17548 - وعن أبي بكرة أن رجلا قال : يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال :
من طال عمره وحسن عمله
قال : فأي الناس شر ؟ قال : " من طال عمره وساء عمله "
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده جيد
(10/337)
17549 - وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 338
ألا أنبئكم بخياركم ؟
قالوا : بلى قال : " أحاسكنم أخلاقا وأطولكم أعمارا "
قلت : رواه الترمذي غير قوله : " أطولكم أعمارا "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثق
(10/337)
17550 - وعن عبادة - يعني ابن الصامت - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
ألا أنبئكم بخياركم ؟
قالوا : بلى يا رسول الله قال : " أطولكم أعمارا في الإسلام إذا سددوا "
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف
(10/338)
17551 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لله عبادا يضن بهم عن القتل ويطيل أعمارهم في حسن العمل ويحسن أرزاقهم ويحييهم في عافية ويقبض أرواحهم في عافية على الفرش ويعطيهم منازل الشهداء
رواه الطبراني وفيه جعفر بن محمد الواسطي الوراق ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(10/338)
17552 - وعن شداد أبي عمار قال : قال عوف بن مالك : يا طاعون خذني إليك فقالوا : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " كلما طال عمر المسلم كان له خيرا " ؟ . قال : بلى
رواه الطبراني وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف
ص . 339
(10/338)
17553 - وعن أبي هريرة قال : كان رجلان من بلي - حي من قضاعة - أسلما مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبيد الله : فرأيت الجنة فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم - أو ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة ؟
قلت : هذا من حديث أبي هريرة كما تراه إنما لطلحة فيه رؤية المنام ولطلحة حديث رواه ابن ماجة
رواه أحمد وإسناده حسن
(10/339)
17554 - وعن عبد الله بن شداد أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فأسلموا قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من يكفينيهم ؟ " . قال طلحة : أنا قال : فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه و سلم بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد ثم بعث بعثا آخر فخرج فيه آخر فاستشهد ثم مات الثالث على فراشه . قال طلحة : فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة فرأيت الميت على فراشه أمامهم ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه ورأيت أولهم آخرهم . قال : فدخلني من ذلك فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له قال : فقال : " وما أنكرت من ذلك ؟ ليس أحد أفضل عند الله عز و جل من مؤمن يعمر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله "
ص . 340
قلت : لطلحة حديث رواه ابن ماجة في التعبير غير هذا
رواه أحمد فوصل بعضه وأرسل أوله ورواه أبو يعلى والبزار فقالا : عن عبد الله بن شداد عن طلحة فوصلاه بنحوه ورجالهم رجال الصحيح
(10/339)
17555 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه - رفع الحديث - قال :
المولود حتى يبلغ الحنث ما عمل من حسنة كتبت لوالده - أو لوالديه - وما عمل من سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه فإذا بلغ الحنث جرى عليه القلم أمر الملكان اللذان معه أن يحفظا وأن يشددا فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام أمنه الله من البلايا الثلاثة : الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ الخمسين خفف الله حسابه فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة بما يحب فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين كتب الله حسناته وتجاوز عن سيئاته فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه في أهل بيته وكان أسير الله في أرضه فإذا بلغ أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير فإذا عمل سيئة لم تكتب عليه
(10/340)
17556 - وفي رواية : عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ما من مسلم يعمر في الإسلام
فذكر نحوه وقال : " فإذا بلغ السبعين سنة في الإسلام أحبه الله وأحبه أهل السماء "
(10/340)
17557 - وفي رواية : " إذا بلغ سبعين سنة في الإسلام أحبه أهل السماء وأهل الأرض "
(10/340)
17558 - وفي رواية : " فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إلى الله بما يحب الله
ص . 341
فإذا بلغ السبعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكان أسير الله في أرضه وشفع في أهل بيته "
رواها كلها أبو يعلى بأسانيد
(10/340)
17559 - ورواه أحمد موقوفا باختصار وقال فيه : " فإذا بلغ الستين رزقه الله عز و جل إنابة يحبه عليها "
(10/341)
17560 - وروى بعده بسنده إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثله
ورجال إسناد ابن عمر وثقوا على ضعف في بعضهم كثير وفي أحد أسانيد أبي يعلى ياسين الزيات وفي الآخر يوسف بن أبي ذرة وهما ضعيفان جدا . وفي الآخر أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض وهو لين وبقية رجال هذه الطريق ثقات . وفي إسناد أنس الموقوف من لم أعرفه
(10/341)
17561 - وعن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من عمره الله تبارك وتعالى أربعين سنة في الإسلام صرف الله عنه أنواعا من البلايا : الجذام والبرص وحنق الشيطان ومن عمره الله خمسين سنة في الإسلام لين الله عليه الحساب
(10/341)
17562 - وفي رواية : " هون الله عليه الحساب يوم القيامة ومن عمره الله ستين سنة في الإسلام رزقه الله الإنابة إليه بما يحب الله ومن عمره الله سبعين سنة في الإسلام أحبه أهل السماء وأهل الأرض ومن عمره الله ثمانين سنة في الإسلام محا الله سيئاته وكتب حسناته "
ص . 342
قال أنس في حديثه : " كتب الله حسناته ولم يكتب سيئاته ومن عمره الله تسعين سنة في الإسلام غفر الله له ذنوبه وكان أسير الله في أرضه وشفيعا لأهل بيته يوم القيامة " . قال أنس بن عياض : " وشفع في أهل بيته يوم القيامة "
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات
(10/341)
17563 - وعن عثمان - يعني ابن عفان - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
العبد المسلم إذا بلغ خمسين سنة خفف الله حسناته وإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة إليه وإذا بلغ سبعين سنة أحبه أهل السماء فإذا بلغ ثمانين سنة ثبت الله حسناته ومحا سيئاته فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه الله عز و جل في أهل بيته وكتب في السماء أسير الله في الأرض
رواه أبو يعلى في الكبير وفيه عزرة بن قيس الأزدي وهو ضعيف
(10/342)
17564 - وعن عبد الله بن أبي بكر الصديق قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا بلغ المرء المسلم خمسين سنة صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء : الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة إليه فإذا بلغ سبعين سنة محيت سيئاته وكتبت حسناته فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر وكان أسير الله في الأرض وشفيعا لأهل بيته
رواه الطبراني من رواية عبد الله بن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن أبي بكر الصديق ولم يدركه ولكن رجاله ثقات إن كان محمد بن عمار الأنصاري هو سبط ابن سعد القرظ والظاهر أنه هو والله أعلم
ورواه البزار باختصار كثير وفي إسناده مجاهيل كما قال
(10/342)
17565 - وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ص . 343
إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر وأبلغ إليه في العمر
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(10/342)
3 - . باب في أعمار هذه الأمة
(10/343)
17566 - عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم الذين يبلغون ثمانين
رواه أبو يعلى وفيه شيخ هشيم لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/343)
17567 - وعن حذيفة أنه قال : يا رسول الله حدثنا عن أعمار أمتك ؟ قال : " ما بين الخمسين إلى الستين " . قالوا : يا رسول الله فأبناء السبعين ؟ قال : " قل من يبلغها من أمتي رحم الله أبناء السبعين ورحم الله أبناء الثمانين "
رواه البزار وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف
(10/343)
17568 - وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أقل أمتي الذين يبلغون السبعين
ص . 344
رواه الطبراني قلت : لعله " التسعين " . فإن هذا من النسخة التي كتبت منها لم تقابل . والله أعلم
(10/343)
4 - . باب تمني الموت لمن وثق بعمله وتمنيه عند فساد الزمان
(10/344)
17569 - عن عمرو بن عبسة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لا يتمن أحدكم الموت إلا أن يثق بعمله فإن رأيتم في الإسلام ست خصال فتمنوا الموت وإن كانت نفسك في يدك فأرسلها : إضاعة الدم وإمارة الصبيان وكثرة الشرط وإمارة السفهاء وبيع الحكم ونشؤ يتخذون القرآن مزامير
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
(10/344)
17570 - وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه إلا أن يكون قد وثق بعمله
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو مدلس وفيه ضعف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/344)
17571 - وعن أبي المعلى قال : قال الحكم الغفاري : يا طاعون خذني إليك . فقال له رجل من القوم : بم تقول هذا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " ألا لا يتمنين أحدكم الموت " ؟ . قال : قد سمعت ما سمعتم ولكني أبادر ستا : بيع الحكم وكثرة الشرط وإمارة الصبيان وسفك الدماء وقطيعة الرحم ونشؤ يكون في آخر الزمان يتخذون القرآن مزامير
رواه الطبراني وأبو المعلى لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(10/344)
5 - . باب فيمن شاب في الإسلام
(10/344)
تقدم في الزينة
(10/344)
19 - . ( أبواب في الاستغفار ونحوه )
(10/344)
1 - . باب فيمن صلى ثم استغفر
(10/344)
17572 - ص . 345 عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال : أتيت أبا الدرداء في مرضه الذي قبض فيه فقال لي : يا ابن أخي ما أعملك إلى هذا البلد ؟ وما جاء بك ؟ قال : قلت : لا إلا صلة بينك وبين عبد الله بن سلام فقال أبو الدرداء : بئس ساعة الكذب هذه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام يصلي ركعتين أو أربعا - شك سهل - يحسن فيها الركوع والخشوع ثم استغفر الله غفر له
رواه أحمد وفيه من لم أعرفه
(10/345)
2 - . باب ما جاء في الاستغفار
(10/345)
17573 - عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن إبليس قال لربه عز و جل : وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال له ربه : فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وقال : " لا أبرح أغوي عبادك " . والطبراني في الأوسط وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى
ص . 346
(10/345)
17574 - وعن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فإن إبليس قال : أهلكت الناس بالذنوب فأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون
رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف
(10/346)
17575 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد وجلاؤها الاستغفار
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وزاد فيه : قالوا : يا رسول الله فما جلاؤها ؟ قال : " الاستغفار "
وفيه الوليد بن سلمة الطبراني وهو كذاب
(10/346)
3 - . باب العجلة بالاستغفار
(10/346)
17576 - عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء فإن ندم واستغفر منها ألقاها وإلا كتبت واحدة
رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها وثقوا
(10/346)
17577 - وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال فإذا عمل العبد حسنة كتبها بعشر
ص . 347
أمثالها وإن عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين : أمسك عنها فيمسك عنها فإن استغفر لم تكتب وإن سكت كتبت عليه
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو كذاب ولكنه موافق لما قبله وليس فيه شيء زائد غير أن الحسنة يكتبها بعشر أمثالها وقد دل القرآن والسنة على ذلك
(10/346)
17578 - وعن أم عصمة العوصية امرأة من قيس قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من عبد يعمل ذنبا إلا وقف الملك الموكل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات فإن استغفر الله من ذنبه ذلك في شيء من تلك الساعات لم يوقف عليه يوم القيامة
رواه الطبراني وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وهو متروك
(10/347)
4 - . باب الإكثار من الاستغفار
(10/347)
17579 - عن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(10/347)
17580 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من حافظين يرفعان إلى الله [ ما حفظا ] في يوم فيرى [ الله ] تبارك
ص . 348
وتعالى في أول الصحيفة وفي آخرها استغفارا إلا قال تبارك وتعالى : قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة
رواه البزار وفيه تمام بن نجيح وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/347)
17581 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة
(10/348)
17582 - وفي رواية : " إني لأتوب " . مكان : " إني لأستغفر "
رواه الطبراني في الأوسط كله وروى معه أبو يعلى والبزار وإسناد : " إني لأستغفر " حسن وأحد إسنادي أبي يعلى في حديث : " إني لأتوب إلى الله " رجاله رجال الصحيح
(10/348)
17583 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إني لأستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة
(10/348)
17584 - وفي رواية : " أكثر من سبعين مرة "
(10/348)
17585 - وفي رواية : " مائة مرة "
رواها كلها الطبراني في الأوسط وأسانيدها حسنة
(10/348)
17586 - وعن أنس بن مالك أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني امرؤ ذرب ( حاد ) اللسان وأكثر ذلك على أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أين أنت من الاستغفار ؟ إني لأستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن سليم وهو ضعيف
ص . 349
(10/348)
17587 - وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة
قلت : رواه ابن ماجة غير قوله : " مائة مرة "
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
(10/349)
17588 - وعن عبد الرحمن بن دلهم أن رجلا قال : يا رسول الله علمني عملا أدخل به الجنة قال : " لا تغضب ولك الجنة " . قال : يا رسول الله زدني قال : " استغفر الله في اليوم سبعين مرة قبل أن تغيب الشمس يغفر الله لك ذنب سبعين عاما " . قال : ليس لي سبعون عاما قال : " فلأبيك " . قال : ليس لأبي سبعون عاما قال : " فلأهل بيتك " . قال : ليس لأهل بيتي قال : " فلجيرانك "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
(10/349)
5 - . باب أوقات الاستغفار
(10/349)
قلت : قد تقدمت أحاديث في هذا الباب في الأدعية في أوقات الإجابة وأذكر حديثا منها :
(10/349)
17589 - عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له ؟ هل من سائل فيعطى ؟ هل من مكروب فيفرج عنه ؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(10/349)
17590 - وعن أنس قال :
ص . 350
أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نستغفر بالأسحار سبعين مرة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك
(10/350)
6 - . باب كيفية الاستغفار
(10/350)
17591 - عن أبي موسى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
اللهم إني استغفرك لما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير
قلت : له في الصحيح : " اللهم اغفر لي ما قدمت " . إلى آخره . وهذا : " اللهم إني أستغفرك "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن [ ابن ] بريدة قال : حدثت عن الأشعري
(10/350)
17592 - وعن ابن عباس - رفع الحديث - أنه قال :
من قال : سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه كتبت كما قالها ثم علقت بالعرش لا يمحوها ذنب عمله صاحبها حتى يلقى الله وهي مختومة عليها
رواه الطبراني وفيه مالك بن يحيى بن مالك وهو ضعيف
(10/350)
17593 - وعن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن أوفى كلمة [ عند الله ] أن يقول العبد : اللهم أنت ربي وأنا عبدك
ص . 351
ظلمت نفسي واعترفت بذنبي ولا يغفر الذنوب إلا أنت أي رب فاغفر لي ذنبي
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف
(10/350)
17594 - وعن عبد الله بن مسعود قال : لا يقول رجل : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات إلا غفر له وإن كان فر من الزحف
رواه الطبراني موقوفا ورجاله وثقوا
(10/351)
7 - . باب استغفار الولد لوالده
(10/351)
17595 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول : يا رب أنى لي هذه ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وقد وثق
(10/351)
17596 - وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يتبع الرجل يوم القيامة من الحسنات أمثال الجبال فيقول : أنى هذا ؟ فيقال : باستغفار ولدك لك
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء قد وثقوا
(10/351)
8 - . باب الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات
(10/351)
17597 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 352
من لم يكن عنده مال يتصدق به فليستغفر للمؤمنين والمؤمنات فإنها صدقة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم
(10/351)
17598 - وعن عبادة بن الصامت قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة
رواه الطبراني وإسناده جيد
(10/352)
17599 - وعن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من قال كل يوم : اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات أتحف به من كل مؤمن حسنة
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف
(10/352)
17600 - وعن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرة أو خمسا وعشرين مرة - أحد العددين - كان من الذين يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض
رواه الطبراني وفيه عثمان بن أبي العاتكة وقال فيه : حدثت عن أم الدرداء وعثمان هذا وثقه غير واحد وضعفه الجمهور وبقية رجاله المسمين ثقات
(10/352)
9 - . باب الاستغفار لأهل الكبائر من المسلمين وما جاء فيهم
(10/352)
17601 - عن ابن عمر قال : كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا نبينا صلى الله عليه و سلم يقول :
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }
وقال : " أخرت شفاعتي لأهل الكبائر يوم القيامة "
ص . 353
رواه البزار وإسناده جيد
قلت : قد تقدم في أوائل التوبة : باب ما جاء في المذنبين من أهل التوحيد
(10/352)
20 - . باب ما جاء في وعد الله تعالى ووعيده
(10/353)
17602 - عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من وعده الله تعالى على عمل ثوابا فهو منجزه له ومن وعده الله تعالى على عمل عقابا فهو منه بالخيار
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه سهيل بن أبي حزم وقد وثق على ضعفه وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/353)
21 - . باب فيمن علم أن الله يغفر الذنب
(10/353)
17603 - عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أذنب ذنبا فعلم أن الله عز و جل إن شاء عذبه عذبه وإن شاء أن يغفر له غفر له كان حقا على الله عز و جل أن يغفر له
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن مرزوق الجدي وهو ضعيف
(10/353)
22 - . باب فيمن أذنب فعلم أن الله تعالى اطلع عليه
(10/353)
17604 - عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أذنب ذنبا فعلم أن الله قد اطلع عليه غفر له وإن لم يستغفر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن هراسة وهو متروك
(10/353)
23 - . باب في مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته
(10/353)
17605 - ص . 354 عن عبد الله بن عمرو قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال :
إن الله جل ذكره لا يتعاظمه ذنب غفره إن رجلا كان فيمن كان قبلكم قتل ثمانيا وتسعين نفسا فأتى راهبا فقال : إني قتلت ثمانيا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة ؟ فقال له : قد أسرفت فقام إليه فقتله . ثم أتى راهبا آخر فقال : إني قتلت تسعا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة ؟ قال : لا قد أسرفت فقام إليه فقتله . ثم أتى راهبا آخر قال : إني قتلت مائة نفس هل تجد لي من توبة ؟ فقال : قد أسرفت وما أدري ولكن ههنا قريتان قرية يقال لها : بصرة والأخرى يقال لها : كفرة فأما بصرة فيعملون عمل الجنة لا يثبت فيها غيرهم وأما كفرة فيعملون عمل أهل النار لا يثبت فيها غيرهم فانطلق إلى أهل بصرة فإن ثبت فيها وعملت مثل أهلها فلا تشك في توبتك . فانطلق يريدها حتى إذا كان بين القريتين أدركه الموت فسألت الملائكة ربها عنه فقال : انظروا أي القريتين كان أقرب فاكتبوه من أهلها . فوجدوه أقرب إلى بصرة بقيد أنملة فكتب من أهلها
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
(10/354)
17606 - وعن أبي عبد رب أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن رجلا أسرف على نفسه فلقي رجلا فقال : إن الآخر قتل تسعا وتسعين نفسا كلهم ظلما فهل لي من توبة ؟ قال : لا فقتله
ص . 355
وأتى آخر فقال : إن الآخر قتل مائة نفس كلها ظلما فهل تجد لي من توبة ؟ فقال : إن حدثتك على أن الله لا يتوب على من تاب كذبتك ههنا قوم يتعبدون فائتهم تعبد الله معهم . فتوجه إليهم فمات على ذلك فاجتمعت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فبعث الله إليهم ملكا فقال : قيسوا ما بين المكانين فأيهم أقرب فهو منهم فوجدوه أقرب إلى دير التوابين بأنملة فغفر له
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير أبي عبد رب وهو ثقة . ورواه أبو يعلى بنحوه كذلك
(10/354)
17607 - وعن أبي قيس مولى بني جمح قال : سمعت أبا زمعة البلوي - وكان من أصحاب الشجرة بايع النبي صلى الله عليه و سلم تحتها - وأتى يوما مسجد الفسطاط فقام في الرحبة وقد كان بلغه عن عبد الله بن عمرو بعض التشديد فقال : لا تشددوا على الناس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
قتل رجل من بني إسرائيل سبعا وتسعين نفسا فذهب إلى راهب فقال : إني قتلت سبعا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة ؟ قال : لا فقتل الراهب . ثم ذهب إلى راهب آخر فقال : إني قتلت ثمانيا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة ؟ قال : لا فقتله . ثم ذهب إلى الثالث فقال : إني قتلت تسعا وتسعين نفسا منهم راهبان فهل تجد لي من توبة ؟ فقال : لقد عملت شرا ولئن قلت : إن الله ليس بغفور رحيم لقد كذبت فتب إلى الله . فقال : أما أنا فلا أفارقك بعد قولك فلزمه على أن لا يعصيه فكان يخدمه في ذلك فهلك يوما رجل والثناء عليه قبيح فلما دفن قعد على قبره فبكى بكاء شديدا ثم توفي آخر والثناء عليه حسن فلما دفن قعد على قبره فضحك ضحكا شديدا
ص . 356
فأنكر أصحابه ذلك فاجتمعوا إلى رأسهم فقالوا : كيف يأوي إليك هذا قاتل النفوس وقد صنع ما رأيت ؟ فوقع في نفسه وأنفسهم فأتى إلى صاحبهم مرة من ذلك ومعه صاحب له فكلمه فقال له : ما تأمرني ؟ فقال : اذهب فأوقد تنورا ففعل ثم أتاه فأخبره : أن قد فعل . فقال : اذهب فألق نفسك فيها فلها عنه الراهب وذهب الآخر فألقى نفسه في التنور ثم استفاق الراهب فقال : إني لأظن أن الرجل قد ألقى نفسه في التنور بقولي فذهب فوجده حيا في التنور يعرق فأخذ بيده فأخرجه من التنور فقال : ما ينبغي أن تخدمني ولكن أنا أخدمك أخبرني عن بكائك عن المتوفي الأول وعن ضحكك عن الآخر . قال : أما الأول فلما دفن رأيت ما يلقى به من الشر فذكرت ذنوبي فبكيت . وأما الآخر فرأيت ما يلقى به من الخير فضحكت . وكان بعد ذلك من عظماء بني إسرائيل
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف
17608 - وعن ابن مسعود قال : كانت قريتان إحداهما صالحة والأخرى ظالمة فخرج رجل من القرية الظالمة يريد القرية الصالحة فأتاه الموت حيث شاء الله فاختصم فيه الملك والشيطان فقال الشيطان : والله ما عصاني قط فقال الملك : إنه خرج يريد التوبة فقضي بينهما أن ينظر إلى أيهما أقرب فوجدوه أقرب إلى القرية الصالحة بشبر فغفر له
قال معمر : وسمعت من يقول : قرب الله إليه القرية الصالحة
رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح
قلت : وقد تقدم حديث الذي أمر ولده أن يحرقوه إذا مات في باب من خاف من ذنوبه في أوائل كتاب التوبة وتأتي له طريق عجيبة في أبواب الشفاعة إن شاء الله تعالى
3 - . . . 24 . ( أبواب في رحمة الله عز و جل )
4 - . . . 1 . باب الله أرحم بعباده المؤمنين من الوالدة بولدها
17609 - ص . 358 عن أنس قال : مر النبي صلى الله عليه و سلم ونفر من أصحابه وصبي في الطريق فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول : ابني ابني وسعت فأخذته فقال القوم : يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار قال : فخفضهم ( وهون عليهم الأمر ) النبي صلى الله عليه و سلم وقال :
ولا الله يلقي حبيبه في النار "
رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح
(10/355)
17608 - وعن عبد الله بن أبي أوفى قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فإذا هو بصبي يبكي فقال : " يا عمر ضم الصبي فإنه ضال " . فجاءت أمه فأخذت ابنها فجعلت تضمه إليها وترشفه وتبكي فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أترون هذه رحيمة بولدها ؟ " . فقالوا : نعم فقال : " والله لله أرحم بالمسلمين من هذه بولدها "
رواه الطبراني وفيه فائد أبو الورقاء وهو متروك
ويأتي حديث عمر في أواخر كتاب البعث
(10/358)
2 - . باب منه في رحمة الله تعالى
(10/358)
17609 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما خلق الله تبارك وتعالى من شيء إلا وخلق ما يغلبه وخلق رحمته تغلب غضبه
ص . 358
رواه البزار وفيه من لم أعرفه
(10/358)
17612 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
قلت : يا جبريل أيصلي ربك جل ذكره ؟ قال : نعم قلت : ما صلاته ؟ قال : سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله وثقوا
(10/358)
17613 - وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم - أحسبه قال : - عليها
رواه البزار وإسناده حسن
(10/358)
17614 - وعن جندب قال : جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى راحلته فأطلق عقالها ثم ركبها ثم نادى : اللهم ارحمني ومحمدا لا تشرك في رحمتنا أحدا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أتقولون هو أضل أم بعيره ؟ ألم تسمعوا ما قال ؟
قالوا : بلى قال : " لقد حظرت رحمة الله واسعة إن الله عز و جل خلق مائة رحمة فأنزل رحمة يتعاطف بها الخلائق جنها وإنسها وبهائمها وعنده تسعة وتسعون أتقولون هو أضل أم بعيره ؟ "
قلت : رواه أبو داود باختصار
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجشمي ولم يضعفه أحد
ص . 359
(10/358)
17615 - وعن الحسن البصري قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن لله عز و جل مائة رحمة وإنه قسم رحمة واحدة بين أهل الأرض فوسعتهم إلى آجالهم وذخر عنده تسعة وتسعين لأوليائه يوم القيامة
(10/359)
17616 - وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل ذلك
رواه كله أحمد
(10/359)
17617 - وروى عن خلاس قال مثله
(10/359)
17618 - وروى عن محمد بن سيرين قال مثله
ورجال المرسلات ومسند أبي هريرة أيضا كلها رجال الصحيح
(10/359)
17619 - وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن الله جل وعز خلق مائة رحمة فرحمة بين خلقه يتراحمون بها وادخر لأوليائه تسعة وتسعين
رواه الطبراني وفيه مخيس بن تميم وهو مجهول وبقية رجاله ثقات
(10/359)
17620 - وعن عبادة - يعني ابن الصامت - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
قسم ربنا رحمته مائة جزء فأنزل منها جزءا في الأرض فهو الذي يتراحم
ص . 360
به الناس والطير والبهائم وبقيت عنده مائة رحمة إلا رحمة واحدة لعباده يوم القيامة
رواه الطبراني وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة وبقية رجاله غير إسحاق رجال الصحيح
(10/359)
17621 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله جل وعز خلق مائة رحمة رحمة منها قسمها بين الخلائق وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة
رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن
(10/360)
17622 - وعن الفرزدق بن غالب قال : لقيت أبا هريرة بالشام فقال لي : أنت الفرزدق ؟ قلت : نعم فقال : أنت الشاعر ؟ قلت : نعم قال : أما إنك إن بقيت لقيت قوما يقولون : لا توبة لك فإياك أن تقطع رجاءك من رحمة الله
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف في الحديث
(10/360)
3 - . باب في قوله تعالى : { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله }
(10/360)
17623 - عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية : { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله }
الآية
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
ص . 361
(10/360)
17624 - وعن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام فأرسل إليه : يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ؟ وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة ؟ فأنزل الله : { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما } فقال وحشي : يا محمد هذا شرط شديد إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فلعلي لا أقدر على هذا . فأنزل الله عز و جل : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } . فقال وحشي : يا محمد أرى بعد مشيئة فلا أدري يغفر لي أم لا ؟ فهل غير هذا ؟ فأنزل الله : { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } . قال وحشي : هذا نعم . فأسلم . فقال الناس : يا رسول الله إنا أصبنا ما أصاب وحشي قال : " هي للمسلمين عامة "
رواه الطبراني وفيه أبين بن سفيان وهو ضعيف
قلت : وقد تقدم في آخر الباب قبله قول أبي هريرة للفرزدق : إياك أن تقطع رجاءك من رحمة الله
(10/361)
4 - . ( بابان في سعة رحمة الله تعالى )
(10/361)
1 - . باب منه في سعة رحمة الله ومغفرته للذنوب وقوله صلى الله عليه و سلم : " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم "
(10/361)
17624 - ص . 362 عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
والذي نفسي بيده - أو والذي نفس محمد بيده - لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم . والذي نفس محمد بيده - أو والذي نفسي بيده - لو لم تخطئوا لجاء الله عز و جل بقوم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر لهم
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات
(10/362)
17625 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كفارة الذنب الندامة "
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون ليغفر لهم "
رواه أحمد والطبراني باختصار قوله : " كفارة الذنب الندامة " . في الكبير والأوسط والبزار وفيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات
(10/362)
17626 - وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو لم تذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون ثم يغفر لهم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال في الأوسط : " لخلق الله خلقا يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم وهو الغفور الرحيم "
ص . 363
رواه البزار بنحو الأوسط محالا على موقوف عبد الله بن عمرو ورجالهم ثقات وفي بعضهم خلاف
(10/362)
17627 - وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم
رواه البزار وفيه يحيى بن كثير صاحب البصري وهو ضعيف
(10/363)
17628 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
قال الله عز و جل : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولو أتيتني بملء الأرض خطايا لقيتك بملء الأرض مغفرة ما لم تشرك بي ولو بلغت خطاياك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه إبراهيم بن إسحاق الصيني وقيس بن الربيع وكلاهما مختلف فيه وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/363)
17629 - وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
قال ربكم تبارك وتعالى : لو أن عبدي استقبلني بقراب الأرض ذنوبا لا يشرك بي شيئا استقبلته بقرابها مغفرة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(10/363)
17630 - وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم عن جبريل عليه السلام عن ربه عز و جل قال :
عبدي لو استقبلتني بملء الأرض ذنوبا لاستقبلتك بمثلهن مغفرة ولا أبالي
رواه الطبراني وفيه العلاء بن زيد وهو متروك
ص . 364
(10/363)
17631 - وبسنده عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم عن جبريل عليه السلام عن ربه عز و جل قال :
عبدي ما دعوتني ورجوتني ولم تشرك بي شيئا غفرت لك على ما كان فيك
قلت : وقد تقدم حديث أبي موسى الذي فيه : " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديت " . في الأدعية في باب قدرة الله تعالى واحتياج العبد إليه في كل شيء
(10/364)
2 - . باب منه في سعة رحمة الله تعالى
(10/364)
17632 - عن حذيفة - يعني ابن اليمان - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
والذي نفسي بيده ليدخلن الله الجنة الفاجر في دينه الأحمق في معيشته والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي محشته ( أحرقته ) النار بذنبه . والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزاد فيه : " والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة لا تخطر على قلب بشر " ز
وفي إسناد الكبير سعد بن طالب أبو غيلان وثقه أبو زرعة وابن حبان وفيه ضعف وبقية رجال الكبير ثقات
(10/364)
25 - . باب في عتقاء الله تعالى
(10/364)
17633 - عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد - شك الأعمش - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لله عز و جل عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
ص . 365
(10/364)
17634 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لله في كل يوم ستمائة ألف عتيق يعتق من النار كلهم قد استوجب النار
رواه أبو يعلى وفيه الأزور أبو غالب البصري وهو ضعيف
(10/365)
17635 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لله - يعني في ساعة من ساعات الدنيا - ستمائة ألف عتيق يعتقهم من النار كلهم قد استوجب النار
رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن بحر عن أبي ميمون شيخ من أهل البصرة ولم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/365)
26 - . باب كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله
(10/365)
تقدم في فضل الأمة في أواخر المناقب أحاديث في هذا المعنى
(10/365)
27 - . باب أجلوا الله يغفر لكم
(10/365)
17636 - ص . 366 عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أجلوا الله يغفر لكم
قال ابن ثوبان : يعني أسلموا
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو العذراء ولم أعرفه وبقية رجاله عند أحمد وثقوا
(10/366)
28 - . باب كثرة ذنوب بني آدم
(10/366)
17637 - عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثير
رواه الطبراني وإسناده جيد
(10/366)
29 - . باب في كلام بني آدم
(10/366)
17638 - عن الحارث بن سويد قال : سمعت عبد الله - يعني ابن مسعود - يقول : ما من كلام أتكلم به لدى سلطان أدرأ عني منه ضربتين بالسوط إلا كتبت متكلما بهما
ص . 367
رواه الطبراني ورجاله ثقات
(10/366)
17639 - وعن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما من نفس تموت ولها عند الله مثقال نملة من خير إلا طين عليها طينا
رواه الطبراني وفيه بقية وهو مدلس
(10/367)
30 - . باب في حسنات العبد وسيئاته
(10/367)
17640 - عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم :
قال الرب عز و جل : يؤتى بحسنات العبد وسيئاته يوم القيامة فيقيض بعضها ببعض فإن بقيت حسنة واحدة أدخله الله الجنة
قال : قلت : فإن لم يبق [ حسنة ] ؟ قال : " { أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة } " . قال : قلت : أرأيت قوله : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } . قال : " هو العبد يعمل السر أسره الله له يوم القيامة فيرى قرة أعين "
رواه الطبراني وإسناده جيد
(10/367)
31 - . باب فيمن عمل حسنة أو سيئة أو هم بشيء من ذلك
(10/367)
تقدم في آخر الأذكار وكذلك مضاعفة الحسنات
(10/367)
41 - . كتاب الزهد
(10/367)
1 - . باب التفكر في زوال الدنيا
(10/367)
17641 - ص . 373 عن عبد الله بن مسعود قال : بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في ملكه فتفكر فعلم أن ذلك منقطع عنه وأنه قد شغله عن عبادة ربه عز و جل فتسرب فانساب ذات ليلة من قصره فأصبح في مملكة غيره فأتى ساحل البحر فكان به يضرب اللبن بالأجر ويأكل ويتصدق بالفضل فلم يزل كذلك حتى رقي أمره إلى ملكهم وعبادته وفضله فأرسل إليه ملكهم أن يأتي فأبى ثم أعاد عليه فأبى أن يأتيه وقال : ما له وما لي ؟ قال : فركب الملك فلما رآه ولى هاربا فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه قال : فناداه : يا عبد الله إنه ليس عليك مني بأس فأقام حتى أدركه فقال : من أنت رحمك الله ؟ قال : أنا فلان بن فلان صاحب ملك كذا وكذا تفكرت في أمري فعلمت أن ما أنا فيه منقطع وإنه قد شغلني عن عبادة ربي فتركته وجئت ههنا أعبد ربي عز و جل قال : ما أنت بأحوج إلى ما صنعت مني
قال : ثم نزل عن دابته وسيبها فتبعه فكانا جميعا يعبدان الله عز و جل فدعوا الله أن يميتهما جميعا [ قال : فماتا ]
قال عبد الله : فلو كنت برميلة
ص . 374
مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وفي إسنادهما المسعودي وقد اختلط
(10/373)
17642 - وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم :
أن بني إسرائيل استخلفوا خليفة عليهم بعد موسى صلى الله عليه و سلم فقام يصلي ذات ليلة فوق بيت المقدس في القمر فذكر أمورا كان صنعها فخرج فتدلى بسبب فأصبح السبب معلقا في المسجد وقد ذهب
قال : " فانطلق حتى أتى قوما على شط البحر فوجدهم يضربون لبنا - أو يصنعون لبنا - فسألهم : كيف تأخذون على هذا اللبن ؟ "
قال : " فأخبروه فلبن معهم فكان يأكل من عمل يده فإذا كان حين الصلاة قام يصلي فرفع ذلك العمال إلى دهقانهم أن فينا رجلا يفعل كذا وكذا فأرسل إليه فأبى أن يأتيه ثلاث مرات ثم إنه جاء يسير على دابته فلما رآه فر فاتبعه فسبقه فقال : انتظرني أكلمك فقام حتى كلمه فأخبره خبره فلما أخبره أنه كان ملكا وأنه فر من رهبة ربه قال : إني لأظنني لاحق بك "
قال : " فاتبعه فعبدا الله حتى ماتا برميلة مصر "
قال عبد الله : لو أني كنت ثم لاهتديت إلى قبريهما بصفة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي وصف لنا
رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن
(10/374)
2 - . ( أبواب في الموعظة ونحوها )
(10/374)
1 - . باب ما جاء في المواعظ
(10/374)
قلت : قد تقدم في كتاب العلم في باب ما جاء في القصص أدب القاص
(10/374)
2 - . باب
(10/374)
17643 - عن سعد بن أبي وقاص في قول الله تعالى : { الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص } الآية . قال : نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلاه عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو حدثتنا . فأنزل الله : { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها } الآية . كل ذلك يؤمرون بالقرآن
قال خلاد : وزاد فيه غيره : قالوا : يا رسول الله لو ذكرتنا . فأنزل الله تعالى : { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق }
رواه أبو يعلى والبزار نحوه وفيه الحسين بن عمرو العنقزي ووثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح وهو غير خلاد بن مسلم هذا أقدم
(10/374)
3 - . باب الإيجاز في الموعظة
(10/374)
17644 - عن سهل بن سعد الساعدي قال :
ص . 376
جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عن الناس
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(10/374)
17645 - وعن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
قال لي جبريل عليه السلام : أحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه وعش ما شئت فإنك ميت
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أوجز لي جبريل عليه السلام في الخطبة "
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم
(10/376)
3 - . ( أبواب في الرياء ونحوه )
(10/376)
1 - . باب ما جاء في الرياء
(10/376)
17646 - عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين [ والنصر ] والتمكين في الأرض
- وهو يشك في الثالثة - قال : " فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب "
رواه أحمد وابنه من طرق ورجال أحمد رجال الصحيح
(10/376)
17647 - وعن الجارود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من طلب الدنيا بعمل الآخرة طمس وجهه ومحق ذكره وأثبت اسمه في النار
ص . 377
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
(10/376)
17648 - وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السماوات والأرضين
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب
(10/377)
17649 - وعن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يؤمر يوم القيامة بناس من الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا ريحها ونظروا إلى قصورها وما أعد الله لأهلها فيها نودوا : أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها فيقولون : ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا قال : ذاك أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين ( خاشعين ) تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم هبتم الناس ولم تهابوني أجللتم الناس ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي فاليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتكم من الثواب
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو جنادة وهو ضعيف
(10/377)
17650 - وعن عامر بن عبد الله بن الزبير قال : جئت أبي فقال لي : أين كنت ؟ فقلت : وجدت أقواما ما رأيت خيرا منهم يذكرون الله فيرعد أحدهم حتى يغشى عليه من خشية الله فقعدت معهم قال : لا تقعد معهم بعدها فرآني كأنه لم يأخذ ذلك في فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتلو القرآن ورأيت أبا بكر وعمر يتلون القرآن فلا يصيبهم هذا أفتراهم أخشع لله من أبي بكر وعمر ؟ فرأيت أن ذلك كذلك فتركتهم
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن مصعب بن ثابت وهو ضعيف
ص . 378
(10/377)
17651 - وعن ابن غنم قال : لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء ألفينا عبادة بن الصامت فأخذ يميني بشماله وشمال أبي الدرداء بيمينه فخرج يمشي بيننا ونحن ننتجي والله أعلم ما نتناجى فقال عبادة بن الصامت : لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما لتوشكان أن تريا الرجل من ثبج المسلمين - يعني من وسط - قرأ القرآن على لسان محمد صلى الله عليه و سلم قد أعاده وأبداه فأحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله لا يجوز فيكم إلا كما يجوز رأس الحمار الميت قال : فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا شداد بن أوس وعوف بن مالك فجلسا إليه فقال شداد : إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من الشهوة الخفية والشرك
فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء : اللهم غفرا أو لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد حدثنا :
أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب
؟
فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها ها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد ؟ فقال شداد : أرأيتم لو رأيتم أن رجلا يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق له
ص . 379
لقد أشرك قال عوف بن مالك عند ذلك : أفلا يعمد الله إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما أشرك به ؟ قال شداد عند ذلك : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن الله عز و جل قال : أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئا فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني
قلت : عند ابن ماجة طرف منه
رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وثقه أحمد وغيره وضعفه غير واحد وبقية رجاله ثقات
(10/378)
17652 - وعن الضحاك بن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله تبارك وتعالى يقول : أنا خير شريك فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي . يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له ولا تقولوا : هذا لله وللرحم فإنها للرحم وليس لله منها شيء ولا تقولوا : هذا لله ولوجوهكم فإنها لوجوهكم وليس لله فيها شيء
رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن محشر وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/379)
17653 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساأها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه تبارك وتعالى
ص . 380
رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف
(10/379)
17654 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يجاء بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج - وربما قال : - كأنه حمل يقول : يا ابن آدم أنا خير قسيم أنظر إلى عملك الذي عملته [ لي ] فأنا أجزيك به وأنظر إلى عملك الذي عملته لغيري فيجازيك على الذي عملت له
رواه أبو يعلى وفيه مدلسون
(10/380)
17655 - وعن شداد بن أوس قال : كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم الشرك الأكبر
قلت : له حديث في الرياء رواه ابن ماجة غير هذا
رواه الطبراني في الأوسط والبزار إلا أنه قال : الشرك الأصغر . ورجالهما رجال الصحيح غير يعلى بن شداد وهو ثقة
(10/380)
17656 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق : فرقة تعبد الله خالصا وفرقة تعبد الله رياء وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس
قلت : فذكر الحديث وهو بتمامه في كتاب البعث في الحساب
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن إسحاق العطار وهو متروك
(10/380)
17657 - وعن رافع بن خديج أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر
قالوا : يا رسول الله وما الشرك
ص . 381
الأصغر ؟ قال : " الرياء يقال لمن يفعل ذلك إذا جاء الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون فاطلبوا ذلك عندهم "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن شبيب بن خالد وهو ثقة
(10/380)
17658 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن في جهنم لواديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد - صلى الله عليه و سلم - لحامل كتاب الله والمتصدقين في غير ذات الله والحاج إلى بيت الله والخارج في سبيل الله
رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عبد الله بن عبدويه عن أبيه ولم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/381)
17659 - وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله عز و جل
رواه الطبراني وفيه خداش بن المهاجر ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(10/381)
17660 - وعن عمرو بن مرة قال : حدثني شيخ يكنى أبا يزيد قال : كنت جالسا مع عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر فقال عبد الله بن عمر : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم والروح فبكى عبد الله بن عمرو وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ص . 382
من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وصغره وحقره
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له والأوسط بنحوه وقال : " سمع الله به سامع خلقه يوم لقيامة "
رواه أحمد باختصار قول ابن عمر وقال فيه : فذرفت عينا عبد الله بن عمر . وسمى الطبراني الرجل وهو خيثمة بن عبد الرحمن فبهذا الاعتبار رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح
(10/381)
17661 - عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من سمع سمع الله به ومن رايا رايا الله به
رواه أحمد والبزار والطبراني وأسانيدهم حسنة
(10/382)
17662 - وعن عوف بن مالك الأشجعي قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
من قام مقام رياء رايا الله به ومن قام مقام سمعة سمع الله به
رواه الطبراني وإسناده حسن
ص . 383
(10/382)
17663 - وعن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة
رواه الطبراني وإسناده حسن
(10/383)
17664 - وعن عبد الله بن قيس الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من قام رياء وسمعة فإنه في مقت الله حتى يجلس
رواه الطبراني وفيه يزيد بن عياض وهو متروك
(10/383)
17665 - وعن عبد الله بن مسعود قال : من سمع سمع الله به ومن رايا رايا الله به يوم القيامة ومن تخشع لله تواضعا رفعه الله يوم القيامة
رواه الطبراني موقوفا من طريق ابن رزين عن ابن مسعود ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
(10/383)
17666 - وعن أبي هند الداري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
من قام مقام رياء وسمعة رايا الله به يوم القيامة وسمع
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال : " من قام بأخيه مقام رياء وسمعة أقامه الله يوم القيامة وسمع به "
والطبراني بنحوه ورجال أحمد والبزار وأحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح
(10/383)
17667 - وعن أبي هند الداري قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
من رايا بالله لغير الله فقد برئ من الله
ص . 384
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
(10/383)
2 - . باب منه في الرياء وخفائه
(10/384)
17668 - عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا ( الحجر )
رواه البزار وفيه عبد الأعلى بن أعين وهو ضعيف
(10/384)
3 - . باب ما يقول إذا خاف شيئا من ذلك
(10/384)
17669 - عن أبي علي رجل من بني كاهل قال : خطبنا أبو موسى الأشعري فقال : يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل . فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب فقالا : والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون . فقال : بل أخرج مما قلت خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال :
يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل
فقال له من شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال :
قولوا : اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي علي ووثقه ابن حبان
ص . 385
(10/384)
17670 - وعن حذيفة عن أبي بكر - إما حضر حذيفة ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم وإما أخبره أبو بكر - أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل " . قال : قلنا : يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله أو ما دعي مع الله ؟ - شك عبد الملك - قال : " ثكلتك أمك يا صديق الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا أخبرك بقول يذهب صغاره وكباره - أو صغيره وكبيره - ؟ " . قلت : بلى يا رسول الله قال : " تقول كل يوم ثلاث مرات : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلم والشرك أن تقول : أعطاني الله وفلان والند أن يقول الإنسان : لولا فلان قتلني فلان "
رواه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سليم عن أبي محمد عن حذيفة وليث مدلس وأبو محمد إن كان هو الذي روى عن ابن مسعود أو الذي روى عن عثمان بن عفان فقد وثقه ابن حبان وإن كان غيرهما فلم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/385)
17671 - وعن معقل بن يسار قال : شهدت النبي صلى الله عليه و سلم مع أبي بكر - أو حدثني أبو بكر عن النبي صلى الله عليه و سلم - أنه قال :
الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل
ثم قال : " ألا أدلك على ما يذهب صغير ذلك وكبيره ؟ قل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم "
رواه أبو يعلى عن شيخه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك
(10/385)
4 - . باب فيمن يرضي الناس بسخط الله
(10/385)
17672 - عن عبد الله بن عصمة بن فاتك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 386
من تحبب إلى الناس بما يحبون وبارز الله تعالى لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف
(10/385)
17673 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من تحبب إلى الناس بما يحبون وبارز الله بما يكره لقي الله وهو عليه غضبان
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك
(10/386)
17674 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه في سخطه ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه من أسخطه في رضاه حتى يزينه ويزين قوله وعمله في عينه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن سليمان الحفري وقد وثقه الذهبي في آخر ترجمة يحيى بن سليمان الجعفي
(10/386)
17675 - وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من طلب محامد الناس بمعاصي الله عاد حامده ذاما
قلت : له عند الترمذي : " من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط الناس عليه "
رواه البزار من طريق قطبة بن العلاء عن أبيه وكلاهما ضعيف
قلت : وقد تقدمت أحاديث من نحو هذا
(10/386)
5 - . باب فيمن أسر سريرة حسنة أو غيرها
(10/386)
17676 - ص . 387 عن جندب بن سليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيرا فخير وإن شرا فشر
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حامد بن آدم وهو كذاب
(10/387)
6 - . باب كراهية إظهار العمل
(10/387)
17677 - عن أبي موسى قال : قلت لرجل : هلم فلنجعل يومنا هذا لله عز و جل فوالله لكأن رسول الله صلى الله عليه و سلم شاهد هذا فقال : " ومنهم من يقول : هلم فلنجعل يومنا هذا لله عز و جل " . فما زال يقولها حتى تمنيت أن الأرض ساخت بي
(10/387)
17678 - وفي رواية : فما زال يرددها حتى تمنيت أني أسيخ في الأرض
رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح إلا أن ثابتا البناني قال : حدثني من سمع حطان ولم يسمه
(10/387)
7 - . باب لو عمل أحد في صخرة صماء خرج عمله إلى الناس
(10/387)
17679 - عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة يخرج عمله للناس كائنا ما كان
ص . 388
رواه أحمد وأبو يعلى وإسنادهما حسن
(10/387)
8 - . باب احتقار العبد عمله يوم القيامة
(10/388)
17680 - عن عتبة بن عبد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضاة الله عز و جل لحقره يوم القيامة
رواه أحمد وإسناده جيد
(10/388)
17681 - وعن محمد بن أبي عميرة - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم - قال :
لو أن رجلا خر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله عز و جل لحقره ذلك اليوم ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب
رواه أحمد موقوفا ورجاله رجال الصحيح
(10/388)
9 - . باب ما جاء في الكبر
(10/388)
17682 - عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إياكم والكبر فإن الكبر يكون في الرجل وإن عليه العباءة
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(10/388)
17683 - وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن في جهنم واديا يقال له : هبهب حقا على الله أن يسكنه كل جبار
رواه أبو يعلى وفيه أزهر بن سنان وقد وثق على ضعفه
قلت : وقد تقدمت أحاديث كثيرة في ذم الكبر في كتاب الإيمان في الكبائر وفي كتاب الزينة
ص . 389
(10/388)
17684 - وعن عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا يخطب الناس على المنبر فقال : احفظوا مني ثلاثا : إياكم وهوى متبع وقرين السوء وإعجاب المرء بنفسه
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات
(10/389)
10 - . باب في جمود العين وقسوة القلب
(10/389)
17685 - عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أربعة من الشقاء : جمود العين وقسوة القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا
رواه البزار وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف
(10/389)
11 - . باب أي الجلساء خير
(10/389)
17686 - عن ابن عباس قال : قيل : يا رسول الله أي جلسائنا خير ؟ قال :
من ذكركم الله رؤيته وزاد في عملكم منطقه وذكركم في الآخرة عمله
رواه أبو يعلى وفيه مبارك بن حسان وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح
(10/389)
12 - . باب إذا ذكرتم بالله فانتهوا
(10/389)
17687 - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة - أحسبه رفعه - قال :
ص . 390
إذا ذكرتم بالله فانتهوا
رواه البزار وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد وهو ضعيف
(10/389)
13 - . باب طاعة المخلوقين
(10/390)
17688 - عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ليس شيء إلا وهو أطوع لله تبارك وتعالى من ابن آدم
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم
(10/390)
14 - . باب نظر الملائكة إلى أهل الطاعة وغيرهم
(10/390)
17689 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن ملائكة الله يعرفون بني آدم - أحسبه قال : - ويعرفون أعمالهم فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم وسموه وقالوا : أفلح الليلة فلان نجا الليلة فلان . وإذا نظروا إلى عبد يعمل بمعصية الله ذكروه بينهم وسموه وقالوا : هلك فلان الليلة
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم
(10/390)
15 - . باب لولا أهل الطاعة هلك أهل المعصية
(10/390)
17690 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
مهلا فإن الله تبارك وتعالى شديد العقاب فلولا صبيان رضع ورجال ركع وبهائم رتع صب عليكم العذاب - أو أنزل عليكم العذاب -
ص . 391
رواه البزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال :
لولا شباب خشع وشيوخ ركع وأطفال رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا ثم لرض رضا
وقال : " مهلا عن الله مهلا "
وأبو يعلى أخصر منه وفيه إبراهيم بن خيثم وهو ضعيف
(10/390)
17691 - وعن مسافع الديلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لولا عباد لله ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا ثم رض رضا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف
(10/391)
16 - . باب عظة الخاصة وغيرهم
(10/391)
17692 - عن الحكم بن مينا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعمر : " اجمع لي من ههنا من قريش " . فجمعهم ثم قال : يا رسول الله أتخرج إليهم أم يدخلون ؟ قال : " بل أخرج إليهم " . فخرج فقال : " يا معشر قريش هل فيكم غيركم ؟ " . قالوا : لا إلا بنو أخواتنا قال : " ابن أخت القوم منهم " . ثم قال :
يا معشر قريش إن أولى الناس بالنبي المتقون فانظروا لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالدنيا تحملونها فأصد عنكم بوجهي
ثم قرأ : { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين }
رواه أبو يعلى مرسلا وفيه أبو الحويرث وثقه ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد وبقية رجاله رجال الصحيح
ص . 392
(10/391)
17693 - وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم [ قال : ]
يا بني قصي [ يا بني هاشم ] يا بني عبد مناف أنا النذير والموت المغير والساعة الموعد
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير ضمام بن إسماعيل وهو ثقة
(10/392)
17694 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اعمل كأنك ترى وعد نفسك مع الموتى وإياك ودعوة المظلوم
رواه أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح غير علي بن يزيد وقد وثق
(10/392)
17695 - وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إني رسول الله إليكم اعلموا أن المعاد إلى الله ثم إلى الجنة أو إلى النار وإنه إقامة لا ظعن وخلود لا موت في أجساد لا تموت
رواه البزار ورجاله وثقوا إلا أن ابن سابط لم يدرك معاذا إلا أنه قال : عن ابن سابط قال : قام فينا معاذ بن جبل
(10/392)
17696 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اليوم الرهان وغدا السباق والغاية الجنة أو النار والهالك من دخل النار . أنا الأول وأبو بكر
ص . 393
المصلي وعمر الثالث والناس [ بعدي ] على السبق الأول فالأول
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك وفي إسناد الأوسط الوليد بن الفضل العنزي وهو ضعيف جدا
(10/392)
17 - . ( أبواب في المواعظ ونحوها )
(10/393)
1 - . باب جامع في المواعظ
(10/393)
17697 - عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله عز و جل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه . والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه لله عز و جل ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه
قلنا : يا رسول الله وما بوائقه ؟ قال : " غشه وظلمه ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق فيه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار . إن الله عز و جل لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث "
رواه أحمد ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف
(10/393)
17698 - وعن سهل بن سعد - فيما يعلم أنس بن عياض - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 394
إياكم ومحقرات الذنوب فإن مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه
وقال أبو حازم : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : - قال أبو ضمرة : ولا أحسبه إلا عن سهل بن سعد - قال :
مثلي ومثل الساعة كهاتين
- وفرق بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام - ثم قال : " مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قومه طليعة فلما خشي أن يسبق ألاح بثوبه : أتيتم أتيتم " . ثم يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أنا ذاك "
رواه كله أحمد ورجاله رجال الصحيح
(10/393)
17699 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
يا بني هاشم يا بني عبد المطلب يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم يا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم لا أعرفن ما جاء الناس غدا يحملون الآخرة وجئتم تحملون الدنيا إنما أوليائي منكم يوم القيامة المتقون إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل مستصبح في قومه أتاهم فقال : يا قوم أتيتم غشيتم واصباحاه أنا النذير والموت المغير والساعة الموعد
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن يحيى الوقار وهو ضعيف
(10/394)
17700 - وعن أنس قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على ناقته العضباء - وليست بالجدعاء - فقال :
ص . 395
يا أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب وكأن الحق فيها على غيرنا وجب وكأنما نشيع من الموتى سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم كأنكم مخلدون بعدهم قد نسيتم كل واعظة وأمنتم كل جائحة . طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وتواضع لله في غير منقصة وأنفق من مال جمعه في غير معصية وخالط أهل الفقه وجانب أهل الشك والبدعة وصلحت علانيته وعزل الناس عن شره
رواه البزار وفيه النصر بن محرز وغيره من الضعفاء
(10/394)
17701 - وعن ركب المصري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه من غير مسألة وأنفق مالا جمعه في غير معصية ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة . طوبى لمن طاب كسبه وحسنت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره . طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله
رواه الطبراني من طريق نصيح العبسي عن ركب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
(10/395)
17702 - وعن ابن عمر قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله حدثني حديثا واجعله موجزا فقال
ص . 396
النبي صلى الله عليه و سلم :
صل صلاة مودع فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك وأيس مما في أيدي الناس تكن غنيا وإياك وما يعتذر منه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم
(10/395)
17703 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم وما خالف أهواءهم تركوه فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يسعون فيما يدركون بغير سعي من القدر المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور
رواه الطبراني وفيه عمر بن يزيد الرفاء وهو ضعيف
(10/396)
2 - . باب
(10/396)
17704 - عن عبد الله بن مسعود أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
سعرت النار وأزلفت الجنة يا أهل الحجرات لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال : يخطئ وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
(10/396)
17705 - وعن ابن أم مكتوم قال : خرج النبي صلى الله عليه و سلم ذات غداة فقال :
ص . 397
سعرت النار لأهل النار وجاءت الفتن كقطع الليل المظلم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح
(10/396)
17706 - وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله لا تدرون أتنجون أو لا تنجون
رواه الطبراني والبزار بنحوه من طريق ابنة أبي الدرداء عن أبيها ولم أعرفها وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح
(10/397)
17707 - وعن سمرة بن جندب قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
رواه الطبراني والبزار وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم وإسناد البزار ضعيف
(10/397)
3 - . باب
(10/397)
17708 - عن كليب بن حزن قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
يا قوم اطلبوا الجنة واهربوا من النار جهدكم فإن الجنة لا ينام طالبها والنار لا ينام هاربها . ألا وإن الآخرة محففة اليوم بالمكاره وإن الدنيا محففة بالشهوات
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنه وفيه يعلى بن الأشدق وهو ضعيف جدا
ص . 398
(10/397)
17709 - وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما رأيت مثل الجنة نام طالبها . ولا مثل النار نام هاربها
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
(10/398)
4 - . باب
(10/398)
17710 - عن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لكعب بن عجرة :
يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصيام جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار . يا كعب بن عجرة الناس غاديان الناس غاديان : فبائع نفسه فموبق رقبتها ومبتاع نفسه فمعتق رقبته
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون
(10/398)
17711 - وعن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا كعب بن عجرة إذا كان عليك أمراء من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ولا يرد على الحوض ومن دخل عليهم فلم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه . يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ولا دم نبتا من سحت فالنار أولى به . يا كعب بن عجرة الناس غاديان ورائحان : فغاد في فكاك رقبته فمعتقها وغاد فموبقها . يا كعب الصلاة برهان والصدقة تذهب الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا
ص . 399
قلت : رواه الترمذي باختصار
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(10/398)
18 - . باب فيمن يقبل الموعظة وغيره
(10/399)
17712 - عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعظ أصحابه فإذا ثلاثة نفر يمرون فجاء أحدهم فجلس إلى النبي صلى الله عليه و سلم ومضى الثاني قليلا ثم جلس ومضى الثالث على وجهه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ألا أنبئكم بهؤلاء الثلاثة ؟ أما الذي جاء فجلس فإنه تاب فتاب الله عليه وأما الذي مضى قليلا ثم جلس فإنه استحيا فاستحيا الله منه وأما الذي مضى على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه
رواه البزار ورجاله ثقات
(10/399)
19 - . ( أبواب أخرى في المواعظ ونحوها )
(10/399)
1 - . باب التعرض لنفحات رحمة الله
(10/399)
17713 - عن محمد بن مسلمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه من لم أعرفهم ومن عرفتهم وثقوا
(10/399)
17714 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم
ص . 400
رواه الطبراني وإسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة
(10/399)
2 - . باب منه في المواعظ
(10/400)
17715 - عن أبي الدرداء قال :
ما أنكرتم من زمانكم فبما غيرتم من أعمالكم فإن يك خيرا فواها واها وإن يك شرا فآها آها
هكذا سمعت من نبيكم صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني وإسناده حسن
(10/400)
17716 - وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إنكم لتعملون أعمالا لا تعرف ويوشك العازب أن يؤوب إلى أهله فمسرور ومكظوم
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني هو ضعيف
(10/400)
17717 - وعن أبي مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله عز و جل لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى أحسابكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم فمن كان له قلب صالح تحنن الله عليه وإنما أنتم بنو آدم وأحبكم إلي أتقاكم
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
(10/400)
17718 - وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج معه بوصية ثم التفت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة فقال :
ص . 401
إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي وليس كذلك إن أوليائي منكم المتقون من كانوا وحيث كانوا . اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت وايم الله لتكفأ أمتي عن دينها كما يكفأ الإناء في البطحاء
رواه الطبراني وإسناده جيد
(10/400)
17719 - وعن أبي الأحوص عن أبيه قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما يطعيك ولا يخونك ولا يكذبك والآخر يخونك ويكذبك الذي يطيعك ولا يكذبك أحب إليك أم الذي يخونك ويكذبك ؟
قلت : لا بل الذي لا يخونني ولا يكذبني ويصدقني الحديث أحب إلي . قال : " كذاكم أنتم عند ربكم "
رواه الطبراني
(10/401)
17720 - وفي رواية عنده أيضا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له :
يا عوف بن مالك غلامك الذي يطعيك ويتبع أمرك أحب إليك أم غلامك الذي لا يطعيك ولا يتبع أمرك ؟
قال : بل غلامي الذي يطعيني ويتبع أمري قال : فكذاكم أنتم عند ربكم "
رواه الطبراني بإسنادين ورجال الرواية الأولى ثقات
(10/401)
17721 - وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قبله سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع والعين مقرة بما يوعى القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا
رواه أحمد وإسناده حسن
(10/401)
3 - . باب منه في عظة الخضر موسى عليهما السلام
(10/401)
17722 - ص . 402 عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
قال أخي موسى عليه السلام : يا رب أرني الذي كنت أريتني في السفينة فأوحى الله إليه : يا موسى إنك ستراه فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتاه الخضر وهو في طيب الريح وحسن ثياب البياض فقال : السلام عليك يا موسى بن عمران إن ربك يقرأ عليك السلام ورحمة الله قال موسى : هو السلام وإليه السلام ومنه السلام والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على شكره إلا بمعونته ثم قال موسى : أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك قال الخضر : يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم واعلم أن قلبك وعاء فانظر بما تحشو به وعاءك واعرف الدنيا وانبذها وراءك فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها قرار وإنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد ويا موسى وطن نفسك على الصبر تلق الحلم وأشعر قلبك التقوى تنل العلم ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم . يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده فإنما العلم لمن تفرغ له ولا تكن هكارا بالمنطق مهذارا إن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوئ الخفاء ولكن عليك بذي اقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد وأعرض عن الجاهل واحلم عن السفهاء فإن ذلك فضل الحكماء وزين العلماء . إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما وجانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أعظم وأكثر
ص . 403
يا ابن عمران إنك لا ترى أوتيت من العلم إلا قليلا فإن الاندلاق والتعسف من الاقتحام والتكلف . يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه . يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا بهمته ولا تنقضي منها رغبته كيف يكون عابدا ؟ من يحقر حاله ويتهم الله بما قضى له كيف يكون زاهدا ؟ هل يكف عن الشهوات من قد غلب هواه وينفعه طلب العلم والجهل قد حوله لأن سفره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه . يا موسى بن عمران تعلم ما تعلم لتعمل به ولا تعلمه لتحدث به فيكون عليك بوره ويكون لغيرك نوره . يا ابن عمران اجعل الزهد والتقوى لباسك والعلم والذكر كلامك وأكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات وزعزع بالخوف قلبك فإن ذلك يرضي ربك واعمل خيرا فإنك لا بد عامل سواه . قد وعظت إن حفظت
فتولى الخضر وبقي موسى حزينا مكروبا
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن يحيى الوقار وقد ضعفه غير واحد وذكره ابن حبان في الثقات وذكر أنه أخطأ في وصله والصواب فيه عن سفيان الثوري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وبقية رجاله وثقوا
(10/402)
4 - . باب منه في المواعظ
(10/403)
17723 - عن أبي مدينة الدارمي - وكانت له صحبة - قال : كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر : { والعصر إن الإنسان لفي خسر }
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
ص . 404
(10/403)
17724 - وعن عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري فقال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة ثم قال :
على مكانكم اثبتوا
ثم أتى الرجال فقال : " إن الله عز و جل أمرني أن آمركم أن تتقوا الله وأن تقولوا قولا سديدا "
ثم تخلل إلى النساء فقال لهن : " إن الله يأمرني أن آمركن أن تتقوا الله وأن تقولوا قولا سديدا " . قلت : فذكر الحديث
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال للنساء : " أن تتقين الله وأن تقلن قولا سديدا " . وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجال أحمد رجال الصحيح
(10/404)
5 - . باب منه في المواعظ
(10/404)
17725 - عن نعيم بن همار الغطفاني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
بئس العبد عبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال . بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين . بئس العبد عبد يستحل المحارم بالشبهات
بئس العبد عبد هوى يضله . بئس العبد عبد رغب بدله
رواه الطبراني وفيه طلحة بن زيد الرقي وهو ضعيف
(10/404)
17726 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ص . 405
اليوم الرهان وغدا السباق والغاية الجنة أو النار أنا الأول وأبو بكر المصلي وعمر الثالث والناس بعد على السبق الأول فالأول
رواه الطبراني وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف
(10/404)
17727 - وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم وما خالف أهواءهم تركوه فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يسعون فيما يدرك بغير سعي من القدر المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور
رواه الطبراني وفيه عمر بن يزيد الرفا وهو ضعيف
(10/405)
17728 - وعن عبد الرحمن بن أبزي قال : قال داود النبي صلى الله عليه و سلم : كن لليتيم كالأب الرحيم واعلم أنك كما تزرع تحصد . ومثل المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب كلما رآها قرت بها عيناه ومثل المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير
واعلم أن خطبة الأحمق في نادي قومه كمثل المغني عند رأس الميت ولا تعدن أخاك شيئا ثم لا تنجزه فتورث بينك وبينه عداوة ونعوذ بالله من صاحب إن ذكرت الله لم يعنك وإن نسيته لم يذكرك وهو الشيطان
واذكر ما تكره أن يذكر منك في نادي قومك فلا تفعله إذا خلوت
رواه الطبراني بسندين ورجال أحدهما رجال الصحيح
(10/405)
17729 - وعن أبي كبشة قال :
ص . 406
لما كانت غزوة تبوك تسارع الناس إلى الحجر ليدخلوا فيه فنودي في الناس : إن الصلاة جامعة فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ممسك بعيره وهو يقول : " على ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم ؟ " . قال : فناداه رجل : تعجب منهم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بأعجب من ذلك ؟ نبيكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم استقيموا وسددوا فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئا "
رواه الطبراني من طريق المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله وثقوا
(10/405)
17730 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : من يرائي يرائي الله به ومن يسمع يسمع الله به ومن تطاول تعظيما يخفضه الله ومن تواضع خشية يرفعه الله . والناس موسع عليه في الدنيا مقتر عليه في الآخرة ومقتر عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة ومستريح ومستراح منه . قلنا : يا أبا عبد الرحمن ما المستريح والمستراح منه ؟ قال : أما المستريح فالمؤمن إذا مات استراح وأما المستراح منه فهو الذي يظلم الناس ويغتابهم
رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط
(10/406)
17731 - وعن حصين بن عقبة قال : قال عبد الله - يعني ابن مسعود - : إن الجنة حفت بالمكاره وإن النار حفت بالشهوات فمن اطلع الحجاب واقع [ ما وراءه ]
رواه الطبراني ورجاله ثقات
ص . 407
(10/406)
17732 - وعن معن بن عبد الرحمن قال : قال رجل لعبد الله بن مسعود : أوصني بكلمات جوامع نوافع فقال له عبد الله : اعبد الله ولا تشرك به شيئا وزل مع القرآن حيث زال ومن أتاك بحق فاقبل منه وإن كان بعيدا ومن أتاك بباطل فاردده وإن كان حبيبا قريبا
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن معنا لم يدرك ابن مسعود
(10/407)
17733 - وعن عون بن عبد الله قال : قال عبد الله : ليس العلم من كثرة الحديث ولكن العلم من الخشية
رواه الطبراني وإسناده جيد إلا أن عونا لم يدرك ابن مسعود
(10/407)
17734 - وعن ابن مسعود قال : ما منكم إلا ضيف وعارية والضيف مرتحل والعارية مؤداة لأهلها
رواه الطبراني والضحاك لم يدرك ابن مسعود وفيه ضعف
(10/407)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقحمات الباطل تعريفها في شريعة النووي

    تعقيب علي المقحمات يتبين من تعريف المقحمات بين النووي ومعاجم اللغة العتيدة أن النووي أخطأ جدا في التعريف { المقحمات مفتوح للك...