الأربعاء، 17 نوفمبر 2021

السيرة الشريفة

السيرة الشريفة
 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد النبي العربي الكريم وعلى آله وصحبه وسلم أخبرنا الشيخ الإمام العالم الحافظ العلامة النسابة شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن الدمياطي رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا الشيخ الإمام محدث الشام ومسنده شمس الدين أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن دهبل بن علي بن كارة قال أخبرنا القاضي أبو بكر بن محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله الجوهري عن أبي عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى بن معاذ بن حيويه الخزاز عن أبي الحسن أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب عن أبي محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي عن أبي عبد الله محمد بن سعد بن منيع رحمه الله قال صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني أخبرنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال وأخبرنا الحكم بن موسى أخبرنا هقل بن زياد عن الأوزاعي حدثني أبو عمار حدثني عبد الله بن فروخ قال حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم وأخبرنا محمد بن مصعب أخبرنا الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم قال وأخبرنا أبو ضمرة المدني أنس بن عياض الليثي أخبرنا جعفر بن محمد بن علي عن أبيه محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قسم الله الأرض نصفين فجعلني في خيرهما ثم قسم النصف على ثلاثة فكنت في خير ثلث منها ثم اختار العرب من الناس ثم اختار قريشا من العرب ثم اختار بني هاشم من قريش ثم اختار بني عبد المطلب من بني هاشم ثم اختارني من بني عبد المطلب أخبرنا عارم بن الفضل السدوسي ويونس بن محمد المؤدب قالا أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو يعني بن دينار عن محمد بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله اختار العرب فاختار منهم كنانة أو النضر بن كنانة ثم اختار منهم قريشا ثم اختار منهم بني هاشم ثم اختارني من بني هاشم قال أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي أخبرنا العلاء بن خالد أخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اختار العرب فاختار كنانة من العرب واختار قريشا من كنانة واختار بني هاشم من قريش واختارني من بني هاشم قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سابق العرب أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس في قوله تعالى رسول من أنفسكم قال قد ولدتموه يا معشر العرب أخبرنا الفضل بن دكين أبو نعيم أخبرنا العلاء بن عبد الكريم عن مجاهد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فبينا هو يسير بالليل ومعه رجل يسايره إذ سمع حاديا يحدو وقوم أمامه فقال لصاحبه لو أتينا حادي هؤلاء القوم فقربنا حتى غشينا القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن القوم قالوا من مضر فقال وأنا من مضر ونى حادينا فسمعنا حاديكم فأتيناكم أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي قال أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة قال لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبا فقال ممن القوم فقالوا من مضر فقال وأنا من مضر قالوا يا رسول الله إنا رداف وليس معنا زاد إلا الأسودان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن رداف ما لنا زاد إلا الأسودان التمر والماء أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان الجمحي عن طاوس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ سمع صوت حاد فسار حتى أتاهم فلما أتاهم قال ونى حادينا فسمعنا صوت حاديكم فجئنا نسمع حداءه فقال من القوم قالوا مضريون فقال صلى الله عليه وسلم وأنا مضري فقالوا يا رسول الله إن أول من حدا بينما رجل في سفر فضرب غلاما له على يده بعصا فانكسرت يده فجعل الغلام يقول وهو يسير الإبل وايداه وايداه وقال هيبا هيبا فسارت الإبل أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي القزاز أخبرنا معاوية بن صالح عن يحيى بن جابر وكان أدرك بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال جاءت بنو فهيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقالوا إنك منا فقال إن جبريل ليخبرني أني رجل من مضر أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب قال حدثني
  2

ذكر من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الأنبياء قال أخبرنا محمد بن حميد أبو سفيان العبدي عن سفيان بن سعيد الثوري عن هشام بن سعد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ولد آدم وآدم من تراب أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا أخبرنا سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال خلق آدم من أرض يقال لها دحناء قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وخلاد بن يحيى قالا أخبرنا مسعر عن أبي حصين قال قال لي سعيد بن جبير أتدري لم سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض قال أخبرنا هوذة بن خليفة أخبرنا عوف عن قسامة بن زهير قال سمعت أبا موسى الأشعري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن وبين ذلك والخبيث والطيب وبين ذلك قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا المعتمر بن سليمان عن عاصم الأحول عن أبي قلابة قال خلق آدم من أديم الأرض كلها من أسودها وأحمرها وأبيضها وحزنها وسهلها قال وقال الحسن مثله وخلق جؤجؤه من ضرية قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن أخبرنا شعبة عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال إنما سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض وانما سمي إنسانا لأنه نسي قال أخبرنا حسين بن حسن الأشقري أخبرنا يعقوب بن عبد الله القمي عن جعفر يعني بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن بن مسعود قال إن الله بعث إبليس فأخذ من أديم الأرض من عذبها وملحها فخلق منها آدم فكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى الجنة وإن كان بن كافر وكل شيء خلقه من ملحها فهو صائر إلى النار وإن كان بن تقي قال فمن ثم قال إبليس أأسجد لمن خلقت طينا لأنه جاء بالطينة قال فسمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض قال أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب ويونس بن محمد المؤدب قالا أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لما صور آدم تركه ما شاء أن يتركه فجعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك قال أخبرنا معاذ بن معاذ العنبري أخبرنا سليمان التيمي أخبرنا أبو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي أن بن مسعود قال خمر الله طينة آدم أربعين ليلة أو قال أربعين يوما ثم ضرب بيده فيه فخرج كل طيب في يمينه وخرج كل خبيث في يده الأخرى ثم خلط بينهما قال فمن ثم يخرج الحي من الميت والميت من الحي أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني حدثني أبي عن عون بن عبد الله بن الحارث الهاشمي عن أخيه عبد الله بن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق آدم بيده قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني قال حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول خلق الله بن آدم كما شاء ومما شاء فكان كذلك تبارك الله أحسن الخالقين خلق من التراب والماء فمنه لحمه ودمه وشعره وعظامه وجسده كله فهذا بدء الخلق الذي خلق الله منه بن آدم ثم جعلت فيه النفس فبها يقوم ويقعد ويسمع ويبصر ويعلم ما تعلم الدواب ويتقي ما تتقي ثم جعل فيه الروح فبه عرف الحق من الباطل والرشد من الغي وبه حذر وتقدم واستتر وتعلم ودبر الأمور كلها قال أخبرنا خلاد بن يحيى أخبرنا هشام بن سعد أخبرنا زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم جعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم أعجبه نور ما بين عينيه فقال أي رب من هذا قال هذا رجل من ذريتك في آخر الأمم يقال له داود قال أي رب كم عمره قال ستون سنة قال فزده من عمري أربعين سنة قال إذا تكتب وتختم ولا تبدل قال فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت قال أو لم يبق من عمري أربعون سنة قال أو لم تعطها ابنك داود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فجحد فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطيء آدم فخطئت ذريته أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن ريد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال لما نزلت آية الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول من جحد آدم عليه السلام وكررها ثلاثا إن الله لما خلق آدم مسح على ظهره فأخرج ذريته فعرضهم عليه فرأى فيهم رجلا يزهر فقال أي رب أي بني هذا قال هذا ابنك داود قال فكم عمره قال ستون سنة قال أي رب زده في عمره قال لا إلا أن تزيده أنت من عمرك قال وكان عمر آدم ألف سنة قال أي رب زده من عمري قال فزاده أربعين سنة وكتب عليه كتابا وأشهد عليه الملائكة فلما احتضر آدم أتته الملائكة لتقبض روحه فقال إنه قد بقي من عمري أربعون سنة فقالوا إنك جعلتها لابنك داود فقال أي رب ما فعلت فأنزل الله عليه الكتاب وأقام عليه البينة ثم أكمل الله عز وجل لآدم ألف سنة وأكمل لداؤد مائة سنة قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي وهو بن علية عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن بن عباس في قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا فمسح ربك ظهر آدم فخرجت كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة بنعمان هذا الذي وراء عرفة فأخذ ميثاقهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا قال إسماعيل فحدثنا ربيعة بن كلثوم عن أبيه في هذا الحديث قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة قال أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال مسح ربك ظهر آدم بنعمان هذه فأخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم أخذ عليهم الميثاق قال ثم تلا وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل أخبرنا سعيد بن سليمان الواسطي أخبرنا منصور يعني بن أبي الأسود عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال خلق الله آدم بدحناء فمسح ظهره فأخرج كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة قال ألست بربكم قالوا بلى قال يقول الله شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين قال سعيد فيرون أن الميثاق أخذ يومئذ قال أخبرنا موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي أخبرنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري عن أبي لبابة بن عبد المنذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله خلق الله فيه آدم وأهبط فيه آدم إلى الأرض وفيه توفى الله آدم قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمر عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال خلق الله آدم في آخر يوم الجمعة أخبرنا عمرو بن الهيثم أخبرنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم قال قال سلمان إن أول ما خلق من آدم رأسه فجعل يخلق جسده وهو ينظر قال فبقيت رجلاه عند العصر قال يا رب الليل أعجل قد جاء الليل قال الله وخلق الإنسان من عجل قال أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن قتادة في قوله من طين قال استل آدم من الطين قال أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن قتادة في قوله أنشأناه خلقا آخر قال يقول بعضهم هو نبات الشعر وقال بعضهم نفخ الروح أخبرنا حماد بن خالد الخياط عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد قال حدثني عبد الرحمن بن قتادة السلمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله خلق آدم ثم أخذ الخلق من ظهره فقال هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي فقال قائل يا رسول الله على ماذا نعمل قال على مواقع القدر أخبرنا محمد بن مقاتل الخراساني قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا إسماعيل بن رافع أنه سمع سعيدا المقبري يقول قال أبو هريرة كان أول ما جرى فيه الروح من آدم بصره وخياشيمه فلما جرى الروح منه في جسده كله عطس فلقاه الله حمده فحمد ربه فقال الله له رحمك ربك ثم قال الله له اذهب يا آدم إلى أولئك الملأ فقل لهم سلام عليكم فانظر ماذا يردون عليك ففعل ثم رجع إلى الجبار فقال الله له وهو أعلم ماذا قالوا لك فقال قالوا وعليك السلام ورحمة الله فقال له هذا يا آدم تحيتك وتحية ذريتك قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال لما نفخ في آدم الروح عطس فقال الحمد لله رب العالمين فقال الله له يرحمك ربك قال بن عباس سبقت رحمته غضبه قال أخبرنا عفان بن مسلم والحسن بن موسى الأشيب قالا أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال لما خلق الله آدم كان يمس رأسه السماء قال فوطده الله إلى الأرض حتى صار ستين ذراعا في سبع أذرع عرضا قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب عن النبي عليه السلام أنه قال إن آدم كان رجلا طوالا كأنه نخلة سحوق كثير شعر الرأس فلما ركب الخطيئة بدت له عورته وكان لا يراها قبل ذلك فانطلق هاربا في الجنة فتعلقت به شجرة فقال لها أرسليني فقالت لست بمرسلتك قال وناداه ربه يا آدم أمني تفر قال رب إني استحييتك قال أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا عباد بن العوام عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب بمثل هذا الحديث ولم يرفعه أخبرنا حفص بن عمر الحوضي أخبرنا إسحاق بن الربيع أبو حمزة العطار عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب قال كان آدم طوالا آدم جعدا كأنه نخلة سحوق قال أخبرنا يحيى بن السكن قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم ستين ذراعا في سبع أذرع قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن قال بكى آدم على الجنة ثلاثمائة سنة أخبرنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم الكناني قالا أخبرنا المسعودي عن أبي عمر الشآمي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر قال قلت للنبي عليه السلام أي الأنبياء أول قال آدم قلت أو نبيا كان قال نعم نبي مكلم قال قلت فكم المرسلون قال ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا قال أخبرنا موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي أخبرنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كان لآدم أربعة أولاد تؤام ذكر وأنثى من بطن وذكر وأنثى من بطن فكانت أخت صاحب الحرث وضيئة وكانت أخت صاحب الغنم قبيحة فقال صاحب الحرث أنا أحق بها وقال صاحب الغنم أنا أحق بها فقال صاحب الغنم ويحك أتريد أن تستأثر بوضاءتها علي تعال حتى نقرب قربانا فإن تقبل قربانك كنت أحق بها وإن تقبل قرباني كنت أحق بها قال فقربا قربانهما فجاء صاحب الغنم بكبش أعين أقرن أبيض وجاء صاحب الحرث بصبرة من طعامه فقبل الكبش فخزنه الله في الجنة أربعين خريفا وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم صلى الله عليه وسلم فقال صاحب الحرث لأقتلنك فقال صاحب الغنم لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إلى قوله وذلك جزاء الظالمين فقتله فولد آدم كلهم من ذلك الكافر قال أخبرنا موسى بن إسماعيل أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال كان آدم يزوج ذكر هذا البطن بأنثى هذا البطن وأنثى هذا البطن بذكر هذا البطن قال أخبرنا حفص بن عمر الحوضي أخبرنا إسحاق بن الربيع عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب أن آدم لما حضره الموت قال لبنيه يا بني أطلبوا لي من ثمرة الجنة فإني قد اشتهيتها فذهب بنوه وذاك في مرضه يطلبون له من ثمرة الجنة فإذا هم بملائكة الله قالوا لهم يا بني آدم ما تطلبون قالوا إن أبانا أشتاق إلى ثمرة الجنة فنحن نطلبها قالوا ارجعوا فقد قضي الأمر فإذا أبوهم قد قبض فأخذت الملائكة آدم فغسلوه وحنطوه وكفنوه وحفروا له قبرا وجعلوا له لحدا ثم إن ملكا من الملائكة تقدم فصلى عليه وخلفه الملائكة وبنو آدم خلفهم ثم وضعوه في حفرته وسووا عليه فقالوا يا بني آدم هذا سبيلكم وهذه سنتكم قال أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا هشيم قال أخبرنا يونس بن عبيد عن حسن قال أخبرنا عتي السعدي عن أبي بن كعب قال لما احتضر آدم قال لبنيه انطلقوا فاجتنوا لي من ثمار الجنة فخرج بنوه فاستقبلتهم الملائكة فقالوا أين تريدون قالوا بعثنا أبونا لنجتني له من ثمار الجنة قالوا ارجعوا فقد كفيتم فرجعوا معهم حتى دخلوا على آدم فلما رأتهم حواء ذعرت فجعلت تدنو إلى آدم فتلزق به فقال لها آدم إليك عني فمن قبلك أتيت خلي بيني وبين ملائكة ربي فقبضوا روحه ثم غسلوه وكفنوه وحنطوه ثم صلوا عليه وحفروا له ثم دفنوه فقالوا يا بني آدم هذه سنتكم في موتاكم قال أخبرنا خالد بن خداش بن عجلان أخبرنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن من حدثه عن أبي ذر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن آدم خلق من ثلاث تربات سوداء وبيضاء وخضراء قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا حماد بن زيد عن خالد الحذاء قال خرجت خرجة لي فجئت وهم يقولون قال الحسن فلقيته فقلت يا أبا سعيد آدم للسماء خلق أم للأرض فقال ما هذا يا أبا منازل للأرض خلق قلت أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة قال للأرض خلق فلم يكن بد من أن يأكل منها أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا خالد بن عبد الله عن بيان عن الشعبي عن جعدة بن هبيرة قال الشجرة التي افتتن بها آدم الكرم وجعلت فتنة لولده قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة وزياد مولى مصعب قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آدم أنبيا كان أو ملكا قال بل نبي مكلم قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب عن بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الناس لآدم وحواء كطف الصاع لن يملؤوه إن الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا أنسابكم يوم القيامة أكرمكم عند الله أتقاكم قال أخبرنا هشام بن محمد أخبرني أبي عن أبي صالح عن بن عباس قال خرج آدم من الجنة بين الصلاتين صلاة الظهر وصلاة العصر فأنزل إلى الأرض وكان مكثه في الجنة نصف يوم من أيام الآخرة وهو خمسمائة سنة من يوم كان مقداره اثنتي عشرة ساعة واليوم ألف سنة مما يعد أهل الدنيا فأهبط آدم على جبل بالهند يقال له نوذ وأهبطت حواء بجدة فنزل آدم معه ريح الجنة فعلق بشجرها وأوديتها فامتلأ ما هنالك طيبا فمن ثم يؤتى بالطيب من ريح آدم صلى الله عليه وسلم وقالوا أنزل معه من آس الجنة أيضا وأنزل معه بالحجر الأسود وكان أشد بياضا من الثلج وعصا موسى وكانت من آس الجنة طولها عشرة أذرع على طول موسى صلى الله عليه وسلم ومر ولبان ثم أنزل عليه بعد العلاة والمطرقة والكلبتان فنظر آدم حين أهبط على الجبل إلى قضيب من حديد نابت على الجبل فقال هذا من هذا فجعل يكسر أشجارا عتقت ويبست بالمطرقة ثم أوقد على ذلك الغصن حتى ذاب فكان أول شيء ضرب منه مدية فكان يعمل بها ثم ضرب التنور وهو الذي ورثه نوح وهو الذي فار بالهند بالعذاب فلما حج آدم وضع الحجر الأسود على أبي قبيس فكان يضيء لأهل مكة في ليالي الظلم كما يضيء القمر فلما كان قبيل الإسلام بأربع سنين وقد كان الحيض والجنب يصعدون إليه يمسحونه فاسود فأنزلته قريش من أبي قبيس وحج آدم من الهند إلى مكة أربعين حجة على رجليه وكان آدم حين أهبط يمسح رأسه السماء فمن ثم صلع وأورث ولده الصلع ونفرت من طوله دواب البر فصارت وحشا من يومئذ فكان آدم وهو على ذلك الجبل قائما يسمع أصوات الملائكة ويجد ريح الجنة فحط من طوله ذلك إلى ستين ذراعا فكان ذلك طوله حتى مات ولم يجمع حسن آدم لأحد من ولده إلا ليوسف وأنشأ آدم يقول رب كنت جارك في دارك ليس لي رب غيرك ولا رقيب دونك آكل فيها رغدا واسكن حيث أحببت فأهبطتني إلى هذا الجبل المقدس فكنت أسمع أصوات الملائكة وأراهم كيف يحفون بعرشك وأجد ريح الجنة وطيبها ثم أهبطتني إلى الأرض وحططتني إلى ستين ذراعا فقد انقطع عني الصوت والنظر وذهب عني ريح الجنة فأجابه الله تبارك وتعالى لمعصيتك يا آدم فعلت ذلك بك فلما رأى الله عري آدم وحواء أمره أن يذبح كبشا من الضأن من الثمانية الأزواج التي أنزل الله من الجنة فأخذ آدم كبشا فذبحه ثم أخذ صوفه فغزلته حواء ونسجه هو وحواء فنسج آدم جبة لنفسه وجعل لحواء درعا وخمارا فلبساه وقد كانا اجتمعا بجمع فسميت جمعا وتعارفا بعرفة فسميت عرفة وبكيا على ما فاتهما مائتي سنة ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يوما ثم أكلا وشربا وهما يومئذ على نوذ الجبل الذي أهبط عليه آدم ولم يقرب حواء مائة سنة ثم قربها فتلقت فحملت فولدت أول بطن قابيل وأخته لبود توأمته ثم حملت فولدت هابيل وأخته اقليما توأمته فلما بلغوا أمر الله آدم أن يزوج البطن الأول البطن الثاني والبطن الثاني البطن الأول يخالف بين البطنين في النكاح وكانت أخت قابيل حسنة وأخت هابيل قبيحة فقال آدم لحواء الذي أمر به فذكرته لابنيها فرضي هابيل وسخط قابيل وقال لا والله ما أمر الله بهذا قط ولكن هذا عن أمرك يا آدم فقال آدم فقربا قربانا فأيكما كان أحق بها أنزل الله نارا من السماء فأكلت قربانه فرضيا بذلك فعدا هابيل وكان صاحب ماشية بخير غذاء غنمه وزبد ولبن وكان قابيل زراعا فأخذ طنا من شر زرعه ثم صعدا الجبل يعني نوذ وآدم معهما فوضعا القربان ودعا آدم ربه وقال قابيل في نفسه ما أبالي أيقبل مني أم لا لا ينكح هابيل أختي أبدا فنزلت النار فأكلت قربان هابيل وتجنبت قربان قابيل لأنه لم يكن زاكي القلب فانطلق هابيل فأتاه قابيل وهو في غنمه فقال لأقتلنك قال لم تقتلني قال لأن الله تقبل منك ولم يتقبل مني ورد علي قرباني ونكحت أختي الحسنة ونكحت أختك القبيحة ويتحدث الناس بعد اليوم أنك كنت خيرا مني فقال له هابيل لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين أما قوله بإثمي يقول تأثم بقتلي إذا قتلتني إلى إثمك الذي كان عليك قبل أن تقتلني فقتله فأصبح من النادمين فتركه لم يوار جسده فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه وكان قتله عشية وغدا إليه غدوة لينظر ما فعل فإذا هو بغراب حي يبحث على غراب ميت فقال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي كما يواري هذا سوءة أخيه فدعا بالويل فأصبح من النادمين ثم أخذ قابيل بيد أخيه ثم هبط من الجبل يعني نوذ إلى الحضيض فقال آدم لقابيل اذهب فلا تزال مرعوبا أبدا لا تأمن من تراه فكان لا يمر به أحد من ولده إلا رماه فأقبل بن لقابيل أعمى ومعه بن له فقال للأعمى ابنه هذا أبوك قابيل فرمى الأعمى أباه قابيل فقتله فقال بن الأعمى يا ابتاه قتلت أباك فرفع الأعمى يده فلطم ابنه فمات ابنه فقال الأعمى ويل لي قتلت أبي برميتي وقتلت ابني بلطمتي ثم حملت حواء فولدت شيثا وأخته عزورا فسمي هبة الله اشتق له من أسم هابيل فقال لها جبريل حين ولدته هذا هبة الله لك بدل هابيل وهو بالعربية شث وبالسريانية شاث وبالعبرانية شيث وإليه أوصى آدم صلوات الله عليه وكان آدم يوم ولد شيث بن ثلاثين ومائة سنة ثم تغشاها آدم فحملت حملا خفيفا فمرت به يقول قامت وقعدت ثم أتاها الشيطان في غير صورته فقال لها يا حواء ما هذا في بطنك قالت لا أدري قال فلعله يكون بهيمة من هذه البهائم ثم قالت ما أدري ثم أعرض عنها حتى إذا أثقلت أتاها فقال كيف تجدينك يا حواء قالت إني لأخاف أن يكون كالذي خوفتني ما أستطيع القيام إذا قمت قال أفرأيت إن دعوت الله فجعله إنسانا مثلك ومثل آدم تسميه بي قالت نعم فانصرف عنها وقالت لآدم لقد أتاني آت فأخبرني أن الذي في بطني بهيمة من هذه البهائم وإني لأجد له ثقلا وأخشى أن يكون كما قال فلم يكن لآدم ولا لحواء هم غيره حتى وضعته فذلك قول الله تبارك وتعالى دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فكان هذا دعاؤهما قبل أن تلد فلما ولدت غلاما سويا أتاها فقال لها ألا سميته كما وعدتني قالت وما اسمك وكان اسمه عزازيل ولو تسمى به لعرفته فقال اسمي الحارث فسمته عبد الحارث فمات يقول الله لما أتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون وأوحى الله إلى آدم أن لي حرما بحيال عرشي فانطلق فابن لي بيتا فيه ثم حف به كما رأيت ملائكتي يحفون بعرشي فهنالك أستجيب لك ولولدك من كان منهم في طاعتي فقال آدم أي ربي وكيف لي بذلك لست أقوى عليه ولا أهتدي له فقيض الله له ملكا فانطلق به نحو مكة فكان آدم إذا مر بروضة ومكان يعجبه قال للملك انزل بنا ههنا فيقول له الملك مكانك حتى قدم مكة فكان كل مكان نزل به عمرانا وكان كل مكان تعداه مفاوز وقفارا فبنى البيت من خمسة أجبل من طور سينا وطور زيتون ولبنان والجودي وبنى قواعده من حراء فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات فأراه المناسك كلها التي يفعلها الناس اليوم ثم قدم به مكة فطاف بالبيت أسبوعا ثم رجع إلى أرض الهند فمات على نوذ فقال شيث لجبريل صل على آدم فقال تقدم أنت فصل على أبيك وكبر عليه ثلاثين تكبيرة فأما خمس وهي الصلاة وخمس وعشرون تفضيلا لآدم ولم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفا بنوذ ورأى آدم فيهم الزنا وشرب الخمر والفساد فأوصى أن لا يناكح بنو شيث بني قابيل فجعل بنو شيث آدم في مغارة وجعلوا عليه حافظا لا يقرأ أحدا من بني قابيل وكان الذين يأتونه ويستغفرون له بنو شيث فكان عمر آدم تسعمائة سنة وستا وثلاين سنة فقال مائة من بني شيث صباح لو نظرنا ما فعل بنو عمنا يعنون بني قابيل فهبطت المائة إلى نساء قباح من بني قابيل فأحبس النساء الرجال ثم مكثوا ما شاء الله ثم قال مائة آخرون لو نظرنا ما فعل إخوتنا فهبطوا من الجبل إليهم فاحتبسهم النساء ثم هبط بنوا شيث كلهم فجاءت المعصية وتناكحوا واختلطوا وكثر بنو قابيل حتى ملأوا الأرض وهم الذين غرقوا أيام نوح وولد شيث بن آدم أنوش ونفرا كثيرا وإليه أوصى شيث فولد أنوش قينان ونفرا كثيرا وإليه الوصية فولد قينان مهاليل ونفرا معه وإليه الوصية فولد مهاليل يرذ وهو اليارذ ونفرا معه وإليه الوصية وفي زمانه عملت الأصنام ورجع من رجع عن الإسلام فولد يرذ خنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام ونفرا معه ذكر حواء قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج عن مجاهد في قوله وخلق منها زوجها قال خلق حواء من قصيري آدم صلى الله عليه وسلم والقصيري الضلع الأقصر وهو نائم فاستيقظ فقال أثا امرأة بالنبطية قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن مولى لابن عباس عن بن عباس قال إنما سميت حواء لأنها أم كل حي قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال أهبط آدم بالهند وحواء بجدة فجاء في طلبها حتى أتى جمعا فازدلفت إليه حواء فلذلك سميت بالمزدلفة واجتمعا بجمع فلذلك سميت جمعا ‏
 

3
ذكر إدريس النبي صلى الله عليه وسلم
 أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال أول نبي بعث في الأرض بعد آدم إدريس وهو خنوخ بن يرذ وهو اليارذ وكان يصعد له في اليوم من العمل مالا يصعد لبني آدم في الشهر فحسده إبليس وعصاه قومه فرفعه الله إليه مكانا عليا كما قال وأدخله الجنة وقال لست بمخرجه منها وهذا في حديث لإدريس طويل فولد خنوخ متوشلخ ونفرا معه وإليه الوصية فولد متوشلخ لمك ونفرا معه واليه الوصية فولد لمك نوحا صلى الله عليه‏
 

4
ذكر نوح النبي صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال كان للمك يوم ولد نوحا اثنتان وثمانون سنة ولم يكن أحد في ذلك الزمان ينهى عن منكر فبعث الله نوحا إليهم وهو بن أربعمائة وثمانين سنة ثم دعاهم في نبوته مائة وعشرين سنة ثم أمره بصنعة السفينة فصنعها وركبها وهو بن ستمائة سنة وغرق من غرق ثم مكث بعد السفينة ثلاثمائة وخمسين سنة فولد نوح سام وفي ولده بياض وأدمة وحام وفي ولده سواد وبياض قليل ويافث وفيهم الشقرة والحمرة وكنعان وهو الذي غرق والعرب تسميه يام وذلك قول العرب إنما هام عمنا يام فأم هؤلاء واحدة وبجبل نوذ نجر نوح السفينة ومن ثم تبدأ الطوفان فركب نوح السفينة ومعه بنوه هؤلاء وكنائنه نساء بنيه هؤلاء وثلاثة وسبعون من بني شيث ممن آمن به فكانوا ثمانين في السفينة وحمل معه من كل زوجين اثنين وكان طول السفينة ثلاثمائة ذراع بذراع جد أبي نوح وعرضها خمسين ذراعا وطولها في السماء ثلاثين ذراعا وخرج منها من الماء ستة أذرع وكانت مطبقة وجعل لها ثلاثة أبواب بعضها أسفل من بعض فأرسل الله المطر أربعين ليلة وأربعين يوما فأقبلت الوحش حين أصابها المطر والدواب والطير كلها إلى نوح وسخرت له فحمل فيها كما أمره الله من كل زوجين اثنين وحمل معه جسد آدم فجعله حاجزا بين النساء والرجال فركبوا فيها لعشر ليال مضين من رجب وخرجوا منها يوم عاشوراء من المحرم فلذلك صام من صام يوم عاشوراء وخرج الماء مثل ذلك نصفين فذلك قول الله ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر يقول منصب وفجرنا الأرض عيونا يقول شققنا الأرض فالتقى الماء على أمر قد قدر فصار الماء نصفين نصف من السماء ونصف من الأرض وارتفع الماء على أطول جبل في الأرض خمس عشرة ذراعا فسارت بهم السفينة فطافت بهم الأرض كلها في ستة أشهر لا تستقر على شيء حتى أتت الحرم فلم تدخله ودارت بالحرم أسبوعا ورفع البيت الذي بناه آدم رفع من الغرق وهو البيت المعمور والحجر الأسود على أبي قبيس فلما دارت بالحرم ذهبت في الأرض تسير بهم حتى انتهت إلى الجودي وهو جبل بالحصنين من أرض الموصل فاستقرت على الجودي بعد ستة أشهر لتمام السنة فقيل بعد الستة الأشهر بعدا للقوم الظالمين فلما استوت على الجودي قيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي يقول احبسي ماءك وغيض الماء نشفته الأرض فصار ما نزل من السماء هذه البحور التي ترون في الأرض قال فآخر ما بقي في الأرض من الطوفان ماء بحسمي بقي في الأرض أربعين سنة بعد الطوفان ثم ذهب فهبط نوح إلى قرية فبنى كل رجل منهم بيتا فسميت سوق الثمانين فغرق بنو قابيل كلهم وما بين نوح إلى آدم من الآباء كانوا على الإسلام قال ودعا نوح على الأسد أن تلقى عليه الحمى وللحمامة بالأنس وللغراب بشقاء المعيشة قال أخبرنا قبيصة بن عقبة السوائي أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن عكرمة قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام قال ثم رجع الحديث إلى حديث هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال وتزوج نوح امرأة من بني قابيل فولدت له غلاما فسماه يوناطن فولد بمدينة بالمشرق يقال لها معلنور شمسا فلما ضاقت بهم سوق الثمانين تحولوا إلى بابل فبنوها وهي بين الفرات والصراة وكانت اثني عشر فرسخا في اثني عشر فرسخا وكان بابها موضع دوران اليوم فوق جسر الكوفة يسرة إذا عبرت فكثروا بها حتى بلغوا مائة ألف وهم على الإسلام ولما خرج نوح من السفينة دفن آدم ببيت المقدس ومات نوح صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم قال أخبرنا خالد بن خداش بن عجلان أخبرنا عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال ولد نوح ثلاثة سام وحام ويافث فولد سام العرب وفارس والروم وفي كل هؤلاء خير وولد حام السودان والبربر والقبط وولد يافث الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال أوحى الله إلى موسى إنك يا موسى وقومك وأهل الجزيرة وأهل العال من ولد سام بن نوح قال بن عباس والعرب والفرس والنبط والهند والسند والبند من ولد سام بن نوح قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال الهند والسند والبند بنو يوفير بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح قال ومكران بن البند وجرهم اسمه هذرم بن عامر بن سبا بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وحضرموت بن يقطن بن عابر بن شالخ ويقطن هو قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح في قول من نسبه إلى غير إسماعيل والفرس بنو فارس بن ببرس بن ياسور بن سام بن نوح والنبط بنو نبيط بن ماش بن إرم بن سام بن نوح وأهل الجزيرة والعال من ولد ماش بن إرم بن سام بن نوح وعمليق وهو عريب وطسم وأميم بنو لوذ بن سام بن نوح وعمليق هو أبو العمالقة ومنهم البربر وهم بنو تميلا بن مازرب بن فاران بن عمرو بن عمليق بن لوذ بن سام بن نوح ما خلا صنهاجة وكتامة فإنهما بنو فريقيس بن قيس بن صيفي بن سبإ ويقال أن عمليق أول من تكلم بالعربية حين ظعنوا من بابل وكان يقال لهم ولجرهم العرب العاربة وثمود وجديس ابنا جاثر بن إرم بن سام بن نوح وعاد وعبيل ابنا عوص بن إرم بن سام بن نوح والروم بنو النطي بن يونان بن يافث بن نوح ونمروذ بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح وهو صاحب بابل وهو صاحب إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم قال وكان يقال لعاد في دهرهم عاد إرم فلما هلكت عاد قيل لثمود ثمود إرم فلما هلكت ثمود قيل لسائر بني إرم إرمان فهم النبط فكل هؤلاء كان على الإسلام وهم ببابل حتى ملكهم نمروذ بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح فدعاهم إلى عبادة الأوثان ففعلوا فأمسوا وكلامهم السريانية ثم أصبحوا وقد بلبل الله ألسنتهم فجعل لا يعرف بعضهم كلام بعض فصار لبني سام ثمانية عشر لسانا ولبني حام ثمانية عشر لسانا ولبني يافث ستة وثلاثون لسانا ففهم الله العربية عادا وعبيل وثمود وجديس وعمليق وطسم وأميم وبني يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وكان الذي عقد لهم الأولوية ببابل يوناطن بن نوح فنزل بنو سام المجدل سرة الأرض وهو فيما بين ساتيدما إلى البحر وما بين اليمن إلى الشام وجعل الله النبوة والكتاب والجمال والأدمة والبياض فيهم ونزل بنو حام مجرى الجنوب والدبور ويقال لتلك الناحية الداروم وجعل الله فيهم أدمة وبياضا قليلا وأعمر بلادهم وسماءهم ورفع عنهم الطاعون وجعل في أرضهم الأثل والأراك والعشر والغاف والنخل وجرت الشمس والقمر في سمائهم ونزل بنو يافث الصفون مجرى الشمال والصبا وفيهم الحمرة والشقرة وأخلى الله أرضهم فاشتد بردها وأخلى سماءها فليس يجري فوقهم شيء من النجوم السبعة الجارية لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجدي والفرقدين وابتلوا بالطاعون ثم لحقت عاد بالشحر فعليه هلكوا بواد يقال له مغيث فخلفت بعدهم مهرة بالشحر ولحقت عبيل بموضع يثرب ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلا فنزلوا موضع الجحفة فأقبل سيل فاجتحفهم فذهب بهم فسميت الجحفة ولحقت ثمود بالحجر وما يليه فهلكوا ثم ولحقت طسم وجديس باليمامة وإنما سميت اليمامة بامرأة منهم فهلكوا ولحقت أميم بأرض أبار فهلكوا بها وهي بين اليمامة والشحر ولا يصل إليها اليوم أحد غلبت عليها الجن وإنما سميت أبار بأبار بن أميم ولحقت بنو يقطن بن عابر باليمن فسميت حيث تيامنوا إليها ولحق قوم من بني كنعان بن حام بالشام فسميت الشام حيث تشاءموا إليها وكانت الشام يقال لها أرض بني كنعان ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها فكانت الشام لبني إسرائيل ووثبت الروم على بني إسرائيل فقتلوهم وأجلوهم إلى العراق إلا قليلا منهم ثم جاءت العرب فغلبوا على الشام فكان فالغ وهو فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وهو الذي قسم الأرض بين بني نوح كما سمينا في الكتاب قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة أخبرنا الحسن بن الحكم النخعي أخبرنا أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك الغطيفي ثم المرادي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم فقال بلى ثم بدا لي فقلت يا رسول الله لا بل أهل سبأ هم أعز وأشد قوة قال فأمرني رسول الله وأذن لي في قتال سبأ فلما خرجت من عنده أنزل الله في سبأ ما أنزل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل الغطيفي فأرسل إلى منزلي فوجدني قد سرت فردني فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدته قاعدا وحوله أصحابه فقال أدع القوم فمن أجابك منهم فاقبل ومن أبى فلا تعجل عليه حتى تحدث إلي فقال رجل من القوم يا رسول الله وما سبأ أرض هي أو امرأة قال ليست بأرض ولا بامرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فأما ستة فتيامنوا وأما أربعة فتشاءموا فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة وأما الذين تيامنوا فالأزد وكندة وحمير والأشعرون وأنمار ومذحج فقال رجل يا رسول الله وما أنمار قال هم الذين منهم خثعم وبجيلة ‏
 

5

ذكر إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال كان أبو إبراهيم من أهل حران فأصابته سنة فأتى هرمزجرد ومعه امرأته أم إبراهيم وأسمها نونا بنت كرنبا بن كوثي من بني أرفخشد بن سام بن نوح قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم قال اسمها ابيونا من ولد افرايم بن ارغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال نهر كوثي كراه كرنبا جد إبراهيم من قبل أمه وكان أبوه على أصنام الملك نمروذ فولد إبراهيم بهرمزجرد وكان اسمه إبراهيم ثم انتقل إلى كوثي من أرض بابل فلما بلغ إبراهيم وخالف قومه ودعاهم إلى عبادة الله بلغ ذلك الملك نمروذ فحبسه في السجن سبع سنين ثم بنى له الحير بحصي وأوقده بالحطب الجزل وألقى إبراهيم فيه فقال حسبي الله ونعم الوكيل فخرج منها سليما لم يكلم قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال لما هرب إبراهيم من كوثي وخرج من النار ولسانه يومئذ سرياني فلما عبر الفرات من حران غير الله لسانه فقيل عبراني حيث عبر الفرات وبعث نمروذ في أثره وقال لا تدعوا أحدا يتكلم بالسريانية إلا جئتموني به فلقوا إبراهيم فتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوا لغته قال هشام بن محمد عن أبيه فهاجر إبراهيم من بابل إلى الشام فجاءته سارة فوهبت له نفسها فتزوجها وخرجت معه وهو يومئذ بن سبع وثلاثين سنة فأتى حران فأقام بها زمانا ثم أتى الأردن فأقام بها ومانا ثم خرج إلى مصر فأقام بها زمانا ثم رجع إلى الشام فنزل السبع أرضا بين إيليا وفلسطين فأحتفر بئرا وبنى مسجدا ثم ان بعض أهل البلد آذوه فتحول من عندهم فنزل منزلا بين الرملة وإيليا فأحتفر به بئرا وأقام به وكان قد وسع عليه في المال والخدم وهو أول من أضاف الضيف وأول من ثرد الثريد وأول من رأى الشيب قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان الثوري عن عاصم عن أبي عثمان قال عاصم أراه عن سلمان قال سأل إبراهيم ربه خيرا فأصبح ثلثا رأسه أبيض فقال ما هذا فقيل له عبرة في الدنيا ونور في الآخرة قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان بن سعيد عن أبيه عن عكرمة قال كان إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم يكنى أبا الأضياف قال أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال أختتن إبراهيم بالقدوم وهو بن عشرين ومائة سنة ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال لما أتخذ الله إبراهيم خليلا وتنبأه وله يومئذ ثلاثمائة عبد أعتقهم وأسلموا فكانوا يقاتلون معه بالعصي قال فهم أول موال قاتلوا مع مولاهم قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم إسماعيل وهو أكبر ولده وأمه هاجر وهي قبطية وإسحاق وكان ضرير البصر وأمه سارة بنت بثويل بن ناحور بن ساروغ بن أرغوا بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ومدن ومدين ويقشان وزمران وأشبق وشوخ وأمهم قنطورا بنت مقطور من العرب العاربة فأما يقشان فلحق بنوه بمكة وأقام مدين بأرض مدين فسميت به ومضى سائرهم في البلاد وقالوا لإبراهيم يا أبانا أنزلت إسماعيل وإسحاق معك وأمرتنا أن ننزل أرض الغربة والوحشة قال بذلك أمرت قال فعلمهم إسما من أسماء الله فكانوا يستسقون به ويستنصرون فمنهم من نزل خراسان فجاءتهم الخزر فقالوا ينبغي للذي علمكم هذا أن يكون خير أهل الأرض أو ملك الأرض قال فسموا ملوكهم خاقان قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال ولد لإبراهيم إسماعيل وهو بن تسعين سنة فكان بكر أبيه وولد إسحاق بعده بثلاثين سنة وإبراهيم يومئذ بن عشرين ومائة سنة وماتت سارة فتزوج إبراهيم امرأة من الكنعانيين يقال لها قنطورا فولدت له أربعة نفر ماذى وزمران وسرحج وسبق قال وتزوج امرأة أخرى يقال لها حجوني فولدت له سبعة نفر نافس ومدين وكيشان وشروخ وأميم ولوط ويقشان فجميع ولد إبراهيم ثلاثة عشر رجلا قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال خرج إبراهيم صلى الله عليه وسلم إلى مكة ثلاث مرات دعا الناس إلى الحج في آخرهن فأجابه كل شيء سمعه فأول من أجابه جرهم قبل العماليق ثم أسلموا ورجع إبراهيم إلى بلد الشام فمات به وهو بن مائتي سنة ‏.
 

  6

ذكر إسماعيل عليه السلام
 قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال وأخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم قالوا كانت هاجر من القبط من قرية أمام الفرمى قريب من فسطاط مصر وكانت لفرعون من الفراعنة جبار عات من البقط وهو الذي عرض لسارة امرأة إبراهيم فصرع ويقال بل ذهب يتناول يدها فيبست يده إلى صدره فقال ادعى الله أن يذهب عني ما أصابني ولا أهيجك فدعت الله له فأطلق يده وسري عنه وأفاق ودعا بهاجر وكانت آمن خدمة عنده فوهبها لسارة وكساها كساء فوهبت سارة هاجر لإبراهيم صلى الله عليه وسلم فوطئها فولدت له إسماعيل وهو أكبر ولده كان اسمه أشمويل فأعرب قال أخبنا عفان بن مسلم أخبرنا سليم بن أخضر أخبرنا بن عون قال كان محمد يقول آجر بغير هاء أم إسماعيل قال أخبرنا محمد بن حميد أبو سفيان العبدي عن معمر عن أيوب عن بن سيرين عن أبي هريرة قال مر إبراهيم وسارة بجبار من الجبابرة فأخبر الجبار بهما فأرسل إلى إبراهيم فقال من هذه معك قال أختي قال أبو هريرة ولم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث مرات اثنتين في الله وواحدة في امرأته قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله للجبار في امرأته هي أختي قال فلما خرج من عند الجبار دخل على سارة فقال لها إن هذا الجبار سألني عنك فأخبرته أنك أختي وأنت أختي في الله فإن سألك فأخبريه أنك أختي فأرسل إليها الجبار فلما أدخلت عليه دعت الله أن يكفه عنها قال أيوب فضبث بيده وأخذ أخذة شديدة فعاهدها لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه ثم هم بها الثانية فأخذ أخذة هي أشد من الآولى فعاهدها أيضا لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه ثم هم بها الثالثة فأخذ أخذة هي أشد من الآوليين فعاهدها لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه فقال للذي أدخلها أخرجها عني فإنك أدخلت علي شيطانا ولم تدخل علي إنسانا وأخدمها هاجر فرجعت إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ويدعو الله فقالت أبشر فقد كف الله يد الكافر الفاجر وأخدمني هاجر ثم صارت هاجر لإبراهيم صلى الله عليه وسلم بعد فولدت إسماعيل قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بني ماء السماء كانت أمة لأم إسحاق قال أخبرنا محمد بن حميد عن معمر عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم فإن لهم ذمة وإن لهم رحما يعني أم إسماعيل انها كانت منهم قال أخبرنا محمد بن حميد عن معمر عن أيوب قال قال سعيد بن جبير قال بن عباس أول ما أتخذت النساء النطق من قبل أن أم إسماعيل صلى الله عليه وسلم اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة يعني حين خرج بها إبراهيم وبابنها إلى مكة قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم العدوي عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة العدوي عن أبي جهم بن حذيفة بن غانم قال أوحى الله إلى إبراهيم يأمره بالمسير إلى بلده الحرام فركب إبراهيم البراق وحمل إسماعيل أمامه وهو بن سنتين وهاجر خلفه ومعه جبريل يدله على موضع البيت حتى قدم به مكة فأنزل إسماعيل وأمه إلى جانب البيت ثم انصرف إبراهيم إلى الشام أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني أبي عن أبي الجارود الربيع بن قزبع عن عقبة بن بشير أنه سأل محمد بن علي من أول من تكلم بالعربية قال إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما وهو بن ثلاث عشرة سنة قال قلت فما كان كلام الناس قبل ذلك يا أبا جعفر قال العبرانية قال قلت فما كان كلام الله الذي أنزل على رسله وعباده في ذلك الزمان قال العبرانية قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم أن إسماعيل ألهم من يوم ولد لسان العرب وولد إبراهيم أجمعون على لسان أبيهم قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال لم يتكلم إسماعيل بالعربية ولم يستحل خلاف أبيه وأول من تكلم بالعربية من ولده بنو رعلة بنت يشجب بن يعرب بن لوزان بن جرهم بن عامر بن سبأ بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح قال أخبرنا موسى بن داود أخبرنا عبد الله بن لهيعة عن حيي بن عبد الله قال بلغني أن إسماعيل النبي صلى الله عليه وسلم اختتن وهو بن ثلاث عشرة سنة قال أخبرنا يحيى بن إسحاق أبو زكريا البجلي السيلحيني ومحمد بن معاوية النيسابوري قالا أخبرنا بن لهيعة عن بن أنعم أخبرني بكر بن سويد أنه سمع علي بن رباح اللخمي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام قال أخبرنا رؤيم بن يزيد المقري أخبرنا هارون بن أبي عيسى الشآمي عن محمد بن إسحاق بن يسار قال وأخبرنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قالا ولد لإسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما اثنا عشر رجلا وهم يناوذ وهو نبت وهو نابت وهو كبر ولده وقيذر وأذبل ومنسى وهو منشى ومسمع وهو مشماعة ودما وهو دوما وبه سميت دومة الجندل وماشى وأذر وهو أذور وطيما ويطور وينش وقيذما وأمهم في رواية محمد بن إسحاق رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي وفي رواية الكلبي رعلة بنت يشجب بن يعرب على ما نسبها في حديثه الأول قال الكلبي وكانت لإسماعيل امرأة من العماليق ابنة صبدى قبل الجرهمية وهي التي كان جاءها إبراهيم فجفته في القول ففارقها إسماعيل ولم تلد له شيئا قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه قال لما بلغ إسماعيل عشرين سنة توفيت أمه هاجر وهي ابنة تسعين سنة فدفنها إسماعيل في الحجر قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبي جهم بن حذيفة بن غانم قال أوحى الله غلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم أن يبني البيت وهو يومئذ بن مائة سنة وإسماعيل يومئذ بن ثلاثين سنة فبناه معه وتوفي إسماعيل بعد أبيه فدفن داخل الحجر مما يلي الكعبة مع أمه هاجر وولي نابت بن إسماعيل البيت بعد أبيه مع أخواله جرهم قال أخبرنا خالد بن خداش بن عجلان أخبرنا عبد الله بن وهب المصري أخبرنا حرملة بن عمران عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أنه قال ما يعلم موضع قبر نبي من الأنبياء إلا ثلاثة قبر إسماعيل فإنه تحت الميزاب بين الركن والبيت وقبر هود فإنه في حقف من الرمل تحت جبل من جبال اليمن عليه شجرة تندى وموضعه أشد الأرض حرا وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فغن هذه قبورهم بحث ‏
  7
.ذكر القرون والسنين التي بين آدم ومحمد عليهما الصلاة والسلام
 قال أخبرنا قبيصة بن عقبة أخبرنا سفيان بن سعيد عن أبيه عن عكرمة قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم قالوا كان بين آدم ونوح عشرة قرون والقرن مائة سنة وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون والقرن مائة سنة وبين إبراهيم وموسى بن عمران عشرة قرون والقرن مائة سنة قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم ألف سنة وتسعمائة سنة ولم تكن بينهما فترة وانه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وستون سنة بعث في أولها ثلاثة أنبياء وهو قوله إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث والذي عزز به شمعون وكان من الحواريين وكانت الفترة التي لم يبعث الله فيها رسولا أربعمائة سنة وأربعا وثلاثين سنة وان حواريي عيسى بن مريم كانوا اثني عشر رجلا وكان قد تبعه بشر كثير ولكنه لم يكن فيهم حواري إلا اثنا عشر رجلا وكان من الحواريين القصار والصياد وكانوا عمالا يعملون بأيديهم وان الحواريين هم الأصفياء وان عيسى صلى الله عليه وسلم حين رفع كان بن اثنتين وثلاثين سنة وستة أشهر وكانت نبوته ثلاثين شهرا وان الله رفعه بجسده وانه حي الآن وسيرجع إلى الدنيا فيكون فيها ملكا ثم يموت كما يموت الناس وكانت قرية عيسى تسمى ناصرة وكان أصحابه يسمون الناصريين وكان يقال لعيسى الناصري فلذلك سميت النصارى ‏
  8

ذكر تسمية الأنبياء وأنسابهم صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم الكناني أبو النضر قالا أخبرنا المسعودي عن أبي عمر الشآمي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم أي الأنبياء أول قال آدم قال قلت أو نبيا كان قال نعم نبي مكلم قال فقلت فكم المرسلون قال ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة وزياد مولى مصعب قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آدم أنبيا كان قال بلى نبي مكلم قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أول نبي بعث إدريس وهو خنوخ بن يارذ بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ثم نوح بن لمك بن متوشلخ بن خنوخ وهو إدريس ثم إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن ارغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ثم
ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتسمية من ولده إلى آدم صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب بن بشر الكلبي قال علمني أبي وأنا غلام نسب النبي صلى الله عليه وسلم محمد الطيب المبارك بن عبد الله بن عبد المطلب واسمه شيبة الحمد بن هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وإلى فهر جماع قريش وما كان فوق فهر فليس يقال له قرشي يقال له كناني وهو فهر بن مالك بن النضر واسمه قيس بن كنانة بن خزيمة بن مدركة واسمه عمرو بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان قال وأخبرنا هشام بن محمد قال وحدثني محمد بن عبد الرحمن العجلاني عن موسى بن يعقوب الزمعي عن عمته عن أمها كريمة بنت المقداد بن الأسود البهراني قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم معد بن عدنان بن أدد بن يرى بن أعراق الثرى قالت وأخبرنا هشام قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أنتسب لم يجاوز في ينسبه معد بن عدنان بن أدد ثم يمسك ويقول كذب النسابون قال الله عز وجل وقرونا بين ذلك كثيرا قال بن عباس لو شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه لعلمه قال أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله أنه كان يقرأ وعادا وثمودا والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله كذب النسابون قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال بين معد وإسماعيل صلى الله عليه وسلم نيف وثلاثون أبا وكان لا يسميهم ولا ينفذهم ولعله ترك ذلك حيث سمع حديث أبي صالح عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بلغ معد بن عدنان أمسك قال هشام وأخبرني مخبر عن أبي ولم أسمعه منه أنه كان ينسب معد بن عدنان بن أدد بن الهميسع بن سلامان بن عوص بن يوز بن قموال بن أبي بن العوام بن ناشد بن حزا بن بلداس بن تدلاف بن طابخ بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عبقى بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن نحزن بن يلحن بن أرعوي بن عيفى بن ديشان بن عيصر بن أقناد بن إبهام بن مقصي بن ناحث بن زارح بن شمى بن مزى بن عوص بن عرام بن قيذر بن إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما وسلم قال وأخبرنا هشام بن محمد قال وكان رجل من أهل تدمر يكنى أبا يعقوب من مسلمة بني إسرائيل قد قرأ من كتبهم وعلم علمهم فذكر أن بورخ بن ناريا كاتب أرميا أثبت نسب معد بن عدنان عنده ووضعه في كتبه وأنه معروف عند أحبار أهل الكتاب وعلمائهم مثبت في أسفارهم وهو مقارب لهذه الأسماء ولعل خلاف ما بينهم من قبل اللغة لأن هذه الأسماء ترجمت من العبرانية قال أخبرنا هشام بن محمد قال سمعت من يقول كان معد على عهد عيسى بن مريم وهو معد بن عدنان بن أدد بن زيد بن يقدر بن يقدم بن أمين بن منحر بن صابوح بن الهميسع بن يشجب بن يعرب بن العوام بن نبت بن سلمان بن حمل بن قيذر بن إسماعيل بن إبراهيم قال وقد قدم بعضهم العوام في بعض النسب على الهميسع فصيره من ولده قال أخبرنا رؤيم بن يزيد المقري عن هارون بن أبي عيسى الشآمي عن محمد بن إسحاق أنه كان ينسب معد بن عدنان على غير هذا النسب في بعض روايته يقول معد بن عدنان بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل قال ويقول أيضا في رواية أخرى له معد بن عدنان بن أدد بن أيتحب بن أيوب بن قيذر بن إسماعيل بن إبراهيم قال محمد بن إسحاق وقد انتمى قصي بن كلاب إلى قيذر في بعض شعره قال محمد بن سعد فأنشدني فلست لحاضن ان لم تأثل بها أولاد قيذر والنبيت قال أبو عبد الله محمد بن سعد ولم أر بينهم اختلافا أن معدا من ولد قيذر بن إسماعيل وهذا الاختلاف في نسبته يدل على أنه لم يحفظ وإنما أخذ ذلك من أهل الكتاب وترجموه لهم فاختلفوا فيه ولو صح ذلك لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس به الأمر عندنا على الإنتهاء إلى معد بن عدنان ثم الإمساك عما وراء ذلك إلى إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرني بن لهيعة عن أبي الأسود قال سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة يقول ما وجدنا في علم عالم ولا شعر شاعر أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان بثبت قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن عبد الله بن خالد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتسبوا مضر فإنه كان قد أسلم قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال كان معد مع بخت نصر حين غزا حصون اليمن قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال ولد معد بن عدنان نزارا وفي ولده النبوة والثروة والخلافة وقنصا وقناصة وسناما والعرف وعوفا وشكا وحيدان وحيدة وعبيد الرماح وجنيدا وجنادة والقحم وايادا وأمهم معانة بنت جوشم بن جلهمة بن عمرو بن دوة بن جرهم وأخوهم لأمهم قضاعة وبعض القضاعيين وبعض النساب يقول قضاعة بن معد وبه كان يكنى معد والله أعلم وأسم قضاعة عمرو وإنما قيل قضاعة لأنه انقضع عن قومه وانتسب في غيرهم وهذه لغتهم قال وقد تفرق ولد معد بن عدنان سوى نزار في غير بني معد وبعضهم انتسب إلى معد فولد نزار بن معد مضر وايادا وبه كان يكنى نزار وأمهما سودة بنت عك وربيعة وهو الفرس وهو القشعم وأنمارا وأمهما الحذالة بنت وعلان بن جوشم بن جلهمة بن عمرو بن جرهم وكان يقال لمضر الحمراء ولإياد الشمطاء والبلقاء ولربيعة الفرس ولأنمار الحمار قال ويقال ان أنمارا هو أبو نجيلة وخثعم والله أعلم قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه وغيره قال هو إبراهيم بن آزر وكذلك هو في القرآن وفي التوراة إبراهيم بن تارح وبعضهم يقول آزر بن تارح بن ناحور بن ساروغ ويقال شروغ بن أرغوا ويقال أرغوا بن فالغ ويقال فالخ بن عابر بن شالخ ويقال سالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح النبي عليه السلام بن لمك بن متوشلخ ويقال متوسلخ بن خنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام بن يرذ وهو اليارذ ويقال الياذر بن مهلائ يل بن قينان بن أنوش بن شيث ويقال شث وهو هبة الله بن آدم صلى الله عليه وسلم كثيرا صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة وأمها برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب وأمها أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب وأمها برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي وأمها قلابة بنت الحارث بن مالك بن حباشة بن غنم بن لحيان بن عادية بن صعصعة بن كعب بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر وأمها أميمة بنت مالك بن غنم بن لحيان بن عادية بن صعصعة وأمها دب بنت ثعلبة بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة وأمها عاتكة بنت غاضرة بن حطيط بن جشم بن ثقيف وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان واسمه إلياس بن مضر وأمها ليلى بنت عوف بن قسي وهو ثقيف وأم وهب بن عبد مناف بن زهرة جد رسول الله صلى الله عليه وسلم قيلة ويقال هند بنت أبي قيلة وهو وجز بن غالب بن الحارث بن عمرو بن ملكان بن أفصى بن حارثة من خزاعة وأمها سلمى بنت لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وأمها ماوية بنت كعب بن القين من قضاعة وأم وجز بن غالب السلافة بنت واهب بن البكير بن مجدعة بن عمرو من بني عمرو بن عوف من الأوس وأمها ابنة قيس بن ربيعة من بني مازن بن بوي بن ملكان بن أفصى أخي أسلم بن أفصى وأمها النجعة بنت عبيد بن الحارث من بني الحارث بن الخزرج وأم عبد مناف بن زهرة جمل بنت مالك بن فصية بن سعد بن مليح بن عمرو من خزاعة وأم زهرة بن كلاب أم قصي وهي فاطمة بنت سعد بن سيل وهو خير بن حمالة بن عوف بن عامر الجادر من الأزد قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا مما كان من أمر الجاهلية قال أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي بن حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم لم يصبني من سفاح أهل الجاهلية شيء لم أخرج إلا من طهره قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني محمد بن عبد الله بن مسلم عن عمه الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت من نكاح غير سفاح صلى الله عليه وسلم والعاتكة في كلام العرب الطاهرة قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أم عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وقد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم هضيبة بنت عمرو بن عتوارة بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر وأمها ليلى بنت هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر وأمها سلمى بنت محارب بن فهر وأمها عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة وأم عمرو بن عتوارة بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر عاتكة بنت عمرو بن سعد بن عوف بن قسي وأمها فاطمة بنت بلال بن عمرو بن ثمالة من الأزد وأم أسد بن عبد العزى بن قصي وقد ولد النبي صلى الله عليه وسلم الحظيا وهي ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأم كعب بن سعد بن تيم نعم بنت ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وأمها ناهية بنت الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي وأمها سلمى بنت ربيعة بن وهيب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وأمها خديجة بنت سعد بن سهم وأمها عاتكة بنت عبدة بن ذكوان بن غاضرة بن صعصعة وأم ضباب بن حجير بن عبد بن معيص فاطمة بنت عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة وأم عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وقد ولد النبي صلى الله عليه وسلم مخشية بنت عمرو بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة وأمها الربعة بنت حبشية بن كعب بن عمرو وأمها عاتكة بنت مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة فهؤلاء من قبل أمه صلى الله عليه وسلم وأم عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وهي أقرب الفواطم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم وأمها تخمر بنت عبد بن قصي وأمها سلمى بنت عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر وأمها عاتكة بنت عبد الله بن وائلة بن ظرب بن عياذة بن عمرو بن بكر بن يشكر بن الحارث وهو عدوان بن عمرو بن قيس ويقال عبد الله بن حرب بن وائلة وأم عبد الله بن وائلة بن ظرب فاطمة بنت عامر بن ظرب بن عياذة وأم عمران بن مخزوم سعدى بنت وهب بن تيم بن غالب وأمها عاتكة بنت هلال بن وهيب بن ضبة وأم هاشم بن عبد مناف بن قصي عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان وهي أقرب العواتك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأم هلال بن فالج بن ذكوان فاطمة بنت بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة وأم كلاب بن ربيعة مجد بنت تيم الأدرم بن غالب وأمها فاطمة بنت معاوية بن بكر بن هوازن وأم مرة بن هلال بن فالج عاتكة بنت عدي بن سهم من أسلم وهم اخوة خزاعة وأم وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر عاتكة بنت غالب بن فهر وأم عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم فاطمة بنت ربيعة بن عبد العزى بن وزام بن جحوش بن معاوية بن بكر بن هوازن وأم معاوية بن بكر بن هوازن عاتكة بنت سعد بن هذيل بن مدركة وأم قصي بن كلاب فاطمة بنت سعد بن سيل من الجدرة من الأزد وأم عبد مناف بن قصي حبى بنت حليل بن حبشية الخزاعي وأمها فاطمة بنت نصر بن عوف بن عمرو بن لحي من خزاعة وأم كعب بن لؤي ماوية بنت كعب بن القين وهو النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وأمها عاتكة بنت كاهل بن عذرة وأم لؤي بن غالب عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة وأم غالب بن فهر بن مالك ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر وأمها سلمى بنت طابخة بن إلياس بن مضر وأمها عاتكة بنت الأسد بن الغوث قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن غير أبيه أن عاتكة بنت عامر بن الظرب من أمهات النبي صلى الله عليه وسلم قال أم برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب أميمة بنت مالك بن غنم بن سويد بن حبشي بن عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان وأمها قلابة بنت الحارث بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان وأمها دب بنت الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل وأمها لبنى بنت الحارث بن نمير بن أسيد بن عمرو بن تميم وأمها فاطمة بنت عبد الله بن حرب بن وائلة وأمها زينب بنت مالك بن ناضرة بن غاضرة بن حطيط بن جشم بن ثقيف وأمها عاتكة بنت عامر بن ظرب وأمها شقيقة بنت معن بن مالك من باهلة وأمها سودة بنت أسيد بن عمرو بن تميم فهؤلاء العواتك وهن ثلاث عشرة والفواطم وهن عشر ‏
  10

ذكر أمهات آباء رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أم عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وأمها صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم وأمها تخمر بنت عبد بن قصي وأم عبد المطلب بن هاشم سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار واسم النجار تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج وأمها عميرة بنت صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار وأمها سلمى بنت عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار وأمها أثيلة بنت زعورا بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأم هاشم بن عبد مناف عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور وأمها ماوية ويقال صفية بنت حوزة بن عمرو بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وأمها رقاش بنت الأسحم بن منبه بن أسد بن عبد مناة بن عائذ الله بن سعد العشيرة من مذحج وأمها كبشة بنت الرافقي بن مالك بن الحماس بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب وأم عبد مناف بن قصي حبى بنت حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة وأمها هند بنت عامر بن النضر بن عمرو بن عامر من خزاعة وأمها ليلى بنت مازن بن كعب بن عمرو بن عامر من خزاعة وأم قصي بن كلاب فاطمة بنت سعد بن سيل وهو خير بن حمالة بن عوف بن عامر الجادر من الأزد وكان أول من بنى جدار الكعبة فقيل له الجادر وأمها ظريفة بنت قيس بن ذي الرأسين واسمه أمية بن جشم بن كنانة بن عمرو بن القين بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان وأمها صخرة بنت عامر بن كعب بن أفرك بن بديل بن قيس بن عبقر بن أنمار وأم كلاب بن مرة هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة وأمها أمامة بنت عبد مناة بن كنانة وأمها هند بنت دودان بن أسد بن خزيمة وأم مرة بن كعب مخشية بنت شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وأمها وحشية بنت وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة وأمها ماوية بنت ضبيعة بن ربيعة بن نزار وأم كعب بن لؤي ماوية بنت كعب بن القين وهو النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وأمها عاتكة بنت كاهل بن عذرة وأم لؤي بن غالب عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة وهو القول المجتمع عليه ويقال بل أمه سلمى بنت كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة وأمها أنيسة بنت شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وأمها تماضر بنت الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة وأمها رهم بنت كاهل بن أسد بن خزيمة وأم غالب بن فهر ليلى بنت الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة ويقال بل هي ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر وأمها سلمى بنت طابخة بن إلياس بن مضر وأمها عاتكة بنت الأسد بن الغوث وأمها زينب بنت ربيعة بن وائل بن قاسط بن هنب وأم فهر بن مالك جندلة بنت عامر بن الحارث بن مضاض بن زيد بن مالك من جرهم ويقال بل هي جندلة بنت الحارث بن جندلة بن مضاض بن الحارث وليس بالأكبر بن عوانة بن عاموق بن يقطن من جرهم وأمها هند بنت الظليم بن مالك بن الحارث من جرهم وأم مالك بن النضر عكرشة بنت عدوان وهو الحارث بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر وأم النضر بن كنانة برة بنت مر بن أدبن طابخة أخت تميم بن مر وأم كنانة بن خزيمة عوانة وهي هند بنت سعد بن قيس بن عيلان وأمها دعد بنت إلياس بن مضر وأم خزيمة بن مدركة سلمى بنت أسلم بن الحاف بن قضاعة وأم مدركة بن إلياس ليلى وهي خندف بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وأمها ضرية بنت ربيعة بن نزار وبها سمي ماء ضرية الذي فيما بين مكة والنباج وأم إلياس بن مضر الرباب بنت حيدة بن معد بن عدنان وأم مضر بن نزار سودة بنت عك بن الريث بن عدنان بن أدد ومن ينتسب منهم إلى اليمن يقول عك بن عدثان بن عبد الله بن نصر بن زهران من الأسد وأم نزار بن معد معانة بنت جوشم بن جلهمة بن عمرو بن برة بن جرهم وأمها سلمى بنت الحارث بن مالك بن غنم من لخم وأم معد بن عدنان مهدد بنت اللهم بن جلحب بن جديس بن جاثر بن أرم ‏ 

 11
ذكر قصي بن كلاب
 قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من علماء أهل المدينة قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قالوا تزوج كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك فاطمة بنت سعد بن سيل واسم سيل خير بن حمالة بن عوف بن عامر وهو الجادر وكان أول من بنى جدار الكعبة بن عمرو بن جعثمة بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد وكان جعثمة خرج أيام خرجت الأزد من مأرب فنزل في بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة فحالفهم وزوجهم وزوجوه فولدت فاطمة بنت سعد لكلاب بن مرة زهرة بن كلاب ثم مكثت دهرا ثم ولدت قصيا فسمي زيدا وتوفي كلاب بن مرة وقدم ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد إحد قضاعة فاحتملها إلى بلاده من أرض عذرة من أشراف الشام إلى سرغ وما دونها فتخلف زهرة بن كلاب في قومه لكبره وحملت قصيا معها لصغره وهو يومئذ فطيم فسمي قصيا لتقصيها به إلى الشام فولدت لربيعة رزاحا وكان قصي ينسب إلى ربيعة بن حرام فناضل رجلا من قضاعة يدعى رفيعا قال هشام بن الكلبي وهو من عذرة فنضله قصي فغضب المنضول فوقع بينهما شر حتى تقاولا وتنازعا فقال رقيع ألا تلحق ببلدك وقومك فإنك لست منا فرجع قصي إلى أمه فقال من أبي فقالت أبوك ربيعة قال لو كنت ابنه ما نفيت قالت أو قد قال هذا فوالله ما أحسن الجوار ولا حفظ الحق أنت والله يا بني أكرم منه نفسا ووالدا ونسبا وأشرف منزلا أبوك كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي وقومك بمكة عند البيت الحرام فما حوله قال فوالله لا أقيم ههنا أبدا قالت فأقم حتى يجيء أبان الحج فتخرج في حاج العرب فإني أخشى عليك أن يصيبك بعض الناس فأقام فلما حضر ذلك بعثته مع قوم من قضاعة فقدم مكة وزهرة يومئذ حي وكان أشعر وقصي أشعر فأتاه فقال له قصي أنا أخوك فقال ادن مني وكان قد ذهب بصره وكبر فلمسه فقال أعرف والله الصوت والشبه فلما فرغ من الحج عالجه القضاعيون على الخروج معهم والرجوع إلى بلادهم فأبى وأقام بمكة وكان رجلا جلدا نهدا نسيبا فلم ينشب أن خطب إلى حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي الخزاعي ابنته حبى فعرف حليل النسب ورغب فيه فزوجه وحليل يومئذ يلي أمر مكة والحكم فيها وحجابة البيت ثم هلك حليل فحجب البيت ابنه المحترش وهو أبو غبشان وكانت العرب تجعل له جعلا في كل موسم فقصروا به في بعض المواسم منعوه بعض ما كانوا يعطونه فغضب فدعاه قصي فسقاه ثم اشترى منه البيت بأزواد ويقال بزق خمر فرضي ومضى إلى ظهر مكة قال وأخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن عمرو بن زهير عن عبد الله بن خداش بن أمية الكعبي عن أبيه قال وحدثتني فاطمة بنت مسلم الأسلمية عن فاطمة الخزاعية وكانت قد أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا لما تزوج قصي إلى حليل بن حبشية ابنته حبى وولدت له أولاده قال حليل إنما ولد قصي ولدي هم بنو ابنتي فأوصى بولاية البيت والقيام بأمر مكة إلى قصي وقال أنت أحق به ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر بن واقد الأسلمي وهشام بن محمد الكلبي الأول قالوا ويقال انه لما هلك حليل بن حبشية وانتشر ولد قصي وكثر ماله وعظم شرفه رأى أنه أولى بالبيت وأمر مكة من خزاعة وبني بكر وأن قريشا فرعة إسماعيل بن إبراهيم وصريح ولده فكلم رجالا من قريش وبني كنانة ودعاهم إلى إخراج خزاعة وبني بكر من مكة وقال نحن أولى بهذا منهم فأجابوه إلى ذلك وتابعوه وكتب قصي إلى أخيه بن أمه رزاح بن ربيعة بن حرام العذري يدعوه إلى نصرته فخرج رزاح وخرج معه إخوته لأبيه حن ومحمود وجلهمة فيمن تبعه من قضاعة حتى قدموا مكة وكانت صوفة وهم الغوث بن مر يدفعون بالناس من عرفة ولا يرمون الجمار حتى يرمي رجل من صوفة فلما كان بعد ذلك العام فعلت ذلك صوفة كما كانت تفعل فأتاها قصي بمن معه من قومه من قريش وكنانة وقضاعة عند العقبة فقالوا نحن أولى بهذا منكم فناكروهم فأقتتلوا قتالا شديدا حتى انهزمت صوفة وقال رزاح أجز قصي فأجاز الناس وغلبهم على ما كان في أيديهم من ذلك فلم تزل الإفاضة في ولد قصي إلى اليوم وندمت خزاعة وبنو بكر فانحازوا عنه فأجمع قصي لحربهم فاقتتلوا قتالا شديدا بالأبطح حتى كثرت القتلى في الفريقين ثم تداعوا إلى الصلح وحكموا بينهم يعمر بن عوف بن كعب بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة فقضى بينهم بأن قصي بن كلب أولى بالبيت وأمر مكة من خزاعة وأن كل دم أصابه قصي من خزاعة وبني بكر موضوع يشدخه تحت قدميه وأن ما أصابت خزاعة وبنو بكر من قريش وبني كنانة ففيه الدية وأن يخلى بين قصي وبين البيت وأمر مكة فسمي يومئذ يعمر الشداخ لما شدخ من الدماء قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عمته عن أمها كريمة بنت المقداد عن أبيها قال لما فرغ قصي ونفى خزاعة وبني بكر عن مكة تجمعت إليه قريش فسميت يومئذ قريشا لحال تجمعها والتقرش التجمع فلما استقر أمر قصي انصرف أخوه لأمه رزاح بن ربيعة العذري بمن معه من إخوته وقومه وهم ثلاثمائة رجل إلى بلادهم فكان رزاح وحن يواصلان قصيا ويوافيان الموسم فينزلان معه في داره ويريان تعظيم قريش والعرب له وكان يكرمهما ويصلهما وتكرمهما قريش لما أبلياهم وأولياهم من القيام مع قصي في حرب خزاعة وبكر قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال إنما سموا قريشا لأن بني فهر الثلاثة كان اثنان منهم لأم والآخر لأم أخرى فافترقوا فنزلوا مكانا من تهمة مكة ثم اجتمعوا بعد ذلك فقالت بنو بكر لقد تقرش بنو جندلة وكان أول من نزل من مضر مكة خزيمة بن مدركة وهو الذي وضع لهبل الصنم موضعه فكان يقال له صنم خزيمة فلم يزل بنوه بمكة حتى ورث ذلك فهر بن مالك فخرجت بنو أسد ومن كان من كنانة بها فنزلوا منازلهم اليوم قال أخبرنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال ولد لقصي بن كلاب ولده كلهم من حبى بنت حليل عبد الدار بن قصي وكان بكره وعبد مناف بن قصي واسمه المغيرة وعبد العزى بن قصي وعبد بن قصي وتخمر بنت قصي وبرة بنت قصي قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال كان قصي يقول ولد لي أربعة رجال فسميت اثنين بإلهي وواحدا بداري وواحدا بنفسي فكان يقال لعبد بن قصي عبد قصي واللذين سماهما باله عبد مناف وعبد العزى وبداره عبد الدار قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري قال وجدت في كتاب أبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة أخبرنا محمد بن جبير بن مطعم قال وأخبرنا هشام بن محمد الكلبي قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن بن عباس قالا كان قصي بن كلاب أول ولد كعب بن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه فكان شريف أهل مكة لا ينازع فيها فأبتنى دار الندوة وجعل بابها إلى البيت ففيها كان يكون أمر قريش كله وما أرادوا من نكاح أو حرب أو مشورة فيما ينوبهم حتى إن كانت الجارية تبلغ أن تدرع فما يشق درعها إلا فيها ثم ينطلق بها إلى أهلها ولا يعقدون لواء حرب لهم ولا من قوم غيرهم إلا في دار الندوة يعقده لهم قصي ولا يعذر لهم غلام إلا في دار الندوة ولا تخرج عير من قريش فيرحلون إلا منها ولا يقدمون إلا نزلوا فيها تشريفا له وتيمنا برأيه ومعرفة بفضله ويتبعون أمره كالدين المتبع لا يعمل بغيره في حياته وبعد موته وكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة واللواء والندوة وحكم مكة كله وكان يعشر من دخل مكة سوى أهلها قال وإنما سميت دار الندوة لأن قريشا كانوا ينتدون فيها أي يجتمعون للخير والشر والندي مجمع القوم إذا اجتمعوا وقطع قصي مكة رباعا بين قومه فأنزل كل قوم من قريش منازلهم التي أصبحوا فيها اليوم وضاق البلد وكان كثير الشجر العضاه والسلم فهابت قريش قطع ذلك في الحرم فأمرهم قصي بقطعه وقال إنما تقطعونه لمنازلكم ولخططكم بهلة الله على من أراد فسادا وقطع هو بيده وأعوانه فقطعت حينئذ قريش وسمته مجمعا لما جمع من أمرها وتيمنت به وبأمره وشرفته قريش وملكته وأدخل قصي بطون قريش كلها الأبطح فسموا قريش البطاح وأقام بنو معيص بن عامر بن لؤي وبنو تيم الأدرم بن غالب بن فهر وبنو محارب بن فهر وبنو الحارث بن فهر بظهر مكة فهؤلاء الظواهر لأنهم لم يهبطوا مع قصي إلى الأبطح إلا أن رهط أبي عبيدة بن الجراح وهم من بني الحارث بن فهر نزلوا الأبطح فهم مع المطيبين أهل البطاح وقد قال الشاعر في ذلك وهو ذكوان مولى عمر بن الخطاب للضحاك بن قيس الفهري حين ضربه‏:
‏ فلو شهدتني من قريش عصابة قريش البطاح لا قريش الظواهر وقال حذافة بن غانم العدوي لأبي لهب بن عبد المطلب‏:
‏ أبوكم قصي كان يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر فدعي قصي مجمعا بجمعه قريشا وبقصي سميت قريش قريشا وكان يقال لهم قبل ذلك بنو النضر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي مبرة عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم أن عبد الملك بن مروان سأل محمد بن جبير متى سميت قريش قريشا قال حين اجتمعت إلى الحرم من تفرقها فذلك التجمع التقرش فقال عبد الملك ما سمعت هذا ولكن سمعت أن قصيا كان يقال له القرشي ولم تسم قريش قبله قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال لما نزل قصي الحرم وغلب عليه فعل أفعالا جميلة فقيل له القرشي فهو أول من سمي به قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال النضر بن كنانة كان يسمى القرشي قال وأخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن جعفر عن يعقوب بن عتبة الأخنسي قال كانت الحمس قريش وكنانة وخزاعة ومن ولدته قريش من سائر العرب وقال محمد بن عمر بغير هذا الإسناد أو حليف لقريش قال محمد بن عمر والتحمس أشياء أحدثوها في دينهم تحمسوا فيها أي شددوا على أنفسهم فيها فكانوا لا يخرجون من الحرم إذا حجوا فقصروا عن بلوغ الحق والذي شرع الله تبارك وتعالى لإبراهيم وهو موقف عرفة وهو من الحل وكانوا لا يسلؤون السمن ولا ينسجون مظال الشعر وكانوا أهل القباب الحمر من الأدم وشرعوا لمن قدم من الحاج أن يطوف بالبيت وعليه ثيابه ما لم يذهبوا إلى عرفة فإذا رجعوا من عرفة لم يطوفوا طواف الإفاضة بالبيت إلا عراة أو في ثوبي أحمسي وان طاف في ثوبيه لم يحل له أن يلبسهما قال محمد بن عمر وقصي أحدث وقود النار بالمزدلفة حين وقف بها حتى يراها من دفع من عرفة فلم تزل توقد تلك النار تلك الليلة يعني ليلة جمع في الجاهلية قال محمد بن عمر فأخبرني كثير بن عبد الله المزني عن نافع عن بن عمر قال كانت تلك النار توقد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان قال محمد بن عمر وهي توقد إلى اليوم وفرض قصي على قريش السقاية والرفادة فقال يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم وان الحاج ضيفان الله وزوار بيته وهم أحق الضيف بالكرامة فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا عنكم ففعلوا فكانوا يخرجون ذلك كل عام من أموالهم خرجا يترافدون ذلك فيدفعونه إليه فيصنع الطعام للناس أيام منى وبمكة ويصنع حياضا للماء من أدم فيسقي فيها بمكة ومنى وعرفة فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه حتى قام الإسلام ثم جروا في الإسلام على ذلك إلى اليوم فلما كبر قصي ورق وكان عبد الدار بكره وأكبر ولده وكان ضعيفا وكان إخوته قد شرفوا عليه فقال له قصي أما والله يا بني لألحقنك بالقوم وإن كانوا قد شرفوا عليك لا يدخل أحد منهم الكعبة حتى تكون أنت الذي تفتحها له ولا تعقد قريش لواء لحربهم إلا كنت أنت الذي تعقده بيدك ولا يشرب رجل بمكة إلا من سقايتك ولا يأكل أحد من أهل الموسم طعاما بمكة إلا من طعامك ولا تقطع قريش أمرا من أمورها إلا في دارك فأعطاه دار الندوة وحجابة البيت واللواء والسقاية والرفادة وخصه بذلك ليلحقه بسائر إخوته وتوفي قصي فدفن بالحجون فقالت تخمر بنت قصي ترثي طرق النعي بعيد نوم الهجد فنعى قصيا ذا الندى والسودد فنعى المهذب من لؤي كلها فانهل دمعي كالجمان المفرد فأرقت من حزن وهم داخل أرق السليم لوجده المتفقد ‏
  12
ذكر عبد مناف بن قصي
 قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال لما هلك قصي بن كلاب قام عبد مناف بن قصي على أمر قصي بعده وأمر قريش إليه واختط بمكة رباعا بعد الذي كان قصي قطع لقومه وعلى عبد مناف اقتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله تبارك وتعالى عليه وأنذر عشيرتك الأقربين قال أخبرنا هشام بن محمد قال فحدثني أبي عن أبي صالح عن بن عباس قال لما أنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم وأنذر عشيرتك الأقربين خرج حتى علا المروة ثم قال يال فهر فجاءته قريش فقال أبو لهب بن عبد المطلب هذه فهر عندك فقل فقال يال غالب فرجع بنو محارب وبنو الحارث ابنا فهر فقال يال لؤي بن غالب فرجع بنو تيم الأدرم بن غالب فقال يال كعب بن لؤي فرجع بنو عامر بن لؤي فقال يال مرة بن كعب فرجع بنو عدي بن كعب وبنو سهم وبنو جمح ابنا عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي فقال يال كلاب بن مرة فرجع بنو مخزوم بن يقظة بن مرة وبنو تيم بن مرة فقال يال قصي فرجع بنو زهرة بن كلاب فقال يال عبد مناف فرجع بنو عبد الدار بن قصي وبنو أسد بن عبد العزى بن قصي وبنو عبد بن قصي فقال أبو لهب هذه بنو عبد مناف عندك فقل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين وأنتم الأقربون من قريش وإني لا أملك لكم من الله حظا ولا من الآخرة نصيبا إلا أن تقولوا لا اله الا الله فأشهد بها لكم عند ربكم وتدين لكم بها العرب وتذل لكم بها العجم فقال أبو لهب تبا لك فلهذا دعوتنا فأنزل الله تبت يدا أبي لهب يقول خسرت يدا أبي لهب قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال ولد عبد مناف بن قصي ستة نفر وست نسوة المطلب بن عبد مناف وكان أكبرهم وهو الذي عقد الحلف لقريش من النجاشي في متجرها إلى أرضه وهاشم بن عبد مناف واسمه عمرو وهو الذي عقد الحلف لقريش من هرقل لأن تختلف إلى الشام آمنة وعبد شمس بن عبد مناف وتماضر بنت عبد مناف وحنة وقلابة وبرة وهالة بنات عبد مناف وأمهم عاتكة الكبرى بنت مرة بن هلال بن فالج بن ثعلبة بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر ونوفل بن عبد مناف وهو الذي عقد الحلف لقريش من كسرى إلى العراق وأبا عمرو بن عبد مناف وأبا عبيد درج وأمهم واقدة بنت أبي عدي وهو عامر بن عبد نهم بن زيد بن مازن بن صعصعة وريطة بنت عبد مناف ولدت بني هلال بن معيط من بني كنانة بن خزيمة وأمها الثقفية ‏
  13
ذكر هاشم بن عبد مناف
 قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال كان اسم هاشم عمرا وكان صاحب إيلاف قريش وإيلاف قريش دأب قريش وكان أول من سن الرحلتين لقريش ترحل إحداهما في الشتاء إلى اليمن وإلى الحبشة إلى النجاشي فيكرمه ويحبوه ورحلة في الصيف إلى الشام إلى غزة وربما بلغ أنقرة فيدخل على قيصر فيكرمه ويحبوه فأصابت قريشا سنوات ذهبن بالأموال فخرج هاشم إلى الشام فأمر بخبز كثير فخبز له فحمله في الغرائر على الإبل حتى وافى مكة فهشم ذلك الخبز يعني كسره وثرده ونحر تلك الإبل ثم أمر الطهاة فطبخوا ثم كفأ القدور على الجفان فأشبع أهل مكة فكان ذلك أول الحيا بعد السنة التي أصابتهم فسمي بذلك هاشما وقال عبد الله بن الزبعرى في ذلك‏:
‏ عمرو العلى هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف قال وأخبرنا هشام بن محمد قال فحدثني معروف بن الخربوذ المكي قال حدثني رجل من آل عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف عن أبيه قال وقال وهب بن عبد قصي في ذلك‏:
‏ تحمل هاشم ما ضاق عنه وأعيا أن يقوم به بن بيض أتاهم بالغرائر متأقات من أرض الشام بالبر النفيض فأوسع أهل مكة من هشيم وشاب الخبز باللحم الغريض فظل القوم بين مكللات من الشيزاء حائرها يفيض قال فحسده أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وكان ذا مال فتكلف أن يصنع صنيع هاشم فعجز عنه فشمت به ناس من قريش فغضب ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة فكره هاشم ذلك لسنه وقدره فلم تدعه قريش وأحفظوه قال فإني أنافرك على خمسين ناقة سود الحدق تنحرها ببطن مكة والجلاء عن مكة عشر سنين فرضي أمية بذلك وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي فنفر هاشما عليه فأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعمها من حضره وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية قال وأخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني علي بن يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أبيه أن هاشما وعبد شمس والمطلب ونوفل بني عبد مناف أجمعوا أن يأخذوا ما بأيدي بني عبد الدار بن قصي مما كان قصي جعل إلى عبد الدار من الحجابة واللواء والرفادة والسقاية والندوة ورأوا أنهم أحق به منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم وكان الذي قام بأمرهم هاشم بن عبد مناف فأبت بنو عبد الدار أن تسلم ذلك إليهم وقام بأمرهم عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار فصار مع بني عبد مناف بن قصي بنو أسد بن عبد العزى بن قصي وبنو زهرة بن كلاب وبنو تيم بن مرة وبنو الحارث بن فهر وصار مع بني عبد الدار بنو مخزوم وسهم وجمح وبنو عدي بن كعب وخرجت من ذلك بنو عامر بن لؤي ومحارب بن فهر فلم يكونوا مع واحد من الفريقين فعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا الا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضا ما بل بحر صوفة فأخرجت بنو عبد مناف ومن صار معهم جفنة مملوءة طيبا فوضعوها حول الكعبة ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاهدوا وتعاقدوا وتحالفوا ومسحوا الكعبة بأيديهم توكيدا على أنفسهم فسموا المطيبين وأخرجت بنو عبد الدار ومن كان معهم جفنة من دم فغمسوا أيديهم فيها وتعاقدوا وتحالفوا ألا يتخاذلوا ما بل بحر صوفة فسموا الأحلاف ولعقة الدم وتهيؤوا للقتال وعبئت كل قبيلة لقبيلة فبينما الناس على ذلك إذ تداعوا إلى الصلح إلى أن يعطوا بني عبد مناف بن قصصي السقاية والرفادة وتكون الحجابة واللواء ودار الندوة إلى بني عبد الدار كما كانت ففعلوا وتحاجز الناس فلم تزل دار الندوة في يدي بني عبد الدار حتى باعها عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي من معاوية بن أبي سفيان فجعلها معاوية دار الإمارة فهي في أيدي الخلفاء إلى اليوم قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال فحدثني يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي عن أبيه قال فأصطلحوا يومئذ أن ولي هاشم بن عبد مناف بن قصي السقاية والرفادة وكان رجلا موسرا وكان إذا حضر الحج قام في قريش فقال يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته وإنه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله يعظمون حرمة بيته فهم ضيف الله وأحق الضيف بالكرامة ضيفه وقد خصكم الله بذلك وأكرمكم به وحفظ منكم أفضل ما حفظ جار من جاره فأكرموا ضيفه وزوره يأتون شعثا غبرا من كل بلد على ضوامر كأنهن القداح قد أزحفوا وتفلوا وقملوا وأرملوا فاقروهم وأسقوهم فكانت قريش ترافد على ذلك حتى أن كان أهل البيت ليرسلون بالشيء اليسير على قدرهم وكان هاشم بن عبد مناف بن قصي يخرج في كل عام مالا كثيرا وكان قوم من قريش أهل يسارة يترافدون وكان كل إنسان يرسل بمائة مثقال هرقلية وكان هاشم يأمر بحياض من أدم فتجعل في موضع زمزم ثم يستقي فيها الماء من البئار التي بمكة فيشربه الحاج وكان يطعمهم أول ما يطعم قبل التروية بيوم بمكة وبمنى وجمع وعرفة وكان يثرد لهم الخبز واللحم والخبز والسمن والسويق والتمر ويجعل لهم الماء فيسقون بمنى والماء يومئذ قليل في حياض الأدم إلى أن يصدروا من منى فتنقطع الضيافة ويتفرق الناس لبلادهم قال وأخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني القاسم بن العباس اللهبني عن أبيه عن عبد الله بن نوفل بن الحارث قال كان هاشم رجلا شريفا وهو الذي أخذ الحلف لقريش من قيصر لأن تختلف آمنة وأما من على الطريق فألفهم على أن تحمل قريش بضائعهم ولا كراء على أهل الطريق فكتب له قيصر كتابا وكتب إلى النجاشي أن يدخل قريشا أرضه وكانوا تجارا فخرج هاشم في عير لقريش فيها تجارات وكان طريقهم على المدينة فنزلوا بسوق النبط فصادفوا سوقا تقوم بها في السنة يحشدون لها فباعوا واشتروا ونظروا إلى امرأة على موضع مشرف من السوق فرأى امرأة تأمر بما يشتري ويباع لها فرأى امرأة حازمة جلدة مع جمال فسأل هاشم عنها أأيم هي أم ذات زوج فقيل له أيم كانت تحت أحيحة بن الجلاح فولدت له عمرا ومعبدا ثم فارقها وكانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها حتى يشترطوا لها أن أمرها بيدها فإذا كرهت رجلا فارقته وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار فخطبها هاشم فعرفت شرفه ونسبه فزوجته نفسها ودخل بها وصنع طعاما ودعا من هناك من أصحاب العير الذين كانوا معه وكانوا أربعين رجلا من قريش فيهم رجال من بني عبد مناف ومخزوم وسهم ودعا من الخزرج رجالا وأقام بأصحابه أياما وعلقت سلمى بعبدالمطلب فولدته وفي رأسه شيبة فسمي شيبة وخرج هاشم في أصحابه إلى الشام حتى بلغ غزة فاشتكى فأقاموا عليه حتى مات فدفنوه بغزة ورجعوا بتركته إلى ولده ويقال ان الذي رجع بتركته إلى ولده أبو رهم بن عبد العزى العامري وعامر بن لؤي وهو يومئذ غلام بن عشرين سنة قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أوصى هاشم بن عبد مناف إلى أخيه المطلب بن عبد مناف فبنوا هاشم وبنو المطلب يد واحدة إلى اليوم وبنو عبد شمس وبنو نوفل ابنا عبد مناف يد إلى اليوم قال وأخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال وولد هاشم بن عبد مناف أربعة نفر وخمس نسوة شيبة الحمد وهو عبد المطلب وكان سيد قريش حتى هلك ورقية بنت هاشم ماتت وهي جارية لم تبرز وأمها سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأخواهما لأمها عمرو ومعبد ابنا أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس وأبا صيفي بن هاشم واسمه عمرو وهو أكبرهم وصيفيا وأمهما هند بنت عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج وأخوهما لأمهما مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأسد بن هاشم وأمه قيلة وكانت تلقب الجزور بنت عامر بن مالك بن جذيمة وهو المصطلق من خزاعة ونضلة بن هاشم والشفاء ورقية وأمهم أميمة بنت عدي بن عبد الله بن دينار بن مالك بن سلامان بن سعد من قضاعة وأخواهما لأمها نفيل بن عبد العزى العدوي وعمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي والضعيفة بنت هاشم وخالدة بنت هاشم وأمها أم عبد الله وهي واقدة بنت أبي عدي ويقال عدي وهو عامر بن عبد نهم بن زيد بن مازن بن صعصعة وحنة بنت هاشم وأمها عدي بنت حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي وهو ثقيف قال وكان هاشم يكنى أبا يزيد وقال بعضهم بل كان يكنى بابنه أسد بن هاشم ولما توفي هاشم رثاه ولده بأشعار كثيرة فكان مما قيل فيما أخبرنا محمد بن عمر عن رجاله قالت خالدة بنت هاشم ترثي أباها وهو شعر فيه ضعف‏:
‏ بكر النعي بخير من وطيء الحصى ذي المكرمات وذي الفعال الفاضل بالسيد الغمر السميدع ذي النهى ماضي العزيمة غير نكس واغل زين العشيرة كلها وربيعها في المطبقات وفي الزمان الماحل بأخي المكارم والفواضل والعلى عمرو بن عبد مناف غير الباطل ان المهذب من لؤي كلها بالشام بين صفائح وجنادل فأبكي عليه ما بقيت بعولة فلقد رزئت أخا ندى وفواضل ولقد رزئت قريع فهر كلها ورئيسها في كل أمر شامل وقالت الشفاء بنت هاشم ترثي أباها‏:
‏ عين واستعبري وسحي وجمي لأبيك المسود المعلوم هاشم الخير ذي الجلالة والمجد وذي الباع والندى والصميم وربيع للمجتدين وحرز ولزاز لكل أمر عظيم شمري نماه للعز صقر شامخ البيت من سراة الأديم شيظمي مهذب ذي فضول أريحي مثل القناة وسيم غالبي سميدع أحوذي باسق المجد مضرحي حليم صادق الناس في المواطن شهم ماجد الجد غير نكس ذميم ‏.
14
ذكر عبد المطلب بن هاشم
 أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال كان المطلب بن عبد مناف بن قصي أكبر من هاشم ومن عبد شمس وهو الذي عقد الحلف لقريش من النجاشي في متجرها وكان شريفا في قومه مطاعا سيدا وكانت قريش تسميه الفيض لسماحته فولي بعد هاشم السقاية والرفادة وقال في ذلك‏:
‏ أبلغ لديك بني هاشم بما قد فعلنا ولم نؤمر نسوق الحجيج لأبياتنا كأنهم بقر تحشر قال وقدم ثابت بن المنذر بن حرام وهو أبو حسان بن ثابت الشاعر مكة معتمرا فلقي المطلب وكان له خليلا فقال له لو رأيت بن أخيك شيبة فينا لرأيت جمالا وهيبة وشرفا لقد نظرت إليه وهو يناضل فتيانا من أخواله فيدخل مرماتيه جميعا في مثل راحتي هذه ويقول كلما خسق أنا بن عمرو العلى فقال المطلب لا أمسي حتى أخرج إليه فأقدم به فقال ثابت ما أرى سلمى تدفعه إليك ولا أخواله هم أضن به من ذلك وما عليك أن تدعه فيكون في أخواله حتى يكون هو الذي يقدم عليك إلى ما ههنا راغبا فيك فقال المطلب يا أبا أوس ما كنت لأدعه هناك ويترك مآثر قومه وسطته ونسبه وشرفه في قومه ما قد علمت فخرج المطلب فورد المدينة فنزل في ناحية وجعل يسأل عنه حتى وجده يرمي في فتيان من أخواله فلما رآه عرف شبه أبيه فيه ففاضت عيناه وضمه إليه وكساه حلة يمانية وأنشأ يقول‏:
‏ عرفت شيبة والنجار قد حفلت أبناؤها حوله بالنبل تنتضل عرفت أجلاده منا وشيمته ففاض مني عليه وابل سبل فأرسلت سلمى إلى المطلب فدعته إلى النزول عليها فقال شأني أخف من ذلك ما أريد أن أحل عقدة حتى أقبض بن أخي وألحقه ببلده وقومه فقالت لست بمرسلته معك وغلظت عليه فقال المطلب لا تفعلي فإني غير منصرف حتى أخرج به معي بن أخي قد بلغ وهو غريب في غير قومه ونحن أهل بيت شرف قومنا والمقام ببلده خير له من المقام ههنا وهو ابنك حيث كان فلما رأت أنه غير مقصر حتى يخرج به استنظرته ثلاثة أيام وتحول إليهم فنزل عندهم فأقام ثلاثا ثم احتمله وانطلقا جميعا فأنشأ المطلب يقول كما أنشدني هشام بن محمد عن أبيه‏:
‏ أبلغ بني النجار ان جئتهم أني منهم وابنهم والخميس رأيتهم قوما إذا جئتهم هووا لقائي وأحبوا حسيسي ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر قال ودخل به المطلب مكة ظهرا فقالت قريش هذا عبد المطلب فقال ويحكم إنما هو بن أخي شيبة بن عمرو فلما رأوه قالوا ابنه لعمري فلم يزل عبد المطلب مقيما بمكة حتى أدرك وخرج المطلب بن عبد مناف تاجرا إلى أرض اليمن فهلك بردمان من أرض اليمن فولي عبد المطلب بن هاشم بعده الرفادة والسقاية فلم يزل ذلك بيده يطعم الحاج ويسقيهم في حياض من أدم بمكة فلما سقي زمزم ترك السقي في الحياض بمكة وسقاهم من زمزم حين حفرها وكان يحمل الماء من زمزم إلى عرفة فيسقيهم وكانت زمزم سقيا من الله أتي في المنام مرات فأمر بحفرها ووصف له موضعها فقيل له أحفر طيبة قال وما طيبة فلما كان الغد أتاه فقال أحفر برة قال وما برة فلما كان الغد أتاه وهو نائم في مضجعه ذلك فقال أحفر المضنونة قال وما المضنونة أبن لي ما تقول قال فلما كان الغد أتاه فقال أحفر زمزم قال وما زمزم قال لا تنزح ولا تذم تسقي الحجيج الأعظم وهي بين الفرث والدم عند نقرة الغراب الأعصم قال وكان غراب أعصم لا يبرح عند الذبائح مكان الفرث والدم وهي شرب لك ولولدك من بعدك قال فغدا عبد المطلب بمعوله ومسحاته معه ابنه الحارث بن عبد المطلب وليس له يومئذ ولد غيره فجعل عبد المطلب يحفر بالمعول ويغرف بالمسحاة في المكتل فيحمله الحارث قيلقيه خارجا فحفر ثلاثة أيام ثم بدا له الطوي فكبر وقال هذا طوي إسماعيل فعرفت قريش أنه قدأدرك الماء فأتوه فقالوا أشركنا فيه فقال ما أنا بفاعل هذا أمر خصصت به دونكم فاجعلوا بيننا وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه قالوا كاهنة بني سعد هذيم وكانت بمعان من أشراف الشام فخرجوا إليها وخرج مع عبد المطلب عشرون رجلا من بني عبد مناف وخرجت قريش بعشرين رجلا من قبائلها فلما كانوا بالفقير من طريق الشام أو حذوة فني ماء القوم جميعا فعطشوا فقالوا لعبد المطلب ما ترى فقال هو الموت فليحفر كل رجل منكم حفرة لنفسه فكلما مات رجل دفنه أصحابه حتى يكون آخرهم رجلا واحدا فيموت ضيعة أيسر من أن تموتوا جميعا فحفروا ثم قعدوا ينتظرون الموت فقال عبد المطلب والله ان القاءنا بأيدينا هكذا لعجز ألا نضرب في الأرض فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض هذه البلاد فأرتحلوا وقام عبد المطلب إلى راحلته فركبها فلما انبعثت به انفجر تحت خفها عين ماء عذب فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه وشربوا جميعا ثم دعا القبائل من قريش فقال هلموا إلى الماء الرواء فقد سقانا الله فشربوا واستقوا وقالوا قد قضي لك علينا الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة هو الذي سقاك زمزم فو الله لا نخاصمك فيها أبدا فرجع ورجعوا معه ولم يصلوا إلى الكاهنة وخلوا بينه وبين زمزم قال أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا معتمر بن سليمان التيمي قال سمعت أبي يحدث عن أبي مجاز أن عبد المطلب أتي في المنام فقيل له احتفر فقال أين فقيل له مكان كذا وكذا فلم يحتفر فأتي فقيل له احتفر عند الفرث عند النمل عند مجلس خزاعة ونحوه فأحتفر فوجد غزال وسلاحا وأظفارا فقال قومه لما رأوا الغنيمة كأنهم يريدون أن يغازوه قال فعند ذلك نذر لئن ولد له عشرة لينحرن أحدهم فلما ولد له عشرة وأراد ذبح عبد الله منعته بنو زهرة وقالوا أقرع بينه وبين كذا وكذا من الإبل وانه أقرع فوقعت عليه سبع مرات وعلى الإبل مرة قال لا أدري السبع عن أبي مجلز أم لا ثم صار من أمره أن ترك ابنه ونحر الإبل ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر قال وكانت جرهم حين أحسوا بالخروج من مكة دفنوا غزالين وسبعة أسياف قلعية وخمسة أدراع سوابغ فاستخرجها عبد المطلب وكان يتأله ويعظم الظلم والفجور فضرب الغزالين صفائح في وجه الكعبة وكانا من ذهب وعلق الأسياف على البابين يريد أن يحرز به خزانة الكعبة وجعل المفتاح والقفل من ذهب وأخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال كان الغزال لجرهم فلما حفر عبد المطلب زمزم أستخرج الغزال وسيوفا قلعية فضرب عليها بالقداح فخرجت للكعبة فجعل صفائح الذهب على باب الكعبة فغدا عليه ثلاثة نفر من قريش فسرقوه قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن عبد المجيد بن أبي عبس وأبي المقوم وغيرهم قالوا وكان عبد المطلب أحسن قريش وجها وأمده جسما وأحلمه حلما وأجوده كفا وأبعد الناس من كل موبقة تفسد الرجال ولم يره ملك قط إلا أكرمه وشفعه وكان سيد قريش حتى هلك فأتاه نفر من خزاعة فقالوا نحن قوم متجاورون في الدار هلم فلنحالفك فأجابهم إلى ذلك وأقبل عبد المطلب في سبعة نفر من بني عبد المطلب والأرقم بن نضلة بن هاشم والضحاك وعمرو ابني أبي صيفي بن هاشم ولم يحضره أحد من بني عبد شمس ولا نوفل فدخلوا دار الندوة فتحالفوا فيها على التناصر والمواساة وكتبوا بينهم كتابا وعلقوه في الكعبة وقال عبد المطلب في ذلك‏:
‏ سأوصي زبيرا إن توافقت منيتي بإمساك ما بيني وبين بني عمرو وأن يحفظ الحلف الذي سن شيخه ولا يلحدن فيه بظلم ولا غدر هم حفظوا الإل القديم وحالفوا أباك فكانوا دون قومك من فهر قال فأوصى عبد المطلب إلى ابنه الزبير بن عبد المطلب وأوصى الزبير إلى أبي طالب وأوصى أبو طالب إلى العباس بن عبد المطلب قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال حدثني محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري عن أبيه عن جده قال كان عبد المطلب إذا ورد اليمن نزل على عظيم من عظماء حمير فنزل عليه مرة من المر فوجد عنده رجلا من أهل اليمن قد أمهل له في العمر وقد قرأ الكتب فقال له يا عبد المطلب تأذن لي أن أفتش مكانا منك قال ليس كل مكان مني آذن لك في تفتيشه قال إنما هو منخراك قال فدونك قال فنظر إلى يار وهو الشعر في منخريه فقال أرى نبوة وأرى ملكا وأرى أحدهما في بني زهرة فرجع عبد المطلب فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة وزوج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فولدت محمدا صلى الله عليه وسلم فجعل الله في بني عبد المطلب النبوة والخلافة والله أعلم حيث وضع ذلك قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني أبي قال هشام وأخبرني رجل من أهل المدينة عن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة عن أبيه قالا كان أول من خضب بالوسمة من قريش بمكة عبد الملك بن هاشم فكان إذا ورد اليمن نزل على عظيم من عظماء حمير فقال له يا عبد المطلب هل لك أن تغير هذا البياض فتعود شابا قال ذاك إليك قال فأمر به فخضب بحناء ثم علي بالوسمة فقال له عبد المطلب زودنا من هذا فزوده فأكثر فدخل مكة ليلا ثم خرج عليهم بالغداة كأن شعره حلك الغراب فقالت له نتيلة بنت جناب بن كليب أم العباس بن عبد المطلب يا شيبة الحمد لو دام هذا لك كان حسنا فقال عبد المطلب‏:
‏ لو دام لي هذا السواد حمدته فكان بديلا من شباب قد انصرم تمتعت منه والحياة قصيرة ولا بد من موت فتيلة أو هرم وماذا الذي يجدي على المرء خفضه ونعمته يوما إذا عرشه انهدم فموت جهيز عاجل لا شوى له أحب الي من مقالهم حكم قال فخضب أهل مكة بالسواد قال وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال أخبرني رجل من بني كنانة يقال له بن أبي صالح ورجل من أهل الرقة مولى لبني أسد وكان عالما قالا تنافر عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية إلى النجاشي الحبشي فأبى أن ينفر بينهما فجعلا بينهما نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب فقال لحرب يا أبا عمرو أتنافر رجلا هو أطول منك قامة وأعظم منك هامة وأوسم منك وسامة وأقل منك لامة وأكثر منك ولدا وأجزل منك صفدا وأطول منك مذودا فنفره عليه فقال حرب ان من انتكات الزمان أن جعلناك حكما قال وأخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال كان عبد المطلب نديما لحرب بن أمية حتى تنافرا إلى نفيل بن عبد العزى جد عمر بن الخطاب فلما نفر نفيل عبد المطلب تفرقا فصار حرب نديما لعبد الله بن جدعان قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبي مسكين قال كان لعبد المطلب بن هاشم ماء بالطائف يقال له ذو الهرم وكان في يدي ثقيف دهرا ثم طلبه عبد المطلب منهم فأبوا عليه وكان صاحب أمر ثقيف جندب بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف فأبى عليه وخاصمه فيه فدعاهما ذلك إلى المنافرة إلى الكاهن العذري وكان يقال له عزى سلمة وكان بالشام فتنافرا على إبل سموها فخرج عبد المطلب في نفر من قريش ومعه ابنه الحارث ولا ولد له يومئذ غيره وخرج جندب في نفر من ثقيف فنفد ماء عبد المطلب وأصحابه فطلبوا إلى الثقيفين أن يسقوهم فأبوا ففجر الله لهم عينا من تحت جران بعير عبد المطلب فحمد الله عز وجل وعلم أن ذلك منة فشربوا ريهم وحملوا حاجتهم ونفد ماء الثقفيين فبعثوا إلى عبد المطلب يستسقونه فسقاهم وأتوا الكاهن فنفر عبد المطلب عليهم فأخذ عبد المطلب الإبل فنحرها وأخذ الهرم ورجع وقد فضله عليه وفضل قومه على قومه ‏
  15
ذكر نذر عبد المطلب أن ينحر ابنه
 قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن بن عباس قال الواقدي وحدثنا أبو بكر بن أبي سبرة عن شيبة بن نصاح عن الأعرج عن محمد بن ربيعة بن الحارث وغيرهم قالوا لما رأى عبد المطلب قلة أعوانه في حفر زمزم وانما كان يحفر وحده وابنه الحارث هو بكره نذر لئن أكمل الله له عشرة ذكور حتى يراهم أن يذبح أحدهم فلما تكاملوا عشرة فهم الحارث والزبير وأبو طالب وعبد الله وحمزة وأبو لهب والغيداق والمقوم وضرار والعباس جمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله به فما أختلف عليه منهم أحد وقالوا أوف بنذرك وأفعل ما شئت فقال ليكتب كل رجل منكم أسمه في قدحه ففعلوا فدخل عبد المطلب في جوف الكعبة وقال للسادن أضرب بقداحهم فضرب فخرج قدح عبد الله أولها وكان عبد المطلب يحبه فأخذ بيده يقوده إلى المذبح ومعه المدية فبكى بنات عبد المطلب وكن قياما وقالت إحداهن لأبيها اعذر فيه بأن تضرب فب ابلك السوائم التي في الحرم فقال للسادن أضرب عليه بالقداح وعلى عشر من الإبل وكانت الدية يومئذ عشرا من الإبل فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعل يزيد عشرا عشرا كل ذلك يخرج القدح على عبد الله حتى كملت المائة فضرب بالقداح فخرج على الإبل فكبر عبد المطلب والناس معه وأحتمل بنات عبد المطلب أخاهن عبد الله وقدم عبد المطلب الإبل فنحرها بين الصفا والمروة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن مسلم عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما نحرها عبد المطلب خلى بينها وبين كل من وردها من انسي أو سبع أو طائر لا يذب عنها أحدا ولم يأكل منها هو ولا أحد من ولده شيئا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن عكرمة عن بن عباس قال كانت الدية يومئذ عشرا من الإبل وعبد المطلب أول من سن دية النفس مائة من الإبل فجرت في قريش والعرب مائة من الإبل وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما كانت عليه قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثني الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري عن بن لعبد الرحمن بن موهب بن رباح الأشعري حليف بني زهرة عن أبيه قال حدثني مخرمة بن نوفل الزهري قال سمعت أمي رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف تحدث وكانت لدة عبد المطلب قالت تتابعت على قريش سنون ذهبن بالأموال وأشفين على الأنفس قالت فسمعت قائلا في المنام يا معشر قريش ان هذا النبي المبعوث منكم وهذا أبان خروجه وبه يأتيكم الحيا والخصب فأنظروا رجلا من أوسطكم نسبا طوالا عظاما أبيض مقرون الحاجبين أهدب الأشفار جعدا سهل الخدين رقيق العرنين فليخرج هو وجميع ولده وليخرج منكم من كل بطن رجل فتطهروا وتطيبوا ثم استلموا الركن ثم أرقوا رأس أبي قبيس ثم يتقدم هذا الرجل فيستسقي وتؤمنون فانكم ستسقون فأصبحت فقصت رؤياها عليهم فنظروا فوجدوا هذه الصفة صفة عبد المطلب فاجتمعوا اليه وخرج من كل بطن منهم رجل ففعلوا ما أمرتهم به ثم علوا على أبي قبيس ومعهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فتقدم عبد المطلب وقال لاهم هؤلاء عبيدك وبنو عبيدك واماؤك وبنات إمائك وقد نزل بنا ما ترى وتتابعت علينا هذه السنون فذهبت بالظلف والخف وأشفت على الأنفس فأذهب عنا الجدب وائتنا بالحيا والخصب فما برحوا حتى سألت الأودية وبرسول الله صلى الله عليه وسلم سقوا فقالت رقيقة بنت أبي صيفي بن هشام بن عبد مناف‏:
‏ بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر فجاد بالماء جوني له سبل دان فعاشت به الأنعام والشجر منا من الله بالميمون طائره وخير من بشرت يوما به مضر مبارك الأمر يستسقى الغمام به ما في الأنام له عدل ولا خطر قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا عبد الله بن عثمان بن أبي سليمان عن أبيه قال وحدثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه قال وحدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير الكعبي عن أبي مالك الحميري عن عطاء بن يسار قال وحدثنا محمد بن سعيد الثقفي عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين العقيلي قال وحدثنا سعيد بن مسلم عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن بن عباس دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا كان النجاشي قد وجه أرياط أبا أصحم في أربعة آلاف إلى اليمن فأداخها وغلب عليها فأعطى الملوك واستذل الفقراء فقام رجل من الحبشة يقال له أبرهة الأشرم أبو يكسوم فدعا إلى طاعته فأجابوه فقتل أرياط وغلب على اليمن فرأى الناس يتجهزون أيام الموسم للحج إلى بيت الله الحرام فسأل أين يذهب الناس فقال يحجون إلى بيت الله بمكة قال مم هو قالوا من حجارة قال وما كسوته قالوا ما يأتي من ههنا الوصائل قال والمسيح لأبنين لكم خيرا منه فبنى لهم بيتا عمله بالرخام الأبيض والأحمر والأصفر والأسود وحلاه بالذهب والفضة وحفه بالجوهر وجعل له أبوابا عليها صفائح الذهب ومسامير الذهب وفصل بينها بالجوهر وجعل فيها ياقوتة حمراء عظيمة وجعل له حجابا وكان يوقد فيه بالمندلي ويلطخ جدره بالمسك فيسود حتى يغيب الجوهر وأمر الناس فحجوه فحجه كثير من قبائل العرب سنين ومكث فيه رجال يتعبدون ويتألهون ونسكوا له وكان نفيل الخثعمي يورض له ما يكره فأمهل فلما كان ليلة من الليالي لم ير أحدا يتحرك فقام فجاء بعذرة فلطخ بها قبلته وجمع جيفا فألقاها فيه فأخبر أبرهة بذلك فغضب غضبا شديدا وقال إنما فعلت هذا العرب غضبا لبيتهم لأنقضنه حجرا حجرا وكتب إلى النجاشي يخبره بذلك ويسأله أن يبعث اليه بفيله محمود وكان فيلا لم ير مثله في الأرض عظما وجسما وقوة فبعث به اليه فلما قدم عليه الفيل سار أبرهة بالناس ومعه ملك حمير ونفيل بن حبيب الخثعمي فلما دنا من الحرم أمر أصحابه بالغارة على نعم الناس فأصابوا ابلا لعبد المطلب وكان نفيل صديقا لعبد المطلب فكلمه في ابله فكلم نفيل أبرهة فقال أيها الملك قد أتاك سيد العرب وأفضلهم وأعظمهم شرفا يحمل على الجياد ويعطي الأموال ويطعم ما هبت الريح فأدخله على أبرهة فقال له حاجتك قال ترد علي إبلي قال ما رأى ما بلغني عنك الا الغرور وقد ظننت أنك تكلمني في بيتكم هذا الذي هو شرفكم قال عبد المطلب أردد علي أبلي ودونك والبيت فان له ربا سيمنعه فأمر برد ابله عليه فلما قبضها قلدها النعال وأشعرها وجعلها هديا وثبها في الحرم لكي يصاب منها شيء فيغضب رب الحرم وأوفى عبد المطلب على حراء ومعه عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ومطعم بن عدي وأبو مسعود الثقفي فقال عبد المطلب‏:
‏ لاهم ان المرء يمنع رحله فامنع حلالك لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدوا محالك ان كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك قال فأقبلت الطير من البحر أبابيل مع كل طائر ثلاثة أحجار حجران في رجليه وحجر في منقاره فقذفت الحجارة عليهم لا تصيب شيئا الا هشمته والا نفط ذلك الموضع فكان ذلك أول ما كان الجدري والحصبة والأشجار المرة فأهمدتهم الحجارة وبعث الله سيلا أتيا فذهب بهم فألقاهم في البحر قال وولى أبرهة ومن بقي معه هرابا فجعل أبرهة يسقط عضوا عضوا وأما محمود الفيل فيل النجاشي فربض ولم يشجع على الحرم فنجا وأما الفيل الآخر فشجع فحصب ويقال كانت ثلاثة عشر فيلا ونزل عبد المطلب من حراء فأقبل عليه رجلان من الحبشة فقبلا رأسه وقالا له أنت كنت أعلم قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال ولد عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف اثني عشر رجلا وست نسوة الحارث وهو أكبر ولده وبه كان يكنى ومات في حياة أبيه وأمه صفية بنت جنيدب بن حجير بن زباب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة وعبد الله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير وكان شاعرا شريفا واليه أوصى عبد المطلب وأبا طالب واسمه عبد مناف وعبد الكعبة مات ولم يعقب وأم حكيم وهي البيضاء وعاتكة وبرة وأميمة وأروى وأمهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي وحمزة وهو أسد الله وأسد رسوله شهد بدرا وأستشهد يوم أحد والمقوم وحجلا واسمه المغيرة وصفية وأمهم هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وأمها العيلة بنت المطلب بن عبد مناف بن قصي والعباس وكان شريفا عاقلا مهيبا وضرارا وكان من فتيان قريش جمالا وسخاء ومات أيام أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا عقب له وقثم بن عبد المطلب لا عقب له وأمهم نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر وهو الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وأبا لهب بن عبد المطلب واسمه عبد العزى ويكنى أبا عتبة كناه عبد المطلب أبا لهب لحسنه وجماله وكان جوادا وأمه لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة وأمها هند بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمها السوداء بنت زهرة بن كلاب والغيداق بن عبد المطلب واسمه مصعب وأمه ممنعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمل بن سويد بن أسعد بن مشنوء بن عبد بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة وأخوه لأمه عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة أبو عبد الرحمن بن عوف قال الكلبي فلم يكن في العرب بنو اب مثل بني عبد المطلب اشرف منهم ولا أجسم شم العرانين تشرب أنوفهم قبل شفاههم وقال فيهم قرة بن حجل بن عبد المطلب‏:
‏ اعدد ضرارا ان عددت فتى ندى والليث حمزة واعدد العباسا واعدد زبيرا والمقوم بعده والصنم حجلا والفتى الراآسا وأبا عتيبة فاعددنه ثامنا والقرم عبد مناف والجساسا والحارث الفياض ولى ماجدا أيام نازعه الهمام الكاسا ما في الأنام عمومة كعمومتي خيرا ولا كأناسنا أناسا قال فالعقب من بني عبد المطلب للعباس وأبي طالب والحارث وأبي لهب وقد كان لحمزة والمقوم والزبير وحجل بني عبد المطلب أولاد لأصلابهم فهلكوا والباقون لم يعقبوا وكان العدد من بني هاشم في بني الحارث ثم تحول إلى بني أبي طالب ثم صار في بني العباس ‏

القران المعجزة وشرط المعجزة



المعجزة واحدة معجزات الأنبياء الدالة على صدقهم صلوات الله عليهم ، وسميت معجزة لأن البشر يعجزون عن الإتيان بمثلها ، وشرائطها خمسة ، فإن اختل منها شرط لا تكون معجزة .

فالشرط الأول : من شروطها أن تكون مما لا يقدر عليها إلا الله سبحانه . وإنما وجب حصول هذا الشرط للمعجزة لأنه لو أتى آت في زمان يصح فيه مجيء الرسل وادعى الرسالة وجعل معجزته أن يتحرك ويسكن ويقوم ويقعد لم يكن هذا الذي ادعاه معجزة له ، ولا دالا على صدقه لقدرة الخلق على مثله ، وإنما يجب أن تكون المعجزات كفلق البحر ، وانشقاق القمر ، وما شاكلها مما لا يقدر عليها البشر .

والشرط الثاني : هو أن تخرق العادة . وإنما وجب اشتراط ذلك لأنه لو قال المدعي للرسالة : آيتي مجيء الليل بعد النهار وطلوع الشمس من مشرقها ، لم يكن فيما ادعاه معجزة ، لأن هذه الأفعال وإن كان لا يقدر عليها إلا الله ، فلم تفعل من أجله ، وقد كانت قبل دعواه على ما هي عليه في حين دعواه ، ودعواه في دلالتها على نبوته كدعوى غيره ; فبان أنه لا وجه له يدل على صدقه ، والذي يستشهد به الرسول عليه السلام له وجه يدل على صدقه ، وذلك أن يقول : الدليل على صدقي أن يخرق الله تعالى العادة من أجل دعواي عليه الرسالة ، فيقلب هذه العصا ثعبانا ، ويشق الحجر ويخرج من وسطه ناقة ، أو ينبع الماء من بين أصابعي كما ينبعه من العين ، أو ما سوى ذلك من الآيات الخارقة للعادات ، التي ينفرد بها جبار الأرض والسماوات ; فتقوم له هذه العلامات مقام قول الرب سبحانه ، لو أسمعنا كلامه العزيز وقال : صدق ، أنا بعثته . ومثال هذه المسألة - ولله ولرسوله المثل الأعلى - ما لو كانت جماعة بحضرة ملك من ملوك الأرض ، وقال أحد رجاله وهو بمرأى منه والملك يسمعه : الملك يأمركم أيها الجماعة بكذا وكذا ، ودليل ذلك أن الملك يصدقني بفعل من أفعاله ، وهو أن يخرج خاتمه من يده قاصدا بذلك تصديقي ; فإذا سمع الملك كلامه لهم ودعواه فيهم ، ثم عمل ما استشهد به على صدقه ، قام ذلك مقام قوله لو قال : صدق فيما ادعاه علي . فكذلك إذا عمل الله عملا لا يقدر عليه إلا هو ، وخرق به العادة على يد الرسول قام ذلك الفعل مقام كلامه تعالى لو أسمعناه وقال : صدق عبدي في دعوى الرسالة ، وأنا أرسلته إليكم فاسمعوا له وأطيعوا .

[ ص: 72 ] والشرط الثالث : هو أن يستشهد بها مدعي الرسالة على الله عز وجل ; فيقول : آيتي أن يقلب الله سبحانه هذا الماء زيتا أو يحرك الأرض عند قولي لها : تزلزلي ; فإذا فعل الله سبحانه ذلك حصل المتحدى به .

الشرط الرابع : هو أن تقع على وفق دعوى المتحدي بها المستشهد بكونها معجزة له ، وإنما وجب اشتراط هذا الشرط لأنه لو قال المدعي للرسالة : آية نبوتي ودليل حجتي أن تنطق يدي أو هذه الدابة فنطقت يده أو الدابة بأن قالت : كذب وليس هو نبي ، فإن هذا الكلام الذي خلقه الله تعالى دال على كذب ذلك المدعي للرسالة ، لأن ما فعله الله لم يقع على وفق دعواه ، وكذلك ما يروى أن مسيلمة الكذاب - لعنه الله - تفل في بئر ليكثر ماؤها فغارت البئر وذهب ما كان فيها من الماء ، فما فعل الله سبحانه من هذا ، كان من الآيات المكذبة لمن ظهرت على يديه ، لأنها وقعت على خلاف ما أراده المتنبئ الكذاب .

والشرط الخامس : من شروط المعجزة ألا يأتي أحد بمثل ما أتى به المتحدى على وجه المعارضة ، فإن تم الأمر المتحدى به المستشهد به على النبوة على هذا الشرط مع الشروط المتقدمة ، فهي معجزة دالة على نبوة من ظهرت على يده ، فإن أقام الله تعالى من يعارضه حتى يأتي بمثل ما أتى به ويعمل مثل ما عمل بطل كونه نبيا ، وخرج عن كونه معجزا ولم يدل على صدقه ، ولهذا قال المولى سبحانه : فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين [ الطور : 34 ] وقال : أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات [ هود : 13 ] . كأنه يقول : إن ادعيتم أن هذا القرآن من نظم محمد - صلى الله عليه وسلم - وعمله فاعملوا عشر سور من جنس نظمه ، فإذا عجزتم بأسركم عن ذلك فاعلموا أنه ليس من نظمه ولا من عمله .

لا يقال : إن المعجزة المقيدة بالشروط الخمسة لا تظهر إلا على أيدي الصادقين ، وهذا المسيح الدجال فيما رويتم عن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يظهر على يديه من الآيات العظام ، والأمور الجسام ، ما هو معروف مشهور ; فإنا نقول : ذلك يدعي الرسالة ، وهذا يدعي الربوبية وبينهما من الفرقان ما بين البصراء والعميان ، وقد قام الدليل العقلي على أن بعثة بعض الخلق إلى بعض غير ممتنعة ولا مستحيلة ، فلم يبعد أن يقيم الله تعالى الأدلة على صدق مخلوق أتى عنه بالشرع والملة .

ودلت الأدلة العقلية أيضا على أن المسيح الدجال فيه التصوير والتغيير من حال إلى حال ، وثبت أن هذه الصفات لا تليق إلا بالمحدثات ، تعالى رب البريات عن أن يشبه شيئا أو يشبهه شيء ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
--------------------------------
قوله تعالى : فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين

قوله تعالى : فذكر أي فذكر يا محمد قومك بالقرآن .

فما أنت بنعمة ربك يعني برسالة ربك بكاهن تبتدع القول وتخبر بما في غد من غير وحي .

ولا مجنون وهذا رد لقولهم في النبي صلى الله عليه وسلم ; فعقبة بن أبي معيط قال : إنه مجنون ، وشيبة بن ربيعة قال : إنه ساحر ، وغيرهما قال : كاهن ; فأكذبهم الله تعالى ورد عليهم . ثم قيل : إن معنى فما أنت بنعمة ربك القسم ; أي : وبنعمة الله ما أنت بكاهن ولا مجنون . وقيل : ليس قسما ، وإنما هو كما تقول : ما أنت بحمد الله بجاهل ; أي قد برأك الله من ذلك .

قوله تعالى : أم يقولون شاعر أي بل يقولون : محمد شاعر . قال سيبويه : خوطب العباد بما جرى في كلامهم . قال أبو جعفر النحاس : وهذا كلام حسن إلا أنه غير مبين ولا مشروح ; يريد سيبويه أن " أم " في كلام العرب لخروج من حديث إلى حديث ; كما قال [ الأعشى ] : [ ص: 67 ]


أتهجر غانية أم تلم فتم الكلام ثم خرج إلى شيء آخر فقال :


أم الحبل واه بها منجذم فما جاء في كتاب الله تعالى من هذا فمعناه التقرير والتوبيخ والخروج من حديث إلى حديث ، والنحويون يمثلونها ب " بل " .

نتربص به ريب المنون قال قتادة : قال قوم من الكفار تربصوا بمحمد الموت يكفيكموه كما كفى شاعر بني فلان . قال الضحاك : هؤلاء بنو عبد الدار نسبوه إلى أنه شاعر ; أي يهلك عن قريب كما هلك من قبل من الشعراء ، وأن أباه مات شابا فربما يموت كما مات أبوه . وقال الأخفش : نتربص به إلى ريب المنون فحذف حرف الجر ، كما تقول : قصدت زيدا وقصدت إلى زيد . والمنون : الموت في قول ابن عباس .

قال أبو الغول الطهوي :


هم منعوا حمى الوقبى بضرب يؤلف بين أشتات المنون
أي : المنايا ; يقول : إن الضرب يجمع بين قوم متفرقي الأمكنة لو أتتهم مناياهم في أماكنهم لأتتهم متفرقة ، فاجتمعوا في موضع واحد فأتتهم المنايا مجتمعة . وقال السدي عن أبي مالك عن ابن عباس : ريب في القرآن شك إلا مكانا واحدا في الطور ريب المنون يعني حوادث الأمور ; وقال الشاعر :


تربص بها ريب المنون لعلها تطلق يوما أو يموت حليلها
وقال مجاهد : ريب المنون حوادث الدهر ، والمنون هو الدهر ; قال أبو ذؤيب :


أمن المنون وريبه تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع
وقال الأعشى :


أأن رأت رجلا أعشى أضر به ريب المنون ودهر متبل خبل
قال الأصمعي : المنون الليل والنهار ; وسميا بذلك لأنهما ينقصان الأعمار ويقطعان الآجال . وعنه : أنه قيل للدهر منون ، لأنه يذهب بمنة الحيوان أي قوته وكذلك المنية . أبو عبيدة : قيل للدهر منون ; لأنه مضعف ، من قولهم حبل منين أي ضعيف ، والمنين الغبار الضعيف . قال الفراء : والمنون مؤنثة وتكون واحدا وجمعا . الأصمعي : المنون واحد لا جماعة له . الأخفش : هو جماعة لا واحد له ، والمنون يذكر ويؤنث ; فمن ذكره جعله الدهر أو الموت ، ومن أنثه فعلى الحمل على المعنى كأنه أراد المنية .

[ ص: 68 ] قوله تعالى : قل تربصوا أي قل لهم يا محمد تربصوا أي : انتظروا .

فإني معكم من المتربصين أي من المنتظرين بكم العذاب ; فعذبوا يوم بدر بالسيف .

قوله تعالى : أم تأمرهم أحلامهم أي عقولهم بهذا أي بالكذب عليك .

أم هم قوم طاغون أي أم طغوا بغير عقول . وقيل : " أم " بمعنى بل ; أي : بل كفروا طغيانا وإن ظهر لهم الحق . وقيل لعمرو بن العاص : ما بال قومك لم يؤمنوا وقد وصفهم الله بالعقل ؟ فقال : تلك عقول كادها الله ; أي لم يصحبها بالتوفيق . وقيل : أحلامهم أي أذهانهم ; لأن العقل لا يعطى للكافر ولو كان له عقل لآمن . وإنما يعطى الكافر الذهن فصار عليه حجة . والذهن يقبل العلم جملة ، والعقل يميز العلم ويقدر المقادير لحدود الأمر والنهي . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال : يا رسول الله ، ما أعقل فلانا النصراني ! فقال : مه ، إن الكافر لا عقل له ، أما سمعت قول الله تعالى : وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير . وفي حديث ابن عمر : فزجره النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : مه فإن العاقل من يعمل بطاعة الله ذكره الترمذي الحكيم أبو عبد الله بإسناده .

أم يقولون تقوله أي : افتعله وافتراه ، يعني القرآن . والتقول : تكلف القول ، وإنما يستعمل في الكذب في غالب الأمر . ويقال قولتني ما لم أقل ! وأقولتني ما لم أقل ; أي : ادعيته علي . وتقول عليه أي كذب عليه . واقتال عليه تحكم قال :


ومنزلة في دار صدق وغبطة وما اقتال من حكم علي طبيب
ف " أم " الأولى للإنكار والثانية للإيجاب أي ليس كما يقولون .

بل لا يؤمنون جحودا واستكبارا .

فليأتوا بحديث مثله أي بقرآن يشبهه من تلقاء أنفسهم إن كانوا صادقين في أن محمدا افتراه . وقرأ الجحدري " فليأتوا بحديث مثله " بالإضافة . والهاء في " مثله " للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأضيف الحديث الذي يراد به القرآن إليه لأنه المبعوث به . والهاء على قراءة الجماعة للقرآن . 
الجامع لأحكام القرآن »
سورة الطور »
قوله تعالى فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون 

صفة الجنة وما فيها من النعيم المقيم




كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظام يوم القيامة »
صفة الجنة وما فيها من النعيم المقيم الدائم على الأبد

ذكر صفة الجنة وما فيها من النعيم المقيم الدائم على الأبد
ذكر ما ورد في عدد أبواب الجنة واتساعها وعظمة جناتها
ذكر تعداد محال الجنة وارتفاعها واتساعها
ذكر ما يكون لأدنى أهل الجنة منزلة وأعلاهم من اتساع الملك العظيم والنعيم المقيم
ذكر غرف الجنة وارتفاعها وعظمها
ذكر أعلى منزلة في الجنة وهي الوسيلة مقام الرسول صلى الله عليه وسلم
ذكر بنيان الجنة ومم قصورها
ذكر الخيام في الجنة
ذكر تربة الجنة
ذكر أنهار الجنة وأشجارها وثمارها
صفة الكوثر وهو أشهر أنهار الجنة
ذكر نهر البيذخ في الجنة
نهر بارق على باب الجنة
ذكر ما في الدنيا من أنهار الجنة
فصل في أشجار الجنة
فصل في غراس الجنة
فصل في ثمار الجنة
فصل في طير الجنة
ذكر طعام أهل الجنة وأكلهم فيها وشربهم
أحاديث أخر في طعام أهل الجنة
ذكر أول طعام يأكله أهل الجنة بعد دخولهم الجنة
ذكر لباس أهل الجنة فيها وحليتهم وصفات ثيابهم
صفة فرش أهل الجنة
صفة الحور العين وبنات آدم وشرفهن وفضلهن عليهن وكم لكل واحد منهن
ما ورد من غناء الحور العين في الجنة
ذكر جماع أهل الجنة لنسائهم من غير مني ولا أولاد إلا إن شاء أحدهم الولد
ذكر أن أهل الجنة لا يموتون فيها لكمال حياتهم
ذكر إحلال الرضوان عليهم وذلك أفضل ما لديهم
ذكر نظر الرب تعالى إلى أهل الجنة وتسليمه عليهم
ذكر رؤية أهل الجنة ربهم عز وجل في مثل أيام الجمع في مجتمع لهم معد لذلك
ذكر سوق الجنة
ذكر ريح الجنة وطيبه وانتشاره حتى إنه يشم من سنين عديدة ومسافة بعيدة
ذكر نور الجنة وبهائها وطيب فنائها وحسن منظرها في وقت صباحها ومسائها
ذكر الأمر بطلب الجنة وترغيب الله عباده فيها وأمرهم بالمبادرة إليها
ذكر أن الجنة حفت بالمكاره
أنواع المسرات والنعيم في جنات الخلد
ذكر خيل الجنة
ذكر تزاور أهل الجنة بعضهم بعضا وتذاكرهم أمورا كانت بينهم في الدنيا من طاعات وزلات
ذكر أول من يدخل الجنة
باب جامع لأحكام تتعلق بالجنة وأحاديث شتى وردت فيها
 
[ ص: 257 ] ذكر صفة الجنة وما فيها من النعيم المقيم الدائم على الأبد ، لا يفنى ولا يضمحل ولا يبيد أبدا بل كل ما له في ازدياد وبهاء وحسن ، نسأل الله سبحانه الجنة ، ونعوذ به من النار

قال تعالى : أكلها دائم وظلها [ الرعد : 35 ] . والمنقطع ولو بعد ألوف من السنين ليس بدائم ، وقال تعالى : إن هذا لرزقنا ما له من نفاد [ ص : 54 ] . والمنقطع ينفد ، وقال تعالى : ما عندكم ينفد وما عند الله باق [ النحل : 96 ] . فأخبر أن الدنيا وما فيها ينفد ، وما عند الله باق لا ينفد ، فلو كان له آخر لكان ينفد كما ينفد نعيم الدنيا . وقال تعالى : لهم أجر غير ممنون [ الانشقاق : 25 ] أي : غير مقطوع . قاله طائفة من المفسرين ; غير مقطوع ولا منقوص ، ومنه المنون ، وهو قطع عمر الإنسان ، وعن مجاهد : غير محسوب . وهو مثل الأول ; لأن ما ينقطع محسوب مقدر ، بخلاف ما لا نهاية له .

قوله تعالى : مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار

قوله تعالى : مثل الجنة التي وعد المتقون اختلف النحاة في رفع " مثل " فقال سيبويه : ارتفع بالابتداء والخبر محذوف ; والتقدير : وفيما يتلى عليكم مثل الجنة . وقال الخليل : ارتفع بالابتداء وخبره تجري من تحتها الأنهار أي صفة الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار ; كقولك : قولي يقوم زيد ; فقولي مبتدأ ، ويقوم زيد خبره ; والمثل بمعنى الصفة موجود ; قال الله تعالى : ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل وقال : ولله المثل الأعلى أي الصفة العليا ; وأنكره أبو علي وقال : لم يسمع مثل بمعنى الصفة ; إنما معناه الشبه ; ألا تراه يجري مجراه في مواضعه ومتصرفاته ، كقولهم : مررت برجل مثلك ; كما تقول : مررت برجل شبهك ; قال : ويفسد أيضا من جهة المعنى ; لأن مثلا إذا كان معناه صفة كان تقدير الكلام : صفة الجنة التي فيها أنهار ، وذلك غير مستقيم ; لأن الأنهار في الجنة نفسها لا صفتها وقال الزجاج : مثل الله - عز وجل - لنا ما غاب عنا بما نراه ; والمعنى : مثل الجنة جنة تجري من تحتها الأنهار ; وأنكرهأبو علي فقال : لا يخلو المثل على قوله أن يكون الصفة أو الشبه ، وفي كلا الوجهين لا يصح ما قاله ; لأنه إذا كان بمعنى الصفة لم يصح ، لأنك إذا قلت : صفة الجنة جنة ، فجعلت الجنة خبرا لم يستقم ذلك ; لأن الجنة لا تكون الصفة ، وكذلك أيضا شبه الجنة جنة ; ألا ترى أن الشبه عبارة عن المماثلة التي بين المتماثلين ، وهو حدث ; والجنة غير حدث ; فلا يكون الأول الثاني . وقال الفراء : المثل مقحم للتأكيد ; والمعنى : الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار ; والعرب تفعل ذلك كثيرا بالمثل ; كقوله : ليس كمثله شيء : أي ليس هو كشيء . وقيل التقدير : صفة الجنة التي وعد [ ص: 284 ] المتقون صفة جنة تجري من تحتها الأنهار وقيل معناه : شبه الجنة التي وعد المتقون في الحسن والنعمة والخلود كشبه النار في العذاب والشدة والخلود ; قاله مقاتل .

أكلها دائم لا ينقطع ; وفي الخبر : إذا أخذت ثمرة عادت مكانها أخرى وقد بيناه في " التذكرة " . وظلها أي وظلها كذلك ; فحذف ; أي ثمرها لا ينقطع ، وظلها لا يزول ; وهذا رد على الجهمية في زعمهم أن نعيم الجنة يزول ويفنى .

تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار أي عاقبة أمر المكذبين وآخرتهم النار يدخلونها .
 

الجامع لأحكام القرآن »
سورة الرعد »
قوله تعالى مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها 

ذكر الأحاديث الواردة في ذلك { في نزول عيسي بن مريم}



219 ] ذكر الأحاديث الواردة في ذلك

قد تقدم في حديث النواس بن سمعان عند مسلم أن عيسى ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق . وفي غير رواية مسلم : أنه ينزل على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق . وهذا أشبه ، فإن في سياق الحديث " فينزل وقد أقيمت الصلاة للصبح فيقول له إمام المسلمين : تقدم يا روح الله . فيقول : لا ، إنها إنما أقيمت لك " ففيه من الدلالة الظاهرة أنه ينزل على منارة المعبد الأعظم الذي يكون فيه إمام المسلمين إذ ذاك ، وإمام المسلمين يومئذ هو المهدي فيما قيل ، وهو جامع دمشق الأكبر . والله أعلم .

وقد تقدم في حديث أبي أمامة أنه ينزل في غير دمشق ، وليس ذلك بمحفوظ .

وكذا الحديث الذي ساقه ابن عساكر في " تاريخه " من طريق محمد بن عائذ ، ثنا الوليد ، ثنا من سمع عبد الرحمن بن ربيعة ، يحدث عن عبد الرحمن بن أيوب بن نافع بن كيسان ، عن جده نافع بن كيسان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل عيسى ابن مريم عند باب دمشق - قال نافع : ولا أدري أي بابها يريد - عند المنارة البيضاء لست ساعات من النهار في ثوبين ممشقين ، كأنما يتحدر من رأسه اللؤلؤ " . ففيه مبهم لم يسم ، وهو منكر; إذ هو مخالف لما ثبت في الصحاح من أن نزوله وقت السحر عند إضاءة الفجر وقد [ ص: 220 ] أقيمت الصلاة ، والله أعلم .

قال مسلم : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، حدثنا أبي ، حدثنا شعبة ، عن النعمان بن سالم ، سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول : سمعت عبد الله بن عمرو وجاءه رجل فقال : ما هذا الحديث الذي تحدث به؟ تقول : إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا . فقال : سبحان الله - أو لا إله إلا الله ، أو كلمة نحوهما - لقد هممت أن لا أحدث أحدا شيئا أبدا ، إنما قلت : إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما; يحرق البيت ، ويكون ويكون . ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج الدجال في أمتي ، فيمكث أربعين - لا أدري أربعين يوما ، أو أربعين شهرا ، أو أربعين عاما - فيبعث الله تعالى عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود ، فيطلبه فيهلكه ، ثم يمكث الناس سبع سنين ، ليس بين اثنين عداوة ، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام ، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته ، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه ، حتى تقبضه " . قال : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : " فيبقى شرار الناس في خفة الطير ، وأحلام السباع ، لا يعرفون معروفا ، ولا ينكرون منكرا ، فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون؟ فيقولون : فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان ، وهم في ذلك دار رزقهم ، حسن عيشهم ، ثم ينفخ في الصور ، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا " . قال : " وأول من [ ص: 221 ] يسمعه رجل يلوط حوض إبله " . قال : " فيصعق ، ويصعق الناس ، ثم يرسل الله - أو قال : " ينزل الله " - مطرا ، كأنه الطل - أو الظل ، نعمان الشاك - فتنبت منه أجساد الناس ، ثم ينفخ فيه أخرى ، فإذا هم قيام ينظرون ، ثم يقال : يا أيها الناس ، هلموا إلى ربكم وقفوهم إنهم مسئولون [ الصافات " 24 ] يقال : أخرجوا بعث النار . فيقال : من كم؟ فيقال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين " . قال : " وذلك يوم يجعل الولدان شيبا ، ويوم يكشف . عن ساق " .

وقال الإمام أحمد : حدثنا سريج ، حدثنا فليج ، عن الحارث بن فضيل ، عن زياد بن سعد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل ابن مريم إماما عادلا ، وحكما مقسطا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويرجع السلم ، وتتخذ السيوف مناجل ، وتذهب حمة كل ذات حمة ، وتنزل السماء رزقها ، وتخرج الأرض بركتها ، حتى يلعب الصبي بالثعبان ولا يضره ، ويراعي الغنم الذئب فلا يضرها ، ويراعي الأسد البقر فلا يضرها " . تفرد به أحمد ، وإسناده جيد قوي صالح .

وقال البخاري : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، [ ص: 222 ] حدثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة خيرا من الدنيا وما فيها " . ثم يقول أبو هريرة : واقرءوا إن شئتم : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا [ النساء : 159 ] .

وكذا رواه مسلم ، عن حسن الحلواني ، وعبد بن حميد ، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم به ، وأخرجاه أيضا من حديث سفيان بن عيينة ، والليث بن سعد ، عن الزهري به .

وروى أبو بكر بن مردويه ، من طريق محمد بن أبي حفصة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوشك أن يكون فيكم ابن مريم حكما عدلا ، يقتل الدجال ، ويقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويضع الجزية ، ويفيض المال ، وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين " . قال أبو هريرة : واقرءوا إن شئتم : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته . موت عيسى ابن مريم ، ثم يعيدها أبو هريرة ثلاث مرات .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا سفيان ، وهو ابن حسين ، عن [ ص: 223 ] الزهري ، عن حنظلة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل عيسى ابن مريم ، فيقتل الخنزير ، ويمحو الصليب ، وتجمع له الصلاة ، ويعطي المال حتى لا يقبل ، ويضع الخراج ، وينزل الروحاء ، فيحج منها أو يعتمر ، أو يجمعهما " . قال : وتلا أبو هريرة : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا . فزعم حنظلة أن أبا هريرة قال : يؤمن به قبل موت عيسى . فلا أدري ، هذا كله حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، أو شيء قاله أبو هريرة؟ .

وروى الإمام أحمد ومسلم ، من حديث الزهري ، عن حنظلة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليهلن عيسى ابن مريم ، من فج الروحاء بالحج والعمرة ، أو ليثنينهما جميعا " .

وقال البخاري : حدثنا ابن بكير ، حدثنا الليث ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري ، أن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم؟ " ثم قال البخاري : تابعه عقيل والأوزاعي .

وقد رواه الإمام أحمد ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، وعن عثمان بن عمر ، [ ص: 224 ] عن ابن أبي ذئب ، كلاهما عن الزهري به .

وأخرجه مسلم من حديث يونس والأوزاعي وابن أبي ذئب ، عن الزهري ، به .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا همام ، أخبرنا قتادة ، عن عبد الرحمن ، وهو ابن آدم مولى أم برثن صاحب السقاية ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الأنبياء إخوة لعلات ، أمهاتهم شتى ، ودينهم واحد ، وإني أولى الناس بعيسى ابن مريم; لأنه لم يكن بيني وبينه نبي ، وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ، عليه ثوبان ممصران ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، فيدق الصليب ، ويقتل الخنزير ويضع الجزية ، ويدعو الناس إلى الإسلام ، ويهلك الله في زمانه الأمم كلها إلا الإسلام ، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال ، ثم تقع الأمنة على الأرض ، حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والنمار مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيات ، لا تضرهم ، فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ، ويصلي عليه المسلمون " . وهكذا رواه أبو داود ، عن هدبة بن خالد ، عن هشام بن يحيى ، عن قتادة به .

ورواه ابن جرير ، ولم يورد عند تفسيرها غيره ، عن بشر بن معاذ ، عن يزيد ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة بنحوه ، وهذا إسناد جيد قوي .

[ ص: 225 ] وروى البخاري ، عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أنا أولى الناس بابن مريم ، والأنبياء أولاد علات ، ليس بيني وبينه نبي " . ثم روى عن محمد بن سنان ، عن فليح بن سليمان ، عن هلال بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة ، والأنبياء إخوة لعلات ، أمهاتهم شتى ، ودينهم واحد " . ثم قال : وقال إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فهذه طرق متعددة كالمتواترة عن أبي هريرة ، رضي الله عنه .  
-------------------
قوله تعالى : احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسئولون ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون فأغويناكم إنا كنا غاوين فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون

قوله تعالى : احشروا الذين ظلموا وأزواجهم هو من قول الله تعالى للملائكة : احشروا المشركين وأزواجهم أي : أشياعهم في الشرك ، والشرك : الظلم ، قال الله تعالى : إن الشرك لظلم عظيم فيحشر الكافر مع الكافر ، قاله قتادة وأبو العالية . وقال عمر بن الخطاب في قول الله - عز وجل - : احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال : الزاني مع الزاني ، وشارب الخمر مع شارب الخمر ، وصاحب السرقة مع صاحب السرقة . وقال ابن [ ص: 68 ] عباس : وأزواجهم أي : أشباههم . وهذا يرجع إلى قول عمر . وقيل : " وأزواجهم " : نساؤهم الموافقات على الكفر ، قاله مجاهد والحسن ، ورواه النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب . وقال الضحاك : وأزواجهم قرناءهم من الشياطين . وهذا قول مقاتل أيضا : يحشر كل كافر مع شيطانه في سلسلة . من دون الله أي من الأصنام والشياطين وإبليس . فاهدوهم إلى صراط الجحيم أي سوقوهم إلى النار . وقيل : فاهدوهم أي : دلوهم . يقال : هديته إلى الطريق ، وهديته الطريق ، أي : دللته عليه . وأهديت الهدية وهديت العروس ، ويقال أهديتها ، أي : جعلتها بمنزلة الهدية .

قوله تعالى : وقفوهم إنهم مسئولون وحكى عيسى بن عمر " أنهم " بفتح الهمزة . قال الكسائي : أي : لأنهم وبأنهم ، يقال : وقفت الدابة أقفها وقفا فوقفت هي وقوفا ، يتعدى ولا يتعدى ، أي : احبسوهم . وهذا يكون قبل السوق إلى الجحيم ، وفيه تقديم وتأخير ، أي : قفوهم للحساب ثم سوقوهم إلى النار . وقيل : يساقون إلى النار أولا ثم يحشرون للسؤال إذا قربوا من النار . إنهم مسئولون عن أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم ، قاله القرظي والكلبي . الضحاك : عن خطاياهم . ابن عباس : عن لا إله إلا الله . وعنه أيضا : عن ظلم الخلق . وفي هذا كله دليل على أن الكافر يحاسب . وقد مضى في [ الحجر ] الكلام فيه . وقيل : سؤالهم أن يقال لهم : ألم يأتكم رسل منكم إقامة للحجة . ويقال لهم : ما لكم لا تناصرون على جهة التقريع والتوبيخ ، أي : ينصر بعضكم بعضا فيمنعه من عذاب الله . وقيل : هو إشارة إلى قول أبي جهل يوم بدر : نحن جميع منتصر وأصله تتناصرون ، فطرحت إحدى التاءين تخفيفا . وشدد البزي التاء في الوصل .

قوله تعالى : بل هم اليوم مستسلمون قال قتادة : مستسلمون في عذاب الله عز وجل . ابن عباس : خاضعون ذليلون . الحسن : منقادون . الأخفش : ملقون بأيديهم . والمعنى متقارب . وأقبل بعضهم على بعض يعني الرؤساء والأتباع " يتساءلون " : يتخاصمون . ويقال : لا يتساءلون فسقطت لا . النحاس : وإنما غلط الجاهل باللغة فتوهم أن هذا من قوله : فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون إنما هو لا يتساءلون بالأرحام ، فيقول أحدهم : أسألك بالرحم الذي بيني وبينك لما نفعتني ، أو أسقطت لي حقا لك علي ، أو وهبت لي حسنة . وهذا بين ; لأن قبله " فلا أنساب بينهم " أي : ليس ينتفعون بالأنساب التي بينهم ، كما جاء في الحديث : إن الرجل ليسر بأن يصبح له على أبيه أو على ابنه حق فيأخذه منه لأنها [ ص: 69 ] الحسنات والسيئات ، وفي حديث آخر : رحم الله امرأ كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فأتاه فاستحله قبل أن يطالبه به فيأخذ من حسناته ، فإن لم تكن له حسنات زيد عليه من سيئات المطالب . و " يتساءلون " هاهنا إنما هو أن يسأل بعضهم بعضا ويوبخه في أنه أضله ، أو فتح له بابا من المعصية ، يبين ذلك أن بعده " إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين " قال مجاهد : هو قول الكفار للشياطين . قتادة : هو قول الإنس للجن . وقيل : هو من قول الأتباع للمتبوعين ، دليله قوله تعالى : ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول الآية . قال سعيد عن قتادة : أي : تأتوننا عن طريق الخير وتصدوننا عنها . وعن ابن عباس نحو منه . وقيل : تأتوننا عن اليمين التي نحبها ونتفاءل بها لتغرونا بذلك من جهة النصح . والعرب تتفاءل بما جاء عن اليمين وتسميه السانح . وقيل : تأتوننا عن اليمين تأتوننا مجيء من إذا حلف لنا صدقناه . وقيل : تأتوننا من قبل الدين فتهونون علينا أمر الشريعة وتنفروننا عنها .

قلت : وهذا القول حسن جدا ; لأن من جهة الدين يكون الخير والشر ، واليمين بمعنى الدين ، أي : كنتم تزينون لنا الضلالة . وقيل : اليمين بمعنى القوة ، أي : تمنعوننا بقوة وغلبة وقهر ، قال الله تعالى : فراغ عليهم ضربا باليمين أي : بالقوة وقوة الرجل في يمينه ، وقال الشاعر : 
إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين

أي : بالقوة والقدرة . وهذا قول ابن عباس . وقال مجاهد : تأتوننا عن اليمين أي : من قبل الحق أنه معكم ، وكله متقارب المعنى . قالوا بل لم تكونوا مؤمنين قال قتادة : هذا قول الشياطين لهم . وقيل : من قول الرؤساء ، أي : لم تكونوا مؤمنين قط حتى ننقلكم منه إلى الكفر ، بل كنتم على الكفر فأقمتم عليه للإلف والعادة . وما كان لنا عليكم من سلطان أي من حجة في ترك الحق بل كنتم قوما طاغين أي ضالين متجاوزين الحد . فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون هو أيضا من قول المتبوعين ، أي : وجب علينا وعليكم قول ربنا ، فكلنا ذائقون العذاب ، كما كتب الله وأخبر على ألسنة الرسل لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين وهذا [ ص: 70 ] موافق للحديث : إن الله - جل وعز - كتب للنار أهلا وللجنة أهلا ، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم .

فأغويناكم أي زينا لكم ما كنتم عليه من الكفر إنا كنا غاوين بالوسوسة والاستدعاء . فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون الضال والمضل . إنا كذلك أي مثل هذا الفعل نفعل بالمجرمين أي المشركين . إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون أي إذا قيل لهم قولوا ، فأضمر القول . و " يستكبرون " في موضع نصب على خبر كان . ويجوز أن يكون في موضع رفع على أنه خبر إن ، وكان ملغاة . ولما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي طالب عند موته واجتماع قريش : قولوا لا إله إلا الله تملكوا بها العرب وتدين لكم بها العجم أبوا وأنفوا من ذلك . وقال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أنزل الله تعالى في كتابه فذكر قوما استكبروا فقال : إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون وقال تعالى : إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وهي ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) استكبر عنها المشركون يوم الحديبية يوم كاتبهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قضية المدة ، ذكر هذا الخبر البيهقي ، والذي قبله القشيري . 
الجامع لأحكام القرآن »
سورة الصافات »
قوله تعالى احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون 

ذكر نزول عيسى ابن مريم من السماء الدنيا إلى الأرض في آخر الزمان



ذكر نزول عيسى ابن مريم من السماء الدنيا إلى الأرض في آخر الزمان

قال تعالى : وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا [ النساء : 157 - 159 ] .

قال ابن جرير في تفسيره : حدثنا ابن بشار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته . قال : قبل موت عيسى ابن مريم . وهذا إسناد صحيح ، وكذا روى العوفي ، عن ابن عباس .

وقال أبو مالك : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته . ذلك عند نزول عيسى ابن مريم ، لا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا آمن به . وقال الحسن البصري : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته . قال : قبل موت عيسى ، والله إنه الآن حي عند الله ، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون . رواه ابن جرير .

[ ص: 218 ] وروى ابن أبي حاتم عنه : أن رجلا سأل الحسن عن قوله تعالى : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته . فقال : قبل موت عيسى ، إن الله رفع عيسى إليه ، وهو باعثه قبل يوم القيامة مقاما يؤمن به البر والفاجر . وهكذا قال قتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغير واحد ، وهو ثابت في الصحيحين ، عن أبي هريرة ، كما سيأتي موقوفا ، وفي رواية مرفوعا . والله أعلم .

وهذا هو المقصود من السياق الإخبار بحياته الآن في السماء ، وليس الأمر كما يزعمه أهل الكتاب الجهلة أنهم صلبوه بل رفعه الله إليه ، ثم ينزل من السماء قبل يوم القيامة ، كما دلت عليه الأحاديث المتواترة كما سبق في أحاديث الدجال ، وكما سيأتي أيضا ، وبالله المستعان .

وقد روي عن ابن عباس وغيره أن الضمير في قوله : قبل موته عائد على أهل الكتاب ، أي يؤمن بعيسى قبل الموت ، وذلك لو صح لما كان مخالفا للأول ، ولكن الصحيح في المعنى والإسناد ما ذكرناه ، وقد قررناه في كتابنا " التفسير " بما فيه كفاية ، ولله الحمد والمنة . 

قوله تعالى : وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما

قوله تعالى : وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم كسرت إن لأنها مبتدأة بعد القول وفتحها لغة . وقد تقدم في " آل عمران " اشتقاق لفظ المسيح . رسول الله بدل ، وإن شئت على معنى أعني . وما قتلوه وما صلبوه رد لقولهم . ولكن شبه لهم أي ألقي شبهه على غيره كما تقدم في " آل عمران " . وقيل : لم يكونوا يعرفون شخصه وقتلوا الذي قتلوه وهم شاكون فيه ، كما قال تعالى : وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه والإخبار قيل : إنه عن جميعهم . وقيل : إنه لم يختلف فيه إلا عوامهم ؛ ومعنى اختلافهم قول بعضهم إنه إله ، وبعضهم هو ابن الله . قاله الحسن : وقيل اختلافهم أن عوامهم قالوا قتلنا عيسى . وقال من عاين رفعه إلى السماء : ما قتلناه . وقيل : اختلافهم أن النسطورية من النصارى قالوا : صلب عيسى من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته . وقالت الملكانية : وقع الصلب والقتل على المسيح بكماله ناسوته ولاهوته . وقيل : اختلافهم هو أنهم قالوا : إن كان هذا صاحبنا فأين عيسى ؟ ! وإن كان هذا عيسى فأين صاحبنا ؟ ! وقيل : اختلافهم هو أن اليهود قالوا : نحن قتلناه ؛ لأن يهوذا رأس اليهود هو الذي سعى في قتله . وقالت طائفة من النصارى : بل قتلناه نحن . وقالت طائفة منهم : بل رفعه الله إلى السماء ونحن ننظر إليه . ما لهم به من علم من زائدة ؛ وتم الكلام . ثم قال جل وعز : إلا اتباع الظن استثناء ليس من الأول في موضع نصب ، ويجوز أن يكون في موضع رفع على البدل ؛ أي ما لهم به من علم إلا اتباع الظن . وأنشد سيبويه : 
وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلا العيس [ ص: 373 ] قوله تعالى : وما قتلوه يقينا قال ابن عباس والسدي : المعنى ما قتلوا ظنهم يقينا ؛ كقولك : قتلته علما إذا علمته علما تاما ؛ فالهاء عائدة على الظن . قال أبو عبيد : ولو كان المعنى وما قتلوا عيسى يقينا لقال : وما قتلوه فقط . وقيل : المعنى وما قتلوا الذي شبه لهم أنه عيسى يقينا ؛ فالوقف على هذا على يقينا . وقيل : المعنى وما قتلوا عيسى ، والوقف على وما قتلوه ويقينا نعت لمصدر محذوف ، وفيه تقديران : أحدهما : أي قالوا هذا قولا يقينا ، أو قال الله هذا قولا يقينا . والقول الآخر : أن يكون المعنى وما علموه علما يقينا . النحاس : إن قدرت المعنى بل رفعه الله إليه يقينا فهو خطأ ؛ لأنه لا يعمل ما بعد بل فيما قبلها لضعفها . وأجازابن الأنباري الوقف على وما قتلوه على أن ينصب يقينا بفعل مضمر هو جواب القسم ، تقديره : ولقد صدقتم يقينا أي صدقا يقينا . بل رفعه الله إليه ابتداء كلام مستأنف ؛ أي إلى السماء ، والله تعالى متعال عن المكان ؛ وقد تقدم كيفية رفعه في " آل عمران " . وكان الله عزيزا أي قويا بالنقمة من اليهود فسلط عليهم بطرس بن أستيسانوس الرومي فقتل منهم مقتلة عظيمة . حكيما حكم عليهم باللعنة والغضب . 
الجامع لأحكام القرآن »
سورة النساء »
قوله تعالى وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم 

ذكر ما يعصم من الدجال



ذكر ما يعصم من الدجال 
 
1. فمن ذلك الاستعاذة من فتنته ، فقد ثبت في الأحاديث الصحاح ، من غير [ ص: 200 ] وجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من فتنة الدجال في الصلاة ، وأنه أمر أمته بذلك أيضا : " اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن فتنة القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال " . وذلك من حديث أنس ، وأبي هريرة ، وعائشة ، وابن عباس ، وسعد ، وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وغيرهم .

قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي : والاستعاذة من الدجال متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

2.ومن ذلك حفظ آيات من سورة الكهف ، كما قال أبو داود : حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا هشام ، عن قتادة ، حدثنا سالم بن أبي الجعد ، عن معدان ، عن أبي الدرداء ، يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " . قال أبو داود : وكذا قال هشام الدستوائي ، عن قتادة ، إلا أنه قال : " من حفظ من خواتيم سورة الكهف " . وقال شعبة ، عن قتادة : " من آخر الكهف " .

[ ص: 201 ] وقد رواه مسلم من حديث همام ، وهشام ، وشعبة ، عن قتادة ، به ، بألفاظ مختلفة ، وقال الترمذي : حسن صحيح . وفي بعض رواياته : " الثلاث آيات من أول سورة الكهف " . ورواه أحمد ، عن يزيد بن هارون ، وعفان وعبد الصمد ، عن همام ، عن قتادة به : " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال " .

وكذلك رواه عن روح ، عن سعيد ، عن قتادة بمثله ، ورواه عن حسين ، عن شيبان ، عن قتادة كذلك ، وقد رواه عن غندر وحجاج ، عن شعبة ، عن قتادة وقال : " من حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " .

3.ومن ذلك الابتعاد عنه فلا يراه; فإن من رآه افتتن ، كما تقدم في حديث عمران بن حصين : " من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله إن المؤمن ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه; لما يبعث به من الشبهات " .

4.ومما يعصم من فتنة الدجال سكنى المدينة النبوية ومكة ، شرفهما الله تعالى ، فقد روى البخاري ومسلم ، من حديث الإمام مالك ، رضي الله عنه ، عن نعيم المجمر ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " على أنقاب المدينة ملائكة ، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال " .

وقال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثني إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي بكرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال; لها يومئذ سبعة أبواب ، على كل باب ملكان " . وقد روى هذا جماعة من الصحابة منهم; أبو هريرة ، وأنس بن مالك ، وسلمة بن الأكوع ، ومحجن بن الأدرع ، كما تقدم .

وقال الترمذي : حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأتي الدجال المدينة ، فيجد الملائكة يحرسونها ، فلا يدخلها الطاعون ولا الدجال ، إن شاء الله " . وأخرجه البخاري عن يحيى بن موسى ، وإسحاق بن أبي عيسى ، عن يزيد بن هارون به ، ثم قال الترمذي : هذا حديث صحيح ، وفي الباب عن أبي هريرة ، وفاطمة بنت قيس ، ومحجن ، وأسامة ، وسمرة بن جندب . وقد ثبت في الصحيح أنه لا يدخل مكة ولا المدينة تمنعه الملائكة; لشرف هاتين [ ص: 203 ] البقعتين ، فهما حرمان آمنان ، وإنما إذا نزل عند سبخة المدينة ترجف بأهلها ثلاث رجفات ، إما حسا ، وإما معنى ، على القولين ، فيخرج إليه كل منافق ومنافقة ، فيومئذ تنفي المدينة خبثها ، وينصع طيبها ، كما تقدم .  
  أبو هريرة ( ع )

الإمام الفقيه المجتهد الحافظ ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أبو هريرة الدوسي اليماني . سيد الحفاظ الأثبات .

اختلف في اسمه على أقوال جمة ، أرجحها : عبد الرحمن بن صخر . وقيل : ابن غنم . وقيل : كان اسمه : عبد شمس ، وعبد الله . وقيل : سكين . وقيل : عامر . وقيل : برير . وقيل : عبد بن غنم . وقيل : عمرو . وقيل : سعيد .

وكذا في اسم أبيه أقوال .

قال هشام بن الكلبي : هو عمير بن عامر بن ذي الشرى بن طريف بن عيان بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد

وهذا بعينه قاله خليفة بن خياط في نسبه ; لكنه قال : " عتاب " في " عيان " ، وقال : " منبه " في " هنية " . [ ص: 579 ]

ويقال : كان في الجاهلية اسمه : عبد شمس ، أبو الأسود ، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عبد الله ، وكناه : أبا هريرة .

والمشهور عنه أنه كني بأولاد هرة برية . قال : وجدتها ، فأخذتها في كمي ; فكنيت بذلك .

قال الطبراني : وأمه - رضي الله عنها- هي : ميمونة بنت صبيح .

حمل عن النبي - صلى الله عليه وسلم- علما كثيرا طيبا مباركا فيه - لم يلحق في كثرته- وعن أبي ، وأبي بكر ، وعمر ، وأسامة ، وعائشة ، والفضل ، وبصرة بن أبي بصرة ، وكعب الحبر .

حدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين ، فقيل : بلغ عدد أصحابه ثمان مائة ، فاقتصر صاحب " التهذيب " ، فذكر من له رواية عنه في كتب الأئمة الستة ، وهم : إبراهيم بن إسماعيل ، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين ، وإبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري - ويقال : عبد الله بن إبراهيم - وإسحاق مولى زائدة ، وأسود بن هلال ، وأغر بن سليك ، والأغر أبو مسلم ، وأنس بن حكيم ، وأنس بن مالك ، وأوس بن خالد . وبسر بن سعيد ، وبشير بن نهيك ، وبشير بن كعب ، وبعجة بن عبد الله الجهني ، وبكير بن فيروز . وثابت بن عياض وثابت بن قيس الزرقي ، وثور بن عفير . وجابر بن عبد الله ، وجبر بن عبيدة ، وجعفر بن عياض ، وجمهان [ ص: 580 ] الأسلمي ، والجلاس . والحارث بن مخلد ، وحريث بن قبيصة ، والحسن البصري ، وحصين بن اللجلاج - ويقال : خالد ، ويقال : قعقاع - وحصين بن مصعب ، وحفص بن عاصم بن عمر ، وحفص بن عبد الله بن أنس ، والحكم بن ميناء ، وحكيم بن سعد ، وحميد بن عبد الرحمن الزهري ، وحميد بن عبد الرحمن ، وحميد بن مالك ، وحنظلة بن علي ، وحيان بن بسطام ، والد سليم . وخالد بن عبد الله ، وخالد بن غلاق ، وخباب صاحب المقصورة ، وخلاس ، وخيثمة بن عبد الرحمن . وذهيل بن عوف . وربيعة الجرشي ، ورميح الجذامي . وزرارة بن أوفى ، وزفر بن صعصعة - بخلف- وزياد بن ثويب ، وزياد بن رياح ، وزياد بن قيس ، وزياد الطائي ، وزيد بن أسلم - مرسل- وزيد بن أبي عتاب . وسالم العمري ، وسالم بن أبي الجعد ، وسالم أبو الغيث ، وسالم مولى النصريين وسحيم الزهري ، وسعد بن هشام ، وسعيد بن الحارث ، وسعيد بن أبي الحسن ، وسعيد بن حيان ، وسعيد المقبري ، وسعيد بن سمعان ، وسعيد بن عمرو بن الأشدق ، وسعيد ابن مرجانة ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن أبي هند ، وسعيد بن يسار ، وسلمان [ ص: 581 ] الأغر ، وسلمة بن الأزرق ، وسلمة الليثي ، وسليمان بن حبيب المحاربي ، وسليمان بن سنان ، وسليمان بن يسار ، وسنان بن أبي سنان . وشتير - وقيل : سمير - بن نهار ، وشداد أبو عمار ، وشريح بن هانئ ، وشفي بن ماتع ، وشقيق بن سلمة ، وشهر بن حوشب . وصالح بن درهم ، وصالح بن أبي صالح ، وصالح مولى التوأمة ، وصعصعة بن مالك ، وصهيب العتواري . والضحاك بن شرحبيل ، والضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم ، وضمضم بن جوس . وطارق بن محاسن وطاوس اليماني . وعامر بن سعد بن أبي وقاص ، وعامر بن سعد البجلي ، وعامر الشعبي ، وعباد أخو سعيد المقبري ، وعباس الجشمي ، وعبد الله بن ثعلبة بن صعير ، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث ، وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، وأبو سلمة عبد الله بن رافع الحضرمي ، وعبد الله بن رباح الأنصاري ، وعبد الله بن سعد مولى عائشة ، وعبد الله بن أبي سليمان ، وعبد الله بن شقيق ، وعبد الله بن ضمرة ، وابن عباس ، وابن ابن عمر عبيد الله - وقيل : عبد الله - وعبد الله بن عبد الرحمن الدوسي ، وعبد الله بن عتبة [ ص: 582 ] الهذلي ، وعبد الله بن عمرو بن عبد القاري ، وعبد الله بن فروخ ، وعبد الله بن يامين ، وعبد الحميد بن سالم ، وعبد الرحمن بن آدم ، وعبد الرحمن بن أذينة ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعبد الرحمن بن حجيرة ، وعبد الرحمن بن أبي حدرد ، وعبد الرحمن بن خالد بن ميسرة ، وعبد الرحمن بن سعد مولى الأسود . وعبد الرحمن بن سعد المقعد ، وعبد الرحمن بن الصامت ، وابن الهضهاض ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، وعبد الرحمن بن أبي عمرة ، وعبد الرحمن بن غنم ، وعبد الرحمن بن أبي كريمة ، والد السدي ، وعبد الرحمن بن مهران ، مولى أبي هريرة ، وعبد الرحمن بن أبي نعم البجلي . وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وعبد الرحمن بن يعقوب الحرقي ، وعبد العزيز بن مروان ، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن - بخلف- وعبد الملك بن يسار ، وعبيد الله بن أبي رافع النبوي ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب ، وعبيد بن حنين ، وعبيد بن سلمان ، وعبيد بن أبي عبيد ، وعبيد بن عمير الليثي ، وعبيدة بن سفيان ، وعثمان بن أبي سودة ، وعثمان بن شماس - بخلف - وعثمان بن عبد الله بن موهب ، وعجلان ، والد محمد ، وعجلان ، مولى المشمعل ، وعراك بن مالك ، وعروة بن الزبير ، وعروة بن تميم ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطاء بن أبي علقمة ، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني - ولم يدركه- وعطاء بن مينا ، وعطاء بن يزيد ، وعطاء بن يسار ، وعطاء مولى ابن أبي أحمد . وعطاء مولى أم صبية ، وعطاء الزيات - إن صح- وعكرمة بن خالد - وما أظنه لحقه- وعكرمة العباسي ، وعلقمة بن بجالة ، وعلي بن الحسين ، وعلي بن رباح ، وعلي بن شماخ - إن صح- وعمار بن أبي عمار مولى بني هاشم ، وعمارة - وقيل : عمرو- بن أكيمة الليثي ، وعمر بن الحكم بن ثوبان ، وعمر بن الحكم بن رافع ، [ ص: 583 ] وعمر بن خلدة قاضي المدينة ، وعمرو بن دينار ، وعمرو بن أبي سفيان ، وعمرو بن سليم الزرقي ، وعمرو بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي ، وعمرو بن عمير ، وعمرو بن قهيد ، وعمرو بن ميمون الأودي ، وعمير بن الأسود العنسي ، وعمير بن هانئ العنسي ، وعنبسة بن سعيد بن العاص ، وعوف بن الحارث ، رضيع عائشة ، والعلاء بن زياد العدوي ، وعيسى بن طلحة . والقاسم بن محمد ، وقبيصة بن ذؤيب ، وقسامة بن زهير ، والقعقاع بن حكيم - ولم يلقه - وقيس بن أبي حازم . وكثير بن مرة ، وكعب المدني ، وكليب بن شهاب ، وكميل بن زياد ، وكنانة مولى صفية . ومالك بن أبي عامر الأصبحي ، ومجاهد ، والمحرر بن أبي هريرة ، ومحمد بن إياس بن البكير ، ومحمد بن ثابت ، ومحمد بن زياد ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن شرحبيل ، ومحمد بن أبي عائشة ، ومحمد بن عباد بن جعفر ، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ، ومحمد بن عمار القرظ . ومحمد بن عمرو بن عطاء - بخلف - ومحمد بن عمير ، ومحمد بن قيس بن مخرمة ، ومحمد بن كعب القرظي ، ومحمد بن مسلم الزهري - ولم يلحقه- ومحمد بن المنكدر ، ومروان بن الحكم ، ومضارب بن حزن ، والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، والمطوس - ويقال : أبو المطوس - ومعبد بن عبد الله بن هشام والد زهرة . والمغيرة بن أبي بردة ، ومكحول - ولم يره - والمنذر أبو نضرة العبدي ، وموسى بن طلحة ، وموسى بن وردان ، وموسى بن يسار ، وميمون بن مهران ، ومينا مولى عبد الرحمن بن عوف . [ ص: 584 ] ونافع بن جبير ، ونافع بن عباس ، مولى أبي قتادة ، ونافع بن أبي نافع ، مولى أبي أحمد ، ونافع العمري ، والنضر بن سفيان ، ونعيم المجمر . وهمام بن منبه ، وهلال بن أبي هلال ، والهيثم بن أبي سنان ، وواثلة بن الأسقع ، والوليد بن رباح . ويحيى بن جعدة ، ويزيد بن الأصم ، ويحيى بن أبي صالح ، ويحيى بن النضر الأنصاري ، ويحيى بن يعمر ، ويزيد بن رومان - ولم يلحقه - ويزيد بن عبد الله بن الشخير ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط ، ويزيد بن عبد الرحمن الأودي - والد إدريس ، ويزيد بن هرمز . ويزيد مولى المنبعث ، ويعلى بن عقبة ، ويعلى بن مرة ، ويوسف بن ماهك . وأبو إدريس الخولاني ، وأبو إسحاق مولى بني هاشم ، وأبو أمامة بن سهل ، وأبو أيوب المراغي ، وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وأبو تميمة الهجيمي ، وأبو ثور الأزدي ، وأبو جعفر المدني - فإن كان الباقر فمرسل- وأبو الجوزاء الربعي ، وأبو حازم الأشجعي ، وأبو الحكم البجلي ، وأبو الحكم مولى بني ليث ، وأبو حميد - فيقال : هو عبد الرحمن بن سعد المقعد - وأبو حي المؤذن . وأبو خالد البجلي ، والد إسماعيل ، وأبو خالد الوالبي ، وأبو خالد ، مولى آل جعدة ، وأبو رافع الصائغ ، وأبو الربيع المدني ، وأبو رزين الأسدي ، وأبو زرعة البجلي ، وأبو زيد ، وأبو السائب مولى هشام بن زهرة ، وأبو سعد الخير - حمصي ، ويقال : أبو سعيد - وأبو سعيد بن أبي المعلى ، وأبو سعيد الأزدي وأبو سعيد المقبري . وأبو سعيد مولى ابن عامر ، وأبو سفيان [ ص: 585 ] مولى ابن أبي أحمد ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وأبو السليل القيسي وأبو الشعثاء المحاربي ، وأبو صالح الأشعري ، وأبو صالح الحنفي ، وأبو صالح الخوزي ، وأبو صالح السمان ، وأبو صالح مولى ضباعة ، وأبو الصلت ، وأبو الضحاك ، وأبو العالية الرياحي ، وأبو عبد الله الدوسي ، وأبو عبد الله القراظ ، وأبو عبد الله مولى الجندعيين . وأبو عبد العزيز ، وأبو عبد الملك ، مولى أم مسكين . وأبو عبيد مولى ابن أزهر ، وأبو عثمان التبان ، وأبو عثمان النهدي ، وأبو عثمان الطنبذي ، وأبو عثمان آخر ، وأبو علقمة مولى بني هاشم ، وأبو عمر الغداني ، وأبو غطفان المري ، وأبو قلابة الجرمي - مرسل - وأبو كباش العيشي . وأبو كثير السحيمي ، وأبو المتوكل الناجي ، وأبو مدلة ، مولى عائشة ، وأبو مرة مولى عقيل ، وأبو مريم الأنصاري ، وأبو مزاحم - مدني - وأبو مزرد ، وأبو المهزم البصري ، وأبو ميمونة - مدني - وأبو هاشم الدوسي ، وأبو الوليد مولى عمرو بن حريث ، وأبو يحيى مولى آل جعدة ، وأبو يحيى الأسلمي ، هو وأبو يونس مولى أبي هريرة . وابن حسنة الجهني ، وابن سيلان ، وابن مكرز- شامي - وابن وثيمة النصري . وكريمة بنت الحسحاس ، وأم الدرداء الصغرى .
 
عرض في كتاب سير أعلام النبلاء

المقحمات الباطل تعريفها في شريعة النووي

    تعقيب علي المقحمات يتبين من تعريف المقحمات بين النووي ومعاجم اللغة العتيدة أن النووي أخطأ جدا في التعريف { المقحمات مفتوح للك...